سلاح الجو لثوار ليبيا

إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
342
التفاعل
243 0 0
أنت هنا: الرئيسية » اخبار ليبيا » سلاح الجو لقاعدة بنينا.. الجندي المجهول لثورة 17فبراير
سلاح الجو لقاعدة بنينا.. الجندي المجهول لثورة 17فبراير

لولا الناتو لكان وكان، هذا ما يردده الناس حين يذكر أهل الفضل ، متجاهلين دور نسور الجو الليبية التابعين للسلاح الجوي لقاعدة بنينة الجوية، فهم الذين عصوا أوامر النظام وخالفوا تعليماته بقصف المتظاهرين، ثم أصلحوا الطائرات وحلقوا في السماء وقصفوا الأرتال والبارجات، ثم استشهد بعضهم، وراء كل ذلك كتيبة كاملة من الشرفاء والوطنيين، كل تلك الخفايا وغيرها تعرضها صحيفة برنيق في استطلاعها هذا من خلال محاورتها.

يقول العقيد المهندس سالم الطيرة، “بالنسبة لسلاح الطائرات خلال الفترة السابقة كنا نملك في القاعدة قبل قيام ثورة 17 فبراير 4 طائرات عاملة ولكن النظام طلب إقلاعهن إلى مدينة سرت وبالتحديد لقاعدة القرضابية وذلك يوم 16 فبراير قبل الثورة بيوم واحد فأصبحت القاعدة دون طائرات لخوف القذافي من أن تستعمل هذه الطائرات ضد نظامه، والطيارون الذين نقلوا هذه الطائرات إلى سرت قد قاموا بفك قطع غيار من الطائرات لتخريبها وهربوا من سرت وعادوا إلى بنغازي، وكان على رأسهم الشهيد المهدي رشيد السمين والعقيد ونيس بوشناف والعقيد حسين الشيخي ومنصف شعبان.

تجميع الخردة

وعندما رجعوا وجدوا طائراتنا جاهزة لأنه كانت هناك طائرات في مجمع الخردة لدينا في القاعدة من نوع ميغ 23 الزوجية والفردية كانت صلاحيتهن منتهية وعمرهن الافتراضي قد انتهى، وقد قمنا بمجهودات شخصية وتم تشغيل الطائرات المنتهية الصلاحية وفك تخزينها، وتمت الاستعانة بقطع غيار كانت موجودة لدى قسم الإمداد الفني، كما تم تزويد الطائرات بأسلحة وذخيرة كانت موجودة لدينا وجلبنا بعض القنابل من قاعدة طبرق كانت مخزنة في بشر في المنطقة الشرقية وبعضها من الرجمة وفي خلال أسبوع أو عشرة أيام أصبحت الطائرات جاهزة للعمل، ومن ضباط الشؤون الفنية الذين ساهموا في هذا العمل العقيد علي بوشعالة والعقيد عبد الجيد الحسوني والعقيد عثمان البدري والعقيد فرج الماجري والعقيد السنوسي أمنينه والعقيد جلال الفاضلي والعقيد إدريس الحاسي والعقيد سالم بوهادي وضباط الصف جملة وآمر الشؤون الفنية العميد مبروك الوليد الذي بذل جهدا كبيرا في ضم شمل الشؤون الفنية وإنجاز الأعمال بالإضافة إلى مجموعة قسم التسليح وعلى رأسهم العقيد غيث عمران البرعصي والمقدم سليم الفيتوري والمقدم إبراهيم بشير ومجهودات هؤلاء الضباط مازالت مستمرة وننتظر في بعض قطع الغيار والبطاريات الخاصة بهذه الطائرات لمواصلة العمل .

وواصلنا حديثنا مع العقيد مهندس عبد الله الدجاوي فقال ” نحن بدأنا باستعمال الطائرات وقصف كتائب القذافي تحديدا يوم 12/3 قبل محاولة دخول بنغازي كانت هناك أرتال متقدمة من جالو وجهة البريقة في محاولة لدخول مدينة إجدابيا ثم الاتجاه إلى بنغازي وتم قصف هذه الأرتال بمعدل ثماني طلعات كل يوم وكنا نملك وقتها طائرتين عموديتين هما ” الم 35 و الميغ 23 ” بالإضافة إلى مشاركة الميغ 21 من قاعدة طبرق وكانت هناك طائرتان ميغ 21 عمودية كانت متمركزة داخل قاعدة بنينا وأرسلت من قاعدة سرت وتمركزت في مطار بنينا لغرض ضرب الثوار ولكن بقدرة الله بقيت لدينا هذه الطائرات ولم يكن يوجد لدينا طيارون متدربون ومتخصصون في الطيران على هذا النوع من الطائرات، ولكن بمجهودات الشهيد العميد حسين الورفلي والعقيد مؤمن الدرسي الذين كانا متخصصين في ميغ 25 فأخرجا الكتب الخاصة بهذه الطائرات وتم إجراء بعض الدراسات ثم التدريب عليها بعد أن تم تأمين المنطقة لهم من احتمال استخدام أي شخص للمضادات الأرضية وقاموا بطلعات تجريبية لكي يتمكنوا من الإقلاع، وبالفعل تم استخدم هذه الطائرات لضرب كتائب القذافي والتي كانت لهم في الأصل، وكانوا يريدون استخدامهم ضدنا فانقلب الأمر عليهم واستخدمت ضدهم وعلى الرغم من أن الطيارين لم يجربوا الطيران عليها من قبل إلا أنهم قاموا بواجبهم وتم استخدامهن بكل مهارة كما أن أمرا مهما حدث في تلك الأحيان وهو أن الطائرات التي تذهب لقصف الأرتال تهبط دون أي عطل وهذا أمر غريب لم يحدث من قبل أثناء التدريبات أو المناورات العسكرية وهذه دليل على نصرة الله لنا.



ردع رتل العقيد عن التقدم

وعن دور القاعدة في ردع الرتل القادم إلى بنغازي يوم 19 مارس قال لنا العقيد طيار خالد حسين ” ظهور طائراتنا التي ضربت أول الرتل وآخره هي من أخرت تقدمه إلى بنغازي، أما طائرات حلف الناتو فلم تقصف إلا الساعة السابعة إلا ربع وما يجب أن يعرفه الناس أن للسلاح الجوي دورا فعالا وكبيرا جدا في ردع بارجات القذافي البحرية وكذلك أرتاله التي حاولت دخول المدن الشرقية وكان لأبطال الجو في قاعدة بنين ا الدور الأكبر في ردع الرتل الذي حاول دخول مدينة بنغازي ولكن للأسف فمعظم الناس لا يعلمون هذه الدور ويعتقدون أن حلف الناتو الذي كانت طائراته تحلق من الساعة الواحدة ظهرا ولم تقصف إلا الساعة السابعة هي صاحبة الفضل، لأن طائرات حلف شمال الأطلسي ضربت الكتائب الساعة السابعة إلا ربع أما طائرات القاعدة الجوية الليبية فبدأت قصف الكتائب من الساعة الخامسة صباحا، فمجهودات هؤلاء الطيارين قائمة من الصباح الباكر وقبل وصولهم إلى بنغازي، بالإضافة إلى الثوار المتمركزين عند بوابة القوارشة الذين ساعدوا الطيارين وعطلوا الأرتال القادمة.

وأضاف العقيد أن الطيار رشيد السمين كان قد قال لنا إن بداية الارتال كانت من “تيكة” ونهايتها في منطقة “قمينس” فبدأ الطيار رشيد السمين والطيار فخري الصلابي بالقصف على نهاية الرتل في منطقة قمينس ثم أقلع الطيار محمد العقيلي و قصف نفس المنطقة ثم قصف أيضا عقيد الطيار رافع الفراوي ثم في الطلعة الثانية قصف الشهيدان فخري الصلابي ورشيد السمين ثم رجعا وابلغا البرج بأنهما سيقومان بجولة استطلاعية في جهة منطقة النواقية وفي هذه الإثناء قصف المهدي والصلابي و أسقطت طائرتهم في منطقة بودرسية أما محمد العقيلي فقد سقطت طائرته في بنغازي بعد الطلعة الثانية أما طائرات الناتو فأكملت مهمة الطيارين اللبيبين وقصفوا في المساء وأنا أقول لكل من يقول أن الفضل لقوات الناتو إن الفضل لله سبحانه وتعالى أولاً ثم لقاعدة بنينا الجوية التي منعت دخول الرتل .

إسقاط الطائرات

وعن مصير تلك الطائرات التي استعملت في قصف الكتائب قال العقيد مهندس صالح حواساد ” أما عن الطائرات الميغ 21 أصيبت في اجدابيا وحاول الطيار الوصول بها إلى مطار بنينة ولكنه لم يتمكن من ذلك وقفز منها وتعرض لعدة إصابات وسقطت الطائرة في منطقة الكويفية ، أما عن باقي الطائرات فقد تم إسقاطهن من قبل الكتائب عند دخول مدينة بنغازي، لأن الكتائب كانت مدججة بصواريخ حرارية والطيارون كانت تظهر لديهم مؤشر القبض عند خروجهم لضرب الكتائب وكانوا متعودين على ذلك لأن مؤشر القبض كان يأتي دائما من طائرات التحالف قبل ذلك وحين ظهور علامة القبض في مؤشر الطائرات يوم دخول الرتل إلى بنغازي لم يكترث الطيارون للمؤشر اعتقادا منهم أن القبض من قبل طائرات التحالف ولم يتوقعوا أنه من كتائب القذافي التي كانت تحمل معها صواريخ ” أيقلا” الحرارية التي لم تكن لدينا وتستخدم في كتائب خميس و الساعدي فقط والتي فاجأت طائراتنا وأسقطتها

أما عن دور السلاح الجوي لقاعدة بنينة الجوية في مناصرة ثورة 17 من فبراير قال العقيد عبد الله الحاسي ” قبل سقوط كتيبة الفضيل بوعمر وتحديدا يوم 20 فبراير وقبل سقوط الكتيبة كانت متمركز المي 35 وكان آمر القاعدة اللواء فتحي الكيلاني متواجدا وكانت موجودة كتيبة من كتائب القذافي داخل قاعدة بنية أصدر إلى اللواء أوامر مفادها أن تقلع الطائرات العمودية وتقصف المتظاهرين الموجودين أمام كتيبة الفضيل وقد ألح الطاغية معمر القذافي في هذا الأمر من خلال ثلاث مكالمات متتالية مع اللواء الكيلاني في حوالي 40 دقيقه فأجاب اللواء أنه سينفذ الأمر ولكنه لم يأمر أن تقلع الطائرات لضرب المدنيين، ثم جاءت مكالمة من خميس ابن القذافي ليقول للكيلاني أنت كاذب فالطائرات لم تقلع وتضرب المظاهرة كما قلت ثم جاءت مكالمة من عبد الله السنوسي فرد عليه آمر القاعدة إنه لا يقع تحت إمرته ولن يأخذ أي أمر منه وكان جميع الضباط ملتحمون مع بعضهم ومع آمر الكتيبة وكانوا متخوفين من الكتيبة الموجودة في مطار بنينة والتابعة لنظام القذافي أن تقوم بتصفية هؤلاء الضباط.

وبعد ذلك صدرت أوامر للكيلاني بإرسال الطائرات العمودية إلى مخازن معسكر الرجمة لجلب الذخيرة لكتيبة الفضيل بو عمر وبرجاحة العقل طلب الكيلاني من الضباط الإقلاع إلى معسكر الرجمة لمحاولة تمويه الكتائب أنه سينفذ الأوامر وعند وصول الطائرات وتحميلها بالذخيرة قام الطيارون بخبرتهم بإطفاء الطائرات المحملة بالذخيرة والطائرات العمودية عند إطفاءها لا تشتغل إلا بعربات البور الخاصة فتم طلب هذه العربات من قاعدة بنينة، قام الضباط الموجودون هنا في القاعدة بإرسال عربات الباور التي تحمل كيبلا واحدا فقط و الطائرات العمودية تشتغل بعربات “بور زوجية” وليست فردية، وكل ذلك في محاوله لكسب الوقت وعندما وصول العربة التي تجلب الباور للرجمة انسحب الطيارون وهربوا وعند وصول الثوار إلى الرجمة قاموا بحرق هذه الطائرات.

هكذا كانت مشاركة قاعدة بنينا في الدفاع عن الثوار والمتظاهرين وثورة 17 فبراير وكانت عدم استجابة القاعدة لأوامر الطاغية من أهم الأسباب التي أسقطت الكتيبة بسبب عدم توفير الذخيرة لهم .

وقال العقيد طيار صالح بوحجر وهو أحد الطيارين المشاركين في قصف الكتائب بقوله: “نحن نعتبر أن قاعدة بنينا خلية نحل كاملة من الحرس الذي على البوابة إلى طياري القاعدة وأحب أن أقول للجميع إن كل ضباط القاعدة شاركوا في هذه الثورة وكانت مشاركة الجميع فعاله فعلا وقد أدينا عملنها كطيارين مقاتلين على أحسن وجه وأكرمنا الله بشهداء شرفوا قاعدة بنينا الجوية وهم عميد طيار حسين محمد عوض الورفلي ،وعميد طيار فخر الدين الصلابي و،عميد طيار محمد أمبارك العقيلي ،وعميد طيار المهدي رشيد السمين و،عميد طيار جمال عبد الكريم العجيلي و،عميد طيار سليمان الكاديكي و،ملازم أول فني جوي محمد فتحي السلامي و،ملازم ثان فني جوي إبراهيم بدر دخيل ،ملازم ثان فني جوي أسامه العقوري ونحن فخورون بهم جميعا كما أن ضباط القاعدة أيضا هم من أول الضباط الذين ألقوا بيان انضمام لثورة 17 فبراير ، كما أن لقاعدة جمال عبد الناصر دور كبير في مساندة قاعدة بنينا بكل ما يملكون من قوة.
 
عودة
أعلى