و تتوالى فضائح الموساد :- كشف قضية تجسس جديدة ضد مصر

هدى مجدى

عضو جديد
إنضم
9 يونيو 2008
المشاركات
410
التفاعل
160 0 0
بعد كشف قضايا الجاسوسية ومافيا السائحين:
حرب الجواسيس.. الصراع الخفي بين مصر وإسرائيل
5.jpg

إعداد: محمد يوسف
علي البلهاسي
أثار سقوط شبكة التجسس الإسرائيلية داخل مصر مؤخراً الكثير من ردود الأفعال داخل مصر وإسرائيل حيث تزايدت حدة الانتقادات داخل مصر للممارسات والاستفزازات الإسرائيلية ضد مصر رغم معاهدة السلام الموقَّعة بينهما.
اعترض نتنياهو على محاكمة الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام ومارس ضغوطه للإفراج عنه دون جدوى
الشبكة الأخيرة التي تم الكشف عنها والتي جاءت ضمن سلسلة من قضايا التجسس الإسرائيلي داخل مصر في الفترة الأخيرة متورط فيها دبلوماسي مصري بسفارة مصر في تل أبيب ويدعى (الدكتور عصام الصاوي) وزعيمة الشبكة مديرة علاقات عامة بشركة سياحية تدعى (نجلاء إبراهيم) وهي أيضا لاعبة كرة اليد السابقة التي تعرفت عن طريق هذه اللعبة على (خالد مسعد) لاعب كرة اليد السابق بنادي الزمالك وتمكنت من تجنيده هو الآخر ليساعدها في هذه العمليات المشبوهة وكوَّن الثلاثة معاً شبكة قوية للتجسس وتهريب السائحين الأجانب إلى إسرائيل عبر الحدود المصرية عن طريق المنافذ والدروب الجبلية عند مدينة رفح.
وكانت الصدفة وحدها هي السبب وراء كشفها حيث بدأت الحكاية في الثاني من شهر أكتوبر الماضي عندما تم تقديم بلاغ باختفاء 16 سائحا يحملون الجنسية الصينية في الجبال والدروب بمدينة رفح أثناء عمل رحلة سفاري سياحية وأكدت التحريات أن هؤلاء السائحين اختفوا عند الحدود المصرية الإسرائيلية التي عبروها إلى داخل إسرائيل.
وقادت التحقيقات مع الشركة المسؤولة عن نقل هذه المجموعة من السياح إلى أن مسؤولية برنامج الرحلة يقع ضمن مسؤولية مديرة العلاقات العامة وبمجرد استدعائها واتهامها بتهريب السائحين الصينيين إلى حدود إسرائيل اعترفت مديرة العلاقات العامة بالشركة وتدعى نجلاء إبراهيم على زميلها في الشركة خالد مسعد الذي وقع هو الآخر في يد الشرطة واعترفا تفصيلياً بكيفية عمليات الهروب وكيفية عمليات الاتصال بالجانب الإسرائيلي لتسهيل هذه العملية عبر الدروب والجبال من رفح إلى الأراضي الإسرائيلية وذلك مقابل (1800 دولار) على الشخص الواحد.
تهريب وجاسوسية
وكانت المفاجأة التي فجرتها نجلاء إبراهيم المتهمة أن من يقوم بترتيب الاتصال والاتفاق مع الجانب الإسرائيلي لتسهيل عملية هروب الأجانب هو دبلوماسي مصري بسفارة تل أبيب مقابل حصوله على عمولة عن كل شخص يتم تهريبه إلى إسرائيل.
وبدخول هذا الدبلوماسي في دائرة الاتهام حولت القضية من قضية تهريب السياح الأجانب إلى إسرائيل إلى قضية تخابر مع جهاز الموساد الإسرائيلي وهو ما كشفت عنه التحقيقات التي جرت في سرية تامة حيث اتسعت دائرة الاتهام في القضية لتشمل 8 متهمين ثلاثة منهم بارزون والباقون عبارة عن موظفين بالشركة السياحية وعدد من البدو من مدينة رفح ممن لديهم خبرة بدروب المنافذ الجبلية المؤدية إلى دخول إسرائيل بخلاف عدد من الإسرائيليين الذين يسهلون عملية التنقل للسياح الأجانب داخل إسرائيل وكشفت التحقيقات أن هذه الشبكة تمكنت من تهريب عدد كبير من السائحين الأجانب إلى إسرائيل عبر الحدود المصرية وخاصة من دول الصين وروسيا وأوكرانيا ودول شرق آسيا. ووفق تقديرات بعض المسؤولين فإن محاولات التسلل في الشهور الأخيرة بلغ عددها ما بين 3 و 9 حالات في الأسبوع الواحد رغم خطورة التسلل وتعرض صاحبه لفقد حياته وهو ما يجعل المتسللين يعتمدون على عصابات التهريب مقابل مبالغ مالية تترواح ما بين 2000 و5000 دولار على الفرد الواحد تحت ستار شركات سياحية ومع تواطؤ بعض الإسرائيليين.
وقبل مضي أسبوع على اكتشاف شبكة التجسس أحبطت أجهزة الأمن المصرية محاولة جديدة لتهريب 30 سائحاً أجنبياً من مصر إلى إسرائيل.
وتعتبر جنوب سيناء نقطة إغراء للمتسللين الإسرائيليين الذين يتم القبض عليهم في الغالب بالقرب من منفذ طابا وغالباً ما يكونون من الضباط والجنود ولا يحملون جوازات سفر. وفي خلال الفترة من عام 1992م حتى عام 1997م سلمت مصر إسرائيل 31 متهماً في قضايا مختلفة منها ما هو تجسس ومنها ما هو مخدرات وتزوير عملة وأنشطة أخرى والباقون أفرج عنهم في مساء 13 أغسطس 1997م مع سفينة القمار الإسرائيلية مونتانا.
وقد كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا أن شركة مازدا الإسرائيلية الكائنة أمام القنصلية المصرية في تل أبيب والمملوكة للإسرائيلي زائيفي روفائيل هي رأس الشبكة المنوط بها عملية تسيير خط النقل ما بين تل أبيب والقاهرة للعمالة الصينية والماليزية والفليبينية وغيرها التي تأتي إلى مصر تحت اسم السياحة ويتم تهريبها إلى إسرائيل عبر المدقات الصحراوية. وثبت من التحقيقات أن الشركة الإسرائيلية استطاعت تجنيد بعض العناصر أحدها ماليزي والآخر أفريقي فضلا عن الثلاثة المتورطين في شبكة التجسس (د. عصام الصاوي ونجلاء إبراهيم وخالد سعد) بهدف تشويه سمعة مصر حيث إن الهدف السياسي وراء عمليات تهريب السياح هذه هو إظهار ضعف مصر عن حماية حدودها الشرقية.
حرب الجواسيس
على الرغم من مرور 23 عاما هي عمر معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل إلا أن الجانب الإسرائيلي لم يتوقف عن نشاطه في تجنيد الأفراد والتخابر على المصالح القومية المصرية.
وفي الفترة الماضية تم كشف النقاب عن العديد من قضايا التجسس على مصر من قبل إسرائيل، أهمها كان عزام عزام ومجدي أنور وسمحان، وآخرها كان شريف الفيلالي ثم الشبكة التي ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض عليها مؤخراً.
وملف التخابر بين مصر وإسرائيل مليء بالعديد من القضايا.
ومن أشهر هذه القضايا الجاسوس عزام عزام أخطر جاسوس إسرائيلي في مصر حتى الآن لأنه منذ أن حكم عليه بالسجن لمدة 15 عاماً وذلك عام 1997م وإسرائيل وقادتها لا يألون جهداً في المطالبة بالإفراج عنه.
ففي عام 1996م تم القبض على عزام عزام متعب عزام والقبض على شبكة تجسس يتزعمها وتجنيد شاب مصري أثناء وجوده للتدريب في إسرائيل عن طريق عميلتي الموساد زهرة يوسف جريس ومنى أحمد شواهنة.
وكانت المعلومات المطلوبة من عزام وشبكته هي جمع معلومات عن المصانع الموجودة في المدن الجديدة مدينة 6 أكتوبر والعاشر من رمضان من حيث النشاط والحركة الاقتصادية وكانت وسيلة عزام عزام جديدة للغاية وهي إدخال ملابس داخلية مشبعة بالحبر السري قادمة من إسرائيل مع عماد إسماعيل الذي جنده عزام.
وبعد القبض عليه حكم على عزام بالسجن 15 عاما يقضيها حالياً في ليمان طرة.
ولم يعجب الحكم نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل وقتها الذي اعترض على حكم القضاء المصري. وآخر زيارة لعزام في السجن كانت من «داني نافيه» مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون ووزير الدولة ومستشارته الصحفية ومندوب من السفارة الإسرائيلية بالقاهرة وقد طلب عزام منهم ضرورة الإسراع بالإفراج عنه لأنه ضاق بحياة السجن ووعده شارون أن يبذل أقصى جهده وحكومة إسرائيل لتحقيق هذا الهدف.
والغريب أن قادة إسرائيل دائما ما يضعون قضية الإفراج عن عزام عزام محل اهتماماتهم ويجعلونها رقم واحد على أجندة المباحثات بين مصر وإسرائيل، وعلى العكس تبدي الحكومة المصرية موقفاً واحداً وهو أن القضاء المصري له كامل السيادة ويتمتع بالنزاهة والاستقلال في أحكامه.
أما قضية الجاسوس سمير عثمان فقد حدثت في أغسطس 1997م عندما سقط الجاسوس في يد رجال الأمن أثناء قيامه بالتجسس مرتدياً بدلة الغوص حيث كانت مهمته التنقل عائما بين مصر وإسرائيل بعد أن جنده الموساد واعترف المتهم بأنه تم تجنيده عام 1988م على يد الموساد بعد أن ترك عمله في جهاز مصري حساس، وأضاف أنه سافر إلى اليونان والسودان وليبيا ومن هذه البلاد إلى تل أبيب، وأن الموساد جهزت له 4 جوازات سفر كان يستخدمها في تنقلاته وأثناء تفتيش منزله عثر على مستندات هامة وأدوات خاصة تستخدم في عمليات التجسس.
والقضية الغريبة في قضايا التجسس الإسرائيلي على مصر هي قضية الجاسوس سمحان موسى مطير فهي المرة الأولى التي يتم فيها تجنيد تاجر مخدرات ليكون جاسوسا لإسرائيل وهذا ما حدث مع سمحان الذي اتفق معه رجال الموساد على تسليمه مخدرات مقابل تسليمهم معلومات عن مصر وكان سمحان يعمل في فترة شبابه بإحدى شركات المقاولات التي لها أعمال في مصر وإسرائيل ومن هنا كان اتصاله بالموساد الإسرائيلي وعمل بتجارة المخدرات تحت ستار شركة مقاولات خاصة وكانت له علاقات اتصالات عديدة ببعض ضباط الموساد المعروفين ومعهم اتفق على صفقة جلب المخدرات مقابل تقديم معلومات هامة عن مصر إلى الموساد.
وسمحان جاسوس حريص للغاية فقد تلقى دروسا عديدة في كيفية الحصول على معلومات وكيفية استقبال الرسائل وكيفية إرسالها لكنه كان يحفظ المعلومات المطلوب الحصول عليها وينقلها شفاهة إلى ضباط الموساد الإسرائيلي، وكانت المعلومات المطلوبة من سمحان تتعلق بالوضع الاقتصادي لمصر وحركة البورصة المصرية وتدوال الأوراق المالية وكذلك تم تكلفتة بالحصول على معلومات تخص، بعض رجال الأعمال.
ومن أشهر قضايا التخابر لصالح إسرائيل كانت قضية الجاسوس شريف الفيلالي الذي سافر عام 1990م لاستكمال دراسته العليا بألمانيا وخلال إقامته بها تعرف على امرأة ألمانية يهودية تدعى (ايرينا) قامت بتقديمه إلى رئيس قسم العمليات التجارية بإحدى الشركات الألمانية الدولية والذي ألحقه بالعمل بالشركة وطلب منه تعلم اللغة العبرية تمهيداً لإرساله للعمل في إسرائيل وعندما فشل في تعلم اللغة العبرية سافر إلى إسبانيا وتزوج من امرأة يهودية مسنة، ثم تعرف على جريجروي شيفيتش الضابط بجهاز المخابرات السوفيتي السابق المتهم الثاني في القضية وعلم منه أنه يعمل في تجارة الأسلحة وكشف له عن ثرائه الكبير ثم طلب منه إمداده بمعلومات سياسية وعسكرية عن مصر وإمداده بمعلومات عن مشروعات استثمارية منها ما هو سياحي وزراعي بمساعدة ابن عمه سامي الفيلالي وكيل وزارة الزراعة، ووافق الفيلالي وبدأت اللقاءات مع ضابطين من الموساد وقد نجح رجال الأمن المصريون في القبض عليه فكانت أشهر قضية تجسس مع بداية عام 2000م وحكم عليه بالسجن 15 عاما.
قضية تجسس أخرى أحبطت قبل أن تبدأ وهي قضية مجدي أنور توفيق الذي حكم علية بالسجن 10 سنوات أشغالاً شاقة للسعي للتخابر مع الموساد الإسرائيلي ووجهت له أجهزة الأمن المصري تهمة السعي إلى التخابر مع دولة أجنبية وأيضا تهمة التزوير في أوراق رسمية حيث قام المتهم بتزوير شهادة من الأمانة العامة للصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا التابع لوزراء الخارجية تشير إلى عمله كوزير مفوض على غير الحقيقة، واعترف الجاسوس أنه قام بالاتصال بالقنصلية الإسرائيلية بالإسكندرية عن طريق الفاكس مبرراً أنه كان يريد عناوين بعض الأجهزة الدولية.
المصدر

 
القبض على شبكة تجسس إسرائيلية في أميركا function PopReadonlyMetadataAudio() { var winShowMedia = window.open('/Channel/KServices/SupportPages/ShowMedia/showMedia.aspx?fileURL=/mritems/streams/video/2002/4/22/1_92641_1_12.ASF','ShowMediaWin','width=590; height=450; scrollbars=1'); winShowMedia.focus();} function PopReadonlyMetadataVideo() { var winShowMedia = window.open('/Channel/KServices/SupportPages/ShowMedia/showMedia.aspx?fileURL=/mritems/streams/video/2002/4/22/1_92641_1_12.ASF','ShowMediaWin','width=590; height=450; scrollbars=1'); winShowMedia.focus();}
video.jpg
function PopReadonlyMetadataAudio() { var winShowMedia = window.open('/Channel/KServices/SupportPages/ShowMedia/showMedia.aspx?fileURL=/mritems/streams/audio/2002/4/11/1_91184_1_13.asf','ShowMediaWin','width=590; height=450; scrollbars=1'); winShowMedia.focus();} function PopReadonlyMetadataVideo() { var winShowMedia = window.open('/Channel/KServices/SupportPages/ShowMedia/showMedia.aspx?fileURL=/mritems/streams/audio/2002/4/11/1_91184_1_13.asf','ShowMediaWin','width=590; height=450; scrollbars=1'); winShowMedia.focus();}
audio.jpg
مقدم الحلقة: مالك التريكي ضيوف الحلقة: -: -- تاريخ الحلقة: 11/04/2002


1_88615_1_3.jpg
مالك التريكي
1_91206_1_3.jpg
إدوارد سبانوس


مالك التريكي: السلطات الأميركية ترحل حوالي مائتي جاسوس إسرائيلي بعد التحقيق معهم، ولكن رغم افتضاح أمر إسرائيل وتورطها في أوسع عملية تجسس داخل الولايات المتحدة فإن الإعلام الأميركي يتجنب طرح السؤال: هل كانت إسرائيل على علم مسبق بالتدبير لهجمات الحادي عشر من سبتمبر؟

أهلاً بكم، من المؤرخين من يرى أن القرن العشرين لم يبدأ فعلاً إلا بإندلاع الحرب العالمية الأولى عام 14، وأنه قد انتهى أصلاً منذ سقوط جدار برلين عام 89، وعلى النحو ذاته، فإنهم يؤرخون أيضاً لبداية القرن الحادي والعشرين بأحداث الحادي عشر من سبتمبر، ذلك أن خطر هذه الأحداث لا يكمن في مجرد أنها وقعت في أميركا بدل كوريا الشمالية مثلاً، بل إن خطرها يتأتى من أن السلطات الأميركية قد أولتها تأوليها الخاص بها، أي على طريقة (فرانك سيناترا) في أغنيته الشهيرة I hadit my way وقد طوحت أميركا في هذا التأويل بعيداً إلى حد أنها فرضت على العالم بأسره حالة من الطوارئ العامة التي يبدو أنها ستظل سارية المفعول لمدة طويلة، والتي أتاحت لشارون أن يسبق الجميع إلى ركوب موجة مكافحة ما يسمى بالإرهاب، فيحظى -مثلما نرى حالياً- من التأيد الأميركي ما لم يسبق له مثيل في الدرجة. إلا أنه قد تبين للعالم الآن أنه كان يمكن للولايات المتحدة إحباط هجمات الحادي عشر من سبتمبر، فقد تواترت الأنباء أخيراً عن تفتيت أوسع شبكة تجسس إسرائيلية في أميركا، وأظهرت التحقيقات مع الجواسيس الإسرائيليين من المعلومات والقرائن ما أدى إلى إثارة سؤال أساسي: هل تمكن الجواسيس الإسرائيليون من كشف أمر مدبر هجمات الحادي عشر من سبتمبر قبل تنفيذها، ولكنهم امتنعوا رغم ذلك عن إبلاغ حلفائهم الأميركيين؟​
لقد أصبحت تفاصيل هذه القضية الحساسة علنية على النطاق العالمي منذ أن نشرها موقع المعلومات الاستخبارية الفرنسية على الإنترنت​
Intelligence on line ميشيل الكيك زار مقر Intelligence on line في باريس ليقف من رئيس تحريرها على جلية الأمر.​
ولكن قبل مشاهدة التقرير فإن ملحة الوداع –مثلما يقول صاحب كتاب الإمتاع- هو أن كثيراً من هؤلاء الجواسيس الإسرائيليين قد زعموا أثناء التحقيق أنهم ليسوا في حقيقة الأمر سوى طلبة، نعم طلبة في الفنون الجميلة.​
تقرير/ ميشيل الكيك: نجح الموقع الفرنسي المتخصص في المعلومات والتقارير الاستخبارية Intelligence on line فيما لم تنجح فيه شبكة "فوكس" الأخبارية الأميركية من قبل، حيث أنه فجر قضية اكتشاف أمر عشرات من الجواسيس الإسرائيليين في الولايات المتحدة بشكل لم يقتصر على جذب انتباه أوساط الاستعلامات المتخصصة فقط، بل إنه جذب انتباه الأوساط الإعلامية الدولية وذلك إلى حدٍ صار من الصعب معه للمسؤولين الأميركيين الإستمرار في التستر على هذه القضية، فقد نشرت Intelligence on line معلومات أوردها تقرير فيدرالي أميركي سري كان قد رفع إلى الكونجرس العام الماضي ويتعلق بإيقاف أو استجواب عشرات من الجواسيس الإسرائيليين الذين كانوا ينشطون في الأراضي الأميركية، ويقول رئيس تحرير Intelligence on line (جيوم داسيكي) أنه حصل بفضل تعاون عدد من الموظفين في الحكومة الأميركية على نسخة من التقرير الذي يقع في 16صفحة، ذلك أن تقرير Intelligence on line تضمن خارطة للولايات المتحدة تبين المدن والضواحي التي كان يقيم فيها رؤساء خلايا شبكة التجسس الإسرائيلية، وهي كلها تقريباً نفس المدن والضواحي التي كان يقيم فيها منفذو هجمات الحادي عشر من سبتمبر كما أوردت الخارطة أسماء هؤلاء الجواسيس الإسرائيليين، والسؤال: هل يعقل أن تكون هذه مجرد مصادفة؟
غيوم داسكيي (رئيس تحرير Intelligence on line): الشيء الوحيد الذي استنتجه البعض هو أن هذا القرب الجغرافي يمكن أن يفسر أن أحد أنشطة الشبكة الإسرائيلية كان هو مراقبة أعضاء القاعدة، وهذا مجرد استنتاج لا يقوم على أدلة رسمية.​
ميشيل الكيك: وبما أن عدم توفر الأدلة القاطعة في الوقت الراهن لا يعني قطعاً للشك باليقين، فإن السؤال المنطقي الذي يفضي إليه الاشتباه في أن أنشطة الجواسيس الإسرائيلية كانت تشمل مراقبة عناصر من تنظيم القاعدة ممن خططوا ونفذوا لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، هذا السؤال هو: هل كان الإسرائيليون على علم بما كان يدبر؟ وهل امتنعوا بالتالي عن إبلاغ حلفائهم الأميركيين بذلك؟​
غيوم داسكيي: ليست هناك أية معلومات تثبت أن الإسرائيليين كانت لهم دراية بما كان يتم تحضيره في الحادي عشر من سبتمبر أيلول، ومن غير الأكيد أيضاً الزعم بأنهم كانوا قادرين على معرفة تاريخ تنفيذ الهجمات والوسائل المستعملة في ذلك.​
ميشيل الكيك: ومما يزيد في قوة الشكوك والتساؤلات أن الأمر لم يقف عند حد إلقاء القبض على عدد يتراوح بين 120 و140 جاسوساً إسرائيلياً قبل الحادي عشر من سبتمبر، بل إن السلطات الأميركية ألقت القبض كذلك على حوالى 60 جاسوساً إسرائيلياً آخر في أعقاب التاريخ المذكور، ولهذا فإنه وما إن بدأ صغار الموظفين الحكوميين في تسريب المعلومات عن هذه القضية حتى أبدى الحليفان الأميركي والإسرائيلي انزعاجاً بالغاً وعملا على لفلفة الموضوع.​
غيوم داسكيي: مما لا شك فيه أن قضايا تجسس كهذه تسبب حرجاً شديداً للحكومة الإسرائيلية، وبالتالي فإن إدارة بوش يمكن أن تستغلها كوسيلة ضغط، فضائح التجسس دائماً تصلح لاستغلالها للحصول على شيء ما مقابل التكتم على الأمر، والمثير هنا أن المفاوضات جارية الآن بشكل مكثف بين واشنطن وتل أبيب خاصة حول النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، ويمكن الاستفادة من هذا الحادث في إطار هذه المفاوضات، لكن يبقى التساؤل هو ما هو المقابل الذي تسعى الإدارة الأميركية للحصول عليه؟​
ميشيل الكيك: وإذا كان الإسرائيليون والأميركيون يعملون قدر المستطاع على إبقاء هذه المسألة طي الكتمان، إلا أن الكشف عن شبكة الجواسيس الإسرائيلية في أميركا لقيت أصداءها الواسعة في بعض الأوساط الإعلامية الفرنسية وتحديداً في صحيفة (لوموند) مما أعطى هذا الوضع بعداً كبيراً من المصداقية نظراً لكون اليومية الفرنسية المذكورة من أبرز الصحف الجادة المشهود لها في فرنسا، وجاء في مقال الصحيفة أنه وبدون شك فهذه هي أكبر قضية تجسس لإسرائيل في الولايات المتحدة منذ العام 86، ويقول كاتب المقال: إن طواقم عمل رئيس الحكومة الإسرائيلية شارون لم تُجب على تساؤلات صحيفة (لوموند) بعد الاتصال بمكتب شارون، في حين اعترفت وزارة العدل الأميركية باستمرار توقيف اثني عشر جاسوساً إسرائيلياً والإفراج عن آخرين، وإبعاد البعض الآخر عن الأراضي الأميركية.​
مالك التريكي: لابد أنكم لاحظتم كيف أن حساسية الموضوع جعلت رئيس التحرير Intelligence on line يتوخى الحذر الشديد في استنتاجاته، ولعلَّ هذا هو ما حدا بصحفي جريدة (لوموند)، الذي ساهم هو أيضاً في تفجير القضية إلى المضي في الحذر، إلى حد العدول عن الإدلاء بتصريحات لبرنامج (قضايا الساعة)، رغم أنه كان قد قبل ذلك في بداية الأمر، إلا أنه يبدو أن الصحفي الأميركي (إدوارد سبانوس) رئيس تحرير مجلة (Intelligence review)، المتخصصة في المعلومات الاستخبارية) والذي تابع القضية من البداية، والذي هو معنا الآن من واشنطن لا يقف عند هذا الحد في الاستنتاج.​
سيد إدوارد سبانوس، الموظفون الحكوميون في كثير من الأجهزة الفيدرالية الأميركية يعتقدون أن هنالك كثيراً من القرائن الظرفية التي توجب التساؤل حول ما إذا كانت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وخاصةً الموساد على علم مُسبق بأحداث الحادي عشر من سبتمبر، أول هذه القرائن وقع يوم 11 سبتمبر، عندما أُلقي القبض على خمسة إسرائيليين في (برنجن كونتي) في ولاية (نيوجرسي) ما هي قصتهم؟​
إدوارد سبانوس (رئيس مجلة انتيلجنس رفيو): إن الإسرائيليين قد قاموا بعمليات ونشاطات تجسسية في الولايات المتحدة، وعلى مدى سنوات كثيرة، وبالتأكيد يبدو إن كان لديهم نوع ما من العلم بالذين نفذوا العملية، والذين يُعتقد بأنهم نفذوا عمليات الحادي عشر من سبتمبر، لا أستطيع أن أجزم بذلك، ولكننا نعلم إن الإسرائيليين يقومون بشيئين وهو امتلاك شبكات تجسس واسعة في الولايات المتحدة.​
والأمر الثاني: هو إن الإسرائيليين يمتلكون القدرة على القيام بعمليات إرهابية، وإظهارها وكأنها قد قام بها إرهابيون إسلاميون، وهذا الأمران يجب أن يؤخذا بعين الاعتبار.​
مالك التريكي: بعض خلايا التجسس الإسرائيلية كانت تُقيم في نفس المدن والضواحي التي كان يقيم فيها المشتبه في أنهم خططوا لهجمات الحادي عشر من سبتمبر أو نفذوها، بل بعضهم كان يقيم في نفس الشارع، حوالي عشرة منهم كانوا يقيمون في نفس الشارع الذي كان يقيم فيه محمد عطا أحد المتهمين في (هوليود) بفلوريدا، هل هذا صحيح؟​
إدوارد سبانوس: لقد رأيت هذا التقرير.. التقرير الذي أعده.. أعدته وكالة مكافحة المخدرات، ويبدو نعم إنه صحيح إن الجواسيس الإسرائيليين كانوا يعيشون بأماكن قريبة جداً مِن مَن يُعتقد أنهم نفذوا العمليات.
مالك التريكي: بعد أيام فقط من قيام وسائل الإعلام الأجنبية، وخاصةً الفرنسية بإعادة تفجير القضية، أصدرت السلطات الأميركية، وخاصة وزارة العدل، وزير العدل بالذات (جون أشكروفت) حسب ما ذكرت الأنباء، أصدر تعليمات بتحريم وصول الأجانب، لم.. لم يحدد جنسياتهم، إلى الفوز بعقود في مجال تكنولوجيا المعلومات داخل الوزارتين، ما يعني ذلك؟ ما هي قصة تكنولوجيا المعلومات؟​
إدوارد سبانوس: نعم، هذا صحيح، وهذا هو قرار الدوائر المعنية هي وزارتي الدفاع، ووزارة العدل، وهما قد أصدرتا في شهر مارس/أزار أوامر تمنع الأجانب من الحصول على عقود تخص القضايا التقنية العالية، وكذلك أيضاً هناك قيود على الذين يفوزون بعقود لوزارتي الدفاع ووزارة العدل خارج نطاق مباني ومكاتب هذا الوزارتين، ربما لكل هذا علاقة بالأمر.​
مالك التريكي: هنالك شركتان إسرائيليتان مختصتان في مجال تكنولوجيا المعلومات، اسمهما (كونفرس) و(تلراد)، وكلتاهما فازتا بعقود لدى أجهزة.. الأجهزة الفيدرالية، هل هذا صحيح؟​
إدوارد سبانوس: نعم، كونفرس تملك عقد لتوفير أجهزة التصنت السلكية لوكالة التحقيقات.. مكتب التحقيق الفيدرالي، وأيضاً الشركة الأخرى التي هي جزء من مجموعة شركة اتصالات إسرائيلية كبرى، قامت بتأسيسها مؤسسة.. المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وجيش الدفاع الإسرائيلي قد كان لها عقد لنصب أجهزة في البيت الأبيض قبل عدة سنوات.​
مالك التريكي: أستاذ إدوارد سبانوس، ابقَ معنا فللحوار بقية.​
لماذا يحاذر الإعلام الأميركي في كشف الحقيقة رغم أن الأمن القومي الأميركي قد تعرض طيلة السنوات الماضية لاختراقات عديدة وخطيرة قام بها عملاء جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد؟​
[فاصل إعلاني]​
مالك التريكي: لقد اختلس من الأسرار الاستخبارية الأميركية أخطرها وأعزها، اختلس ما لم ينجح السوفيت طيلة الحرب الباردة في اختلاسه، هذا ما يقوله الكاتب الأميركي (جولدن توماس) في كتابه الأخير "بذور النار" عن الجاسوس اليهودي الأميركي الشهير (جوناثان بولرد) الذي يقضي الآن عقوبة بالسجن المؤبَّد في الولايات المتحدة، ورغم شدة خطورة ما ارتكبه بولارد في حق الأمن القومي الأميركي فإن إسرائيل لا تزال تطالب أميركا بالإفراج عنه، حيث مضى رئيس الوزراء السابق (بنيامين نتنياهو) في المساومة إلى حد اشتراط قبوله المقترحات الأميركية أثناء مفاوضات (واى ريفر) عام 98 بإفراج الرئيس (كلينتون) عن الجاسوس (بولارد)، وها هي الأنباء تطالعنا الآن بأن نتنياهو قام بزيارة سرية إلى الجاسوس بولارد قبل ثلاثة أشهر بالضبط، وذلك في إطار المحاولات المستمرة لإقناع السلطات الأميركية بإطلاق سراحه، فهل يُعقل أن يصل الإسرائيليون في تحديهم للأميركيين إلى هذا الحد؟وهل يُعقل ألا تأخذ كبريات وسائل الإعلام الأميركية مسألة التجسس الإسرائيلي المستمر في الولايات المتحدة منذ عقود مأخذ الجد؟​
ياسر أبو النصر يستعرض عمليات التجسس التي قامت بها إسرائيل في الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة.​
ياسر أبو النصر: لم يكن غريباً أن تقتحم قضية الجاسوس اليهودي الأميركي الجنسية (جوناثان بولارد) صلب مباحثات واى ريفر عندما رهن (نتينياهو) رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك اطلاق سراح الجاسوس بموافقته على توقيع اتفاق مع عرفات اعتبره حافلاً بالتنازلات، وبينما كانت وقائع المفاوضات المرهقة تجري في الضاحية الهادئة بعيداً عن كاميرات الإعلام كان بولارد يحزم أمتعته في السجن مُبلغاً زملاءه أنه مغادر على طائرة نتنياهو، فإسرائيل في غمرة مفاوضات الشرق الأوسط الحرجة، لا تنسى ذلك الرجل الذي حقق لها عبر نشاطه التجسس ما لم تنجزه الاستخبارات الروسية على امتداد تاريخها في الولايات المتحدة، ولولا تصاعد معارضة الكونجرس وما رددته تقارير أميركية آنذاك حول تهديد رئيس الاستخبارات (جورج تنيت) بالاستقالة لكان الآن مطلق السراح.​
هنا في هذا المكان حيث يقضي (بولارد) عقوبة السجن مدى الحياة بعد إدانته عام 86 بنقل آلاف الوثائق بالغة السرية إلى إسرائيل بادر (بولارد) زائره ممثل الحكومة الإسرائيلية بالقول: أشعر أنني جندي نسي في عمق أرض العدو، ما يعنيه (بولارد) بالعدو هو الولايات المتحدة وأرضها التي ولد بها وحمل جنسيتها طوال أكثر من 40 عاماً، وهو ما يعكس أن ولاء الشخصية اليهودية للدولة العبرية يعلو عما عداه، ويستجيب لمبدأ أو لمبدأ ثابت لدى تل أبيب هو أن كل شيء مباح حتى أدق أسرار الحليف الأميركي.​
قضية بولارد ما هي إلا حلقة في سلسلة لا متناهية من أنشطة التجسس الإسرائيلي في الولايات المتحدة، ساحتها كل شبر في الأراضي الأميركية فلم يتورع عملاء الموساد من اختراق شبكة اتصالات البيت الأبيض، واستخدمت 30 مكالمة غرامية سجلت بين الرئيس الأميركي السابق (بيل كلينتون) و(مونيكا لوينسكي) في تهديد لإجبار الحكومة الأميركية على التخلي عن المضي في التحقيقات بشأن ذلك الاختراق، وذلك وفق ما أكده أكثر من 20 مصدراً استخباراتياً أميركياً لمجلة (واشنطن تايمز إن سايت) وفي سياق الدراما المصاحبة لفضيحة (مونيكا جيت) جاء التأكيد شبه الرسمي الأول لعملية التصنت تلك ضمن اعترافات (مونيكا) للمحقق المستقل (كينت ستار) وفيها أكدت ما أسر لها به كلينتون من أن السفارة الإسرائيلية تتجسس على اتصالاته، وهو ما يفسر لماذا واجهت الحكومة الأميركية تلك الأنباء بالصمت. سجل حافل من الانتهاكات والاختراقات لا تفرق بين عدو وصديق، ولكن –على حد تعبير السيناتور الأميركي السابق (بول فيندلي) الذي نذر حياته لتعرية اللوبي الصهيوني في بلاده "من يجرؤ على الكلام"؟
مالك التريكي: فعلاً، من يجرؤ على الكلام إن لم يجرؤ الإعلام؟ سيد سبانوس، باعتبارك إعلامياً أميركياً ما هو الأكثر مدعاة للإستغراب بالنسبة إليك أولاً أن إسرائيل تتجسس على أصدق أصدقائها وصاحبة الفضل في بقائها أي أميركا، أم ثانياً: أن أميركا تظهر كل هذا الحلم وتغض الطرف كأن شيئاً لم يكن؟​
إدوارد سبانوس: إن العديد من الناس لا يديرون ظهورهم لما تقوم به إسرائيل، لكن اللوبي الإسرائيلي في هذا البلد قوي جداً وهذا اللوبي لا يمثل كل السكان اليهود في الولايات المتحدة والذين لا يؤيدونه بالضرورة، ولكن الإسرائيليين بارعون جداً في ممارسة الضغط وحتى الابتزاز لو كان هذا ضرورياً كما حدث مع الرئيس كلينتون ويتجسسون على أصدقائهم وأعدائهم على حد سواء، والشيء الذي قلنا به أيضاً إنهم يتجسسون حتى على اليهود الأميركيين الذين يعارضون سياسات شارون، ويعملون من أجل السلام وضد الحرب، الإعلام الأميركي يرفض كشف وتعرية هذه الأشياء، لأنهم لو كتبوا عنها سيكونون عرضة لضغوط سياسية ومالية كبيرة جداً من اللوبي اليهودي، وعليه فإن الإعلام الأميركي ليس حر بما فيه الكفاية فيما يتعلق بهذا الأمر.​
مالك التريكي: لقد نشرت مجلتكم في يناير مقالاً مطولاً بعنوان أن قضية التجسس هذه كبيرة بحيث لا يمكن التستُّر عليها، ثم نشرت أخيراً تقول: إن هنالك الآن قضيتان تتعلقان بالتجسس الإسرائيلي، لا يمكن التستر عليهما، وتقصد أن حتى بعد اكتشاف عملية التجسس الأولى، الجواسيس الإسرائيليون كانوا لا يزالون حتى منتصف فبراير يتجسسون على الإدارة الأميركية لمعرفة ردها وموقفها من مبادرة السلام التي أطلقها ولي العهد السعودي، هل هذا صحيح؟​
إدوارد سبانوس: نعم، إن مجلتنا (اكسيكيتف إنتيليجنس رفيو) هي كانت الأولى في الكشف عن هذه القضية في.. في سبتمبر، وهي قضية مستمرة منذ سنوات، ولها علاقة بشبكات الجريمة المنظمة الإسرائيلية التي لها علاقة بنشاطات التخريب والتجسس، التجسس هذا مستمر منذ سنوات، ولا شك لديَّ أنه يستمر حتى اليوم، وأعتقد إن الغرض الأساسي من ورائه هو ضمان أن الحكومة الأميركية تفعل ما تريده منها الحكومة الإسرائيلية، ولذلك فهم يحاولون البحث عن أي معارضة، وأن يحاولوا تحييد هذه المعارضة.​
مالك التريكي: للنشاط التجسسي الإسرائيلي في أميركا علاقة بما حدث عام 56 والعدوان الثلاثي على مصر، كيف ذلك؟​
إدوارد سبانوس: نعم، بعد أزمة السويس في عام 56، والتي كانت المرة الأخيرة التي وقف فيها الرئيس الأميركي متحدياً إسرائيل، وقال الرئيس (أيزنهاور) إنه سوف يتصرف وفق المصلحة.. الأميركية، وقال: إن الإسرائيليين كانوا على خطأ، وكذلك هو وقف إزاء الفرنسيين والبريطانيين والإسرائيليين، وبعد ذلك بدأ الإسرائيليون ببناء لوبي وعملية تجسس في الغرب لضمان إن هذا لن يتكرر أبداً ثانيةً، وعلى مدى العشرين أو الـ25 سنة الماضية لم يكن أي رئيس أميركي قادراً على أن يقف معارضاً بنجاح للسياسات الإسرائيلية.​
مالك التريكي: السيد إدوارد سبانوس (رئيس تحرير مجلة اكزيكتيف إنيليجنس رفيو في أميركا) شكراً جزيلاً لك.​
وبهذا -سيداتي سادتي- تبلغ حلقة اليوم من (قضايا الساعة) تمامها، دمتم في أمان الله.
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/763BE399-5382-484B-8457-A822BC7F825E.htm

 
جواسيس إسرائيل في بلاد العرب.. الحقائق والأهداف
03-5-2007
عدنان أبو عامر / باحث فلسطيني في الشؤون الإسرائيلية
asr-spacer.gif

لهذا كله، يبدو الشرق الأوسط عبارة عن خلية من الجواسيس تشغلهم أجهزة الأمن الإسرائيلية، يعملون في حرب خفية يظهر من خلالها طرف صغير فوق سطح الأرض، وهي الشبكات التي كشفت، حرب الجواسيس الإسرائيليين مستمرة على الرغم من أنه لم تطلق خلالها رصاصة واحدة حتى الآن، ولم تشغل بها قنبلة، حرب ذكاء ومراوغة تنجح فيها إسرائيل حينا بفضل نجاحها في جمع معلومات عن الطرف الآخر، وتفشل أحيانا حين تتنبه لها القوى الحية

كشفت الأيام والأسابيع والأشهر والسنوات الأخيرة عن شبكات تجسس إسرائيلية متعددة في أنحاء مختلفة من العالم، بدأت بالعواصم العربية، مرورا ببعض الدول الأوروبية، وانتهاء بالولايات المتحدة، كان آخرها الجاسوس المصري الذي حكم عليه بالسجن مؤخرا من قبل محكمة أمن الدولة، بحيث مرت الجاسوسية الإسرائيلية بمختلف بقاع العالم، بما فيها الدول الصديقة والحليفة، وتلك التي تربطها بها علاقة وجودية بكل ما للكلمة من معنى..فما هي أبرز شبكات التجسس التي كشف النقاب عنها، وما أهداف الدولة العبرية منها، وأين تقع تلك الشبكات في الخارطة الأمنية الإسرائيلية في الداخل والخارج..

• سلسلة تبدأ ولا تنتهي من الجواسيس:

اجتهدت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ممثلة بجهاز الموساد في تفعيل خلايا التجسس، من خلال تجنيد العملاء والجواسيس لها في مختلف البلدان، ويمكن في هذه العجالة سرد أهم شبكات التجسس التي كشف النقاب عنها:

1- شكلت مصر الهدف المفضل للمخابرات الإسرائيلية للعمل في صفوف مواطنيها، بالرغم من اتفاقية السلام بين البلدين التي يمر عليها هذه الأيام ثلاثون عاما، وقد وصل عدد جواسيس الموساد، الذين تم تجنيدهم والدفع بهم نحو مصر حوالي 70 جاسوساً، 75% مصريون، و25% إسرائيليون، وقد زخرت ملفات محاكم أمن الدولة المصرية بعشرات من قضايا التجسس لصالح المخابرات الإسرائيلية، ومن أهمها:

- شبكة التجسس الشهيرة التي أعلن عن ضبطها عام 1985، المكونة من 9 أفراد، وتم تجنيدهم ضمن أحد الأفواج السياحية،

- القبض على شبكة تجسس أخرى عام 1986، ضمت عددا من العاملين بالمركز الأكاديمي الإسرائيلي في القاهرة، إلى جانب سيدة أمريكية تعمل في هيئة المعونة، أواخر عام 1986 تم ضبط أربعة جواسيس في منطقة شرم الشيخ الساحلية،

- عام 1987 تم ضبط شبكة تجسس من السياح الإسرائيليين أثناء زيارتهم لشرم الشيخ،

- عام 1990 إلقاء القبض على جاسوس مصري لاشتراكه مع ضابط مخابرات إسرائيلي في تحريض فتاة مصرية على التخابر، إلا أنها رفضت، وأبلغت أجهزة الأمن،

- عام 1991 القبض على جاسوسين في عمليتين منفصلتين،

- عام 1992 سقوط شبكة عائلة مصراتي، مكونة من 4 جواسيس،

- أواخر عام 1996 إلقاء القبض على الجاسوس عزام عزام وشريكه المصري، وقد نجحت تل أبيب في الإفراج عنه بعد ضغوط سياسية مورست على القاهرة،

- منتصف عام 1997، الكشف عن جاسوس خلال ارتدائه زي الغوص، حيث كانت مهمته التنقل عائما بين مصر وإسرائيل،

- عام 2000م، تم الكشف عن جاسوس مصري تم تجنيده لصالح الموساد في ألمانيا،

2- في الأردن تم الكشف خلال العام 1997م عن عملاء الموساد الذين حاولوا اغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، حيث أطلق سراحهم مقابل إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة من سجون الاحتلال،

3- في لبنان كشف النقاب خلال السنوات الأخيرة عن مجموعة من شبكات التجسس التي عملت لصالح الموساد، وأنيط بها بعض المهام الأمنية والاستخبارية،

4- الجاسوس الإسرائيلي الشهير "إيلي كوهين" في سوريا الذي أعدمته الدولة، وما زالت إسرائيل تطالب بجثته حتى اليوم،

5- العراق الزاخر بشبكات التجسس الإسرائيلية، وعلى المكشوف،بعد الاحتلال الأمريكي.

6- ما كشف عنه النقاب مؤخرا في إيران عن مجموعة من يهودها المرتبطين بالموساد،

• أهداف تبدأ بالأمن ولا تنتهي بالبورصة!

ما كشف النقاب عنه من شبكات للتجسس الإسرائيلي، كشفت معه سلسلة من الأهداف الخفية والمعلنة، ومن حق المرء أن "يتفهم" بعض الأهداف، لكن أهدافا أخرى من حقه أن يبدي استغرابه لوضعها على أجندة الموساد الإسرائيلي، ومنها:

1- جمع المعلومات الأمنية والاستخبارية عن دول بعينها، سيما المواقع العسكرية والمحطات الأمنية، التي تعتقد إسرائيل أنها قد تشكل خطرا عليها مستقبلا في أي مواجهة عسكرية، حيث تم ضبط عدد من الجواسيس خلال قيامهم بأعمال التصوير ورسم الخرائط لأماكن ممنوعة، وضبط بحوزتهم كمية من الأفلام والصور ومحطة إرسال واستقبال ومعامل تحميض، وتبين أن هذه الصور تم التقاطها لوحدات من الجيوش العربية أثناء الليل باستخدام أشعة الليزر،

2- تدريب جواسيس الموساد على أحدث الأجهزة الالكترونية، وتحديد مهمتهم للأماكن والمخابئ السرية والشقق البديلة التي يستخدمها زعماء المقاومة، لاسيما في لبنان، حيث كشفت حرب تموز الأخيرة ضد حزب الله، أن عملاء إسرائيل وضعوا علامات الكترومغناطيسية وفوسفورية على الأماكن التي يجب أن يستهدفها القصف، إضافة لزرع أجهزة التنصت في أماكن متعددة من الضاحية الجنوبية، وإمداد إسرائيل بكافة المعلومات حول الأنفاق والمواقع التابعة للمقاومة،

3- النيل من رموز المقاومة والممانعة في الدول العربية، سيما لبنان وسوريا والعراق، وقد نفذت إسرائيل سلسلة من هذه الاغتيالات، بدأت بخليل الوزير، وعباس الموسوي، فتحي الشقاقي، عز الدين الشيخ خليل، وجملة من الرموز العراقية المناوئة للاحتلال الأمريكي،

4- إمداد أجهزة الأمن الإسرائيلية بالمعلومات الاقتصادية وأهم المشروعات الاستثمارية، منها ما هو سياحي وزراعي، وحركة البورصة وتداول الأوراق المالية، فضلا عن الحصول على معلومات تخص بعض رجال الأعمال، حيث أفادت تقارير الأمن المصرية، أن 86% من جرائم التهريب وتزوير العملات ارتكبها إسرائيليون.

كما نشرت تقارير اقتصادية عن اكتشاف معلبات اللحوم الحمراء الإسرائيلية تم ضخها بكميات كبيرة في الأسواق العراقية وبأسعار منخفضة، وهي إما تحمل فيروسات "جنون البقر"، أو منتهية الصلاحية، أو تحتوي على مواد سامة، يؤدي تناولها للإصابة بأمراض العقم, والكوليرا, والتيفوئيد, والتسمم المعوي، كما تم قبل نحو عامين إحباط محاولات إسرائيلية؛ لتسريب أدوات تجميل وصبغات شعر تحتوي على مواد مسرطنة للأسواق العربية، عبر دول أوروبية،

5- القيام بعمليات تخريب اجتماعي وأخلاقي، بهدف التخريب، لاسيما على صعيد نشر كميات هائلة من المخدرات بمختلف أنواعها، ورعاية شبكات الدعارة الدولية، وتجارة الرقيق الأبيض، حيث تشير تلك التقارير أن أعداد قضايا المخدرات المتهم فيها إسرائيليون خلال 10 سنوات بلغت 4457 قضية فقط في مصر لوحدها، ومما يدلل على ذلك اعتراف مصدر إسرائيلي بأن مصر يدخلها 500 طن مخدرات سنوياً عن طريقها! وفى السياق نفسه نشرت صحيفة "معاريف" أن أكثر من 5000 طفل يعيشون في إسرائيل، تم خطفهم أو سرقتهم من الدول المجاورة لها، ثمَّ تم تهويدهم.

• أثر التجسس في موقع إسرائيل الجيوسياسي

هكذا، شكل التجسس لإسرائيل، وما زال، سياسة ثابتة تجاه جيرانها، ذلك أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعتقد أن التجسس سيبقى عنوانا أساسيا لسياستها الخارجية، انطلاقا من عدة محددات لا يمكن أن تختفي بين يوم وآخر، وهي:

1- على الصعيد العسكري وفي ضوء تزايد احتمالات الصراع المسلح بين إسرائيل والأطراف العربية المجاورة لها، لاسيما لبنان وسوريا وإيران، وتلويحها بشن حرب إقليمية خلال الصيف أو الخريف القادمين على أكثر تقدير،

2- الفتور الذي أصاب علاقة إسرائيل بالدولتين المجاورتين لها، مصر والأردن، لاسيما تخوف مصر وتحفظها الشديد من التهديدات العسكرية، وتلويح بعض قيادات الدولة العبرية بتوجيه تهديدات مباشرة باستهدافهما عسكرياً، لاسيما مصر،

3- النظرة الإستراتيجية الإسرائيلية المستقبلية للعراق، ورغبتها بأن يكون لها "حصة" في كعكة تقسيم العراق، بين الطوائف والعرقيات والأديان، ولعل الاختراق الإسرائيلي، الأمني والسياسي والاقتصادي لبلاد الرافدين، بدا واضحا منذ دخول أول جندي احتلالي أمريكي إليها، مما يشكل لها إطلالة مفصلية وكبيرة على جيران العراق، سوريا والخليج وإيران.

وقد تبين لاحقا أنه من بين 870 وثيقة للمخابرات الأمريكية حول أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة وأماكن وجودها، وهي الوثائق التي كانت المبرر الرئيس للحرب، كان منها 810 وثيقة منها تم الحصول عليها من إسرائيل ورجال الموساد!

4- رغبة إسرائيل بأن تكون على متابعة مكثفة وحثيثة دائمة لما يدور حولها، لاسيما وأنها تدرك جيدا أن المحيط العربي معاد لها، وأن أنظمة الحكم التي تبدو محايدة لها ـ في أسوأ الأحوال ـ وحامية لحدودها، في أحسنها، قد لا تدوم طويلا، وبالتالي فإن الكابوس القادم بدلا منها يتمثل في قوى الإسلام السياسي كما تسميها، أو في نماذج لا تتصورها إسرائيل تفرض سيطرتها على حدودها شمالا وجنوبا وشرقا، على غرار ما حدث حين تسلمت حركة حماس زمام السلطة في الأراضي الفلسطينية، علما بأن الإحصائيات تشير إلى أنها ستعيش بعد عقد من الزمن في وسط 500 مليون عربي لا يرغبون برؤية اسمها على خارطة الوطن العربي!

لهذا كله، يبدو الشرق الأوسط عبارة عن خلية من الجواسيس تشغلهم أجهزة الأمن الإسرائيلية، يعملون في حرب خفية يظهر من خلالها طرف صغير فوق سطح الأرض، وهي الشبكات التي كشفت، حرب الجواسيس الإسرائيليين مستمرة على الرغم من أنه لم تطلق خلالها رصاصة واحدة حتى الآن، ولم تشغل بها قنبلة، حرب ذكاء ومراوغة تنجح فيها إسرائيل حينا بفضل نجاحها في جمع معلومات عن الطرف الآخر، وتفشل أحيانا حين تتنبه لها القوى الحية، الأمر الذي يحتم عدم التقليل من أهمية الاستخبارات في تصميم تاريخ هذه المنطقة.

 
azzam_azzam.jpg
عزام عزام

قضت محكمة الدولة العليا طوارئ بالسجن المشدد لمدة 15 عاما مع الأشغال الشاقة على محمد غنيم العطار ، بعد ثبوت قيامه بالتجسس لصالح اسرائيل ، وكذلك ضباط المخابرات الاسرائيلية الهاربين دانيال ليفي وكمال كوشبا وتونجاي بوباي مع غرامة عشرة آلاف جنيه لكل المتهمين ، الذين قاموا في الفترة من آب م2001 وحتى الأول من كانون الثاني م2007 ، بالتجسس على المصريين والعرب في تركيا و كندا. و كانت السلطات المصرية قد أعلنت مؤخرًا عن كشف شبكة تجسس جديدة لحساب اسرائيل تضم مهندسًا بهيئة الطاقة الذرية يُدعى محمد سيد صابر - 35 عامًا - واثنين آخرين أحدهما إيرلندي ويُسمَّى "برايم بيتر" ، والآخر ياباني ويُدعى "شيرو إيزو يكون ". و"صابر" هو الجاسوس رقم 67 من الجواسيس الذين جندتهم تل أبيب ضد مصر حيث تم ضبط 27 شبكةَ تجسسْ اسرائيلية في مصر ، منها 10 شبكاتْ تمَّ ضبطها خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وبلغ عدد جواسيس الموساد الذين تمَّ تجنيدهم والدفع بهم إلى مصر حوالي 67 جاسوسًا بنسبة 75% من المصريين 25و% من الإسرائيلين .
عزام.. أخطر الجواسيس
ومن اشهرهم الجاسوس عزام عزام أخطر جاسوس إسرائيلي في مصر حتى الآن: والذى حُكًم عليه بالسجن لمدة 15 عامًا فى م1997.ففي عام م1996 تمَّ القبض على عزام عزام متعب عزام ، وعلى شبكة تجسس يتزعمها ، قامت بتجنيد شاب مصري أثناء وجوده للتدريب في إسرائيل عن طريق عميلتَي الموساد: زهرة يوسف جريس ومنى أحمد شواهنة.
وكانت المعلومات المطلوبة من عزام وشبكته هي جمع معلومات عن المصانع الموجودة في المدن الجديدة : 6 أكتوبر والعاشر من رمضان ، من حيث النشاط والحركة الاقتصادية ، وكانت وسيلة عزام عزام جديدة للغاية وهي إدخال ملابس داخلية مُشبَّعة بالحبر السري قادمة من اسرائيل مع عماد إسماعيل الذي جنَّده عزام. أما قضية الجاسوس سمير عثمان فقد حدثت في آب - أغسطس م1997 عندما سقط الجاسوس في يد رجال الأمن أثناء قيامه بالتجسس مرتديًا بدلة الغوص: حيث كانت مهمته التنقل عائمًا بين مصر واسرائيل ، واعترف المتهم بأنه تمَّ تجنيده عام م1988 على يد الموساد بعد أن ترك عمله في جهاز مصري حساس. وأضاف أنه سافر إلى اليونان والسودان وليبيا ، ومن هذه البلاد إلى تل أبيب ، وأن الموساد جهَّز له 4 جوازات سفر كان يستخدمها في تنقلاته ، وأثناء تفتيش منزله عُثر على مستنداتْ هامة وأدوات خاصة تُستخدم في عمليات التجسس.
وقبل ذلك بسنوات وتحديدًا عام م1991 ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على جاسوس يعمل لحساب الموساد ، وهو عبد الملك عبد المنعم ، واعترف بأنه عمل لحساب الموساد مقابل دولاراتْ قليلة.
مخدرات وتجسس،،
والقضية الغريبة في قضايا التجسس الاسرائيلى على مصر ، هي قضية الجاسوس سمحان موسى مطير ، فهي المرة الأولى التي يتم فيها تجنيد تاجر مخدرات ليكون جاسوسًا لإسرائيل. وهذا ما حدث مع سمحان الذي اتفق معه رجال الموساد على تسليمه مخدراتْ مقابل تسليمهم معلومات عن مصر ، وكان سمحان يعمل في فترة شبابه بإحدى شركات المقاولات التي لها أعمال في مصرواسرائيل . ومن هنا كان اتصاله بالموساد ، وعمل بتجارة المخدرات تحت ستار شركة مقاولات خاصة ، وكانت له علاقات اتصالاتْ عديدة ببعض ضباط الموساد المعروفين ، ومعهم اتفق على صفقة جلب المخدرات مقابل تقديم معلوماتْ هامة عن مصر إلى الموساد.
وسمحان جاسوس حريص للغاية ، فقد تلقَّى دروسًا عديدةً في كيفية الحصول على معلوماتْ ، وكيفية استقبال الرسائل وكيفية إرسالها ، لكنه كان يحفظ المعلومات المطلوب الحصول عليها ، وينقلها شفاهةً إلى ضُباط جهاز الاستخبارات الإسرائيلي. وكانت المعلومات المطلوبة من سمحان تتعلق بالوضع الاقتصادي لمصر وحركة البورصة المصرية وتدوال الأوراق المالية ، وكذلك تمَّ تكلفيه بالحصول على معلوماتْ تخص بعض رجال الأعمال.
ومن أشهر قضايا التخابر مع إسرائيل ، كانت قضية الجاسوس شريف الفيلالي الذي سافر عام م1990 لاستكمال دراسته العليا بألمانيا ، وخلال إقامته بها تعرَّف على امرأةْ ألمانية يهودية قامت بتقديمه إلى رئيس قسم العمليات التجارية بإحدى الشركات الألمانية الدولية ، والذي ألحقه بالعمل بالشركة ، وطلب منه تعلم اللغة العبرية: تمهيدًا لإرساله للعمل في الكيان المحتل ، وعندما فشل في تعلم اللغة العبرية سافر إلى إسبانيا وتزوَّج من امرأةْ يهودية مُسنًّة ، ثم تعرَّف على جريجوري شيفيتش الضابط بجهاز المخابرات السوفيتي السابق المتهم الثاني في القضية ، وعلم منه أنه يعمل في تجارة الأسلحة ، وكشف له عن ثرائه الكبير ، ثم طلب منه إمداده بمعلوماتْ سياسيةْ وعسكريةْ عن مصر ، وإمداده بمعلوماتْ عن مشروعاتْ استثمارية منها ما هو سياحي وزراعي بمساعدة ابن عمه سامي الفيلالي وكيل وزارة الزراعة.ووافق الفيلالي ، وبدأت اللقاءات مع ضابطين من الموساد ، وقد نجح رجال الأمن المصريون في القبض عليه ، فكانت أشهر قضية تجسس مع بداية عام م2000 ، وحُكًم عليه بالسجن 15 عامًا.
قضية تجسس أخرى تمَّ إحباطها قبل أن تبدأ ، وهي قضية مجدي أنور توفيق ، الذي حُكم عليه بالسجن 10 سنواتْ أشغال شاقةً ، ووجَّهت له أجهزة الأمن المصرية تهمة السعي إلى التخابر مع دولةْ أجنبية ، وأيضًا تهمة التزوير في أوراقْ رسمية: حيث قام المتهم بتزوير شهادة من الأمانة العامة للصندوق المصري للتعاون الفني مع إفريقيا ، التابع لوزراء الخارجية تشير إلى عمله كوزيرْ مفوضْ على غير الحقيقة ، واعترف الجاسوس أنه قام بالاتصال بالقنصلية الاسرائيلية بالإسكندرية عن طريق الفاكس ، مبررًا أنه كان يريد عناوين بعض الأجهزة الدولية.
سياحة في المناطق الممنوعة،
أما شبكات التجسس الكبيرة فقد بدأت منذ اليوم الأول لبدء العلاقات بين البلدين: حيث أعلنت السلطات المصرية عام م1985 عن القبض على شبكة تجسس اسرائيلية مكونة من 9 أفرادْ ، من الموساد: حيث جاء التشكيل إلى مصر على دفعتين: ضمن أحد الأفواج السياحية ، أحدهما مكون من أربعة أفراد توجهوا إلى الإسكندرية ، والثانى إلى منطقة القناة ، وقد تمَّ ضبط الدفعة الثانية في مدينة بور فؤاد أثناء قيامها بأعمال التصوير ورسم الخرائط لأماكن ممنوعة ، وضُبط بحوزتهم عدة أفلام قاموا بتصويرها ، وبعد إجراء التحقيقات والتحريات تبيَّن أنهم ضُباط بجهاز المخابرات الصهيونية "الموساد".
في آب - أغسطس م1986 تمَّ القبض على شبكة تجسس أخرى ، ضمَّت عددًا من العاملين بالمركز الأكاديمي الاسرائيلى في القاهرة ، إلى جانب سيدة أمريكية تعمل في هيئة المعونة الأمريكية: حيث ضبطت أجهزة الأمن المصرية بحوزتهم كميةً من الأفلام والصور ومحطة إرسال واستقبال ومعمل تحميض ، وتبيَّن أن هذه الصور تمَّ التقاطها لوحداتْ من الجيش المصري أثناء الليل باستخدام أشعة الليزر.
وفي أواخر عام م1986 تم ضبط أربعة جواسيس صهاينة في شرم الشيخ ، وفي عام م1987 تم ضبط شبكة تجسس من السائحين الصهاينة أثناء زيارتهم لشرم الشيخ ، وفي عام م1990 ألقت أجهزة الأمن القبض على إبراهيم مصباح عوارة: لاشتراكه مع أحد ضباط المخابرات الاسرائيلية في تحريض الفتاة المصرية "سحر" على القيام بالتخابر ضد مصر ، وكانت "سحر" قد رفضت التجسس على وطنها ، وأبلغت أجهزة الأمن المصرية بمحاولة تجنيدها ، وتم ضبط العميل وصدر ضده حكمّ بالسجن 15 سنةً.
عائلة تستخدم ابنتها ،،
وفي عام م1992 سقطت شبكة "آل مصراتي" ، التي ضمَّت 4 جواسيس ، وهم: صبحي مصراتي وأولاده ماجد وفائقة وجاسوس آخر هو "ديفيد أوفيتس" ، وقد اعترفت "فائقة مصراتي" الجاسوسة الاسرائيلية في التحقيقات بأن جهاز المخابرات الصهيونية جنَّدها للعمل لديه منذ سنتين عن طريق المتهم "ديفيد أوفيتس" الذي تولَّى تدريبها على جمع المعلومات عن الأهداف العسكرية والاستراتيجية والشخصيات العامة في مصر.واعترفت "فائقة" بأنها استغلَّت جمالَها لإقامة علاقاتْ مع الشبان المصريين الذين يشغلون مراكز في أجهزةْ مهمةْ وحساسة في البلاد ، وقد تورَّط في هذه العلاقة المشبوهة عددّ من أبناءً المسؤولين ، وتمكَّنت "فائقة" بهذا الأسلوب من جمع معلوماتْ مهمةْ وبالغة السرية ، وقامت بإرسالها إلى "الموساد" عن طريق ضابط مخابرات اسرائيلى ، حضر إلى مصر على فترات متفاوتة لتلقي المعلومات والتقارير من أعضاء شبكة التجسس ، واعترفت "فائقة" باشتراك شقيقها ماجد ووالدها "مصراتي" في شبكة التجسس ، ورغم صدور حكمْ ضد الجواسيس الأربعة ، فإن مصر أفرجت عنهم ، وبادلتهم بعددْ من المصريين المقبوض عليهم في تهمْ مختلفة داخل اسرائيل .
دبلوماسي ولاعبة كرة
هناك أيضًا قضية تورُّط دبلوماسي مصري بسفارة مصر في تل أبيب ، وهو "د. عصام الصاوي" مع شبكة تجسس في مصر زعيمتها مديرة علاقات عامة بشركة سياحية تُدعى "نجلاء إبراهيم" ، وهي أيضًا لاعبة كرة اليد السابقة التي تعرَّفت عن طريق هذه اللعبة على "خالد مسعد" لاعب كرة اليد السابق بنادي الزمالك ، وتمكَّنت من تجنيده هو الآخر ليساعدها في هذه العمليات المشبوهة ، وكوَّن الثلاثة معًا شبكةً قويةً للتجسس وتهريب السائحين الأجانب إلى الكيان الصهيوني عبر الحدود المصرية ، عن طريق المنافذ والدروب الجبلية عند مدينة رفح ، وكانت المصادفة وحدها هي السبب في كشف هذه الشبكة.
ومنذ اتفاقية السلام تمَّ ضبط العديد من شبكات التجسس الاسرائيلية ، وحسب التقارير الأمنية فإن 86% من جرائم التهريب وتزوير العملات في مصر ارتكبهااسرائيليون ، في حين بلغت أعداد قضايا المخدرات المتهم فيها اسرائيليون خلال 10 سنوات ، نحو 4 آلاف 457و قضية.
يؤكد د. عصمت زين الدين - مؤسس قسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية - والذي تخرَّج فيه المهندس سيد محمد صابر المتهم بالجاسوسية - أن الولاياتً المتحدة الأمريكية أحكمت قبضتها بنسبة 100% على أي عملْ نووي في مصر ، بالرغم من أنه ليس لدينا شيء نُخفيه - على حدًّ قوله - وهو ما يُفسًّر سماح الإدارة الأمريكية لمصر بعمل برنامجْ نووي سلمي.
«ما عندناش حاجة نخبيها،،»
وقال زين الدين: "ماعندناش أي حاجة نخبيها لأن مفيش حاجة أصلاً"،، ، موضحًا أن كلَّ ما لدينا مفاعلان نوويان: الأول 2 ميجا وات والثاني أرجنتيني 20 ميجا وات ، وهما بدائيان تمامًا ، مؤكدًا أنه لا يعتقد أن مصر لديها برنامج نووي تستطيع أن تُخفي منه أي شيءْ على الصهاينة أو الأمريكانو وفى نفس السياق طالب عزب مصطفى - عضو الكتلة البرلمانية لنواب الإخوان المسلمين - بتجميد اتفاقية كامب ديفيد ، مؤكدًا في طلب إحاطة لرئيس مجلس الوزراء ولوزير الخارجية ، أنه لم يكن هناك التزامّ من قًبل الكيان الصهيوني بمعاهدة كامب ديفيد ومحاولاته المستمرة لاختراق المؤسسة العسكرية المصرية ، والتجسس على الدولة.
انا نيوز


 
موضوع جميل يا اخت هدى..جزاك الله خيرا,
انا عاوز اضيف حاجه ان يوجد جواسيس اكتر بكتيير من المعلن عنهم ولكن لايعلن عن احد الا لسبب فقط
قد يكون رسالة بين المخابراتين المصرية والاسرائيلية او لخدمة قضية تجسس اخرى تستفيد من ذلك الاعلان
 
[FONT=&quot]التجسس الإسرائيلي على مصر وأقنعة السلام الزائفة[/FONT]
[FONT=&quot]بقلم : محمد الشرقاوي[/FONT]
[FONT=&quot]لم تكن قضية المصري مجدي أنور محمد توفيق الذي قضت محكمة أمن الدولة "طوارئ" بالإسكندرية مؤخرا بمعاقبته بالأشغال الشاقة لمدة عشر سنوات بتهمة التجسس لصالح إسرائيل ، الأولى وربما لن تكون الأخيرة في سلسلة قضايا التجسس الإسرائيلي على مصر عقب توقيع اتفاقية السلام بين الجانبين عام 1979م[/FONT].
[FONT=&quot]ورغم أن الكثيرين منّوا أنفسهم بقطف ثمار السلام الزائف مع إسرائيل، فإن هذا الكيان غير الشرعي لم يفوت فرصة هذا السلام المزعوم كستار للتجسس على مصر التي يصنفها على أنها عدوه الأول في الشرق الأوسط[/FONT].
[FONT=&quot]وقد امتدت أيدي الموساد الإسرائيلي للتجسس على كافة القطاعات في مصر السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والسياحية وهو ما يتناوله هذا الملف[/FONT].
[FONT=&quot]ويكشف تاريخ التجسس بين مصر وإسرائيل أن أول جاسوسة أطلقت مصر سراحها منذ بدء نشاط الموساد في 14 مايو 1948 هي "بولاند هارس" المتهمة باغتيال ضابط إنجليزي في مصر، وقد أطلق سراحها في 22 سبتمبر عام 1987م[/FONT].
[FONT=&quot]ولم يكد مداد معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية يجف حتى استطاع ضابط مخابرات إسرائيلي يدعى "أبو شريف" تجنيد الجاسوس عامر سلمان، وهو بدوي من سيناء عام 1982 وظل يعمل لصالح المخابرات الإسرائيلية أكثر من 10 سنوات حتى ضبط وحكمت عليه محكمة العريش بالسجن مدى الحياة[/FONT].
[FONT=&quot]وفي بداية عقد التسعينيات فجرت المخابرات المصرية قضية الإسرائيلية فائقة مصراتي ووالدها اللذين كانا يعيشان في القاهرة، ولكن الغريب أن الشرطة المصرية ألقت القبض على الابنة بتهمة ممارسة الدعارة، ووالدها بتهمة التستر عليها، ثم ما لبثت المخابرات المصرية أن حصلت على معلومات تفيد بأن الاثنين كانا يترددان على أحد أندية الطبقة الراقية في حي مصر الجديدة، ونجحا في نصب شبكة علاقات واسعة مع شخصيات مهمة من أعضاء النادي، وأن الدعارة كانت مجرد وسيلة للحصول على معلومات عن الأوضاع في مصر تصب في النهاية لدى جهاز المخابرات الإسرائيلي[/FONT].
[FONT=&quot]وقد أحيلت "فائقة" ووالدها إلى محكمة أمن الدولة العليا، وحظيت جلسات محاكمتهما باهتمام إعلامي واسع زاده سلوك الاثنين أثناء الجلسات خصوصا بعد أن قاما بسب المسؤولين المصريين، وأقدم الأب على تعمد إهانة هيئة المحكمة بخلع ملابسه أمام الجميع والتبول في القاعة قبل أن يبصق في اتجاه القضاة[/FONT] !!
[FONT=&quot]لكن الأغرب - الذي أثار ضيق المصريين- كان صدور قرار بترحيل الاثنين إلى إسرائيل قبل صدور الحكم، ولم تعرف الأسباب الحقيقية لهذا القرار غير أن إشاعات انتشرت عن صفقة متبادلة بين مصر وإسرائيل في مجال الاستخبارات[/FONT].
[FONT=&quot]السفر إلى إسرائيل.. بداية السقوط في مستنقع الموساد[/FONT]

[FONT=&quot]عقب توقيع اتفاقيات "اوسلو" بين إسرائيل والفلسطينيين في عام 1993 والتي وعدت فيها إسرائيل العرب بسلام زائف من خلال إعادة أجزاء صغيرة من أرض فلسطين التاريخية في الضفة وقطاع غزة، قامت دول عربية عديدة بتطوير العلاقات مع إسرائيل من خلال اتفاقيات سلام، أو بفتح مكاتب التمثيل أو تبادل التمثيل الدبلوماسي، حيث وقعت الأردن اتفاقية سلام "وادي عربة" مع إسرائيل في أكتوبر عام 1994، ثم قامت قطر وسلطنة عمان بفتح مكاتب تمثيل تجارية مع إسرائيل، وقامت دولة موريتانيا - البعيدة كل البعد عن مركز الصراع - بإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل[/FONT].
[FONT=&quot]ويؤكد كثيرون أن تلك المرحلة التي بلغت ذروتها خلال الفترة من 1993 وحتى تولي اليمين الحكم في إسرائيل عام 1998 تعد أخصب الفترات في نشاط الموساد الإسرائيلي للتجسس على مصر والدول العربية خصوصا في ظل تراجع المحاذير المفروضة على سفر الرعايا العرب -ومنهم المصريون-[/FONT] [FONT=&quot]إلى إسرائيل، حيث استغل الموساد تكالب المصريين على السفر إلى إسرائيل لتجنيدهم مستخدما سلاحين في غاية الخطورة هما المال والنساء اللذان يمثلان السبب الأكبر لسفر الشباب المصري إلى إسرائيل[/FONT].
[FONT=&quot]وظلت خطورة قضية سفر المصريين للعمل في إسرائيل في طي الكتمان إلى أن أكدت أجهزة الاستخبارات المصرية خطورتها على الأمن القومي من خلال ضبط عدد من الشباب المصري يتجسسون لصالح إسرائيل[/FONT].
[FONT=&quot]ومن أمثلة قضايا التجسس التي ضبطتها الأجهزة المصرية قضية عبد المنعم عبد الملك الذي حكم عليه بالسجن المؤبد في مطلع عام 1996، وكان عبد الملك رقيبا متطوعا بالبحرية المصرية، وأحيل للتقاعد في عام 1978 وسافر قبل عامين من تاريخ القبض عليه للعمل في إسرائيل، فجنّده الموساد وحدد مهمته في جمع معلومات عسكرية[/FONT].
[FONT=&quot]ومع تراجع دعايات السلام الزائفة في السنوات الأخيرة أعادت مصر حساباتها مرة أخرى في قضية سفر مواطنيها إلى إسرائيل، ووضعت قيودا مباشرة وغير مباشرة على سفر المصريين إلى إسرائيل، تكشف بصورة ضمنية عن رفض الدولة لسفر المصريين إلى إسرائيل، وذلك في ضوء التقديرات التي ذكرت أن عدد المصريين في إسرائيل وصل إلى نحو 15 ألف مصري بعضهم تزوج من يهوديات وأنجب منهن، ومن ثم يحصل ابن هذه اليهودية على الجنسية المصرية بمقتضى القانون المصري[/FONT].
[FONT=&quot]ويحكي عبد الله أحمد عن تجربته في الحصول على تأشيرة لزيارة إسرائيل والصعوبات التي واجهته قائلا: "ذهبت إلى السفارة الإسرائيلية للحصول على تأشيرة زيارة لإسرائيل بغرض العمل في عام 1999، وتوجهت لمبنى السفارة الذي يقع بالدور العاشر بإحدى العمارات المطلة على البر[/FONT] [FONT=&quot]الغربي لنيل القاهرة بمنطقة الجيزة، وعند المدخل الرئيسي للعمارة استوقفني الأمن المصري، وسألني إلى أين أذهب، فأشرت إلى وجهتي فأخضعوني لاستجواب دقيق، وقاموا بأخذ كل بياناتي الرسمية، وطلبوا مني العودة إليهم بعد الخروج من السفارة، وقد عدت فخضعت لاستجواب جديد ثم حولت إلى إدارة لأمن الدولة استمرت في التحقيق معي والتقصي عني أكثر من شهر، والغريب أنني بعد ذلك لم أستطع السفر إلى إسرائيل لأن سفارتها رفضت منحي التأشيرة[/FONT].
[FONT=&quot]وإذا كان الموساد قد استغل عبد المنعم عبد الملاك كرقيب متطوع في الجيش المصري للحصول على معلومات عسكرية، فقد استغل شابا مصريا آخر يدعى سمير عثمان، وقد ذهب هذا الشاب إلى إسرائيل سعيا وراء فرصة عمل، ولكن الفرصة الوحيدة التي أتيحت أمامه كانت التجسس على مصر لحساب الموساد الذي استغل مهاراته الخاصة في السباحة[/FONT].
[FONT=&quot]وفي اعترافاته لأجهزة الأمن المصرية قال هذا الشاب : إنه كان يجمع المعلومات عبر السباحة لمسافة 500 متر أسفل مياه خليج السويس بين طابا المصرية وإسرائيل[/FONT].
[FONT=&quot]وأسفر الكشف عن قضية الجاسوس المصري عماد عبد الحميد إسماعيل الذي جنده ضابط الموساد الإسرائيلي عزام عزام عن تشديد السلطات المصرية القيود على سفر المصريين إلى إسرائيل أكثر وأكثر، خصوصا وأن الصحافة المصرية أسهبت في طرح القضية باعتبار عماد نموذجا لشاب مصري ذهب إلى إسرائيل وسقط في وحل التفسخ والانحلال الأخلاقي، وتحول إلى "زير نساء"، ومن نقطة الضعف هذه استطاع الموساد تجنيده لحسابه، إضافة إلى الإغراء المالي الذي تمثل في راتب شهري بلغ 650 دولارًا[/FONT].
[FONT=&quot]وقد أسفرت ضغوط السلطات المصرية على سفر المصريين لإسرائيل عن تواري هذه الظاهرة في السنوات الأخيرة خصوصًا بعد أن أثارها مجلس الشعب المصري "البرلمان" أكثر من مرة، كما طرحتها الصحافة المصرية على بساط البحث والنقاش محذرة من تداعياتها على الأمن القومي المصري، وأوردت في هذا الصدد فتاوى لعلماء الإسلام حذروا فيها من السفر إلى إسرائيل باعتبارها "دار حرب" تحتل أرض المسلمين، كما حذروا من الزواج بإسرائيليات باعتبارهن "محاربات" ولا تنطبق عليهن الأحكام الفقهية الخاصة بزواج المسلم من كتابيات في ظل احتلال اليهود لفلسطين[/FONT].
[FONT=&quot]قضية عزام .. واستغلال الاقتصاد كستار للتجسس[/FONT]

[FONT=&quot]بينما كانت الاستعدادات تسير على قدم وساق لاستضافة مصر المؤتمر الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في نوفمبر 1996 بمشاركة إسرائيل، كشفت الأجهزة الأمنية عن قضية تجسس إسرائيلية جديدة ضد مصر كان بطلها هذه المرة الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام الذي كان يعمل مديرا[/FONT] [FONT=&quot]لمصنع إسرائيلي مصري مشترك للنسيج في القاهرة[/FONT].
[FONT=&quot]وينتمي عزام عزام وهو عربي من قرية المغار في الجليل إلى طائفة الدروز ، وهي الطائفة الوحيدة التي يسمح الجيش الإسرائيلي بتجنيد أبنائها في الجيش الإسرائيلي باعتبارها أقلية غير مسلمة[/FONT].
[FONT=&quot]وتعتبر قضية عزام عزام نموذجًا واضحا لاستخدام إسرائيل الأنشطة الاقتصادية كستار للتجسس على مصر من خلال تجنيد بعض ضعاف النفوس لجمع المعلومات عن كافة الأوضاع في مصر[/FONT].
[FONT=&quot]وقد اعتقلت أجهزة الأمن المصرية عزام عزام ومواطنًا مصريًا آخر يدعى عماد عبد الحميد إسماعيل وتهمة الأول هي العضوية في الموساد الإسرائيلي ومحاولة تجنيد مصريين للعمل معه بغرض الإضرار بمصالح البلاد القومية، وكانت تهمة الثاني هي التعاون مع جهة أجنبية للإضرار بأمن البلاد ومصالحها القومية[/FONT].
[FONT=&quot]ورغم محاولات إسرائيل طي صفحة القضية في مهدها والإفراج عن عزام، فإن محكمة مصرية أصدرت في 21 أغسطس عام 1997 حكما بالأشغال الشاقة لمدة 15 عاما في حق عزام والأشغال الشاقة المؤبدة بحق شريكه المصري عماد إسماعيل والإسرائيليتين الهاربتين زهرة يوسف جريس، ومنى أحمد شواهنة[/FONT].
[FONT=&quot]وقد أثار هذا الحكم أسرة عزام التي اتهمت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بإهمال قضية ابنهم رغم الخدمات العظيمة التي قدمها للدولة العبرية، وفي هذا الإطار يقول أحد أشقائه ويدعى سامي: "لم نشعر أن الحكومات الإسرائيلية تعاملت مع الموضوع بجدية أو بإنسانية.. فشقيقنا عزام يعاني الأمرين في السجن المصري.. وحالته الصحية تتدهور، ووضعه النفسي خطير.. وهم يتفرجون؟[/FONT]".
[FONT=&quot]وأردف هذا الشقيق قائلا: "يجب على إسرائيل عدم التجاوب مع أي طلب من الرئيس المصري حسني مبارك في القضية الفلسطينية حتى تطلق سراح شقيقي[/FONT]".
[FONT=&quot]من جانبها لم تيأس إسرائيل وبذلت جهودا كبيرة من أجل الإفراج عن عزام على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، حيث تقود أحزاب اليمين والمتطرفون الإسرائيليون حملات سياسية متكررة ضد مصر للإفراج عن عزام بدعوى أن مصر وإسرائيل وقعتا اتفاقية سلام، وبالتالي فلا حاجة في استمراره بالسجن، كما يقترح اليسار الإسرائيلي مبادلة عزام بعدد من الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية[/FONT].
[FONT=&quot]وعادة ما يطالب الإسرائيليون على هامش زيارتهم لمصر بالإفراج عن عزام، وكذلك يطلبون زيارته في سجنه إلا أنه من النادر أن تسمح السلطات المصرية لمسؤول إسرائيلي رفيع المستوى بهذه الزيارات، بل تقصر هذا الأمر على مسؤولي السفارة الإسرائيلية بالقاهرة[/FONT].
[FONT=&quot]وترفض مصر بشدة مطالب الإفراج عن عزام، وفي هذا الخصوص أكد الرئيس مبارك مرارا أنه لا تأثير على أحكام القضاء، وأن مصر لا تقبل أي ضغوط في هذه المسألة[/FONT].
[FONT=&quot]وتعمل إسرائيل أيضا على إثارة القضية على المستوى الدولي، حيث طالب رؤساء الحكومات الإسرائيلية واشنطن بمحاولة إقناع القاهرة بالإفراج عن عزام، ومنهم رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نيتانياهو الذي طرح على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على هامش مفاوضات السلام في "واي ريفر" صيف عام 1998 بأمريكا هذه الجملة "قل لرئيسك أن يطلق سراح عزام" وكأن عرفات أحد الرعايا المصريين[/FONT] !
[FONT=&quot]كما تحرص الآلة الإعلامية الصهيونية في واشنطن على إثارة القضية في كل زيارة يقوم بها الرئيس مبارك إلى الولايات المتحدة، وهو ما أدى إلى إثارة النواب في البرلمان المصري ومطالبتهم بإضافة مواد إلى قانون ضمانات وحوافز الاستثمار تنص على فرض حظر شامل على دخول الاستثمارات الإسرائيلية إلى مصر بكافة أشكالها وأنواعها، ومنعهم من إقامة مشروعات استثمارية مشتركة مع مصريين وتصفية كافة جوانب الاستثمار الإسرائيلي على أرض مصر في المدن القديمة والجديدة[/FONT].
[FONT=&quot]وفي هذا الصدد يؤكد النائب أبو العز الحديدي أن أغلب الاستثمارات الإسرائيلية ذات علاقة مباشرة بالموساد وتشكل شبكات تجسس على الاقتصاد المصري مثلما حدث في قضية عزام عزام[/FONT].
[FONT=&quot]ومن جانبه يطالب النائب كمال أحمد بإسقاط كافة الاتفاقات التجارية الأمنية بمراجعة شاملة للمستثمرين من اليهود الذين جاؤوا إلى مصر تحت ستار جنسيات أخرى وتصفية استثماراتهم وإعطاء الأولوية في الاستثمار للعرب.[/FONT]
[FONT=&quot]قضية الفيلالي.. نموذج لشاب مصري في مهب الريح[/FONT]

[FONT=&quot]تفجرت قضية الجاسوس المصري المهندس شريف فوزي محمد الفيلالي في الربع الأخير من عام 2000، وبالتحديد في مطلع سبتمبر من هذا العام، في وقت كانت تمر فيه العلاقات المصرية الإسرائيلية بأسوأ فتراتها منذ توقيع اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979 بسبب نقض إسرائيل لتعهداتها وتراجعها عن تطبيق الاتفاقات الموقعة مع السلطة الفلسطينية واجتياحها للأراضي الفلسطينية[/FONT].
[FONT=&quot]وهذا الشاب هو الذي فجر قضيته بنفسه عندما ذهب إلى السفارة المصرية في إسبانيا مستفتيا في قضية يخشى أن تضر بالأمن القومي مضمرا خلف ذلك رغبته في خداع أجهزة الأمن المصرية لتأمين تحركاته المستقبلية، غير أن هذه الأجهزة التي تقصت عنه دون أن يدري سرعان ما كشفت بالفعل تورطه مع جهاز الموساد الذي باع له نفسه مقابل حلم الثراء الذي طار إلى أوربا بحثا عنه[/FONT].
[FONT=&quot]ومثل الفيلالي أمام محكمة أمن الدولة "طوارئ" والتي عقدت عدة جلسات لمحاكمته، وتضمنت لائحة الاتهام أن الفيلالي تخابر خلال الفترة من فبراير 1996 وحتى سبتمبر 2000 مع جهاز الموساد الإسرائيلي بغرض الإضرار بالمصالح القومية لمصر من خلال تسليم "الموساد" معلومات وتقارير عن الأوضاع السياسية والاقتصادية والسياحية في البلاد[/FONT].
[FONT=&quot]وعقدت المحكمة عدة جلسات شهدت جدلا حادا بين الدفاع عن المتهم الفيلالي والادعاء العام، حيث أنكر المتهم التهم الموجهة إليه، وفجر محاميه أحمد سعيد عبد الخالق مفاجأة حيث أكد أن موكله وشريكه الروسي المتهم معه في نفس القضية - وهو ضابط مخابرات إسرائيلي يدعى جريجوري جيفنسي - كانا يستعدان للإقامة في العراق بصفة دائمة لترتيب صفقات أسلحة من دول أوربية للجيش العراقي[/FONT].
[FONT=&quot]واستند المحامي إلى هذا الادعاء لنفي تهمة العمالة عن الفيلالي مضيفا أن موكله كان قد توجه أثناء إقامته في أسبانيا في شهر يونيو 2000 (قبل القبض عليه بـ3 أشهر) إلى مقر السفارة المصرية في مدريد وطلب لقاء الملحق العسكري، فسمحوا له بلقاء الملحق التجاري، فأبلغهم المتهم أن صديقه الروسي تاجر أسلحة ينوي تهريب أسلحة إلى العراق من دول أوربية وأنه يعتزم السفر معه للإقامة هناك واستفسر عن مدى قانونية العمل[/FONT].
[FONT=&quot]وتابع المحامي يقول : إن السفارة خاطبت جهاز المخابرات المصري وتحول موكله إلى متهم في قضية تجسس، ويدلل على ذلك توجهه عقب وصوله إلى مصر في 10 سبتمبر 2000 تلقائيا إلى مقر الاستخبارات المصرية وتقديمه بلاغا بالواقعة[/FONT].
[FONT=&quot]وبعد عدة جلسات أصدرت المحكمة حكما بإعفاء الفيلالي من العقوبة وإدانة صديقه الروسي غيابيا بالأشغال الشاقة المؤبدة، وجاء في حيثيات الحكم أن الفيلالي كان قد أبلغ السلطات المصرية بواقعة التخابر لصالح الدولة الأجنبية[/FONT].
[FONT=&quot]وقد أثار الحكم ضجة واسعة لا تقل عن الضجة التي أثارها القبض على الفيلالي، خصوصا من جانب الصحافة المصرية ومفتي مصر السابق الدكتور نصر فريد واصل الذي نسبت إليه الصحف فتوى بعدم جواز الدفاع عن المتهمين بالتجسس[/FONT].
[FONT=&quot]إلا أن المستشار محمد عاصم الجوهري رئيس المحكمة التي تنظر القضية علق على الحكم قائلا : إن المحكمة حرصت على إصدار حيثيات الحكم في الجلسة نفسها نظرا للظروف التي أحاطت بالقضية وحرصا على عدم تأويل الحكم بطريقة خاطئة، وأشار الجوهري إلى أن إعفاء المتهم من العقوبة[/FONT] [FONT=&quot]مسألة تقديرية منحها القانون للمحكمة وقد يجيزها قاض، ولا يجيزها آخر[/FONT].
[FONT=&quot]ومع ذلك فإن فرحة الفيلالي بالحكم لم تدم طويلا، حيث سرعان ما قرر مكتب شؤون أمن الدولة إلغاء الحكم وإعادة محاكمة المتهم مرة أخرى لأنه لم يقم بإبلاغ السلطات عن واقعة التخابر مع دولة أجنبية ولم يعترف كاملا بنشاطه الإجرامي[/FONT].
[FONT=&quot]وتكشفت خلال المحاكمة تفاصيل جديدة في القضية من خلال اعترافات جديدة أدلى بها الفيلالي حيث كشفت التحقيقات عن قيامه بتزويد المخابرات الإسرائيلية بمعلومات عن المشروعات الاقتصادية العملاقة في مصر، ومن بينها مشروع توشكى، وما إذا كان متعثرا من عدمه، وحجم الاستثمارات به والأموال التي أنفقتها الدولة على المشروع والشركات الأجنبية التي تستثمر أموالها به، كما كشفت التحقيقات عن أن المتهم قام بتزويد المخابرات الإسرائيلية بمعلومات متعلقة بتسليح الجيش المصري وبعض الأماكن والمناطق العسكرية في مصر، ومعلومات عن تطوير بعض أسلحة الجيش، وكذلك معلومات عن المناطق السياحية في مصر خاصة التي تتمير بالجذب السياحي في سيناء والغردقة ومرسى علم، وعدد الفنادق وقدرتها الاستيعابية وطاقتها ومواسم الازدحام السياحي وعدد السائحين المترددين على هذه المناطق وجنسياتهم وفترات ترددهم على مصر[/FONT].
[FONT=&quot]وكشفت التحقيقات أيضا أن الموساد حاول بشتى الطرق جمع معلومات كاملة عن التطوير الذي أجرته القوات المسلحة المصرية على بعض أنواع الأسلحة التي تخص القوات البحرية[/FONT].
[FONT=&quot]وتعبر قضية الفيلالي بوضوح عن حجم المأساة التي يعانيها الشباب المصري الذي يحلم بالثراء السريع مهما كانت الوسائل ؛ مشروعة أم غير مشروعة مضحيا بالوطن والعقيدة التي ينتمي إليها[/FONT].
[FONT=&quot]ويختصر تعليق والدة الفيلالي على اتهام نجلها بالتجسس، والذي قالت فيه: "لا أصدق أن ابني جاسوس" مدى الصراع بين قيم وعادات المجتمع وبين القيم التي يريد أن ينشرها عدو متربص يرغب في اختراق هذا البلد[/FONT].
[FONT=&quot]عن قصته حكى الفيلالي في اعترافاته: " تخرجت في كلية الهندسة عام 1990، وسافرت إلى ألمانيا لاستكمال الدراسات العليا، وكان هدفي بمجرد وصولي البحث عن إقامة دائمة في هذا البلد، وهو ما يعني البحث عن عروس ألمانية، وبالفعل تعرفت على سيدة ألمانية تدعى "ارنيا" تكبرني[/FONT] [FONT=&quot]بنحو 25 عاما، وتطورت علاقتي بها كأننا زوجان، ثم اتفقنا على الزواج إلا أن المشروع فشل لطلبها تغيير ديانتي[/FONT]".
[FONT=&quot]ويضيف الفيلالي: "وإثر الفشل الذي مررت به في ألمانيا بعد ست سنوات، قررت تركها بسبب فشلي في تكوين ثروة، إضافة إلى فشلي في الدراسات العليا، وتزايد ديوني، وهنا اقترحت على أرنيا السفر إلى مايوركا بأسبانيا حيث تعيش جالية يهودية كبيرة، وهناك تزوجت "زواج مصلحة" من[/FONT] [FONT=&quot]اليهودية روزا سانشيز عام 1997 لكي تساعدني ماديا، ثم تعرفت على "جريجوري" -المتهم الثاني- وتطورت علاقتي به حتى طلب مني بنحو صريح معلومات سياسية وعسكرية عن مصر لصالح جهاز الموساد[/FONT].

[FONT=&quot]التجسس على قطاع الزراعة المصري[/FONT]

[FONT=&quot]تستمر جهود إسرائيل في التجسس على مصر لتطاول قطاع الزراعة المصري، وهو أحد القطاعات الاستراتيجية، خاصة إذا علمنا أن حجم الفجوة الغذائية في العالم العربي يبلغ 12 مليار دولار سنويا[/FONT].
[FONT=&quot]وحول أبعاد المخطط الإسرائيلي للتجسس على الزراعة المصرية يقول مصطفى أحمد الباحث في الشؤون الزراعية : إن هذا المخطط يتم تنفيذه عبر 3 محاور[/FONT]:
[FONT=&quot]الأول من خلال عدد ضخم من الباحثين والفنيين يصل عددهم إلى نحو 45 باحثا يحملون جنسيات أمريكية وأوربية ويعملون تحت مظلة منظمات دولية يهتم بقطاع البحوث والإرشاد الزراعي، ومن أهم هذه المنظمات "المركز الدولي للتنمية الزراعية" التي تعرف اختصارا باسم "ايفاد[/FONT]"
[FONT=&quot]ويضيف مصطفى أحمد قائلا: إن إسرائيل تستغل التطبيع الزراعي مع مصر في التجسس على قطاع الزراعة، وهنا يأتي المحور الثاني الذي يتم تنفيذه من خلال المشروعات التي تنفذها وزارة الزراعة المصرية بدورها من حصيلة بيع السلع الأمريكية المقدمة كمنح ومعونات لمصر[/FONT].
[FONT=&quot]ويركز الخبراء الإسرائيليون من خلال هذه المشروعات والبرامج ، وأهمها المشروع الضخم الذي تنفذه وزارة الزراعة المصرية حاليا والمعروف باسم "إصلاح السياسات الزراعية" على فرض أساليب وطرق زراعية أجمع الخبراء المصريون على أنها ضارة بالاقتصاد الزراعي باعتبار أن مصر تملك العديد من الخبرات والقدرات في هذا المجال ولا تحتاج إلى مساعدة من دول أخرى[/FONT].
[FONT=&quot]أما المحور الثالث فيأتي من خلال استغلال إسرائيل للمهندسين الزراعيين المصريين الموكلين بالتعامل مع الخبراء اليهود، حيث يتم تقديم إغراءات وتسهيلات لا حدود لها لهؤلاء المهندسين لافتتاح أفرع للشركات الإسرائيلية في مصر تغطي مجالات التنمية الزراعية وعلى الأخص فيما يتعلق بنظم الري الحديث وإنتاج التقاوي وإكثارها[/FONT].
[FONT=&quot]وقد بلغ عدد الشركات التي حصلت على توكيلات من شركات إسرائيلية في مصر أكثر من 6 شركات تحت بصر ورعاية وزارة الزراعة المصرية ومنها شركة "حزيرا" و"افريدوم[/FONT]".
[FONT=&quot]ويضيف الباحث المصري أن نشاط هذه الشركات يبرز في مناطق الاستصلاح الجديدة في النوبارية والساحل الشمالي ومناطق أخرى، وهناك إقبال من جانب رجال الأعمال والمستثمرين المصريين على التعامل مع هذه الشركات والحصول على تقاوي وبذور إسرائيلية[/FONT].
[FONT=&quot]وتجدر الإشارة إلى أن هذه الشركات لا تتعامل مع الفلاح المصري البسيط الذي يزرع مساحات محدودة من الأرض وبأقل قدر من الميكنة، ولكنها تتعاقد مع رجال الأعمال أصحاب المشروعات الضخمة، وفي غالب الأمر يكون هذا الإنتاج موجها للتصدير ولا يستفيد منه السوق المصري[/FONT].
"[FONT=&quot]أفق 5".. التجسس عبر الفضاء[/FONT]
[FONT=&quot]لم يقتصر التجسس الإسرائيلي على مصر والدول العربية على تجنيد البشر المدربين باستخدام كافة الوسائل، وإنما امتد إلى إطلاق أقمار التجسس الصناعية لمراقبة كل كبيرة وصغيرة في الدول العربية[/FONT].
[FONT=&quot]وإذا كانت إسرائيل في الماضي قد اعتمدت على 16 قمرا أمريكيا للتجسس على العرب لحسابها، فإنها منذ يوم 28 مايو الماضي أطلقت قمر التجسس الخاص بها ويدعى "أفق 5[/FONT]".
[FONT=&quot]ويؤكد الخبراء الاستراتيجيون العرب أن هذا القمر الذي تكلف 60 مليون دولار قادر على رصد تحركات الجيوش العربية، ويتيح لإسرائيل إمكانية الحصول على صور استخبارية للمواقع العسكرية العربية، كما سيتيح لها متابعة برامج تطوير الصواريخ الباليستية في دول إسلامية كبرى كإيران وباكستان[/FONT].
[FONT=&quot]ويتميز قمر التجسس "أفق 5" بقدرات فائقة على الرصد، حيث يستطيع بوضوح تام تصوير أي جسم يصل طوله إلى متر واحد فقط[/FONT].
[FONT=&quot]ويؤكد اللواء زكريا حسين الخبير الاستراتيجي أن هذا القمر ليس منفصلا عن شبكة الأقمار الأمريكية للتجسس الموجودة في منطقة الشرق الأوسط البالغ عددها 16 قمرا أمريكيا لأن هناك تعاونا مخابراتيا واسع المدى بين أمريكا وإسرائيل[/FONT].
[FONT=&quot]وهذا القمر - فضلا عن مراقبته لتحركات الجيوش العربية - فإنه يراقب أيضا احتمالات وجود برامج لإنتاج الأسلحة النووية في العراق وليبيا وإيران وباكستان، كما يخدم أيضا المصالح ويعمل بالتكامل مع أقمار التجسس الأمريكية على المنطقة[/FONT].
[FONT=&quot]ولا يعد "أفق 5" قمر التجسس الأول من نوعه الذي تطلقه إسرائيل، ففي إبريل من عام 1995 أطلقت تل أبيب قمرها الأول للتجسس "أفق 3" الذي وصل وزنه 225 كيلو جرام، وباشر مهامه في مراقبة العالم العربي فور استقراره في مساره على ارتفاع 600 كيلو متر، وحسب المعلومات المتوفرة حوله فإنه يركز عمله على مصر وسوريا والعراق وليبيا وإيران، وكان لديه قدرة على التقاط وبث أرقام السيارات الموجودة في عواصم هذه الدول إلا أنه احترق في عام 2000 في الجو بعد انتهاء عمره الافتراضي[/FONT].
[FONT=&quot]وقبل احتراقه بعامين كانت إسرائيل قد أطلقت قمر التجسس الثاني "أفق 4" لكن المحاولة فشلت إثر تحطمه بعد لحظات من إطلاقه وسقوطه في مياه البحر المتوسط قبالة سواحل الأراضي المحتلة، ولم يدرك اليأس المسؤولين عن برنامج المراقبة الإسرائيلي حتى تمكنوا الشهر الماضي من إطلاق القمر الثالث "أفق 5[/FONT]".
[FONT=&quot]ويقول اللواء حسام سويلم الخبير الاستراتيجي المصري : إن إسرائيل تستهدف وضع عدة أقمار صناعية في الفضاء لمهمة متابعة الأوضاع العسكرية والاستراتيجية في منطقة دائرة المجال الحيوي الإسرائيلي، والتي تمتد من الساحل المغربي على المحيط الأطلنطي غربا إلى باكستان شرقاً، ومن جنوب الاتحاد السوفييتي شمالاً "جمهوريات آسيا الوسطى حاليا" إلى باب المندب عند المدخل الجنوبي للبحر الحمر وجنوب إفريقيا جنوبا[/FONT].
[FONT=&quot]ويضيف سويلم أن إطلاق أقمار التجسس يمثل لإسرائيل أهمية خاصة لأنها تريد الاستقلال عن الولايات المتحدة في مجال المخابرات والاستطلاع خشية أن يأتي اليوم الذي تمنع فيه واشنطن عنها بعض المعلومات[/FONT].
[FONT=&quot]والفائدة الثانية أن إسرائيل تهدف من خلال أقمار التجسس إلى تعزيز استراتيجية الدفاع الصاروخي لديها في مواجهة قدرة الصواريخ العربية على الوصول إلى العمق الإسرائيلي كما حدث إبان حرب الخليج الثانية عندما أطلق العراق 11 صاروخا عليها[/FONT].
[FONT=&quot]وتوفر أقمار التجسس لإسرائيل كذلك إمكانية رصد أماكن وتحركات القوات العربية ومتابعة مناوراتها داخل مسرح العمليات، وكذا مراكز القيادة والسيطرة وأهداف البنية العسكري في آخر لحظة قبل توجيه ضرباتها التقليدية وغير التقليدية[/FONT].


 
بإعلان السلطات المصرية مؤخراً كشف شبكة تجسس جديدة لحساب إسرائيل، تضم طالبا بجامعة الأزهر حاصلا على الجنسية الكندية، وثلاثة ضباط في المخابرات الإسرائيلية،

قاموا في الفترة من آب (أغسطس) 2001 وحتى الأول من كانون ثاني (يناير) 2007، بالتجسس على المصريين والعرب في كندا وتركيا، يكون هذا الشخص هو الجاسوس رقم 66 في سلسلة الجواسيس الذين جندتهم تل أبيب ضد مصر منذ عام 1990.

ووفقا لمصادر مصرية، تم خلال الفترة من 1990 - 2000 ضبط أكثر من 25 شبكة تجسس إسرائيلية في مصر، منها تسع شبكات تم ضبطها خلال السنوات الثلاث الأخيرة، حتى بلغ عدد جواسيس الموساد الذين تم تجنيدهم والدفع بهم إلى مصر حوالي 64 جاسوساً بنسبة 75 في المائة من المصريين و25 في المائة من الإسرائيليين.

ولاحقا تم ضبط شبكتين أخريين عام 2002، ثم عام 2007 ليصبح المجموع 27 شبكة تجسس في 17 عاما تضم 66 جاسوسا.

والجاسوس الأخير (محمد عصام العطار) الذي كان طالبا في كلية العلوم بجامعة الأزهر وسافر لتركيا ثم كندا هربا من حكم قضائي في مصر بالسجن، لعدم سداده غرامة تحطيم سيارة مؤجره، تلقفته المخابرات الإسرائيلية للتجسس علي المصريين والعرب، وغير ديانته واسمه إلي (جوزيف رمزي العطار)، أصبح هو الجاسوس رقم 66 في سلسلة شبكات تجسس ضبطتها مصر بلغت قرابة 27 شبكة تجسس منذ عام 1990.

وكان آخر جاسوس تم اعتقاله وسجنه هو مجدي أنور توفيق في عام 2002، عندما تم إحباط عملية تجسس والقبض وصدور حكم عليه بالسجن 10 سنوات أشغالاً شاقة للسعي للتخابر مع الموساد الإسرائيلي، ومعظم الجواسيس تم سجنهم بواسطة القضاء، بيد أن المتهم رقم 64 شريف فوزي الفيلالي الذي كان يعمل مترجما وسكرتيرا لجاسوس إسرائيلي – روسي مزدوج قضت محكمة أمن الدولة العليا المصرية بتبرئته، وحكمت على الروسي الهارب جريجوري شيفنس – وهو كولونيل سابق في المخابرات الروسية (KGB) ثم تحول للعمل مع المخابرات الإسرائيلية - بالأشغال الشاقة المؤبدة في نفس القضية.

ويقول خبراء مصريون إن تزايد أعداد شبكات التجسس الإسرائيلية التي تضم مصريين وإسرائيليين وأجانب في الفترة التي أعقبت توقيع اتفاقية السلام أمر طبيعي لأن فترات السلام والتطبيع تكون هي أزهى فترات التجسس المناسبة للدفع بأعداد من الجواسيس تحت ستار السياسة أو رجال الأعمال، وهي السمة الغالبة لأغلب شبكات التجسس التي تم ضبط إسرائيليين فيها.

وتقول تقارير صحفية إنه منذ اتفاقية السلام تم ضبط العديد من شبكات تجسس إسرائيلية باستثناء حالة واحدة لحساب المخابرات الأمريكية، وأخرى إيرانية، وحسب التقارير الأمنية فإن 86 في المائة من جرائم التهريب وتزوير العملات في مصر ارتكبها إسرائيليون، في حين بلغت أعداد قضايا المخدرات المتهم فيها إسرائيليون خلال 10 سنوات نحو 4 آلاف و457 قضية، ومما يدلل علي ذلك اعتراف مصدر إسرائيلي بان مصر يدخلها نحو 500 طن مخدرات سنوياً عن طريق إسرائيل.

وقد استغلت إسرائيل السياحة إلى مصر لتنفيذ مخطط لزرع هذه الشبكات التجسسية وساعد علي ذلك أن الإسرائيليين لهم الحق - بموجب اتفاقية كامب ديفيد - في دخول سيناء بدون جوازات سفر أو تأشيرات لمدة أسبوعين مما جعل عملية التسلل إلى داخل البلاد أمرا سهلا.



تفاصيل عمليات التجسس

1) في عام 1985 تمكنت أجهزة الأمن المصرية من القبض على شبكة تجسس إسرائيلية مكونة من 9 أفراد ينتمون إلى الموساد الإسرائيلي حيث جاء التشكيل إلى مصر على دفعتين ضمن أحد الأفواج السياحية أحدهما مكون من أربعة أفراد توجه إلى الإسكندرية. والثاني إلى منطقة القناة وقد ضبط الفوج الثاني في مدينة بور فؤاد أثناء قيامه بأعمال التصوير ورسم الخرائط لأماكن ممنوعة وضبط بحوزتهم عدة أفلام قاموا بتصويرها وبعد إجراء التحقيقات والتحريات تبين أنهم ضباط بجهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد".

2) في آب (أغسطس) 1986 تم القبض على شبكة تجسس أخرى ضمت عددا من العاملين بالمركز الأكاديمي الإسرائيلي في القاهرة إلى جانب سيدة أمريكية تعمل في هيئة المعونة الأمريكية، حيث ضبطت أجهزة الأمن المصرية بحوزتهم كمية من الأفلام والصور ومحطة إرسال واستقبال ومعمل تحميض وتبين أن هذه الصور تم التقاطها لوحدات من الجيش المصري أثناء الليل باستخدام أشعة الليزر.

3) في أواخر عام 86 تم ضبط أربعة جواسيس إسرائيليين في شرم الشيخ.

4) في عام 87 تم ضبط شبكة تجسس من السياح الإسرائيليين أثناء زيارتهم لشرم الشيخ.

5) في عام 1990 ألقت أجهزة الأمن القبض على إبراهيم مصباح عوارة لاشتراكه مع أحد ضباط المخابرات الإسرائيلية في تحريض الفتاة المصرية "سحر" على القيام بالتخابر ضد مصر وكانت سحر قد رفضت التجسس على وطنها وأبلغت أجهزة الأمن المصرية بمحاولة تجنيدها وتم ضبط العميل وصدر ضده حكم بالسجن 15 سنة.

6) عام 1992 سقوط شبكة آل مصراتي التي ضمت 4 جواسيس وهم صبحي مصراتي وأولاده ماجد وفائقة وجاسوس آخر يدعى "ديفيد أوفيتس" وقد اعترفت "فائقة مصراتي" الجاسوسة الإسرائيلية في التحقيقات بأن جهاز المخابرات الإسرائيلية جندها للعمل لديه منذ سنتين عن طريق المتهم "ديفيد اوفيتس" الذي تولى تدريبها على جميع المعلومات عن الأهداف العسكرية والإستراتيجية والشخصيات العامة في مصر واعترفت "فائقة" بأنها استغلت جمالها لإقامة علاقات جنسية مع الشبان المصريين الذين يشغلون مراكز في أجهزة هامة وحساسة في البلاد وقد تورط في هذه العلاقة المشبوهة عدد من أبناء المسؤولين. وتمكنت "فائقة" بهذا الأسلوب من جمع معلومات هامة وبالغة السرية وقامت بإرسالها إلى "الموساد" عن طريق ضابط مخابرات إسرائيلي حضر إلى مصر على فترات متفاوتة لتلقي المعلومات والتقارير من أعضاء شبكة التجسس واعترفت "فائقة" باشتراك شقيقها ماجد ووالدها "مصراتي" في شبكة التجسس. ورغم صدور حكم ضد الجواسيس الأربعة إلا أن مصر أفرجت عنهم وبادلتهم بعدد من المصريين المقبوض عليهم في تهم مختلفة داخل إسرائيل.

7) في عام 1991 ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على جاسوس آخر يعمل لحساب الموساد وهو عبد الملك عبد المنعم واعترف بأنه عمل لحساب الموساد مقابل دولارات قليلة بعد تجنيده داخل إسرائيل.

8) في تشرين ثاني (نوفمبر) 1996 ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على الجاسوس الإسرائيلي عزام مصعب عزام وشريكه المصري عماد عبد الحميد بتهمة التخابر لحساب الموساد. وكان عزام أخطر عملاء إسرائيل في مصر وأكثرهم غموضاً حيث جاء ليشارك أحد المصريين في إنشاء مصنع لإنتاج الملابس بمنطقة شبرا الخيمة وتمكن من خلال عمله في القاهرة من إقامة شبكة علاقات مع عدد من المصريين.

9) عام 2000 ألقي القبض على الجاسوس شريف الفيلالي الذي يجري التحقيق معه حاليا.

10) ومن أشهر عمليات التجسس الإسرائيلية علي مصر بعد اتفاقية السلام شبكة التجسس التي تم الكشف عنها عام 1985، وكانت مكونة من 9 أفراد ينتمون إلي الموساد الإسرائيلي وجاؤوا إلي مصر تحت غطاء كونهم سياحا وضبطت أجهزة الأمن معهم خرائط وصورا لأماكن سيادية وكذلك بعض الأفلام التي قاموا بتصويرها.

وفي عام 1986، تم ضبط شبكة تجسس أخرى ضمت عددا من العاملين في المركز الأكاديمي الإسرائيلي بالقاهرة إلي جانب سيدة أمريكية تعمل في هيئة المعونة الأمريكية، وكان بحوزتهم كمية من الأفلام والصور ومحطة إرسال واستقبال ومعمل تحميض، وتبين أن هذه الصور تم التقاطها لوحدات عسكرية أثناء الليل باستخدام أشعة الليزر.

وفي نهاية عام 1986، جرى ضبط أربعة جواسيس في شرم الشيخ، وفي عام 1987، ألقت أجهزة الأمن القبض على إبراهيم مصباح عوارة لاشتراكه مع أحد ضباط الموساد في تحريض فتاة مصرية تدعي «سحر» علي التخابر مع إسرائيل، وكشفت الفتاة عن ذلك لأجهزة الأمن وتم ضبط العميل الإسرائيلي وصدر ضده حكم بالحبس 15 عاماً.

وفي عام 1992، سقطت شبكة آل مصراتي التي ضمت 4 جواسيس هم: صبحي مصراتي وولداه ماجد وفائقة بجانب جاسوس آخر يدعي «ديفيد أوفتيس».

وفي عام 1991، ألقت أجهزة الأمن القبض علي جاسوس آخر هو عبد الملك عبد المنعم الذي اعترف بعمله لحساب الموساد وقد تم تجنيده داخل إسرائيل. وفي تشرين ثاني (نوفمبر) 1996، جرى الكشف عن أشهر قضية تجسس خلال العقود الثلاثة الأخيرة بإلقاء القبض علي الجاسوس الإسرائيلي عزام مصعب عزام وشريكه المصري عماد عبد الحميد، وحظيت القضية بزخم إعلامي تصاعد بشدة لدي مبادلة عزام عزام ببعض الطلاب المصريين الذين ألقت إسرائيل القبض عليهم بتهمة التسلل إليها.

وفي آب (أغسطس) 1997، ألقت أجهزة الأمن القبض علي الجاسوس سمير عثمان الذي سقط أثناء قيامه بالتجسس مرتديا بدلة الغوص، حيث كانت مهمته التنقل عائما بين مصر وإسرائيل،

واعترف الجاسوس بأنه تم تجنيده عام 1988، علي يد الموساد بعد أن ترك عمله في جهاز مصري حساس وضبطت أجهزة الأمن أربع جوازات سفر يستخدمها في تنقلاته وأثناء تفتيش منزله تم العثور علي مستندات مهمة وأدوات خاصة تستخدم في عمليات التجسس.

ومن أغرب قضايا التجسس الإسرائيلي علي مصر قضية تجنيد الجاسوس سمحان موسى مطيري حيث كانت المرة الأولى التي يتم فيها تجنيد تاجر مخدرات للتخابر لصالح إسرائيل حيث جري الاتفاق علي أن يتم إعطاؤه مخدرات مقابل تسليمهم معلومات عن مصر.

وفي عام 2000، تم الكشف عن قضية شريف الفيلالي الذي تم تجنيده في ألمانيا عن طريق سيدة ألمانية يهودية تدعي إيرينا ثم سافر إلي إسبانيا وتعرف هناك علي ضابط مخابرات سوفيتي سابق وطلب منه إمداده بمعلومات سياسية وعسكرية عن مصر وكذلك معلومات عن مشروعات استثمارية منها ما هو سياحي وزراعي بمساعدة ابن عمه وكيل وزارة الزراعة آنذاك، وانتهت القضية بالحكم علي الفيلالي بالسجن 15 عاماً.

وفي عام 2002، تم إحباط عملية تجسس أخري لدي القبض علي مجدي أنور توفيق الذي حكم عليه بالسجن 10 سنوات أشغالاً شاقة للسعي للتخابر مع الموساد الإسرائيلي.

وقال الدكتور محمود أبوغدير أستاذ الدراسات العبرية بجامعة الأزهر: «التجسس طبع من طبائع اليهود بحكم تجربتهم التاريخية، فعلى الدوام كانوا يعيشون وسط مجتمعات غريبة عنهم ومن ثم فهاجس الأمم شاغلهم الأساسي لأن الشك جزء أصيل في شخصية اليهودي فهو منهج حياة».

وأضاف: «العبرية» هي اللغة الوحيدة التي تصف «غير اليهودي» بـ 8 مصطلحات وهو ما لا يوجد في أي لغة في العالم.

وتابع: التجسس سيستمر لأن اليهود لا يثقون في الآخرين حتى وإن كان هذا الآخر هو أصدق أصدقائها أي الولايات المتحدة ولذا نجد واشنطن تكشف كل فترة عن شبكة إسرائيلية للتجسس عليها وهو ما يعد درسا لنا كعرب يدعونا إلي عدم التعامل مع إسرائيل بعقليتنا العربية المتسامحة، فهي ليست دولة طبيعية والإسرائيليون أنفسهم يعتبرون دولتهم «دولة غير طبيعية».

وأكد أبوغدير أن ما حدث من إسرائيل شيء متوقع وسيحدث في المستقبل مهما قدمنا لها من تنازلات، وقال: نحن هنا لا ندعو للحرب مع إسرائيل ولكن ندعو إلي التعامل مع هذا الكيان كما يري نفسه دون الالتجاء إلي عقليتنا المتسامحة.

وقال اللواء نبهان سويلم الخبير بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط: إن حالة السلم هي أعظم فترة للعمل السري وهو ما ينطبق علي الحالة المصرية- الإسرائيلية بعد اتفاقية السلام ومن ثم تكثف إسرائيل من نشاطها التجسسي في هذه الفترة بحكم أنها دولة بناها الجيش وتقوم بالأساس علي المعلومات.

