#ياللي_بتسأل_عن_حرب_اليمن
#ياللي_بتسأل_عن_احتياطي_الذهب
٢٦ سبتمبر ١٩٦٢،
يوم فانتازيا.
(يوم عيد)
هكذا وصف الضابط اليمني يوم الأربعاء ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢ كما قالها لحارس القنصلية السوفييتيه مساء يوم الثلاثاء ٢٥ سبتمبر ١٩٦٢.
إقتحمت دبابات تنظيم الضباط الأحرار باليمن قصر الإمام بصنعاء الذي فر من نفق سري إلي المملكة العربية السعودية وأعلنت الجمهورية العربية اليمنية بدلا من المملكة اليمنية المتوكلية.
طلب الثوار إعتراف مصر ودعما عسكريا ضد مناوشات بعض القبائل التي إنحازت الي الإمام المخلوع بالعطايا الذهبية التي وفرها الملك سعود الذي لم يرضه أول سقوط لحكم ملكي في شبه الجزيرة العربية وأفزعه وجود قوات للجيش المصري علي إمتداد حدود المملكة البريه دون حاجز مائي أو عائق عسكري وهو بالطبع لم ينسي تدمير قوات إبراهيم باشا للدرعية وإسقاط المملكة السعودية الأولي.
فسارع لحشد قواته في جيزان ونجران ومول شراء ولاء قبائل الشمال وتسليحها للقتال ضد النظام الجمهوري الوليد وإستغاث بالولايات المتحدة الأمريكية التي أرسلت سرب طائرات F 105 للتمركز في مطار (الظهران) شرق المملكة.
قرر جمال عبدالناصر أن أهمية دعم تحول الدول العربيه إلي نظام جمهوري يعيش في القرن العشرين يساوي أهمية دعمها للتحرر من الإستعمار والإحتلال الأجنبي المباشر، وكان قد إلتقي وتعرف بنفسه علي إمام اليمن عام (١٩٥٦) في السعودية حينما تم توقيع إتفاق تعاون بين البلدين إنضم إليه اليمن وكان تعليق عبدالناصر علي شخصية وعقلية الإمام لفيصل إنه يخشي أن يكون إنضمامه إضعافا للإتفاقيه فقال له فيصل الرجل كما تري وأن يكون معنا خير من أن يتلقفة طرف أخر.
كان اليمن مدخل البحر الأحمر بما يعنيه ذلك من أهمية ممتدة للملاحة في قناة السويس.
كانت عدن واليمن الجنوبي لاتزالان تحت الإحتلال البريطاني بما يعنيه ذلك من تهديد للملاحة في قناة السويس من طرف إستعمر مصر ٧٤ سنة وإعتدي عليها منذ ٦ سنوات ولازال يعتبر عدوا إستراتيجيا لمصر.
إعترف الرئيس الأمريكي جون كينيدي بالنظام الجمهوري في اليمن بعد عدة أشهر لكن عقب إغتياله في نوفمبر ١٩٦٣ و إنقلاب فيصل علي أخيه سعود وخلعه من الحكم في ١٩٦٤ زادت شدة المعارك المتفرقة في اليمن فقد إتفقت السعودية والولايات المتحدة الأمريكية علي جعل اليمن فيتناما لمصر وشهدت تلك الفترة دعما سعوديا أردنيا إسرائيليا مباشرا للقبائل ضد الجمهورية من خلال قيام سلاح الطيران لتلك الدول بغارات ضد الجيش المصري في اليمن وشهدت أيضا حوادث تمرد لطيارين سعوديين أردنيين وهروبهم بطائراتهم إلي القاهره.
كان سعود قد إستقر لاجئا سياسيا في القاهرة في ضيافة الرجل الذي دفع ١١ مليون جنيه إسترليني لإغتياله وإفشال الوحدة السورية المصرية عام ١٩٥٨.
