سياسات تطوير التسلح للقرن الجديد

night fury

عضو
إنضم
23 مارس 2008
المشاركات
4,508
التفاعل
1,267 1 0
الدولة
Jordan
منذ بدء السبعينات بدأت الولايات المتحدة مرحلة جديدة مشتركة بين الفكر والتقنية العسكرية أطلق عليها الطفرة فى الشؤون العسكرية، وخصصت لها موازنات عسكرية مرتفعة سنويا، وذلك لتطوير ما لديها من أسلحة من كافة الأنواع البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوي، بما فى ذلك معدات الحرب الإلكترونية والكيماوية. وبدأ استخدام تطبيقات هذه الأسلحة المطورة فى حرب تحرير الكويت ثم حرب البلقان وأخيرا الحرب فى أفغانستان. وذلك فى إطار التوسع فى أعمال التطوير المستمرة، تم التركيز خلالها على تطوير أسلحة ومعدات وتجهيزات محددة تلائم حروب القرن الحادى والعشرين. واحتلت الطائرات بدون طيار موقعاً حيوياً، بعد أن أظهرت كفاءة عالية فى تنفيذها قدراً كبيراً من المهام المختلفة بتكلفة بسيطة وعائد مضاعف دون تعريض العنصر البشري فى سلاح الطيران للمخاطر. لذلك تعددت برامج تطوير نماذج عديدة من الطائرات بدون طيار لمهام تتدرج من الاستطلاع والاستخبارات إلى القصف الجوي والاعتراض والقتال إضافة إلى عديد من المهام الأخرى.
كما اتجهت برامج التطوير الأمريكية إلى التركيز على الصواريخ المختلفة وكذلك على برامج الصواريخ المضادة للصواريخ البالستية بشكل خاص. ذلك أن جوهر الفكر العسكرى الأمريكى فى الوقت الحاضر يحرص على خوض الحرب عن بعد لتجنب الخسائر البشرية التى تنجم عن المواجهة المباشرة بين الوحدات المتحاربة. وقد أدى هذا الفكر إلى محاولة الاستفادة القصوى من تفوق معلوماتى وتفوق تقنى وسيطرة إلكترونية وأسلحة ذكية تحقق دقة إصابة وكفاءة مناورة وغزارة نيران وسرعة رمي لتحقيق ردع حاسم أو نصر سريع مؤكد، دون حاجة إلى زج حشود ضخمة من القوات فى ساحة القتال. كما اهتمت عمليات تطوير الأسلحة الجديدة بتحقيق تعطيل أسلحة العدو أو تدميرها بسرعة، وبالتالى تحييده وشل قدرته القتالية فى إطار استخدام موسع لوسائل الإعلام والاتصال ومعدات الحرب الإلكترونية وإجراءاتها.
وقد أوصى مجلس العلوم الدفاعية D fenc Sciences Board (D.S.B) التابع لوزارة الدفاع الأمريكية بتطوير أسلحة وتكنولوجيا جديدة تحقق للقوات الأمريكية السيطرة على نظام شامل وكامل. وحدد تقرير للمجلس فى أعقاب سلسلة من الدراسات والمناقشات والاستشارات - نظم الأسلحة المتقدمة والتقنيات المتطورة التى تحتاجها العمليات العسكرية الأمريكية حوالى عام 2010م وما بعده. وأكد التقرير على أهمية الإسراع فى تنفيذ العمليات القتالية فى وقت مبكر بفعالية مؤثرة عند اندلاع النزاع، لأن عواقب التأخير أو التلكؤ أو التردد فى تنفيذ تلك العمليات سوف تكون فى ظل المتغيرات الجذرية فى أساليب وأسلحة الحرب التى باتت تعتمد على إلكترونيات تتعامل مع أجزاء من الثانية. أكد التقرير أيضا على أهمية القدرة على تحقيق الأهداف الشاملة وسرعة الاستجابة والحاجة إلى تقنيات وتجهيزات جديدة أكثر فاعلية للعمليات القتالية على الشواطئ وفى المياه الضحلة، كذلك أهمية الترتيبات التى تتيح نشر قوة عسكرية أمريكية فعالة فى أى مكان من العالم خلال ساعات على أن تتبعها قوة إضافية أكبر تشمل وحدات برية خلال أربع وعشرين ساعة، تشمل أبرز الأسلحة الجديدة لتحقيق فعالية العمليات العسكرية الأمريكية.
الانفجار المعلوماتي
مع تلاشي الحرب الباردة واختفاء أطرافها وقع انفجار معرفى فى التقنيات العسكرية، رافقه انقلاب فى انطلاقة الروح المسيطرة على التقنية التى سمحت باستخدام أفضل المعلومات التى تتراكم كميا على نحو هائل، فرضت على الفكر العسكرى فى نفس الوقت المبادرة إلى تجديد ذاته وأساليبه جذريا. وظل من الصعب على التخطيط الاستراتيجى بحث الطابع المحتمل للحرب، وبالتالى الاحتياجات المتوقعة لهذه الحرب وأدواتها وشكلها وأسلوب خوضها. كان المؤرخ البريطانى هربرت جورج ويلز محقا عندما لخص تاريخ البشرية بأنه يمثل الميل التدريجي لأن يكون سباقا بين العلم والكارثة. ذلك أن النسبة الأكبر للابتكارات والاختراعات والاكتشافات العلمية صارت تتم على نحو متزايد فى المختبرات ومراكز البحث ومؤسسات التطوير التابعة لشركات صنع الأسلحة والقوات المسلحة. وأخذ السباق بين مفهوم استخدام المعرفة لتجنب الكارثة وبين نقيضه - وهو توظيف المعرفة فى صنع الكارثة اخذ يميل على نحو متسارع ومتزايد إلى غلبة المفهوم الثانى. وأصبح ذلك ينطبق على التكنولوجيا العسكرية، وأيضا ينطبق على تكنولوجيا المعلومات التى صدّرتها الشركات المنتجة لها، وأصبحت تحمل المتناقضات فى ذاتها وجوهرها وتطبيقها، فهى توفر الوقت وتضيعه، وهى توسع قدرات الإنسان وتشلّها، وهى تخفض النفقات وتهدر الأموال فى وقت واحد.
الحروب الجديدة تحتاج لأفكار جديدة
ساد اتجاه الاعتماد على استخدام تقنيات متطورة مع خفض النفقات وأصبحت المعرفة والتكنولوجيا أهم من الطائرات والسفن بحيث يمكن رؤية منطقة عسكرية من خلال كاميرا واحدة فى أى بيئة، كما يمكن معرفة كل ما يجرى من اتصالات، وبالتالى السيطرة على إدارة الحرب. وتم الانتقال من المظلة النووية إلى المظلة المعلوماتية. لذلك اتجهت بعض الدول إلى الإقلال من حجم القوات المسلحة والاهتمام بزيادة الرادارات التى يمكن أن تراقب مساحات واسعة، واستخدام العربات بدون سائق، والطائرات بدون طيار، وأصبحت هناك حاجة إلى نوعية جديدة من الأفراد. وأدى ذلك إلى تطوير المعنى التقليدى للأمن القومى من حماية الدولة من الاعتداءات الخارجية الذى سبق أن اتسع ليشمل البيئة والمشاكل الاقتصادية. تطور هذا المعنى التقليدى فى عصر المعلومات فى المجال العسكرى، وأصبح العصر معلوماتيا اقتصاديا، بحيث أصبحت معظم الشركات الكبرى فى العالم تكرس نصف مواردها لاستخدامها فى تكنولوجيا المعلومات. وفى نفس الوقت تهتم التكنولوجيا العسكرية بتأثير المعلومات على استخدام القوة، حتى يتاح استخدام القوة لأغراض سياسية بأفضل عائد ممكن للتأثير على موازين القوى العالمية.
جوهر التطوير الأمريكي
يتمثل جوهر سياسات التطوير، التى تقوم عليها عمليات تطوير السلاح الراهنة، فى مزيد من سرعة العمل والإنجاز ومزيد من سهولة التشغيل ودقة الإصابة، ومزيد من السيطرة الإلكترونية والمعلوماتية والنأي بالعنصر البشرى المقاتل عن الأخطار وخوض الحرب عن بعد إلى أقصى حد ممكن، مع حرص على أن تنسجم معظم برامج التطوير مع تصميم راسخ على أن تجرى الحروب أساسا فى الجنوب وضده.
