«دبي سات -3» ينطلق العام 2017
«إياست» تشرع في بناء قمر صناعي بأيدٍ إماراتية 100%
أعلنت "مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة" بدء تنفيذ مشروع أول قمر صناعي يُستكمل تطويره في الخوانيج في دبي كمشروع وطني، سيتم تصنيعه بأيدٍ إماراتية 100% على أرض الإمارات، مجسّداً بذلك تطلعات المؤسسة في نقل وتوظيف الخبرات التقنية المكتسبة من كوريا الجنوبية، في خدمة جهود جعل الإمارات مركزاً رائداً في صناعة الفضاء اقليمياً ودولياً وترسيخ مكانة الإمارات كوجهة عالمية رائدة في مجال العلوم والتقنية مؤكدا أن دبي لديها الخبرات المحلية والبنية التحتية ذات المستوى العالمي لتصبح قاعدة لتصنيع الاقمار الفضائية وتطوير حلول مبتكرة في المستقبل.
ومن المتوقع اطلاق "دبي سات-3" العام 2017 ما يشكل بدايةً جديدةً لقطاع تصنيع الأقمار الصناعية في الإمارات، وستشهد السنوات الثلاث والنصف القادمة ولادة أول قمر صناعي تم تطويره على ارض الامارات.
مشروع استراتيجي
وكشفت "مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة"EIAST"، عن إطلاق مشروعها الاستراتيجي الجديد "دبي سات3" الذي يعد القمر الصناعي الأول الذي سيتم استكماله في الإمارات، وسيتولى فريق عمل متكامل من 45 مهندساً إماراتياً مسؤولية قيادة عمليات تطوير "دبي سات 3" الذي يحظى بأهمية استراتيجية باعتباره ثالث مشروع تصنيع قمر صناعي تحت مظلة "إياست" بالتعاون مع الشريك الاستراتيجي "ساتريك إنيشيتيف"، المزود الرائد للحلول المتكاملة والمخصصة لبعثات مراقبة الأرض.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته المؤسسة في فندق جراند حياة في دبي امس بحضور حمد عبيد المنصوري رئيس مجلس إدارة المؤسسة، ويوسف حمد الشيباني مدير المؤسسة والمهندس سالم حميد المري، مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية، وجين كيم بيونغ رئيس " ساتريك انيشيتيف"، وعبد الله القمزي مدير الاتصال والعلاقات العامة في المؤسسة.
ومن المقرر أن تنطلق عمليات تطوير "دبي سات-3" بدايةً في كوريا الجنوبية على أن تُنقل لاحقاً إلى مرافق تصنيع الأقمار الصناعية الواقعة ضمن "مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة" في دبي ليتم استكمال النصف المتبقي من المشروع على أرض الإمارات.
مختبرات خاصة
وأكدت المؤسسة عزمها على البدء بتطوير مرافق تصنيع الأقمار الصناعية، وهي عبارة عن مختبرات خاصة تمنع العوامل الخارجية كذرات الغبار والرطوبة من التأثير على الأقمار الصناعية ضمن مقرها الرئيس الواقع في إمارة دبي خلال العام الجاري تماشياً مع استعداداتها الجارية لاحتضان عمليات تطوير مشروع "دبي سات-3".
وسيتولى فريق المهندسين الإماراتيين من "مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة" مسؤولية تطوير مشروع "دبي سات-3" منذ المراحل الأولية، مع مشاركة " ساتريك إنيشيتيف" في تقديم الاستشارات التقنية عند الضرورة. وتأتي التطورات الأخيرة لتمثل خطوة نوعية من شأنها ضمان إنجاح خطة نقل عمليات تطوير القمر الصناعي الجديد إلى الإمارات.
وأكد يوسف الشيباني، ان إطلاق مشروع "دبي سات-3" نقلة نوعية مهمة نحو تجسيد تطلعاتنا المستقبلية الطموحة ودليل واضح يعكس العمل الجاد والاهتمام الكبير والالتزام المطلق الذي توليه المؤسسة لترسيخ ثقافة التميز التقني والعلمي في الإمارات، مشيرا إلى أن المؤسسة حققت تقدما ملحوظا منذ العام 2006 مع بدء تعاونها المثمر مع "ساتريك إنيشيتيف".
وأضاف الشيباني أن "دبي سات-3" يكتسب أهمية استراتيجية باعتباره اختباراً حقيقياً لإمكانات المؤسسة المتاحة فيما يتعلق بعلوم الفضاء ودفعة قوية لمواصلة الارتقاء ببرامج تطوير الأقمار الصناعية في المستقبل، مضيفا :"تمكنا خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً من بناء إمكانات عالية المستوى فيما يتعلق بتصنيع الأقمار الصناعية، وهو ما يعود بالدرجة الأولى إلى شراكاتنا الاستراتيجية مع عدد من أبرز المؤسسات البحثية الرائدة في مجال تقنيات الفضاء والأقمار الصناعية، وتماشياً مع تطلعاتنا الطموحة، نسعى إلى تحقيق أقصى قدر من الإمكانات والمعارف والمرافق والقدرات البحثية لتطوير أقمار صناعية متطورة على أرض الإمارات استناداً إلى أحدث التقنيات الحديثة، وذلك عقب استكمال مشروع "دبي سات-3"."