وأضاف: البعض يعتقد أن السلام لا يعني التجسس في حين أن هذه الفترة تستلزم جمع أكبر قدر من المعلومات تحسبا لأي فعل قادم في المستقبل.

وتابع: وينبغي هنا بالنسبة لقضية التجسس الأخيرة أن نقدم تحية لجهاز المخابرات العامة الذي يعمل في القضية منذ سنوات حتى أنهاها بنجاح بالكشف عن هذه الشبكة وإلقاء القبض علي العنصر الرئيسي فيها.

وأشار إلي أن الفرد الجاسوس سيظل محور عمليات التجسس حتى في ظل تدفق المعلومات من الأقمار الصناعية والإنترنت، لأن هذه الوسائل لا يمكنها تحديد الأهداف والإتيان بالتفاصيل مثل الفرو الجاسوس، فالأقمار الصناعية والإنترنت لا يكشفان عن النوايا والأغراض رغم كونهما من مصادر التجسس.

وقال: منهجية التجسس واحدة لا تختلف في الحاضر عن الماضي، فالجاسوس في النهاية هو شخص يبحث عن شيء لا يعرف عنه أي شيء، والتجنيد يتم بطريقة كلاسيكية من خلال استغلال نقاط الضعف ضد الفرد المراد تجنيده كالبطالة أو الجنس أو غيرهما، ومن يقم بالتجنيد شخص آخر غير الذي يتولى التشغيل.

كل ما فعله "السلام" بين مصر والدولة العبرية هو نقل الحرب من ساخنة إلى باردة، فاتفاقية كامب ديفيد وما جرته في ذيولها من سلام بين مصر والدولة العبرية لم يمنع الإسرائيليين من استهداف مصر، وجعلها على رأس سلم أولويات المخابرات الإسرائيلية. فقد كشفت المعلومات التي تتداولها الصحافة المصرية أنه تم ضبط أكثر من 52 شبكة تجسس إسرائيلية في مصر خلال السنوات العشر الأخيرة، 9 شبكات منها تم ضبطها خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

وقالت التقارير إن عدد جواسيس الموساد، الذين تم تجنيدهم والدفع بهم نحو مصر بلغ حوالي 64 جاسوساً، 75 في المائة منهم مصريين و25 في المائة جواسيس إسرائيليين.

أنه طوال الـ 25 عاما الماضية لم تضبط أجهزة الأمن المصرية إلا شبكات تجسس إسرائيلية باستثناء حالة واحدة تم ضبطها لحساب المخابرات الأميركية.

وتؤكد تقارير الأمن المصرية أن 86 في المائة من جرائم التهريب وتزوير العملات في مصر ارتكبها إسرائيليون، في حين بلغت أعداد قضايا المخدرات المتهم فيها إسرائيليون أيضاً خلال 10 سنوات فقط نحو 4 آلاف و457 قضية، ومما يدلل على ذلك اعتراف مصدر إسرائيلي بان مصر يدخلها نحو 500 طن مخدرات سنوياً عن طريق إسرائيل.

وقد استغلت إسرائيل السياحة إلى مصر لتنفيذ مخطط تجسس لزعزعة الاستقرار فيها. وساعد على ذلك أن للإسرائيليين الحق بموجب اتفاقية كامب ديفيد في دخول سيناء بدون جوازات سفر، أو تأشيرات لمدة أسبوعين، مما جعل عملية التسلل إلى داخل البلاد أمرا سهلا، ومن ثم تعددت الحوادث، التي خطط لها ونفذها "الموساد" ضد مصر.

تفاصيل عمليات التجسس

1) في عام 1985 تمكنت أجهزة الأمن المصرية من القبض على شبكة تجسس إسرائيلية مكونة من 9 أفراد ينتمون إلى "الموساد" الإسرائيلي، وقد جاء التشكيل إلى مصر على دفعتين ضمن أحد الأفواج السياحية، الفوج الأول مكون من أربعة أفراد توجهوا إلى الإسكندرية. والثاني إلى منطقة القناة. وقد ضبط الفوج الثاني في مدينة بور فؤاد أثناء قيامه بأعمال التصوير ورسم الخرائط لأماكن ممنوعة، وضبط بحوزة أفراده عدة أفلام قاموا بتصويرها، وبعد إجراء التحقيقات والتحريات، تبين أنهم ضباط في جهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد".

2) في آب (أغسطس) 1986 تم القبض على شبكة تجسس أخرى ضمت عددا من العاملين في المركز الأكاديمي الإسرائيلي بالقاهرة، إلى جانب سيدة أميركية تعمل في هيئة المعونة الأميركية، وضبطت أجهزة الأمن المصرية بحوزتهم كمية من الأفلام والصور ومحطة إرسال واستقبال، ومعمل تحميض، وتبين أن هذه الصور تم التقاطها لوحدات من الجيش المصري أثناء الليل باستخدام أشعة الليزر.

3) في أواخر عام 1986 تم ضبط أربعة جواسيس إسرائيليين في شرم الشيخ.

4) في عام 1987 تم ضبط شبكة تجسس من السياح الإسرائيليين أثناء زيارتهم لشرم الشيخ.

5) في عام 1990 ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على إبراهيم مصباح عوارة لاشتراكه مع أحد ضباط المخابرات الإسرائيلية في تحريض الفتاة المصرية "سحر" على ارتكاب جريمة التخابر ضد مصر، وكانت سحر قد رفضت التجسس على وطنها، وأبلغت أجهزة الأمن المصرية بمحاولة تجنيدها، وتم ضبط العميل وصدر ضده حكم بالسجن 51 سنة.

6) عام 1992 سقوط شبكة آل مصراتي، التي ضمت أربعة جواسيس، وهم صبحي مصراتي وولداه ماجد وفائقة وجاسوس آخر يدعي "ديفيد أوفيتس"، وقد اعترفت فائقة مصراتي في التحقيقات بأن جهاز المخابرات الإسرائيلية جندها للعمل لديه منذ سنتين عن طريق المتهم "ديفيد اوفيتس"، الذي تولي تدريبها على جمع المعلومات عن الأهداف العسكرية والاستراتيجية والشخصيات العامة في مصر. واعترفت فائقة بأنها استغلت جمالها لإقامة علاقات جنسية مع الشباب المصري، الذين يشغلون مراكز في أجهزة هامة وحساسة في البلاد، وقد تورط في هذه العلاقة المشبوهة عدد من أبناء المسؤولين في مصر. وتمكنت فائقة بهذا الأسلوب من جمع معلومات هامة وبالغة السرية، وقامت بإرسالها إلى "الموساد" عن طريق ضابط مخابرات إسرائيلي حضر إلى مصر على فترات متفاوتة لتلقي المعلومات والتقارير من أعضاء شبكة التجسس. واعترفت فائقة باشتراك شقيقها ماجد ووالدها "مصراتي" في شبكة التجسس.

7) في عام 1991 ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على جاسوس آخر يعمل لحساب الموساد هو عبد الملك عبد المنعم، واعترف بأنه عمل لحساب الموساد مقابل دولارات قليلة بعد تجنيده داخل إسرائيل.

8) في تشرين ثاني (نوفمبر) 1996 ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على الجاسوس الإسرائيلي عزام مصعب عزام وشريكه المصري عماد عبد الحميد، بتهمة التخابر لحساب الموساد. وكان عزام أخطر عملاء إسرائيل في مصر وأكثرهم غموضاً، إذ جاء إلى مصر ليشارك أحد المصريين في إنشاء أحد المصانع لإنتاج الملابس بمنطقة شبرا الخيمة، وتمكن من خلال عمله في القاهرة من إقامة شبكة علاقات مع عدد من المصريين.

9) عام 2001 القبض على شريف الفيلالي بتهمة التجسس لصالح إسرائيل.

10) مجدي أنور توفيق في عام 2002، وتم سجنه وصدور حكم عليه بالسجن 10 سنوات أشغالاً شاقة للسعي للتخابر مع الموساد الإسرائيلي.


.فلسطين اليوم.

 
شبكات التجسس.. ثقب إسرائيلي في قلب العرب


1_688417_1_34.jpg




كشفت الأيام والأسابيع والأشهر والسنوات الأخيرة عن شبكات تجسس إسرائيلية متعددة في أنحاء مختلفة من العالم، بدأت بالعواصم العربية، مرورا ببعض الدول الأوروبية، وانتهاء بالولايات المتحدة، كان آخرها الجاسوس المصري الذي حكم عليه بالسجن مؤخرا من قبل محكمة أمن الدولة.​
فقد مرت الجاسوسية الإسرائيلية بمختلف بقاع العالم، بما فيها الدول الصديقة والحليفة، وتلك التي تربطها بإسرائيل علاقة وجودية بكل ما للكلمة من معنى.. فما هي أبرز شبكات التجسس التي كشف النقاب عنها، وما أهداف الدولة العبرية منها، وأين تقع تلك الشبكات في الخارطة الأمنية الإسرائيلية في الداخل والخارج.​
سلسلة تبدأ ولا تنتهي من الجواسيس
اجتهدت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ممثلة بجهاز الموساد في تفعيل خلايا التجسس، من خلال تجنيد العملاء والجواسيس لها في مختلف البلدان، ويمكن في هذه العجالة سرد أهم شبكات التجسس التي كشف النقاب عنها:​
1- شكلت مصر الهدف المفضل للمخابرات الإسرائيلية للعمل في صفوف مواطنيها، بالرغم من اتفاقية السلام بين البلدين التي تمر عليها هذه الأيام ثلاثون عاما، وقد وصل عدد جواسيس الموساد، الذين تم تجنيدهم والدفع بهم إلى مصر نحو 70 جاسوساً، 75% مصريون، و25% إسرائيليون، وقد زخرت ملفات محاكم أمن الدولة المصرية بعشرات من قضايا التجسس لصالح المخابرات الإسرائيلية، ومن أهمها:​
- شبكة التجسس الشهيرة التي أعلن ضبطها عام 1985، المكونة من 9 أفراد، وتم تجنيدهم ضمن أحد الأفواج السياحية.​
- القبض على شبكة تجسس أخرى عام 1986، ضمت عددا من العاملين بالمركز الأكاديمي الإسرائيلي في القاهرة، إلى جانب سيدة أميركية تعمل في هيئة المعونة، أواخر عام 1986 تم ضبط أربعة جواسيس في منطقة شرم الشيخ الساحلية.​
- عام 1987 تم ضبط شبكة تجسس من السياح الإسرائيليين أثناء زيارتهم لشرم الشيخ.​
"
عدد جواسيس الموساد الذين تم تجنيدهم والدفع بهم إلى مصر وصل نحو 70 جاسوساً، 75% مصريون، و25% إسرائيليون، وقد زخرت ملفات محاكم أمن الدولة المصرية بعشرات من قضايا التجسس لصالح المخابرات الإسرائيلية
"- عام 1990 إلقاء القبض على جاسوس مصري لاشتراكه مع ضابط مخابرات إسرائيلي في تحريض فتاة مصرية على التخابر، إلا أنها رفضت، وأبلغت أجهزة الأمن.​
- عام 1991 تم القبض على جاسوسين في عمليتين منفصلتين.​
- عام 1992 سقوط شبكة عائلة مصراتي، المكونة من 4 جواسيس.​
- أواخر عام 1996 إلقاء القبض على الجاسوس عزام عزام وشريكه المصري، وقد نجحت تل أبيب في الإفراج عنه بعد ضغوط سياسية مورست على القاهرة.​
- منتصف عام 1997، الكشف عن جاسوس خلال ارتدائه زي الغوص، حيث كانت مهمته التنقل عائما بين مصر وإسرائيل.​
- عام 2000، كشف عن جاسوس مصري تم تجنيده لصالح الموساد في ألمانيا.​
2- في الأردن تم الكشف خلال عام 1997 عن عملاء الموساد الذين حاولوا اغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، حيث أطلق سراحهم مقابل إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة من سجون الاحتلال.​
3- في لبنان كشف النقاب خلال السنوات الأخيرة عن مجموعة من شبكات التجسس التي عملت لصالح الموساد، وأنيط بها بعض المهمات الأمنية والاستخبارية.​
4- الجاسوس الإسرائيلي الشهير "إيلي كوهين" في سوريا الذي أعدمته الدولة، ومازالت إسرائيل تطالب بجثته حتى اليوم.​
5- العراق الزاخر بشبكات التجسس الإسرائيلية، وعلى المكشوف، بعد الاحتلال الأميركي.​
6- كشف النقاب مؤخرا في إيران عن مجموعة من يهودها المرتبطين بالموساد.
أهداف تبدأ بالأمن ولا تنتهي بالبورصة!
ما كشف النقاب عنه من شبكات للتجسس الإسرائيلي، كشفت معه سلسلة من الأهداف الخفية والمعلنة، ومن حق المرء أن "يتفهم" بعض الأهداف، لكن أهدافا أخرى من حقه أن يبدي استغرابه لوضعها على أجندة الموساد الإسرائيلي، ومنها:​
1- جمع المعلومات الأمنية والاستخبارية عن دول بعينها، لاسيما المواقع العسكرية والمحطات الأمنية، التي تعتقد إسرائيل أنها قد تشكل خطرا عليها مستقبلا في أي مواجهة عسكرية، حيث تم ضبط عدد من الجواسيس خلال قيامهم بأعمال التصوير ورسم الخرائط لأماكن ممنوعة، وضبطت بحوزتهم كمية من الأفلام والصور ومحطة إرسال واستقبال ومعامل تحميض، وتبين أن هذه الصور تم التقاطها لوحدات من الجيوش العربية أثناء الليل باستخدام أشعة الليزر.​
2- تدريب جواسيس الموساد على أحدث الأجهزة الإلكترونية، وتحديدهم للأماكن والمخابئ السرية والشقق البديلة التي يستخدمها زعماء المقاومة، لاسيما في لبنان، حيث كشفت حرب يوليو/تموز الأخيرة ضد حزب الله، أن عملاء إسرائيل وضعوا علامات إلكترومغناطيسية وفوسفورية على الأماكن التي يجب أن يستهدفها القصف، إضافة لزرع أجهزة التنصت في أماكن متعددة من الضاحية الجنوبية، وإمداد إسرائيل بكافة المعلومات حول الأنفاق والمواقع التابعة للمقاومة.​
"
تقارير الأمن المصرية تفيد بأن 86% من جرائم التهريب وتزوير العملات ارتكبها إسرائيليون، كما نشرت التقارير الاقتصادية عن اكتشاف معلبات اللحوم الحمراء الإسرائيلية في الأسواق العراقية وبأسعار منخفضة، وهي إما تحمل فيروسات "جنون البقر" أو منتهية الصلاحية أو تحتوي على مواد سامة
"3- النيل من رموز المقاومة والممانعة في الدول العربية، لاسيما لبنان وسوريا والعراق، وقد نفذت إسرائيل سلسلة من هذه الاغتيالات، بدأت بخليل الوزير، وعباس الموسوي، فتحي الشقاقي، عز الدين الشيخ خليل، وجملة من الرموز العراقية المناوئة للاحتلال الأميركي.​
4- إمداد أجهزة الأمن الإسرائيلية بالمعلومات الاقتصادية وأهم المشروعات الاستثمارية، ومنها ما هو سياحي وزراعي، وحركة البورصة وتداول الأوراق المالية، فضلا عن الحصول على معلومات تخص بعض رجال الأعمال.​
فقد أفادت تقارير الأمن المصرية بأن 86% من جرائم التهريب وتزوير العملات ارتكبها إسرائيليون، كما نشرت تقارير اقتصادية عن اكتشاف معلبات اللحوم الحمراء الإسرائيلية تم ضخها بكميات كبيرة في الأسواق العراقية وبأسعار منخفضة، وهي إما تحمل فيروسات "جنون البقر"، أو منتهية الصلاحية، أو تحتوي على مواد سامة، يؤدي تناولها للإصابة بأمراض العقم, والكوليرا, والتيفوئيد, والتسمم المعوي.​
كما تم قبل نحو عامين إحباط محاولات إسرائيلية؛ لتسريب أدوات تجميل وصبغات شعر تحتوي على مواد مسرطنة للأسواق العربية، عبر دول أوروبية.​
5- القيام بعمليات تخريب اجتماعي وأخلاقي، بهدف التخريب، لاسيما على صعيد نشر كميات هائلة من المخدرات بمختلف أنواعها، ورعاية شبكات الدعارة الدولية، وتجارة الرقيق الأبيض.​
حيث تشير تلك التقارير إلى أن أعداد قضايا المخدرات المتهم فيها إسرائيليون خلال 10 سنوات بلغت 4457 قضية فقط في مصر لوحدها، ومما يدل على ذلك اعتراف مصدر إسرائيلي بأن مصر يدخلها 500 طن مخدرات سنوياً عن طريق بلاده!​
وفى السياق نفسه نشرت صحيفة "معاريف" أن أكثر من 5000 طفل يعيشون في إسرائيل، تم خطفهم أو سرقتهم من الدول المجاورة لها، ثمَّ تم تهويدهم.
أثر التجسس في موقع إسرائيل الجيوسياسي
هكذا، شكل التجسس لإسرائيل، ومازال، سياسة ثابتة تجاه جيرانها، ذلك أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعتقد أن التجسس سيبقى عنوانا أساسيا لسياستها الخارجية، انطلاقا من محددات عدة لا يمكن أن تختفي بين يوم وآخر، وهي:​
1- على الصعيد العسكري وفي ضوء تزايد احتمالات الصراع المسلح بين إسرائيل والأطراف العربية المجاورة لها، لاسيما لبنان وسوريا وإيران، وتلويحها بشن حرب إقليمية خلال الصيف أو الخريف القادمين على أكثر تقدير.​
2- الفتور الذي أصاب علاقة إسرائيل بالدولتين المجاورتين لها، مصر والأردن، لاسيما تخوف مصر وتحفظها الشديد من التهديدات العسكرية، وتلويح بعض قيادات الدولة العبرية بتوجيه تهديدات مباشرة باستهدافهما عسكرياً، لاسيما مصر.​
3- النظرة الإستراتيجية الإسرائيلية المستقبلية للعراق، ورغبتها في أن تكون لها "حصة" في كعكة تقسيم العراق بين الطوائف والعرقيات والأديان، ولعل الاختراق الإسرائيلي الأمني والسياسي والاقتصادي لبلاد الرافدين، بدا واضحا منذ دخول أول جندي احتلالي أميركي إليها، مما يشكل لها إطلالة مفصلية وكبيرة على جيران العراق، سوريا والخليج وإيران.​
"
الشرق الأوسط يبدو عبارة عن خلية من الجواسيس تشغلهم أجهزة الأمن الإسرائيلية، يعملون في حرب خفية يظهر من خلالها طرف صغير فوق سطح الأرض، وهي الشبكات التي تم كشفها
"وقد تبين لاحقا أنه من بين 870 وثيقة للمخابرات الأميركية حول أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة وأماكن وجودها، وهي الوثائق التي كانت المبرر الرئيس للحرب، كان 810 وثائق تم الحصول عليها من إسرائيل ورجال الموساد!​
4- رغبة إسرائيل في أن تكون على متابعة مكثفة وحثيثة دائمة لما يدور حولها، لاسيما وأنها تدرك جيدا أن المحيط العربي معاد لها، وأن أنظمة الحكم التي تبدو محايدة لها –في أسوأ الأحوال- وحامية لحدودها –في أحسنها- قد لا تدوم طويلا.​
وبالتالي فإن الكابوس القادم بدلا منها يتمثل في قوى الإسلام السياسي كما تسميها، أو في نماذج لا تتصورها إسرائيل تفرض سيطرتها على حدودها شمالا وجنوبا وشرقا، على غرار ما حدث حين تسلمت حركة حماس زمام السلطة في الأراضي الفلسطينية، علما بأن الإحصائيات تشير إلى أنها ستعيش بعد عقد من الزمن في وسط 500 مليون عربي لا يرغبون في رؤية اسمها على خارطة الوطن العربي!​
لهذا كله، يبدو الشرق الأوسط عبارة عن خلية من الجواسيس تشغلهم أجهزة الأمن الإسرائيلية، يعملون في حرب خفية يظهر من خلالها طرف صغير فوق سطح الأرض، وهي الشبكات التي كشفت.​
حرب الجواسيس الإسرائيليين مستمرة على الرغم من أنه لم تطلق خلالها رصاصة واحدة حتى الآن، ولم تشغل فيها قنبلة، حرب ذكاء ومراوغة تنجح فيها إسرائيل حينا بفضل نجاحها في جمع معلومات عن الطرف الآخر، وتفشل أحيانا حين تتنبه لها القوى الحية، الأمر الذي يحتم عدم التقليل من أهمية الاستخبارات في تصميم تاريخ هذه المنطقة.
ـــــــــــــ
كاتب فلسطيني​


المصدر: الجزيرة
 
مجموعة من الجواسيس المصريين


تم الكشف عن شبكة لتجسس في القاهرة والتي جاءت ضمن سلسلة من قضايا التجسس الإسرائيلي داخل مصر في الفترة الأخيرة متورط فيها دبلوماسي مصري بسفارة مصر في تل أبيب ويدعى الدكتور عصام الصاوي وزعيمة الشبكة مديرة علاقات عامة بشركة سياحية تدعى نجلاء إبراهيم وهي أيضا لاعبة كرة اليد السابقة التي تعرفت عن طريق هذه اللعبة على خالد مسعد لاعب كرة اليد السابق بنادي الزمالك وتمكنت من تجنيده هو الآخر ليساعدها في هذه العمليات المشبوهة وكوَّن الثلاثة معاً شبكة قوية للتجسس وتهريب السائحين الأجانب إلى إسرائيل عبر الحدود المصرية عن طريق المنافذ والدروب الجبلية عند مدينة رفح.
وكانت الصدفة وحدها هي السبب وراء كشفها حيث بدأت الحكاية عندما تم تقديم بلاغ باختفاء 16 سائحا يحملون الجنسية الصينية في الجبال والدروب بمدينة رفح أثناء عمل رحلة سفاري سياحية وأكدت التحريات أن هؤلاء السائحين اختفوا عند الحدود المصرية الإسرائيلية التي عبروها إلى داخل إسرائيل.

وقادت التحقيقات مع الشركة المسؤولة عن نقل هذه المجموعة من السياح إلى أن مسؤولية برنامج الرحلة يقع ضمن مسؤولية مديرة العلاقات العامة وبمجرد استدعائها واتهامها بتهريب السائحين الصينيين إلى حدود إسرائيل اعترفت مديرة العلاقات العامة بالشركة وتدعى نجلاء إبراهيم على زميلها في الشركة خالد مسعد الذي وقع هو الآخر في يد الشرطة واعترفا تفصيلياً بكيفية عمليات الهروب وكيفية عمليات الاتصال بالجانب الإسرائيلي لتسهيل هذه العملية عبر الدروب والجبال من رفح إلى الأراضي الإسرائيلية وذلك مقابل 1800 دولار على الشخص الواحد.

تهريب وجاسوسية
وكانت المفاجأة التي فجرتها نجلاء إبراهيم المتهمة أن من يقوم بترتيب الاتصال والاتفاق مع الجانب الإسرائيلي لتسهيل عملية هروب الأجانب هو دبلوماسي مصري بسفارة تل أبيب مقابل حصوله على عمولة عن كل شخص يتم تهريبه إلى إسرائيل.

وبدخول هذا الدبلوماسي في دائرة الاتهام حولت القضية من قضية تهريب السياح الأجانب إلى إسرائيل إلى قضية تخابر مع جهاز الموساد الإسرائيلي وهو ما كشفت عنه التحقيقات التي جرت في سرية تامة حيث اتسعت دائرة الاتهام في القضية لتشمل 8 متهمين ثلاثة منهم بارزون والباقون عبارة عن موظفين بالشركة السياحية وعدد من البدو من مدينة رفح ممن لديهم خبرة بدروب المنافذ الجبلية المؤدية إلى دخول إسرائيل بخلاف عدد من الإسرائيليين الذين يسهلون عملية التنقل للسياح الأجانب داخل إسرائيل وكشفت التحقيقات أن هذه الشبكة تمكنت من تهريب عدد كبير من السائحين الأجانب إلى إسرائيل عبر الحدود المصرية وخاصة من دول الصين وروسيا وأوكرانيا ودول شرق آسيا. ووفق تقديرات بعض المسؤولين فإن محاولات التسلل في الشهور الأخيرة بلغ عددها ما بين 3 و 9 حالات في الأسبوع الواحد رغم خطورة التسلل وتعرض صاحبه لفقد حياته وهو ما يجعل المتسللين يعتمدون على عصابات التهريب مقابل مبالغ مالية تترواح ما بين 2000 و5000 دولار على الفرد الواحد تحت ستار شركات سياحية ومع تواطؤ بعض الإسرائيليين

.
وقبل مضي أسبوع على اكتشاف شبكة التجسس أحبطت أجهزة الأمن المصرية محاولة جديدة لتهريب 30 سائحاً أجنبياً من مصر إلى إسرائيل.


وتعتبر جنوب سيناء نقطة إغراء للمتسللين الإسرائيليين الذين يتم القبض عليهم في الغالب بالقرب من منفذ طابا وغالباً ما يكونون من الضباط والجنود ولا يحملون جوازات سفر. وفي خلال الفترة من عام 1992م حتى عام 1997م سلمت مصر إسرائيل 31 متهماً في قضايا مختلفة منها ما هو تجسس ومنها ما هو مخدرات وتزوير عملة وأنشطة أخرى والباقون أفرج عنهم في مساء 13 أغسطس 1997م مع سفينة القمار الإسرائيلية مونتانا.


وقد كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا أن شركة مازدا الإسرائيلية الكائنة أمام القنصلية المصرية في تل أبيب والمملوكة للإسرائيلي زائيفي روفائيل هي رأس الشبكة المنوط بها عملية تسيير خط النقل ما بين تل أبيب والقاهرة للعمالة الصينية والماليزية والفليبينية وغيرها التي تأتي إلى مصر تحت اسم السياحة ويتم تهريبها إلى إسرائيل عبر المدقات الصحراوية. وثبت من التحقيقات أن الشركة الإسرائيلية استطاعت تجنيد بعض العناصر أحدها ماليزي والآخر أفريقي فضلا عن الثلاثة المتورطين في شبكة التجسس د. عصام الصاوي ونجلاء إبراهيم وخالد سعد بهدف تشويه سمعة مصر حيث إن الهدف السياسي وراء عمليات تهريب السياح هذه هو إظهار ضعف مصر عن حماية حدودها الشرقية.


حرب الجواسيس

على الرغم من مرور 23 عاما هي عمر معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل إلا أن الجانب الإسرائيلي لم يتوقف عن نشاطه في تجنيد الأفراد والتخابر على المصالح القومية المصرية.

وفي الفترة الماضية تم كشف النقاب عن العديد من قضايا التجسس على مصر من قبل إسرائيل، أهمها كان عزام عزام ومجدي أنور وسمحان، وآخرها كان شريف الفيلالي ثم الشبكة التي ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض عليها مؤخراً.

وملف التخابر بين مصر وإسرائيل مليء بالعديد من القضايا.

ومن أشهر هذه القضايا الجاسوس عزام عزام أخطر جاسوس إسرائيلي في مصر حتى الآن لأنه منذ أن حكم عليه بالسجن لمدة 15 عاماً وذلك عام 1997م وإسرائيل وقادتها لا يألون جهداً في المطالبة بالإفراج عنه، وتمّ لهم مرادهم وأفرج عنه بعد قضاء مدة ثماني سنوات في السجون المصرية، مقابل صفقة بين السلطات المصرية والإسرائيلية تقضي بالإفراج عن ستة من الطلاب المصريين ضلوا الطريق في الصحراء ودخلوا إسرائيل بطريقة الخطأ.

ففي عام 1996م تم القبض على عزام عزام متعب عزام والقبض على شبكة تجسس يتزعمها وتجنيد شاب مصري أثناء وجوده للتدريب في إسرائيل عن طريق عميلتي الموساد زهرة يوسف جريس ومنى أحمد شواهنة.

وكانت المعلومات المطلوبة من عزام وشبكته هي جمع معلومات عن المصانع الموجودة في المدن الجديدة مدينة 6 أكتوبر والعاشر من رمضان من حيث النشاط والحركة الاقتصادية وكانت وسيلة عزام عزام جديدة للغاية وهي إدخال ملابس داخلية مشبعة بالحبر السري قادمة من إسرائيل مع عماد إسماعيل الذي جنده عزام.


وبعد القبض عليه حكم على عزام بالسجن 15 عاما.

ولم يعجب الحكم نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل وقتها الذي اعترض على حكم القضاء المصري. وآخر زيارة لعزام في السجن كانت من «داني نافيه» مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون ووزير الدولة ومستشارته الصحفية ومندوب من السفارة الإسرائيلية بالقاهرة وقد طلب عزام منهم ضرورة الإسراع بالإفراج عنه لأنه ضاق بحياة السجن ووعده شارون أن يبذل أقصى جهده وحكومة إسرائيل لتحقيق هذا الهدف.

والغريب أن قادة إسرائيل دائما ما يضعون قضية الإفراج عن عزام عزام محل اهتماماتهم ويجعلونها رقم واحد على أجندة المباحثات بين مصر وإسرائيل، وعلى العكس تبدي الحكومة المصرية موقفاً واحداً وهو أن القضاء المصري له كامل السيادة ويتمتع بالنزاهة والاستقلال في أحكامه.

أما قضية الجاسوس سمير عثمان فقد حدثت في أغسطس 1997م عندما سقط الجاسوس في يد رجال الأمن أثناء قيامه بالتجسس مرتدياً بدلة الغوص حيث كانت مهمته التنقل عائما بين مصر وإسرائيل بعد أن جنده الموساد واعترف المتهم بأنه تم تجنيده عام 1988م على يد الموساد بعد أن ترك عمله في جهاز مصري حساس، وأضاف أنه سافر إلى اليونان والسودان وليبيا ومن هذه البلاد إلى تل أبيب، وأن الموساد جهزت له 4 جوازات سفر كان يستخدمها في تنقلاته وأثناء تفتيش منزله عثر على مستندات هامة وأدوات خاصة تستخدم في عمليات التجسس.


والقضية الغريبة في قضايا التجسس الإسرائيلي على مصر هي قضية الجاسوس سمحان موسى مطير فهي المرة الأولى التي يتم فيها تجنيد تاجر مخدرات ليكون جاسوسا لإسرائيل وهذا ما حدث مع سمحان الذي اتفق معه رجال الموساد على تسليمه مخدرات مقابل تسليمهم معلومات عن مصر وكان سمحان يعمل في فترة شبابه بإحدى شركات المقاولات التي لها أعمال في مصر وإسرائيل ومن هنا كان اتصاله بالموساد الإسرائيلي وعمل بتجارة المخدرات تحت ستار شركة مقاولات خاصة وكانت له علاقات اتصالات عديدة ببعض ضباط الموساد المعروفين ومعهم اتفق على صفقة جلب المخدرات مقابل تقديم معلومات هامة عن مصر إلى الموساد.


وسمحان جاسوس حريص للغاية فقد تلقى دروسا عديدة في كيفية الحصول على معلومات وكيفية استقبال الرسائل وكيفية إرسالها لكنه كان يحفظ المعلومات المطلوب الحصول عليها وينقلها شفاهة إلى ضباط الموساد الإسرائيلي، وكانت المعلومات المطلوبة من سمحان تتعلق بالوضع الاقتصادي لمصر وحركة البورصة المصرية وتدوال الأوراق المالية وكذلك تم تكلفتة بالحصول على معلومات تخص، بعض رجال الأعمال.


ومن أشهر قضايا التخابر لصالح إسرائيل كانت قضية الجاسوس شريف الفيلالي الذي سافر عام 1990م لاستكمال دراسته العليا بألمانيا وخلال إقامته بها تعرف على امرأة ألمانية يهودية تدعى (ايرينا) قامت بتقديمه إلى رئيس قسم العمليات التجارية بإحدى الشركات الألمانية الدولية والذي ألحقه بالعمل بالشركة وطلب منه تعلم اللغة العبرية تمهيداً لإرساله للعمل في إسرائيل وعندما فشل في تعلم اللغة العبرية سافر إلى إسبانيا وتزوج من امرأة يهودية مسنة، ثم تعرف على جريجروي شيفيتش الضابط بجهاز المخابرات السوفيتي السابق المتهم الثاني في القضية وعلم منه أنه يعمل في تجارة الأسلحة وكشف له عن ثرائه الكبير ثم طلب منه إمداده بمعلومات سياسية وعسكرية عن مصر وإمداده بمعلومات عن مشروعات استثمارية منها ما هو سياحي وزراعي بمساعدة ابن عمه سامي الفيلالي وكيل وزارة الزراعة، ووافق الفيلالي وبدأت اللقاءات مع ضابطين من الموساد وقد نجح رجال الأمن المصريون في القبض عليه فكانت أشهر قضية تجسس مع بداية عام 2000م وحكم عليه بالسجن 15 عاما.

قضية تجسس أخرى أحبطت قبل أن تبدأ وهي قضية مجدي أنور توفيق الذي حكم علية بالسجن 10 سنوات أشغالاً شاقة للسعي للتخابر مع الموساد الإسرائيلي ووجهت له أجهزة الأمن المصري تهمة السعي إلى التخابر مع دولة أجنبية وأيضا تهمة التزوير في أوراق رسمية حيث قام المتهم بتزوير شهادة من الأمانة العامة للصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا التابع لوزراء الخارجية تشير إلى عمله كوزير مفوض على غير الحقيقة، واعترف الجاسوس أنه قام بالاتصال بالقنصلية الإسرائيلية بالإسكندرية عن طريق الفاكس مبرراً أنه كان يريد عناوين بعض الأجهزة الدولية


.

 

٦٤ جاسوس «سلام» علي مصر في ١٥ عاماً .... !!!!
اقتباس:

رغم مرور ٢٨ عاما علي اتفاقية السلام مع إسرائيل مازالت تل أبيب تتعامل مع مصر بمنطق العدو ومن ثم تكثف نشاطها التجسسي بالشكل الذي يشابه ما كان يحدث بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي أيام الحرب الباردة.

ووفق التقارير الأمنية فإن إسرائيل كثفت نشاطها التجسسي علي مصر خلال سنوات السلم أكثر من سنوات الحرب وذلك من خلال الدفع بعدد من رجال الموساد أو من خلال زرع شبكات لها داخل مصر، ولذا فإنه يمكن القول إن إسرائيل استغلت اتفاقية السلام لتكثيف عمليات التجسس علي مصر لتحقيق هدفين هما:

جمع المعلومات في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية واستخدامها ضد مصر في حالات السلم أو ادخارها إلي وقت الحرب، وزرع شبكات لها عن طريق تجنيد بعض المصريين ممن سافروا إلي إسرائيل أو الذين لم يسافروا إليها، ومن ثم تصبح لديها قاعدة كبيرة من الجواسيس جاهزة ومدربة بكفاءة عالية لإمدادها بما تريد من معلومات.

وحسب مراقبين كان التجسس جزءا أصيلا في الشخصية اليهودية ومن ثم يظل ذلك نهجهم رغم اتفاقيات السلام.

وفي السنوات العشر الأخيرة جري ضبط ٢٥ شبكة تجسس إسرائيلية في مصر، وترصد التقارير أن عدد جواسيس الموساد الذين تم تجنيدهم خلال الـ ١٥ عاماً الأخيرة بلغ ٦٤ جاسوسا ٧٥% منهم مصريون و٢٥% جواسيس إسرائيليون.

ومنذ اتفاقية السلام لم تضبط أجهزة الأمن المصرية إلا شبكات تجسس إسرائيلية باستثناء حالة واحدة تم ضبطها لحساب المخابرات الأمريكية. وحسب التقارير الأمنية فإن ٨٦% من جرائم التهريب وتزوير العملات في مصر ارتكبها إسرائيليون، في حين بلغت أعداد قضايا المخدرات المتهم فيها إسرائيليون خلال ١٠ سنوات نحو ٤ آلاف و٤٥٧ قضية.

ومن أشهر عمليات التجسس الإسرائيلية علي مصر بعد اتفاقية السلام شبكة التجسس التي تم الكشف عنها عام ١٩٨٥، وكانت مكونة من ٩ أفراد ينتمون إلي الموساد الإسرائيلي وجاءوا إلي مصر تحت غطاء كونهم سياحا وضبطت أجهزة الأمن معهم خرائط وصورا لأماكن سيادية وكذلك بعض الأفلام التي قاموا بتصويرها.

وفي عام ١٩٨٦، تم ضبط شبكة تجسس أخري ضمت عددا من العاملين في المركز الأكاديمي الإسرائيلي بالقاهرة إلي جانب سيدة أمريكية تعمل في هيئة المعونة الأمريكية، وكان بحوزتهم كمية من الأفلام والصور ومحطة إرسال واستقبال ومعمل تحميض، وتبين أن هذه الصور تم التقاطها لوحدات عسكرية أثناء الليل باستخدام أشعة الليزر.

وفي نهاية عام ١٩٨٦، جري ضبط أربعة جواسيس في شرم الشيخ، وفي عام ١٩٨٧، ألقت أجهزة الأمن القبض علي إبراهيم مصباح عوارة لاشتراكه مع أحد ضباط الموساد في تحريض فتاة مصرية تدعي «سحر» علي التخابر مع إسرائيل، وكشفت الفتاة عن ذلك لأجهزة الأمن وتم ضبط العميل الإسرائيلي وصدر ضده حكم بالحبس ١٥ عاماً.

وفي عام ١٩٩٢ ، سقطت شبكة آل مصراتي التي ضمت ٤ جواسيس هم: صبحي مصراتي وولداه ماجد وفائقة بجانب جاسوس آخر يدعي «ديفيد أوفتيس»، وقد اعترفت فائقة مصراتي في التحقيقات بأن الموساد جندها للعمل لديه منذ سنتين عن طريق «أوفتيس» الذي تولي تدريبها علي جمع المعلومات عن الأهداف العسكرية والاستراتيجية والشخصيات العامة في مصر.

واستغلت فائقة جمالها في إقامة علاقات جنسية مع الشباب المصري الذين يشغلون مواقع مهمة مما ساعدها في جمع معلومات في غاية الأهمية مدت بها الموساد، وقد أفرجت مصر عن عائلة مصراتي وبادلتهم بعدد من المصريين المقبوض عليهم في تهم مختلفة داخل إسرائيل.

وفي عام ١٩٩١، ألقت أجهزة الأمن القبض علي جاسوس آخر هو عبدالملك عبدالمنعم الذي اعترف بعمله لحساب الموساد وقد تم تجنيده داخل إسرائيل. وفي نوفمبر ١٩٩٦، جري الكشف عن أشهر قضية تجسس خلال العقود الثلاثة الأخيرة بإلقاء القبض علي الجاسوس الإسرائيلي عزام مصعب عزام وشريكه المصري عماد عبدالحميد، وحظيت القضية بزخم إعلامي تصاعد بشدة لدي مبادلة عزام عزام ببعض الطلاب المصريين الذين ألقت إسرائيل القبض عليهم بتهمة التسلل إليها.

وفي أغسطس ١٩٩٧، ألقت أجهزة الأمن القبض علي الجاسوس سمير عثمان الذي سقط أثناء قيامه بالتجسس مرتديا بدلة الغوص حيث كانت مهمته التنقل عائما بين مصر وإسرائيل،

واعترف الجاسوس بأنه تم تجنيده عام ١٩٨٨، علي يد الموساد بعد أن ترك عمله في جهاز مصري حساس وضبطت أجهزة الأمن ٤ جوازات سفر يستخدمها في تنقلاته وأثناء تفتيش منزله تم العثور علي مستندات مهمة وأدوات خاصة تستخدم في عمليات التجسس.

ومن أغرب قضايا التجسس الإسرائيلي علي مصر قضية تجنيد الجاسوس سمحان موسي مطيري حيث كانت المرة الأولي التي يتم فيها تجنيد تاجر مخدرات للتخابر لصالح إسرائيل حيث جري الاتفاق علي أن يتم إعطاؤه مخدرات مقابل تسليمهم معلومات عن مصر.

وفي عام ٢٠٠٠، تم الكشف عن قضية شريف الفيلالي الذي تم تجنيده في ألمانيا عن طريق سيدة ألمانية يهودية تدعي إيرينا ثم سافر إلي إسبانيا وتعرف هناك علي ضابط مخابرات سوفيتي سابق وطلب منه إمداده بمعلومات سياسية وعسكرية عن مصر وكذلك معلومات عن مشروعات استثمارية منها ما هو سياحي وزراعي بمساعدة ابن عمه وكيل وزارة الزراعة آنذاك، وانتهت القضية بالحكم علي الفيلالي بالسجن ١٥ عاماً.

وفي عام ٢٠٠٢، تم إحباط عملية تجسس أخري لدي القبض علي مجدي أنور توفيق الذي حكم عليه بالسجن ١٠ سنوات أشغالاً شاقة للسعي للتخابر مع الموساد الإسرائيلي.

وقال الدكتور محمود أبوغدير أستاذ الدراسات العبرية بجامعة الأزهر: «التجسس طبع من طبائع اليهود بحكم تجربتهم التاريخية، فعلي الدوام كانوا يعيشون وسط مجتمعات غريبة عنهم ومن ثم وهاجس الأمم شاغلهم الأساسي لأن الشك جزء أصيل في شخصية اليهودي فهو منهج حياة».

وأضاف: «العبرية» هي اللغة الوحيدة التي تصف «غير اليهودي» بـ ٨ مصطلحات وهو ما لا يوجد في أي لغة في العالم.
وتابع: التجسس سيستمر لأن اليهود لا يثقون في الآخرين حتي وإن كان هذا الآخر هو أصدق أصدقائها أي الولايات المتحدة ولذا نجد واشنطن تكشف كل فترة عن شبكة إسرائيلية للتجسس عليها وهو ما يعد درسا لنا كعرب يدعونا إلي عدم التعامل مع إسرائيل بعقليتنا العربية المتسامحة، فهي ليست دولة طبيعية والإسرائيليون أنفسهم يعتبرون دولتهم «دولة غير طبيعية».

وأكد أبوغدير أن ما حدث من إسرائيل شيء متوقع وسيحدث في المستقبل مهما قدمنا لها من تنازلات، وقال: نحن هنا لا ندعو للحرب مع إسرائيل ولكن ندعو إلي التعامل مع هذا الكيان كما يري نفسه دون الالتجاء إلي عقليتنا المتسامحة.

وقال اللواء نبهان سويلم الخبير بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط: إن حالة السلم هي أعظم فترة للعمل السري وهو ما ينطبق علي الحالة المصرية- الإسرائيلية بعد اتفاقية السلام ومن ثم تكثف إسرائيل من نشاطها التجسسي في هذه الفترة بحكم أنها دولة بناها الجيش وتقوم بالأساس علي المعلومات.

وأضاف: البعض يعتقد أن السلام لا يعني التجسس في حين أن هذه الفترة تستلزم جمع أكبر قدر من المعلومات تحسبا لأي فعل قادم في المستقبل.

وتابع: وينبغي هنا بالنسبة لقضية التجسس الأخيرة أن نقدم تحية لجهاز المخابرات العامة الذي يعمل في القضية منذ سنوات حتي أنهاها بنجاح بالكشف عن هذه الشبكة وإلقاء القبض علي العنصر الرئيسي فيها.

وأشار إلي أن الفرد الجاسوس سيظل محور عمليات التجسس حتي في ظل تدفق المعلومات من الأقمار الصناعية والإنترنت، لأن هذه الوسائل لا يمكنها تحديد الأهداف والأتيان بالتفاصيل مثل الفرو الجاسوس، فالأقمار الصناعية والانترنت لا يكشفان عن النوايا والأغراض رغم كونهما من مصادر التجسس.

وقال: منهجية التجسس واحدة لا تختلف في الحاضر عن الماضي، فالجاسوس في النهاية هو شخص يبحث عن شيء لا يعرف عنه أي شيء، والتجنيد يتم بطريقة كلاسيكية من خلال استغلال نقاط الضعف ضد الفرد المراد تجنيده كالبطالة أو الجنس أو غيرهما، ومن يقم بالتجنيد شخص آخر غير الذي يتولي التشغيل.


 
العمالة المصرية في الكيان الصهيوني
التاريخ: 2007-11-13 08:56:09

عندما أطلق الشاعر الراحل أمل دنقل قصيدته" لا تصالحْ" لم يكن يمتلك لا مالاً و لا ذهباً", و عندما صرخ فيمن حوله محذراً" لا تصالح.. ولو منحوك الذهب" لم يكن تحذيره من فراغ, و عندما صاح متسائلاً" أترى حين أفقأ عينيك، ثم أثبت جوهرتين مكانهما, هل ترى؟ هي أشياء لا تشترى" .. حقاً هي أشياء لا تشترى.. الطمأنينة الأبدية لا تشترى.. ثأر دم أخيك لا يشترى.
و لم يكن مبالغاً عندما سد أبواب التصالح مع عدو أذلي أبدي من كل جانب عندما قال" لا تصالح على الدم.. حتى بدم.. لا تصالح ولو قيل رأس برأسٍ.. لا تصالح ولو قيل ما قيل من كلمات السلام.. لا تصالح ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام.. لا تصالح ولو قيل إن التصالح حيلة.. لا تصالح فليس سوى أن تريد.. أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد.. وسواك المسوخ.. لكن يبدو أن من بين ضلوع المصريين قلوب ارتضت لعب دور المسوخ. فمن جديد عادت قضية العمالة المصرية في الكيان الصهيوني للظهور من جديد.
العمالة المصرية في الكيان الصهيوني
"كي جي وان" تجسس!!
و كانت عودتها للأضواء من خلال تقرير نشرته صحيفة "يديعوت احرونوت" الصهيونية في أغسطس الماضي أشارت فيه إلى أن العمالة الأردنية والمصرية تمثلان النسبة الأكبر من حجم العمالة غير الشرعية العاملة في الكيان الصهيوني. وقال التقرير الذي نشرته الصحيفة الصهيونية نقلا عن المكتب المركزي للإحصاءات أن حجم العمالة الأجنبية التي دخلت بصورة غير قانونية للكيان الصهيوني في عام 2006 بلغ حوالي خمسة ألاف و 800 عامل من أصل 38 ألف عامل أجنبي وان العمال الأردنيين أسهموا بحوالي 13 % من العمالة غير الشرعية. وأشارت الصحيفة إلى أن مصر و 8 دول أخرى صدرت نحو 60 % من العمالة الوافدة غير الشرعية فيما استأثرت "روسيا" و "أوكرانيا" و "مولدافيا" بحوالي 23 % . في حين أشارت تقارير غير رسمية إلى أن عدد المصريين المقيمين في إسرائيل يصل إلي نحو 28 ألف شخص, مما دفع عدداً من نواب مجلس الشعب لإثارته هذه القضية تحت قبة مجلس الشعب مصحوبة بقضية أكثر إثارة و عاراً و هي قضية زواج المصريين من الإسرائيليات. و العجيب أن الأرقام التي أشار إليها النواب اختلفت في جزء كبير منها. فعلى حين تحدث البعض عن أن عدد من تزوجوا من فتيات إسرائيليات قد بلغ 1500شخص, رفع البعض الرقم إلى 15 ألف شخص. و مما ساعد على تضارب الأرقام أنه لم تصدر أي جهة رسمية في مصر- معلومات عنهم، بما فيها اتحاد العمال و الذي من المفترض أنه معني بهذه القضية بالأساس خاصة و أنها قضية تتعلق بأمن مصر القومي.
لا تصالح على الدم حتى بدم
ما الذي يدفع الشباب المصري للهجرة إلى كيان صهيون؟ سؤال يمكن تحميله فوق رقبة الحكومات المصرية المتعاقبة و التي أدمنت تصديع رؤوسنا بأحاديث التطبيع و" الشالوم" مع كيان لا يعرف سوى لغة الدم. فللأسف لا يمكن فصل تفكير بعض الشباب المصري في السفر إلى الكيان الصهيوني و بين حديث الحكومات المصرية المتعاقبة منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد و حتى اليوم عما تصفه تلك الحكومات بمعاهدة السلام, ففي الوقت الذي تصرح فيه الحكومة بوجود 170حالة هناك، تتجاهل قيامها بتوصيل 700 مصري لإسرائيل عبر اتفاق مسبق بين الحكومتين للعمل في المستعمرات الإسرائيلية تنفيذا لخطة تطوير منطقتي "النقب والجليل",وذلك بعد قيام السلطات الإسرائيلية بتسريح العمالة الفلسطينية وإحلال المصرية بديلا عنها، وتتجاهل- أيضا-الحكومة أهالي سيناء الذين يعبرون الأسلاك للأراضي الإسرائيلية ويتزوجون من القبائل البدوية هناك، ومنهم من يهرب من أحكام في قضايا سلاح أو مخدرات ويتخذون إسرائيل ملجأ لهم. الحكومة المصرية غسلت أدمغة الشباب بأحاديث التطبيع.. و تناست أنها بذلك تفتح باباً لطعن الوطن من الخلف!!
و فوق هذا و ذاك فإن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر و غياب فكرة المشروع القومي الموحد و تراجع فكرة تربية الانتماء داخل قلوب الشباب كلها عوامل لعبت دورا كبيرا في دفع الكثير من الشباب للمغامرة بالتوجه إلى إسرائيل رغم أن ذلك قد يتسبب لهم في مشاكل جمة سواء من قبل الأهل والأصدقاء الذين يرفضون إقامة أي علاقات مع الإسرائيليين خاصة بعد المذابح المروعة التي نفذها الجيش الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة, أو من قبل أجهزة الأمن في مصر وإسرائيل واللتان تحاولان كلا على حدة تقليص فرص الاحتكاك بين المصريين والإسرائيليين خاصة في الآونة الأخيرة. على الجانب الآخر, لا تريد مصر أن يتحول شبابها الباحثين عن فرصة عمل لمنافسة العمالة الفلسطينية الذي يعتبر سوق العمل الإسرائيلي بالنسبة لهو هو المنفذ الوحيد للحصول على لقمة العيش. ومن الطبيعي أن يؤدي نقص العمال الفلسطينيين - والبالغ عددهم 120 ألف عامل - في إسرائيل نتيجة المواجهات القائمة حاليا بين الجانبين, وتعطش سوق العمل الإسرائيلي لأيدي عاملة بديلة, ويبدو أن بعض أصحاب الأعمال هناك يكون لديهم في مثل هذه الحالة الاستعداد لإخفاء عمالهم المصريين عن أيدي الشرطة. ومما لا شك فيه أن انكماش الاقتصاديات الخليجية التي كانت تستوعب أغلب العمالة المصرية قد أدى بشكل غير مباشر إلى لجوء عدد من الشباب المصري للبحث عن فرصة عمل في بلدان أخرى. العجيب أن من تدفعه ظروفه الصعبة للذهاب و العمل في الكيان الصهيوني يتناسى أن بيننا و بين هذا الكيان ثأر و ثمن مجازر لا تكاد ينتهي الحديث عن إحداها حتى يبدأ الحديث عن غيرها, و آخرها تلك المجزرة المروعة التي قامت بها وحدة عسكرية بقيادة بنيامين بن أليعازر وزير البنية التحتية الحالي‏,‏ وقتلت خلالها‏250‏ جنديا مصريا لا يحملون أي سلاح‏,‏ خلال انسحابهم من سيناء بعد توقف القتال في يونيو‏1967.‏ وتحدث في الفيلم عدد كبير من الجنود الإسرائيليين الذين خدموا في صفوف وحدة الدوريات المسماة شكيد‏,‏ التي أنشئت عام‏1954‏ وأنيطت بها مهمة حراسة الحدود مع مصر والأردن‏,‏ واعترفوا باشتراكهم في هذه العملية القذرة‏,‏ والقيام بقتل الجنود المصريين العزل بدم بارد‏,‏ وبتعليمات مباشرة من بن أليعازر برغم توقف القتال‏.‏ وأكد معظم الجنود الإسرائيليين أنهم قتلوا الجنود المصريين مدفوعين بشهوة الانتقام‏,‏ وأشار بعضهم إلي أنهم نفذوا أوامر القتل وقتذاك لصغر سنهم‏,‏ وأنهم كانوا سيرفضون ذلك لو كانوا يتمتعون بوعيهم اليوم‏!‏ وبهدوء شديد‏,‏ روي بنيامين بن أليعازر الذي قاد عمليات الملاحقة والقتل‏,‏ كيف تمت مطاردة الجنود المصريين عن طريق إنزال جنود إسرائيليين خلفهم من طائرات مروحية‏,‏ ويطلقون الرصاص عليهم بكثافة للتأكد من قتلهم جميعا‏,‏ برغم عدم قدرة المصريين علي القتال بعد انتهاء المعركة ونفاد ذخائرهم‏.‏ وقال‏:‏ أذكر لجوء بعض الجنود المصريين إلي الاختباء بالرمال‏,‏ لكن أفراد وحدة شكيد اكتشفوهم وقتلوهم علي الفور‏.‏ وتضمن الفيلم مقاطع وثائقية مصورة تظهر إطلاق النار علي الجنود المصريين برغم أنهم دون سلاح‏,‏ أو يرفعون الأيدي وهم علي الأرض‏.‏
العمل في الكيان الصهيوني بوابة خلفية لتدريب العملاء و الجواسيس
عندما يتعلق الأمر بالحديث عن العمل في كيان خاضت مصر ضده العديد من الحروب بداية من حرب 48 و انتهاءً بحرب 73, فلا يمكن الفصل بين العمل و العمالة. و هو ما تؤكده سجلات المخابرات المصرية. فعلى الرغم من مرور نحو ثلاثة عقود على إبرام معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل إلا أن الجانب الإسرائيلي لم يتوقف عن نشاطه في تجنيد الأفراد والتخابر على المصالح القومية المصرية. فقد كشفت أجهزة الأمن المصرية في السنوات الماضية عن قضايا تجسس عديدة على مصر من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. الأرقام غير الرسمية تشير لزواج 15 ألف مصري من إسرائيليات
ويحفل ملف التخابر بين مصر وإسرائيل بقضايا عديدة. ومن أشهر هذه القضايا الجاسوس عزام عزام أخطر جاسوس إسرائيلي في مصر حتى الآن لأنه منذ أن حكم عليه بالسجن لمدة 15 عاماً وذلك عام 1997م وإسرائيل وقادتها لا يألون جهداً في المطالبة بالإفراج عنه. ففي عام 1996م تم القبض على عزام عزام متعب عزام والقبض على شبكة تجسس يتزعمها وتجنيد شاب مصري أثناء وجوده للتدريب في إسرائيل عن طريق عميلتي الموساد زهرة يوسف جريس ومنى أحمد شواهنة. وكانت المعلومات المطلوبة من عزام وشبكته هي جمع معلومات عن المصانع الموجودة في المدن الجديدة مدينة 6 أكتوبر والعاشر من رمضان من حيث النشاط والحركة الاقتصادية وكانت وسيلة عزام عزام جديدة للغاية وهي إدخال ملابس داخلية مشبعة بالحبر السري قادمة من إسرائيل مع عماد إسماعيل الذي جنده عزام. وبعد القبض عليه حكم على عزام بالسجن 15 عاما يقضيها حالياً في ليمان طرة. ولم يعجب الحكم نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل وقتها الذي اعترض على حكم القضاء المصري. وآخر زيارة لعزام في السجن كانت من «داني نافيه» مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون ووزير الدولة ومستشارته الصحفية ومندوب من السفارة الإسرائيلية بالقاهرة وقد طلب عزام منهم ضرورة الإسراع بالإفراج عنه لأنه ضاق بحياة السجن ووعده شارون أن يبذل أقصى جهده وحكومة إسرائيل لتحقيق هذا الهدف. والغريب أن قادة إسرائيل دائما ما يضعون قضية الإفراج عن عزام عزام محل اهتماماتهم ويجعلونها رقم واحد على أجندة المباحثات بين مصر وإسرائيل، وعلى العكس تبدي الحكومة المصرية موقفاً واحداً وهو أن القضاء المصري له كامل السيادة ويتمتع بالنزاهة والاستقلال في أحكامه. أما قضية الجاسوس سمير عثمان فقد حدثت في أغسطس 1997م عندما سقط الجاسوس في يد رجال الأمن أثناء قيامه بالتجسس مرتدياً بدلة الغوص حيث كانت مهمته التنقل عائما بين مصر وإسرائيل بعد أن جنده الموساد واعترف المتهم بأنه تم تجنيده عام 1988م على يد الموساد بعد أن ترك عمله في جهاز مصري حساس، وأضاف أنه سافر إلى اليونان والسودان وليبيا ومن هذه البلاد إلى تل أبيب، وأن الموساد جهزت له 4 جوازات سفر كان يستخدمها في تنقلاته وأثناء تفتيش منزله عثر على مستندات هامة وأدوات خاصة تستخدم في عمليات التجسس. والقضية الغريبة في قضايا التجسس الإسرائيلي على مصر هي قضية الجاسوس سمحان موسى مطير فهي المرة الأولى التي يتم فيها تجنيد تاجر مخدرات ليكون جاسوسا لإسرائيل وهذا ما حدث مع سمحان الذي اتفق معه رجال الموساد على تسليمه مخدرات مقابل تسليمهم معلومات عن مصر وكان سمحان يعمل في فترة شبابه بإحدى شركات المقاولات التي لها أعمال في مصر وإسرائيل ومن هنا كان اتصاله بالموساد الإسرائيلي وعمل بتجارة المخدرات تحت ستار شركة مقاولات خاصة وكانت له علاقات اتصالات عديدة ببعض ضباط الموساد المعروفين ومعهم اتفق على صفقة جلب المخدرات مقابل تقديم معلومات هامة عن مصر إلى الموساد. وسمحان جاسوس حريص للغاية فقد تلقى دروسا عديدة في كيفية الحصول على معلومات وكيفية استقبال الرسائل وكيفية إرسالها لكنه كان يحفظ المعلومات المطلوب الحصول عليها وينقلها شفاهة إلى ضباط الموساد الإسرائيلي، وكانت المعلومات المطلوبة من سمحان تتعلق بالوضع الاقتصادي لمصر وحركة البورصة المصرية وتدوال الأوراق المالية وكذلك تم تكليفه بالحصول على معلومات تخص، بعض رجال الأعمال. 28 ألف مصري أدمنوا العيش في أحضان خنازير صهيون!!
ومن أشهر قضايا التخابر لصالح إسرائيل كانت قضية الجاسوس شريف الفيلالي الذي سافر عام 1990م لاستكمال دراسته العليا بألمانيا وخلال إقامته بها تعرف على امرأة ألمانية يهودية تدعى (ايرينا) قامت بتقديمه إلى رئيس قسم العمليات التجارية بإحدى الشركات الألمانية الدولية والذي ألحقه بالعمل بالشركة وطلب منه تعلم اللغة العبرية تمهيداً لإرساله للعمل في إسرائيل وعندما فشل في تعلم اللغة العبرية سافر إلى إسبانيا وتزوج من امرأة يهودية مسنة، ثم تعرف على جريجروي شيفيتش الضابط بجهاز المخابرات السوفيتي السابق المتهم الثاني في القضية وعلم منه أنه يعمل في تجارة الأسلحة وكشف له عن ثرائه الكبير ثم طلب منه إمداده بمعلومات سياسية وعسكرية عن مصر وإمداده بمعلومات عن مشروعات استثمارية منها ما هو سياحي وزراعي بمساعدة ابن عمه سامي الفيلالي وكيل وزارة الزراعة، ووافق الفيلالي وبدأت اللقاءات مع ضابطين من الموساد وقد نجح رجال الأمن المصريون في القبض عليه فكانت أشهر قضية تجسس مع بداية عام 2000م وحكم عليه بالسجن 15 عاما. قضية تجسس أخرى أحبطت قبل أن تبدأ وهي قضية مجدي أنور توفيق الذي حكم علية بالسجن 10 سنوات أشغالاً شاقة للسعي للتخابر مع الموساد الإسرائيلي ووجهت له أجهزة الأمن المصري تهمة السعي إلى التخابر مع دولة أجنبية وأيضا تهمة التزوير في أوراق رسمية حيث قام المتهم بتزوير شهادة من الأمانة العامة للصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا التابع لوزراء الخارجية تشير إلى عمله كوزير مفوض على غير الحقيقة، واعترف الجاسوس أنه قام بالاتصال بالقنصلية الإسرائيلية بالإسكندرية عن طريق الفاكس مبرراً أنه كان يريد عناوين بعض الأجهزة الدولية وتورط دبلوماسي مصري بسفارة مصر في تل أبيب يدعى (الدكتور عصام الصاوي) مع شبكة تجسس في مصر زعيمتها مديرة علاقات عامة بشركة سياحية تدعى (نجلاء إبراهيم) وهي أيضا لاعبة كرة اليد السابقة التي تعرفت عن طريق هذه اللعبة على (خالد مسعد) لاعب كرة اليد السابق بنادي الزمالك وتمكنت من تجنيده هو الآخر ليساعدها في هذه العمليات المشبوهة وكوَّن الثلاثة معاً شبكة قوية للتجسس وتهريب السائحين الأجانب إلى إسرائيل عبر الحدود المصرية عن طريق المنافذ والدروب الجبلية عند مدينة رفح. وكانت الصدفة وحدها هي السبب وراء كشفها حيث بدأت الحكاية في الثاني من شهر أكتوبر الماضي عندما تم تقديم بلاغ باختفاء 16 سائحا يحملون الجنسية الصينية في الجبال والدروب بمدينة رفح أثناء عمل رحلة سفاري سياحية وأكدت التحريات أن هؤلاء السائحين اختفوا عند الحدود المصرية الإسرائيلية التي عبروها إلى داخل إسرائيل. وقادت التحقيقات مع الشركة المسئولة عن نقل هذه المجموعة من السياح إلى أن مسؤولية برنامج الرحلة يقع ضمن مسؤولية مديرة العلاقات العامة وبمجرد استدعائها واتهامها بتهريب السائحين الصينيين إلى حدود إسرائيل اعترفت مديرة العلاقات العامة بالشركة وتدعى نجلاء إبراهيم على زميلها في الشركة خالد مسعد الذي وقع هو الآخر في يد الشرطة واعترفا تفصيلياً بكيفية عمليات الهروب وكيفية عمليات الاتصال بالجانب الإسرائيلي لتسهيل هذه العملية عبر الدروب والجبال من رفح إلى الأراضي الإسرائيلية وذلك مقابل (1800 دولار) على الشخص الواحد. وكانت المفاجأة التي فجرتها نجلاء إبراهيم المتهمة أن من يقوم بترتيب الاتصال والاتفاق مع الجانب الإسرائيلي لتسهيل عملية هروب الأجانب هو دبلوماسي مصري بسفارة تل أبيب مقابل حصوله على عمولة عن كل شخص يتم تهريبه إلى إسرائيل. وبدخول هذا الدبلوماسي في دائرة الاتهام حولت القضية من قضية تهريب السياح الأجانب إلى إسرائيل إلى قضية تخابر مع جهاز الموساد الإسرائيلي وهو ما كشفت عنه التحقيقات التي جرت في سرية تامة حيث اتسعت دائرة الاتهام في القضية لتشمل 8 متهمين ثلاثة منهم بارزون والباقون عبارة عن موظفين بالشركة السياحية وعدد من البدو من مدينة رفح ممن لديهم خبرة بدروب المنافذ الجبلية المؤدية إلى دخول إسرائيل بخلاف عدد من الإسرائيليين الذين يسهلون عملية التنقل للسياح الأجانب داخل إسرائيل وكشفت التحقيقات أن هذه الشبكة تمكنت من تهريب عدد كبير من السائحين الأجانب إلى إسرائيل عبر الحدود المصرية وخاصة من دول الصين وروسيا وأوكرانيا ودول شرق آسيا. ووفق تقديرات بعض المسئولين فإن محاولات التسلل في الشهور الأخيرة بلغ عددها ما بين 3 و 9 حالات في الأسبوع الواحد رغم خطورة التسلل وتعرض صاحبه لفقد حياته وهو ما يجعل المتسللين يعتمدون على عصابات التهريب مقابل مبالغ مالية تتراوح ما بين 2000 و5000 دولار على الفرد الواحد تحت ستار شركات سياحية ومع تواطؤ بعض الإسرائيليين. وتعتبر جنوب سيناء نقطة إغراء للمتسللين الإسرائيليين الذين يتم القبض عليهم في الغالب بالقرب من منفذ طابا وغالباً ما يكونون من الضباط والجنود ولا يحملون جوازات سفر. وفي خلال الفترة من عام 1992م حتى عام 1997م سلمت مصر إسرائيل 31 متهماً في قضايا مختلفة منها ما هو تجسس ومنها ما هو مخدرات وتزوير عملة وأنشطة أخرى والباقون أفرج عنهم في مساء 13 أغسطس 1997م مع سفينة القمار الإسرائيلية مونتانا. وقد كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا أن شركة مازدا الإسرائيلية الكائنة أمام القنصلية المصرية في تل أبيب والمملوكة للإسرائيلي زائيفي روفائيل هي رأس الشبكة المنوط بها عملية تسيير خط النقل ما بين تل أبيب والقاهرة للعمالة الصينية والماليزية والفليبينية وغيرها التي تأتي إلى مصر تحت اسم السياحة ويتم تهريبها إلى إسرائيل عبر المدقات الصحراوية. وثبت من التحقيقات أن الشركة الإسرائيلية استطاعت تجنيد بعض العناصر أحدها ماليزي والآخر أفريقي فضلا عن الثلاثة المتورطين في شبكة التجسس (د. عصام الصاوي ونجلاء إبراهيم وخالد سعد) بهدف تشويه سمعة مصر حيث إن الهدف السياسي وراء عمليات تهريب السياح هذه هو إظهار ضعف مصر عن حماية حدودها الشرقية.
المصدر: نداء القدس + وكالات

http://www.qudsway.com/more.php?type=PrintNews&id=147146
 
ضبط 25 شبكة تجسس إسرائيلية في مصر خلال 10 سنوات
القاهرة– محمد جمال عرفة- إسلام أون لاين/6-12-2000
pic2.jpg
كشفت صحيفة الوفد المصرية المعارضة أنه تم ضبط أكثر من 25 شبكة تجسس إسرائيلية في مصر وحدها خلال السنوات العشر الأخيرة، منها 9 شبكات (أوردت تفاصيلها) تم ضبطها خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
وقالت الصحيفة في تحقيق موسع نشرته في عددها الصادر الثلاثاء 5-12-2000: إن عدد جواسيس الموساد الذين تم تجنيدهم والدفع بهم لمصر بلغ حوالي 64 جاسوساً بنسبة 75% مصريين و25% جواسيس إسرائيليين، مشيرة إلى أنه طوال الـ 25 عاما الماضية لم تضبط أجهزة الأمن المصرية سوى شبكات تجسس كلها إسرائيلية، باستثناء حالة واحدة تم ضبطها لحساب المخابرات الأمريكية. ولكن في خلال السنوات العشر الماضية فقط تم ضبط 9 شبكات.
وتؤكد تقارير الأمن المصرية أن 86% من جرائم التهريب وتزوير العملات في مصر ارتكبها إسرائيليون، في حين بلغت أعداد قضايا المخدرات المتهم فيها إسرائيليون أيضاً خلال 10 سنوات فقط نحو 4 آلاف و 457 قضية؛ ومما يدلل على ذلك اعتراف مصدر إسرائيلي بأن مصر يدخلها نحو 500 طن مخدرات سنوياً عن طريق إسرائيل.
وقد استغلت إسرائيل السياحة إلى مصر لتنفيذ مخطط تجسس لزعزعة الاستقرار فيها. وساعد على ذلك أن الإسرائيليين لهم الحق - بموجب اتفاقية كامب ديفيد - في دخول سيناء بدون جوازات سفر أو تأشيرات لمدة أسبوعين؛ مما جعل عملية التسلل إلى داخل البلاد أمرًا سهلاً؛ ومن ثم تعددت الحوادث التي خطط لها الموساد.
تفاصيل عمليات التجسس
1- في عام 1985 تمكنت أجهزة الأمن المصرية من القبض على شبكة تجسس إسرائيلية مكونة من 9 أفراد ينتمون إلى الموساد الإسرائيلي؛ حيث جاء التشكيل إلى مصر على دفعتين ضمن فوجين سياحيين، أحدهما مكون من أربعة أفراد توجه إلى الإسكندرية. والثاني إلى منطقة القناة وقد ضبط الفوج الثاني في مدينة بور فؤاد أثناء قيامه بأعمال التصوير ورسم الخرائط لأماكن ممنوعة، وضبط بحوزة أعضاء الفوج عدة أفلام قاموا بتصويرها وبعد إجراء التحقيقات والتحريات تبين أنهم ضباط بجهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد".
2- في أغسطس 1986 تم القبض على شبكة تجسس أخرى ضمت عددا من العاملين بالمركز الأكاديمي الإسرائيلي بالقاهرة، إلى جانب سيدة أمريكية تعمل في هيئة المعونة الأمريكية؛ حيث ضبطت أجهزة الأمن المصرية بحوزتهم كمية من الأفلام والصور ومحطة إرسال واستقبال، ومعمل تحميض، وتبين أن هذه الصور تم التقاطها لوحدات من الجيش المصري أثناء الليل باستخدام أشعة الليزر.
3- في أواخر عام 86 تم ضبط أربعة جواسيس صهاينة في شرم الشيخ.
4- في عام 87 تم ضبط شبكة تجسس من السياح الإسرائيليين أثناء زيارتهم لشرم الشيخ.
5- في عام 1990 ألقت أجهزة الأمن القبض على "إبراهيم مصباح عوارة" لاشتراكه مع أحد ضباط المخابرات الإسرائيلية في تحريض الفتاة المصرية "سحر" على ارتكاب جريمة التخابر ضد مصر وكانت سحر قد رفضت التجسس على وطنها، وأبلغت أجهزة الأمن المصرية بمحاولة تجنيدها، وتم ضبط العميل وصدر ضده حكم بالسجن 15 سنة.
6- عام 1992 سقوط شبكة "آل مصراتي" التي ضمت 4 جواسيس وهم: صبحي مصراتي وأولاده ماجد وفائقة، وجاسوس آخر يدعى "ديفيد أوفيتس" وقد اعترفت "فائقة مصراتي" الجاسوسة الإسرائيلية في التحقيقات بأن جهاز المخابرات الإسرائيلية جنّدها للعمل لديه منذ سنتين عن طريق المتهم "ديفيد أوفيتس" الذي تولي تدريبها على جمع المعلومات عن الأهداف العسكرية والإستراتيجية والشخصيات العامة في مصر، واعترفت "فائقة" بأنها استغلت جمالها لإقامة علاقات جنسية مع الشباب المصري الذين يشغلون مراكز في أجهزة هامة وحساسة في البلاد، وقد تورط في هذه العلاقة المشبوهة عدد من أبناء المسئولين في مصر. وتمكنت "فائقة" بهذا الأسلوب من جمع معلومات هامة وبالغة السرية وقامت بإرسالها إلى "الموساد" عن طريق ضابط مخابرات إسرائيلي حضر إلى مصر على فترات متفاوتة لتلقي المعلومات والتقارير من أعضاء شبكة التجسس واعترفت "فائقة" باشتراك شقيقها ماجد ووالدها "مصراتي" في شبكة التجسس. ورغم صدور حكم ضد الجواسيس الأربعة إلا أن مصر أفرجت عنهم وبادلتهم بعدد من المصريين المقبوض عليهم في تهم مختلفة داخل إسرائيل.
7- في عام 1991 ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على جاسوس آخر يعمل لحساب الموساد وهو "عبد الملك عبد المنعم" واعترف بأنه عمل لحساب الموساد مقابل دولارات قليلة بعد تجنيده داخل إسرائيل.
8- في نوفمبر 1996 ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على الجاسوس الإسرائيلي "عزام مصعب عزام" وشريكه المصري "عماد عبد الحميد" بتهمة التخابر لحساب الموساد. وكان عزام أخطر عملاء إسرائيل في مصر وأكثرهم غموضاً؛ حيث جاء إلى مصر ليشارك أحد المصريين في إنشاء أحد المصانع لإنتاج الملابس بمنطقة شبرا الخيمة، وتمكن من خلال عمله في القاهرة من إقامة شبكة علاقات مع عدد من المصريين.
9- عام 2000 القبض على الجاسوس "شريف الفيلالي" الذي يجري التحقيق معه حاليا.
التجسس على طائرة الرئيس
وقد كشفت صحيفة الوفد أنه في إطار تكثيف إسرائيل جهودها للتجسس على مصر؛ قامت بالتجسس على المسئولين في مصر عبر الأقمار الصناعية وعبر أجهزة دقيقة في سفارتها بالقاهرة.
ففي 5 إبريل الماضي تمكنت إسرائيل من إطلاق قمر صناعي "أوفيك 3" لأغراض التجسس، وتردد أن هذا القمر التجسسي قادر على التقاط وبث أرقام السيارات في القاهرة (!)، وأن القمر يركز عمله التجسسي على مصر والعراق وسوريا وإيران.
وقد حدثت واقعة لا يمكن إغفالها في هذا الشأن؛ فعقب المحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس مبارك في أديس بابا عام 1995 وأثناء عودة الرئيس إلى القاهرة، التقطت أجهزة التجسس الإسرائيلية المكالمة التليفونية التي تمت من الطائرة بين الرئيس مبارك وصفوت الشريف وزير الإعلام. وكان للإذاعة الإسرائيلية السبق في إذاعة خبر محاول اغتيال الرئيس مبارك.
ولم يكن هذا الحادث هو الأول من نوعه بل سبق أن قامت إسرائيل بالتنصت والتقاط مكالمات ومحادثات كبار رجال الدولة في مصر بواسطة أجهزتها المتطورة التي زرعتها فوق أسطح سفارتها المطلة على كوبري الجامعة بالجيزة.
فقد أكدت التقارير الأمنية – كما تقول الوفد -أن إسرائيل زرعت هوائيات فوق سطح سفارتها التي تشغل الطابقين العلويين لإحدى العمارات المطلة على كوبري لجامعة، وأن هذه الهوائيات "قادرة على التقاط دبة النملة" على حد تعبير رجال الأمن المصري!.