لكن العوامل القديمة التى تحكمت فى تطوير الأسلحة خلال عقود الحرب الباردة أصابها النشاط فى الفترة الأخيرة خاصة بعد القرار الأمريكى بالتخارج من معاهدة حظر انتشار الصواريخ والبدء في بناء شبكة الصواريخ المضادة للصواريخ، حيث أدركت روسيا أن هذا البرنامج الذى ينتهك المعاهدة لا شأن له بالتبرير الهلامى المتمثل بخطر دول صغيرة مارقة على الولايات المتحدة، وإنما يستهدف عملياً إلغاء الترسانة الروسية. كما أدركت الصين أنها مقصودة أساسا بمشروع الدرع الصاروخي الأمريكى، حيث اعترفت بهذا إدارة الرئيس الأمريكى السابق كلينتون للقيادة الروسية فى محاولة لطمأنتها - وهو ما أدى إلى بدء تفاهم استراتيجي روسى - صيني فى مواجهة الولايات المتحدة، كذلك أدركت أوروبا خطر المشروع المباشر عليها، وأعلنت اعتراضها. ولكن الإدارة الأمريكية تجاهلت اعتراضات معظم دول العالم.
الدفاع الصاروخي وجوهر الأمن
اعتبر روبرت ماكنمارا وزير الدفاع الأمريكى الأسبق أن سياسة الإدارة الأمريكية تجعل الحرب حتمية مع نهاية العقد الأول للقرن الحادى والعشرين، ولم يستبعد انتقال الصين إلى أرض الولايات المتحدة زحفا على الأقدام بعد احتلال سيبيريا. ويؤكد ماكنمارا أن المواجهة مع مليار ونصف مليار صينى مجازفة كارثية تنهى العالم نتيجة لسياسات أمريكية تفتقد صواب الرؤية، كما تفتقد فكرة مشروع الدرع الصاروخى الذى تصر عليه الإدارة الأمريكية إلى الكثير من الصدقية خلافا للتعلل الواهي عن أخطار الدول المارقة.
ولكن استمرار تحكم العوامل القديمة فى تطوير الأسلحة الجديدة قد اهتز بعنف بعد أحداث الساحة الأمريكية فى سبتمبر 2001، بعد الضربة التى تلقتها هيبة الولايات المتحدة عندما أسقطت هذه الهجمات الانطباع السائد عن الفاعلية الطاغية للتفوق العسكرى والأمنى والتكنولوجى والمعلوماتى الأمريكى، الذى شكل مبرر التفرد الأمريكى فى الهيمنة على العالم. وظهرت هشاشة ذلك التفوق وقابليته للتحييد والاختراق بواسطة أفراد وليس دول عظمى منافسة أو جيوش جرارة أو تقنيات فائقة الفعالية. لذلك باتت قدرة الذكاء البشرى والإدارة الانسانية على تجاوز أسوار الحماية الإلكترونية والإجراءات الأمنية والقدرة العسكرية الساحقة - سوف تشكل عاملا رئيسيا بحكم تطوير الأسلحة والوسائل لحديثة.
الأسلحة الجديدة الجاري تطويرها
يتضمن ذلك عرضا مختصرا لأهم هذه الأسلحة بحيث يحتاج كل منها إلى دراسة تفصيلية خاصة:
أ- الصواريخ
(1) أسلحة دقيقة الإصابة تطلقها صواريخ عابرة للقارات ذات مرحلتين للتعامل مع أهداف ثابتة عالية القيمة، وكذلك مقذوفات تنفجر بالطاقة الحركية ورؤوس خارقة تقليدية.
(2) منظومة من أسلحة الليزر مركزة فى الفضاء توفر تغطية شاملة للعالم، تتولى الدفاع ضد التهديدات المنطلقة من الفضاء وكذا ضد الصواريخ البالستية أثناء مراحل دفعها الأولى بعد القصف مباشرة.
(3) منظومات من المركبات الفضائية تدور حول الأهداف المعادية وتقصفها من أعلى مدار لها داخل الغلاف الجوى بقواذف وقضبان من مواد خاصة، مستفيدة من التسارع الذى يجعل تلك القضبان تنطلق بسرعة تبلغ عشرة أضعاف سرعة الصوت.
(4) يشمل تطوير الصواريخ الجديدة - إضافة إلى شبكة الدفاع الصاروخى التى أثارت روسيا والصين، والتى هددت جديا بعودة سباق التسلح النووى وأجواء الحرب الباردة - يشمل ذلك صوايخ ذات رؤوس حربية متعددة وقدرة على التعرف على أهدافها أتوماتيكيا. منها صاروخ الصدمة بالاندفاع ذو الطاقة المتحركة الذى يدخل مرحلة الهندسة والتطوير والصناعة حوالى عام 2006م. كذلك الصاروخ "لام" الذى ينطلق عموديا ليدمر المدرعات على مدى مئة كيلو متر وله القدرة على الطيران لمدة تصل إلى ثلاثين دقيقة.
ب- القوات البحرية
(1) وحدات مستقلة ضاربة تحت الماء، وحمولات خفية تحت الماء فى الغواصات تتضمن أسلحة تكتيكية ضاربة، ومدفعية عمودية ونظام مستشعرات متطورة لمراقبة المياه الساحلية. ومركز قيادة تحت سطح البحر للعمليات الخاصة ونظم متطورة لحرب الألغام وألغام بحرية تكشف الأهداف البعيدة وتتولى تحديد نوعيتها وتتبعها بالتعاون فيما بينها لرفع مستوى الأداء وتحقيق الإصابة الشاملة خلال تنسيق فعال، بالإضافة إلى تقييم مدى الإصابة التى تلحق بالأهداف قبل إعادة الاشتباك مع تلك الأهداف. كذلك إعداد شبكة مستشعرات شاملة للاشتباك مع تلك الأهداف، ونظام لكشفها يعمل تحت سطح البحر بالتعاون مع سفن أخرى، ويوفر صورة متكاملة لقاع البحر، وفعالية ربط منصب إطلاق الأسلحة المختلفة فى هجوم جماعي سريع.
(2) تطوير نظام بالستي هجومي يعتمد على صاروخ يطلق من الغواصات بحيث يتم نشر هذا النظام على سفن السطح وفى الغواصات معاً لمواجهة الصواريخ البالستية المضادة للسفن والتهديدات الساحلية الأخرى. وسوف يمكن توفير هذا النظام على نطاق واسع حوالى عام 2015م.
ج- قوات جوية
تصميم قنابل صغيرة دقيقة ذات فعالية زنة 250 رطلا لمضاعفة حمولة كل طلعة للطائرات المقاتلة والمتعددة المهام بين أربعة وتسعة أضعاف.
د- قوات برية
(1) تصميم مركبات مدرعة فائقة السعة ذات قدرة عالية على الصمود أمام العدائيات والأخطار.
(2) توصلت استراليا قبل أربع سنوات إلى تطوير سلاح يطلق قذائفه أسرع من أى سلاح آخر حتى الآن، بحيث يستطيع القضاء على ما تطلقه الطائرات القاذفة نحو أهداف أرضية من قذائف موجهة بالليزر.
يعتبر بعض الخبراء أن هذا السلاح الجديد - الذى اخترعه "مايك أودماير" وأطلق عليه اسم "Metal Storm" أو عاصفة المعدن - هو التطوير الأكثر ثورية فى التاريخ العسكرى. ويمكن استخدامه كبندقية أو مسدس أو رشاش، ويمكن أيضا تركيبه على السفن لاستخدامه ضد الطائرات والصواريخ المعادية. يبلغ معدل نيران هذا السلاح ما يزيد عن مليون طلقة - دقيقة. بينما يطلق الرشاش Vulcanphalanx ستة آلاف طلقة- دقيقة. وذلك حده الأقصى. وقد تمت تجربة هذا السلاح في الولايات المتحدة التي اشترت امتياز تصنيعه سرا لتمنع أى جهة أمنية من الحصول عليه. جاء هذا السلاح مناسبا لبرامج التطوير الأمريكية التي تحرص على إيجاد حلول لمشاكل وزن السلاح وذخيرته، وصعوبة استخدامه فى ظل تعقيدات التجهيزات الإلكترونية داخله وارتفاع تكاليف إنتاجه. أما من حيث الفعالية وسرعة الإطلاق وكثافة النيران، فإن هذا السلاح يحقق تفوقا أسطوريا على أفضل ما توصلت إليه صناعة السلاح الأمريكية. ومن هنا كان الحرص الشديد على منع أية دولة من الحصول عليه بما في ذلك استراليا نفسها.
(3) توصلت الولايات المتحدة إلى إنتاج سلاح قتال فردي موحد للجيش ومشاة البحرية يطلق عليه OICWس يجمع بين ذخيرة عيار 20 ملم ذات انفجار جوي، وذخيرة عيار 56،5 ملم الخاصة بحلف شمال الأطلسى. ويزود هذا السلاح بنظام تحكم كامل يتضمن جهاز تحديد المدى بالليزر وكمبيوتر وكاميرا فيديو وأجهزة بصرية للرؤية المباشرة الواضحة، ومستشعرات للجو المحيط وبوصلة إلكترونية ومحدد أهداف وجهاز تتبع للأهداف ووحدة قياس للحرارة. يحقق جمع كل هذه القدرات في بندقية واحدة إصابة الأهداف البشرية وغير البشرية المتحصنة في الخنادق وخلف السواتر، ويزيد من إمكانية شل قدرة الخصم بخمسة أضعاف ما تتيحه أفضل الأسلحة الفردية مثل البندقية M-16 حتى مسافة خمسمئة متر، كما يضاعف مسافة الأمن لحاملها ويرفع من فرص سلامته بصورة أكبر.
(4) اهتمت برامج التطوير الراهنة بنظم إلكترونية فردية للحماية الذاتية والاستهداف والملاحة والاتصال يرتديها الأفراد المقاتلون ويتضمن النظام شاشة عرض صغيرة أمام عينى المقاتل مثبتة بالخوذة شأن طيارى المقاتلات. كذلك اهتمت هذه البرامج ببندقية فردية يتحكم بها الكمبيوتر، تطلق ذخائر شبيهة بذخائر الدبابات.
آليات جديدة لجنود المشاة في قتال المدن:
سوف تتوافر لمقاتلى المشاة في معارك الأراضى الضيقة (المدن) أدوات جديدة تمكنهم من اقتحام الأبنية المحصنة. كما يتوافر التدريب اللازم على استخدام هذه الأدوات الجديدة خلال المستقبل القريب. ومن أمثلة هذه الأدوات الجديدة الذخائر الخارقة للجدران، والسلالم المحمولة لتسلق الجدران والدخول من النوافذ بحيث يتوافر لهؤلاء الجنود المقاتلين في معارك المدن في المستقبل القدرات والأدوات والخبرات التي تفوق ما هو متاح لغيرهم، وذلك لمواجهة الاحتمالات المستقبلية. وذلك يحتم، العمل على تحديد العقيدة العسكرية المناسبة. ربما لذلك استخدم العسكريون الأمريكيون دروسا عملية على فرقة مشاة لقتال المدن وذلك باستخدام الخبرات العملية المكتسبة التي واجهتها القوات الأمريكية فى الصومال أثناء معارك 1993 فى مقديشيو. وبدأ الجيش الأمريكي فعلا اختبار الأدوار والوسائل الجديدة التي توافرت لدى الشركات المنتجة للمعدات العسكرية التي تقوم بها القوات الأمريكية لعرض التقنية المتقدمة لأساليب القتال فى المدن والقرى المكتظة بالسكان والأبنية المختلفة. وقد أنهى جنود من القوات الأمريكية فى المشاة والبحرية مؤخرا تدريباتهم المكثفة على استخدام الوسائل الجديدة المشار إليها ضمن القوات المشتركة الاحتياط لإجراء تجارب على القتال المتقدم. وقد تم رصد استخدام جيش إسرائيل بعض هذه الآليات خلال عدوانها على مدن الضفة الغربية مؤخرا.
نماذج الأدوات المستخدمة:
كان على رأس قائمة هذه الأدوات والوسائل الجديدة نظام القاذف سايمون المخترق M-16-A2 وهو بندقية قاذفة مصممة لتفجير المداخل والأبواب والبوابات المصفحة. ويتم تثبيت الطلقات فى ماسورة البندقية M-76 التي يمكن إطلاقها من 10-35 مترا بحيث تدفعها للانفجار طلقات خاصة بين الطلقات الاساسية. ويقول المختصون في الشركة المنتجة إنهم يعملون على تطوير طريقة جديدة تتيح للجنود المقاتلين قذف طلقاتهم الخارقة باستخدام الذخيرة العادية من العيار 62،5 ملم. كما أن شكل هذه الطلقات الخارقة يتيح لها اختراق البوابات الحديدية المصفحة والأبواب الخشبية السميكة مما يسهل اختراق هذه المواقع ودخول القوات بسرعة للقضاء على من فيها. كما تتمتع هذه الطلقات المطورة بقوة كبيرة تسبب الذهول من المفاجأة للأفراد المتحصنين داخل هذه المباني وخلف الأبواب. وبخلاف ذلك تم تطوير شريط قاطع متفجر له القدرة على تفجير فتحة واختراقها فى معظم مواد البناء من الأسمنت المسلح أو الأسوار الخرسانية والحجرية وغيرها، وتكون الفتحة بقدر حجم الشخص المتوسط القامة بحيث يمكن الدخول خلالها إلى المبنى. ويشبه هذا الشريط القاطع المتفجر العادي وله شريط لاصق دائرى يمكن أن يستخدمه الجندي المدرب بسرعة وسهولة ليلصقه على الجدار الخارجي. ويمكن تفجير هذا الشريط اللاصق باستخدام أداة تفجير خاصة عن بعد. وهذا الشريط له القدرة على اختراق جدار من ثلاث طبقات أو جدار من الأسمنت المسلح سمكه حوالى 20 -30 سنتيمترا. وينتج عن هذا الاختراق صوت انفجار ودوي قوي واضح يلقي الذعر والرعب فى قوب الأفراد المحصنين خلفه.
كما تم تصميم سلالم صغيرة وخفيفة الوزن بحيث يمكن حملها في معارك المدن، وتكون فى نفس الوقت قادرة على حمل الجندى المشاة المدجج باسلحة المعركة وعدتها. ولعل المشكلة الوحيدة التي تواجه هؤلاء هي مشكلة الوزن. فقد تم اختبار سلم يبلغ وزنه حوالى 30 كلجم، تبين بعدها عدم سهولة استخدامه فى الحالات التي تتطلب السرعة والحركة نتيجة ثقله ومحدودية مرونته. وعند اختبار سلم بلغ وزنه أقل من 20 كلجم على شكل أكورديون يمكن طيه وفتحه خلال ثوان بحيث يصبح جاهزا للاستخدام. وقد صمم هذا السلم لاستخدام جندى واحد فقط. وهو يمكّن الجندي المشاة المسلح من الوصول إلى الطابق الثاني خلال 2-3 دقائق.
ه - حرب كيماوية
كذلك كشفت مصادر أمريكية عن أن الولايات المتحدة قد قامت بتطوير أسلحة كيماوية وبيولوجية جديدة فائقة التدمير. كما أكدت مصادر أوروبية وأمريكية وإسرائيلية أن الولايات المتحدة قد ساعدت إسرائيل على تطوير أسلحة جرثومية شديدة الفعالية تعمل على أساس عنصري اعتمادا على أبحاث متطورة فى الهندسة الوراثية بحيث يفتك بالعرب دون اليهود. كما بدأ فى عام 2000 إنتاج ثمانمئة طن من المواد الكيماوية القاتلة شديدة التأثير في قنابل غير تقليدية خفيفة الوزن تدمر الكائنات في دائرة واسعة. بدأ هذا الإنتاج بعد أربع سنوات من توقيع معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية عقب اكتمال مصنع إسرائيلي للأسلحة الكيماوية تم إقامته بناء على اتفاق بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
و- الطائرات بدون طيار
لم تعد هذه الطائرات تدخل ضمن عناصر القوات الرئيسية نظرا للاتساع فى استخدامها مع كل من القوات البرية والجوية والدفاع الجوي والبحرية والاستطلاع والمدفعية مستقلة أو ضمن نظام متكامل. والاستخدام الأحدث يتضمن استخدامها مستقلة لقصف القنابل والصواريخ. كانت مقدمات القوات الأمريكية التي بدأت العمل فى الحملة الأمريكية على أفغانستان منذ أكتوبر عام 2001 تضم حجما كبيرا من الطائرات بدون طيار لتقوم بعمل مسح عن قرب للأرض الوعرة فى أفغانستان، وتصور وترسل معلومات حية إلى مركز القيادة فى فلوريدا على الشاطئ الشرقى للولايات المتحدة الأمريكية.
وبعد أشهر قليلة فى بداية يناير 2002 ذكر قائد القوات الأمريكية فى أفغانستان أن هجوما قد تم على قافلة قامت به طائرات استطلاع بدون طيار من نوع بريداتور مسلحة بالصواريخ تابعة للمخابرات الأمريكية، فقد تم خلال عام 2001 وقبل شهور قليلة من أحداث سبتمبر، تحقيق قدرات قياسية لطائرتين أمريكيتين بدون طيار أصبحت لهما شهرة كبيرة خلال حرب أفغانستان، فقد أطلقت نفس الطائرة بريداتور لأول مرة فى فبراير 2001 صاروخ هيل فاير مضاد للدبابات فى ميدان للرماية بصحراء نيفادا. وهو ما يعد أول تجربة أمريكية فى مجال تسليح الطائرات بدون طيار. لم يمض على هذه التجربة سوى شهر واحد حتى خرجت الطائرة "جلوبال هوك" التابعة للبحرية الأمريكية في 26 إبريل فى تجربة طيران طويلة بدون توقف ودون تزود بالوقود لمدة 23 ساعة متصلة ولمسافة 7500 ميل من كاليفورنيا إلى أستراليا. وتعد القدرة على الطيران لمسافات طويلة من أهم الخصائص الفنية التي تميز الأنواع الحديثة من هذه الطائرات. وعندما تقرر تسليح هذه الطائرات - لم تعد مجرد منصة للاستطلاع والتصوير، وتغير اسمها من طائرة بدون طيار Unmanned Aerial Vehicle إلى Unmanned Combat Aerial Vehicle.
وقد توقفت برامج التطوير الراهنة عند الدروس المستخلصة من أبرز حروب السنوات العشر الماضية التي خاضتها قوات مشتركة أمريكية وأوروبية ومن جنسيات أخرى، منها حرب الخليج وحرب البوسنة والحرب الجوية ضد يوغسلافيا- أمام دقة إصابة الأسلحة الذكية وفعاليتها رغم ارتفاع ثمنها. حيث أظهر المحللون أن 7% فقط من القذائف التي تم إطلاقها على العراق فى حرب الخليج الثانية قد اتجه إلى أهداف عسكرية، بينما اتجه 70% منها إلى أهداف مدنية، وسقط 23% من هذه القذائف عشوائيا.
وذكرت مصادر وزارة الدفاع الأمريكية أن نصف الصواريخ من طراز توماهوك التي أطلقتها القطع البحرية الأمريكية من البحر الأحمر والخليج وكذلك الطائرات 2-B (44 صاروخاً) قد أصابت أهدافها. كما أن أسباب فشل النصف الآخر تعود إلى أخطاء فى البرمجة الآلية.
ولم يختلف الوضع فى حرب البوسنة ثم تكرر ذلك بصورة أكثر وضوحا فى الحرب الجوية ضد يوغسلافيا، بدءا من إسقاط الطائرة الخفية الأمريكية من طراز F- 117 وانتهاء بقصف عشوائى لأهداف مدنية ودبلوماسية. بل إن أخطاء الإصابة التي حققتها الصواريخ الذكية لدول حلف شمال الأطلسى الأوروبية انحرفت عن الدولة المقصودة لتصيب دولا أخرى مجاورة لا علاقة لها بالحرب، وسقطت بعضها فى البحر بعيدا عن أهدافه المقصودة. كما ذكر تقرير رسمي بريطانى عن مستوى إصابة الطائرات والصواريخ البريطانية للأهداف الصربية أن نسبة الإصابة الصحيحة التي حققتها الأسلحة الذكية لم تتجاوز 40% من أهدافها المقصودة، وهو ما مثل فضيحة حقيقية للأسلحة الذكية ووسائط تصويبها.
من مجلة الحرس الوطني
 
التعاون الأمريكي الإسرائيلي قد بلغ ذروته

أتمنى أن نكون على دراية بأننا أول ضحايا هذا التعاون

موضوع ممتاز أخي ...........................ومحزن
 
عودة
أعلى