تقنيات وتطبيقات
وأشار المهندس سالم حميد المري، إلى أن رؤية المؤسسة تتمحور حول توظيف تقنيات علوم الفضاء وتطبيقاتها بشكل فاعل لدفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في الإمارات، لافتا إلى أن مشروع "دبي سات-3" يتماشى مع هذه الرؤية ، وتابع :" نقوم بدور قيادي ورئيس في استكمال القمر الصناعي الجديد بأيدٍ وخبرات إماراتية خلال فترة الثلاث سنوات والنصف المقبلة،وسيتم البدء بتطوير "دبي سات-3" في كوريا الجنوبية خلال فترة تمتد لسنتين بالتعاون مع " ساتريك إنيشيتيف"، ليتم بعدئذٍ الانتقال إلى دبي في المرحلة الأخيرة التي ستمتد لسنة ونصف السنة، وتحتل هذه المرحلة أهمية خاصة باعتبارها اختباراً حقيقياً لإمكاناتنا المتاحة، حيث سيتولى فريق الخبراء والمهندسين الإماراتيين مسؤولية استكمال عمليات تطوير المشروع ضمن مرافقنا المخصصة لتصنيع الأقمار الصناعية في دبي" .
وأضاف المري أن هيكل القمر الصناعي "دبي سات-3" سيكون مشابها لهيكل القمر الصناعي "دبي سات-2"، لكن هناك تغييراً كبيراً في حجم آلة التصوير والمعدات الأساسية، إذ سيتم تزويد القمر الصناعي "دبي سات-3" بنظام تصوير متطور جدا يعمل بمثابة مكبر عالي الدقة تمكنه من الوصول إلى دقة تصوير تصل إلى 70 سم من على بعد 600 كيلومتر فوق سطح الكرة الأرضية، كما سيتم إدخال تحسينات في سرعة التحميل وتعزيز قدرات الحاسب الآلي."
45 مهندسا
وعمدت "المؤسسة الى تأسيس فريق عمل يضم 45 مهندساً إماراتياً للإشراف على عمليات تنفيذ مشروع "دبي سات-3" وأنظمته الأرضية، كما تعتزم توظيف المزيد من الكوادر الاماراتية في المراحل الأخيرة من المشروع، بما ينسجم مع الأهداف الإستراتيجية للمؤسسة الرامية إلى تطوير الكفاءات والمواهب الإماراتية، ويأتي إطلاق مشروع "دبي سات-3" تتويجا لنهج متكامل ثلاثي المراحل اعتمدته المؤسسة يقوم على النهوض بالكفاءات والمعارف والخبرات والمرافق التصنيعية، بغية تطوير نظم الأقمار الصناعية المتقدمة بأيدٍ إماراتية داخل الدولة.
«إياست»
مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة "إياست" هي مؤسسة عامة تابعة لحكومة دبي، تم إنشاؤها في العام 2006 لتشجيع الابتكار العلمي والتقدم التقني في دبي والإمارات، فضلا عن بناء قاعدة تنافسية لتطوير الموارد البشرية المواطنة وتعزيز الإبتكار التقني لديهم والإرتقاء بهم إلى مستويات علمية رائدة. وتقوم مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة "إياست" بتنفيذ أبحاث رئيسية في مجال الفضاء الخارجي، وتصنيع الأقمار الصناعية وتطوير النظم ذات الصلة، وتوفير خدمات التصوير الفضائي وخدمات المحطة الأرضية والدعم للأقمار الصناعية الاخرى.
المنصوري :تفوق اقتصادي وعمراني وانطلاق نحو الفضاء
أكد حمد عبيد المنصوري رئيس مجلس إدارة "مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة" إن الإعلان عن مشروع القمر الصناعي "دبي سات 3" يأتي استكمالاً لمسيرة حافلة بالعمل الجاد والنجاح المتواصل في وضع أسس متينة لتعزيز ثقافة البحث العلمي والابتكار التقني في الامارات تماشياً مع أهداف خطة دبي الاستراتيجية، و"رؤية الإمارات 2021"، المتمثلة في بناء اقتصاد مستدام، قائم على المعرفة .
واعتبر المنصوري العام 2013 عاما مفصليا في تاريخ "مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة"، وسيشهد، إلى جانب انطلاق أعمال تصنيع "دبي سات 3"، إطلاق القمر الصناعي للاستشعار عن بعد "دبي سات 2" إلى الفضاء ، مشيرا إلى أن أبرز الملامح الاستراتيجية المميزة للقمر الصناعي "دبي سات 3"، تتمثل في كونه مشروعاً وطنياً، سيتم تصنيعه بأيدٍ إماراتية 100% على أرض الإمارات، مجسّداً بذلك تطلعات المؤسسة في نقل وتوظيف الخبرات التقنية المكتسبة من كوريا الجنوبية، في خدمة جهود جعل الإمارات مركزاً رائداً في صناعة الفضاء اقليمياً ودولياً.
واوضح المنصوري أن مشروع "دبي سات 3" يمثل نقلة نوعية جديدة، لدعم الأهداف السامية لقيادتنا الرشيدة، والمتمثلة في تعزيز المعرفة والتطور التقني، وبناء كوادر بشرية إماراتية على درجة عالية من التنافسية، واحتضان أحدث الانجازات، وتسخيرها في خدمة مسيرة الرقي والتطور والتنمية الشاملة المستدامة، موضحا أنه على الرغم من أن المشروع شمل تجارب علمية عديدة، وقدم معلومات هندسية مفيدة، من شأنها أن تمهد لبرنامج مميز، إلا أن الجميع يحرص على المضي قدما نحو التطوير والتحديث المستمر، وتطبيق أفضل المعايير العالمية.
وقال المنصوري إن كان قطاع الفضاء يعد الركيزة الأساسية التي من شأنها دعم مسيرة التميز والتنمية، لما يزخر به من فرص واعدة للارتقاء بالقطاعات الحيوية الأخرى في سبيل بناء المستقبل.
وشرح يوسف حمد الشيباني مدير عام " إياست " الأهمية الاستراتيجية لمشروع "دبي سات-3" عبر النهج ثلاثي المراحل المعتمد لتطوير نظم الأقمار الصناعية المتقدمة في إطار التعاون المشترك مع " ساتريك انيشيتيف" في كوريا الجنوبية، وأعلن البدء بتطوير مرافق متخصصة لتصنيع الأقمار الاصطناعية ضمن المقر الرئيس لـ "مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة خلال العام المقبل في الخوانيج. وستمثل هذه المرافق ركيزة عملية نقل بناء القمر الاصطناعي دبي سات-3 إلى الإمارات.
وقال الشيباني ان المرحلة الأولى تتمحور حول نقل المعرفة والتقنية المكتسبة من " ساتريك انيشيتيف"، وذلك عبر إرسال فريق من المهندسين الإماراتيين إلى كوريا الجنوبية لاكتساب الخبرات المتخصصة خلال عملية تطوير مشروع "دبي سات-1" مشكّلاً بذلك دعامة أساسية لإنجاح المبادرات المستقبلية لتطوير الأقمار الصناعية لدينا في مؤسسة.
وبعد النجاح الذي تحقق في استكمال وإطلاق القمر الصناعي "دبي سات-1" في العام 2009، بدأت المرحلة الثانية التي تمركزت حول نهج التطوير المشترك لمشروع دبي سات-2، حيث قام الفريق الاماراتي مع نظيره الكوري بتصميم وبناء وفحص القمر الصناعي دبي سات-2، وكانت نسبة مشاركة الفريق في المشروع 50% ، وسيتم استكمال المرحلة الثالثة في مشروع "دبي سات-3" ضمن المرافق المخصصة لتصنيع الأقمار الصناعية داخل الدولة.
وفي إطار استراتيجية النقل التدريجي للتقنية المتطورة، سيتم البدء بتطوير "دبي سات-3" في كوريا الجنوبية ليتم بعد ذلك الانتقال إلى دبي حيث سيتولى فريق المهندسين الإماراتيين مسؤولية استكمال عمليات تطوير المشروع بالاستعانة بـ " ساتريك انيشيتيف" عند اللزوم على مستوى الاستشارات التقنية. ويحظى "دبي سات-3" بأهمية خاصة باعتباره اختباراً حقيقياً لإمكانياتنا في بناء وتصميم أقمار صناعية.
واشاد الدكتور جين كيم بيونغ رئيس " ساتريك انيشيتيف"، بروح التفاني والعمل الجاد والإبداع والالتزام بالتميز لدى فريق الكوادر الوطنية الذي يعمل في برامج اقمار دبي سات، معتبرا هذه الصفات ضرورية مع استمرار "إياست" في التطور والنمو لتصبح مؤسسة التي يمكن أن تطور بشكل مستقل أقمارها الاصطناعية في المستقبل، بحيث ستكون قوة دافعة لتحقيق اختراقات علمية أكثر في دولة الإمارات.
وقال إن شركته قدمت التدريب للمهندسين الإماراتيين وساعدت أيضا ثمانية مهندسين مواطنين في الحصول على درجة الماجستير، كجزء من التزام شركته في المساعدة في تطوير الكوادر الوطنية في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء.
واضاف بيونغ أن شركته ستقوم بدور الاستشاري لمشروع "دبي سات 3" وستقدم المشورة المهنية في التعامل مع مقدم خدمة الاطلاق. مؤكدا أن دبي لديها الخبرات المحلية والبنية التحتية ذات المستوى العالمي لتصبح قاعدة لتصنيع الاقمار الفضائية وتطوير حلول مبتكرة في المستقبل.
«إياست» تشرع في بناء قمر صناعي بأيدٍ إماراتية 100% - البيان