تطـــاير أبـــراج الدبابـــات الروسيـــــة في ساحـــــة المعركـــــة
خلل التصميم .. وسوء التقدير
أحدثت الدبابة منذ ظهورها الأول في الحرب العالمية خلال معركة السوم Somme Battle في 15 سبتمبر العام 1916 ، تغييراً كبيراً في مجرى الحرب . في البداية كانت لغزاً غير مفهوم من وجهة النظر العسكرية في كيفية استخدامها ، فألقى على عاتقها مهمة إسناد جنود المشاة الراجلين . إلا أن بعض الضباط ممن يتمتعون ببصيرة جيدة ، درسوا خواص هذا السلاح الجديد ، وأدركوا أنها (أي الدبابة) يمكن أن تحل محل الخيالة cavalry ، واعتبارها "خيالة ميكانيكية" وأنها يمكن أن تكون سلاحا حاسما في مواجهة تكتيكات حرب الخنادق trench warfare . ومنذ ذلك الوقت ، أصبحت الدبابة ، تحتل مكانة عالية بين أسلحة ومعدات الحرب التقليدية ، ومن المؤكد أن عصر التكنولوجيا المتقدمة الحديثة أكد على هذه المكانة بل وعززها ، فلا تزال الدبابة في نظر الكثيرين من المنظرين ، سيدة المعارك وركيزتها .. تؤيد ذلك الجهود العظيمة التي تبذلها الدول المتقدمة صناعياً في مجال تطوير دباباتها ، وتزويدها بأعلى مواصفات الكفاءة التقنية .
الدبابات الروسية T-72 هي واحدة من أكثر دبابات المعركة الرئيسة في العالم إنتشاراً ومشاركة في الصراعات العالمية ، ويرجع الفضل في تطويرها بداية إلى مكتب تصميم أليكساندر موروزوف Aleksandr Morozov ، وهو مهندس ومصمم دبابات سوفييتي ، خريج معهد موسكو الميكانيكي ، ولد في 29 أكتوبر العام 1904 وتوفي في 14 يونيو العام 1979 . هذا الرجل عمل على تطوير دبابات من جيل جديد في مصنع الدبابات في منطقة كاركوف Kharkov (الآن يطلق عليها كاركيف Kharkiv في أوكرانيا) .. حلم موروزوف كان أن يكرر نجاح الدبابة السوفييتية T-34 مع أخرى جديدة بتصميم ثوري ، بحيث يمكن لهذه أن تجاري وتتفوق على دبابات منظمة حلف شمال الأطلسي في القوة النارية ، الحماية المدرعة ، وقابلية الحركة ، بينما تبقى في ذات الوقت وبشكل ملحوظ أكثر خفة وأكثر اقتصادية more economical . فعمل على تصميم الدبابة السوفيتيِة الأكثر تقدماً في الستينات هي الدبابة T-64 .
هذه الدبابة دمجت آنذاك مجموعة كبيرة من الميزات والخصائص المبتكرة ، بما في ذلك الدرع الخزفي ومنظومة التلقيم الآلي autoloader لصالح السلاح الرئيس ونظام التعليق الخاص خفيف الوزن ، ليمنح على أثرها موروزوف جائزة لينين Lenin Award التي تمثل الوسام الأعلى الممنوح من قبل الإتحاد السوفيتي لمبدعيه . أفكار هذه الدبابة أعتمدت بعد ذلك من قبل رئيس المهندسين ليونيد كارتسيف Leonid Kartsev لأجل تطوير نموذج مصغر من الدبابة حمل التعيين Obiekt 172M الذي كان جاهزاً بنهاية العام 1970 . اختبارات الجيش على الدبابة الجديدة بدأت في موقع كوبينكا Kubinka ، حيث عرض التصميم لتجارب ميدانية في الأحوال الجوية الحارة والباردة ، وكشفت هذه التجارب عدداً من عيوب التصميم design flaws ، لكن نتائج الاختبارات كانت واعدة بما فيه الكفاية لمصممي أورال فاغن للتصديق على خطة البناء اللاحقة ، ومنح فريق التصميم جائزة سوفييتية رسمية رفيعة المستوى في العام 1974 لنوعية الجهد المبذول . وفي تاريخ 7 أغسطس من العام 1973 تم قبول النسخة Obiekt 172M في الخدمة لدى القوات المسلحة السوفييتية كدبابة قياسية تحت اسم T-72 . وفي العام 1975 أطلق على الدبابة تسمية T-72 Ural بعد تصنيعها في منطقة جبال الأورال (اسم أورال Ural الرمزي اختير عن عمد لتذكير الجيش بأن الدبابة قَد طورت من قبل مجموعة نيزني تاغيل الواقعة في منطقة جبل أورال الروسية) .
التوجه التقليدي للقيادة السوفييتية آنذاك كان ينصب على إنتاج دبابات أرخص من ناحية التكاليف ، وكذلك أسرع تصنيعاً من الدبابات الغربية الحديثة ، حيث طغت الكمية وبشكل فعلي على النوعية . أما المصممين السوفييت Soviet designers ، فقد سعوا أثناء العمل على إبقاء تصاميم دباباتهم صغيرة ومنخفضة الارتفاع low profile قدر الإمكان لكي تكون أصغر هدف محتمل ، واضعين الأهمية القصوى على أن لا تصاب الدبابة ، وليس على احتمالية نجاتها بعد الإصابة . وهنا يمكن للقارئ ملاحظة مفارقة أخرى ، فعلى الرغم من أن الفكر السوفيتي الرسمي يوحي أن تخزين الذخيرة تحت أرضية البرج سوف يساهم على تخفيض الإرتفاع العام overall height للدبابة ، إلا إنه من الواضح أن هذا المنطق والتفكير يخالف الواقع . فمع تخزين الذخيرة تحت أرضية البرج ، فإن الحيز أو السعة المكانية لرأس أفراد الطاقم crew head-space الجالسين فوق موضع التخزين ، سوف تخفض وتقلل بشكل أكبر ، بحيث عمل هذا التوضيب في الدبابات T-72/T-90 على حشر الطاقم وضغطهم في مواقعهم بدرجة أكبر . وللقارئ أن يتخيل إلى أي مستوى كان يمكن تخفيض الصورة الظلية silhouette لهذه الدبابة لو كانت الذخيرة وضعت وسكنت في حماية مؤخرة البرج turret bustle ، كما هو الحال في الدبابة الفرنسية Leclerc المجهزة هي الأخرى بملقم آلي .
عموماً عندما جاءت حرب الخليج العام 1991 لتختبر هذه الدبابة عملياتياً (الدبابة أختبرت قبل ذلك بشكل مقنن ومخفض نسبياً في حرب العراق وإيران والحرب السورية الإسرائيلية في الثمانينات) حيث تبين وبشكل قاطع ، بأنه وعند إشراك تقنيات الكشف والرصد الحديثة ، فإن مقاصد التصميم والتخطيط الداخلي internal layout المضغوط تكون ذات قيمة تكاد لا تذكر . فوجود أبراج صغيرة لم يحمي الدبابة T-72 من الإصابات الدقيقة القاتلة ، ولا حتى شكلها البالستي منع الاختراقات الروتينية . لقد تبين أن التصميم السوفييتي لدبابة المعركة الرئيسة MBT أخفق لسببين رئيسين وهما : المراهنة على أن لا تصاب الدبابة أكثر من أن تنجو بعد هذه الإصابة ، ورفض المصممين السوفييت الإدراك بأن نجاة الطاقم crew survivability هو موضوع أكثر أهمية بكثير من نجاة العربة . لقد أدى اندماج هذين الخللين ، إلى إيجاد إطار محدد لهذه التصاميم ، مثل صينية التلقيم الآلي المركزية في الدبابة T-72 ، وكذلك احتياطي الذخيرة التي تم استيعابها على أرضية البرج turret floor . هذا بدوره سمح بظهور أشكال مركبة وصغيرة للدبابات السوفييتية ، لكنه في المقابل ضمن احتمالات أكبر لإصابة مخزون الذخيرة ، مما ضاعف معه من مخاطر الاشتعال والانفجار ، والنتيجة الطبيعية هنا هي فقدان الطاقم والدبابة معاً !!! المشاهد ذاتها تكررت في الشيشان والبلقان وفي الخليج والآن خلال الحرب الأهلية السورية ، ولم يعد غريباً أو مثيراً مشاهدة هيكل الدبابة T-72 المحترق وعلى مسافة بضعة أو حتى عشرات الأمتار يرقد البرج المحطم .
