أنت المســــــــــــئول لا تهرب

عبدَ الله

<b><font color="#FF00FF">فرسان النهار</font></b>
إنضم
5 يناير 2008
المشاركات
559
التفاعل
6 0 0
بسم الله الرحمن الرحيم








العلاقه بين الذنوب و الفشل فى الحياه و هزيمة الأمه .. !؟






فى الحقيقة إن المتأمل لواقع أمتنا الإسلاميه يجد أنها تخلت عن إسلامها و يجد أيضاً إستمراء الذنوب و إنتشارها سرها و جهرها فى السر و العلانيه و أصناف المعاصى المنتشره التى تنخر فى جسد أمتنا كثيره ولا ينحصر موضوعنا حولها و لكن على سبيل المثال .. الإختلاط بين الرجال و النساء و الشباب و البنات أختلاط بلا حدود فى _ الحرم _ الجامعى , الأغانى و الموسيقى حتى دخلت أيضاً على البرامج الدينيه و المسلسلات و الأفلام و السنيما و غيره مما نجد فيه المرأه قد تخلت عن زى العفاف و أسبلت شعرها و لبست الضيق .. و منها أنتشار المخدارات فى بلادنا بين أبنائنا و بناتنا للأسف .. و إنتشار الدخول على المواقع الإباحيه من البلاد العربيه و خصوصا منها المنفتح على الغرب و الأحصائيات فى ذلك مرعبه لا أحب ذكرها .. إنتشار الرشاوى و الوسايط و المحسوبيات على حساب الكفائات .. شهادة الزور فى المحاكم .. الظلم ممن له سلطه او له أحد معرفه فى الحكم
نبذ شرع الله و الإستهزاء بأهل الدين و بمظاهر التدين .. عقوق الأباء ..
و الله هذا قطر من غيث و هذا ليس فقط لدى شريحه معينه و لكن لكل شريحه فى المجتمع نصيب منها
كل هذه الذنوب و المعاصى المنتشره فى المجتمع المسلم لا شك لها تأثير كبير فيما تمر به أمتنا من محن
يقول إبن القيم : و هل فى الدنيا و الأخره شر أو داء إلا و سببه الذنوب المعاصى !!
و للقضاء على هذا الشر المستطير وفقنى الله إلى أن أقوم بعرض أضرار هذه الذنوب
1)على الفرد بذاته فى الدنيا و الأخره
2) تأثيراها على أمته و أنها تسبب هزيمتها



إذ أن المجتمع يبنى على الأفراد فلا تقل و انا مالى بالأخرين أبق معنا لتعرف كيف يؤثر ذنبى و ذنبك فيما يحصل لأخواننا فى البلاد المحتله نسأل الله ان يفك كربهم و يغفر لنا و لهم و يرزقنا و اياهم الشهاده فى سبيله
بدايةً ..


[ 1 ]

أثر الذنوب على الفرد بذاته فى الدنيا و الأخره



قال النبى صلى الله عليه و سلم { إياكم و محقرات الذنوب، فإنهن يجتمعن علىالرجل حتى يهلكنه ، كرجل كان بأرض فلاة فحضر صنيع القوم ، فجعل الرجل يجيء بالعود ،و الرجل يجيء بالعود ، حتى جمعوا من ذلك سوادا و أججوا نارا فأنضجوا ما فيها }
قال أحد السلف " لا تنظر إلى صغر الخطيئه ولكن أنظر إلى عظم من عصيت "
قال الفضيل رحمه الله " كلما كان الذنب فى نظرك صغيراً كان عند الله كبيراً و لكما كان فى نظرك كبيراً كان عند الله صغيراً "
و من عقوبات الذنوب :
1) حرمان العلم .. فلما جلس الشافعى عند مالك ليتعلم منه فقرأ عليه فرأى مالك فيه علامة النبوغ و الذكاء فقال له " إنى أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً فلا تطفه بظلمة المعاصى "
فهل تريد أخى الحبيب أن تُحجب عن تعلم دين الله و عن التعرف إلى جلال الله و عظمته و صفات كماله و آلاء إحسانه و مزيد إنعامه و كما فى الحديث { ليس شيء يباعدكم من النار إلا وقد ذكرته لكم ولا شيء يقربكم من الجنة إلا وقددللتكم عليه إن روح القدس نفث في روعي أنه لن يموت عبد حتى يستكمل رزقه فأجملوا فيالطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوا شيئا من فضل الله بمعصيته فإنه لاينالما عند اللهإلا بطاعته ألا وإن لكل امرئرزقا هو يأتيه لا محالة فمن رضي به بورك له فيه فوسعه ومن لم يرض به لم يبارك لهفيه فلم يسعه إن الرزق ليطلب الرجل كما يطلبه أجله }
2) حرمان الرزق .. كما قال النبى صلى الله عليه و سلم { إن الرجلليحرم الرزق بالذنب يصيبه }
و الرزق هنا أخى الحبيب ليس المال فقط بل الحصول على رضا الله رزق و سكون النفس و هدوء البال رزق و الفهم رزق و العلم رزق و فعل الطاعات رزق و التوبه رزق
3) و حشة يجدها الالعاصى فى قلبه بينه و بين الله لا توازيها أى لذة ولو إجتمعت له لذات الدنيا بأسرها لتزيل عنه هذه الوحشة لما أستطاعت و كما قال أحد الحكماء " من وجد الله فماذا فقد و من فقد الله فماذا وجد "
4) الوحشة التى تحصل بينه و بين الناس و خصوصاً أه لالصلاح منهم فبقدر المعصيه التى فعلها العبد فإنه يزداد بها قرباً من الشيطان و حزبه و بعداً عن الرحمن و أوليائه فأيهما تريد أخى الحبيب !!
5) ظلمة يجدها فى قلبه يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهيم
كما فى الحديث { كنا عند عمر . فقال : أيكم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن ؟ فقالقوم : نحن سمعناه . فقال : لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله وجاره ؟ قالوا : أجل . قال : تلك تكفرها الصلاة والصيام والصدقة . ولكن أيكم سمع النبي صلى الله عليه وسلميذكر الفتن التي تموج موج البحر . قال حذيفة : فأسكت القوم . فقلت : أنا . قال : أنت ، لله أبوك ! قال حذيفة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تعرض الفتن على القلوبكالحصير عودا عودا . فأي قلبأشربها نكت فيه نكتة سوداء . وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء . حتى تصير علىقلبين ، على أبيض مثل الصفا . فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض . والآخر أسودمربادا ، كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا . إلا ما أشرب من مراه " . قال حذيفة : وحدثته ؛ أن بينك وبينها بابا مغلقا يوشك أن يكسر . قال عمر : أكسرا ،لا أبا لك ! فلو أنه فتح لعله كان يعاد . قلت : لا . بل يكسر . وحدثته ؛ أن ذلكالباب رجل يقتل أو يموت . حديثا ليس بالأغاليط .}
قال بن عباس رضى الله عنه " إن للسيئه سواداً فى الوجه و ظلمة فى القلب و وهناً فى البدن و نقصاً فى الرزق و بغضه فى قلوب الخلق "
6) حرمان الطاعه .. فلو لم يكن للذنب من عقوبة إلا أنه يبعدك عن الله و يصدك عن طاعته لكان كفى بها من عقوبة قاسيه تورث الحسرة فى القلب على فوات اللذة بالطاعه ولا يعرف معنى هذا إلا من شعر فعلاً بلذة مناجاة الله و الخطوع له و الذل لجلاله و دعائه فى ألاسحار و الخلوات .......... و رمضان خير شاهد
7) ذهاب البركة فى العمر و الوقت و المال .. قال تعالى { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ }
فأنظر كيف لم يشعروا بهذا الوقت فى الدنيا لانه ذهب سدى في المحرمات و الشهوات و ما يستجلب غضب المنتقم الجبار
و قوله تعالى { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }
8) أن المعاصى تجلب أمثالها و يولد بعضها بعضاً فتصير على قلبه كالقفل حتى يعز على العبد أن يفارقها من شدة تعلق قلبه بها فكلما حاول التخلص منها تخطفته مخالبها فإما يتحمل قسوة هذه المخالب حتى ينسلخ منها و يسلط طريق رضا ربه أو يعود إلى المعصية مره أخرى و يُسخط الله عليه .. فأيهما تختار أخى الحبيب قال بعض السلف " إن من عقوبة السيئة السيئة بعدها و من ثواب الحسنة الحسنة بعدها "
9) إن تضعف إرداة التوبه فى قلبه و تقوى إرادة المعصيه حتى تزول إرادة التوبه من قلبه بالكليه فلا تكون توبته أو إستغفاره إلا بالقول فقط لا تجاوز حنجرته و قلبه معقوداً على فعل المعصيه عازم على إتيانها متى سنحت له الفرصه .. فأى توبة تلك !!
10) أن يخرج من قلبه إستقباح ذلك الذنب أو هذه الذنوب جميعاً فلا يجد حرجاً فى أن يرى نفسه يفعله او يأتيه ولا أن يرى الناس يفعلونه بل ولا يكتفى بذلك بل يجاهر به على رؤس الخلائق و يفضح نفسه بما ستره الله عليه
و نسى الحديث ..
{ كل أمتي معافىإلا المجاهرونقيل يا رسول اللهومن المجاهرون قال الذي يعمل العمل بالليل فيستره ربه عز وجل ثم يصبح فيقول يا فلانعملت البارحة كذا وكذا فيكشف ستر الله عز وجل عنه }
اللهم أسترنا ولا تفضحنا ..
11) ذهاب العقل .. قال أحد السلف " ما عصى الله أحد حتى يغيب عقله فإنه لو حضره عقله حجزه عن المعصيه وهو فى قبضة الله و تحت سيطرته و قهره و قوته و هو مطلع عليه و ملائكته شهود عليه ناظرون إليه و واعظ القرآن ينهاه و واعظ الموت ينهاه و الذى يفوته و يخسره بسبب هذه المعصيه من خير الدنيا و الأخره أضعاف أضعاف ما حصل عليه من اللذة بسبب المعصيه .. فهل يقدم على الأستهانه بهذا كله و إلاستخفاف به ذو عقل سليم .. ؟! " لو رأنا قائل هذه العباره لمات كمداً فأحدنا قد تأتيه هذه الأفكار و المواعظ لتزجره عن المعصية و لكنه لشدة تعلقه بها و تمكنها من قلبه و إنغراسها فى أعماقه يصعب عليه تركها و الإتعاظ بهذه الأفكار مع قوتها و بإذن الله نتكلم فى موضوع أخر عن كيفية الإقلاع عن المعاصى المزمنه و التخلص من حبالها و سلاسلها
12) أنها تطبع على القلب كما قال العزيز الجبار
{ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }
قال الحسن " هو الذنب بعد الذنب حتتتتتتتتتتتتتتتى يعمى القلب " كما ورد فى الحديث سابقاً فلا يعرف معروفا ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه
13) أنها تطفىء الغيره من القلب و هى فى الأصل أى الغيره حياة القلب و مادة صلاحه و حرارته و ناره التى تُخرج منه الخبث و الصفات المذمومه كما يخرج الكير خبث الحديد .. و لكما أشتدت ملابسة البعد للذنوب أخرجت الغيره من قلبه على نفسه و على أهله و على عموم المسلمين و على حرمات الله و قد تضعف فى القلب حتى لا يستقبح بعد ذلك قبيح لا من نفسه ولا من غيره و إذا وصل إذا هذا الحد فقد دخل فى باب الهلاك بل و يصير داعياً إلى ضلاله مفتخراً بافعاله و لهذا كان الديوث أخبث خلق الله و الجنة حرام عليه
14) أن كثرة المعاصى تستدعى نسيان الله لعبده كما قال تعالى { الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ } و كما قال أيضاً { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }
15) أنها تذهب الحياء .. و ذلك لأنه ألِـفها فليس عنده أدنى مشكله فى أن يطلع عليه أى أحد وهو يفعل المعصيه
16) أنها ضعف سير العبد إلى ربه بل توقفه عن أستكمال المسير بل ربما ترغمته على رجوع القهقرى إلى الخلف بعيداً عن الرحمن و كل ذلك بسبب تهاونه بالذنب بعد الذنب حتى تمكنوا منه كالنار مبدائها من شراره
17) و فى هذه النقطه أكتفى فقط بقول الشاعر
إذا كنت فى نعمة فارعها ... فإن المعاصى تزيل النعم
و حاطها بطاعة رب العباد ... فرب العباد سريع النقم
18) ما يلقيه الله من الرعب و الخوف فى قلب العاصى فلا تراه إلا خائفاً مرعوباً يحسب كل صيحة عليه و كل مكروه قاصداً إليه
19) أنها تحقر النفس و تصغرها فلا تتجه إلا إلى المحقرات
كما قال تعالى { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا } و كما قال تعالى {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}
20) أنها تجرىء على الإنسان الأخرين
قال أحد السلف " إنى لأعصى الله فأعلم ذلك فى خلق أمراتى و دابتى "
21) أنها ربما تكون من أعظم أسباب الهلاك مع صغرها فى عين قائلها و ذلك لأنه تجرأ على المعاصى فلم يعد يعطى بالاً لما يقول و يفعل و هذا من أخطر عقوباتها لانها بذلك ربنا تجعله يقع فى هذا الحديث { إن العبد ليتكلم بالكلمةمن رضوان الله ، لايلقي لها بالا ، يرفع الله بها درجات ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله ، لايلقي لها بالا ، يهوي بها في جهنم }
22) إستجلاب المعاصى للهلاك على فاعلها فإذن الذنوب كالأمراض متى أستحكمت أهلكت و لكنها أمراض القلوب و ليست أمراض الأبدان و مرض القلب أخطر بكثيييييييييييير على حياة الإنسان من مرض البدن فمرض القلب متعلق بالدار الأخره و هذه هى الحياة الدائمه التى لا نهاية لها و أما مرض البدن فمتعلق بعمر الأنسان فى دار الكدر و الإبتلائات هذه التى نعيش فيها و العجيب أن الناس لا يدخرون جهداً فى علاج أنفسهم من أمراض الأبدان و لكن لما يجد فى قلبه فسوة و من نفسه إنقباض عن الطاعه و من عينه تيبساً عن البكاء لا يسرع الخطى لمن يصف له العلاج و الله قلوبنا خربت من الصدأ الذى عليها و عيوننا جفت مما ترى من معاصى
نريد ان نرجع و نرويها من المنبع الخالص المتدفق المتجدد دوماً و هو كلام الله سبحانه و تعالى الذى خاطب به عباده المؤمنين فقال { وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا }
و قصة ميمون بن مهران مع الحسن فى ذلك الباب لها عطر فائح فعن عمرو ابن ميمون بن مهران قال :
بعدما كبر أبي وذهب بصره .. قال لي : هلم بنا إلى الحسن البصري ..
فخرجت به أقوده إلى بيت الحسن البصري .. فلما دخلنا على الحسن قال له أبي :
يا أبا سعيد .. قد أنست من قلبي غلظة .. فاستلن لي منه ..
فقرأ الحسن { أفرأيت إن متعناهم سنين * ثم جاءهم ما كانوا يوعدون * ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون } .. فبكى أبي .. حتى سقط .. وأخذ يضرب
برجله الأرض .. كما تضرب الشاة المذبوحة .. وأخذ الحسن البصري يبكي معه وينتحب فجاءت الجارية .. فقالت : قد أتعبتم الشيخ .. قوموا تفرقوا ..
فأخذتُ بيد أبي فخرجت به .. فلما صرنا في الطريق .. وكزني أبي في صدري وكزة .. ثم قال : يا بني .. لقد قرأ علينا آيات .. لو فهمتها بقلبك لأبقت فيه كلوماً .. أي جروحاً ..






