الإمارات تبدأ إنتاج أكبر كمية من المعدات العسكرية
تاريخ النشر: الأحد 17 فبراير 2013
أبوظبي (وام) - شهدت الصناعات العسكرية الإماراتية تطورات كبيرة في السنوات الأخيرة، وبدأت في الدخول في منافسة حقيقية مع نظيراتها على المستوى العالمي، وفي هذا الإطار يشار إلى “شركة أبوظبي لبناء السفن”، وصناعة الأسلحة الفردية في مجمع “كراكال”، وتصنيع طائرات من دون طيار في شركة “أداسي”، وشركة “بركان” لتصنيع الذخائر، وقد يكون من باب المفارقة أن غالبية هذه الشركات يمكن أن تكون معروفة عالمياً خصوصاً للمهتمين والخبراء في هذا المجال، ولكنها قد لا تكون على المستوى ذاته من السمعة والشهرة على المستوى المحلي بسبب تخصصية إنتاجها، ولكن هذا لا ينفي قدراتها ومكانتها التصنيعية المتنامية والتي وضعتها في مضمار المنافسة العالمية بين كبريات شركات التصنيع العسكري في العالم.
وأشارت مجلة “درع الوطن” في عددها الذي أصدرته بمناسبة معرض الدفاع الدولي “آيدكس 2013” إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة بدأت في إنتاج أكبر كمية من المعدات العسكرية، في محاولة للحد من التبعية الأجنبية في هذا المجال الاستراتيجي والمساعدة في التصنيع الوطني، فتمكنت شركة أبوظبي لبناء السفن /أيه دي اس بي/ من إنتاج مجموعة من السفن ولدى الإمارات برنامج مخصص لتصميم وتطوير وإنتاج 5 إلى 6 أنواع من السفن الحربية المخصصة للإبحار في مياه ضحلة في الخليج العربي.
كما أنها أنتجت وتنتج الذخائر ومركبات النقل العسكرية والطائرات التي تطير من دون طيار والأسلحة الصغيرة، بالإضافة إلى تطوير طائرة تدريب ومقاتلة خفيفــة تعتمــد على تقنيـة التخفي تدعى “ماكو”، وذلك في تعاون بين القوات الجوية الإماراتية وشركة /إيه أيه دي اس/.
وكانعكاس للتطور الحاصل في الصناعات العسكرية الإماراتية شاركت دولة الإمارات بأكبر جناح في معرض “آيدكس 2011 “ بمساحة تتجاوز 12 ألف متر مربع، حيث ضم الجناح معظم الشركات الإماراتية المشاركة في الحدث والتي بلغ عددها 169 شركة، ضمت توازن القابضة وشركة مبادلة للتنمية وهيئة تنظيم الاتصالات وغيرها من الشركات الوطنية البارزة.
وكان من أبرز الصناعات العسكرية الوطنية المعروضة في آيدكس 2011 سيارة النمر التي أنتجتها شركة نمر للسيارات التابعة لشركة توازن القابضة، لتكون أول آلية عسكرية من هذا النوع يتم إنتاجها في الدولة، حيث تتميّز بأدائها العالي في الظروف الصحراوية الصعبة وتتمتع بدفع سداسي أو رباعي، ويتم إنتاج هذه السيارة لاستخدامات القوات المسلحة بنوعين: مدرّع وآخر غير مدرّع.
كما تعرض شركة كاراكال الدولية المُصنّع الوطني الأول للأسلحة الخفيفة في الدولة مجموعة من أحدث الأسلحة التي تضعها كمنافس حقيقي لكبار منتجي الأسلحة الخفيفة في العالم، كما عرضت مجموعة الشركات التابعة لـمبادلة مثل بيانات مجموعة من أحدث التقنيات لتقديم خدمات المسح الجوي، وجمع المعلومات والياه سات التي تستعرض مجموعة مميّزة من خدمات الاتصالات الفضائية متعددة الأغراض لعملائها في المنطقة.
توازن القابضة
ومن ضمن الشركات العسكرية الإماراتية توازن القابضة، وهي شركة للاستثمارات الإستراتيجية تركز على المساهمة في تطوير قطاع التصنيع بدولة الإمارات العربية المتحدة وعلى نقل المعرفة والكفاءات التكنولوجية، مع التركيز على قطاع التصنيع الدفاعي وتتمثل أهداف توازن القـابضة والتي تأسست عام 2007 كشركة مملوكة بالكامل لمجلس التوازن الاقتصادي الإماراتي، في إقامة مشاريع مربحة ومجدية من خلال الشراكات الصناعية والاستثمارات الاستراتيجية التي من شأنها إضافة قيمة ملموسة للقطاعات التصنيعية في الدولة في مجالات التصنيع الدفاعي وتكنولوجيا التصنيع. وشركة الإمارات المتقدمة للاستثمارات وهي شركة إماراتية تأسست عام 2006 وتتخذ من أبوظبي مقراً رئيسياً لها، تهدف الشركة إلى نقل التكنولوجيا المتقدمة من الشركات العالمية الصديقة وتوفير التقنيات المتقدمة التي تساعد القوات المسلحة في أداء مهامها في حماية الوطن والحفاظ على مكتسباته، بالإضافة إلى رفد الاقتصاد الوطني بمزيد من التكنولوجيا والمعرفة المتقدمة وتأهيل الكفاءات الوطنية التي تستطيع أن تحاكي المتغيرات التكنولوجية والتقنية في العالم، وتسهم في تحقيق الرؤية الاستراتيجية بعيدة المدى لإمارة أبوظبي وتدعم نهج التنويع الاقتصادي وتطوير نظم التعليم، بما يتواكب مع الرؤية الاقتصادية المتطورة وينسجم مع احتياجات سوق العمل.
وتعمل مجموعة الإمارات في مجالات مختلفة في إطار العلوم والتقنيات الحديثة، من خلال الشركات التابعة لها والشراكات التي تنفذ تحت مظلة المجموعة، والتي تختص بالخدمات الدفاعية والمدنية بالإضافة إلى مجالات أخرى تشهد اعتماداً كبيراً على البرمجيات والتكنولوجيا الحديثة، مثل نظم الرعاية الصحية والتدريب المتخصص والاستشارات وإدارة المشاريع والتنمية. وتعد المجموعة داعماً رئيسياً ومتعاوناً مع العديد من المعاهد التقنية للتعليم العالي مع التزامها الكبير بمعايير الجودة العالمية، كما أنشأت المجموعة شركة “جلوبال أيرواسبيس لوجستكس”، وهي من الشركات المزودة الرئيسية لخدمات الدفاع وصيانة الطائرات والنظم وإدارة واستشارات مشاريع الطيران في الإمارات العربية المتحدة، لأنظمة التحكم ومشاريع التقنية وبرمجيات الدفاع والأمن في الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، كما تم إنشاء شركة “تاليس أدفانسد سوليوشنز” لحلول الدفاع للقوات المسلحة الإماراتية وسوق الدفاع العالمي وشركة “إيميراج سيستمز”.
الأمن الداخلي
وشركة أدفانسد انتجريتد سيستمز وهي أول شركة إماراتية وطنية تقدم حلولاً متكاملة للأمن الداخلي وكانت الشركة قد نمت من خلال عمليات الاندماج والاستحواذ على شركات التكنولوجيا والبحوث الداخلية المهمة وجهود التنمية، وحالياً لدى الشركة مشروعات بمليارات الدولارات في جميع أنحاء العالم تهدف إلى حماية الأصول المهمة ومراكز النقل والحدود والمراكز الحضرية، وتعكف شركة أدفانسد انتجريتد سيستمز على تطبيق برامجها بأقصى درجات الكفاءة والفعالية عن طريق استخدام أحدث أساليب التكنولوجيا التي تلبي الاحتياجات المتزايدة.
