بسم الله الرحمن الرحيم
-------------
على إثر انهيار الاتحاد السوفياتي, اعتقد البعض ان المعارك الجوية بعد غياب التطاحن بين الجبارين انذاك و.م.ا. و الاتهاد السوفياتي قد ولت. فالحروب اصبحت بين دول غير متناسبة القوة, حيث لا مجال للمعارك الجوية. و إن حصل اشتباك جوي بين قوى غير متناسبة, يحسم بالصواريخ جو ـ جو بعيدة المدى للفريق الاقوى من دون الدخول في قتال تلاحمي DogFight.
فهل من حاجة للاهتمام بالصواريخ القصيرة المدى بعد ذلك?
يؤكد الامريكيون ان كل اشتباك جوي بين قوى متناسبة, ينتهي بنسبة %25 بقتال تلاحمي قريب باستخدام صواريخ قصيرة المدى لاسباب عدة منها: سرعة الطائرات الحديثة, و عدم قدرة الكثير من الطائرات على تحديد الطائرات العدوة و تدميرها بسبب ضعف وسائطها الاكترونية, تقليل البصمة الرادارية, إمكانية اعطاء وقت كافي للهروب و المناورة عند اطلاق صاروخ من مدى بعيد, او عدم وجود طائرات اواكس إلى جانبها, و اخيرا نظام اسلحة جو ـ جو للمدى المتوسط و البعيد. مع احتمال وجود النوع نفسه من الطائرات مع الصديق و العدو على حد سواء. و لذلك وجب التاكد من ذلك قبل الرمي.
هذا القتال توليه اسرائيل اهتماما كبيرا و تدريبا خاصين.
يعتبر الطيران, سلاحا حاسما في الحروب, فتسعى الجيوش لتحقيق السيطرة الجوية منذ بدا القتال, و تفوق الطيران ليس بالطائرة فقط, بل و باسلحتها المستخدمة و انظمة اخرى. تسعى الدول للحصول على احدث الطائرات, و من الطبيعي ان تسعى للحصول على افضل متمماتها و اولها الصواريخ جو ـ جو. ما يعطي للصواريخ اهمية كبرى على ما عداها من اسلحة لاهمية دورها في كسب السيطرة الجوية و بالتالي في كسب الحروب.
و إن كانت الصواريخ جو جو قصيرة المدى تشكل نسبة %25 من عمليات الاشتباك الجوية, ندرك عندئذ ما لهذا النوع من السلاح من اهمية في رسم نتائج الحروب.
العودة للسباق
على إثر توحيد المانيا, اكتشف الغرب ان الاتحاد السوفياتي قد حقق تفوقا في مجال الصواريخ جو ـ جو القصيرة المدى, فانتج الصاروخ Vympel R-73 من الجيل الرابع في الثمانينيات, فيما الغرب كان ما يزال يعتمد صواريخ من الجيل الثالث. و إن السوفيات قد حققو سبقا تقنيا باعتماد خوذة الطيار و يؤمن نطاقا واسعا للتسديد دون توجيه الطائرة, و هذا لم يكن محققا في الغرب.
شكل هذا دافعا لامريكا لانتاج الصاروخ AIM-9X لسد الثغرة في هذا المجال, بدا استخدامه عام 2002. و كانت اسرائيل قد سبقتها بإنتاج الصاروخ Python 4 في اواسط التسعينيات. بعدما علمت بالصاروخ الروسي, و ان دولا عربية تزودت به.
مع تباين وجهات النظر الامريكية ـ الاوروبية حول النظام العالمي الجديد, و سعي كل فريق لتوسيع دائرة نفوذه, عادت القوى الكبرى إلى سباق التسلح. حيث رفعت امريكا موازنتها للدفاع, لتزويد جيشها باسلحة تعتمد احدث التكنولوجيا لتضمن بذلك المحافظة على التفوق على منافسيها الاوروبيين و الروس و غيرهم. و دفع هذا اوروبا إلى اللحاق بامريكا للحفاظ على مكانة دولها و على اسواقها التجارية. فسوق تجارة السلاح مهمة عالميا, ليس فقط لحجم مبيعاتها, إنما ايضا لربط امن و اقتصاديات الدول المستوردة للسلاح بالدول المصدرة, فتفتح مجالا اوسع للتعاون الدفاعي و التجاري في مختلف المجالات.
اوجه التطوير
تسعى شركات صناعة الصواريخ لتحقيق التفوق بتطوير إنتاجها من الصواريخ بإدخال مميزات متقدمة تهيئ للصاروخ التفوق و لعب دور حاسم. فتسعى لزيادة حقل نظر الصاروخ ليستطيع حيازة و ملاحقة الهدف في مجال اوسع. كما تسعى لتطوير وسائط توجيهه لاكتشاف الهدف و تحسينها ضد التشويش اكانت حرارية ام رادارية او تعمل بالتصوير الحراري. كما تسعى لاعتماد نظامي توجيه معا, ما يزيد قدرة الصاروخ على مقاومة التشويش و افساح المجال للساروخ لملاحقة الهدف و تدميره.
كذلك تسعى لتطوير رشاقة الصاروخ و قدرته على المناورة Maneuver عبر جنيحات الصاروخ, او التوجيه بواسطة دفات المنافث في عادم الصاروخ. فمع تطور وسائط الكشف و التوجيه و غيرها, تطور مدى السواريخ القصيرة المدى من بضعة كيلومترات ليصبح حوالي 30 ـ 40 كلم في الصواريخ الحديثة, فيما تطور مدى الصواريخ المتوسطة المدى ليصبح حوالي 100 كلم.
و تسعى الشركات لاعطاء الصاروخ ميزة ملاحقة الهدف خلف الطائرة المطلقة للصاروخ, ذلك عبر ادخال امكانية الاطباق على الهدف بعد اطلاق الصاروخ. ما يومن حقل رمي كرويا حول الطائرة.
مميزات الجيل الرابع
حقق الجيل الرابع من صواريخ جو ـ جو قصيرة المدى ميزات متقدمة كثيرا على ما سبقه, من ميزات التطور التي اوردناها سابقا, و هذه مقارنة لإظهار اوجه التطور:
في الجيل الاول, متمثلا بصواريخ مثل AIM 9B الامريكي و2 AA الروسي, كان الباحث الحراري في راس الصاروخ محدود الامكانيات. فهو محدود اتساع حقل الروية, و يوجه نحو مصدر حراري شديد الحرارة كعادم الطائرة, و يعمل ضمن زاوية 30 درجة, فكان يلزم الطائرة بملاحقة الطائرة المعادية لرميها على عادمها, كذلك يسهل التشويش عليه بواسطة الشمس او الشهابات الحرارية, كذلك نظام تبريده, غير المتطور, ما يحد من فترة جهوز الصاروخ للاطلاق. فمعدل الوقت اللازم في الاشتباك و المطاردة لاطلاق الصاروخ يستغرق من 5 ـ 7 دقائق مما يعطي الاولوية في حسم الاشتباك, لمميزات الطائرة و قدرتها على المناورة و لكفاءة الطيار.
في الجيل الثاني, اتسعت زاوية حقل الملاحقة إلى 45 درجة, مع تطوير في حساسية الباحث الحراري.
و في الجيل الثالث, حصلت نقلة نوعية بفضل تطوير الباحث الحراري, فاتسعت زاوية الروية, حتى ان الباحث اصبح يعمل دون ان يكون موجها إلى عادم الطائرة. على الرغم من ذلك بقيت زاوية الاطلاق بحدود 60 درجة. و انخفضت مدة الاشتباك للاطلاق إلى 3 دقإق.
اما الجيل الرابع فتميز بعدة عناصر:
ـ الرشاقة و سرعة الاستجابة و المناورة
ـ اتساع زاوية الرمي
ـ تطوير قدرات الباحث الحراري في التقاطة للاهداف إلى 180 درجة
ـ انخفضت مدة االشتباك إلى 20 ثانية.
مذا بعد?
إن عودة الدول الكبرى لسباق التسلح, يعد بإنتاج اجيال جديدة من الصواريخ جو ـ جو اكثر فتكا. يتجه الروس لزيادة مدى الصواريخ القصيرة المدى و البعيدة ايضا, مع ادخال نظام التوجيه المزدوج Dual Guidance في باحث الصاروخ لتحصينه من التشويش Jamming.
كذلك يسعى الامريكيون لإنتاج صاروخ متعدد المهام للمديين القصير و المتوسط معا.
يقدر الامريكيون انه بحلول عام 2015 سيتم إنتاج صاروخ يعم لكرويا في كامل محيط الطائرة, و مع استعمال منافث جانبية للتوجه بدل الدفع الصاروخي من الخلف.
كيف ستكون المواجة عندها? من يرى اولا, يطلق اولا و يقتل اولا.
-------------
على إثر انهيار الاتحاد السوفياتي, اعتقد البعض ان المعارك الجوية بعد غياب التطاحن بين الجبارين انذاك و.م.ا. و الاتهاد السوفياتي قد ولت. فالحروب اصبحت بين دول غير متناسبة القوة, حيث لا مجال للمعارك الجوية. و إن حصل اشتباك جوي بين قوى غير متناسبة, يحسم بالصواريخ جو ـ جو بعيدة المدى للفريق الاقوى من دون الدخول في قتال تلاحمي DogFight.
فهل من حاجة للاهتمام بالصواريخ القصيرة المدى بعد ذلك?
يؤكد الامريكيون ان كل اشتباك جوي بين قوى متناسبة, ينتهي بنسبة %25 بقتال تلاحمي قريب باستخدام صواريخ قصيرة المدى لاسباب عدة منها: سرعة الطائرات الحديثة, و عدم قدرة الكثير من الطائرات على تحديد الطائرات العدوة و تدميرها بسبب ضعف وسائطها الاكترونية, تقليل البصمة الرادارية, إمكانية اعطاء وقت كافي للهروب و المناورة عند اطلاق صاروخ من مدى بعيد, او عدم وجود طائرات اواكس إلى جانبها, و اخيرا نظام اسلحة جو ـ جو للمدى المتوسط و البعيد. مع احتمال وجود النوع نفسه من الطائرات مع الصديق و العدو على حد سواء. و لذلك وجب التاكد من ذلك قبل الرمي.
هذا القتال توليه اسرائيل اهتماما كبيرا و تدريبا خاصين.
يعتبر الطيران, سلاحا حاسما في الحروب, فتسعى الجيوش لتحقيق السيطرة الجوية منذ بدا القتال, و تفوق الطيران ليس بالطائرة فقط, بل و باسلحتها المستخدمة و انظمة اخرى. تسعى الدول للحصول على احدث الطائرات, و من الطبيعي ان تسعى للحصول على افضل متمماتها و اولها الصواريخ جو ـ جو. ما يعطي للصواريخ اهمية كبرى على ما عداها من اسلحة لاهمية دورها في كسب السيطرة الجوية و بالتالي في كسب الحروب.
و إن كانت الصواريخ جو جو قصيرة المدى تشكل نسبة %25 من عمليات الاشتباك الجوية, ندرك عندئذ ما لهذا النوع من السلاح من اهمية في رسم نتائج الحروب.
العودة للسباق
على إثر توحيد المانيا, اكتشف الغرب ان الاتحاد السوفياتي قد حقق تفوقا في مجال الصواريخ جو ـ جو القصيرة المدى, فانتج الصاروخ Vympel R-73 من الجيل الرابع في الثمانينيات, فيما الغرب كان ما يزال يعتمد صواريخ من الجيل الثالث. و إن السوفيات قد حققو سبقا تقنيا باعتماد خوذة الطيار و يؤمن نطاقا واسعا للتسديد دون توجيه الطائرة, و هذا لم يكن محققا في الغرب.
شكل هذا دافعا لامريكا لانتاج الصاروخ AIM-9X لسد الثغرة في هذا المجال, بدا استخدامه عام 2002. و كانت اسرائيل قد سبقتها بإنتاج الصاروخ Python 4 في اواسط التسعينيات. بعدما علمت بالصاروخ الروسي, و ان دولا عربية تزودت به.
مع تباين وجهات النظر الامريكية ـ الاوروبية حول النظام العالمي الجديد, و سعي كل فريق لتوسيع دائرة نفوذه, عادت القوى الكبرى إلى سباق التسلح. حيث رفعت امريكا موازنتها للدفاع, لتزويد جيشها باسلحة تعتمد احدث التكنولوجيا لتضمن بذلك المحافظة على التفوق على منافسيها الاوروبيين و الروس و غيرهم. و دفع هذا اوروبا إلى اللحاق بامريكا للحفاظ على مكانة دولها و على اسواقها التجارية. فسوق تجارة السلاح مهمة عالميا, ليس فقط لحجم مبيعاتها, إنما ايضا لربط امن و اقتصاديات الدول المستوردة للسلاح بالدول المصدرة, فتفتح مجالا اوسع للتعاون الدفاعي و التجاري في مختلف المجالات.
اوجه التطوير
تسعى شركات صناعة الصواريخ لتحقيق التفوق بتطوير إنتاجها من الصواريخ بإدخال مميزات متقدمة تهيئ للصاروخ التفوق و لعب دور حاسم. فتسعى لزيادة حقل نظر الصاروخ ليستطيع حيازة و ملاحقة الهدف في مجال اوسع. كما تسعى لتطوير وسائط توجيهه لاكتشاف الهدف و تحسينها ضد التشويش اكانت حرارية ام رادارية او تعمل بالتصوير الحراري. كما تسعى لاعتماد نظامي توجيه معا, ما يزيد قدرة الصاروخ على مقاومة التشويش و افساح المجال للساروخ لملاحقة الهدف و تدميره.
كذلك تسعى لتطوير رشاقة الصاروخ و قدرته على المناورة Maneuver عبر جنيحات الصاروخ, او التوجيه بواسطة دفات المنافث في عادم الصاروخ. فمع تطور وسائط الكشف و التوجيه و غيرها, تطور مدى السواريخ القصيرة المدى من بضعة كيلومترات ليصبح حوالي 30 ـ 40 كلم في الصواريخ الحديثة, فيما تطور مدى الصواريخ المتوسطة المدى ليصبح حوالي 100 كلم.
و تسعى الشركات لاعطاء الصاروخ ميزة ملاحقة الهدف خلف الطائرة المطلقة للصاروخ, ذلك عبر ادخال امكانية الاطباق على الهدف بعد اطلاق الصاروخ. ما يومن حقل رمي كرويا حول الطائرة.
مميزات الجيل الرابع
حقق الجيل الرابع من صواريخ جو ـ جو قصيرة المدى ميزات متقدمة كثيرا على ما سبقه, من ميزات التطور التي اوردناها سابقا, و هذه مقارنة لإظهار اوجه التطور:
في الجيل الاول, متمثلا بصواريخ مثل AIM 9B الامريكي و2 AA الروسي, كان الباحث الحراري في راس الصاروخ محدود الامكانيات. فهو محدود اتساع حقل الروية, و يوجه نحو مصدر حراري شديد الحرارة كعادم الطائرة, و يعمل ضمن زاوية 30 درجة, فكان يلزم الطائرة بملاحقة الطائرة المعادية لرميها على عادمها, كذلك يسهل التشويش عليه بواسطة الشمس او الشهابات الحرارية, كذلك نظام تبريده, غير المتطور, ما يحد من فترة جهوز الصاروخ للاطلاق. فمعدل الوقت اللازم في الاشتباك و المطاردة لاطلاق الصاروخ يستغرق من 5 ـ 7 دقائق مما يعطي الاولوية في حسم الاشتباك, لمميزات الطائرة و قدرتها على المناورة و لكفاءة الطيار.
في الجيل الثاني, اتسعت زاوية حقل الملاحقة إلى 45 درجة, مع تطوير في حساسية الباحث الحراري.
و في الجيل الثالث, حصلت نقلة نوعية بفضل تطوير الباحث الحراري, فاتسعت زاوية الروية, حتى ان الباحث اصبح يعمل دون ان يكون موجها إلى عادم الطائرة. على الرغم من ذلك بقيت زاوية الاطلاق بحدود 60 درجة. و انخفضت مدة الاشتباك للاطلاق إلى 3 دقإق.
اما الجيل الرابع فتميز بعدة عناصر:
ـ الرشاقة و سرعة الاستجابة و المناورة
ـ اتساع زاوية الرمي
ـ تطوير قدرات الباحث الحراري في التقاطة للاهداف إلى 180 درجة
ـ انخفضت مدة االشتباك إلى 20 ثانية.
مذا بعد?
إن عودة الدول الكبرى لسباق التسلح, يعد بإنتاج اجيال جديدة من الصواريخ جو ـ جو اكثر فتكا. يتجه الروس لزيادة مدى الصواريخ القصيرة المدى و البعيدة ايضا, مع ادخال نظام التوجيه المزدوج Dual Guidance في باحث الصاروخ لتحصينه من التشويش Jamming.
كذلك يسعى الامريكيون لإنتاج صاروخ متعدد المهام للمديين القصير و المتوسط معا.
يقدر الامريكيون انه بحلول عام 2015 سيتم إنتاج صاروخ يعم لكرويا في كامل محيط الطائرة, و مع استعمال منافث جانبية للتوجه بدل الدفع الصاروخي من الخلف.
كيف ستكون المواجة عندها? من يرى اولا, يطلق اولا و يقتل اولا.