تعزز أمن الكويت ضد الصواريخ البالستية
صفقة الباتريوت ضرورية
الباتريوت لحظة انطلاقه
تم النشر في 2013/08/22
إعداد علي محمد الهاشم[email protected] @AliAlHashim2
يرتبط اسم الكويت بقصة نجاح مفهوم الصواريخ المضادة للصواريخ البالستية، بعد نجاحها في أول تجربة ميدانية طبقت خلال عملية تحرير الكويت من الاحتلال العراقي تحت ظل نظام صدام البائد في ما سمي عاصفة الصحراء عام 1991. واليوم عززت الكويت أمنها بصفقة شراء لعدد من صواريخ باتريوت المضادة للأهداف الجوية والصواريخ المعادية من الفئة الأحدث والتي يطلق عليها «بي - ايه – سي - 3» أو «باك – 3» ذات القدرة العالية المتطورة بتكلفة بلغت 308 ملايين دولار. وقبل ان يثار الجدل البرلماني حولها لا بد من التطرق إلى أهمية تلك الصفقة وحيويتها في حفظ أمن الكويت.
من دون شك سيسهم شراء الكويت للنسخة المتطورة من صواريخ باتريوت للدفاع الجوي والصاروخي في تعزيز قدراتها على التصدي لمخاطر متعددة باتت تتزايد يوما بعد يوم في ظل التوتر الذي يشوب المنطقة. إن انتشار الصواريخ البالستية المتوسطة المدى أصبح هاجسا خطيرا يقلق أمن الدول؛ فشرقا هناك صواريخ شهاب الإيرانية وغربا هناك الخطر الإسرائيلي المتمثل في صواريخ أريحا البعيدة المدى وشمالا هناك صواريخ سكود السورية وجميع تلك الصواريخ ليست بالضرورة أن تكون موجهة إلى الكويت لكنها قد تخطئ طريقها وتسقط بأراضيها مما قد يتسبب في كوارث خطرة قد ينتج عنها تساقط أرواح كثيرة لا ذنب لها في النزاعات التي تدور حول الدولة أو في الدول المجاورة لها. وبالتالي لا بد من منظومة دفاعية فعالة تعزز أمنها والتي تمثلت بالنسخة الأحدث من «الباتريوت».
البداية في عاصفة الصحراء
بينت الاحداث منذ ظهور صاروخ باتريوت إلى العلن في عام 1991 أثناء «عملية عاصفة الصحراء» انه قادر بالفعل على اعتراض صواريخ سكود التكتيكية بالفعل وبنجاح على الرغم من الانتقادات وبعض الاخفاقات التي ظهرت اثناء العمليات؛ خصوصا أنه في الأصل أعد كي يكون صاروخا مضادا للطائرات والاهداف الجوية فقط، الا انه تم تطويره لكي يصبح موجها لاعتراض الصواريخ المعادية أيضا، حيث قد اجريت تحسينات عليه مع تعديلات في برامج الكمبيوتر وحسنت معداته الارضية، واضيف إليه رادار للمسح على ارتفاعات تناسب مقاومة الصواريخ كي تمكنه من التصدي للصواريخ البالستية (أرض – أرض).
معركتان بنجاح
من «عاصفة الصحراء» عام 1991 إلى عملية حرية العراق عام 2003، شهدت مراحل انتاج الباتريوت PAC-2، الذي اضاف تحسينا ملحوظا في الصاروخ على مواجهة الصواريخ البالستية قصيرة المدى والمتوسطة كسكود، اضيفت خلالها تعديلات على الرأس المتفجر للصاروخ، وذلك بتكبير حجم شظايا الرأس المتفجرة، واضافة صواعق الانفجار بالاستشعار للصاروخ المضاد، بحيث عندما لا يتوافق خط سير «الباتريوت» للاصطدام بالصاروخ المعادي وانما سيمر بالقرب منه تقوم آلية الصاعق على «الباتريوت» بالانفجار وبث 700 شظية في كل الاتجاهات، لاعطاب الصاروخ المهاجم وتحريفه عن مساره وتدميره، وقد اثبتت التجارب العملية في الحربين على العراق (عام 1991 والاخيرة في 2003) دقة ذلك في التصويب وقدرة تدمير فعالة. يذكر ان قوات الدفاع الجوي بالقوة الجوية الكويتية التي تمتلك اعدادا من بطاريات PAC-2 المحسن اشتبكت مع بعض الأهداف المعادية وتمكنت من تدميرها بنجاح اثناء الحرب عام 2003.
النموذج الأحدث
يعرف النموذج الاخير المطور من «الباتريوت» والذي قامت الكويت أخيراً بشرائه بالـ PAC - 3 او «ايرنت ERINT-1/1». ومقارنة مع سابقه، فإن PAC-3 أخف وزنا، واسرع واكثر مرونة ورشاقة وقادر على التصدي للصواريخ الجوالة (كروز) ايضا، وفق زعم مصمميه. وهو مصمم لتدمير الهدف مباشرة بواسطة طاقته الحركية من دون الحاجة الى رأس حربي كبير نظراً لدقته. والنموذج الاخير لديه الامكانية على التعامل مع عدة اهداف آليا، وهو يشترك مع سابقه في بعض وحدات منظومته كالرادار الواحد، وعربة قيادة وسيطرة واحدة (محطة التشغيل)، وهي الوحدة المأهولة الوحيدة في المنظومة وتحتاج الى 3 مشغلين، اضافة الى مولد طاقة واحد. اما نقاط اختلافه مع سابقيه فهي ان قواذفه تحتوي على 8 صواريخ بدلا من 4، لكون PAC-3 اصغر حجما، وتمكن من صد عدة صواريخ مهاجمة عراقية من فئة «الصمود 2» و«ابابيل» وتدميرها تدميرا مباشرا في الحرب على العراق عام 2003.
دقة في التصويب
تتكون منظومة «الباتريوت» PAC-3 من محطة السيطرة التي تقوم بتحديد أولوية اهمية الاهداف وعلى معطيات الاقمار الاصطناعية في كشف اطلاق العدو لصواريخه بمجرد تشغيل محركاتها وانبعاث الحرارة منه، وتحسب مسار الصواريخ، وعبر الاتصال مع مراكز القيادة، تقوم حزمة رادار المنظومة الارضية بانارة الهدف، حيث يقوم رادار الصاروخ بعد ذلك بالتقاط الانعكاسات،عبر هوائيات خاصة، وبعد نقل البيانات الى نظام الارشاد يقوم باطلاق الصاروخ بعدها متجها الى هدفه. ميزة «الباتريوت» انه يعمل عبر الكمبيوتر، حيث من المعروف ان الكمبيوتر يعمل بسرعة أضعاف عن القدرة البشرية، ولو كان الانسان هو صاحب القرار لربما امر بالرد اما مبكرا واما متأخرا فتضيع مزايا الصاروخ الذي لا يعترض اهدافه الا في الثلث الاخير من سيرها ليحدد خطها تماما، وبالتالي يضمن اصابتها، ويستطيع نظام التتبع رصد 50 هدفا دفعة واحدة وتحديد مسارها والاشد خطورة منها، وتستطيع بطارية «باتريوت» التعامل مع 5 اهداف دفعة واحدة.
التميز
اثبتت التحاليل ان الصاروخ «باتريوت» قادر على التصدي بالفعل لخطر الصواريخ المعادية ويمكنه حماية أهداف حيوية ومدنا ممتلئة بالسكان، وهذا بحد ذاته يجعل منه أداة ضرورية من أدوات الدفاع عن الأوطان ويبرز أهميته كرادع ناجع ضد المخاطر الأمر الذي يبرر الحاجة إليه.
www.alqabas.com.kw/node/791730
صفقة الباتريوت ضرورية
الباتريوت لحظة انطلاقه
تم النشر في 2013/08/22
إعداد علي محمد الهاشم[email protected] @AliAlHashim2
يرتبط اسم الكويت بقصة نجاح مفهوم الصواريخ المضادة للصواريخ البالستية، بعد نجاحها في أول تجربة ميدانية طبقت خلال عملية تحرير الكويت من الاحتلال العراقي تحت ظل نظام صدام البائد في ما سمي عاصفة الصحراء عام 1991. واليوم عززت الكويت أمنها بصفقة شراء لعدد من صواريخ باتريوت المضادة للأهداف الجوية والصواريخ المعادية من الفئة الأحدث والتي يطلق عليها «بي - ايه – سي - 3» أو «باك – 3» ذات القدرة العالية المتطورة بتكلفة بلغت 308 ملايين دولار. وقبل ان يثار الجدل البرلماني حولها لا بد من التطرق إلى أهمية تلك الصفقة وحيويتها في حفظ أمن الكويت.
من دون شك سيسهم شراء الكويت للنسخة المتطورة من صواريخ باتريوت للدفاع الجوي والصاروخي في تعزيز قدراتها على التصدي لمخاطر متعددة باتت تتزايد يوما بعد يوم في ظل التوتر الذي يشوب المنطقة. إن انتشار الصواريخ البالستية المتوسطة المدى أصبح هاجسا خطيرا يقلق أمن الدول؛ فشرقا هناك صواريخ شهاب الإيرانية وغربا هناك الخطر الإسرائيلي المتمثل في صواريخ أريحا البعيدة المدى وشمالا هناك صواريخ سكود السورية وجميع تلك الصواريخ ليست بالضرورة أن تكون موجهة إلى الكويت لكنها قد تخطئ طريقها وتسقط بأراضيها مما قد يتسبب في كوارث خطرة قد ينتج عنها تساقط أرواح كثيرة لا ذنب لها في النزاعات التي تدور حول الدولة أو في الدول المجاورة لها. وبالتالي لا بد من منظومة دفاعية فعالة تعزز أمنها والتي تمثلت بالنسخة الأحدث من «الباتريوت».
البداية في عاصفة الصحراء
بينت الاحداث منذ ظهور صاروخ باتريوت إلى العلن في عام 1991 أثناء «عملية عاصفة الصحراء» انه قادر بالفعل على اعتراض صواريخ سكود التكتيكية بالفعل وبنجاح على الرغم من الانتقادات وبعض الاخفاقات التي ظهرت اثناء العمليات؛ خصوصا أنه في الأصل أعد كي يكون صاروخا مضادا للطائرات والاهداف الجوية فقط، الا انه تم تطويره لكي يصبح موجها لاعتراض الصواريخ المعادية أيضا، حيث قد اجريت تحسينات عليه مع تعديلات في برامج الكمبيوتر وحسنت معداته الارضية، واضيف إليه رادار للمسح على ارتفاعات تناسب مقاومة الصواريخ كي تمكنه من التصدي للصواريخ البالستية (أرض – أرض).
معركتان بنجاح
من «عاصفة الصحراء» عام 1991 إلى عملية حرية العراق عام 2003، شهدت مراحل انتاج الباتريوت PAC-2، الذي اضاف تحسينا ملحوظا في الصاروخ على مواجهة الصواريخ البالستية قصيرة المدى والمتوسطة كسكود، اضيفت خلالها تعديلات على الرأس المتفجر للصاروخ، وذلك بتكبير حجم شظايا الرأس المتفجرة، واضافة صواعق الانفجار بالاستشعار للصاروخ المضاد، بحيث عندما لا يتوافق خط سير «الباتريوت» للاصطدام بالصاروخ المعادي وانما سيمر بالقرب منه تقوم آلية الصاعق على «الباتريوت» بالانفجار وبث 700 شظية في كل الاتجاهات، لاعطاب الصاروخ المهاجم وتحريفه عن مساره وتدميره، وقد اثبتت التجارب العملية في الحربين على العراق (عام 1991 والاخيرة في 2003) دقة ذلك في التصويب وقدرة تدمير فعالة. يذكر ان قوات الدفاع الجوي بالقوة الجوية الكويتية التي تمتلك اعدادا من بطاريات PAC-2 المحسن اشتبكت مع بعض الأهداف المعادية وتمكنت من تدميرها بنجاح اثناء الحرب عام 2003.
النموذج الأحدث
يعرف النموذج الاخير المطور من «الباتريوت» والذي قامت الكويت أخيراً بشرائه بالـ PAC - 3 او «ايرنت ERINT-1/1». ومقارنة مع سابقه، فإن PAC-3 أخف وزنا، واسرع واكثر مرونة ورشاقة وقادر على التصدي للصواريخ الجوالة (كروز) ايضا، وفق زعم مصمميه. وهو مصمم لتدمير الهدف مباشرة بواسطة طاقته الحركية من دون الحاجة الى رأس حربي كبير نظراً لدقته. والنموذج الاخير لديه الامكانية على التعامل مع عدة اهداف آليا، وهو يشترك مع سابقه في بعض وحدات منظومته كالرادار الواحد، وعربة قيادة وسيطرة واحدة (محطة التشغيل)، وهي الوحدة المأهولة الوحيدة في المنظومة وتحتاج الى 3 مشغلين، اضافة الى مولد طاقة واحد. اما نقاط اختلافه مع سابقيه فهي ان قواذفه تحتوي على 8 صواريخ بدلا من 4، لكون PAC-3 اصغر حجما، وتمكن من صد عدة صواريخ مهاجمة عراقية من فئة «الصمود 2» و«ابابيل» وتدميرها تدميرا مباشرا في الحرب على العراق عام 2003.
دقة في التصويب
تتكون منظومة «الباتريوت» PAC-3 من محطة السيطرة التي تقوم بتحديد أولوية اهمية الاهداف وعلى معطيات الاقمار الاصطناعية في كشف اطلاق العدو لصواريخه بمجرد تشغيل محركاتها وانبعاث الحرارة منه، وتحسب مسار الصواريخ، وعبر الاتصال مع مراكز القيادة، تقوم حزمة رادار المنظومة الارضية بانارة الهدف، حيث يقوم رادار الصاروخ بعد ذلك بالتقاط الانعكاسات،عبر هوائيات خاصة، وبعد نقل البيانات الى نظام الارشاد يقوم باطلاق الصاروخ بعدها متجها الى هدفه. ميزة «الباتريوت» انه يعمل عبر الكمبيوتر، حيث من المعروف ان الكمبيوتر يعمل بسرعة أضعاف عن القدرة البشرية، ولو كان الانسان هو صاحب القرار لربما امر بالرد اما مبكرا واما متأخرا فتضيع مزايا الصاروخ الذي لا يعترض اهدافه الا في الثلث الاخير من سيرها ليحدد خطها تماما، وبالتالي يضمن اصابتها، ويستطيع نظام التتبع رصد 50 هدفا دفعة واحدة وتحديد مسارها والاشد خطورة منها، وتستطيع بطارية «باتريوت» التعامل مع 5 اهداف دفعة واحدة.
التميز
اثبتت التحاليل ان الصاروخ «باتريوت» قادر على التصدي بالفعل لخطر الصواريخ المعادية ويمكنه حماية أهداف حيوية ومدنا ممتلئة بالسكان، وهذا بحد ذاته يجعل منه أداة ضرورية من أدوات الدفاع عن الأوطان ويبرز أهميته كرادع ناجع ضد المخاطر الأمر الذي يبرر الحاجة إليه.
www.alqabas.com.kw/node/791730