نتقلت مطالب السودانيين خلال خمسة أيام فقط من الاحتجاج على رفع دعم الحكومة السودانية لسعر المحروقات إلى المطالبة بـ"قلع" الرئيس عمر البشير، الذي وقع في "زلة لسان" ربما تكون قاتلة سياسياً.
قال البشير قبل أيام في مؤتمر صحافي إنه صاحب الفضل في تعريف السودانيين بوجبة "الهوت دوغ"، وترجمها البعض تعمداً بـوجبة "الكلب الساخن"، وكانت هذه المزية كافية لتثير حفيظة قطاع واسع من السودانيين.
ومنذ توليه السلطة عام 1989 لم يواجه الرئيس السوداني حركة شعبية عنيفة مثل هذه الأيام، رغم اعتياد الحكومة على الاحتجاجات الاجتماعية في السنوات الأخيرة، لكن "الخرجة" السياسية غير الموفقة للرئيس عمر البشير الأسبوع الأخير، كانت سبباً في انفجار غير متوقع.
ومما قاله البشير في مؤتمر صحافي: "أتحدى لو فيه زول (رجل) سمع بالهوت دوغ قبل حكومة الإنقاذ"، وكان هذا التحدي كافياً ليخرج الآلاف من السودانيين إلى الشارع.
وظهر فيديو للبشير وهو يتبرأ مما نسب له، وقال إنه لا يعرف أصلا ما معنى "الهوت دوغ"، لكن هذا لم يشفع له خصوصا في مواقع التواصل الاجتماعي.
ولليوم الخامس يواصل السودانيون غزو الشارع رفضاً لسياسة الحكومة، ورفضاً لاستفزازات الرئيس عمر البشير، ورفع متظاهرون في كبرى المدن السودانية شعارات سياسية تطالب برحيله، وليس بالتراجع عن رفع أسعار المحروقات.
وعلى الأرض، يقول نشطاء سودانيون تحدثت إليهم "العربية.نت"، ارتفع سقف المتظاهرين بعد رؤية الدم يسيل، وبعد معاينة قمع قوات الشرطة لأهاليهم.
وفي هذا السياق، قالت السيدة رشيدة شمس الدين، التي تقيم في الخرطوم وتجاور أسرا فقدت أربع ضحايا في الاحتجاجات، إنها شاركت في الاحتجاجات في بدايتها لكنها فضلت المكوث في البيت، خوفاً على حياتها وعلى حياة أولادها، لأن قوات الشرطة منتشرة في كل أحياء الخرطوم، ولا تتورع في استعمال الرصاص الحي"، على حد قولها.
وأضافت رشيدة عبر الهاتف من الخرطوم "توقفت الحياة العامة وأغلقت المدارس، وهناك ضغط كبير على الإنترنت، ويكاد يكون معدوما".
وردا على تهمة الحكومة للمتظاهرين بأنهم مخربون، أوضحت رشيدة قائلة "ابنتي شاهدت بأم عينها كيف يقوم رجال النظام بالتخريب هم بأنفسهم، كي ينتقموا من المتظاهرين لاحقا.. الحكومة هي التي تخرب، ونحن نعلم أن 85% من الميزانية موجهة لأجهزة الأمن ولدعم الحكومة وليس لدعم الشعب"، على حد تعبيرها.
هبة شعبية وإلهام "ثوري"
ومن جهته، يعتقد الكاتب الصحافي السوداني، فيصل محمد صالح، في حديثه لـ"العربية.نت" أن "رفع الدعم عن سعر الوقود لم يكن سوى الشرارة التي أشعلت الاحتجاجات، فهناك الكثير من أسباب الاحتقان القديمة، أبرزها الحروب الأهلية، وعدم قدرة الحكومة على حسم الأوضاع، فضلاً عن التضييق على الحريات".
ويرى فيصل أن "يوم السبت شهد مظاهرات حاشدة تزامنت مع تشييع قتلى المظاهرات، كما هي حال القتيل الدكتور صلاح صنهوري"، مضيفا أن "التراجع عن رفع أسعار الوقود لن يسكت الاحتجاجات الآن، فمطالب المحتجين أصبحت أعلى وهي رحيل النظام".
