لماذا كانوا ينصرون ؟

ابو حامد

عضو مميز
إنضم
14 مارس 2008
المشاركات
1,109
التفاعل
10 0 0
في معركة اليرموك أرسل أحد قادة جيش الروم واسمه القُبُقلار ، رجلاً من قضاعة يقال له ابن هزارف ،
فقال له : ادخل في هؤلاء القوم – يعني المسلمين – فأقم فيهم يوماً وليلة ثم ائتني بخبرهم .

فدخل ابن هزارف في جيش المسلمين ، فأقام فيهم يوماً وليلة ،

ثم رجع إلى قائد الروم ،
فقال له القائد : ما وراءك ؟

قال: بالليل رهبان ، وبالنهار فرسان ، ولو سرق فيهم ابن ملكهم قطعوا يده ، ولو زنى رجم لإقامة الحق فيهم .

فقال القائد : لئن كنت صدقتني لبطن الأرض خير من لقاء هؤلاء على ظهرها ، ولوددت أن حظي من الله أن يخلي بيني وبينهم ، فلا ينصرني عليهم ، ولا ينصرهم عليّ .

بهذه الكلمات اليسيرات عبّر هذا العربي عن بعض أسرار القوة التي عند المسلمين ، والتي كانت من أسباب نصرهم على جيوش أكثر منهم عدة وعتاداً ، ومن ذلك :

- قوة الإيمان والصلة بالله عز وجل .

- الحرص على إقامة علم الجهاد ورفع رايته .

-الحرص على إقامة الحق وتطبيق الشريعة على الكبير والصغير،

ولا تأخذهم في ذلك لومة لائم .

اليرموك ، للدكتور شوقي أبو خليل ،ص36، بتصرف
 
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ،

هكذا قالها عمرالفاروق لأبي عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنهما ، عندما قدم الشام ليتسلم مفاتيح بيت المقدس من البطاركة ، وقد كان يلبس ثوباً مرقعاً ،
ويركب بغلة يتناوبها مع غلام له، فأرادوا منه أن يغير ملابسه وبغلته .

ذلك أن المسلمين إنما فتحوا البلاد وقلوب العباد بحبهم لربهم وسيرهم على نهج نبيهم وتعلقهم بجنة خالقهم ، فما عرفت الدنيا طريقاً إلى قلوبهم ،
ولا تسلطت على نفوسهم .

وفي القصة التالية ما يشير إلى هذا المعنى ،
إذ لما فتح المسلمون مصر بقيادة الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه أرسل المقوقس رسلاً إلى عمرو ، فحبسهم عمرو عنده يومين ، ولما رجعوا إلى القوقس سألهم : كيف رأيتم ؟
فقالوا : رأينا قوماً الموت أحب إلى أحدهم من الحياة ،
والتواضع أحب إليهم من الرفعة ،
ليس لأحدهم في الدنيا رغبة ولا نهمة ،
وإنما جلوسهم على التراب ،
وأكلهم على ركبهم ،
وأميرهم كواحد منهم ،
ما يعرف رفيعهم من وضيعهم ،
ولا السيد من العبد ،
وإذا حضرت الصلاة لم يتخلف عنها منهم أحد ،
يغسلون أطرافهم بالماء ويخشعون في صلاتهم .

فقال المقوقس عند ذلك : والذي يحلف به ، لو أن هؤلاء استقبلوا الجبال لأزالوها ، وما يقوى على قتال هؤلاء أحد !


لأجل هذا هابهم الأعداء وخشيهم الألداء ،
ولما تنكبت الأجيال من بعدهم الطريق تداعت على أمتنا الأمم كتداعي الأكلة على قصعتها ،
وماهم بقليل ،
ولكنه حب الدنيا وكراهية الموت .
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى