اغضب كثيرا حين ارى بعض الناس يصفون المصريون بالآستكانه
[FONT=&]وصلت الحضارة المصرية القديمة اقصي ذراها ... و كان ذلك يؤكد حقيقة ان الشعب المصري لذي صنع هذه الحضارة كان علي استعداد لبذل كل جهد ممكن مادام يشعر بان ملوكه و حكامه يقيمون العدل و يحققون له الحماية و الخير[/FONT]
[FONT=&]و عندما يشعر الشعب بان ملوكه ضعاف متخاذلون و ليسوا الهة و لا ابناء الهة او كما كانوا يزعمون ... و ان هؤلاء الملوك قد وقعوا تحت سيطرة حكام الاقاليم و كبار رجال الدولة و كبار الموظفين و رجال الاعمال و السماسرة و المتاجرين بالام الناس اولئك الذين اشاعوا الظلم و نهبوا الشعب عن طريق فرض الضرائب الباهظة و مارسوا الكبر و الغطرسة و الطغيان ... عندئذ يهب هذا الشعب المسالم لينتقم من الجميع [/FONT]
[FONT=&]في هذا الموضوع خلاصة ثورات مصر عبر تاريخها باقلام متعددة و برؤي مختلفة و لعل هذا ما يعطي لهذا الموضوع رونقا خاصا ارجو ان يستفاد منه الجميع[/FONT]
حياة إخناتون
حكم بين سنة1372 و1354 ق.م ابن أمنحتب الثالث، وزوج الجميلة نفرتيتي. حكم مصر قرابة ثمانية عشر عاما وأنتقل في العام السادس من حكمه إلى منطقة تل العمارنة، حيث شيد هناك مدينة (أخيتاتون) لعبادة آتون واتخذ منها عاصمة سياسية ودينية جديدة، وأقسم ألا يغادرها طوال حياته وهذه المدينة تقع الآن في منطقة تل العمارنة التابعة لمدينة ملوي بمحافظة المنيا شرق النيل. بعد موت إخناتون محيت لاهوتيته الشبيهة بالديانة التوحيدية، فأهملت ثقافيا وشطب اسم إخناتون من قوائم الملوك، وعندما رجع المصريون إلى معتقداتهم وعاداتهم القديمة أطلقوا على إخناتون الذي بات غريباً على شعبه بسبب هرطقته، اسم عمهزوم العمارنةع. وقد تم محو كل أثر لإخناتون، في عهد خليفته توت عنخ آمون، وعندما صار القائد حور محب ملكاً قام بالتأريخ لمدة حكمه ابتداء من موت إخناتون.
ثورة إخناتون الدينية
في بداية حكمه كان إسم إخناتون امنفيس الرابع. وقد توصل الى قرص الشمس آتون هو الاله الواحد الذي يفيد بنوره كافة الأجناس البشرية فقام بتشييد معبدا له في الكرنك فثار عليه كهنة أمون وكرد على ذلك قام بتهديم صنم الاله أمون وسحق صوره في كل مكان. ولما اشتد الصراع ترك العاصمة طيبة مع بلاطه وغير اسمه الى إخناتون وقام بتشيد عاصمة بتل العمرانة على شرف الاله الجديد. تسانده زوجته نفرتيتي متقدا ان آتون سينجح في تقريب أصدقاء و أعداء مصر ويعم السلام كل العالم. كان يحلم في ان ينجح في نشر وتعميم الاله الجديد في كامل انحاء المملكة. لكن ثأر و انتقام أمون وسقوط المملكة الاسيوية على يد الحيثيين كقوة جديدة توسعية . وعلى إثر وفات إخناتون كان الخطر محدقا بالمملكة وبما أن الملك لم يكن له ذكور أختار أميرا خلف له من العمر 11 سنة يسمى توت عنخ خاتون.
الطفل الملك خضع للظغوط ديانة طيبة ليعود الاله آمون بقوة ويتم تحطيم وطمس كل معالم العاصمة التي شيدها إخناتون. من حسن الحظ انه تم العثور على انقاض المعبد الذي شيده بالكرنك استعملت في بناء بعض الصروح والبوبات وبهذا كانت بداية فك بعض رموز مغامرته الفريدة و الجريئة. مات توت عنخ آمون وعمره عشرون سنة وكاد التاريخ ان ينساه لو لم يتم العثور على مقبرته في بداية القرن العشرون.
ومع وفاته عرفت مصر قوتها واشعاعها من جديد وكان قد حكم من بعده على التوالي ثلاثة جنرالات نجحوا في دفع الخطر عن المملكة وجعل حدودها آمنة ثم يظهر رمسيس الثاني كفرعون لمصر مؤسس الاسرة التاسعة عشر.
ويبقى لثورة اخناتون الدينية شيء محير لدى الباحثون والمؤرخون :
1 / سرعة تنفيذ وتثبيت هذه الثورة في إنحاء المملكة المصرية وإيمان الناس بها .
2 / إبادة ومحوا كل اثأر ومدونات الثورة بعد موت اخناتون مباشرة وتبرء الناس منها .
علما إن الصراع على عرش مصر بعد موت اخناتون اشتد على توهجه بين سمنخ كارع إخوة ونفرتيتي زوجته وتوت عنخ أمون ابنة . حيث أراد كل واحد منهم إرضاء كهنة أمون وانصارة كحملة انتخابية له .
لو تأملنا هذه الإحداث وهذه الثورة لوجدنا إن الصراع السياسي على السلطة والصراع الاقتصادي على توسيع النفوذ هو المهيمن على مسيرة الإحداث وليست المسألة مسالة ديانة أو عقيدة على الرغم من كون اخناتون كان ملك سديد الرائ وعادل وصائب النضر فيما اتخذ من إصلاح ديني يتمثل في توحيد الإلهة واعتبار الإلهة الأخرى زائفة ، ولكن الطبقة السياسية وأصحاب النفوذ ضربت مصالحهم وثرواتهم ومكانتهم الاجتماعية فانتظروا موت اخناتون بفارغ الصبر حتى اسقطوا دينه الجديد وعادوا إلى ديانتهم القديمة والى مكانتهم بين الناس ..
وهذا الأمر يحدث في كل زمان ومكان فالدين قد يصبح ألعوبة بيد الساسة والمتنفذين وإما الطائفية والمذهبية فهي الوجه الثاني للساسة الذين يستخدمونها كورقة رابحة لكسب ميل الشعب لهم وعلى مر العصور والأزمان ...
[FONT=&]وصلت الحضارة المصرية القديمة اقصي ذراها ... و كان ذلك يؤكد حقيقة ان الشعب المصري لذي صنع هذه الحضارة كان علي استعداد لبذل كل جهد ممكن مادام يشعر بان ملوكه و حكامه يقيمون العدل و يحققون له الحماية و الخير[/FONT]
[FONT=&]و عندما يشعر الشعب بان ملوكه ضعاف متخاذلون و ليسوا الهة و لا ابناء الهة او كما كانوا يزعمون ... و ان هؤلاء الملوك قد وقعوا تحت سيطرة حكام الاقاليم و كبار رجال الدولة و كبار الموظفين و رجال الاعمال و السماسرة و المتاجرين بالام الناس اولئك الذين اشاعوا الظلم و نهبوا الشعب عن طريق فرض الضرائب الباهظة و مارسوا الكبر و الغطرسة و الطغيان ... عندئذ يهب هذا الشعب المسالم لينتقم من الجميع [/FONT]
[FONT=&]في هذا الموضوع خلاصة ثورات مصر عبر تاريخها باقلام متعددة و برؤي مختلفة و لعل هذا ما يعطي لهذا الموضوع رونقا خاصا ارجو ان يستفاد منه الجميع[/FONT]
حياة إخناتون
حكم بين سنة1372 و1354 ق.م ابن أمنحتب الثالث، وزوج الجميلة نفرتيتي. حكم مصر قرابة ثمانية عشر عاما وأنتقل في العام السادس من حكمه إلى منطقة تل العمارنة، حيث شيد هناك مدينة (أخيتاتون) لعبادة آتون واتخذ منها عاصمة سياسية ودينية جديدة، وأقسم ألا يغادرها طوال حياته وهذه المدينة تقع الآن في منطقة تل العمارنة التابعة لمدينة ملوي بمحافظة المنيا شرق النيل. بعد موت إخناتون محيت لاهوتيته الشبيهة بالديانة التوحيدية، فأهملت ثقافيا وشطب اسم إخناتون من قوائم الملوك، وعندما رجع المصريون إلى معتقداتهم وعاداتهم القديمة أطلقوا على إخناتون الذي بات غريباً على شعبه بسبب هرطقته، اسم عمهزوم العمارنةع. وقد تم محو كل أثر لإخناتون، في عهد خليفته توت عنخ آمون، وعندما صار القائد حور محب ملكاً قام بالتأريخ لمدة حكمه ابتداء من موت إخناتون.
ثورة إخناتون الدينية
في بداية حكمه كان إسم إخناتون امنفيس الرابع. وقد توصل الى قرص الشمس آتون هو الاله الواحد الذي يفيد بنوره كافة الأجناس البشرية فقام بتشييد معبدا له في الكرنك فثار عليه كهنة أمون وكرد على ذلك قام بتهديم صنم الاله أمون وسحق صوره في كل مكان. ولما اشتد الصراع ترك العاصمة طيبة مع بلاطه وغير اسمه الى إخناتون وقام بتشيد عاصمة بتل العمرانة على شرف الاله الجديد. تسانده زوجته نفرتيتي متقدا ان آتون سينجح في تقريب أصدقاء و أعداء مصر ويعم السلام كل العالم. كان يحلم في ان ينجح في نشر وتعميم الاله الجديد في كامل انحاء المملكة. لكن ثأر و انتقام أمون وسقوط المملكة الاسيوية على يد الحيثيين كقوة جديدة توسعية . وعلى إثر وفات إخناتون كان الخطر محدقا بالمملكة وبما أن الملك لم يكن له ذكور أختار أميرا خلف له من العمر 11 سنة يسمى توت عنخ خاتون.
الطفل الملك خضع للظغوط ديانة طيبة ليعود الاله آمون بقوة ويتم تحطيم وطمس كل معالم العاصمة التي شيدها إخناتون. من حسن الحظ انه تم العثور على انقاض المعبد الذي شيده بالكرنك استعملت في بناء بعض الصروح والبوبات وبهذا كانت بداية فك بعض رموز مغامرته الفريدة و الجريئة. مات توت عنخ آمون وعمره عشرون سنة وكاد التاريخ ان ينساه لو لم يتم العثور على مقبرته في بداية القرن العشرون.
ومع وفاته عرفت مصر قوتها واشعاعها من جديد وكان قد حكم من بعده على التوالي ثلاثة جنرالات نجحوا في دفع الخطر عن المملكة وجعل حدودها آمنة ثم يظهر رمسيس الثاني كفرعون لمصر مؤسس الاسرة التاسعة عشر.
ويبقى لثورة اخناتون الدينية شيء محير لدى الباحثون والمؤرخون :
1 / سرعة تنفيذ وتثبيت هذه الثورة في إنحاء المملكة المصرية وإيمان الناس بها .
2 / إبادة ومحوا كل اثأر ومدونات الثورة بعد موت اخناتون مباشرة وتبرء الناس منها .
علما إن الصراع على عرش مصر بعد موت اخناتون اشتد على توهجه بين سمنخ كارع إخوة ونفرتيتي زوجته وتوت عنخ أمون ابنة . حيث أراد كل واحد منهم إرضاء كهنة أمون وانصارة كحملة انتخابية له .
لو تأملنا هذه الإحداث وهذه الثورة لوجدنا إن الصراع السياسي على السلطة والصراع الاقتصادي على توسيع النفوذ هو المهيمن على مسيرة الإحداث وليست المسألة مسالة ديانة أو عقيدة على الرغم من كون اخناتون كان ملك سديد الرائ وعادل وصائب النضر فيما اتخذ من إصلاح ديني يتمثل في توحيد الإلهة واعتبار الإلهة الأخرى زائفة ، ولكن الطبقة السياسية وأصحاب النفوذ ضربت مصالحهم وثرواتهم ومكانتهم الاجتماعية فانتظروا موت اخناتون بفارغ الصبر حتى اسقطوا دينه الجديد وعادوا إلى ديانتهم القديمة والى مكانتهم بين الناس ..
وهذا الأمر يحدث في كل زمان ومكان فالدين قد يصبح ألعوبة بيد الساسة والمتنفذين وإما الطائفية والمذهبية فهي الوجه الثاني للساسة الذين يستخدمونها كورقة رابحة لكسب ميل الشعب لهم وعلى مر العصور والأزمان ...