وأكد فيصل أن "الجيش السوداني لم يتدخل في الأحداث لا سلبا ولا إيجابا، واللائمة تقع على قوات الشرطة التي قمعت المتظاهرين".
ورفض فيصل المقارنة بين ما يجري في السودان وبين الثورات التي وقعت في بلدن عربية عديدة، قائلاً "ربما هي هبة شعبية لكن لا أستطيع أن أسميها ثورة، لكن هناك إلهاما للشباب الغاضب مما جرى في مصر وتونس واليمن وغيرها من الدول العربية".
حكومة انتقالية
سياسياً، عبر الناشط، إبراهيم الميرغني، وهو أيضا المتحدث باسم الحزب الاتحادي الديمقراطي، المشارك في الحكومة السودانية، عن نظرته لما يجري منذ أيام، قائلاً لـ"العربية.نت" إن "هناك اجتماعا مهما الاثنين المقبل لقيادة الحزب كي تدرس الموقف من قضية البقاء في الحكومة في ظل الأحداث الدامية التي يعيشها السودان"، مؤكداً مشاركة أعضاء من الحزب في المظاهرات ولكن ليس بقرار سياسي.
وأضاف الميرغني أن "هناك تيارا كبيرا داخل الحزب يدعو للانسحاب من الحكومة، ويعتبر أن بقاءه أصبح غير مبرر بعد انفجار الأوضاع".
وأوضح الميرغني: "هناك رأي غاضب يقول إن الحكومة تجاهلت مقترحات تقدم بها الحزب الديمقراطي كبديل لقرار رفع الدعم عن أسعار الوقود، لكن الحكومة تصرفت وحدها وكأن حزبنا غير موجود".
وزاد قائلا " هناك رأي آخر يحذر من الانسحاب الآن ويرى أنه قد يؤزم الوضع أكثر ويجعل الحكومة تفعل ما تريد وتزيد في تعميق الأزمة".
أما عن رأيه الشخصي كناشط شبابي، فيقول "أعتقد أن الحل يكمن في معالجة جذرية تبدأ بتشكيل حكومة انتقالية قوية تعوض هذه الحكومة الفاشلة حاليا".
قال البشير قبل أيام في مؤتمر صحافي إنه صاحب الفضل في تعريف السودانيين بوجبة "الهوت دوغ"، وترجمها البعض تعمداً بـوجبة "الكلب الساخن"، وكانت هذه المزية كافية لتثير حفيظة قطاع واسع من السودانيين.
ومنذ توليه السلطة عام 1989 لم يواجه الرئيس السوداني حركة شعبية عنيفة مثل هذه الأيام، رغم اعتياد الحكومة على الاحتجاجات الاجتماعية في السنوات الأخيرة، لكن "الخرجة" السياسية غير الموفقة للرئيس عمر البشير الأسبوع الأخير، كانت سبباً في انفجار غير متوقع.
ومما قاله البشير في مؤتمر صحافي: "أتحدى لو فيه زول (رجل) سمع بالهوت دوغ قبل حكومة الإنقاذ"، وكان هذا التحدي كافياً ليخرج الآلاف من السودانيين إلى الشارع.
وظهر فيديو للبشير وهو يتبرأ مما نسب له، وقال إنه لا يعرف أصلا ما معنى "الهوت دوغ"، لكن هذا لم يشفع له خصوصا في مواقع التواصل الاجتماعي.
ولليوم الخامس يواصل السودانيون غزو الشارع رفضاً لسياسة الحكومة، ورفضاً لاستفزازات الرئيس عمر البشير، ورفع متظاهرون في كبرى المدن السودانية شعارات سياسية تطالب برحيله، وليس بالتراجع عن رفع أسعار المحروقات.
وعلى الأرض، يقول نشطاء سودانيون تحدثت إليهم "العربية.نت"، ارتفع سقف المتظاهرين بعد رؤية الدم يسيل، وبعد معاينة قمع قوات الشرطة لأهاليهم.
