الحياة العسكرية وصناعة القادة

شعلة الشهداء

صقور الدفاع
إنضم
15 يونيو 2011
المشاركات
2,710
التفاعل
409 0 0
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حقيقة عند متابعتي لبعض الكتب والمواضيع لمتخصصين في علم الاجتماع او الاقتصاد او غيرها من التخصصات او في مسيرتي الدراسية قد تبين لي حقيقة أهمية أحد العناصر في دفع مسيرة تقدم الدول لتحقق حضارتها التي تضمن لها استمرارها بين الأمم وفي نفس الوقت تضمن لأبنائها العيشة الكريمة والخدمة المتميزة .
لقد اهتممنا بالكثير من الموارد فاهتممنا بالطاقة وبالزراعة والصناعة وربما على الأقل قطعنا فيها بعض الخطوات في مسيرة الألف ميل لكننا أهملنا مورد هو الأهم في نظري منه نستطيع أن ندفع بكل شيء للأمام أنا متأكد أننا كلنا نعرفه انه تطوير الموارد البشرية هذا في الاقتصاد لكن في السياسة والحرب هو صناعة القادة
ملاحظة هذا موضوع من اجتهاد شخصي مع الاعتماد على بعض المصادر من النت لذا متأكد ستكون هناك بعض النقاط سأهملها او انساها أتمنى مساعدتكم في اثراء هذا الموضوع وشكرا.
من هو القائد ؟
هناك من يعتقد أن القائد هو ذاك الشخص الذي يشغل منصب عالي ويرؤس مجموعة من الأشخاص مثل القائد في الجيش أو الوزير أو الرئيس أقول نعم ربما لكن ليس بالضرورة .
لكن الواقع ان القائد كان وسيبقى يتعلق بالشخصية او ما يطلق عليه في هذه الحالة الشخصية الكاريزمية هو ذلك الشخص الذي يتحلى بصفات التميز سواء في عمله او اسرته أو بين أصدقائه انه السخص الذي يكون من معه مستعد ليتبعه دون طرح أي أسئلة ليس صدفة بل لكون القائد قد أثر في من معه فجعلهم يشعرو بأن حياتهم بين يديه ستكون أأمن وأغلى
ان الحديث عن صفات القائد تطول لكن لنختصرها نقول:
القائد شخص متميز شجاع مقدام دائما في الصف الأول يقدر قيمة من معه ويقدر حياتهم يتحلى بالمسؤولية والوعي مبادئه ثابتة ثبوت الجبال يرضى بالقليل لنفسه ويرفض القليل لهدفه متفهم ومتسامح في الأمور العادية ولا يرحم في الأمور المصيرية ......
"الكاريزما من أهم صفات القيادة"، هذا ما اتفقت عليه أغلب الدراسات العلمية في مؤهلات القيادة وصفات القادة والتي تلقى سوقاً رائجاً في الشرق والغرب هذه الأيام. وهي صفة تقترن إلى جوارها صفات التأثير في العقول، وأسر القلوب، وسحر النفوس، ولعلها كلمة يونانية الأصل تعني "الموهبة التي تميز فرداً عن غيره بالحضور الطاغي والجاذبية الكبيرة"، الكارزما بحسب مفهوم ماكس فيبر هو "الفرد الذي يتميز بسمات شخصية فذة، تختلف عن سمات شخصية الانسان العادي، فهو يملك قوة خلاقة مبدعة، مثل القائد العسكري، او الزعيم السياسي والنبي الديني".وهي في نظري ترتبط بعنصر "الإبهار الذاتي"، بمعنى الإبهار في مخاطبة مشاعر الناس ومداعبة ما يجول في ضمائرهم، أو الإبهار في القوة والنفوذ والأضواء والشهرة، أي أنها الصفة المشتركة بين جميع من قيل فيهم كاريزماتيون. وقلنا هي صفة ذاتية لأنها ملكة ومنحة إلهية في الإنسان، ليست مكتسبة وإن كانت تقبل التطور، ومهما حاول البعض غرسها فيمن لا يمتلكها، فإنه لن تخرج إلا صورة مشوهة بل ومنفرة. وبما أن الإعلام يبحث دائماً عن الإبهار فيما يعرضه، فإن الكاريزماتيين مادة دسمة جداً في الإعلام، وهذا ما حولها من صفة إيجابية جاذبة للنفوذ الشخصي أو الحزبي أو الاجتماعي، إلى غرض وهدف سياسي يجعل من يتمتع بها في مركز القوة بالنسبة لمن حوله، "كما ذكر ماكس فيبر"، بحيث يسلمونه زمام شؤونهم، وأخذ قرارهم من دون وعي، بعد أن كسب عقولهم وقلوبهم، ومن هنا تبدأ الأزمة.
إن غرضي أن أقدم تحليلاً تاريخياً وواقعياً عن هذه الظاهرة وأثرها في المجتمعات، وإذا ما انطلقنا من مقولة "توماس كارلايل" إن الغالبية العظمى من الشعوب ليست إلا قطيع يقوده بطل. فإن العبارة رغم قسوتها تشير إلى "قابلية للانقياد" عند كثير من الناس على غرار "القابلية للاستعمار" التي تحدث عنها مالك بن نبي. والمرشح الأقدر على لعب دور البطولة في هكذا مجتمعات، هو القائد الكاريزمي الذي يأتي في لحظة فراغ سياسي اجتماعي، فيملأه ويصحح مسار التاريخ، بما تخلع عليه المجموعة من صفات وقدرات خارقة. على أن هذه القابلية في مجتمعنا العربي ذات امتدادات تاريخية اجتماعية ودينية ترتبط بالقيادة الصوفية الأبوية، وبنظرية الإمام المستبد العادل، وبأثر الظروف القاسية والحروب في خلق عقدة البطل الضائع. ويخطئ من يظن أن القادة الكاريزميين لا يضعون ذلك في أولويات أهدافهم الشخصية والحزبية، فهم يقرؤون الواقع والتاريخ ويحاولون الارتباط بالشخصيات المؤثرة فيه، في محاولة تغطية النقائص والعيوب، واكتساب الهيمنة الشرعية والتاريخية.

أسأل سؤال هل القائد يولد أم يصنع أم يصقل ؟
أقول انقسم الخبراء في تحديد سر نشاة و وجود القائد رغم اتفاقهم حول صفاته
لكن عند انتباهنا مثلا لمجموعة اطفال يلعبون تجد دائما بينهم ذاك البرعم الصغير الذي يتبعه أولئك الأطفال فيما يقترحه عليهم ويكون هو مركز كل الأحداث انا أقول هذا قائد اذا .................؟

حقيقة ان الغربيون قطعو أشواطا كبيرة في مسيرة صنع القادة فنجدهم منذ الصغر يلحق أبنائهم كل في مكانه الذي يناسبه بعد دراسة لكل شخصية ونجد كل واحد فيهم قائد في المكان الذي وجد فيه كما قطعو مسيرة كبيرة في تطوير الموارد البشرية التي لديهم فنجد لديهم الكثير ممن هو مستعد ليكون قائد في أسرته وفي عمله وفي بلده وعلى قدر من المسؤولية التي تؤهله ليبني الحضارة التي صنع او صقل أو ولد لأجلها.
وبما اننا منتدى عسكري فانني سادخل في هذا المجال وأذكر ان كلمة القائد لا تتعلق بالرتبة العالية ولا بالمنصب مع أن القائد حينما يكون في رتبة سامية فانه لا يمكن لأحد أن لا يلاحظه
هناك من سيستغرب اذا كنا كلنا قادة فمن سنقود والحقيقة أن هذا مستحيل فالتميز والريادة يتعلق بالمرتبة الأولى ومادامت هناك ريادة فهناك ما أقل منها دائما هذا قانون الخالق لعباده
ان التاريخ مليء بقادة حملو اممهم من الرماد نحو القمة ومن مقاعد الاحتياط الى الصفوف الأولى ومنهم قادة عسكريين كثر منهم من عرفنا ومنهم من لم نعرف لكن هذا ليس موضوعنا اليوم

لماذا تصنع الحياة العسكرية القادة ؟
ان الحياة العسكرية يظهر فيها مفهوم صناعة القادة للسطح بتميز دون غيرها
وربما يرجع ذلك لكون الجهد المبذول خلال التدريب والمال في غرس مبادئ الشرف والأمانة والولاء والتضحية بالنفس وفرمتتة عقلية المنتمين للجيش ليتعلمو أساسيات الصبر والثبات في خلال الأزمات ودفعهم لتحمل المسؤولية في اطار الجهد الجماعي للمؤسسة العسكرية ككل فاذا جلست بجانب احدهم تحس بتلك الهالة التي تصاحب سكوته وكما هو معروف فان للحروب والأزمات دور في اظهار معادن الناس ولايوجد موقف أو أزمة أكبر من م الحرب ويمكننا أن نأخذ القيادة العسكرية كنموذج للقطاع الخاص او العام فنجد ان الحياة العسكرية فيها شخصية القادةمنشرة لدى المنتمين اليها خاصة ممن لهم تجربة طويلة في الحرب ونلاحظ بأنها قد تطورت وصقلت بفعل تجارب حياتية على عكس تلك القدرات الخام التي لم تكتشف بعد أو لم تستغل او لم تطور.
ان تطوير حس القيادة لدى المنتمين للمؤسسات العسكرية يحدث اذا ما تم الاهتمام بشخص العسكري باختلاف رتبته والاهتمام بأسرهم وبضحايا الحرب ومعطوبيه اولئك من قدم نفسه في الصفوف الأولى بينما كنا نحن نجلس مع العائلة في جو دافئ وجو مليء بكل مسببات الراحة والأمان كانو هم يتخذون قرارات كلها حياة او موت دم وعرق .
واذا شعر أولئك المنتمين الى الحياة العسكرية باهتمامنا بما قدمو ووفرنا لهم ما يكفيهم من الناحية المالية والمعنوية فاننا سنحفزهم ليكونو قادة افضل مستقبلا
ان القائد العسكري لطالما اضطر لاتخاذ قرارات قد يعجز غيره عن اتخاذها لكن الواقع أن الأحداث الاستثنائية تطلب قرارات استثنائية وتطلب رجال استثنائيين تطلب قادة مستعدين ليتحملو اللوم ومستعدين للمخاطرة بحياتهم وحتى أنهم مستعدين للانسحاب اذا رأو أنهم سيخدمون المبادئ التي يؤمنون بها فالقائد ليس فقط من يستطيع تحمل المسؤولية بل أيضا من يملك جرأة التخلي عنها ..

 

المرفقات

  • qsd.jpg
    qsd.jpg
    19.5 KB · المشاهدات: 47
  • qsdd.jpg
    qsdd.jpg
    19.2 KB · المشاهدات: 66
  • ddq.jpg
    ddq.jpg
    19.1 KB · المشاهدات: 38
  • dswx.jpg
    dswx.jpg
    18.9 KB · المشاهدات: 57
رد: الحياة العسكرية وصناعة القادة

هل تعلم ان اهم ميزة في اي قائد عضيم هي مرض نفسي
 
رد: الحياة العسكرية وصناعة القادة

هل تعلم ان اهم ميزة في اي قائد عضيم هي مرض نفسي
انها اختلافات في التسمية فقط ما يسميه البعض مرض نفسي يسميه أخرون تميز فالقائد كما هو معروف هو خروج عن المألوف وبما ان الانسان يخاف من المجهول أو من كل شيء خارج عن المألوف فجأء من السهل أن نسمي صفة التي جعلت شخص دون غيره مميز بالمرض النفسي
 
رد: الحياة العسكرية وصناعة القادة

نستمر في موضوعنا باذن الله
واليوم سنتحدث عن القائد العسكري الناجح
ان توفر تلك الصفات التي سبق الحديث عنها ليس كافي بالمرة ليحقق القائد العسكري في مهمته النتيجة الايجابية فكما هناك صفات شخصية يشترط تواجدها في الرجل الذي يرتدي البذلة العسكرية فان هناك صفات معرفية وموضوعية يتحتم وجودها لدى العسكري لينجح في مسيرته وحتى لا يتم الخلط فالجيوش الحديثة تبنى على الجهد الجماهي والهدف الموحد والتقنية المتمكنة من احداث تغيير ورغم تراجع الدور البشري في مواجهة هذه العوامل وفي مواجهة الزمن الا انه يبقى الجهد البشري الفيصل في احداث تغييرات وتكتيكات جديدة أو تطوير القديمة وكذا في معالجة الانحرافات الموقفية لمن معه وبما ان نتائج حروب كبيرة في التاريخ قد غيرتها تفاصيل صغيرة هنا وهنا فان العامل البشري كان له دور في استغلال تلك التفاصيل لتخدم هدفه ومهمته واذا تحدثنا عن التفاصيل الصغيرة فانها تلك التي لا يمكن توقعها وهنا تظهر صفة القائد ومرونته في التعامل مع تلك التفاصيل برد فعل كافي بالحفاظ على النهج المسير وفق الخخط الموضوعة وبما اننا تطرقنا لموضوع الخطة فان القائد يشترط فيه لينجح بالاضافة الى الصفات الشخصية التي سبق الحديث عنها توفر قدرة على التخطيط التكتيكي وكذا فهم وتطبيق الخطة الاستراتيجية بالطرق الأمثل وربما نخص بالحديث القائد الذي يملك قدر من السلطة في رتبة معينة وليكن ضابط برتبة تنفيذية مثلا قبطان فان هذا الاخير أجيانا وفي ظروف معينة من الحرب يتطلب ان يكون موجود في الصفوف الأولى لينسق ويقود مجموعته التي تحت سلطته وادراكه لما ينتظره بعقل متفتح ودراسة كافية من شأنه ان ينقذ الكثير من الارواح أو على الأقل لا تذهب سدى وبما في ذلك حياته
ان القائد الناجح في الميدان من يبني قراراته على ما يستطيع الجهد الجماعي ان يوصله وليس على قدرته الشخصية فلا يمكنك أن تصدر قرارا لا يفهمه من معك فالنتائج ستكون غير مرضية او على الأقل غير كاملة فالاختلاف الفكري والتعليمي والديني موجود في اي وحدة اجتماعية وذلك هو الفيصل في فهم تلك الاختلافات حتى يكون كل قرار يخدم هدف المهمة......


 

المرفقات

  • أساليب القيادة.jpg
    أساليب القيادة.jpg
    19.7 KB · المشاهدات: 46
  • نموذج 1.jpg
    نموذج 1.jpg
    18.8 KB · المشاهدات: 86
  • نموذج القيادة وز.jpg
    نموذج القيادة وز.jpg
    17.2 KB · المشاهدات: 43
التعديل الأخير:
عودة
أعلى