طبيعة وأبعاد المشكلة :
في الحقيقة الانطباع الأول عند التسلق إلى الدبابة T-72 هو ضيقها الداخلي الشديد ، الذي لا يقارن حتى بالدبابات السوفييتية الأسبق مثل T-62 . كما لا يقارن بالسعة الداخلية النسبية للدبابات الغربية . لا القائد ولا المدفعي يمكن أن يقف منتصباً في البرج وكوة البرج مغلقة ، هذه نتيجة طبيعة لتثبيت صينية الملقم الآلي على أرضية الهيكل التي شغل قطرها وارتفاعها الكثير من المساحة الداخلية . والأمر كما وصفه بعض المعلقين يعكس السهو النسبي للمصممين السوفيت إلى هندسة الطاقم الإنسانية crew ergonomics (علم يختص بدراسة التفاعل بين الإنسان والأدوات الأخرى ويستخدم طرق التصميم المحسنة لتطوير الأداء العام للإنسان) ومدى الحاجة للتكيف بين الإنسان والآلة وتأثير هذه الميزات على الأداء القتالي combat performance .. الدبابات T-72/T-90 تحتوي على خزين لنحو 44 قذيفة متنوعة من النوع المجزأ إلى قسمين . من هذه عدد 22 مقذوف و22 شحنة دافع مخزنة في صينية الملقم الآلي الدوارة على أرضية الهيكل وأسفل حلقة البرج ، حيث تعبأ المقذوفات بشكل أفقي في الطبقة السفلية ، بينما شحنات الدافع تفترش الطبقة العليا . المشكلة كما فهمها البعض خطأً ترجع لخزين الذخيرة في الصينية الدوارة الخاصة بالملقم الآلي وخطورة تعرضها للإنفجار عند حدوث أي ثقب لهيكل أو برج الدبابة ، لكن الصحيح أن الروس حرصوا على توفير حماية سقفية لنظامهم الآلي ، عن طريق باب أو صفيحة فولاذية تنزلق وتغلق آلياً خلال عملية تلقيم القذيفة للمدفع ، ولهذا السبب في حالة اختراق البرج من قبل الشظايا المتوهجة ، فإن هذه سوف تصيب ربما سقف الملقم المجهز بالصفيحة الواقية ، لكنها لن تشعل الذخيرة المخزونة في ذات الملقم (ومع ذلك هي عرضة للهجوم السفلي من الألغام الأرضية المضادة للدروع) .
هكذا فإن لب المشكلة بالنسبة للدبابات الروسية T-72/T-90 ، لا يكمن في تصميم نظام التلقيم الآلي ، بل هي محصورة في الذخيرة الإضافية المخزنة في مواقع مكشوفة من مقصورة القتال fighting compartment بالقرب من أفراد الطاقم ، . هذه الذخيرة عرضة للاشتعال عملياً مع أي اختراق محتمل لدروع المقصورة أو البرج ومن أي زاوية (هذا فعلياً ما أفقد التصميم لعنصر النجاة والبقائية survivability) . القذائف الإضافية وعددها 20/23 قذيفة مخزنه على أرضية الهيكل في مواضع متفرقة ، فهناك أربعة مقذوفات وشحنات دافعة propellant cases مثبته في جيوب عند الجهة اليمنى من خلايا الوقود الأمامية ، وهناك مقذوفين وشحنتي دافع خلف مقعد القائد . كما يتوفر مقذوفين وشحنة دافع واحدة مباشرة خلف المدفعي ، وثلاثة مقذوفات على رفوف خاصة في الجانب الخلفي للهيكل جهة اليسار . هناك أيضاً ستة مقذوفات على الحائط الخلفي ، وثمانية شحنات دافع في تجاويف خزان الوقود الخلفي على الأرضية وراء صينية الذخيرة . الذخيرة الوحيدة المخزنة فوق خط البرج تشمل خمسة شحنات دافع قرب موضعي المدفعي وقائد الدبابة . معظم هذه الذخيرة عرضة للإصابة والتحفيز بتأثير شظايا الإختراق ، ومن ثم يتحقق الإنفجار الحتمي .
ومن غرائب التصميم الأخرى التي تعرضت لها بعض المصادر ، هي ما كتبه بعض الباحثين في شؤون الدبابات الروسية ويتحدث هذا عن A wonderful combination, fuel and tank gun projectiles ، وتعني "مزيج وتوليفة رائعة .. الوقود مع قذائف مدفع الدبابة" !! إذ يوجد في الدبابات T-72/T-90 خزان وقود كبير تحت سطح الأرضية ، بين مؤخرة أرضية البرج وجدار الحماية ، وبعض شحنات الدافع محفوظة بشكل عمودي stowed vertically في تجاويف خاصة خلال هذا الخزان !! في مقدمة الهيكل ، هنالك أيضاً خزان وقود آخر إلى يمين السائق ، ويتوافر أيضاً في هذا الموضع تقريباً ذخائر إضافية مع شحنات دافع محفوظة في تجاويف غائرة recessed تحمل نمط وإسلوب التخزين في خزان الوقود ، لكنها تثبت هنا بشكل أفقي . عدد من المقذوفات محفوظة على حائط الهيكل في مؤخرة T-72 ، وبضعة شحنات دافع propellant cases تشد وتحزم إلى أرضية البرج ، بجانب أقدام كلاً من المدفعي والقائد !! (من البداية ، مبدأ التصميم كان يفضل الإنتاج الشامل والموسع mass production على المناعة والحصانة النسبية comparative invincibility) . لقد أظهر البرج ، كما بدا من الصراعات التي شاركت بها الدبابة T-72 ، ميله للطيران متى ما الدبابة ضربت وحدث الاختراق والثقب .
هكذا ، قابلية بقاء طاقم الدبابة T-72 كانت دائماً محل تشكيك وترهيب ، هذه ربما كانت نتيجة طبيعية لعدم فصل وعزل مقصورة تخزين الذخيرة ammunition compartment عن مقصورة الطاقم ، حيث تكدس أغلبية الذخيرة كما ذكرنا على أرضية هذه الأخيرة . لقد تحصلت الدبابات T-72 على ميل ونزعة أعظم لفقدان برجها بالمقَارنة إلى الأنواع السابقة من الدبابات السوفييتية مثل T-55 ، وذلك بسبب الحجم المتزايد المحمول لشحنات الدافع propellant داخل مقصورة القتال . خصوصاً عندما نعلم أن الحمولة القصوى للذخيرة في الدبابة T-72 تبلغ ضعفي تلك المحملة للدبابة T-55 ، أو للمقارنة 440 كلغم إلى 220 كلغم . أما الدبابة T-62 فقد كانت في المتوسط تحمل حوالي 310 كلغم من ذخيرة السلاح الرئيس . وبينما تتفاخر الدبابة T-90 في نسختها الكلاسيكية على نظيراتها T-72 بتطور وتحسن وسائل الحماية فيها ، إلا أن شكلها وتصميمها بقي على ما هو عليه ، فلا يزال الطاقم يجلس فوق موضع تخزين الذخيرة ، وبالتالي فإن الدبابة سوف تقدم مقاومة جيدة للاختراقات من جهة (نتيجة تعزز عنصر الحماية السلبية) ، لكن من جهة أخرى وفي حالة حدوث الاختراق فإن فرص نجاة الطاقم ستكون مماثلة لما هي عليه في الدبابة T-72 !! إن عملية إيقاد واشتعال ignition ذخيرة السلاح الرئيس تعتبر من الأسباب الأساسية لخسارة الدبابة وطاقمها في أرض المعركة . فمنذ الحرب العالمية الثانية ، دعا مصممو الدبابات لتحويل الذخيرة إلى أرضية الدبابة حيث كانت أقل عرضة أن تضرب ، وبالتالي تقليل هذا الخطر الكارثي . على أية حال ، هذا الترتيب لا يضمن بأن مخزون الذخيرة لن يتعرض للإصابة مع وجود خطر الألغام الأرضية أو تأثير تشظية المقذوف projectile fragments داخل الدبابة ، بحيث يمكن إشعال النار بسرعة قياسية . علاوة على ذلك ، موقع التخزين الأرضي يجعل الأمر صعباً للملقمين للوصول وتناول الذخيرة ، خصوصاً مع الوزن المتزايد وحجم ذخيرة المدافع الحديثة .