وفي هذا السياق، قالت السيدة رشيدة شمس الدين، التي تقيم في الخرطوم وتجاور أسرا فقدت أربع ضحايا في الاحتجاجات، إنها شاركت في الاحتجاجات في بدايتها لكنها فضلت المكوث في البيت، خوفاً على حياتها وعلى حياة أولادها، لأن قوات الشرطة منتشرة في كل أحياء الخرطوم، ولا تتورع في استعمال الرصاص الحي"، على حد قولها.
وأضافت رشيدة عبر الهاتف من الخرطوم "توقفت الحياة العامة وأغلقت المدارس، وهناك ضغط كبير على الإنترنت، ويكاد يكون معدوما".
وردا على تهمة الحكومة للمتظاهرين بأنهم مخربون، أوضحت رشيدة قائلة "ابنتي شاهدت بأم عينها كيف يقوم رجال النظام بالتخريب هم بأنفسهم، كي ينتقموا من المتظاهرين لاحقا.. الحكومة هي التي تخرب، ونحن نعلم أن 85% من الميزانية موجهة لأجهزة الأمن ولدعم الحكومة وليس لدعم الشعب"، على حد تعبيرها.
هبة شعبية وإلهام "ثوري"
ومن جهته، يعتقد الكاتب الصحافي السوداني، فيصل محمد صالح، في حديثه لـ"العربية.نت" أن "رفع الدعم عن سعر الوقود لم يكن سوى الشرارة التي أشعلت الاحتجاجات، فهناك الكثير من أسباب الاحتقان القديمة، أبرزها الحروب الأهلية، وعدم قدرة الحكومة على حسم الأوضاع، فضلاً عن التضييق على الحريات".
ويرى فيصل أن "يوم السبت شهد مظاهرات حاشدة تزامنت مع تشييع قتلى المظاهرات، كما هي حال القتيل الدكتور صلاح صنهوري"، مضيفا أن "التراجع عن رفع أسعار الوقود لن يسكت الاحتجاجات الآن، فمطالب المحتجين أصبحت أعلى وهي رحيل النظام".
وأكد فيصل أن "الجيش السوداني لم يتدخل في الأحداث لا سلبا ولا إيجابا، واللائمة تقع على قوات الشرطة التي قمعت المتظاهرين".
ورفض فيصل المقارنة بين ما يجري في السودان وبين الثورات التي وقعت في بلدن عربية عديدة، قائلاً "ربما هي هبة شعبية لكن لا أستطيع أن أسميها ثورة، لكن هناك إلهاما للشباب الغاضب مما جرى في مصر وتونس واليمن وغيرها من الدول العربية".
حكومة انتقالية
سياسياً، عبر الناشط، إبراهيم الميرغني، وهو أيضا المتحدث باسم الحزب الاتحادي الديمقراطي، المشارك في الحكومة السودانية، عن نظرته لما يجري منذ أيام، قائلاً لـ"العربية.نت" إن "هناك اجتماعا مهما الاثنين المقبل لقيادة الحزب كي تدرس الموقف من قضية البقاء في الحكومة في ظل الأحداث الدامية التي يعيشها السودان"، مؤكداً مشاركة أعضاء من الحزب في المظاهرات ولكن ليس بقرار سياسي.
وأضاف الميرغني أن "هناك تيارا كبيرا داخل الحزب يدعو للانسحاب من الحكومة، ويعتبر أن بقاءه أصبح غير مبرر بعد انفجار الأوضاع".
وأوضح الميرغني: "هناك رأي غاضب يقول إن الحكومة تجاهلت مقترحات تقدم بها الحزب الديمقراطي كبديل لقرار رفع الدعم عن أسعار الوقود، لكن الحكومة تصرفت وحدها وكأن حزبنا غير موجود".
وزاد قائلا " هناك رأي آخر يحذر من الانسحاب الآن ويرى أنه قد يؤزم الوضع أكثر ويجعل الحكومة تفعل ما تريد وتزيد في تعميق الأزمة".
أما عن رأيه الشخصي كناشط شبابي، فيقول "أعتقد أن الحل يكمن في معالجة جذرية تبدأ بتشكيل حكومة انتقالية قوية تعوض هذه الحكومة الفاشلة حاليا".