فياااااااااااا أخى فى الله و يا أختى فى الله إن أحدنا لا يصبر على يوم تصل درجة حرارته إلى الخمسين و نسرع للمكيفات لنتخلص من هذا الحر القاتل فكيف نعرض أنفسنا لنار جهنم و حرها و ريحها و نتنها إن أقل أهل النار عذاباً يقف بقدميه على كرة من النار تغلى منها رأسه
فلماذا يا أخى تعرض نفسك لهذا ءاستخفافاً بعذاب الله أم تكذيبا بوعيد الله أم إنجرار وراء الشهوات يا أخى إن حزب الله هو الفائزون و كلما فعل أحدنا الذنب أزداد قربا من حزب الشيطان
يا أخى أن عذاب الله شديد فيوم القيامه يقول الله للنار اكتفيتى فتقول هل من مزييييد هل من مزيييييييد فتظل تقول هكذا و الله يدخل فيها العصاه و الكفار حتى يضع فيه قدمه فتقل قد اكتفيت
لماذا تعرض نفسك لهذا .. إنها فرصتك الآن نعم و الله فإنك لا تدرى متى تموت و لامتى تقبض
فإن الموت يأتى بغته فلا يترك مجالاً حينها لمن يريد توبه كما فعل فرعون حين اراد ان يتوب لما ادركه الغرق فقال امنت بالذى امنت به بنوا إسرائيل فقال الله عز وجل آلئن و قد عصيت قبل
يا أخى أصرخ بها مودية فى الأفق إن إلى ربى عائدٌ مهما كلفنى هذا من التعب لربى عند بيته ساجداً فسائله رحمتك يا من وعدت بقبول التوبةِ و أنا معك أردد هذا
اللهم اقبل توبتنا و أغسل حوبتنا و أعف عنا و أرحمنا و ثبتنا و كن معنا اللهم آمين ..


[ 2 ]

أثر الذنوب على ما تمر به أمتنا من محن و إبتلائات .. تذكر " أنت مسئول "



فى هذه النقطه يعرض بن القيم عدة تساؤلات بلهجة التعجب .. فيقول
ما الذى أغرق أهل الأرض كلهم حتى بلغت الماء رؤوس الجبال !! و ما الذى أرسل الريح على قوم عاد !! و ما الذى أرسل على قوم ثمود الصيحه !! و ما الذى رفع القرى اللوطيه إلى السماء حتى سمع الملائكة نبيح الكلاب ثم خسف بها فى الأرض فجعل عاليها سافلها !! و ما الذى أرسل على قوم عاد سحاب العذاب كالظل فلما صار فوق رؤوسهم أمطر عليهم ناراً تلظى!! و ما الذى بعث على بنى إسرائيل قوماً أولى بئس شديد !!



لاشك أن عصيان أقوام الأنبياء لدعوة أنبيائهم و أعراضهم عن تعاليم ربهم و إنجرارهم خلف شهواتهم هو الذى استجلب عليهم هذه الصواعق المرسلات .. فهذه سنة الله فى أرضه و سنرى من خلال الأحاديث و الأثار الآتيه ما يوضح هذا المعنى و يكشف عنه الجلاء
فحدث فى عهد الصحابه تلك الحادثه فعن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال لما فتحت قبرص فرق بين أهلها فبكى بعضهم إلى بعض فرأيت أبا الدرداء جالساً وحده يبكى فقلت يا أبا الدرداء ما يبكيك فى يوم أعز الله فيه الإسلام و أهله فقال ويحك يا جبير ما أهون الخلق على الله عز وجل إذا أضاعوا أمره , بينما هم أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى ..

و فى الحديث { إذا ظهرت المعاصى فى أمتى عمهم الله بعذاب من عنده فقلت _أم سلمة_ يا رسول الله أما فيهم يومئذ أناس صالحون ؟ قال بلى , قلت فكيف يصنع بأولائك ؟ قال يصيبهم ما أصاب الناس ثم يصيرون إلى مغفرة الله }..
و فى حديث أخر قالت عائشه رضى الله عنها لرسول الله أنهلك و فينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث
و فى حديث أخر قال عمر بن الخطاب كنت عاشر رهط المهاجرين عند رسول الله فأقبل علينا رسول الله بوجهه فقال : يا معشر المهاجرين خمس خصال أعوذ بالله أن تدركوهن .. ما ظهرت الفاحشة فى قوم حتى أعلنوا بها إلا أبتلوا بالطواعين و الأوجاع التى لم تكن فى أسلافهم الذين مضوا ولا نقص قوم فى المكيال و الميزان إلا أبتلوا بالسنين و شدة المؤنة و جور السلطان و ما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء فلولا البهائم لم يمطروا ولا خفر قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما فى أيديهم و ما لم تعمل أئمتهم بما أنزل الله عز وجل فى كتابه إلا جعل الله بأسهم بينهم شديد ..
و فى الحديث قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها , قلنا يا رسول الله أمن قلة نحن يومئذ ؟ قال : أنتم يومئذ كثير و لكنكم غثاء كغثاء السيل تنزع المهابة من قلوب عدوكم و يجعل فى قلوبكم الوهن , قالوا و ما الوهن يا رسول الله قال : حب الدنيا و كراهية الموت..
و ذكر ابن أبى الدنيا حديثاً مرسلاً .. أن الأرض تزلزت فى عهد النبى فوضع يده عليها ثم قال : أسكنى فإنه لم يأن لك بعد , ثم ألتفت إلى أصحابه فقال : إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه ثم نزلت بالناس على عهد عمر بن الخطاب فقال : أيها الناس ما كانت هذه الزلزله إلا على شىء أحدثتموه و الذى نفسى بيده لئن عادت لا أساكنكم فيها أبداً ..
و ذكر أيضا من حديث بن عمر قال لقد رأيتنا و ما أحد احق بديناره و درهمه من أخيه المسلم و لقد سمعت رسول الله يقول : إذا ضن الناس بالدينار و الدرهم و تبايعوا بالعينه و تركوا الجهاد فى سبيل الله و أخذوا اذناب البقر أنزل الله عليهم من السماء بلاء فلا يرفعه عنهم حتى يرجعوا..
و قال الحسن " إن الفتنه ما هى إلا عقوبة من الله عز وجل على الناس "
و قال بختنصر لدنيال ما الذى سلطنى على قومك , قال : عظم خطيئتك و ظلم قومى لأنفسهم
و ذكر قتادة أن موسى عليه السلام قال : يارب أنت فى السماء و نحن فى الأرض فما علامة غبضك من رضاك ؟ قال : إذا أستعملت عليكم خياركم فهو علامة رضاى عنكم و إذا أستعملت عليكم شراركم فهو علامة سخطى عليكم..
و قال الله تعالى { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }
و قال تعالى فى نفس هذا المعنى أيضاً { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} .. فماذا لو حاسبنا الله على كل ما نفعل




خلاصة القول أخى الحبيب و أختى الفاضله .. إن ما يحدث لأمتنا من نكسات و إنكسارات و هزائم لا شك فإن لنا فيه يداً بذنوبنا كما أوضحت الأيات و الأثار و الأحاديث
و نحن مسؤلون عن هذا أمام الله .. فإن لم تتب من أجل أن تنقذ نفسك من عذاب جهنم فتب إلى الله من أجل أمتك أما يتقطع قلبك و انت تشاهد نشرة ألاخبار و ترى ما يفعل عباد الصليب بالمسلمين
كيف كان حالك حين عملت أنهم دنسوا القرآن الكريم .. و كيف وجدت قلبك حين علمت أنهم أستهزئوا من خير خلق الله نبينا محمد صلى الله عليه و سلم قل لى بربك كيف ستواجه هذا الموقف أمام الله حين يقول لك أنك مسؤل عما تعرض له عرض رسول الله صلى الله عليه و سلم
أما تغااااااااااااااااااااااااااار
.
.
.
.
.
يا أخوانى أقلعوا عن الذنوب فما صرنا إلى ما صرنا إليه إلا بذنوبنا كما قال أبو الدرداء رضى الله عنه و الله إن بداية تراجعنا عن قيادة العالم كانت و قتما بدانا أولاً فى البعد عن ديننا ثم بعد ذلك تخلفنا عن ركب الحضاره و التقدم و القوة
يا أخى الذنوب قيود متى تخلصنا منها تحررنا
فلنتب إلى الله جميعاً من كل ذنب أقترفناه و نعلن لله و نعاهده على مداومة التوبه و الإياب و الرجوع إلى دينه و دعائه لكى يرفع عنا ما حل بنا من البلاء و الكرب ولا نمل من تجديد التوبه و إتباعها بالعمل الصالح كما قال تعالى { إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } فلابد بعد التوبه من إصلاح العمل حتى نثبت لله أننا صادقون وهو أعلم سبحانه و تعالى




و أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .. و اسئل الله أن يكون كلامى قد وصل إلى قلب أخوانى الأحباء و أخواتى الفُضليات فننطلق منه بعد ذلك إلى التحرر من قيود المعصيه إلى بحار الطاعات و القربات .. و لى طلب بسيط دعوه لأخوكم فى الله أن يرضى الله عنه .. و جزاكم الله خيراً

و ما كان من توفيق فمن الله و ما كان من خطأ أو نسيان فمنى
تنويه : أستفدت جدا فى اعداد هذا الموضوع من كتاب الداء و الدواء للإمام إبن القيم رحمه الله
 
أثر الذنوب على الفرد بذاته فى الدنيا و الأخره

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
من اروع المواضيع
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير اخوي عبدالله
 
الله يجزاك خير اخوي عبدالله واقابك الله وبارك فيك وجزاك عن كل كلمة الخير الوفير
 
جزاك الله خيرا اخينا فرسان ........وقانا الله من الذنوب صغيرها وكبيرها
 
أخوانى الكرام جزاكم الله خيراً على هذه الكلمات الطيبه
اسئل الله أن يتوب على جميع المسلمين و أن يعيى المسلمون هذه الخاطره
غفر الله لنا و لكم
 
جزاك الله خير اخوي عبد الله موضوع قيم

نتمنى عودتك قريبا
 
جزاك اللـه الف خيـر اخينا الكريم على الموضوـع الرائــــــــــــع
 
عودة
أعلى