النمط الغربي في التخزين :
بالمقارنة إلى نمط التخزين في الدبابات الروسية T-72/T-90 ، نجد أن الدبابات الغربية تراعي قضايا النجاتية والبقائية Survivability لأقصى حد عند تخزينها لذخيرة السلاح الرئيس :
- على سبيل المثال الدبابة الأمريكية Abrams تحوي عدد 40 قذيفة لصالح مدفعها الرئيس من عيار 120 ملم . من هذه الذخيرة عدد 34 قذيفة توضع في عنق البرج مع أبواب فولاذية تنفجر للخارج عند تعرضها للهجوم ، بالإضافة على حاجز درعي armour bulkhead انزلاقي داخلي يفصل هذا المخزن عن حجرة القتال (باب مخزن الذخيرة يبدأ بالانغلاق تلقائياً بعد ثانيتين من رفع المحمل ركبته عن مفتاح التنشيط الجانبي وانتزاعه القذيفة من رفها) بحيث يضمن أن طاقة الانفجار سوف توجه للأعلى بدل التوجه لمقصورة الطاقم ، وبالتالي إتاحة فرصة أفضل للطاقم للهروب والإبتعاد . إن احتمالية إصابة هذا المخزن تكون عالية جداً ، خصوصاً مع هجوم خلفي في بيئة عدائية حضرية ، لكن الطاقم سوف يحصلون على فرصة أكبر للنجاة حتى في حالة انفجار كامل مخزون الذخيرة . أما بقية الذخيرة ، فهي مخزنة في رفوف جاهزة محمية protected racks داخل الهيكل .
- الدبابة الإسرائيلية Merkava Mk 4 تحمل نظام تلقيم نصف آلي semi-automatically . نظام التلقيم هذا عبارة عن مخزن دوار يعمل بشكل كهربائي ، يحمل 10 قذائف مختلفة بداخلة ، ويستطيع معالج دقيق ، الاختيار آلياً بين أربعة أنواع مختلفة من هذه الذخيرة (تحمل الدبابة 48-50 قذيفة للمدفع الرئيس) لصالح مدفع الدبابة وذلك حسب طلب الرامي . يقع نظام التلقيم هذا في مساحة معزولة من البرج ، وهو مصمم لحماية الطاقم في حالة انفجار الذخيرة ، حيث جرى تخزين كل قذيفة في حاوية وقائية protective container خاصة بها .
- الدبابة الألمانية Leopard 2 المسلحة بمدفع من عيار 120 ملم ، تحمل مخزون ذخيرة من 42 قذيفة . عدد 27 قذيفة مخزنة في مخزن خاص في القسم الأمامي من الهيكل على يسار موقع السائق ، حيث الاستفادة من مستويات الحماية القصوى التي تؤمنها الدروع السلبية . هناك أيضاً عدد 15 قذيفة إضافية مخزنة في الجانب الأيسر لمؤخرة البرج ، ومنفصلة من مقصورة القتال بباب مشغل بشكل كهربائي electrically operated door . فإذا ضربت منطقة تخزين الذخيرة , فإن صفائح التنفيس blow-off panel في سقف البرج سوف توجه الإنفجار إلى أعلى بعيداً عن مقصورة الطاقم .
- الدبابة الفرنسية AMX-56 Leclerc المسلحة أيضاً بمدفع من عيار 120 ملم ، تتحصل على إجمالي ذخيرة من 40 قذيفة . الدبابة مجهزة بمقلم آلي فريد من نوعه (لذا هي تستعين بطاقم من ثلاثة أفراد فقط) يستعين في تغذيته بعدد 22 قذيفة مرتبة في مخزن في مؤخرة البرج . وهناك عدد 18 قذيفة موضوعة في مقدمة الهيكل على يمين السائق . في الحقيقة برج الدبابة صمم حول نظام التلقيم الآلي ليتفادى المشاكل الشائعة لدى الدبابات الأخرى المجهزة بأنظمة تلقيم آلي . الذخيرة المخزنة في البرج منفصلة ومعزولة عن الطاقم بحاجز مدرع armored bulkhead ، كما يوجد أبواب متكاملة لتنفيس طاقة الإنفجار في حالة إستلام الدبابة لضربة مباشرة من العدو (قذيفة ، صاروخ أو ما عدا ذلك) . هذا التصميم يزيد ويضاعف من ميزة قابلية بقاء الطاقم ، خصوصاً مع ضمانه بأن تأثير إنفجار الذخيرة ammunition blast سيحول بعيداً عن الدبابة ذاتها .