مقاومة الامير عبد القادر

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

الحاج سليمان 

صقور الدفاع
إنضم
5 سبتمبر 2007
المشاركات
6,553
التفاعل
17,520 193 32
الدولة
Algeria
**مقاومة الأمير عبد القادر
تمثل مقاومة الأمير عبد القادر مرحلة هامة من مراحل الكفاح المسلح للشعب
الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي في طوره الأول، فبعد مبايعة الأمير عبد
القادر في نوفمبر 1832، وهو في عز شبابه شرع في وضع مشروع بناء دولة حديثة
،فكانت حياته مليئة بالإنجازات العسكرية والسياسية والحضارية.
ويمكن تقسيم المقاومة إلى ثلاث فترات

*مرحلة القوة 1832-1837
عمل الأمير على توحيد صف مختلف القبائل حول مسألة الجهاد، وبسط نفوذه على
أغلب الغرب الجزائري وأتخذ من مدينة معسكر عاصمة له وشرع في تنظيم
المقاومة ، فاستولى على ميناء آرزيو لتموينها ، وشرع في تنظيم الجيش ،
إضافة الى فرق المدفعية ودربهم على حرب العصابات ، وفي إطار التنظيم
العسكري زيادة على توحيد الأوامر والقوانين العسكرية الدالة على الانضباط
والصرامة في المؤسسة العسكرية مثل :
- وضع سلم تسلسلي للرتب العسكرية على النحو التالي : رقيب - رئيس الصف - السياف - الآغا.
-قسم الوحدات الأساسية في الجيش النظامي إلى كتائب و تضم الكتيبة الواحدة مائة جندي.
-وسـع دائرة نفوذه إلى أنحاء أخرى من الوطن شملت جزءا كبيرا من إقليم تلمسان ومليانة والتيطري (المدية).
وتوسع نفوذ الأمير عبر الغرب الجزائري خاصة بعد انتصاراته العسكرية ، وقد
كانت بطولته في المعارك مثار الإعجاب من العدو والصديق فقد رآه الجميع في
موقعة "خنق النطاح" التي أصيبت ملابسه كلها بالرصاص وقُتِل فرسه ومع ذلك
استمر في القتال حتى حاز النصر على عدوه، وأمام هذه البطولة اضطرت فرنسا
إلى عقد اتفاقية هدنة معه عرفت باسم القائد الفرنسي في وهران وهي معاهدة
"دي ميشيل" في عام 1834، وبهذه الاتفاقية اعترفت فرنسا بدولة الأمير عبد
القادر، وبذلك بدأ الأمير يتجه إلى أحوال البلاد ينظم شؤونها ويعمرها
ويطورها، وقد نجح الأمير في تأمين بلاده إلى الدرجة التي عبر عنها مؤرخ
فرنسي بقوله: "يستطيع الطفل أن يطوف ملكه منفردًا، على رأسه تاج من ذهب،
دون أن يصيبه أذى!!".

غير أن الجنرال تريزيل الذي خلف الجنرال ديميشال منذ عام 1835،لم يحترمها
و حاول إيجاد الفرصة لمعاودة قتال الأمير و نقض معاهدة الصلح، و فعلا
اغتنم فرصة لجوء قبائل الدوائر و الزمالة إليه . طلب الأمير من الجنرال
تريزيل أن يرفع حمايته عن هذه القبائل ليعيدها إلى سلطته إلا أن هذا
الأخير رفض ، فأستؤنف القتال من جديد حيث التقا في حوش غابة مولاي إسماعيل
قرب مدينة سيق يوم 26 جوان 1835اين دارت بينهما معركة سيق ، انهزم فيها
الفرنسيون. ثم التقيا مرة أخرى في معركة المقطع 27 جوان تكبدت فيها القوات
الفرنسية هزيمة نكراء ترتبت عنها انعكاسات و آثار منها :
1-عزل الحاكم العام ديرلون والجنرال تريزل.
2-تعيين الماريشال كلوزيل حاكما عاما على الجزائر في جويلية 1835 وإرسال قوات كبيرة لمواجهة الأمير.
قام كلوزيل بمهاجمة معسكر عاصمة الأمير ، إلا أنه وجدها خالية فغادرها إلى
تلمسان التي احتلها ، إلا أن جيوش الأمير بقيت تسيطر على الطريق الرابط
بين تلمسان وهران، فأصبح الجيش الفرنسي محاصرا داخل أسوار المدينة. و لرفع
الحصار ، قاد الجنرال بيجو حملة عسكرية كبيرة حقق على إثرها انتصارا في
موقعه وادي السكاك سنة 1836، ولكن الأمير نجح في إحراز نصر على القائد
الجديد في منطقة "وادي تفنة" أجبرت القائد الفرنسي على عقد معاهدة هدنة
جديدة عُرفت باسم "معاهد تافنة" في يوم 30 ماي 1837، كانت فرنسا من خلالها
تريد تحقيق الأغراض الآتية:
-التفرغ للقضاء على مقاومة أحمد باي في الشرق الجزائري.
-إعداد فرق عسكرية خاصة بحرب الجبال.
-فك الحصار عن المراكز الفرنسية.
-انتظار وصول الإمدادات العسكرية من فرنسا.

* مرحلة تنظيم الدولة 1837-1839)الهدوء المؤقت )
وعاد الأمير عبد القادر لإصلاح حال بلاده وترميم ما أحدثته المعارك
بالحصون والقلاع وتنظيم شؤون البلاد، فاستغل معاهدة التافنة لتعزيز قواته
العسكرية و تنظيم دولته من خلال الإصلاحات الإدارية والتنظيمات العسكرية
الآتية:
1-تشكيل مجلس وزاري مصغر يضم رئيس الوزراء ، نائب الرئيس ، وزير الخارجية
، وزير الخزينة الخاصة و وزير الأوقاف - وزير الأعشار ، الزكاة، ثم
الوزراء الكتبة وهم ثلاثة حسب الحاجة و اتخذت هذه الوزارة من مدينة معسكر
عاصمة لها.
2- تأسيس مجلس الشورى الأميري و يتكون من 11 عضوا يمثلون مناطق مختلفة.
3- التقسيم الإداري للبلاد إلى ولايات وكل ولاية يديرها خليفة، وقسم
الولاية إلى عدة دوائر و وضع على رأس كل دائرة قائدا يدعى برتبة آغا و تضم
الدائرة عددا من القبائل يحكمها قائد ،و يتبع القائد مسؤول إداري يحمل لقب
شيخ.
4-تنظيم الميزانية وفق مبدأ الزكاة وفرض ضرائب إضافية لتغطية نفقات الجهاد وتدعيم مدارس التعليم…الخ.
5-تدعيم القوة العسكرية بإقامة ورشات للأسلحة و الذخيرة وبناء الحصون على مشارف الصحراء.حتى يزيد من فاعلية جيشه .
6-تصميم علم وطني وشعار رسمي للدولة.
7-ربط علاقات دبلوماسية مع بعض الدول



*مرحلة الضعف 1839-1847(حرب الابادة):
بادر المارشال فالي إلى خرق معاهدة التافنة بعبور قواته الأراضي التابعة
للأمير، فتوالت النكسات خاصة بعد أن انتهج الفرنسيون أسلوب الأرض
المحروقة، كما هي مفهومة من عبارة الحاكم العام الماريشال بيجو: "لن
تحرثوا الأرض، وإذا حرثتموها فلن تزرعوها ،وإذا زرعتموها فلن تحصدوها..."
فلجأ الفرنسيون إلى الوحشية في هجومهم على المدنيين العزل فقتلوا النساء
والأطفال والشيوخ، وحرقوا القرى والمدن التي تساند الأمير.
وبدأت الكفة ترجح لصالح العدو بعد استيلائه على عاصمة الأمير تاقدامت
1841، ثم سقوط الزمالة -عاصمة الأمير المتنقلة- سنة 1843 و على إثر ذلك
اتجه الأمير إلى المغرب في أكتوبر عام 1843 الذي ناصره في أول الأمر ثم
اضطر إلى التخلي عنه على إثر قصف الأسطول الفرنسي لمدينة طنجة و الصويرة
(موغادور)، وتحت وطأة الهجوم الفرنسي يضطر السلطان المغربي إلى طرد الأمير
عبد القادر، بل ويتعهد للفرنسيين بالقبض عليه. الأمر الذي دفعه إلى العودة
إلى الجزائر في سبتمبر 1845 محاولا تنظيم المقاومة من جديد .
يبدأ الأمير سياسة جديدة في حركته، إذ يسارع لتجميع مؤيديه من القبائل،
ويصير ديدنه الحركة السريعة بين القبائل فإنه يصبح في مكان ويمسي في مكان
آخر حتى لقب باسم "أبا ليلة وأبا نهار"، واستطاع أن يحقق بعض الانتصارات،
ففي عام 1846 و أثناء تنقلاته في مناطق الجلفة و التيتري مدعوما بقبائل
أولاد نائل قام الأمير بعدة معارك مع العدو من بينها معارك في زنينة، عين
الكحلة و وادي بوكحيل، وصولا إلى معارك بوغني و يسر في بلاد القبائل.
غير أن الأمر استعصى عليه خاصة بعد فقدان أبرز أعوانه، فلجأ مرة ثانية إلى
بلاد المغرب، وكانت المفاجأة أن سلطان المغرب وجه قواته لمحاربة الأمير،
ومن ناحية أخرى ورد في بعض الكتابات أن بعض القبائل المغربية راودت الأمير
عبد القادر أن تسانده لإزالة السلطان القائم ومبايعته سلطانًا بالمغرب،
وعلى الرغم من انتصار الأمير عبد القادر على الجيش المغربي، إلا أن
المشكلة الرئيسية أمام الأمير هي الحصول على سلاح لجيشه، ومن ثم أرسل لكل
من بريطانيا وأمريكا يطلب المساندة والمدد بالسلاح في مقابل إعطائهم مساحة
من سواحل الجزائر: كقواعد عسكرية أو لاستثمارها، وبمثل ذلك تقدم للعرش
الإسباني ولكنه لم يتلقَ أي إجابة، وأمام هذا الوضع اضطر في النهاية إلى
التفاوض مع القائد الفرنسي "الجنرال لامور يسيار" على الاستسلام على أن
يسمح له بالهجرة إلى الإسكندرية أو عكا ومن أراد من اتباعه، وتلقى وعدًا
زائفًا بذلك فاستسلم في 23 ديسمبر 1847م.
 
رد: مقاومة الامير عبد القادر

سبحان الله موضوعين اغلقوا قبل الان على نفس شاكلة هذا الموضوع ومع ذلك تعيد نفس الموضوع هل تريد الفتنة ؟؟ هل تريد التناحر والتفرقة ؟؟ ما هدفك
 
رد: مقاومة الامير عبد القادر

الموضوع مغلق
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى