لا تزال المعلومات تتدفق بعد اعتراف العميلة النرويجية كارين لينستاد بتعاملها مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي للمهمات الخارجية المعروف باسم (الموساد) في الوقت الذي كانت تمارس فيه ذروة نشاطها الداعم للفلسطينيين.فقد تناولت المعلومات بعض الشكوك إزاء العلاقة بين العميلة النرويجية واغتيال الرجل الثاني في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) خليل الوزير أبو جهاد عام 1988.هذه الشكوك دفعت عددا من الصحفيين لمتابعة القضية، وتمكنت وكالة الأنباء النرويجية من الحصول على بعض المعلومات من أحد الدبلوماسيين النرويجيين الذين عملوا في بيروت إبان فترة اغتيال أبو جهاد.فقد صرح الدبلوماسي النرويجي السامي هانس ويلهالم لونغفا للوكالة أنه كان على علم بأن كارين لينستاد كانت عميلة للموساد الإسرائيلي، وهذا الأمر لم يكن خافيا على مخابرات بلاده التي كانت تعرف هويتها وحدود أنشطتها على حد تعبيره.ويذكر لونغفا أن علاقة جيدة جمعته بأبو جهاد، مضيفا أنه لم يسبق له أن رأى لينستاد في بيت أبو جهاد، لكنه أكد أنه كان من السهولة على كل النرويجيين الذين كانوا في بيروت ويظهرون دعمهم للفلسطينيين الوصول للقيادة الفلسطينية.ويقول لونغفا الذي يعمل حاليا سفيرا لمملكة النرويج في أنقرة إنه تعرف على لينستاد عندما كان يزاول نشاطه الدبلوماسي في بيروت بين عامي 1978 و1979، وهو لا يعلم على وجه الدقة إن كانت هناك علاقة بينها وأبو جهاد قائد القوات العامة في فتح آنذاك.وأضاف أنه عندما قامت انتصار الوزير زوجة أبو جهاد بزيارة إلى النرويج عام 1980 بدعوة من لجنة فلسطين، حلت ضيفة على لينستاد، وهو ما يعني من جانبه كشف الصحفي النرويجي أود كارستن تفايت في كتابه 'في الحرب والدبلوماسية' الذي سيصدر الأربعاء القادم أن لينستاد التحقت بالموساد عام 1981، وأنها قدمت للموساد معلومات مهمة عن تحركات أبو جهاد قد تكون ساعدت في عملية اغتياله.وبعد بضع سنوات تمكنت مجموعة من الموساد الإسرائيلي 'كتيبة الموت' من اغتيال أبو جهاد في بيته الكائن بتونس العاصمة أمام أنظار زوجته.وعلى أثر ذلك اختفت لينستاد من الوسط الفلسطيني وتوقف نشاطها الداعم للقضية الفلسطينية، وقطعت علاقتها حتى مع أصدقائها القدامى حسب لونغفا.إفشال محاولة اغتيال
وعن حدود العلاقة التي تجمعه مع لينستاد قال لونغفا إنه لم تجمعه علاقة وطيدة معها وإنه لم يلتق بها إلا في مناسبات تزامنت بعضها مع الفترة التي استطاعت النرويج أن تفشل التخطيط لعملية اغتيال مضادة استهدفت العميلة السابقة للموساد سيلفيا رافائيل وزوجها النرويجي أنوس شودت، انتقاما لمساهمتها في اغتيال عدد من القيادات الفلسطينية.ورفض السفير لونغفا التعليق على من ساعد الموساد في كشف هذه الخطة التي حاول القيام بها الجانب الفلسطيني، وذلك في الوقت الذي تدعي فيه لينستاد أنها كانت عميلة مزدوجة للموساد ولجهة أخرى لم تسمها، ويشير مراقبون إلى أن الجهة الأخرى قد تكون النرويج وليس الفلسطينيين.ردود أفعال غاضبة
وأثارت هذه المعلومات ضجة كبيرة خاصة من قبل النرويجيين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، وجاءت الردود قوية ومستهجنة لهذا 'العمل القذر' كما وصفته الناشطة إلدبيورغ هولت لوسائل إعلام محلية.وأكدت هولت أنها لا تتعاطف مع أي شخص يدلي بمعلومات للموساد عن الفلسطينيين أو عنها أو عن أي من أصدقائها الذين يعملون معها في نفس القضية.وأضافت أن كارين لينستاد لم تكن تضطلع بمهام إدارية في لجنة فلسطين، على عكس زوجها الطبيب علي لينستاد الذي اعتنق الإسلام أواسط الثمانينات وكان مسؤولا عن اللجنة لعدة سنوات.وأوضحت هولت أنه في عام 1989 اختفت لينستاد تماما عن أي مشاركة، وقالت 'لعلها ندمت على ما فعلت'.وتفيد المعلومات التي تناولتها وسائل الإعلام بأن لينستاد كانت موجودة باستمرار في لبنان إبان اندلاع الحرب عام 1982، وأنها هي التي عرضت خدماتها على الموساد، إلا أن الموساد لم يكن لديه الثقة الكاملة فيها إلا بعد ما أثبتت متانة علاقتها بالقيادات الفلسطينية. وكان من بين المعلومات التي قدمتها للموساد ما يتعلق بشخصيات مركزية فلسطينية في بيروت.
وكان كتاب صدر في النرويج حديثا كشف عن أن واحدة من أبرز الناشطات في دعم القضية الفلسطينية خلال حقبة الثمانينيات والتسعينيات كانت في حقيقة أمرها عميلة للموساد الإسرائيلي ولعبت دورا في اغتيال القيادي بحركة التحرير الوطني الفلسطينية (فتح) خليل الوزير (أبو جهاد) عام 1988م.
وأثارت المعلومات التي تضمنها الكتاب حالة من القلق والغضب لدى الجالية العربية والفلسطينية في النرويج خاصة وأن زوج العميلة الإسرائيلية وهو طبيب نرويجي اعتنق الإسلام في الثمانينيات ورأس جمعية فلسطين بالنرويج اعترف بأنه كان يعلم بعمالتها لصالح إسرائيل، وهو لا يزال يحظى حتى الآن بمكانة في الجالية الإسلامية كما أنه يتلقى مساعدات من آن لآخر لأنشطته الإسلامية من دول خليجية كما حلّ ضيفا في رمضان الماضي على مائدة إفطار بعض حكام دول الخليج العربي.
والكتاب الذي يحمل عنوان 'في الحرب والدبلوماسية' ألفه اود كاشنبن تفيت وهو صحفي نرويجي يعمل حاليا مراسلا للتلفزيون الرسمي النرويجي Nrk في الشرق الأوسط، ويحكي فيه عن دور النرويج في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي في الفترة ما بين 1978 و1996، كما يعطي صورة قريبة عن الحرب الإسرائيلية في لبنان التي قام بتغطيتها كمراسل للتلفزيون والإذاعة النرويجية، ويكشف الكتاب جوانب جدديدة للدبلوماسية النرويجية في الشرق الأوسط في عقد الثمانينيات بهدف تجنب وقوع عمليات اغتيال على أراضيها كما يكشف بعض ما جرى في محادثات أوسلو السرية.
ولكن أهم ما كشف عنه الكتاب كان تلك القصة التي تلعب دور البطولة فيها كارين لينستاد زوجة الدكتور النرويجي المسلم تروند علي لينستاد -رئيس جمعية فلسطين بالنرويج في ذلك الوقت- التي لعبت دور عميلة مزدوجة لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية الموساد ولجهة ثانية لم تحدد، وتثير تلك القصة الشكوك إزاء العلاقة بين العميلة كارين واغتيال الرجل الثاني في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) خليل الوزير (أبو جهاد) عام 1988.
ويقول الكتاب إن كارين كانت في ذلك الوقت تمارس دورها كناشطة داعمة للفلسطينيين والقضية الفلسطينية، والتحقت بالموساد عام 1981م وقدمت للموساد معلومات مهمة عن تحركات أبي جهاد قد تكون ساعدت في عملية اغتياله التي تمت على يد 'كتيبة الموت' التابعة للموساد الإسرائيلي في بيته الكائن بتونس العاصمة أمام أنظار زوجته عام 1988م، وما لبثت بعد ذلك أن اختفت من الوسط الفلسطيني وتوقف نشاطها الداعم للقضية الفلسطينية وقطعت علاقتها حتى مع أصدقائها القدامى.
واستشهد الكاتب على العلاقة التي جمعت بين كارين والقيادي الفلسطيني أبي جهاد بشهادة الدبلوماسي النرويجي السامي هانس ويهالم لونغفا الذي عمل في بيروت خلال الفترة التي قتل فيها أبو جهاد، وقد أكد في هذه الشهادة أن كارين كانت عميلة للموساد بعلم المخابرات النرويجية، وقال إن علاقتها كانت جيدة بأبي جهاد، ورغم أنه لم يرها في منزله أبدا إلا أنه قال إنه كان من السهل على أي نرويجي في بيروت في تلك الفترة أن يتلقي بالقادة الفلسطينيين بمجرد إبداء تعاطفه ودعمه للقضية الفلسطينية، واستدل على تلك العلاقة الخاصة بين كارين وأسرة أبو جهاد بأن 'انتصار' زوجة أبو جهاد زارت النرويج عام 1980 بدعوة من لجنة فلسطين التي يرأسها زوج العميلة كارين وحلت ضيفة عليهما في بيتهما.وقال الكتاب أيضا إن كارين ربما ساعدت الأجهزة النرويجية في إفشال عملية اغتيال خطط لها الفلسطينيون
واستهدفت عميلة سابقة للموساد في النرويج تدعى سيلفيا رافائيل وزوجها النرويج أنوس شودت انتقاما لمساهمتها في اغتيال عدد من القيادات الفلسطينية.
وأثارت المعلومات التي تضمنها الكتاب ضجة كبيرة خاصة بين النرويجيين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، إذ قالت الناشطة إدبيورغ هولت التي تدير محلا لبيع الشرقيات للعربية.نت إنها لم تلتق بكارين منذ زمن طويل، وأشارت إلى أن كارين هي التي بادرت بقطع علاقتها مع لجنة فلسطين عام 1989م، وأكدت هولت أنها لا تتعاطف مع أي شخص يدلي بمعلومات للموساد عن الفلسطينيين أو عن النشطاء النرويجيين الذين يعملون معها من أجل نفس القضية.
وأضافت هولت أن كارين لينستاد لم تكن تضطلع بمهام إدارية في لجنة فلسطين، على عكس زوجها الطبيب علي لينستاد الذي اعتنق الإسلام أواسط الثمانينيات وكان مسئولا عن اللجنة لعدة سنوات.
وتقول المعلومات التي تناولتها وسائل الإعلام النرويجية أن كارين كانت موجودة باستمرار في لبنان ابان اندلاع الحرب عام 1982م، وأنها هي التي عرضت خدماتها على الموساد الذي لم يثق فيها للوهلة الأولى حتى أثبتت متانة علاقتها بالقيادات الفلسطينية وقدمت لهم معلومات مهمة حول شخصيات فلسطينية مركزية في بيروت.
وفي لقاء مع العربية.نت قال مؤلف الكتاب اود كاشتين تفيت إن كارين ذهبت إلى السفارة الإسرائيلية عام 1981 وطلبت أن تصبح عميلة لإسرائيل، فشكت بها السفارة الإسرائيلية واستشارت الاستخبارات النرويجية التي قامت بتزكية كارين وأشادت بعلاقاتها بالقيادات الفلسطينية والنشطاء النرويجيين المدافعين عن حقوق الفلسطينيين.
وقال تفيت إن الجهة الأخرى التي كانت تعمل لصالحها كارين هي الاستخبارات النرويجية وأشار إلى ان الضابط المتقاعد في الاستخبارات النرويجية ايفير سوغين أكد له في مقابلة نشرها بالكتاب أن الهدف من تعاونها وزوجها معهم كان مراقبة تحركات الفلسطينيين والنشطاء النرويجيين لإحباط وتجنب وقوع عمليات اغتيال في النرويج.
وأكد تفيت أن كارين سافرت إلى إسرائيل بجواز إسرائيلي وتدربت هناك منذ عام 1981م، ثم عادت إلى أوسلو وسافرت من هناك إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مع فريق نرويجي متطوع لمساعدة الفلسطينيين، وهناك زودت الموساد بمواقع القيادات الفلسطينية وتحركاتها، وكانت مكلفة بمراقبة تحركات أبي جهاد بصورة خاصة.
وكانت وكالة الأنباء النرويجية التقت بالعميلة كارين لينستاد عند باب منزلها بعد نشر الكتاب، وسألتها عن توقعاتها بشأن ردود فعل الفلسطينيين فامتنعت عن التعليق، كما رفضت الإجابة عن عدد من الأسئلة تتعلق بنوعية علاقتها بإسرائيل أو الجهة الأخرى التي كانت تعمل لحسابها -لم يفصح عنها الكتاب- أو الأسباب التي دفعتها للقيام بهذا الدور، ولكنها اتهمت الموساد بتسريب المعلومات وقالت إنه يريد إيذاءها، وشككت في المعلومات التي يتضمنها الكتاب واعتبرتها افتعالا ومبالغات.أما زوجها الطبيب تروند علي لينستاد فقد اعترف للعربية.نت بأنه كان يعلم أن زوجته تعمل لحساب الموساد، وقال إنها سألته قبل 30 عاما عما إذا قبلت العمل مع الموساد لتتمكن من الحصول على معلومات تفيد الفلسطينيين فأيدت ذلك، وأكد أن اعتراف زوجته بأنها كانت عميلة للموساد يجب ألا يساء فهمه من العرب والمسلمين، فقد خدعت الموساد وعملت لحساب الفلسطينيين والدليل على ذلك أن الموساد هو الذي يحاول فضحها اليوم انتقاما منها لأنه كان وراء المعلومات التي تضمنها الكتاب.ورغم إسلام زوجها لم تدخل كارين لينستاد في الإسلام وبقيت على ديانتها المسيحية، وهي تعمل حاليا على نيل درجة الماجيستير في أصول التدريس وكانت قبل ذلك تعمل في روضة للأطفال، وعرف عنها نشاطها في العمل للقضية الفلسطينية في الثمانينيات وكانت عضوا فاعلا في لجنة فلسطين التي تنسق عملها بشكل كبير مع منظمة التحرير الفلسطينية.
أما زوجها الدكتور علي لينستاد فكان عضوان ناشطا في اللجنة نفسها ومعروف عنها أنه أحد أصدقاء الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وكان قد أعلن إسلامه في جنوب لبنان على يد 'حزب الله' وهو يملك حاليا مدارس إسلامية ورياض أطفال للمسلمين ويتولى مسئولية بث ثناة تلفزيونية اسمها 'صوت الإسلام' في أوسلو بمدة نصف ساعة يوميا.. ومما يثير الجالية الإسلامية والعربية في النرويج أن الرجل له علاقات واسعة في أنحاء العالم الإسلامي ويتلقى مساعدات من دول الخليج العربي بين حين وآخر، كما حل في رمضان الماضي ضيفا على مائدة إفطار بعض حكام دول الخليج.
وعن حدود العلاقة التي تجمعه مع لينستاد قال لونغفا إنه لم تجمعه علاقة وطيدة معها وإنه لم يلتق بها إلا في مناسبات تزامنت بعضها مع الفترة التي استطاعت النرويج أن تفشل التخطيط لعملية اغتيال مضادة استهدفت العميلة السابقة للموساد سيلفيا رافائيل وزوجها النرويجي أنوس شودت، انتقاما لمساهمتها في اغتيال عدد من القيادات الفلسطينية.ورفض السفير لونغفا التعليق على من ساعد الموساد في كشف هذه الخطة التي حاول القيام بها الجانب الفلسطيني، وذلك في الوقت الذي تدعي فيه لينستاد أنها كانت عميلة مزدوجة للموساد ولجهة أخرى لم تسمها، ويشير مراقبون إلى أن الجهة الأخرى قد تكون النرويج وليس الفلسطينيين.ردود أفعال غاضبة
وأثارت هذه المعلومات ضجة كبيرة خاصة من قبل النرويجيين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، وجاءت الردود قوية ومستهجنة لهذا 'العمل القذر' كما وصفته الناشطة إلدبيورغ هولت لوسائل إعلام محلية.وأكدت هولت أنها لا تتعاطف مع أي شخص يدلي بمعلومات للموساد عن الفلسطينيين أو عنها أو عن أي من أصدقائها الذين يعملون معها في نفس القضية.وأضافت أن كارين لينستاد لم تكن تضطلع بمهام إدارية في لجنة فلسطين، على عكس زوجها الطبيب علي لينستاد الذي اعتنق الإسلام أواسط الثمانينات وكان مسؤولا عن اللجنة لعدة سنوات.وأوضحت هولت أنه في عام 1989 اختفت لينستاد تماما عن أي مشاركة، وقالت 'لعلها ندمت على ما فعلت'.وتفيد المعلومات التي تناولتها وسائل الإعلام بأن لينستاد كانت موجودة باستمرار في لبنان إبان اندلاع الحرب عام 1982، وأنها هي التي عرضت خدماتها على الموساد، إلا أن الموساد لم يكن لديه الثقة الكاملة فيها إلا بعد ما أثبتت متانة علاقتها بالقيادات الفلسطينية. وكان من بين المعلومات التي قدمتها للموساد ما يتعلق بشخصيات مركزية فلسطينية في بيروت.
وكان كتاب صدر في النرويج حديثا كشف عن أن واحدة من أبرز الناشطات في دعم القضية الفلسطينية خلال حقبة الثمانينيات والتسعينيات كانت في حقيقة أمرها عميلة للموساد الإسرائيلي ولعبت دورا في اغتيال القيادي بحركة التحرير الوطني الفلسطينية (فتح) خليل الوزير (أبو جهاد) عام 1988م.
وأثارت المعلومات التي تضمنها الكتاب حالة من القلق والغضب لدى الجالية العربية والفلسطينية في النرويج خاصة وأن زوج العميلة الإسرائيلية وهو طبيب نرويجي اعتنق الإسلام في الثمانينيات ورأس جمعية فلسطين بالنرويج اعترف بأنه كان يعلم بعمالتها لصالح إسرائيل، وهو لا يزال يحظى حتى الآن بمكانة في الجالية الإسلامية كما أنه يتلقى مساعدات من آن لآخر لأنشطته الإسلامية من دول خليجية كما حلّ ضيفا في رمضان الماضي على مائدة إفطار بعض حكام دول الخليج العربي.
والكتاب الذي يحمل عنوان 'في الحرب والدبلوماسية' ألفه اود كاشنبن تفيت وهو صحفي نرويجي يعمل حاليا مراسلا للتلفزيون الرسمي النرويجي Nrk في الشرق الأوسط، ويحكي فيه عن دور النرويج في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي في الفترة ما بين 1978 و1996، كما يعطي صورة قريبة عن الحرب الإسرائيلية في لبنان التي قام بتغطيتها كمراسل للتلفزيون والإذاعة النرويجية، ويكشف الكتاب جوانب جدديدة للدبلوماسية النرويجية في الشرق الأوسط في عقد الثمانينيات بهدف تجنب وقوع عمليات اغتيال على أراضيها كما يكشف بعض ما جرى في محادثات أوسلو السرية.
ولكن أهم ما كشف عنه الكتاب كان تلك القصة التي تلعب دور البطولة فيها كارين لينستاد زوجة الدكتور النرويجي المسلم تروند علي لينستاد -رئيس جمعية فلسطين بالنرويج في ذلك الوقت- التي لعبت دور عميلة مزدوجة لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية الموساد ولجهة ثانية لم تحدد، وتثير تلك القصة الشكوك إزاء العلاقة بين العميلة كارين واغتيال الرجل الثاني في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) خليل الوزير (أبو جهاد) عام 1988.
ويقول الكتاب إن كارين كانت في ذلك الوقت تمارس دورها كناشطة داعمة للفلسطينيين والقضية الفلسطينية، والتحقت بالموساد عام 1981م وقدمت للموساد معلومات مهمة عن تحركات أبي جهاد قد تكون ساعدت في عملية اغتياله التي تمت على يد 'كتيبة الموت' التابعة للموساد الإسرائيلي في بيته الكائن بتونس العاصمة أمام أنظار زوجته عام 1988م، وما لبثت بعد ذلك أن اختفت من الوسط الفلسطيني وتوقف نشاطها الداعم للقضية الفلسطينية وقطعت علاقتها حتى مع أصدقائها القدامى.
واستشهد الكاتب على العلاقة التي جمعت بين كارين والقيادي الفلسطيني أبي جهاد بشهادة الدبلوماسي النرويجي السامي هانس ويهالم لونغفا الذي عمل في بيروت خلال الفترة التي قتل فيها أبو جهاد، وقد أكد في هذه الشهادة أن كارين كانت عميلة للموساد بعلم المخابرات النرويجية، وقال إن علاقتها كانت جيدة بأبي جهاد، ورغم أنه لم يرها في منزله أبدا إلا أنه قال إنه كان من السهل على أي نرويجي في بيروت في تلك الفترة أن يتلقي بالقادة الفلسطينيين بمجرد إبداء تعاطفه ودعمه للقضية الفلسطينية، واستدل على تلك العلاقة الخاصة بين كارين وأسرة أبو جهاد بأن 'انتصار' زوجة أبو جهاد زارت النرويج عام 1980 بدعوة من لجنة فلسطين التي يرأسها زوج العميلة كارين وحلت ضيفة عليهما في بيتهما.وقال الكتاب أيضا إن كارين ربما ساعدت الأجهزة النرويجية في إفشال عملية اغتيال خطط لها الفلسطينيون
واستهدفت عميلة سابقة للموساد في النرويج تدعى سيلفيا رافائيل وزوجها النرويج أنوس شودت انتقاما لمساهمتها في اغتيال عدد من القيادات الفلسطينية.
وأثارت المعلومات التي تضمنها الكتاب ضجة كبيرة خاصة بين النرويجيين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، إذ قالت الناشطة إدبيورغ هولت التي تدير محلا لبيع الشرقيات للعربية.نت إنها لم تلتق بكارين منذ زمن طويل، وأشارت إلى أن كارين هي التي بادرت بقطع علاقتها مع لجنة فلسطين عام 1989م، وأكدت هولت أنها لا تتعاطف مع أي شخص يدلي بمعلومات للموساد عن الفلسطينيين أو عن النشطاء النرويجيين الذين يعملون معها من أجل نفس القضية.
وأضافت هولت أن كارين لينستاد لم تكن تضطلع بمهام إدارية في لجنة فلسطين، على عكس زوجها الطبيب علي لينستاد الذي اعتنق الإسلام أواسط الثمانينيات وكان مسئولا عن اللجنة لعدة سنوات.
وتقول المعلومات التي تناولتها وسائل الإعلام النرويجية أن كارين كانت موجودة باستمرار في لبنان ابان اندلاع الحرب عام 1982م، وأنها هي التي عرضت خدماتها على الموساد الذي لم يثق فيها للوهلة الأولى حتى أثبتت متانة علاقتها بالقيادات الفلسطينية وقدمت لهم معلومات مهمة حول شخصيات فلسطينية مركزية في بيروت.
وفي لقاء مع العربية.نت قال مؤلف الكتاب اود كاشتين تفيت إن كارين ذهبت إلى السفارة الإسرائيلية عام 1981 وطلبت أن تصبح عميلة لإسرائيل، فشكت بها السفارة الإسرائيلية واستشارت الاستخبارات النرويجية التي قامت بتزكية كارين وأشادت بعلاقاتها بالقيادات الفلسطينية والنشطاء النرويجيين المدافعين عن حقوق الفلسطينيين.
وقال تفيت إن الجهة الأخرى التي كانت تعمل لصالحها كارين هي الاستخبارات النرويجية وأشار إلى ان الضابط المتقاعد في الاستخبارات النرويجية ايفير سوغين أكد له في مقابلة نشرها بالكتاب أن الهدف من تعاونها وزوجها معهم كان مراقبة تحركات الفلسطينيين والنشطاء النرويجيين لإحباط وتجنب وقوع عمليات اغتيال في النرويج.
وأكد تفيت أن كارين سافرت إلى إسرائيل بجواز إسرائيلي وتدربت هناك منذ عام 1981م، ثم عادت إلى أوسلو وسافرت من هناك إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مع فريق نرويجي متطوع لمساعدة الفلسطينيين، وهناك زودت الموساد بمواقع القيادات الفلسطينية وتحركاتها، وكانت مكلفة بمراقبة تحركات أبي جهاد بصورة خاصة.
وكانت وكالة الأنباء النرويجية التقت بالعميلة كارين لينستاد عند باب منزلها بعد نشر الكتاب، وسألتها عن توقعاتها بشأن ردود فعل الفلسطينيين فامتنعت عن التعليق، كما رفضت الإجابة عن عدد من الأسئلة تتعلق بنوعية علاقتها بإسرائيل أو الجهة الأخرى التي كانت تعمل لحسابها -لم يفصح عنها الكتاب- أو الأسباب التي دفعتها للقيام بهذا الدور، ولكنها اتهمت الموساد بتسريب المعلومات وقالت إنه يريد إيذاءها، وشككت في المعلومات التي يتضمنها الكتاب واعتبرتها افتعالا ومبالغات.أما زوجها الطبيب تروند علي لينستاد فقد اعترف للعربية.نت بأنه كان يعلم أن زوجته تعمل لحساب الموساد، وقال إنها سألته قبل 30 عاما عما إذا قبلت العمل مع الموساد لتتمكن من الحصول على معلومات تفيد الفلسطينيين فأيدت ذلك، وأكد أن اعتراف زوجته بأنها كانت عميلة للموساد يجب ألا يساء فهمه من العرب والمسلمين، فقد خدعت الموساد وعملت لحساب الفلسطينيين والدليل على ذلك أن الموساد هو الذي يحاول فضحها اليوم انتقاما منها لأنه كان وراء المعلومات التي تضمنها الكتاب.ورغم إسلام زوجها لم تدخل كارين لينستاد في الإسلام وبقيت على ديانتها المسيحية، وهي تعمل حاليا على نيل درجة الماجيستير في أصول التدريس وكانت قبل ذلك تعمل في روضة للأطفال، وعرف عنها نشاطها في العمل للقضية الفلسطينية في الثمانينيات وكانت عضوا فاعلا في لجنة فلسطين التي تنسق عملها بشكل كبير مع منظمة التحرير الفلسطينية.
أما زوجها الدكتور علي لينستاد فكان عضوان ناشطا في اللجنة نفسها ومعروف عنها أنه أحد أصدقاء الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وكان قد أعلن إسلامه في جنوب لبنان على يد 'حزب الله' وهو يملك حاليا مدارس إسلامية ورياض أطفال للمسلمين ويتولى مسئولية بث ثناة تلفزيونية اسمها 'صوت الإسلام' في أوسلو بمدة نصف ساعة يوميا.. ومما يثير الجالية الإسلامية والعربية في النرويج أن الرجل له علاقات واسعة في أنحاء العالم الإسلامي ويتلقى مساعدات من دول الخليج العربي بين حين وآخر، كما حل في رمضان الماضي ضيفا على مائدة إفطار بعض حكام دول الخليج.