 
جواسيس السلام المسلح القاهرة “الخليج”:
إعلان المخابرات العامة المصرية عن ضبط شبكتي تجسس لمصلحة “إسرائيل” من المصريين الذين جندتهم، حسبما كشفت المخابرات المصرية عن أنهم عملاء للموساد “الإسرائيلي” خارج مصر في أقل من شهرين، هو معدل لم يحدث من قبل حتى مع سنوات الحرب والصراع العسكري، وإنكار “إسرائيل” ونفيها بشكل قاطع وحاسم وفوري كل ما تعلنه المخابرات المصرية يثير عددا من التساؤلات وعلامات الاستفهام.
لماذا تعود “إسرائيل” من جديد للتجسس على مصر رغم انتهاء حالة الحرب بينهما وتوقيعهما اتفاقية للسلام منذ أكثر من 25 عاما، ورغم التعاون الذي وصل إلى حد التنسيق بين أجهزة الاستخبارات والزيارات المتكررة لمدير المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان ل”إسرائيل” واتصالاته ولقاءاته مع مدير الموساد مائير داجان ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية عاموس ياولين ورئيس جهاز الأمن العام ديسكين؟
لماذا حرص الموساد “الإسرائيلي” على تجنيد عملاء من المصريين خارج مصر بدلا من إرسال عملاء من اليهود أو عرب 48؟
لماذا هذا الحرص المصري على أن تصاحب ضبط أي شبكة تجسس لمصلحة “إسرائيل” ضجة إعلامية وتعبئة للرأي العام رغم حرص البلدين
على ألا يتحول أي خلاف ومشكلة بينهما لأزمة قد تخلق حالة من التوتر والقلق والانفعال؟

القاهرة تحاكمهم وتل أبيب تنفي علاقتها بهم

التجسس والعمل الاستخباراتي، إن كان يعتمد بشكل عام على السرية والكتمان ويمارس معظمه في الظلام إلا أن هذا لم يمنع استمراره، والمؤسسات ومنظمات الاستخبارات لا تكشف بصفة عامة وفي الغالب عن تفاصيل عملياتها ونجاحاتها وإخفاقاتها إلا لأسباب قد تدخل ضمن صلب العمل الاستخباراتي.
وتختلف الدول فيما بينها في النظر للتجسس والعمل المخابراتي، فهناك من يراه يدخل ضمن أدوات السياسة الخارجية، وهناك من يرى فيه أداة من أدوات الصراع أو وسائل التعاون، على اعتبار أن الهدف الأول للتجسس هو جمع وتحليل المعلومات ووضع التقديرات والخروج بتنبؤات واستنتاجات عن نوايا الآخرين أو ردود أفعالهم المتوقعة وبالتالي اقتراح السياسات الواجبة للتعامل وفقا لأولويات واحتياجات الأمن القومي للدولة.
رغم هذا التصور الموضوعي والعملي للتجسس إلا أن اليهود بشكل عام يرون فيه تنفيذا لأوامر الرب لنبي الله موسى، ودليلهم على ذلك ما ورد في سفر العدد الإصحاح الثالث عشر ونصه: “فأرسلهم موسى ليتجسسوا في أرض كنعان، وقال لهم اصعدوا من هنا إلى الجنوب واطلعوا الجبل وانظروا الأرض، فما هي؟ والشعب الساكن فيها قوي أم ضعيف قليل عدده أم كثير؟”.
وبغض النظر عن صحة تلك المرجعية الدينية للحرص “الإسرائيلي” على عمليات التجسس ومعرفة نوايا الآخرين، فالأمر المؤكد أن المجمع الاستخباراتي “الإسرائيلي” (الموساد) والشاباك والإدارة السياسية بوزارة الخارجية أعطت مصر اهتماما كبيرا مع بداية الصراع العربي “الإسرائيلي” سواء لتسهيل هجرة اليهود المصريين ل”إسرائيل” أو لإحداث وقيعة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية وهو ما عرف بفضيحة “لافون”، أو من خلال أول شبكة للتجسس على مصر قادها وولف جانج لوتز عام 61 وقبض عليه عام 65 وأفرج عنه في فبراير/ شباط 68 مع ثمانية جواسيس “إسرائيليين” مقابل 5000 مقاتل مصري أسروا في حرب ،67 من بينهم تسعة لواءات وعشرات من كبار الضباط، ومنذ ذلك الحين وحرب المخابرات المصرية “الإسرائيلية” مستمرة ويتم الكشف عن تفاصيل عملياتها من آن لآخر.
معاهدة السلام المصرية “الإسرائيلية” عام 79 نصت في مادتها الأولى على إنهاء حالة الحرب وامتناع الطرفين عن التهديد باستخدام القوة والامتناع عن المشاركة في أعمال الحرب أو التهديد أو العداوة، على أن يخضع مرتكبو مثل تلك الأعمال للقضاء.. ورغم ذلك لم تتوقف عمليات التجسس ومحاولات زرع وتجنيد العملاء.
“إسرائيل” من جانبها تكتفي مع إثارة هذا الموضوع بالحديث عن وجود 33 مواطنا مصريا في السجون “الإسرائيلية” محكوم عليهم بالمؤبد بسبب اتهامات أمنية وتجسس.
مصر بدورها كما تؤكد مصادر أمنية لديها سجل بقضايا التجسس “الإسرائيلية” لمحاولات زرع وتجنيد عملاء لها سواء من المصريين أو عرب 48 الذين يعيشون خلف الخط الأخضر وأهم تلك القضايا:
قضية رقم 4 لسنة 79 أي نفس العام الذي وقعت فيه اتفاقية السلام بين البلدين، التي اتهم فيها علي خليل العاطفي بالتجسس لمصلحة الموساد “الإسرائيلي” بعد تجنيده عام 78 وتزويده بشهادة دكتوراه مزورة من جامعة كولومبيا، وضبط وقبض عليه بمصر في 18 مارس/ آذار عام 79 وعاقبته المحكمة بالأشغال الشاقة المؤبدة.
عام 79 أيضا حكم على الجاسوس فتحي مصطفى الفار في القضية رقم 1 بالأشغال الشاقة 10 سنوات بتهمة التجسس لمصلحة “إسرائيل”.
عام 81 قضت إحدى المحاكم المصرية بإعدام هاشم سليمان عزت بعد اعترافه بالتجسس لمصلحة “إسرائيل”.
عام 83 استدرجت المخابرات المصرية المدعو سيد هاشم لمصر بعد قيامه بالتجسس لمصلحة “إسرائيل” في مصر واليمن ولبنان وحكم عليه بالسجن 5 سنوات وسجلت قضيته تحت رقم 10 لسنة 1983.
عام 86 قبض على الجاسوس عبد الحميد محمد صبح بعد قيام المخابرات “الإسرائيلية” بتجنيده ونقله عبر الحدود وتدريبه على أعمال الجاسوسية وحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة وقيدت قضيته برقم 3 لسنة 1987.
عام 88 تم ضبط شبكة من المدعو علي إبراهيم مصباح عرارة وعوض موسى ثابت زغرب بعد محاولة تجنيد فتاة وحكم عليهما بالسجن 15 عاما.
عام 90 طلبت مصر من السفارة “الإسرائيلية” بالقاهرة استبعاد وليم تشارلز عن مصر بسبب علاقاته المريبة.
في فبراير 92 تم القبض على شبكة أخرى، ولم توجه لأعضائها سوى تهمة تزوير بطاقات شخصية وتم ترحيلهم ل”إسرائيل”.
عام 93 تم القبض على بحار مصري يعمل لحساب “إسرائيل” وكانت مهمته جمع معلومات وتصوير منشآت بميناء الاسكندرية.
في يونيو عام 93 أعدم عبد السلام علي شهيد المحامي بعد نجاح الموساد في تجنيده بالنمسا عام 91 وقبض عليه فور عودته لمصر.
عام 97 تم القبض على رجل الأعمال عزام عزام بتهمة التجسس وحكم عليه بالسجن 15 عاما وأفرج عنه في ديسمبر 2004 مقابل الإفراج عن ستة طلاب مصريين كانت تحتجزهم “إسرائيل” لديها من أغسطس من نفس العام.
لم يمر عام تقريبا منذ توقيع اتفاق السلام دون كشف النقاب عن شبكة تجسس لمصلحة “إسرائيل”.
في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2000 كشف جهاز المخابرات العامة المصري عن قضية تجسس جديدة لحساب جهاز المخابرات “الإسرائيلية” (الموساد) وتم القبض على مهندس مصري شارك مع ضابط روسي سابق في تزويد المخابرات “الإسرائيلية” بمعلومات وتقارير عن الأوضاع السياسية والاقتصادية والعسكرية في مصر بهدف الإضرار بمصالح البلاد القومية.
المهندس المصري يدعى “شريف فوزي محمد الفيلالي، وجريجوري شفنتش” الروسي الجنسية هارب. وتم تجنيد المتهم المصري عن طريق العميل الروسي لحساب الموساد “الإسرائيلي” التي طلبت من الجاسوس المصري معلومات عن المشروعات المصرية العملاقة مثل مشروع توشكى وحجم الاستثمارات به والأموال التي أنفقتها الدولة على المشروعات والشركات الأجنبية التي تستثمر أموالها به، وأيضا تكليفه بتزويد المخابرات “الإسرائيلية” بمعلومات تتعلق بتسليح الجيش المصري وصور بعض أسلحة الجيش ومعلومات عن المناطق السياحية التي تتميز بعناصر الجذب في سيناء والغردقة ومرسى علم وكذلك الأوضاع السياسية في مصر ومعلومات عن القوات المسلحة وخاصة القوات البحرية التي توليها “إسرائيل” اهتماما خاصا.
وقد تم تجنيد الفيلالي في ألمانيا عن طريق سيدة ألمانية يهودية تدعى أيرينا ثم سافر إلى إسبانيا وتعرف الى ضابط مخابرات روسي سابق وطلب منه إمداده بمعلومات سياسية وعسكرية عن مصر.. ورغم تبرئة الفيلالي في البداية إلا أنه نال بعد ذلك حكما بالسجن لمدة 15 عاما.
وفي نوفمبر عام 2002 نجحت أجهزة الأمن في الكشف عن شبكة تجسس لمصلحة الموساد تتزعمها سيدة تدعى نجلاء وتتولى الاتصال بالموساد وعملائه وتضم الشبكة ثلاثة آخرين بينهم لاعب كرة يد سابق يقوم أعضاء الشبكة بتهريب السياح إلى “إسرائيل” عبر الحدود المصرية.
وفي فبراير من هذا العام كشفت هيئة الأمن القومي عن قضية تخابر وتجسس لحساب جهاز الاستخبارات “الإسرائيلي” (الموساد) تورط فيها طالب بجامعة الأزهر بكلية العلوم وثلاثة من ضباط الموساد وتولوا تجنيد المصري محمد عصام العطار مقابل حصوله على مبالغ مالية لتقديم معلومات عن المصريين والعرب في دولتي تركيا وكندا، ووجهت له اتهامات التخابر لمصلحة دولة أجنبية والرشوة بغرض الإضرار بالمصالح القومية حيث طلب منه عملاء الموساد إمدادهم بمعلومات عن بعض المصريين ورعايا الدولة العربية المقيمين في دولتي تركيا وكندا.
كما أنه تخابر لمصلحة “إسرائيل” واستعان بعناصر يراها صالحة للتعاون مع “إسرائيل” من المصريين المقيمين في تركيا وكندا والتردد على أماكن تجمعاتهم خاصة المقهى المصري القريب من السفارة المصرية بأنقرة مقابل عائد مادي، ونجح المتهم بالفعل في تقديم بعض المصريين وأبناء الدول العربية للمخابرات “الإسرائيلية” مقابل حصوله على مبالغ مالية. كما حصل المتهم على وثيقة إقامة كندية باسم جوزيف رمزي العطار. كما أن الموساد كلفه باختراق أقباط المهجر ومحاولة تجنيد بعضهم وقد تردد أن العطار تم تعميده في إحدى الكنائس الكاثوليكية في كندا وأنه اعتنق اليهودية بعد ذلك وهو الأمر الذي نفاه العطار خلال المحاكمة واعترف بالشذوذ، وقد عانى في طفولته من انفصال والديه.
وخلال شهر ابريل/ نيسان من هذا العام كشف جهاز المخابرات العامة المصرية عن واحدة من اخطر قضايا التجسس “الإسرائيلية” ضد المصالح القومية بطلها مهندس مصري بهيئة الطاقة الذرية متهم مع ايرلندي وياباني هاربين تخابروا لمصلحة “إسرائيل” بمحاولة اختراق أنظمة الحاسب الآلي لهيئة الطاقة النووية التابعة لوزارة الكهرباء والطاقة والعمل على إتاحة “إسرائيل” الاطلاع على المعلومات الخاصة بنشاط الهيئة وإمدادها بمعلومات وأوراق سرية تحوي أنشطة هيئة الطاقة الذرية والمفاعلات النووية التي تشرف عليها.
الجاسوس المصري يدعى محمد سيد صابر (35 عاما) مهندس بهيئة الطاقة الذرية، حيث دلت المعلومات على أنه خلال الفترة من فبراير/ شباط عام 2006 إلى فبراير/شباط 2007 تخابر الجاسوس المصري مع من يعملون لحساب دولة أجنبية بقصد الإضرار بالمصالح القومية للبلاد، واتفق مع المتهمين الايرلندي والياباني على التعاون معهما لمصلحة الموساد “الإسرائيلي” لاختراق أنظمة الحاسب الآلي لهيئة المواد الذرية التابعة لوزارة الكهرباء المصرية وأن المتهم حصل على 17 ألف دولار وجهاز حاسب آلي محمول (لاب توب) مقابل تعاونه مع الموساد “الإسرائيلي” وإمداده بأوراق سرية خاصة بهيئة الطاقة الذرية واختراق أنظمة الحاسب الآلي الخاص بالهيئة، ومازالت القضية رهن التحقيقات وفي طريق إحالتها للمحكمة.
تل أبيب من جانبها حسب تصور مصدر أمني مصري تقدم مبررات وأسبابا واهية لاستمرار حرب المخابرات مع مصر، فهي ترى أن السلام مع القاهرة لم يتحول بعد الى سلام إيجابي يحل أوجه الاختلاف والصراع والتنافس، بل هو أقرب للسلام البارد أو السلام المسلح حتى أن مدير عام وزارة الدفاع “الإسرائيلية” الأسبق دافيد ايفري أثار أزمة في ابريل/نيسان عام 92 حينا قال إن الوضع بين مصر و”إسرائيل” أقرب إلى هدنة منه إلى الصلح، وإن خطر الحرب مازال قائما بين البلدين، وإن الصلح الحقيقي سيتحقق في المنطقة عندما تنمو لدى الأطراف المعنية المصلحة باستمرار قيام دولة “إسرائيل”.
جميع رؤساء هيئة الأركان العامة بالجيش “الإسرائيلي” وكذا جميع رؤساء الأجهزة الأمنية والمخابراتية منذ ذلك الحين يحذرون من أن خطر تنامي الجيش المصري وما يمثله من تهديد على “إسرائيل” وضرورة معرفة نوايا مصر تجاه “إسرائيل” حتى لا تفاجأ “إسرائيل” مرة أخرى بمثل ما حدث في أكتوبر 1973.
حرب المخابرات في تصور بعض رؤساء أجهزة الاستخبارات “الإسرائيلية” لم تعد قاصرة بعد على تعدد وتنوع وسائل الاختراق وعلى جمع وتحليل المعلومات، بل أصبحت تتضمن تنفيذ عمليات تستهدف التأثير في الأوضاع في الدول المحيطة ب”إسرائيل” أو تحويل اتجاهات وعناصر موقف ما لمصلحة “إسرائيل” من دون إظهار دورها الفعلي أو الاعتراف به صراحة وهو ما يفتح مجالات جديدة لحرب المخابرات.
ويظل التساؤل قائما: لماذا زادت “إسرائيل” خلال السنوات القليلة الماضية من وتيرة حرب المخابرات مع مصر؟ ثم لماذا هذا الإخفاق والفشل المتكرر؟ وما الرسالة التي تريد المخابرات المصرية إيصالها ل”إسرائيل” من الإعلان عن سقوط أي شبكة تجسس لمصلحة “إسرائيل”؟
مسؤول سابق بالمخابرات العامة المصرية يؤكد أن مصر ليست في حاجة لمعرفة لماذا تتجسس عليها “إسرائيل”، لأن هذا من طبيعة العلاقات بين الدول.
والموساد “الإسرائيلي” منذ فشله في عملية اغتيال خالد مشعل في العاصمة الأردنية وما تلاه من إقالات واستقالات، حسب تصور المسؤول المخابراتي المصري السابق، يعني ذلك وجود مشكلات ومصاعب تتمثل في أن كثيرا من الأعضاء والعملاء العاملين في كثير من بلدان العالم اعتقلوا إما بمعرفة سلطات تلك الدول أو بواسطة الموساد نفسه، علاوة على أن عديدا من العملاء الميدانيين قدموا استقالاتهم، حتى أن الموساد لأول مرة في تاريخه أعلن منذ سنوات عن حملة إعلانية لقبول وتجنيد عملاء جدد.
المشكلة أن الموساد “الإسرائيلي” وهو يحاول تعويض كوادره عمد لتجنيد شخصيات مكشوفة لصفوفه مثلما تفعل المخابرات المركزية الأمريكية.. ثم إن الموساد على مدى السنوات الماضية يواجه صراعات داخلية ومحاولات التنافس على رئاسة الشعب والجهاز نفسه مما تسبب في كثير من الأحيان في تسريب معلومات عن عمليات أو عملاء ميدانيين.
وبمراجعة الملابسات والظروف التي أحاطت بعملية الكشف عن ضبط شبكتي التجسس الأخيرتين في مصر لمصلحة “إسرائيل” يتبين أن هناك ثلاثة احتمالات وراء حرص مصر للإعلان عن تفاصيل سقوط وضبط أعضاء الشبكتين.
* الاحتمال الأول: هو قيام مصر بمحاولة إحراق بعض عملاء الموساد العاملين أو الميدانيين في عديد من الدول بالإعلان عن أسمائهم وعملياتهم وبالتالي الكشف عن هواياتهم مما قد يضطر الموساد للتخلص منهم أو تقييد نشاطهم.
* الاحتمال الثاني: توجيه رسالة ل”إسرائيل” والموساد وبقية أجهزة الاستخبارات مفادها أن التعاون الأمني والاستخباراتي المصري “الإسرائيلي” الفلسطيني الأمريكي من خلال اللجنة الأمنية المشتركة التي تشكلت بعد الانسحاب “الإسرائيلي” من غزة ووضع بروتوكول فلادليفيا، لا يعني إطلاقا تساهلا مصريا في مواجهة أي محاولة للاختراق والتجسس والتأثير في الجبهة الداخلية والقرار المصري.
* الاحتمال الثالث: هو توجيه رسالة أخرى للموساد مفادها أيضا معرفة المخابرات المصرية للاتجاهات التي تحاول “إسرائيل” العمل من خلالها تجاه مصر في المرحلة الحالية، وهي محاولة إحداث فتن طائفية وإثارة زوبعة حول محاولة مصر إعادة البرنامج النووي المصري.
مصر من جانبها حاولت احتواء المشكلة قبل أن تصل الى أزمة وهو ما عبر عنه بوضوح المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير سليمان عواد حينما قال إنه لا ينبغي أن نحمل الأمور أكثر مما تطيق، فالتجسس قائم حتى بين الدول الحليفة إلا أن معاهدة السلام وإنهاء الحرب مع “إسرائيل” لا يحدثان نوعا من العلاقات الخاصة التي تسمح باندلاع حرب المخابرات من آن لآخر.


2

لماذا تتجسس “إسرائيل” على مصر رغم توقيع اتفاق السلام؟
التجسس جزء أصيل وأساسي في تعامل “اسرائيل” مع جميع الدول، حتى الصديقة منها مثل الولايات المتحدة، وبالتالي فان تجسسها على الدول العربية وخاصة دول الجوار وعلى رأسها مصر، يأتي على رأس أولوياتها حتى لو كانت في حالة سلام مع هذه الدول، فالأمر لا يختلف كثيرا، هذه الحقيقة أكدها خبراء أمنيون، فالنشاط “الاسرائيلي” التجسسي لا يتوقف ولا يرتبط بحالة معينة من العلاقات.. هو نشاط مستمر لا يتوقف بتوقف المدافع والصواريخ والمعارك الحربية، لكنه ينتقل الى ملعب آخر ومسرح آخر هو حرب المعلومات الأكثر شراسة ومهارة وخداعا.. لذلك كان من المهم تفسير السلوك “الاسرائيلي” التجسسي ضد مصر، رغم أنها وقعت مع القاهرة اتفاقية سلام في عام ،1979 ولماذا تتجسس؟ وماذا تريد؟ وأي المعلومات تبحث عنها وسر ضعف رد الفعل العربي تجاه قضايا التجسس “الاسرائيلي” بعد اكتشافها؟
حرب المعلومات لا تنتهي
اللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية المصرية الأسبق (خلال حرب أكتوبر 1973) أكد أن كل حرب لها بداية ونهاية الا حروب المعلومات، فهي أكثر شراسة لا تنتهي ولا تتوقف ولا ترتبط بحالة سلم أو حرب، لأن وظيفتها هي الحصول على معلومات أو منعها من الوصول للغير سواء معلومات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو أمنية وعسكرية تتعلق بالأسلحة والتحركات والأنشطة العسكرية والمنشآت الحيوية والاستراتيجية والجديد في هذا المجال، فهي حرب مستمرة ودائمة، فلا عجب بالتالي من تجسس “اسرائيل” الدائم والمستمر على مصر رغم وجود اتفاقية سلام وعلاقات طبيعية وانتهاء الحروب والصراع العسكري بين البلدين، واكتشاف هذا الكم من قضايا التجسس يعكس أن المخابرات وأجهزة الأمن المصرية غاية في اليقظة والوعي، ف “اسرائيل” قد تكون أوقفت حروبها العسكرية أما حربها المخابراتية والتجسسية فلم تنته ولم تتوقف ولن يحدث ذلك مطلقا.يضيف اللواء نصار: قوة جهاز المخابرات تكمن في قدرته على اكتشاف العناصر الصالحة للتجسس وكيف يستطيع انتقاء العملاء، لذلك فنحن مطالبون باصلاح أحوال المواطن المصري وحل مشاكله وأزماته رغم أنها ليست شماعة لتعليق وتبرير جريمة كبرى مثل خيانة الوطن، لكنها مجرد سد للثغرات التي قد يدخل منها الموساد الى ضعاف النفوس، بالاضافة الى ضرورة غرس الوطنية في وقت نحن في أمس الحاجة الى توعية أبنائنا في كل مشاكلنا اقتصادية وسياسية واجتماعية وتعليمية.يشير اللواء فؤاد نصار الى أن الموساد “الاسرائيلي” بوجه خاص وأجهزة المخابرات بشكل عام تهتم بجميع أنواع المعلومات وتستغلها للاستنتاج منها والخروج بنتائج وحقائق، وهذا ليس شرطا لنجاح المخابرات في عملها، فقد كانت “اسرائيل” تعرف كل كبيرة وصغيرة عن كل عسكري على القناة ورغم ذلك استطعنا منعها من الاستنتاج، وأعطينا لها ما نريد ولم تستغل هذه المعلومات في عمل شيء.
مصر مستهدفة
اللواء فؤاد علام الخبير الأمني يقول: دائما وبصفة عامة الدول الكبرى وخاصة الولايات المتحدة تحرص أجهزتها ومؤسساتها الأمنية على أن تكون لديها معلومات عن كل شيء عن كل دول العالم، ولا تقتصر المعلومات على العسكرية فحسب، بل معلومات سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية، فالحروب لم تعد مجرد حروب مواجهات عسكرية، فالدول تبحث عن معلومات عن شعوب الدول الأخرى وكيف تعيش حياتها، خاصة الجانب الخفي منها. وبالنسبة ل “اسرائيل” فهي مازالت تعتبر نفسها عدوا رئيسيا للعرب ولمصر رغم وجود اتفاق سلام، وتبحث عن معلومات في كل الاتجاهات والمجالات للوصول الى أهدافها، فمثلا نجد أن الجواسيس الذين سقطوا في قبضة الأجهزة الأمنية المصرية يبحثون عن معلومات مختلفة، عزام عزام اهتم بالناحية الاقتصادية والوضع الاقتصادي، والعطار اهتم بملف أقباط المهجر والأموال ورؤوسها والبنوك والجهاز المصرفي، ونهاية بالجاسوس الأخير محمد صابر مهندس الطاقة النووية الذي كلف بالبحث في الطاقة النووية والمفاعلات، فهي هدفها المعلومات مهما كانت بسيطة أو خطيرة، اقتصادية ثقافية عسكرية اجتماعية لا فرق، لأنها تعتبر مصر في النهاية عدوا محتملا لها.يضيف اللواء فؤاد علام: ان استهداف المعلومات العسكرية في الماضي كان أمرا هينا في ظل الحروب والصراعات، وفي حالة السلم تبدو الأمور أكثر صعوبة لأنك لا تعرف من أين يأتي الجاسوس، ومن هو، وهذا يمثل قمة النجاح للأجهزة الأمنية والمخابراتية في مصر.وأشار الى أن قضايا التجسس المتكررة من جانب “اسرائيل” على مصر لا تعتبر خرقا لاتفاقية السلام، ولكن يجب توجيه اللوم لوزارة الخارجية المصرية التي كان لابد أن تتحرك على المستوى السياسي بشكل حازم وقوي تجاه “اسرائيل” التي تتبع هذا الأسلوب مع مصر، والمسألة ليست مرتبطة بقانون دولي أو اجراءات، ولكن مرتبطة بأمور دبلوماسية وسياسية خارجية، وكان من الممكن أن نجعل “اسرائيل” في مأزق دولي ونلومها على انتهاكات معاهدة السلام واحراجها أمام المجتمع الدولي بأنها تتجسس رغم وجود سلام بيننا ومطالبة بتطبيع في العلاقات، واتهامهم باستغلال علاقات السلام في التجسس على مصر، ومن الممكن أن نقوم باجراء دبلوماسي مثل سحب السفير المصري، وهناك بدائل أخرى لدى وزارة الخارجية تستطيع من خلالها التعامل مع “اسرائيل” في هذا الصدد.وأكد اللواء فؤاد علام أنه ليس صحيحا أن نشاط “اسرائيل” بعد اتفاقية السلام في مجال التجسس أكثر من نشاطها التجسسي خلال الحرب، فمصر في حالة حرب مع “اسرائيل” منذ عام 1948 وحتى قبل توقيع اتفاق السلام تم ضبط أكثر من 50 قضية منها ما هو منسوب ل “اسرائيل” بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال استغلال بعض المنظمات الدولية مثل حلف الأطلسي، ومثل سقوط شبكة الجاسوسية من يونانيين برئاسة القنصل اليوناني في السويس الذي استطاع تجنيد عملاء له في القناة لحساب “اسرائيل”.أضاف اللواء علام: ان هناك ما يسمى أمن المعلومات وهو اجراء تجيده أجهزة الأمن وأمور لا يمكن التطرق لها، لكن هناك جزءا خاصا بالمواطنين يجب أن نغرس فيهم سواء في الأسرة أو المدرسة أو مراكز الثقافة ومعسكرات الشباب وأجهزة الاعلام عدم التطرق لمعلومات لا يدرك خطورتها رغم بساطتها، وعلينا أن نوعي أبناءنا بخطورة الحديث في بعض الأمور الخاصة بالعمل الحساس أو خلال وجوده في بعض الأجهزة الحساسة أو الأوضاع في بلادنا وأيضا توعية الشباب المهاجر حتى لا يقع فريسة ولقمة سائغة في يد أجهزة المخابرات وعلى رأسها الموساد، بالاضافة الى تنمية وغرس الانتماء الوطني واستعادة بعض الأمور البسيطة مثل نشيد العلم وغرس صفة التفاني في خدمة الوطن، وهذه الأمور موجودة بداخل الشباب، لكن يجب ايقاظها ولكن في أشياء معينة مثل بطولات كرة القدم، وأطالب مجلس الوزراء بعمل خطة شاملة للتوعية وتنمية الولاء والانتماء لدى الأجيال الجديدة من خلال حملات مكثفة غير مباشرة.يشير علام الى أنه لا يمكن تبرير جريمة الخيانة للوطن بوجود مشاكل وصعاب في الحياة، فالوضع الحالي أفضل مما كان عليه في السنوات الماضية، وهناك مخطط دفع الينا حتى يفقد الشباب التزامه الوطني حتى أصبح الهدف الرئيسي لكل شاب هو الهجرة الى الخارج. أضاف، أن الفقر وسوء الأحوال بريئان تماما من أسباب خيانة الوطن، فاذا نظرنا الى المتورطين في جرائم التجسس نجد مثلا أن المصري شريك عزام عزام وهو عماد عبد الحميد لم يكن محتاجا للمال، وكان مستقرا ويشغل وظيفة محترمة. كذلك المهندس شريف الفيلالي من عائلة ثرية ومتورط، وكذلك محمد صابر الجاسوس الأخير هو مهندس في الطاقة الذرية، في المقابل لم تجد جاسوسا من البسطاء اتهم التآمر أو بالعمل لصالح جهات أجنبية لمنحها معلومات مهمة عن وطنه، لكنهم غرسوا في أنفسهم حب الدولار واقتناء أحدث السيارات والحياة الفاخرة وبالتالي فكرة الهجرة الى الخارج.ومنذ 30 عاما كان هناك مخطط دولي صهيوني لاغراء الأقباط بالهجرة الى الخارج بعد تخويفهم من المصير والمستقبل والذبح فتدفقوا بأعداد كبيرة الى كندا واستراليا وأمريكا وأوروبا، لذلك فمصر مستهدفة من “اسرائيل” بشكل دائم ومستمر حتى لو وقعت معها عشرات المعاهدات والاتفاقيات التي تضمن لها السلام وعدم الدخول في مواجهات في المستقبل الا أن “اسرائيل” ملتزمة بعُقدها ومخاوفها وسياستها التي لا تتغير. يؤكد اللواء فؤاد علام، أن نوايا “اسرائيل” تجاه مصر عدائية تخريبية تآمرية وتضمر لها الكراهية والعداء غير المعلن وأن اتفاقية السلام هي مجرد غطاء لسلوكياتها الشاذة نحو مصر، وربما تهدف لأعمال تخريبية غير مباشرة ضد اقتصادها ومنشآتها وابعاد مصادر التنمية والاستثمار عنها، واتفاق “اسرائيل” باتفاقية السلام أمر ظاهري.
كل شيء مستهدف
اللواء د. محمود خلف الخبير العسكري الاستراتيجي قال، ان “اسرائيل” لا تسعى فقط لمعلومات عسكرية بشكل مباشر ولكن المعلومات عن الوضع والحالة الاقتصادية للبلاد والنواحي الاجتماعية والمشهد السياسي كل ذلك أصبح مهما للغاية والأكثر خطورة لأنه يتعلق بمصادر القوة الشاملة للدولة. فالقوة الاقتصادية قد تعكس تماسكا اجتماعياً، أو أن التقدم والتطور العلمي قد ينعكسان بطبيعة الحال على المجال العسكري، وأن المعلومات تشبه قطع الموزاييك عندما يتم وضعها الى جانب بعضها البعض تعطي شكلا نهائيا، فمثلا أرادت الصين الوقوف على كيفية صنع قنبلة نووية صغيرة فأرسلت الى الولايات المتحدة ألف جاسوس كل منهم مكلف بجزئية معينة وتم تجميع هذه المعلومات، حتى فوجئت أمريكا بأن الصين أجرت تجارب نووية لقنابل صغيرة مثل التي تملكها، لذلك فان جمع وفهم وتحليل المعلومات يساعدان في تفسير الوضع الاجمالي مهما كانت التفاصيل بسيطة، فلا يمكن الاستهانة بها، هكذا تتصرف “اسرائيل” من خلال بحثها الدائم عن كل شيء في مصر.
“اسرائيل” لا تأمن لأحد
الدكتور نبيل فاروق خبير الجاسوسية أكد أن “اسرائيل” لا تتوقف ولا تكف عن التجسس على الآخرين بمن فيهم أمريكا وأقرب مثال الجاسوس “الاسرائيلي” بولارد، فالهدف الرئيسي هو لعبة المعلومات والبحث عما هو غير متاح بوسائل تجسسية، فهناك نوعان من المعلومات الأولى عالمية متاحة من خلال الأخبار والقرارات وردود فعل الشارع وأخرى سرية تبحث عنها دول الجوار من بعضها البعض. أضاف أن قاعدة الجاسوسية “الاسرائيلية” تعتمد على جمع المعلومات طوال الوقت عن الدول التي كانت تمثل عدوا أو المحتمل أن تدخل في دائرة الأعداء، وحيث لا يتنبأ أحد بتطور الأمور والى أين ستصل في المستقبل في المنطقة، وبالتالي تشعر “اسرائيل” بأنها يجب أن تكون مستعدة لكل الاحتمالات ولا تدع الفرصة تفوتها، لذلك تكثر الدفع بجواسيس عن الجميع، وأبرزهم الدول العربية وخاصة مصر أكبر دول الجوار بالنسبة لها، وربما يكون من الناحية الظاهرة الأمر مقبولا في التجسس على سوريا لعدم توقيع اتفاقية سلام ورغم أن هذا موجود بالفعل الا أن الأمر أيضا غير مقبول ظاهريا لمصر التي وقعت معها اتفاق سلام، ولكنه أمر حيوي بالنسبة ل “اسرائيل”، فهي لا تأمن لأحد، واليوم هي في سلام مع مصر لكن لا تعرف ماذا سيكون في الغد. بالاضافة الى أن أحلام “اسرائيل” مازالت مستمرة وتطلعاتها تحكم سلوكياتها وتصرفاتها، فالسلام الموقع هو مظهر خارجي. أما السياسة الخفية ل “اسرائيل” التي لا تعلنها فهي أن مصر العدو الأخطر والرئيسي لها. أضاف الدكتور نبيل فاروق أن حرب المعلومات عملية متواصلة لا تتوقف مدى الحياة، وأسلوب تجنيد العملاء لم يختلف كثيرا عن الماضي، والهدف أيضاً الذي قد يكون معرفة التأثيرات والظروف السياسية والاقتصادية والعسكرية للدولة التي تراها الدولة المتجسسة عدوا لها. يؤكد الدكتور نبيل فاروق أن ايقاع الجاسوسية غير مرتبط بوقت معين وهو مستمر في السلم والحرب على نفس الوتيرة، ولكن الفكرة الأساسية هي كيفية الايقاع بعناصر صالحة للتجسس بعد توريطها وأن سبب شعورنا بكثرة العمليات “الاسرائيلية” التجسسية هو اعتبارها خصما وعدوا، فربما تكون أمريكا تتجسس بشكل أكبر أو غيرها، ف “اسرائيل” دولة صغيرة تشعر دائما بوضعها الحرج في منطقة عربية لذلك تعاني من هلع المعلومات، ودائما متوترة خائفة. نظرية الأمن التي تحكمها تسيطر على كل شيء، فهي تعتبر نفسها وحيدة في العالم من دون أصدقاء الكل عندها سواء.. أعداء بطبيعة الحال لابد أن تتخذ من الحيطة والحذر ما يحفظ وجود “اسرائيل”، وهذا يتأتى من خلال جواسيس “اسرائيل” وعلى الأخص على الدول العربية ومصر، وأرى أن نشاط “اسرائيل” التجسسي لن يتوقف عند العطار أو صابر أو غيرهما بل ستشهد الساحة المزيد والمزيد لأنها تخشى على نفسها من تطور وتنامي القدرات المصرية والعربية.
التجسس الاقتصادي
ويرى اللواء دكتور نبيل فؤاد الخبير الأمني والاستراتيجي أن التجسس معروف منذ الأزل الهدف منه محاولة جمع عن أعداء الدولة في المستقبل وعن أصدقائها أيضا، حيث يمكنها أن ترسم الصورة الواضحة لكيفية التعامل مع الأعداء والأصدقاء، ف “اسرائيل” مثلا تتجسس على أعز حلفائها وأصدقائها أمريكا للحصول على تكنولوجيا أو وثائق معينة.أضاف اللواء نبيل فؤاد، أن أجهزة المخابرات عملها ينقسم الى قسمين، الأول هو التجسس، والثاني هو مقاومة التجسس، و”اسرائيل” تتجسس على مصر منذ الخمسينات ولن يتوقف هذا التجسس، وهناك قضايا تجسس متبادلة ومعروفة لأن كلا من الطرفين يريد معرفة كيف يفكر الآخر وماذا يريد، وهذه الأمور لا توقفها اتفاقيات سلام أو غيرها، وهناك عمليات وقضايا أعلنت وأخرى لم تعلن. وربما كان من الضروري اعلان القضايا الأخيرة لأن أبطالها من الشباب خاصة أن شبابنا في حالة تشتت يجب التوقف عندها نتيجة بعض القضايا مثل البطالة والحالة الاقتصادية حتى ينتبه شبابنا ويحذر من محاولات التورط. ويشير الى أن عمليات التجسس ليست قاصرة على المعلومات العسكرية، فالصراع شامل يتضمن كل المجالات، فهو صراع بين قوى دولتين حول قدراتهما الاقتصادية والثقافية والعلمية، وكل هذه الأشياء في حاجة الى معلومات وأن الجانب العسكري لم يعد الشغل الشاغل لأجهزة المخابرات، فهذا الجانب يشهد شفافية وان لم تكن بنسبة 100% فعمليات وصفقات السلاح تسجل في سجلات الأمم المتحدة ومواصفات الأسلحة موجودة ومنشورة ومتاحة للجميع، لكن الأخطر في عمليات التجسس هو الجانب الاقتصادي والأكثر خطورة الجانب العلمي أو الرضا والسخط الشعبي أو الحالة الاجتماعية وتماسك الجبهة الداخلية من عدمها. يؤكد اللواء فؤاد أن قضايا وعمليات التجسس لا تعد انتهاكا للعلاقات الدولية بين الطرفين، ولكن الدولة المتجسس عليها قد ترفع مذكرة الى الدولة المتجسسة لطلب توضيحات وأن اتفاقية السلام تفرض الالتزام الظاهري وأن الدولة المتجسسة يجب ألا تفعل ذلك ولا يمكن أن تتسبب قضايا التجسس في معظم الأحوال في قطع العلاقات، فهناك نماذج دولية مثل الصراع المخابراتي بين أمريكا والاتحاد السوفييتي كان يوميا يسقط عملاء من الجانبين لم تقطع العلاقات بين الدولتين. فحرب الجاسوسية هي نوع من الصراع على جمع المعلومات بطرق مشروعة أو غير مشروعة وقد تعكر صفو العلاقات بين الدول لكنها ليست بالعمل الكبير الذي يتسبب في قطع العلاقات.أضاف، أن “اسرائيل” تشعر بأنها أقلية وسط بحر عربي، هذه حقيقة فهي دائما في حالة عدم استقرار ولم تصل الى سلام كامل حتى الآن وان كانت هي المسؤولة عن ذلك، وهناك احتمالات تهديد بالنسبة لها، فتلجأ الى التجسس للحصول على معلومات حتى تكون مستعدة للمواجهة لكن المهم على أي شيء تتجسس وعلى من؟ فكل دولة لها توجهات ورؤية معينة لأعداء محتملين.
دولة تعيش على الشك
اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمني المعروف يؤكد أنه ليس هناك ما تخفيه مصر في مجال الطاقة النووية، فقد أطلقت النداء الأول لاخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، وأن دولها يجب أن تخضع جميعا للتفتيش، ومصر أعلنت استخدامها السلمي للطاقة النووية وطلبت خبرة بعض الدول بشكل معلن، ولكن “اسرائيل” بصفة خاصة وأي دولة بصفة عامة تعيش على المعلومات التي تجلبها أجهزة المخابرات لديها سواء في السلم أو الحرب، وفي حالة السلم لا تتوقف أيضا وربما تزيد الفرصة أكثر لنشاط تجسسي ومخابراتي، لكن السؤال هل يعطيها ذلك الحق في التجسس على مصر؟ بصرف النظر عن وجود معاهدة السلام الا أن “اسرائيل” لم تبد حسن النوايا فهي غير موجودة رغم وجود سياسة مصرية عربية معلنة بشأن حالة السلام مع “اسرائيل” والاتجاه السياسي المصري العربي هو التقارب من الدولة العبرية، وكان على “اسرائيل” أن تبدأ أيضا تفهما وتقاربا متبادلا لكنه ليس من طباعها فهي دولة تعيش على الشك وعدم حسن النوايا أو الثقة في الآخر.أضاف اللواء سيف اليزل أن تكرار الحوادث التجسسية لا يعكس خيانة أو فشل الموساد، ولكنه أيضا يعني شطارة وكفاءة جهاز المخابرات المصري لما يضم من عناصر نادرة الوجود وكفاءات غير تقليدية الذي يملك كفاءة أعلى وخبرة من جهاز الموساد “الاسرائيلي”.وأشار الى أن اعلان المخابرات المصرية عن قضايا تجسس “اسرائيل” على مصر يحمل رسائل شديدة اللهجة، فكان من الممكن عدم اعلانها، لكن اعلانها يعكس عدم رضا مصر عن هذه المواقف وهذا واضح تماما.يؤكد اللواء سامح ضرورة التأكيد على زيادة الحس الأمني لدى الشعب المصري خاصة المصريين في الخارج، ولا يجب أن يتركوا أنفسهم لتيارات، وكذلك أن يكونوا على درجة كبيرة من الحذر والحيطة من التقارب الغريب لدى بعض العناصر، وعليه فور حدوث ذلك ابلاغ السفارات المصرية أو جهاز المخابرات وعنوانه معلوم للجميع، وأن قلة الوعي تسهل مأمورية جهاز الموساد.
وأشار الى أن “اسرائيل” لا تعتبر نفسها في حالة سلم مع أحد. وتسعى وتستعد لأي حالة أخرى غير السلم، لا نريد أن نطلق عليها حربا ولكنها تضع في رأسها كل الاعتبارات والاحتمالات، فصديق اليوم هو عدو الغد وتاريخهم يؤكد أنه لا أمن ولا أمان لأحد أيا كان وبالذات مصر فهم لا يأمنون لها ويعتبرونها عدوا أول لذلك كانت قضايا التخابر والتجسس على مصر.

انتهت

الخليج الإماراتي

 
الكشف عن شفرة التجسس لتل أبيب
: وزير مصري سابق :قطريون حاولوا شراء أراض بسيناء لحساب إسرائيليين

الإثنين 23 إبريل-نيسان 2007 / أخبار اليمن:



كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا المصرية، أمس الاحد، أن المتهم في قضية التجسس لصالح إسرائيل الذي يعمل مهندسا في هيئة الطاقة الذرية محمد سيد صابر، أفصح خلال التحقيقات عن الشفرة التي كان يستخدمها، وقال إنه اتخذ اسما حركيا "ميمي" وأطلق علي مصر اسم "انجلترا".
وأضاف رئيس النيابة طاهر الخولي، بإشراف المحامي العام الأول لنيابات أمن الدولة المستشار هشام بدوي، أن المتهمين رمزوا وشفروا أسماء بعض البلاد، حيث اتفقوا علي تسمية مصر في المراسلات "بإنجلترا" و"السعودية" بالأوغاد، وهيئة الطاقة الذرية "IBM" وتسمية مفاعل إنشاص "بميكروسوفت"، وأنه تم الاتفاق علي تسمية مقاطعة هونج كونج بكلمة "STORY"، وذلك نسبة إلي أول فتاة أقام معها علاقة في تلك المقاطعة.
وأوضح المتهم أن رسائله إذا كانت تحوي عبارة "STORY" فإنها تعني الحضور لهونج كونج، كما كشفت التحقيقات أن المتهم أبلغ كتابيا السفارة المصرية يوم 8 فبراير 2007، بالواقعة من باب الحيطة، وقال: إنه شاهد في القنوات الفضائية يوم 8 فبراير، وسمع خبرا بالقبض علي محمد عصام العطار، المتهم بالتجسس لصالح إسرائيل، فقرر الإبلاغ، وتوجه للسفارة حيث طلب منه المسئولون كتابة بلاغ بخط يده.
من ناحية ثانية أكد وزير السياحة المصري السابق ممدوح البلتاجي أنه رفض اثناء توليه الوزارة طلبات من مستثمرين قطريين لشراء مساحات من الأراضي في سيناء بعد أن وصل لعلمه أنها تتم لحساب اسرائيليين.
وأضاف البلتاجي في حوار مع قناة "العربية" الاخبارية :" أصدر الرئيس حسني مبارك بعدها قرارا بعدم بيع أراضي سيناء لغير المصريين، وهذا هو فكره الذي نستمده منه، وليس لأنه تأثر بقراري ،الحقيقة أن هذا هو فكره الوطني الحميد، لأنه رجل قاد معارك وطنية كبيرة، وبالتالي يدرك جيدا قيمة سيناء وأهميتها من الناحية الاستراتيجية بالنسبة لمصر".
ومضى قائلا :"الرئيس مبارك يقف "اتوماتيكيا" ضد أن تباع الأرض المصرية وخاصة إذا كانت لاسرائيليين. هذا لا ينفع، فهل نفرط في التراب الوطني وحرب 1973 وكل الحروب في الفترات السابقة، من أجل أن بعض المستثمرين يريدون شراء قطعة أراض، مع كل احترامنا للمستثمرين أين كانوا؟".
واضاف : "كيف أسكت على أن الاسرائيليين يرغبون في شراء أرض مصرية، ولا يمكن بعدها اخراجهم منها.. لهذا السبب اتخذت القرار، وعلى مسؤوليتي الخاصة والله".
وكانت جريدة "المصري اليوم " كانت قد أعلنت أن الشاعر فاروق جويدة كشف خلال تجمع ثقافي للاحتفاء بالدكتور ممدوح البلتاجي أن مستثمرين قطريين تقدموا بطلب لشراء مساحات واسعة من الأراضي في سيناء، غير أنه اتضح وجود علاقة بينهم وبين إسرائيليين وأن الشراء يتم لحساب الآخرين، مما جعل البلتاجي يرفض العرض القطري.
وكالات



 
المتهم بالتجسس النووي يجدد إعلانه «حب إسرائيل» أمام المحكمة.. ومحاميه يركز علي أنه المبلّغ عن الوقائع

كتب عماد السيد ١٦/٥/٢٠٠٧قررت محكمة أمن الدولة العليا طوارئ أمس تأجيل قضية «التجسس النووي» إلي ٩ يونيو المقبل لسماع شهادة الدكتور أحمد بهاء الدين مسؤول الأمن بالسفارة المصرية بالسعودية والدكتور علي إسلام رئيس هيئة الطاقة الذرية.
وشهدت أولي جلسات محاكمة محمد سيد صابر المهندس بهيئة الطاقة الذرية المتهم بالتجسس علي البرنامج النووي المصري لحساب إسرائيل، مفاجآت مثيرة، حيث قدم المتهم اعترافات تفصيلية أمام هيئة المحكمة، عقب قيام طاهر الخولي رئيس نيابة أمن الدولة العليا بتلاوة أمر الإحالة تفصيلياً بكل ما جاء في تحقيقات النيابة.
بدأت الجلسة في التاسعة صباحاً، حيث أحضر الحرس المتهم وأودعوه قفص الاتهام تحت إشراف اللواء عادل الديري مدير الترحيلات، والعقيد وائل مرسال رئيس مباحث الترحيلات.
وابتسم المتهم لوكالات الأنباء، ولوح بيده للإعلاميين، وقال إنه «واثق من براءته»، وحضر الجلسة زوجته ووالدته وشقيقه.
وأجهشت والدته بالبكاء قائلة له: «أنت شهيد الوطن.. أنت بريء» وقال المتهم لـ«المصري اليوم» إنه توجه إلي السفارة الإسرائيلية عقب قراءته إعلاناً بوجود منحة لجامعة تل أبيب، وأنه حاول السفر إلي كندا، لكنه فشل، بينما رفضت زوجته التحدث، وتشاجرت والدته مع مندوبي وسائل الإعلام، بينما كان المتهم يطمئن أسرته ببراءته.
بدأت الجلسة في العاشرة صباحاً بتلاوة طاهر الخولي رئيس النيابة أمر الإحالة بأن المتهم المصري وكلاً من الأيرلندي براين بيتر وشيرو أيزو في الفترة من فبراير ٢٠٠٦ وحتي ١٨ فبراير ٢٠٠٧ خارج جمهورية مصر وداخليها، تخابروا لصالح دولة أجنبية بقصد الإضرار بالمصالح العليا للبلاد، بأن اتفق المتهمان الثاني والثالث مع المتهم المصري علي تزويده ببرنامج مشفر خبيث لاختراق أجهزة الحاسب الآلي بهيئة الطاقة الذرية بحيث يتمكنا من الاطلاع ومتابعة نشاط الهيئة، وكذلك تسليمهما، تقريرين سريين عن الأمان النووي بمفاعل أنشاص النووي،
ومصنع الوقود النووي، وذلك مقابل ١٧ ألف دولار أمريكي وجهاز حاسب محمول، وكان ذلك عن طريق اختلاس أصول التقريرين من هيئة الطاقة الذرية. وأنه بحكم عمله اطلع علي معلومات تتعلق بالسياسات العليا للدولة بما من شأنه الإضرار بالمصالح العليا للبلاد، وكانت كل هذه الوقائع بالاتفاق مع عميلي الموساد اللذين تحملا تكاليف إقامته في هونج كونج، كما أمده المتهم المصري ببريد إلكتروني سري، وشفرة للتواصل بينهما.
وأمرت المحكمة بإخراج المتهم من قفص الاتهام لسؤاله في الاتهامات المنسوبة إليه، وتولت مواجهته بجميع الوقائع، فطلب المتهم سماع شهادة خبراء الأمان النووي بهيئة الطاقة الذرية لإثبات أن المعلومات التي أمد بها عميلي الموساد ليست سرية، وقديمة.
وجاء في أقواله أمام المحكمة، أنه لم يعرف أنه تم وضعه علي جهاز كشف الكذب أثناء استجوابه من قبل ضابطي الموساد، كما أن الأوراق التي تتدعي النيابة العامة أنها سرية هي غير سرية.
وأضاف أنه توجه للسفارة المصرية بالسعودية للإبلاغ عن شكوكه عن أن المتهمين الثاني والثالث هما من عملاء الموساد.
وأوضح للمحكمة أن المعلومات التي قدمها لعميلي الموساد تصب في المصلحة العامة، وتؤكد صدق نوايا مصر، وصدق الرئيس مبارك في تصريحاته الداعية لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.
وقال المتهم للمستشار محمد رضا شوكت رئيس محكمة أمن الدولة العيا طوارئ إنه زار هونج كونج ٦ مرات، قابل خلالها عميلي الموساد، حيث كان اللقاء الأول للتعارف مع المتهم الثاني، وخلال الزيارة الثانية أبلغني المتهم الثاني بأنني سأعمل في مصر كمدير فرع لشركة «كاماكورا»، وقررت ألا أذهب إلي هونج كونج مرة أخري،.
ولكن في الزيارة الثالثة أقنعني المتهم الثاني بأن الوظيفة التي أنا مرشح لها للعمل بشركة «كاما كورة» هي فرصة لن تتكرر، وفي الزيارة الرابعة أمدني المتهم شيرو أيزو بعلبة حفظ أسطوانات «CD» بها مكان سري لحفظ الأسطوانات، وطلب مني استعمالها مؤقتاً، لحين تسليمي جهاز تشفير يكون وسيلة للاتصالات التي تتم بيننا ولحظتها تأكدت أن المتهمين يعملان لصالح استخبارات أجنبية.
وأضاف: عدت إلي مصر، وخشيت من إبلاغ المخابرات المصرية، حتي لا يتم منعي من السفر للسعودية، وأن أستمر في مجاراة عميلي الموساد، حتي اتسلم منهما جهاز التشفير.
وفي اللقاء الخامس، سلمت المتهم براين بيتر تقريراً خاصاً بالأمان النووي، فأبلغني أنه قديم، وبه معلومات أكاديمية، وأبلغني أن جهاز التشفير لم يتم تجهيزه بعد، وطلب مني جمع معلومات عن امتلاك مصر لأجهزة تخصيب اليورانيوم.. من عدمه، وهل تتم الاستعانة بخبراء من الجيش، وهل تقوم مصر بإجراء اتصالات سرية مع دول متقدمة نووياً أم لا، فطلبت منه تعويضاً عن تركي عملي بالسعودية.
وواصل: بعد الزيارة الخامسة، قمت بإبلاغ سفارة مصر بالرياض، حيث قابلت الدكتور أحمد بهاء الدين، وأبلغته تفاصيل ما حدث، فطلب مني تحرير بلاغ بخط يدي، واستفسرت منه علي إمكانية الاستمرار في العمل مع عميلي الموساد، فأبلغني في اليوم التالي بالاستمرار في مجاراة عميلي الموساد حتي أحصل علي جهاز التشفير، إلا أنني لم أحصل عليه.
وسألت المحكمة المتهم عن مؤهلاته، فقال إنه تخرج في قسم الهندسة النووية كلية الهندسة بالإسكندرية، وماجستير في مجال أمن المعلومات علي الحاسب الالي، ودراسات عليا في مجال المفاعلات النووية. وقال إنه من مواليد محافظة المنيا، والتحق بقسم العمارة بكلية الهندسة بالمنيا، لكنه انتقل إلي الدراسة بجامعة الإسكندرية،
وأنه تولي التدريس بالمعهد التكنولوجي العالمي عام ١٩٩٥، ثم عمل بهيئة الطاقة الذرية عام ١٩٩٧، ثم انتقل إلي مركز الأمان النووي بمدينة نصر عام ١٩٩٨، وكان يتقاضي راتباً ٧٠٠ جنيه، في حين كان راتبه ألف جنيه من القطاع الخاص قبل عمله بالهيئة، وأن دراسته كانت عن تخصص تصميم المفاعلات النووية، وهو تخصص نادر، إلا أنه تم تعيينه ضابط وقاية إشعاعية، وكان مختصاً بمراقبة المستوي الإشعاعي، وأي حدوث تسرب إشعاعي.
وأضاف أنه شعر بالاضطهاد لتعيينه في وظيفة لا تتناسب مع مؤهلاته النووية، فتقدم بشكاوي لرئيس الجمهورية وللرقابة الإدارية، وأضاف أنه كان يريد العمل في مجال المحاكاة باستخدام الحاسب الآلي لتدريب المهندسين الجدد علي العمل في المفاعلات النووية، وأنه تقدم بدراسات وأبحاث لرئيس هيئة الطاقة الذرية، ولكن لم يهتم بها، وبعدها شعر بالظلم، وتوجه للسفارة الإسرائيلية للفت نظر المسؤولين للظلم.
وقال إنه لا يخفي إعجابه بإسرائيل التي استطاعت خلال ٥٠ عاماً أن تكون دولة متقدمة مثل اليابان وأمريكا، بينما الدول التي لها حضارة ٧ آلاف سنة مازالت تتراجع للخلف، وأن الجامعات الإسرائيلية حققت مراكز متقدمة بين جامعات العالم، وأننا لن نظل أعداء للأبد.
وأضاف أنه بعد تردده علي السفارة الإسرائيلية استدعاه الأمن القومي، ونبه عليه بعدم التردد عليها، ورغم ذلك فإن إسرائيل ستقدر كفاءتي بغض النظر عن توجهي السياسي، حيث تمتلك قاعدة تكنولوجية قوية وجامعات مصنفة عالمياً، علي عكس المنطقة العربية، وتساءل: لماذا لا نستفيد منهم، والقرآن الكريم حسم الأمر بأن اليهود سيعلون في الأرض،
وأن السيد المسيح سيحسم الخلاف بين الأديان، وأن الرسول حث علي طلب العلم ولو في الصين، رغم أنها لم تكن تعرف الإسلام، وأرسلت جامعة تل أبيب إلي عن طريق إيطاليا كتالوجاً خاصاً بها، لكن لم أراسلها خوفاً من الأجهزة الأمنية.
وقال إنه معجب بإسرائيل وليس مفتوناً بها، وأنه لو وافقت السفارة علي إعطائه المنحة، فإنه كان سيندمج في المجتمع الإسرائيلي، ويحصل علي الجنسية الإسرائيلية.
وأوضح أنه لم يكن يبحث عن المال، ولكن عن العلم، ولا يهمه أي منصب، ولكن كان يريد تحقيق أحلامه العلمية.
واستطرد أنه أثناء عمله بالسعودية جاءه اتصال هاتفي من المتهم الثاني براين بيتر يبلغه أنه مندوب شركة «كاماكورة» اليابانية، ويريد مقابلته لإيجاد فرصة عمل له بالشركة، وهي متعددة الجنسيات، وطلب منه مقابلته في اليابان، فتقابلا في هونج كونج لتعذر السفر لليابان، وفي اللقاء الثاني أخبره المتهم أن هناك فرصة جيدة للعمل كمبرمج، وأنه سيقابل شخصية مهمة ستكون صاحبة القرار في تعيينه بالشركة، ويرغبون في الاستفادة من خبراته، وعندما قابل هذه الشخصية المهمة عرض عليه العمل في مصر لصالح الشركة، ومعرفة معلومات عن تخصيب اليورانيوم، وأن طبيعة العمل يجب أن تكون سرية، وخشي من الإضرار بالبلاد، فسلم عميلي الموساد تقريراً قديماً.
وأضاف أن الشركة الوهمية تكفلت بكل تكاليف السفر والإقامة، وأن راتبه في الشركة كان حسب الاتفاق ٣ آلاف دولار.
وقال: إن عميلي الموساد أرسلا إليه فتاة تدعي «استوري» لعمل مساج له، وأنه تناول النبيذ مع عميلي الموساد علي سبيل المجاملة. وفي الزيارة الرابعة لهونج كونج تأكدت أنهما من عملاء الموساد، عندما طلبا معلومات عن البرنامج النووي المصري، وفهمت من ذلك أنهما من عملاء الموساد، لأن إسرائيل هي أكثر دولة تريد جمع معلومات عن مصر، وكذلك جمع معلومات عن قدرة السد العالي علي تحمل ضربة نووية.
وأنه عندما أبلغ السفارة المصرية في الرياض، طلب منه السفير المصري عدم ذكر قيامه بتسليم التقريرين لعميلي الموساد في البلاغ الذي تقدم به.
وسمح العقيدان ميشيل رشدي وأحمد ماهر رئيس حرس المحكمة والرائد ياسر جعفر والنقيب أحمد شحاتة لأسرته بالدخول قفص الاتهام أثناء رفع الجلسة للاطمئنان علي صحته.
عقدت الجلسة برئاسة المستشار محمد رضا شوكت وعضوية إبراهيم الصياد وشوقي أحمد قايد بأمانة أيمن محمد محمود ومصطفي شوقي.




 

«المصري اليوم» تواصل نشر نص التحقيقات في قضية «التجسس النووي ٢-٣»

١٢/٥/٢٠٠٧قال محمد سيد صابر، المهندس بهيئة الطاقة الذرية خلال التحقيقات معه في نيابة أمن الدولة العليا إنه نجح في تسليم تقريرين سريين عن المفاعل النووي بأنشاص، ومصنع الوقود النووي، وادعي أنه حصل عليهما بطريقة شرعية خلال عمله بالهيئة.
رفض المتهم أكثر من مرة الكشف عن اسم الموظف الذي سلمهما له، وادعي أكثر من مرة أنه «مش فاكر»، بينما أبدي الدكتور علي إسلام، رئيس هيئة الطاقة الذرية في التحقيقات استغرابه الشديد من كيفية استيلاء المتهم علي تقارير سرية جداً وتتسم بـ«الخطورة» وتتعلق بالسياسة العليا للدولة في المجال النووي.
وقال رئيس الهيئة في التحقيقات إن هذه الوثائق خطيرة، ولا يجوز الاطلاع عليها، حتي من العاملين بالهيئة، ناهيك عن استلامها وتهريبها خارج الهيئة، ولا تزال طريقة خروج المستندات من الهيئة لغزاً لم يكشف عنه المتهم، ولم تستطع التحقيقات التي أجراها طاهر الخولي رئيس النيابة إزالة غموضه.
س: سؤال من النيابة: سبق أن ذكرت في بداية التحقيقات أن عميل الموساد المدعو «براين بيتر» كلفك بجمع معلومات عما إذا كانت مصر تقوم بتخصيب اليورانيوم من عدمه، فهل قمت بجمع معلومات عن هذا الإجراء؟
ج: فعلاً، عميل الموساد طلب مني الذهاب إلي مصنع الوقود النووي بأنشاص، كي أتأكد من قيام مصر بتخصيب اليورانيوم من عدمه، لكن أنا لما رجعت مصر في أغسطس ٢٠٠٦ لم أذهب إلي أنشاص، ولكن كان معايا تقرير قديم تسلمته عام ١٩٩٧ عندما التحقت بالمفاعل النووي، ومختوم بختم هيئة الطاقة الذرية، وكلمة «سري» وموجود عندي في البيت أصل التقرير نفسه، ومكون من ٤٠ ورقة، فأنا أخذت ٢٣ ورقة من التقرير،
وقلت أعطيها للمدعو بيتر براين، ولكن أنا خفت من افتضاح أمري في المطار، لو اتفتشت وسلطات المطار شافت كلمة «سري»، فقمت بالقلم «الكوريكتور» بإخفاء الكلمة وخاتم هيئة الطاقة الذرية، وقمت بتصوير الورق ضوئياً، وبالشكل ده ماحدش يقدر يعرف إن أصل الورق كان مكتوب عليه كلمة «سري».
س: وكيف حصلت علي هذا التقرير من هيئة الطاقة الذرية؟
ج: أنا عملت في المفاعل النووي في أنشاص من أغسطس عام ١٩٩٧ حتي منتصف ١٩٩٩، واستلمت هذا الورق بصفتي موظفاً تحت التدريب، وكان الهدف من تسليمي الورق هو علي سبيل الدراسة لأنني عملت كضابط وقاية إشعاعية.
س: ومن الذي سلمك هذا التقرير؟
ج: مش فاكر، الكلام ده قديم قوي.
س: وهل وقعت بالاستلام عليه؟
ج: لا.
س: وهل هذا التقرير استلمته علي سبيل العهدة؟
ج: محدش قال لي إنه عهدة، ويجب أن أسلمه مرة ثانية عند حصولي علي إجازة بدون مرتب.
س: أليس من غير المعقول أن تتذكر كل ظروف وملابسات استلامك هذا التقرير السري، وتنسي فقط اسم الشخص الذي سلمه إليك؟
ج: فعلاً أنا مش فاكر.
س: ما هي المعلومات الواردة في هذا التقرير؟
ج: الورق ده مكتوب باللغة الإنجليزية، ويحتوي علي ملخص عملية تصنيع الوقود النووي في مصنع الوقود النووي بأنشاص، ابتداء من وصول أسطوانات غاز ثالث فلوريد اليورانيوم من الأرجنتين حتي تحويله إلي صورة معدة للتصنيع كوقود نووي، وهذه الأوراق ملخص عام عن مراحل تصنيع الوقود النووي داخل المفاعل النووي بأنشاص.
س: ألا تري أن تسليم هذا التقرير لجهة عدائية أو أجنبية من شأنه الإضرار بالأمن القومي للبلاد؟
ج: لا، لأن إسرائيل أكيد عارفة الكلام ده، وبعدين مصر وموقفها الرسمي المعلن بيقول إنها بترفض امتلاك الأسلحة النووية، والورق ده بيقول إن مصر لا تقوم بتخصيب اليورانيوم، ومعني كده إنها ليس لديها الرغبة في امتلاك السلاح النووي.
س: إذا كانت إسرائيل تعرف هذه المعلومات قبل تسليمك هذا التقرير إلي عميل الموساد، فلماذا ألح عليك عميل الموساد المدعو «بيتر» في الحصول علي هذه المعلومات؟
ج: لأن إسرائيل متشككة في نوايا مصر، وبيتر براين قال لي إن عندهم «أي الموساد» معلومات عن قيام مصر بتخصيب اليورانيوم وطلب مني أتأكد.
س: وما هي ظروف تسليمك هذا التقرير لعميل الموساد؟
ج: في زيارتي الخامسة لهونج كونج في ديسمبر ٢٠٠٦ قابلت عميل الموساد، وسلمته التقرير خلال استقباله لي في أحد الفنادق، وقلت له: هذا التقرير به الرد الذي طلبته عن قيام مصر بتخصيب اليورانيوم من عدمه، وطلبت منه ١٠ آلاف دولار ثمن هذا التقرير، فأخذه مني ووضعه في شنطته، ثم قال لي: لما الخبراء يفحصوا ويعرفوا مدي أهميته هنعطيلك حقك.
س: وهل سلمت عميل الموساد معلومات أو تقارير أخري؟
ج: نعم، سلمته الفصل الخامس من تقرير عن الأمان النووي، حصلت عليه خلال عملي بالهيئة عام ٢٠٠٤، وكنت حصلت علي هذا التقرير في صورة أسطوانة CD وهو مكون من ٨٠ صفحة، طبعت منها في منزلي ١٢ صفحة وسلمتها للمدعو بيتر براين خلال زيارتي السادسة لهونج كونج، وهذا التقرير غير سري، لأنه تقرير مشترك بين المفاعل وبين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبين الشركة المنشئة للمفاعل.
س: وهل تتسم هذه المستندات التي سلمتها لعميل الموساد بالسرية؟
ج: لا، لأنها متاحة للاطلاع في غرفة حفظ الوثائق بالهيئة، ويجوز تصويرها ونسخها.
س: وهل يجوز لأي شخص خارج الهيئة الاطلاع عليها؟
ج: لأ طبعاً.
س: وهل يجوز نشرها علي الإنترنت في الصحف؟
ج: لأ طبعاً.
س: وهل يجوز تداولها بين أناس غير عاملين بالهيئة؟
ج: لأ طبعاً.
س: إذن هذه المعلومات تتسم بالسرية؟
ج: أيوه، هي سرية.
س: فمن الذي سلمها لك؟
ج: مش فاكر.
س: ومادامت سرية، لماذا سلمتها إذن لعميل الموساد؟
ج: أنا كنت بأجاريهم وآخد منهم فلوس وأجهزة وأضحك عليهم.

 
التحقيقات مع المتهم بـ«التجسس النووي» تواصل كشف المفاجآت: (٣ـ٣) إسرائيل تتجسس علي المنشآت النووية المصرية بالأقمار الصناعية

كتب صابر مشهور ١٣/٥/٢٠٠٧كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا مفاجآت جديدة في قضية التجسس النووي، المتهم فيها مهندس مصري بهيئة الطاقة الذرية «محبوس» وعميلان للموساد الإسرائيلي «هاربان»، تبين أن المتهم براين بيتر أبلغ المتهم المصري بأن إسرائيل التقطت صورا لمنشآت نووية مصرية بواسطة القمر الصناعي، منها مفاعل أنشاص وهيئة المواد النووية، ومقار هيئة الطاقة الذرية.

وقال المتهم المصري في التحقيقات التي أجراها طاهر الخولي رئيس النيابة بإشراف المستشار هشام بدوي: إن عميل الموساد كلفه خلال اللقاء السادس بينهما في مدينة هونج كونج بالصين في ديسمبر ٢٠٠٦ ببحث الآثار الإشعاعية التي قد تصيب إسرائيل في حالة تدمير مفاعل أنشاص بصاروخ نووي أو قصف جوي، وكلفه بجمع معلومات عن الأجهزة التي تم توريدها إلي هيئة المواد النووية خلال السنوات الأربع الماضية، وكل العاملين الذين التحقوا بالهيئة خلال هذه السنوات، فاستنتج من ذلك أن الموساد الإسرائيلي ليست لديه معلومات عن قدرة مصر علي تخصيب اليورانيوم وإنتاج الأسلحة النووية منذ أربع سنوات.

وكشف المتهم في التحقيقات، العالم السري للموساد في مدينة هونج كونج، ولفت إلي أنه يشتبه في سيطرة الموساد علي «مبني غريب» يطلق عليه فندق «ماي فير».

وروي قصة تجنيده والإجراءات الأمنية التي كان عميل الموساد يتخذها، منها التنقل بين ٣ و٤ فنادق خلال اللقاء الواحد، واستعمال أكثر من ١٠ فنادق خلال الزيارة الواحدة التي تستغرق ٣ أو ٤ أيام فقط.

كانت هيئة الأمن القومي قد ألقت القبض علي المتهم المصري لدي وصوله البلاد قادما من هونج كونج في ١٨ فبراير الماضي، وتبدأ محاكمته بعد غد الثلاثاء، أمام محكمة أمن الدولة طوارئ، وبدأت وقائع القضية يوم الأحد ١٨ فبراير الماضي، حيث فتح طاهر الخولي، رئيس نيابة أمن الدولة، محضرا أثبت فيه تسلمه مذكرة هيئة الأمن القومي رقم ٥٥٦٥ المؤرخة ١٥ فبراير ٢٠٠٧، وبالاطلاع عليها تبين ورود كتاب مساعد وزير الخارجية لقطاع الأمن رقم ٣٣٩٢ بتاريخ ١٢ فبراير ٢٠٠٧ مرفق به ما ورد من السفارة المصرية بشأن بلاغ المواطن محمد سيد صابر «٣٥ سنة» مهندس بهيئة الطاقة الذرية، ويعمل بالسعودية في وظيفة مدرس بكلية المعلمين بالرياض وبه الآتي:

حضر صابر إلي مقر السفارة بناءً علي طلبه في يومي ٨ و١٠ فبراير ٢٠٠٧ وهو من مواليد ١٥ أبريل ١٩٧٤ وعنوانه ١٦ شارع التيسير فيصل بالجيزة ويحمل جواز سفر ٣٥٩٢٥٥، حيث التقي أحد دبلوماسيي السفارة، وذكر له أنه حصل علي بكالوريوس الهندسة النووية من جامعة الإسكندرية، ودبلوم مفاعلات نووية، وبعد تعيينه في هيئة الطاقة الذرية حصل علي إجازة بدون مرتب عام ٢٠٠٤، فاتصلت به شركة يابانية تدعي «كاماكورا» موقعها علي
الإنترنت kamakuraventures.com، وأوضح له مسؤول الشركة وجود فرصة تناسبه، وحصل علي هاتفه المحمول من موقع bqgt.com الموجود به سيرته الذاتية، وأرسلت له الشركة بريدا إلكترونيا في شهر أكتوبر ٢٠٠٥، بأنها ترغب في إجراء مقابلة شخصية معه في اليابان، بعد ذلك طلبوا منه السفر إلي اليابان لعمل مقابلة شخصية، وأرسلت له الشركة تذاكر السفر علي الإنترنت، وتعهدت بتحمل تكاليف الإقامة، ونظرا لتعذر حصوله علي تأشيرة دولة اليابان، فقد جرت المقابلات في هونج كونج، حيث زار المدينة خمس مرات بداية من فبراير ٢٠٠٦ حتي ديسمبر ٢٠٠٧.

كان يتقاضي في كل زيارة مصروف جيب يتراوح بين ألف وألفي دولار، وفتحت له الشركة حسابا في بنك HsBc فرع هونج كونج، لتسلم مكافآته وراتبه الشهري الذي يبلغ ٣ آلاف دولار، وتعرف خلال الزيارة علي شخصين: الأول يدعي براين بيتر ذو ملامح أوروبية، عرفه بنفسه علي أنه أيرلندي الجنسية، كما قابله شخص آخر يدعي شيرو أيزو ذو ملامح يابانية، وطلبا منه إقامة علاقات تجارية مع الحكومة المصرية عن طريقه، وأن يمدهما بمعلومات عن البرنامج النووي المصري.

أضاف المهندس المصري أن العميلين أبلغاه بأن للشركة العديد من الأصدقاء داخل هيئة الطاقة الذرية في مصر، وترغب في فتح فرع لها في مصر، يكون هو مديره، يعمل في مجال التقنيات النووية، فساورته الشكوك في نوايا الشركة اليابانية، بأنها ستار للاستخبارات الإسرائيلية.

وقدم بعض المستندات عبارة عن كارتين شخصيين للمسؤولين بالشركة اللذين اتصلا به، وكتالوج جامعة thechinese university of hong kong.
وفي اليوم نفسه ١٨ فبراير ٢٠٠٧ في تمام الخامسة مساءً، انتقل رئيس نيابة أمن الدولة برفقة ضباط من هيئة الأمن القومي للقبض علي المهندس المصري حال عودته للبلاد، حيث أرشد أحد رجال هيئة الأمن القومي إلي شخص المتهم وبمواجهته بالتهمة المنسوبة إليه وهي التخابر لصالح دولة إسرائيل.

أنكر ذلك وبتفتيشه عثر معه علي قصاصات ورقية محررة باللغة الإنجليزية ومبلغ مالي قدره ٣١٤ جنيها، وبتفتيش حقيبته الجلدية عثر علي كاميرا تصوير صغيرة وآلة حاسبة صغيرة وكارت شخصي خاص بشركة «كاما كورا» باسم براين بيتر «عميل الموساد» وكارت شخصي خاص بشركة «كاما كورا» باسم «شيرو أيزو»، وغلاف جلد بداخله جهاز هارديسك، ودفتر شيكات صادر من بنك HsBc، وفيزا صادرة عن البنك نفسه، ووثيقة إذن عمل بالهيئات الأجنبية وجهازي محمول ماركة نوكيا N٧٠، ١١١٠١ وساعة يد رقمية وشاحن ومجموعة من الأسلاك، و٩ أسطوانات وملزمة بعنوان «الذكاء الاصطناعي» ودوسيه بلاستيك به أوراق محررة باللغة الإنجليزية وسيرة ذاتية محررة باسم عبدالرازق الأزهور من تونس وخريطة باللغة الإنجليزية وفلاش ميموري وجهاز عبارة عن قلم بمصباح صغير، وتم التحفظ علي المضبوطات.

واقتادت النيابة المتهم إلي شقته، وعثر علي الأجهزة التي يستخدمها في التجسس.
وقال المتهم في التحقيقات: تخرجت بتقدير جيد جدا، وحصلت خلال دراستي علي العديد من دورات الكمبيوتر، ولدي العديد من الأبحاث في مجال الطاقة النووية والكمبيوتر، كان من المفروض تعييني معيدا لكن لسوء علاقتي مع أساتذتي في الجامعة بسبب أبحاثي المتطورة، تم تعيين طالب أقل كفاءة مني ومنذ ذلك اليوم كرهت الجامعة.

وعندما كنت أسير في شارع بالمنيا عام ١٩٩٤، تعرضت لمعاملة سيئة من عسكري شرطة، رغم أنني أخبرته أنني مهندس محترم، فاصطحبني داخل مبني علمت بعد ذلك أنه مبني مباحث أمن الدولة، تعرضت فيه للضرب والإهانة، ووالدي بكي عند عودتي للبيت وكان يريد إقامة قضية ويعرضني علي الطب الشرعي، لكن أقاربي نصحونا بالسكوت حتي لا يلفق لنا الضابط قضية، من يومها وأنا كرهت مصر، وفي عام ١٩٩٧ تم تعييني مهندسا إخصائي تجهيزات هندسية بهيئة الطاقة الذرية بأنشاص، وبسبب أبحاثي وتفوقي، حرمني مدير المفاعل النووي في ذلك الوقت من تعييني علي درجة معيد بالهيئة، وأدي ذلك إلي تأخر تسجيلي درجة الماجستير خمس سنوات،
كما حرمني من العديد من المشروعات، وتقدمت بالعديد من الشكاوي ضد المدير إلي رئاسة الجمهورية والرقابة الإدارية ومجلس الوزراء، فتم نقلي إلي مركز الأمان النووي التابع لهيئة الطاقة الذرية، وخلال ذلك حصلت علي الماجستير في فيزياء المفاعلات النووية عام ١٩٩٨ من كلية العلوم جامعة القاهرة بتقدير جيد جدا، وفي عام ١٩٩٩ حصلت علي إجازة بدون مرتب، بعد أن حصلت علي شهادة الأيزو كمراجع داخلي في شركة صخر.

وفي ذلك الحين عرفت عن طريق الإنترنت أن السفارة الإسرائيلية في القاهرة تقدم للطلاب منحا في الدراسات العليا في العديد من التخصصات، فتوجهت إليها وتقدمت بطلب للحصول علي درجة الدكتوراه في المفاعلات النووية، فلم يصلني أي رد وعندما عدت إلي بيتي فوجئت بمسؤول أمني يستدعيني ويخبرني أن اتفاقية السلام مع إسرائيل ليس بها بند تبادل المنح الدراسية، ووقعت علي إقرار بعدم التردد علي السفارة الإسرائيلية.

وأوضح المتهم خلال التحقيقات أنه قرر السفر خارج مصر، حيث سافر للعمل كمدرس للحاسب الآلي بكلية المعلمين للسعودية، ثم عاد للعمل بهيئة الطاقة الذرية حتي عام ٢٠٠٤، حيث حصل علي الماجستير في الحاسبات من جامعة القاهرة، لكن جهة عمله رفضت الاعتراف به أو بماجستير فيزياء المفاعلات النووية، فقرر العودة إلي السعودية ووضع كل بياناته علي موقع bayt.com علي الإنترنت.

في شهر مايو ٢٠٠٥ اتصل به عميل الموساد الدكتور براين بيتر، حيث تم تجنيده وسافر إلي هونج كونج في فبراير ٢٠٠٦ ووجد في انتظاره شخصا رافعا يافطة عليها اسمه، أخذه في سيارة فاخرة إلي فندق رويال جاردن، واتصل به الدكتور براين واتفقا علي اللقاء صباح اليوم التالي، أرسل له سيارة فاخرة نقلته إلي فندق إنتركونتنتال، واتفقا علي اللقاء ليلا وأرسل له سيارة نقلته إلي مطعم فاخر، ولم يتحدثا في العمل نهائيا، وفي اليوم الثالث أرسل له سيارة نقلته إلي فندق بنرسولا، وحدثه الدكتور براين عن شركة كاما كورا واستثماراتها ومشاريعها وميزانيتها الضخمة، وأنها بصدد تأسيس فرع لها في هونج كونج، ثم قابله مرة أخري في فندق جراند حياة.

وواصل المتهم: قابلت الدكتور براين في هذه الزيارة ٨ مرات في ٤ فنادق و٤ مطاعم، سلمني ألف دولار، وأرسل لي فتاة صينية إلي الفندق ظلت معي ساعتين وعملت لي مساج، وشاهدت معها فيلما جنسيا، بعد ذلك عدت للرياض، وظل الاتصال بيني وبين الدكتور براين عبر البريد الإلكتروني والهاتف.
وفي مايو ٢٠٠٦ سافرت مرة ثانية إلي هونج كونج، بناء علي دعوة الدكتور براين، استمرت الزيارة ثلاثة أيام قابلت فيها الدكتور براين ٨ مرات في ٧ أماكن، وأرسل لي فتاتين لعمل المساج كل ليلة، وأعطاني ألف دولار وأبلغني بأن الشركة «مبسوطة» مني ومن درجاتي العلمية.

وفي أغسطس ٢٠٠٦، وجه لي الدكتور براين بيتر دعوة لزيارة هونج كونج للمرة الثالثة، وقابلت فيها الدكتور شيرو أيزو ذا ملامح يابانية، كان واضحاً من حديثه أنه خبير عالمي في مجال الطاقة النووية، ومتمكن من آخر التطورات العلمية الخاصة بالأبحاث النووية، أخبرني أنه حاصل علي دكتوراة في مجال الاهتزازات ومعالجتها لمحركات الصواريخ، ووجه لي أسئلة عن خبرتي في المجال النووي والموضوعات والأبحاث النووية، وطبيعة عملي في هيئة الطاقة الذرية، وقدم لي نفسه علي أنه مدير التعيينات في الشركة، وسألني: مرتبك كام في مصر؟
فأجبت ٧٠٠ جنيه «بما يوازي ١٠٠ دولار»، فاندهش وأخبرني أن شركة «كاماكورا» ستدفع لي راتباً شهرياً قدره ٣ آلاف دولار، وهي بصدد فتح فرع لها في مصر أتولي إدارته، وأطلعني علي صورة من عقد تعييني بالشركة، ووعدني بتسليمي نسخة منه بعد توثيقه، وسألني عن إمكانية توريد أجهزة علمية في مجال الحاسب الآلي للحكومة المصرية، وسألني عن أسماء المسؤولين عن المناقصات الخاصة بالمفاعلات النووية، وإن كانت مصر ستقوم بإنشاء مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء، أم ستظل تعتمد علي السد العالي ومحطات الفحم، وأجبت عن أسئلته من واقع معلوماتي.

وأوضح المتهم أنه قابل الدكتور شيرو أيزو ثلاث مرات في أماكن مختلفة، وقابل الدكتور براين بيتر ٦ مرات في أماكن مختلفة، وفي هذا اللقاء تولدت لدي شكوك أن شركة «كاماكورا» هي شركة وهمية، وأن براين بيتر وشيرو أيزو عميلان للموساد الإسرائيلي، وفي الزيارة الرابعة نزلت في فندق ماي فير، وتنقلت بين أكثر من فندق بناء علي تعليمات الدكتور براين بيتر،
وعندما قابلته أخذ يسألني، ويدون إجاباتي في أجندة، حيث سألني عن مفاعل أنشاص القديم والجديد والمفتشين الدوليين والمشاكل التي تواجه المفاعلين، وعن قدرة تحمل السد العالي ضربة بصاروخ نووي، وهل قناة توشكي لها استخدامات استراتيجية، بحيث يتم تحويل مجري النيل إليها في حالة تدمير السد العالي، وطالبني بالعودة إلي مصر.

كان عميل الموساد براين مهتماً جداً بمعرفة ما إذا كانت مصر تقوم بتخصيب اليورانيوم، وتستطيع إنتاج أسلحة نووية من عدمه.

وفجر المتهم مفاجأة عندما قال: أنا نسيت أذكر في جلسات التحقيق السابقة أن الدكتور بيتر أبلغني بأن لديه صوراً تم التقاطها بالقمر الصناعي، لكل من المفاعل النووي بأنشاص، ومبني هيئة الطاقة الذرية، ومعامل هيئة المواد النووية ومصنع الوقود النووي، وكلفني بجمع معلومات حول إذا كانت روسيا أو كوريا الشمالية تتعاونان مع مصر في مجال تخصيب اليورانيوم؟
وحول وجود حراسات غير عادية علي أماكن بعينها، وإن كانت هناك أماكن داخل المفاعل النووي محظور التجول داخلها للعاملين بالمفاعل؟، وطالب بمعلومات عن أنابيب KU٨ التي تستوردها مصر من الأرجنتين، وخصائصها، ومحتوياتها، وخطوات دخولها داخل المفاعل النووي، ومصير هذه الأنابيب بعد الانتهاء من استخدامها، ففهمت من ذلك أن إسرائيل لديها صور عن المنشآت النووية المصرية، لكنها ليس لديها معلومات عن التنقيب عن اليورانيوم منذ ٤ سنوات، وقد كان عميل الموساد براين بيتر يتخذ العديد من الإجراءات الأمنية لتأمين زياراتي.

وأبلغني بأن الغرفة التي يتم حجزها لي يتم تأمينها قبل نزولي بها بـ١٢ ساعة، وكان معه جهاز تشويش في شكل قلم جاف يضعه في جيب قميصه يشوش علي أي أجهزة إرسال أو استقبال خلال لقائنا، وسلمت له تقريراً عن المفاعل النووي بأنشاص.





 
محامي المتهم بـ«التجسس النووي» ينسحب قبل موعد المحاكمة بـ ٣ أيام

كتب سامي عبدالراضي وصابر مشهور ١٢/٥/٢٠٠٧تراجع محامي المتهم بالتخابر لصالح إسرائيل عن الدفاع عنه، وانسحب قبل ٣ أيام من نظر القضية أمام محكمة أمن الدولة العليا طوارئ، والتي تشهد أولي جلسات المحاكمة صباح الثلاثاء المقبل.
وقال أسامة لطفي المحامي إنه قرأ أوراق القضية المتهم فيها محمد سيد صابر ووجد أن الموقف الذي يناسبه هو الانسحاب وأن ذلك يمثل «قناعة شخصية» له.
وأضاف أنه من حقوق المتهم عليه ألا يعلن عن أسباب الانسحاب، لكنه أخبر أسرته حتي يبحثوا عن محام آخر.
وأوضح لطفي لـ «المصري اليوم» أن أوراق القضية تحمل إدانة لرئيس هيئة الطاقة الذرية بالإهمال، فالتقريران اللذان حصل عليهما المتهم محمد صابر من الهيئة غاية في الخطورة والأهمية، حيث إن المكان الذي توجد به الملفات السرية لا يدخله إلا رئيس الهيئة ومدير إدارة الأمان النووي ومدير إدارة التشغيل أو بتفويض كتابي صريح من الأول.
وقال المحامي إن المتهم دخل الهيئة للمرة الأخيرة في عام ٢٠٠٤ ـ حسب ما جاء في التحقيقات ـ فأين كان رئيس الهيئة طوال السنوات الثلاث الأخيرة وحتي موعد الكشف عن القضية.
وفي الإطار نفسه التقت أسرة المتهم بالمحامي فريد الديب، وطلبت منه الدفاع عن ابنهم، وانتهي اللقاء برفض الديب طلبهم، وقال «الديب» لـ «المصري اليوم» إنني كمحام محترف، تحكمني اعتبارات معينة لقبول أي قضية، وأحتفظ بأسباب الرفض لنفسي، وربما تكون لنوع القضية أو قلة منافذ الدفاع فيها أو العائد المادي،
رغم أنني أدافع كثيراً عن متهمين دون تقاضي مليم واحد. وقالت والدة المتهم لـ «المصري اليوم» في اتصال تليفوني إن ابنها طلب من زوجته عدم البحث عن محامين لأنه بريء وسيترك المحكمة تنتدب محاميا له.



السجن المؤبد لشبكة التجسس النووي لصالح إسرائيل


كتب عماد السيد ٢٦/٦/٢٠٠٧ تصوير-حسام فضل
المتهم مبتسماً قبل صدور الحكم بلحظات

أصدرت محكمة أمن الدولة أمس حكماً حضورياً بالسجن المؤبد علي المتهم بالتجسس لصالح إسرائيل محمد سيد صابر، المهندس في هيئة الطاقة النووية، وبالعقوبة نفسها علي الجاسوسين الهاربين الأيرلندي براين بيتر، والياباني شيرو أيزو.
وقضت المحكمة بتغريم المتهمين الأول والثاني ١٧ ألف دولار، وبعزل الأول من وظيفته، وبالتحقيق مع المسؤولين عن اختفاء التقارير السرية التي حصل عليها المتهم الأول وقدمها للثاني والثالث. صدر الحكم برئاسة المستشار محمد رضا شوكت، وعضوية المستشارين إبراهيم الصياد وشوقي فايد.
كانت النيابة اتهمت محمد صابر، بالاشتراك مع المتهمين الثاني والثالث، بالتخابر علي هيئة الطاقة النووية لصالح الموساد. واعترف المتهم في تحقيقات النيابة وفي جلسات المحاكمة بتقديم تقارير سرية عن مصنع الوقود النووي وهيئة الطاقة الذرية وعن الشخصيات المسؤولة عن اتخاذ القرارات في الهيئة، وعن الدول المتعاونة مع الهيئة ومعدل زيارات المفتشين الدوليين لها والجهات التي تجري أبحاثا لصالح الطاقة الذرية والشخصيات العسكرية التي تعمل داخل الهيئة.
حاول المتهم خلال جلسات المحاكمة الإيحاء بأنه تقدم ببلاغ للقنصلية المصرية بالسعودية فور تشككه في نوايا عميلي الموساد، لكن جاءت شهادة سكرتير السفارة المصرية بالسعودية لتؤكد أن المتهم تقدم ببلاغه فور سقوط محمد العطار الجاسوس المصري، الطالب بجامعة الأزهر الحاصل علي الجنسية الكندية.





موقع متميز لمن يريد المزيد عن المخابرات




 
التعديل الأخير:
[FONT=Arial (Arabic)]صعود الخونة إلي الهاوية:
[FONT=Arial (Arabic)][/FONT]
[/FONT][FONT=Arial (Arabic)][FONT=Arial (Arabic)][FONT=Arial (Arabic)]محمود الورداني
[FONT=Arial (Arabic)]ينهي عاموس ايلون كتابه 'رحلة إلي مصر' الذي صدرت طبعته الأولي بالعبرية عام 1980 اثر زيارة قام بها لمصر في أعقاب توقيع اتفاقية السلام:
كان الوقت قبل الفجر.. وكان من المقرر ان أتواجد في المطار في الساعة السادسة صباحا.. ويقع المطار علي بعد ساعة بالسيارة.. وحزمت حقائبي وهبطت في المصعد.. انني اغادر القاهرة كما جئتها بصداع رهيب..
ويضيف ايلون:
وفيما بين الطابقين التاسع والثامن توقف المصعد.. وساد ظلام دامس ولم أتمكن من رؤية زرار انذار. وبدأت أفكر وبعض السرور يراودني ماذا يحدث اذا لم ألحق بالطائرة؟ سوف يتعين علي الانتظار ربما لمدة اسبوع اذ ان الرحلات إلي خارج مصر محجوزة طوال ذلك الموسم.. ولا اسمع وأنا في المصعد أي صوت انسان من خلال الأبواب الموصدة.. وهناك سائح آخر في المصعد.. وقد بدأ يفقد أعصابه ويدق علي الباب بقبضتي يديه.. الا انه لا حياة لمن تنادي. ان الخروج من مصر بمثابة صرخة بعيدة تأتي من شخص آخر، عندما تنفصل البحار وتتوقف مختلف قوانين الطبيعة الأخري لصالح اليهود الراحلين..

[FONT=Arial (Arabic)]ومنذ هذا الوقت جرت تحت الجسر مياه كثيرة، وعلي مدي عشرين سنة من 'السلام' البارد والمزعوم تماما لم تنطل لعبة هذا السلام علي الموساد الاسرائيلي وجيش الدفاع ومختلف الأجهزة الأمنية والسياسية، كل ما جري ان الحرب انتقلت الي مستوي آخر..
فاسرائيل قامت منذ اللحظة الأولي وقبل اثنين وخمسين عاما علي نفي الآخر وقتله، ومن بين أهم عناصر سياستها انها قامت وستظل علي انقاض دولة وشعب كانا موجودين وقائمين بالفعل، واستمرارها مرهون فقط بالوجود ورغم انف كل بلدان المنطقة ورغما عنهما..
ولذلك، وبينما توقع الاتفاقيات والبروتوكولات والمعاهدات في الأروقة الرسمية وعلي شاشات التليفزيون، لم تكف اسرائيل لحظة واحدة عن شغلها الشاغل، اي نفي الآخر، ولم يكن تدمير المفاعل العراقي بمعزل عن هذا، ولا احتلال جنوب لبنان، ولا التهديد بضرب سوريا، ولا قتل الفلسطينيين واخيرا اعمال التجسس المتواصلة..
في هذا السياق يمكن ادراج تجنيدها لشريف الفيلالي ابن الأكابر الميسور الحال بواسطة الموساد. ومن المؤكد انها ستواصل بعد سقوط الفيلالي في قبضة الأمن، تجنيد الجواسيس وجمع المعلومات ومحاولة اختراق مصر.
قصة الفيلالي تقليدية للغاية بل هي نموذجية تماما. شاب يتخرج في كلية الهندسة وابن احد كبار الخبراء المصرفيين، ويسافر الي المانيا ليواصل تعليمه، وتستمر عناصر القصة المعروفة: النساء والمال ثم الضغط والتجنيد والسقوط في بئر الخيانة.
هذه القصة التقليدية جدآ افرطت مختلف الصحف والمجلات المصرية في تناولها وكشف تفاصيلها، وهو ما يعكس ان الاهتمام الاعلامي بها جاء في وقت تبجحت فيه اسرائيل الي أقصي مدي ممكن، ووصلت الغطرسة والاحساس بالتفوق الي حد تجاوز بكثير احتمال مصر التي قامت للمرة الأولي منذ غزو لبنان عام 1981 باستدعاء سفيرها، ولم يبق الا الخطوة التالية المترتبة علي ذلك وهي طرد السفير الصهيوني ردا علي هذه الغطرسة والقتل اليومي للشعب الفلسطيني الأعزل والمحاصر للشهر الثالث علي التوالي.
خائنو هذا الزمانواذا كان الخائنون الذين تنجح اسرائيل في تجنيدهم من المصريين منذ توقيع معاهدة السلام من طراز خاص، فان الدولة العبرية لم تتوان ومنذ فضيحة لافون الشهيرة عام 1954 في نسج شبكات الجاسوسية بمختلف الوسائل.
خائنو هذا الزمان من طراز خاص، فبعد أن ساد منطق الربح والخسارة، وتربع الفساد علي العرش، وأصبحت لغة 'البورصة' هي اللغة الأكثر سيطرة وحسما للأمور، تراجع الايمان بشيء اعمق اسمه الوطن، وباتت المعاني 'الوطنية' والتوحد حول مواقف تضم الجميع مثيرة للسخرية علي الأقل. لذلك سقط الفيلالي بسهولة شديدة، ولم يبذل الموساد معه من أجل تجنيده إلا أقل القليل. وطبقا لما ورد في الصحف حول علاقات الفيلالي النسائية، يستطيع القاريء ان يتبين انه لم يكن أكثر من رجل يبيع جسده، تماما مثل المرأة التي تبيع جسمها. فهو ينسج خيوطه حول النساء الأكبر سنا أو حتي العجائز دون ادني احساس بالخجل، فهو ببساطة يملك سلعة يبيعها لمن يدفع أكثر.
علي أي حال الفيلالي ليس الأخير.. والسطور التالية هي جولة سريعة بين عدد من أشهر قضايا الجاسوسية توضح ان اسرائيل لم ولن تكف عن السعي لاختراق الأمن القومي لمصر.
ففي عام 1954 سقطت شبكة التجسس الاسرائيلية التي عرفت ب فضيحة لافون' بعد قيامها بتدمير عدد من المنشآت الامريكية والبريطانية في كل من الاسكندرية والقاهرة. وكانت النتيجة اعدام حمويل ازار وموشي مرزوق وسجن الأعضاء التسعة الباقين من الشبكة، واستقالة وزير الدفاع الاسرائيلي لافون واقالة مدير المخابرات العسكرية
ولم يمض وقت طويل علي ذلك حتي سقط اثنان من أشهر جواسيس اسرائيل الأول هو ايليا هوكوهين في سوريا عام 1965 الذي تم زرعه هناك باسم كامل امين ثابت ثلاث سنوات ونصف السنة بوصفه مغتربا عائدا الي وطنه، وبدأ يغشي المنتديات الأدبية هناك كشاعر وأديب، ووصل في اختراقه إلي حد عقد صلات مكنته من مرافقة الفريق علي علي عامر قائد ما يسمي بالجيوش العربية عام 1964 لتفقد مشروع تحويل مجري نهر الأردن بهدف حرمان اسرائيل من مياهه! وكرجل أعمال جمع ثروة ضخمة اثناء اغترابه في بلدان امريكا اللاتينية شارك في مناقصة لشراء بلدوزرات من يوغوسلافيا لاستخدامها في عمليات تحويل مجري نهر الأردن.
وعلي مدي ثلاث سنوات ونصف السنة قام ايلياهو كوهين أو كامل أمين ثابت باختراق لأعلي مستويات الحكومة والحزب الحاكم في سوريا، وكان من بين اصدقائه طبقا لما رواه عبدالهادي البكار في جريدة الوفد في 14 أبريل 1998 كل من صلاح الدين البيطار وفهد بلان والمونولوجست معروف كاظم والوزير الوليد طالب بل وميشيل عفلق الزعيم القومي المعروف وجورج سالم سيف وغيرهم، كما تردد ايلياهو كوهين علي الاذاعة السورية وعمل مذيعا بالبرامج السورية الموجهة.. ويمكن تصور حجم ومدي الخدمات التي قدمها كوهين لاسرائيل حتي اكتشفته المخابرات المصرية بالصدفة البحتة وأبلغت سوريا وتم القبض عليه ومحاكمته وشنقه.
الثاني والذي سقط في الستينات أيضا الماني اسمه ولفجانج لوتز يجيد العربية وزار مصر عدة مرات واقام بها فترات طويلة حتي استقر باعتباره مدربا للفروسية لاجئا من المانيا الشرقية وعاد الي مصر التي شعر بانها وطنه الثاني ليفتح مدرسة للفروسية. ونقلا عن مقال صغير نشره عبدالرحمن فهمي في جريدة الوفد في 15 يوليو 1999، والذي نقل بدوره عن كتاب مائير عاميت مدير الموساد السابق 'جواسيس جدعون' ان العميل الألماني الذي تم زرعه في مصر تمكن من خلال عمله الذي اختير بعناية لينفذ في دوائر معنيةحتي تمكن من تكوين دائرة معارف رائعة ومن ابرز شخصياتها نائب رئيس المخابرات الحربية المصرية ومدير الأمن بمنطقة السويس، واستطاع الحصول علي قائمة كاملة بأسماء علماء النازي الذين كانوا يعيشون في القاهرة ويعملون في برامج الصواريخ واندس في صفوفهم كألماني وعرف كل شيء عنهم حتي تم تصفيتهم بسهولة بعد ذلك. ومن خلال علاقاتها شاهد دفاعات مصر الحصينة من منصات اطلاق الصواريخ في سيناء علي حدود النقب. وعندما سقط لوتز في ايدي السلطات المصرية شعر ياميت بانه تلقي ضربة حاسمة وحاول بشتي الطرق التوصل الي مبادلته باسري مصريين موجودين في سجون اسرائيل وأرسل الي جمال عبدالناصر اسماءهم عن طريق ضابط اتصال الا ان عبدالناصر رفض بشدة في البداية، فتوجه عاميت إلي هؤلاء الأسري وزارهم ليخبرهم بأن عبدالناصر يرفض شراء حريتهم وسمح لهم أن يكتبوا له ويطلبوا منه الموافقة علي مبادلتهم، غير ان عبدالناصر ظل علي موقفه، فعاد عاميت للاتصال بضابط الاتصال وكتب له تعهدا بان عبدالناصر سيظهر امام الرأي العام في مصر بانه هو الذي اجبر اسرائيل علي استرداد اسري الحرب المصريين في مقابل انه لن يعلن عن افراجه عن عميل اسرائيل لوتز وزوجته وانه يتعهد بالتزام الصمت طوال حياته
الصعود الي الهاويةوفي الستنيات ايضا، وتحديدا عام 1964 حصلت الشابة هبة عبدالرحمن عامر سليمان علي منحة لزيارة السوربون بسبب تفوقها في اللغة الفرنسية بعد حصولها علي ليسانس أداب قسم اللغة الفرنسية بجامعة عين شمس. وفي العام التالي عادت الي باريس لتدرس الماجستير في نفس الجامعة العربية في باريس كما عملت مندوبة لبعض شركات الأزياء الفرنسية.
ومن خلال علاقة نشأت بينها وبين طبيب فرنسي اسمه بورتوا يعمل في مستشفي سان ميشيل انفتحت امامها ابواب الخيانة، حيث عرفها صديقها علي صحفي اسمه ادمون، ولم يكن الأخير الا ضابط مخابرات اسرائيلي، استطاع ان ينسج شباكه حولها وطلب منها ترجمة بعض الموضوعات الصحفية بمقابل مادي معقول، وانتهي الأمر بالطبع الي تجنيدها.
سافرت هبة الي اسرائيل وتلقت تدريبات مكثفة علي أعمال الجاسوسية وعادت الي القاهرة مكلفة بجمع معلومات. اتجهت انظارها لقريب لها كان يعمل مهندسا ضابطا بالقوات المسلحة برتبة مقدم اسمه فاروق الفقي، وسبق له ان تقدم للزواج منها لكن أسرة هبة رفضته لأسباب غامضة، غير ان علاقة عاطفية كانت قد ربطت بينهما خصوصا بعد ان اقرضها 400 جنيه وهو مبلغ ضخم جدا عام 1964 لتستعين به في نفقات رحلة سياحية لسويسرا.
بدورها استطاعت كامرأة لعوب ان توقع بفاروق الفقي واستأجرا شقة يلتقيان فيها ويمارسان عملهما كجاسوسين، وللقاريء ان يتصور حجم المعلومات التي قدمها الخائن فاروق الفقي من خلال عمله كضابط مهندس لمن جندوه في اسرائيل. وقبل حرب اكتوبر بأيام قليلة قررت المخابرات المصرية التي كانت تتابع تفاصيل هذه العملية القاء القبض علي الخائنين، فاستدرجت هبة من باريس الي القاهرة، علي النحو الذي كتبه الراحل صالح مرسي وتم تحويله الي فيلم سينمائي باسم 'الصعود الي الهاوية'. اما هبة وفاروق فقد تم اعدامهما بعد محاكمتهما.
البلاي بويوفي السبعينات حصل ابراهيم نافع رئيس تحرير الأهرام من ملفات المخابرات العامة علي قصة هشام محجوب جاسوس اسرائيل الذي استخدمته مصر في عمليات الخداع الاستراتيجي قبل حرب اكتوبر ونشرها نافع في الأهرام أخيرا.
هشام ابن اكابر ايضا وكان يعمل ضابطا أول للعمليات الجوية في شركة مصر للطيران، مهمته رسم مسارات وارتفاعات الرحلات الجوية ومتابعة تجهيز جداول نوبتجيات الطيارين والموظفين وبعد مرض والده، الذي كان بدوره ضابطا بالقوات المسلحة علي المعاش، بالسرطان، اضطر لاصطحابه الي لندن لمحاولة انقاذه في المستشفيات البريطانية. وفي فندق رويال لانكستر في لندن بدأت اولي خطوات انحدار هشام في طريق خيانة الوطن. فمدير الفندق رأفت مصري ويعمل لحساب الموساد، والمخابرات المصرية تتابعه.
التفاصيل يستطيع القاريء ان يتوقعها، فعلاج الأب من السرطان في لندن يتكلف مبالغ طائلة، وعميل الموساد رأفت ينسج شباكه حول هشام، ووعده بانه يقدمه لرجل أعمال انجليزي من أصل لبناني ويحصل من خلاله علي عمل اضافي يساعده في علاج والده.
والتقي هشام برجل الأعمال في ملهي 'البلاي بوي' حيث كل طاقم الخدمة من أجمل الفتيات اللائي يرتدين يونيفورم الأرنب المشهور وهو ليس أكثر من اذان تبدو من فوق الرؤوس وقطعة فراء مستديرة تمثل ذيل الأرنب أعلي الارداف. أما رجل الأعمال ادوار كوشير فقد كان لطيفا وناعما يتكلم باللهجة الشامية وأخبر هشام بأنه يريد ان يستثمر جزءا من أمواله في مصر وتنقصه بعض المعلومات عن السوق المصرية.
وانتهي الأمر بعد لقاءات عديدة رتبت بعناية للايقاع بهشام محجوب الي تكليفه بتأسيس مكتب في القاهرة، كقاعدة للتحرك والاتصال. وعاد هشام بوالده في الاسبوع الأول من يونيو عام 1972 الي القاهرة لاستكمال علاجه، بينما كانت المخابرات المصرية تراقب الموقف عن كثب.
امتد مسرح العمليات بين القاهرة ولندن، وبدأ هشام يجمع المعلومات ويوصلها الي لندن، ووقع في الفخ أخيرا، وسافر بالفعل إلي اسرائيل للتدريب، ثم عاد إلي القاهرة ومنها الي لندن.. وفي نفس الوقت كانت المخابرات المصرية تتابعه وتدفع له بمن يمدونه بمعلومات تسهم في الخداع الاستراتيجي لاسرائيل حول استعدادات مصر العسكرية قبيل حرب اكتوبر حتي صدر القرار باغلاق ملف عملية السنجاب وهو اسم عملية هشام محجوب والذي يتضمن كلمة واحدة الصاعقة ليتم إلقاء القبض علي الخائن.
اعترف السنجاب تفصيليا بخيانته وصدر الحكم باعدامه، غير انه لم ينفذ الحكم، فقد مات في السجن قبل اعدامه.
فائقة.. فاقت!! وتتتابع محاولات اسرائيل، وشأن كل قضايا التجسس علي الوطن، تحفل بتوابل الجنس والمخدرات، الا ان قضية فارس مصراتي وابنته فائقة 'فاقت' غيرها من القضايا. ففي عام 1992 أي بعد 14 عاما من معاهدة السلام ضبطت أجهزة الأمن المصرية جاسوسا اسرائيليا ومعه ابنته داخل شقة مفروشة بحي النزهة بمصر الجديدة وتحديدا في الدور الأول بالمنزل رقم 5 بشارع احمد مخيمر وذلك فجر احد ايام فبراير عام 1992، حيث اصطحبت الشرطة بواب المنزل الي الشقة. وعندما دقوا الباب ولم يفتح من كانوا بالداخل، تم كسر الباب حيث وجدت الشرطة فائقة في وضع مريب مع أحد الشباب ونفت فائقة انها تعرف مكان والدها، لكن رجال المباحث لاحظوا ان هناك كسرا في شباك خلفي للشقة، فتوجهوا الي اسفل حيث وجدوا فارس مصراتي ملقي علي الأرض وقد اصيب بكسر في ساقه.
اقتيد الجميع للتحقيق. واعترف فارس مصراتي الاسرائيلي من اصل ليبي انه يحضر للقاهرة بتعليمات من الموساد تحت ستار السياحة لجمع معلومات والعودة بها لاسرائيل. والغريب ان فارس اعترف بلا حرج بأن مهمة ابنته تتمثل في اصطياد الشخصيات العامة والشباب وقضاء سهرات حمراء معهم للحصول علي المعلومات. واعترفت فائقة بدورها، وعندما حاول رجال المباحث التوصل لمعارفها، اعتذرت فائقة فلا يمكن حصرهم، اما الشاب الذي تصادف وجوده معها لحظة القبض عيها وعلي والدها تبين انه مجرد زبون من بين عشرات الزبائن.. ومن بين توابل القضية ايضا ما آشارت له الصحف وقتها من أن الآنسة فائقة مصابة بالايدز وانها كانت مهتمة بالايقاع بعشرات وربما مئات الشباب والرجال المصريين، لذلك انطلقت الشرطة في الامساك بهؤلاء الذين اصيبوا بالايدز لعزلهم!!
وفي نهاية عام 1997 تم القبض علي عميل الموساد سمحان مطير الذي عينه محافظ جنوب سيناء مستشارا له عام .1980 والسيد سمحان كان يعمل في شبابه خفيرا في احدي شركات البترول، وخلال 30 عاما عمل في جهاز الموساد وكان يتلقي شحنات المخدرات عبر سيناء ويرسل المعلومات في مقابلها وبلغت ثروته اكثر من أربعة ملايين جنيه ونشط كسياسي حصيف حتي تم تعيينه مستشارا لمحافظ جنوب سيناء.
كما سبقت الاشارة جدير بالذكر ان السيد سمحان حصل علي نوط الامتياز من الطبقة الأولي في عهد الرئيس السادات 'تقديرا لمعاونته الصادقة خلال حرب اكتوبر'!! كما أشاد تقرير أمني طبقا لما نشرته الأهرام في 11/12/1997 بالدور البارز الذي لعبه لصالح البلاد قبل وأثناء وبعد حرب اكتوبر. وجدير بالذكر ايضا ان السيد سمحان لم يكن يكتفي بدفع ضرائبه كاملة، بل كان يقيم في رمضان أضخم وأهم موائد الرحمن في البلاد، وفي نفس الوقت كان حريصا علي تهريب كل أمواله لبنوك أوروبا وامريكا. وعلي الرغم من ذلك وبسبب عدم وجود ادلة يقينية علي تخابره، اكتفت محكمة القيم بفرض الحراسة عليه!.
اما 'سبع البحر 'الاسرائيلي مورخاي ليفي فقد قبضت عليه شرطة المسطحات المائية بمنفذ طابا بعد ان سبح من ايلات حتي ميناء طابا، أي عشرة كيلومترات وطلب ليفي فور القبض عليه اللجوء الي مصر والبقاء فيها، وكان يرتدي اثناء سباحته جلبابين احدهما كحلي والثاني ابيض ويرتدي اسفل الجلبابين بنطلون جينز وقميصا ويلف حول وسطه كيسا كبيرا من البلاستيك بداخله 3 من كتب التوراة!! وعلل السيد ليفي هربه وطلبه للجوء بأنه يكره النظام السياسي القاسي في اسرائيل!!. وبعد حبسه 15 يوما بتهمة التسلل حكم عليه بغرامة قدرها 1500 دولار دفعتها السفارة الاسرائيلية وتم ترحيله الي اسرائيل.
قبل هذا بتسعة شهور فقط تم القبض علي الجاسوس سمير عثمان احمد اثناء قيامه بالتجسس مرتديا زي الغوص، فقد اعتاد علي التنقل بحرا بين مصر واسرائيل لينقل المعلومات المطلوبة أولا بأول. المعلومات التي اوردتها الصحف حول الغواص سمير علي قلتها مثيرة للغاية. من بينها انه تم تجنيده عام 1988 بعد ان ترك عمله في (جهاز مصري حساس) ولم تذكر الصحف اسم هذا الجهاز، وسافر الي بلدان عربية عديدة ويمتلك اربع جوازات سفر وسبق له الالتحاق بالجيش العراقي وقام بتدريب القوات البحرية العراقية علي عمل الضفادع البشرية. اما القبض عليه فقد تم بالصدفة البحتة، حيث اعتاد علي السباحة من طابا المصرية الي اسرائيل مرتديا زي الغوص للقاء الموساد لكنه ضل طريقه والقي القبض عليه.
حكاية السيدأكوكا! وفي العام الماضي فقط ألقت سلطات الأمن القبض علي السيد أكوكا وهو اسرائيلي كان يعبر الحدود مع زوجته في سيارة مجهزة بثلاث محطات لاسلكية ضخمة و9 أجهزة لاسلكية و7 أجهزة شاحن خاص وكيس ممتليء بذخيرة عيار 9 مللي و18 خزينة طبنجة مختلفة العيار وخزينة رشاش آلي!! واذا كان محام السيد اكوكا تعلل بأن موكله جاهل بالقانون المصري وانه يشغل وظيفة كبري في شركة امن عملاقة والتجهيزات الموجودة بالسيارة خاصة بعمله. غير ان المفاجأة ان السيد أكوكا قال في تظلمه من قرار حبسه: افرجوا عني كما افرجتم عن عمير الوني الذي ضبط في قضية لاسلكي مشابهة.
وهكذا تبين ان السيد الوني قد حبس احتياطيا بعد محاولة عبور البلاد بأجهزة لاسلكي (لعل القاريء يعلم ان أجهزة اللاسلكي تستخدم في التجسس وليس في تجارة البط مثلا!!)، وبعد أن تم تجديد الحبس له شهرين افرج عنه بضمان مالي مع مصادرة الأجهزة التي كانت في حوزته..
أما أكثر القضايا اثارة للاهتمام فهي قضية الجاسوس عزام عزام والتي قابل بسببها رئيس اسرائيل الرئيس مبارك كما سعي نتنياهو لتوسيط طوب الأرض للافراج عنه مما يعكس ان السيد عزام احد كبار المسئولين في جهاز الموساد، وتردد أنه المسئول عن تجنيد الشبان المصريين الذين يسافرون للعمل في اسرائيل.
والحكاية أن السيد عزام قبض عليه متلبسا حيث نقل ملابس داخلية نسائية تحوي حبرا سريا خاصا ويستخدم في المراسلات الجاسوس عماد الذي جنده الموساد اثناء عمله في اسرائيل من خلال علاقة جنسية قامت بينه وبين زهرة جرجس الضابطة بالموساد. وشأن اغلب قضايا الجاسوسية هناك توابل الجنس بالذات ونستطيع ان نصادفها في هذه القضية علي نحو أكثر بروزا. فعندما وصل الجاسوس المصري عماد الي اسرائيل بغرض العمل تسابقت ضابطات المخابرات الاسرائيليات في النوم معه بل واصطحبه الضباط للنوم مع الروسيات ايضا!! وتم تصويره في اوضاع مخلة كأسلوب تقليدي من اساليب الضغط.
وتحت ستار الاشتراك في مصنع ملابس بين مصر واسرائيل راح عزام عزام بوصفه خبير ملابس نسائية يتردد علي شبرا الخيمة.
وكان فايتسمان قد عرض علي الرئيس مبارك الافراج عن 11 الفا و581 سجينا عربيا مقابل الافراج عن عزام مما يعكس مدي اهميته لأمن اسرائيل الا ان الرئيس مبارك رفض بحسم كل الوساطات لأن الأمر في يد القضاء.
علي أي حال اوردت مجلة روز اليوسف في عددها الصادر في 6/8/1997 أسماء 24 متهما اسرائيليا في قضايا تجسس ومخدرات وتزوير عمله قبض عليهم في مصر، وافرج عن عدد آخر ومعهم سفينة القمار الاسرائيلية
أي ان هناك طوفانا اجراميا.. لايقتصر علي التجسس فقط. ففي مايو 1997 تم مبادلة كل من نوريا بتشون وجانيت جاديا وفابيرا عوفاديا في مايو 1997 بعد ان تم ضبطهن في قضية اداب بالاسماعيلية. ويوسي ملكا قبض عليه في بورسعيد وهو يحمل دولارات مزورة، وبعد الافراج عنه عاد الي حيفا ليرفع قضية ضد البنك القومي الاسرائيلي الذي صرف له الدولارات!! ودافيد برزاني اقام علاقات وثيقة مع تجار المخدرات المسجلين في دهب بسيناء وموشي باسيموف كانت امه دائمة التردد عليه في سجن بالزقازيق بعد ان قبض عليه متلبسا في قضية مخدرات.
هناك اذن عشرات القضايا المتنوعة والمختلفة وهي مجرد نماذج من محاولات الاختراق الاسرائيلي سواء في ظل الحرب او في نعيم السلام، فاسرائيل لافرق عندها، وهي حريصة علي ان تكون في وضع اقوي من كل البلدان العربية المحيطة بها، لذلك لم تتوقف لحظة واحدة عن زرع العملاء




[/FONT]
[/FONT]
[/FONT]
[/FONT]
[/FONT]​
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى