رد: تــطـورات الـسـاحة الـعـراقـيـة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ... ها نحن نلتقي مجددا إخوتي الأحبة في موضوع قديم متجدد .. العراق وأحداثه .. جمجمة العرب .. وسدهم الناري في مواجهة إيران يشتعل من جديد بعد أفول استمر أكثر من عقد من الزمان . أخيرا وصل العقل الجمعي للشعب العراقي المنتفض وان لم يكل كل الشعب .. وصل إلى حافة الهاوية .. وربما نقطة اللاعودة ... الحويجة كانت القشة التي قصمت ظهر الصمت والسكوت .. الصمت الذي خيم على السنة وعقول وقلوب العراقيين اثر الصدمة النفسية جراء الدخول الأمريكي وإسقاط العاصمة العراقية بغداد عام 2003 . ظل السنة المكون العراقي الوحيد بعد العام 2003 دون بوصلة وبدون توجه جماعي موحد لم يعرفوا ما الذي يريدونه بالضبط .. لم يقفوا إلى جانب الأمريكي بشكل موحد ولم يقفوا ضده بشكل موحد ,لم يذهبوا إلى الانتخابات بشكل موحد ولم يقاطعوها بشكل موحد , استغل البعض الميل الأمريكي لمد جسور المصالح للبعض فاغتنم الفرصة ونقم الآخرون فركبوا موجة المقاومة وتشتتت الاتجاهات لهذا هذا المكون المهم بل ربما يكون الأهم في العراق .. وما ميز المكون السني على بقية المكونات هو غياب المرجعية إذ أن الإنسان السني بشكل عام يعرف بأنه مثقف دينيا وهو مؤهل بان يعرف بالحد الأدنى الحلال والحرام في الخطوط العامة وبأنه قارئ جيد للكتب سواء كانت دينية أو ثقافية .. على عكس الطائفة الشيعية التي تربى أفاردها على ثقافة الاعتماد على السيد في تحليل وتحريف كل شيء تقريبا سواء في الناحية الدينية أو الاجتماعية أو حتى السياسية وبهذا تكون الطائفة الشيعية سهلة الانقياد خلف أي مرجعية سواء كانت على صواب أو على باطل ... ومن هنا نجد أن السيطرة كانت سهلة على هذه الطائفة من قبل الحكومة العراقية التي أتت بعد العام 2003م ... استنادا على ما تقدم نجد أن الجهة التي تميل بشكل اكبر للاستقلالية ولعب دور قيادي في العراق هي الجهة السنية رغم كل ما تحتوي في طياتي من خلافات واختلافات ورغم أن هناك طبقة مستفيدة من حكومة المالكي إلا أنا لن تكون عائقا كبيرا أمام استعادة سنة العراق لموقعهم الريادي الذي اضطلعوا به خلال الفترة الماضية ...
التوقعات المستقبلية ..
في تصوري الشخصي فان الأمور من الصعب أن تعود إلى ما كانت عليه قبل مجزرة الحويجة إذ أن الكثير من الأهالي والعشائر والشباب قد امتشقوا أسلحتهم وقضي الأمر بالنسبة إليهم كيف لا وهي فرصتهم لاستعادة العراق من فرط بالعراق ورعى مصالح كل الناس إلا العراقيين ؟؟!!
وبالرغم من اتهام الحكومة لهؤلاء بأنهم يمثلون أجندة طائفية آتية من دول الجوار فان الكثير منهم في تقديري لا يضرهم ذلك فالحكومة حسب ما يقولون مثلت وتمثل أجندة إيران ودول أخرى في المنطقة وتعمل على رعاية مصالحها في داخل العراق فلماذا لا نستفيد من دعم أشقاء لنا مثل الإخوة في السعودية أو قطر أو أي بلد عربي آخر للدفاع عن وجودنا في العراق بل والحفاظ على العراق بشكل عام .... يكاد العراق يسقط ميتا مقسما إلى ثلاثة دول جراء سياسات المالكي المقصودة بينما لا يكترث الأكراد بما يجري ويركزون كل اهتمامهم على حقول النفط في كركوك وإقامة دعائم وركائز دولة كردستان على أنقاض العراق وسوريا قريبا ومن يدري ربما إيران وتركيا مستقبلا !!!! وفي تقديري الشخصي فان الأكراد يخطئون خطأ فادحا بتخليهم عن السنة (( ضمن العراق الواحد )) لأنهم وبعد فترة من الزمن سيجدون أنفسهم في مواجهة مباشرة معهم إذا لم يحافظ الأكراد مع السنة على العراق .
السنة سيسعون بشكل تلقائي لاستعادة بغداد أولا من الحكومة لأنها تعتبر رمزا للعراق الموحد وللانتقام من الحكومة على ما فعلت بأبنائهم طوال عشرة أعوام من التنكيل والحسب والإعدام بحجة محاربة الإرهاب .. والتي كانت سياسة طائفية بامتياز تحت غطاء القانون والشرعية
بعدها سيسعى السنة إلى التحالف مع العشائر العربية في وسط وجنوب العراق للإطاحة برموز الحكومة والمرجعيات الأخرى ( رغم صعوبة هذا الأمر ) لان المرجعية شيء متجذرة في الأعراف والعادات الشيعية والممتدة إلى عشرات ومئات السنين الماضية .
المعركة لن تكون سهلة وستكون دفاعية في صفحتها الأولى ... حيث سيسعى الجانب السني إلى التخلص من القوات الحكومية المتواجدة في مناطقهم أولا .. ثم سيسعون إلى التقدم شيئا فشيئا إلى بغداد ... ولكن الأمور لن تكون سهلة فالشيعة الجانب الذي يدعي انه مظلوم وانه حصل على الحكم بأحقية لن يتنازل بسهولة عن الحكم حتى لو كان الشيعة يعلمون أن الحكومة ظالمة وقد سمعتها لأكثر من مرة من قبل بعض الشيعة حيل قال احدهم لو تكدست الجثث في الشوارع ولو تم تفجيرنا بالعشرات كل يوم فإننا لن نندم على أخذنا لحكم وهذا هو المهم ومهما فعلوا لن نتنازل عنه .. يلحق أن شاء الله ولكن لا اعلم متى ... تحياتي للشرفاء في كل مكان