واستعرضت المجلة تقنيات الاتصالات الحديثة التي تلعب دوراً بارزاً في الاستراتيجيات العسكرية في الوقت الراهن، ويتوقع لها أن تكون محور التخطيط العسكري مستقبلاً وفي هذا الإطار يشار إلى مشروع “الياه سات” وهو مشروع وطني إماراتي، وأول نموذج من نوعه يخدم القطاعين العسكري والمدني في منطقة الشرق الأوسط، حيث يركز على نقل المعرفة والخبرة الفضائية إضافة إلى شراء الأنظمة وصناعتها.
وبدأ تنفيذ هذا المشروع العملاق عام 2007 حيث رأت القيادة الرشيدة أن القوات المسلحة تحتاج إلى أداة تساعدها في أداء عملها في المستقبل، وتكون في ذات الوقت أداة للاستخدامات العسكرية الحديثة.
ويؤكد خبراء ومتخصصون أن العمل العسكري الشبكي المركزي أصبح له مفهوم جديد يبنى على المعلومات وكيفية استغلالها والاستفادة منها، في خدمة الجوانب العسكرية ومتطلبات الجيوش الحديثة، ولتبني هذا المفهوم يجب امتلاك أدوات تساعد على نقل المعلومات وتربط وحدات القوات المسلحة ببعضها البعض سواء داخل أو خارج الدولة بوسيلة اتصالات مأمونة ومستقلة ووطنية تغني عن الاعتماد على الآخرين.
ويشار إلى أنه كان للقيادة العليا توجه بأن يكون هناك مشروع وطني يخدم القوات المسلحة لدولة الإمارات كما يخدم المنطقة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ووقعت القوات المسلحة “مبادلة للتنمية” الذراع الاستراتيجية الاستثمارية لإمارة أبوظبي اتفاقية تم بموجبها تأسيس شركة “الياه سات “ للاتصالات الفضائية، لإدارة المشروع وتكون شريكاً استراتيجياً للقوات المسلحة وقد تم بنجاح إطلاق القمر الأول يوم 23 أبريل 2011 من محطة “إيريان سبيس” الفضائية في مدينة “كورو” في غوايانا الفرنسية، بينما تم إطلاق القمر الثاني في أبريل 2012 بواسطة الصاروخ “بورتون” من قاعدة “بايكونور كوزمودروم” في كازاخستان، ويشمل المشروع محطات طرفية للاستخدام العسكري والمدني داخل وخارج الإمارات.
واستفادت القوات المسلحة من “الياه سات” خلال مشاركاتها الخارجية في مهام حفظ السلام والإغاثة الإنسانية، حيث وفرت الاتصالات المرتبطة بالأقمار الصناعية المرونة وسرعة الاتصال المأمون للقوات الموجودة هناك بفضل استخدام أجهزة الاتصال الطرفية المحمولة على الظهر، أو التي يتم تركيبها على الآليات ومن المعروف أن الدول التي تمتلك برامج فضائية وأقماراً صناعية تصنف ضمن الدول المتقدمة، ويكون لها وزنها الاستراتيجي وسمعتها الطيبة في مجال التكنولوجيا حيث تعد البرامج الفضائية مقياس التقدم.
الصناعات العسكرية
واستعرضت “درع الوطن”، أهم التحديات التي تواجه الصناعات العسكرية في الإمارات، يعتبر نقل التكنولوجيا ثم توطينها من أبرز التحديات التي تواجه القطاع الصناعي والتقني في دولة الإمارات بشكل عام، حيث تحرص الدولة على توفير السبل لتوطين تكنولوجيا الصناعة والخبرات الفنية اللازمة.
وقال سيف الهاجري الرئيس التنفيذي لشركة “توازن القابضة”، إنه “في ظل تنامي التنافسية في قطاع الصناعات الدفاعية على المستوى العالمي تبرز أهمية سعي الشركات المصنّعة نحو إيجاد طرقٍ جديدة، لتوسيع أعمالها وقد قمنا باختيار مجمّع تنمية الصناعات الميكانيكية ليكون شريكاً لنا نظراً لما يتمتع به من قدرةٍ على الجمع بين المعايير العالية والقيم التي تتماشى مع قيمنا، ويضاف إلى ذلك كون الجزائر بوابة طبيعية للأسواق الأفريقية الجديدة التي ستسمح لنا بالبحث عن فرصٍ تجارية جديدة في المستقبل القريب”.
وأضاف أنه “باتت المنتجات الدفاعية المصنوعة في دولة الإمارات مرادفاً للتصميم المبتكر والجودة العالية بسرعةٍ كبيرة، الأمر الذي يعزّز ما تشهده الدولة من تطور وتنمية وتفخر شركة “نمر” بقدرتها على تصدير التقنيات المطوّرة محلّياً والمصممة لتوفر المعارف والمهارات التقنية المطلوبة في الأسواق الأخرى، ضمن فترةٍ زمنيةٍ قصيرة ونحن على ثقةٍ عالية من تعزيز “نمر الجزائر” للسمعة الاستثنائية التي تقوم العملية الإماراتية بتطويرها مع مشتري ومستخدمي المنتجات الدفاعية في المنطقة وخارجها”، وسوف يقوم المشروع المشترك بإنتاج مركبات “نمر” لتلبية متطلبات عملاء مثل القوات المسلحة الجزائرية ووزارة الداخلية في ظل القدرة على تزويد القوات المسلحة بما يصل إلى 2500 مركبة خلال الفترة الزمنية المقبلة التي تمتد بين 10 و15 سنة.
اقرأ المزيد : المقال كامل - الإمارات تبدأ إنتاج أكبر كمية من المعدات العسكرية - جريدة الاتحاد http://www.alittihad.ae/details.php?id=16700&y=2013&article=full#ixzz2L8L0wnBE
تاريخ النشر: الأحد 17 فبراير 2013
أبوظبي (وام) - شهدت الصناعات العسكرية الإماراتية تطورات كبيرة في السنوات الأخيرة، وبدأت في الدخول في منافسة حقيقية مع نظيراتها على المستوى العالمي، وفي هذا الإطار يشار إلى “شركة أبوظبي لبناء السفن”، وصناعة الأسلحة الفردية في مجمع “كراكال”، وتصنيع طائرات من دون طيار في شركة “أداسي”، وشركة “بركان” لتصنيع الذخائر، وقد يكون من باب المفارقة أن غالبية هذه الشركات يمكن أن تكون معروفة عالمياً خصوصاً للمهتمين والخبراء في هذا المجال، ولكنها قد لا تكون على المستوى ذاته من السمعة والشهرة على المستوى المحلي بسبب تخصصية إنتاجها، ولكن هذا لا ينفي قدراتها ومكانتها التصنيعية المتنامية والتي وضعتها في مضمار المنافسة العالمية بين كبريات شركات التصنيع العسكري في العالم.
وأشارت مجلة “درع الوطن” في عددها الذي أصدرته بمناسبة معرض الدفاع الدولي “آيدكس 2013” إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة بدأت في إنتاج أكبر كمية من المعدات العسكرية، في محاولة للحد من التبعية الأجنبية في هذا المجال الاستراتيجي والمساعدة في التصنيع الوطني، فتمكنت شركة أبوظبي لبناء السفن /أيه دي اس بي/ من إنتاج مجموعة من السفن ولدى الإمارات برنامج مخصص لتصميم وتطوير وإنتاج 5 إلى 6 أنواع من السفن الحربية المخصصة للإبحار في مياه ضحلة في الخليج العربي.
كما أنها أنتجت وتنتج الذخائر ومركبات النقل العسكرية والطائرات التي تطير من دون طيار والأسلحة الصغيرة، بالإضافة إلى تطوير طائرة تدريب ومقاتلة خفيفــة تعتمــد على تقنيـة التخفي تدعى “ماكو”، وذلك في تعاون بين القوات الجوية الإماراتية وشركة /إيه أيه دي اس/.
وكانعكاس للتطور الحاصل في الصناعات العسكرية الإماراتية شاركت دولة الإمارات بأكبر جناح في معرض “آيدكس 2011 “ بمساحة تتجاوز 12 ألف متر مربع، حيث ضم الجناح معظم الشركات الإماراتية المشاركة في الحدث والتي بلغ عددها 169 شركة، ضمت توازن القابضة وشركة مبادلة للتنمية وهيئة تنظيم الاتصالات وغيرها من الشركات الوطنية البارزة.
وكان من أبرز الصناعات العسكرية الوطنية المعروضة في آيدكس 2011 سيارة النمر التي أنتجتها شركة نمر للسيارات التابعة لشركة توازن القابضة، لتكون أول آلية عسكرية من هذا النوع يتم إنتاجها في الدولة، حيث تتميّز بأدائها العالي في الظروف الصحراوية الصعبة وتتمتع بدفع سداسي أو رباعي، ويتم إنتاج هذه السيارة لاستخدامات القوات المسلحة بنوعين: مدرّع وآخر غير مدرّع.
كما تعرض شركة كاراكال الدولية المُصنّع الوطني الأول للأسلحة الخفيفة في الدولة مجموعة من أحدث الأسلحة التي تضعها كمنافس حقيقي لكبار منتجي الأسلحة الخفيفة في العالم، كما عرضت مجموعة الشركات التابعة لـمبادلة مثل بيانات مجموعة من أحدث التقنيات لتقديم خدمات المسح الجوي، وجمع المعلومات والياه سات التي تستعرض مجموعة مميّزة من خدمات الاتصالات الفضائية متعددة الأغراض لعملائها في المنطقة.
توازن القابضة
ومن ضمن الشركات العسكرية الإماراتية توازن القابضة، وهي شركة للاستثمارات الإستراتيجية تركز على المساهمة في تطوير قطاع التصنيع بدولة الإمارات العربية المتحدة وعلى نقل المعرفة والكفاءات التكنولوجية، مع التركيز على قطاع التصنيع الدفاعي وتتمثل أهداف توازن القـابضة والتي تأسست عام 2007 كشركة مملوكة بالكامل لمجلس التوازن الاقتصادي الإماراتي، في إقامة مشاريع مربحة ومجدية من خلال الشراكات الصناعية والاستثمارات الاستراتيجية التي من شأنها إضافة قيمة ملموسة للقطاعات التصنيعية في الدولة في مجالات التصنيع الدفاعي وتكنولوجيا التصنيع. وشركة الإمارات المتقدمة للاستثمارات وهي شركة إماراتية تأسست عام 2006 وتتخذ من أبوظبي مقراً رئيسياً لها، تهدف الشركة إلى نقل التكنولوجيا المتقدمة من الشركات العالمية الصديقة وتوفير التقنيات المتقدمة التي تساعد القوات المسلحة في أداء مهامها في حماية الوطن والحفاظ على مكتسباته، بالإضافة إلى رفد الاقتصاد الوطني بمزيد من التكنولوجيا والمعرفة المتقدمة وتأهيل الكفاءات الوطنية التي تستطيع أن تحاكي المتغيرات التكنولوجية والتقنية في العالم، وتسهم في تحقيق الرؤية الاستراتيجية بعيدة المدى لإمارة أبوظبي وتدعم نهج التنويع الاقتصادي وتطوير نظم التعليم، بما يتواكب مع الرؤية الاقتصادية المتطورة وينسجم مع احتياجات سوق العمل.
وتعمل مجموعة الإمارات في مجالات مختلفة في إطار العلوم والتقنيات الحديثة، من خلال الشركات التابعة لها والشراكات التي تنفذ تحت مظلة المجموعة، والتي تختص بالخدمات الدفاعية والمدنية بالإضافة إلى مجالات أخرى تشهد اعتماداً كبيراً على البرمجيات والتكنولوجيا الحديثة، مثل نظم الرعاية الصحية والتدريب المتخصص والاستشارات وإدارة المشاريع والتنمية. وتعد المجموعة داعماً رئيسياً ومتعاوناً مع العديد من المعاهد التقنية للتعليم العالي مع التزامها الكبير بمعايير الجودة العالمية، كما أنشأت المجموعة شركة “جلوبال أيرواسبيس لوجستكس”، وهي من الشركات المزودة الرئيسية لخدمات الدفاع وصيانة الطائرات والنظم وإدارة واستشارات مشاريع الطيران في الإمارات العربية المتحدة، لأنظمة التحكم ومشاريع التقنية وبرمجيات الدفاع والأمن في الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، كما تم إنشاء شركة “تاليس أدفانسد سوليوشنز” لحلول الدفاع للقوات المسلحة الإماراتية وسوق الدفاع العالمي وشركة “إيميراج سيستمز”.
الأمن الداخلي
وشركة أدفانسد انتجريتد سيستمز وهي أول شركة إماراتية وطنية تقدم حلولاً متكاملة للأمن الداخلي وكانت الشركة قد نمت من خلال عمليات الاندماج والاستحواذ على شركات التكنولوجيا والبحوث الداخلية المهمة وجهود التنمية، وحالياً لدى الشركة مشروعات بمليارات الدولارات في جميع أنحاء العالم تهدف إلى حماية الأصول المهمة ومراكز النقل والحدود والمراكز الحضرية، وتعكف شركة أدفانسد انتجريتد سيستمز على تطبيق برامجها بأقصى درجات الكفاءة والفعالية عن طريق استخدام أحدث أساليب التكنولوجيا التي تلبي الاحتياجات المتزايدة.
واستعرضت المجلة تقنيات الاتصالات الحديثة التي تلعب دوراً بارزاً في الاستراتيجيات العسكرية في الوقت الراهن، ويتوقع لها أن تكون محور التخطيط العسكري مستقبلاً وفي هذا الإطار يشار إلى مشروع “الياه سات” وهو مشروع وطني إماراتي، وأول نموذج من نوعه يخدم القطاعين العسكري والمدني في منطقة الشرق الأوسط، حيث يركز على نقل المعرفة والخبرة الفضائية إضافة إلى شراء الأنظمة وصناعتها.
وبدأ تنفيذ هذا المشروع العملاق عام 2007 حيث رأت القيادة الرشيدة أن القوات المسلحة تحتاج إلى أداة تساعدها في أداء عملها في المستقبل، وتكون في ذات الوقت أداة للاستخدامات العسكرية الحديثة.
ويؤكد خبراء ومتخصصون أن العمل العسكري الشبكي المركزي أصبح له مفهوم جديد يبنى على المعلومات وكيفية استغلالها والاستفادة منها، في خدمة الجوانب العسكرية ومتطلبات الجيوش الحديثة، ولتبني هذا المفهوم يجب امتلاك أدوات تساعد على نقل المعلومات وتربط وحدات القوات المسلحة ببعضها البعض سواء داخل أو خارج الدولة بوسيلة اتصالات مأمونة ومستقلة ووطنية تغني عن الاعتماد على الآخرين.
ويشار إلى أنه كان للقيادة العليا توجه بأن يكون هناك مشروع وطني يخدم القوات المسلحة لدولة الإمارات كما يخدم المنطقة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ووقعت القوات المسلحة “مبادلة للتنمية” الذراع الاستراتيجية الاستثمارية لإمارة أبوظبي اتفاقية تم بموجبها تأسيس شركة “الياه سات “ للاتصالات الفضائية، لإدارة المشروع وتكون شريكاً استراتيجياً للقوات المسلحة وقد تم بنجاح إطلاق القمر الأول يوم 23 أبريل 2011 من محطة “إيريان سبيس” الفضائية في مدينة “كورو” في غوايانا الفرنسية، بينما تم إطلاق القمر الثاني في أبريل 2012 بواسطة الصاروخ “بورتون” من قاعدة “بايكونور كوزمودروم” في كازاخستان، ويشمل المشروع محطات طرفية للاستخدام العسكري والمدني داخل وخارج الإمارات.
واستفادت القوات المسلحة من “الياه سات” خلال مشاركاتها الخارجية في مهام حفظ السلام والإغاثة الإنسانية، حيث وفرت الاتصالات المرتبطة بالأقمار الصناعية المرونة وسرعة الاتصال المأمون للقوات الموجودة هناك بفضل استخدام أجهزة الاتصال الطرفية المحمولة على الظهر، أو التي يتم تركيبها على الآليات ومن المعروف أن الدول التي تمتلك برامج فضائية وأقماراً صناعية تصنف ضمن الدول المتقدمة، ويكون لها وزنها الاستراتيجي وسمعتها الطيبة في مجال التكنولوجيا حيث تعد البرامج الفضائية مقياس التقدم.
الصناعات العسكرية
واستعرضت “درع الوطن”، أهم التحديات التي تواجه الصناعات العسكرية في الإمارات، يعتبر نقل التكنولوجيا ثم توطينها من أبرز التحديات التي تواجه القطاع الصناعي والتقني في دولة الإمارات بشكل عام، حيث تحرص الدولة على توفير السبل لتوطين تكنولوجيا الصناعة والخبرات الفنية اللازمة.
وقال سيف الهاجري الرئيس التنفيذي لشركة “توازن القابضة”، إنه “في ظل تنامي التنافسية في قطاع الصناعات الدفاعية على المستوى العالمي تبرز أهمية سعي الشركات المصنّعة نحو إيجاد طرقٍ جديدة، لتوسيع أعمالها وقد قمنا باختيار مجمّع تنمية الصناعات الميكانيكية ليكون شريكاً لنا نظراً لما يتمتع به من قدرةٍ على الجمع بين المعايير العالية والقيم التي تتماشى مع قيمنا، ويضاف إلى ذلك كون الجزائر بوابة طبيعية للأسواق الأفريقية الجديدة التي ستسمح لنا بالبحث عن فرصٍ تجارية جديدة في المستقبل القريب”.
وأضاف أنه “باتت المنتجات الدفاعية المصنوعة في دولة الإمارات مرادفاً للتصميم المبتكر والجودة العالية بسرعةٍ كبيرة، الأمر الذي يعزّز ما تشهده الدولة من تطور وتنمية وتفخر شركة “نمر” بقدرتها على تصدير التقنيات المطوّرة محلّياً والمصممة لتوفر المعارف والمهارات التقنية المطلوبة في الأسواق الأخرى، ضمن فترةٍ زمنيةٍ قصيرة ونحن على ثقةٍ عالية من تعزيز “نمر الجزائر” للسمعة الاستثنائية التي تقوم العملية الإماراتية بتطويرها مع مشتري ومستخدمي المنتجات الدفاعية في المنطقة وخارجها”، وسوف يقوم المشروع المشترك بإنتاج مركبات “نمر” لتلبية متطلبات عملاء مثل القوات المسلحة الجزائرية ووزارة الداخلية في ظل القدرة على تزويد القوات المسلحة بما يصل إلى 2500 مركبة خلال الفترة الزمنية المقبلة التي تمتد بين 10 و15 سنة.
اقرأ المزيد : المقال كامل - الإمارات تبدأ إنتاج أكبر كمية من المعدات العسكرية - جريدة الاتحاد http://www.alittihad.ae/details.php?id=16700&y=2013&article=full#ixzz2L8L0wnBE