وفي أبريل ١٩٦٧ سافر سعود لليمن وطاف بالقبائل يشتري ولائها له شخصيا وللنظام الجمهوري باليمن في مكايدة لأخية فيصل ورغبة ومحاولة منه لإستعادة عرشه بالرياض.
وصل عدد قوات الجيش المصري في اليمن في ذروتها عام ١٩٦٥ لنحو ٧٠ ألف فرد مشاه دون إن يؤثر ذلك علي القوة الأصلية للجيش المصري الذي بقيت طائراته ومدرعاته في مصر فلم يكن في اليمن ما يحتاج لمثل تلك القوة الضاربه في حرب جبلية وتكتيكات HIT & RUN التي يستخدمها المتمردون وقوات المرتزقه الأوروبيين مع إتباع إستراتيجية الدفاع عن مثلث صنعاء تعز الحديدة إنخفض العدد لأقل من ٥٠ ألف في ١٩٦٧.
الخسائر:
يقول اللواء محمد فوزي رئيس أركان الجيش المصري خلال فترة حرب اليمن فى كتابه "حرب الثلاث سنوات"، إن عدد شهداء مصر فى اليمن بلغ خمسة آلاف شهيد، ضحّوا بأرواحهم من أجل تحرير إخوانهم فى الدين والعروبة، وأن الضباط والجنود كانوا يتسابقون على طلب الاشتراك فى تلك الحرب بسبب ما يعود عليهم من امتيازات.
تحدد صورة في المتحف الحربي عدد شهداء حرب اليمن ب٣٤٠٠ شهيد.
كما يذكر اللواء سعد الدين الشاذلي (قائد لواء خلال حرب اليمن) أن الخسائر بلغت نحوألف شهيد زائد ألفين الي ثلاثة ألاف إصابات ثقيلة.
وأخيرا هناك في صنعاء مقبرة شهداء الجيش المصري في اليمن.
إذن بلغت خسائر الجيش علي الأكثر نحو ٧% من حجم القوات المشاركة علي إمتداد أكثر من سبع سنوات من ١٩٦٢ إلي ١٩٦٩.
https://www.youtube.com/watch?v=oSt6tzjPQTk
التكلفة:
يذكر اللواء الشاذلي أن حرب اليمن خصص لها ميزانية إضافية بقيمة ٤٠ مليون جنيه مصري سنويا، أستخدمت لتغطية تكاليف نقل القوات لليمن زائد ٤٠ دينار يمني شهريا
pocket money
لكل ضابط.
ونذَّكِر مرة أخري أن ما أشاعه الإخوان في مجلتي الدعوة والإعتصام خلال السبعينات من أن إحتياطي الذهب المصري قد أستنفذ في حرب اليمن ووزع علي القبائل لشراء ولائها وقد كرر فؤاد سراج الدين رئيس حزب الوفد تلك الفريه عام ١٩٩٨ محددا أنه كوزير للماليه قبل ثورة ١٩٥٢ ترك في خزانة البنك الأهلي المصري ذهبا بقيمة ٦٥ مليون جنيه مصري ليس صحيحا بالمرة.
وقد جاء الرد علي سراج الدين من الدكتور علي نجم رئيس البنك المركزي المصري عام ١٩٦٤ علي صفحات الأهرام في مقالة لعادل حمودة حيث شهد الدكتور علي نجم أن إحتياطي الذهب المصري لم يمس إلا مرة واحدة عندما قام هو بنفسه بإصطحاب ١٥ طن من الذهب تمثل أقل من ١٠% من إحتياطي الذهب البالغ وفق شهادته ١٥٤ طن حيث قام بالإشراف علي بيعها في سويسرا لتوفير عملة أجنبيه أستخدمت لدفع ثمن شحنات من القمح من السوق العالمية تسليم فوري لمصر بعدما رفضت الولايات المتحدة الأمريكية في أخر وقت تجديد إتفاقية بيع المنتجات الزراعية والحيوانية الأمريكية لمصر مقابل العملة المحلية، فيما عرف خطأ بإسم أزمة المعونة الأمريكية ولم تكن تلك معونة بمعني المنحه والهبه التي لا ترد بل تسهيلات للدفع بالعملة المحليه.
وأخيرا هذه بيانات البنك الدولي عن قيمة إحتياطات مصر من النقد الأجنبي مع وبدون قيمة الذهب المختزن بالبنك المركزي.
https://data.albankaldawli.org/indicator/FI.RES.XGLD.CD?end=1970&locations=EG&start=1962&view=chart
https://data.albankaldawli.org/indicator/FI.RES.TOTL.CD?end=1970&locations=EG&start=1962&view=chart
أخيرا أود أن أضيف أن من يتهم حرب اليمن بإنهاك الإقتصاد المصري بشكل أضر به.
فتلك بيانات البنك الدولي عن إجمالي الدخل القومي سنويا بالجنيه المصري.
https://data.worldbank.org/indicator/NY.GDP.MKTP.KD?end=1970&locations=EG
وهذة لما يعادلة بالدولار
https://data.worldbank.org/indicator/NY.GDP.MKTP.CD?end=1970&locations=EG&start=1960
وهذا متوسط دخل الفرد سنويا.
https://data.albankaldawli.org/indicator/NY.GDP.PCAP.CD?end=1970
وهذه إجمالي الدين الخارجي.
https://data.albankaldawli.org/indicator/DT.DOD.DECT.CD?end=1981&locations=EG
وهذة نسبة الديون إلي الدخل القومي.
https://data.albankaldawli.org/indicator/DT.DOD.DECT.GN.ZS?end=2016&locations=EG
وبعد تأمل جميع هذه البيانات يمكن للمتفحص معرفة أثر حرب اليمن علي نمو الدخل القومي وتزايد الديون؟
أم أن هناك كارثة إقتصادية ما حدثت بدأ من عام ١٩٧٤؟
هل تعرف ما هي؟
نعود للتدخل في اليمن ونذكر أنه لولا وجود القوات المصرية باليمن وما ترتب علي ذلك من إشتداد المقاومة للإحتلال البريطاني في اليمن الجنوبي مما أدي لإتخاذ بريطانيا قرار بإخلاء جميع مستعمراتها شرق السويس فإستقل اليمن الجنوبي ودول الخليج العربي قطر والإمارات والبحرين.
وما كانت تلك الدول لتستقل لولا مناهضة مصر للإستعمار في الوطن العربي وأفريقيا.
والأن يمكنك مشاهدة تقارير أجنبية عن حرب اليمن في حينها.
https://www.youtube.com/watch?v=vqhonBIoJQo
https://www.youtube.com/watch?v=a_H-EVeKa6w
https://www.youtube.com/watch?v=He6PdKzcLKg
وأخيرا سؤال بسيط لم لا نسمع في موضوع حرب اليمن حرفا واحدا ينتقد التدخل السعودي في اليمن لمساندة حكم الإمام،
وقد رأت في ذلك مصلحة لها،
بقدر ما رأت مصر مصلحتها في مساندة الحكم الجمهوري.
وأنفقت فيه لشراء الولاء والسلاح وتجنيد المرتزقة من أنحاء أوروبا أضعاف ما تكلفت مصر في تلك الحرب.
وهنا يجب أن لا يخطئ إنسان ويظن أن السعودية في الستينات كانت أغني من مصر فقد كان الدخل القومي للسعودية أقل من مصر حتي إنفجار أسعار البترول بعد حرب ١٩٧٣.
كما لا أفهم العتب علي المقتول لم قُتل بدل عقاب القاتل أنه قَتل.
ألم يكن دعم السعودية للإمام وعملها علي توريط الجيش المصري في اليمن هو ما أطال تلك الحرب لسنوات؟
______________________