أتذكر هيروشيما

uae-star

عضو
إنضم
3 ديسمبر 2008
المشاركات
1,545
التفاعل
229 0 0


هكذا قال شاهد عيان يروي الحادثة في حديث سابق أوردته مجلة " ريدرز دايجت " الانجليزية .. وقد كان أسير حرب من الانجليز الذين أسرهم الجيش الياباني .. ويعمل في أحواض مراسي السفن في هيروشيما .. عاش أهوال ذلك اليوم المشهود , السادس من ( أغسطس / هانيبال 1945 ) الذي استخدمت فيه أول قنبلة ذرية ضد تلك المدينة اليابانية .. ورغم مرور عقود عديدة من الزمن على ذلك اليوم المروع ألا أن هذا الرجل يتذكر الواقعة بكل تفاصيلها ولم تخنه الذاكرة في أي من مفرداتها ... إنه يوم كئيب غير قابل للنسيان, ظل راسخا في ذهنه مدي حياته وسيظل راسخا في الذكراة البشرية إلي مالا نهاية .. لقد نجا بأعجوبة ضمن القلائل الذين كتبت لهم النجاة يومئذ .

" سمعت الباب يفتح بقوة وقد ظهر الحارس صارخا : " هيا انهضوا بسرعة " وظل ِِيسير بخطوات سريعة داخل العنبر الخشبي ضاربا بعصاه الأسرة الخشبية التي كان عددها ثمانين . وكانت الساعة آنئذ تشير إلي السادسة صباحاً .. نهضت متثاقلا لأستقبل عناء يوم جديد كأسير حرب لليابانيين بعدما مضي على أسري من الجزيرة الهادئة " تيمور " ثلاثة أعوام ونصف , عندما كنت رقيبا على أحدي بطاريات الدفاع الجوي ... قمت من فراشي وقد رتبت مرقدي الذي كان عبارة عن ألواح من الخشب مفروشة بحصير مظفوره .. على هذا المنوال كنا نستقبل كل يوم . وكنا نشمئز من أسلوب المعاملة فضلا عن معاناتنا من ظروف الأسر والحالة المعيشية ... كانت الشمس تشرق من خلف التلال المحيطة بالمعسكر ... وكان هواء الصباح منعشا .. ويأتي آمر المعسكر من مبنى الاداراة لأخذ التمام وتحية العلم , حيث يكون الأسري من أمريكان واستراليين وإنجليز وهنود وما ليزين وغيرهم مترا صفين في طابور الجمع الصباحي .... كانت وجبة الإفطار تتكون من أرز بني اللون مع حبيبات من فول الصويا وفجل وقطع من السردين المجفف في ذلك اليوم ارتدينا كالعادة بدل الشغل , وكانت كل شاحنة تقل عشرين أسيرا مع حارسين اثنين ِِإلي حظائر الأشغال الشاقة , للعمل إما في منجم للفحم أو في مصهر للحديد والصلب أو في حقل زراعي أو في حفرة تفريغ البضائع في الميناء .. بعد مسافة عشرين ميلا تقريباً توقفت شاحنتنا لتنزل مجموعة العمل المكلفة بتفريغ وشحن البضائع ثم واصلت بنا السير إلي حيث أحواض هيروشيما للسفن على مقربة من دلتا نهر " أوتا " . قفزت من ظهر الشاحنة وقد أشار رئيس العمال الياباني إلي حاوية ستقوم مجموعتنا , المتكونة من ثمانية أشخاص , بتفريغها ونقل مآبها من أكياس السكر الي مخزن مجاور .. ثم نزلت إلي عنبر السفينة المظلم صحبة ثلاثة من زملائي وهم من الأسري الأستراليين وكنت الانجليزي الوحيد بينهم .. وكان في قاع السفينة بصيص من النور ينبعث من مصباح كهربائي يتدلي من السقف .. وكانت رقعة زرقاء من السماء تترائي من خلال فتحة صغيرة على ارتفاع ثلاثين قدماً تقريبا لسقف السفينة .. وما إن نزلنا إلي السفينة حتى بد أنا نتعامل مع الأكياس الثقيلة , إلي أن حان موعد الاستراحة المقررة لنا وعندما أخدنا نتسلق السلم إلي الأعلى أطل علينا الحارس وأمرنا بمزيد من العمل فذكرناه بموعد الاستراحة ألا أنه هددنا ولم يكن أمامنا حينئذ ألا الطاعة والرجوع إلي قاع السفينة لمواصلة العمل .. فجأة انبعث ضوء ساطع وملأ أرجاء المكان .. تراجعنا إلي الخلف وانبطحنا أرضا . فيما ظلت السفينة تهتز بشدة كما لو أنها فقدت وزنها وتماسكها . وثم غطست في الماء ثم ارتفعت وانقذفت بشدة إلي أن ارتطمت بحافة الميناء , فيما أخذت كميات هائلة من القطع المعدنية الصدئة تنهال علينا , ثم سمعنا صوت رجة مدوية في الخارج كان صداها يتزايد .. أنطفأ النور وبقينا في ظلام حالك . وقد تصدعت آذاننا بفعل الصوت المدوي الرهيب ..

تدريجيا بدأ الاضطراب يهدأ واستقرت السفينة .. نظرنا إلي أعلي من خلال فتحة في السقف رأيت السماء وقد تغير لونها إلي رمادي .. وأصبحت أستطيع في تلك الأثناء سماع أصوات زملائي وهم يصرخون : ما الذي جري قنبلة في الأحواض ؟؟ " الكل في حيرة من أمرهم يتساءلون .. وليس من المعقول أن يكون الآمر اعتياديا ... كنا نصرخ وأيدينا على آذاننا ولكن هيهات لاحياه لمن تنادي , لأحد يستطيع سماع أصواتنا ..كانت درجة الحرارة داخل السفينة لاتطاق , لذلك قررنا الصعود إلي أعلي , ألا أن السلم كان ساخنا بشكل يستحيل الإمساك به , الشيء الذي جعلنا نبقي في مكاننا الذي بات أشبه بالفرن .ز في هذه الأثناء لاحظنا سقوط قطرات سوداء تنزل من خلال الفتحة العلوية .. ياله من يوم نحس ومشئوم . غيرنا أماكننا لتفادي قطرات المطر .. كان هناك سكون غير طبيعي بالخارج أشبة ما يكون بسكون المقابر .. صرخنا ثانية لكن ليس هناك من رد إلا صدي أصوتنا .. كنا في حالة ذهول والكآبة تعلو وجهنا .. وبعد انتظار طويل سمعنا وقع خطوات على سطح السفينة وإذا بوجه مقنع يطل علينا قائلا باللغة اليابانية " ابقوا مكانكم , خطر مروع .. نار .. قتلي كثيرون

"" انتظروا "" ثم انصرف ليعود بعد وقت حاملا معه علب تحتوي على أرز مغطي بأعشاب البحر . وجلسنا نأكل .. وقد توالت أصوات وقع الخطوات على ظهر السفينة .

المشهد الخارجي

وجدنا أنفسنا أمام ثلاثة أشخاص مقنعين , أخبرنا أحدهم بلهجته الأمريكية أنه طبيب والآخرين ممرضان يابانيان.. سلمنا أربعة معاطف واقية وأشار ألينا بارتدائها .. وعندما صعدنا إلي فوق رأينا ظهر السفينة وقد تحطم تماماً بما فيه من الأشرعة والسواري .. أما المدينة فقد أبيدت : أكوام عضيمة من الحجارة والحديد والألواح الخشبية والقرميد والأعمدة كانت قبل قليل أحياء سكنية وعمارات ومصانع والمستشفيات ومدارس ومعابد ومرافق مختلفة .. كتل هائلة من اللهب تأتي على كل شيء فنجعله رماداً وهباء منثوراً .. فيما كانت أعمدة الدخان تعانق السماء .. شاهدنا النهر يحمل عشرات من الجثث والأشلاء البشرية إلي البحر .. الحقيقة المرة : أخبرنا بها الرائد طبيب الأميركي الذي كان يعمل في المستشفي القريب , وهو أحد كل الذين تم أسرهم في الفيليبين من قبل اليابانيين , أخبرنا أن كل ما شهدنا اليوم كان نتيجة لانفجار قنبلة ذرية .. وكانت آنئذ رائحة اللحم البشري المحترق والدخان الكثيف تغمر أنوفنا .. ورأينا جثة الحارس الياباني , الذي احتجزنا أسفل السفينة وأمرنا باستئناف العمل , رأيناها وقد شوهتها النيران .. أما سقف المخزن فقد دمر هو الآخر , غير أن الساعة الحائطية لم تمس بسوء وقد توقفت عقاربها على الثامنة والربع .. وبعد قليل شاهدنا عمال الدفاع المدني يحاولون جمع ونقل الجثث المنتشرة في كل مكان والأشلاء المبعثرة والتي كانت غالبا ماتنزلق من أيديهم .. ثمتوجهنا نحو المخزن , وقد أخذ منا التعب والإنهاك كل مأخذ , لنجد جثثاً أخري لزملائنا الأسري كان اثنان منهم ملقين على الأرض والثالث مستنداً على الحائط وكان وجهه المشوه تغطية طبقة من سائل شمعي لزج .

" تعالوا هنا " قال رائد , فأكدنا أننا من القلائل الباقيين على قيد الحياة في هذه المنطقة . وأضاف : " هيا لنذهب لقد شاهدنا اليوم أكثر مما نستطيع تحمله , وأننا نخشى من نقمة اليابانيين و كانت البدل التي نرتديها قد ساعدتنا كثيراً في إخفاء هويتنا .. في حين أخذ الرائد يتحدث إلينا عن المعجزة التي مكنته من مغادرة المستشفي الذي يعمل فيه ساعة الانهيار وكيف استطاع تدبير أمره والخروج سالما للالتحاق بعمليات الإنقاذ .. في ضواحي المدينة مررنا بميدان قد تحول إلي محطة تفتيش وإسعاف صحي , وكان مزدحما بالناس كثير منهم محروقون وينزفون دماً جلودهم ممزقة تدلي من أجسامهم العارية وعظامهم سافرة .. وهم يستغثون ويصرخون من شدة الألم وفرط الأوجاع .. والكثير ملقي على الأرض بين فقد الحياة لتّوه ومن ينتظر , وبين مغمي عليه ومن يحتضر ويعاني سكرات الموت .. كان الفزع والهلع يملآ وجوه المصابين والمسعفين على حد سواء .. فيما كان اليأس والإحباط سمة عامة بادية على كل الوجوه حقا لقد كانت هذه المشاهد الرهيبة تثير الشفقة إلي حد لايطاق .

" انظروا إلي المعاناة المفرغة " قال الرائد : " لماذا كان ذلك ضروريا ؟ إنه آمر غير مبرر . لماذا فعلوا ذلك ؟ لماذا ؟ .. قادنا الرائد إلي نقطة تجمع وسلمنا إلي أحد الضباط المسئولين هناك الذي أشرف على إركابنا في إحدى الشاحنات الراسية هناك . وهكذا ودّعنا الرائد وكنا عاجزين عن تقديم عبارات الشكر له على ماقدمه إلينا .. ركب معنا أحد الجنود اليابانيين وتحركت الشاحنة .. خراب لا نهاية له .. دمار منقطع النظير وهي تسير متمايلة مهتزة لتلتمس طريقا سهلا بعيداً عن المدينة التي أصبحت هباءً منثوراً .. وفي الطريق مررنا بكنيسة واجهتها آئلة إلي السقوط وبابها يحترق من غير لهب وعندما صعدنا إلي التلال كانت الأشجار محترقة والكثير منها مقتلعا .. بساتين وحقول زراعية أتت عليها النيران فجعلتها رماداً .. وبعد عناء وصلنا إلي المعسكر وكان سورة قد استوي مع الأرض وبعض مبانيه قد تحطمت .. ولم يصدقنا أحد عندما أخبرناهم أن هذا الدمار الشامل قد سببته قنبلة , بل أصروا على أن الآمر لا يمكن أن يكون الأ شيئا خارقا غير محسوب .. توجهنا نحو صهريج الماء ورحنا نغتسل مراراً وتكراراً لنتخلص مما علق بأجسامنا من غبار وروائح . ثم انطرحنا منهوكي القوي على سرائرنا : وبعد هنيهة جاء طبيب وتفحصنا على الرغم أن صحتنا تبدو وكأنها لاتزال جيدة . ولم يكن في تمام الأسري عند الجمع المسائي في ذلك اليوم سوي أربعة أشخاص : أنا وزملائي الاستراليين الثلاث تجمعنا في الساحة وحظر الآمر الذي انحنينا له كالعادة فرد التحية وأمرنا بالجلوس وبدأ يتكلم بالانجليزية : " اليوم أسقطت أمريكا قنبلة رهيبة على هيروشيما " وارتفع صوته خافقاً عندما بدأ يتحدث على الخسائر الجسيمة والدمار الناجم عن ذلك : " أمريكا لم تكن لتسقط قنبلة كهذه لو أن اليابان تمتلك قنبلة مماثلة . لو أن اليابان تمتلك قنبلة كبيرة كهذه فأنها ستسقطها على سان فرانسيسكو " أعاد ذلك مراراً ذاكرا مدنا أمريكية عديدة كان يعرفها . وكنا نستمع إليه مرتعدي الفرائص ناظرين إلي الحارس بمدفعه الرشاش .. ثم صرخ أنه يجب علينا مغادرة المكان بأقصى سرعة وسوف يقلنا قطار إلي " نياجاتا " بالساحل الشمالي الغربي من " هنشو " لما حان موعد ركوب الشاحنة التي ستقلنا إلي محطة القطار , ذهبت إلي العنبر وأخذت مفكرتي اليومية مع صورة تذكارية كنت أعتز بها ثم التحقت بالمجمعتين أمام الشاحنة بدأ الظلام يخيم عندما انطلقنا . في ذلك الحين شعرت ببصيص من الأمل الذي قد يبشر بالخطوة الأولي في رحلتنا نحو الحرية وبداية نهاية أمد معاناتنا من وطأة الأسر ..

من واقع الحدث إلي التداعيات



رغم أن هذا السرد الدرامي المؤثر لا يمكن له أن يرقي إلي مستوي التفاصيل على صعيد الحقائق العددية والآثار اللاحقة والتداعيات .. ألا أن شاهد العيان , الذي قدر له أن يعيش الحدث على أرض المكان يوم حادثه هيروشيما , استطاع من خلال هذا السرد المتتابع أن يصور مشاهد حقيقية لوقائع حية للحادثة من محيط بؤرة الإصابة , لتجسد جملة من الاستدلالات الملموسة لبعض المفردات الأولية للكارثة التي عايشها يومئذ عن كثب "حقيقة " Little Boy " " الولد الصغير " هو الاسم الرمزي الذي أطلقه الأمريكان على القنبلة الذرية الملقاة على هيروشيما من عيار 10 كيلو طن وتزن 5 , 4 طن ألقيت في تمام الساعة 51 . 8 من يوم 6 أغسطس / هانيبال 1945 ف من ارتفاع 1980 قدماً .. وقد كانت الحصيلة الأولية للأشخاص الذين لقوا مصرعهم على الفور 000 69 . أما عدد المصابين و الجرحى فقد تجاوز هذا الرقم , ومات أغلبهم متأثرين بجروحهم أو بالتسمم الإشعاعي . وبقدر العدد الإجمالي للخسائر البشرية 140 ألف شخص ماتوا سبب الانفجار تدميرا كاملا لمساحة قطرها ميل ونصف وتدميرا بالغاً لمساحة قطرها ميلان ونصف . أما الحرائق فطالت مساحة قطرها ميلان ونصف أتت فيها النيران على كل شيء ..

قنبلة " Fat Man " وموعد مع ناجازاكي



في التاسع من أغسطس / هانيبال سنة 1945 ف جاء دور مدينة ناجازاكي ليستقبل سكانها " قنبلة بلوتونيم " وتقضي على ما يقارب 000 .40 فهم كحصيلة أولية بالإضافة إلي 25000 من المصابين .. وقد أطلق الأمريكان على هذه القنبلة " الرجل البدين " على سبيل التسمية الرمزية . وكانت قوة الانفجار التي خلفته هذه القنبلة دون 10 كيلو طن بقليل ..

العوامل التدميرية للسلاح النووي ( الذري ) .



إن الانفجار الذري في حد ذاته كفوه تفجيرية ذات موجة صدمة عنيفة يعد عاملا بالغ التدمير , ألا أن حجم هذا التدمير لا يتوقف عند حدود تأثيره كناتج لمادة شديدة الانفجار .. فالإشعاع الوهاج والإشعاع النافد هما الآخران عاملان تدميريان يضافان إلي موجة الصدمة بالتتابع وعلى الأساس تتشكل القدرة التدميرية الفائقة للسلاح النووي .

موجة الصدمة :

التأثير المباشر في الضغط الزائد والضغط ألتسارعي تسببه الذي هذه الموجة . أما تأثيرها غير المباشر فيمثل في تهدم المباني وتطاير الأحجار وتناثر الحطام وتشظي الزجاج وقد بلغت الخسائر جزاء التأثير غير المباشر في هيروشيما وناجازاكي حوالي 75 % من نسبة الخسائر في أطار تأثير الصدمة .

الإشعاع الوهاج :



يتسبب الإشعاع الوهاج في إحداث الحرائق الهائلة واشتعال كل ما هو قابل للاشتعال بفعل تأثير القسم الممتص من الطاقة الإشعاعية . نسبة 50% من الإصابات المميتة التي حدثت في أعقاب إلقاء القنبلتين على هيروشيما وناجازاكي كانت الحروق . 25 % تقريبا من هذه النسبة كانت نتيجة التأثير المباشر للإشعاع الوهاج فيما كانت بقية الـ 75 % من النسبة جزاء الإصابات الناتجة عن اندلاع الحرائق .

الإشعاع النافذ :



وهو عبارة عن حزمة من أشعة جاما والنيترونات المنطلقة لحظة الانفجار . ويستهلك الإشعاع النافذ حوالي 5 % م الطاقة الانفجار . وله تأثير فسيولوجي ضار على جسم الإنسان مسببا أمراض إشعاعية وذلك بفعل ما تقوم به الإشعاعات من تدمير للخلايا والأنسجة . ويتوقف حدة هذا التأثير المميت على مقدار الجرعة الإشعاعية التي يتلقاها المصاب .. ومن التأثيرات الخطيرة التي يسببها الإشعاع النووي إحداث تلوث للمحيط وأضرار جسيمة طويلة الأمد للنظام البيئي وتأثير جيني يولد تشوهات في الأجيال بالإضافة إلي مخاطر صحية تؤدي إلي الإصابة بسرطان الدم واللوكيميا .. هيروشيما بين الجغرافيا والتاريخ : منذ ذلك اليوم المشهود لم تعد هيروشيما مجرد اسم علم لمدينة تقع على سطح الكرة الأرضية .. وإنما بدت وكأنها قد زحزحت عن الجغرافيا لتندرج ضمن قائمة الشواهد التاريخية التي تعكس بامتياز الملامح الواضحــة والحقيقية للمنهج بالديمقراطية وزعامة العالم الحر. فقد أضحت هذه المدينة عندئذ في محل الظرف المشترك لأكبر عملية من عمليات القتل بالجملة والإبادة الجماعية , تتحقق في وقت قياسي وبأشد الأشكال وحشية وترويعا ..

أن إحراق المدن وتدميرها وتقتيل المدنيين الأبرياء من النساء والرجال والشيوخ والأطفال .. إبادة الأخضر واليابس , وذلك من خلال تنفيذ أفضع الممارسات العدائية إزاء الشعوب ومزاولة الإرهاب المنظم ضدها .. إن ذلك يشكل سلوكا إجراميا لا يغتفر ولايمكن للتاريخ أن يتجاوزه , مهما كانت قدرة هؤلاء المعتدين على محو نتائج اعتداء اتهم من الناحية المادية .. لان تلك الظواهر العدائية المتأصلة هي برهان قاطع على انهيار أخلاقي مميت يتنافي مع أبسط تطلعات الحضارة البشرية .

هذا ولم تكن وسائل القوة المادية وأسلحة الدمار قد شفعت يوما لأي محتل في مواجهته لزخم المقاومة الشعبية الباسلة التي تشكل رقما صعبا أمامه في مجريات العملية القتالية . وعلى غرار ما تشهد قوات الاحتلال في العراق وأفغانستان , ومن تصاعد لهجات المقاومة التي تعتبرا لخيار الاستراتيجي الأوحد أمام الشعوب لطرد المحتل .. فإن التاريخ , بهذا الصدد , وكثيرا ما يحدثنا بلغة الأمثلة والدلائل على اندحار جيوش نظامية كبيرة أما م ضربات المقاومة الشعبية .. وما مثل فيتنام في هذا السياق ببعيد عندما فرت جحافل الجيوش الأمريكية منسحبة تجر وراءها تبعات الخيبة والخسران .. وإن غداً لناظره قريب .
 
رد: أتذكر هيروشيما

كانت ضربه قويه في تاريخ اليبان وبصمه عااار في تاريخ الانسانيه
 
رد: أتذكر هيروشيما

هل امريكاء قدمت اعتذار لليابان ام لم تقدم
 
Re: رد: أتذكر هيروشيما

هل امريكاء قدمت اعتذار لليابان ام لم تقدم

لا لم تقدم اعتذار لا لليابان ولا لفيتنام

بل ان افلام هوليود تظهر الفيتناميين بانهم هم الاشرار والهمج

رغم ان الفيتناميين لم يقطعوا الاف الاميال ليحتلو امريكا ويقتلو اهلها.
 
رد: Re: رد: أتذكر هيروشيما

لا لم تقدم اعتذار لا لليابان ولا لفيتنام

بل ان افلام هوليود تظهر الفيتناميين بانهم هم الاشرار والهمج

رغم ان الفيتناميين لم يقطعوا الاف الاميال ليحتلو امريكا ويقتلو اهلها.

شكرا لك على الرد تقيم +5

واين حقوق الانسان التي يتغنون بها

تباء لهم قاتلين البشريه
 
Re: رد: Re: رد: أتذكر هيروشيما

شكرا لك على الرد تقيم +5

واين حقوق الانسان التي يتغنون بها

تباء لهم قاتلين البشريه

منظمات حقوق الانسان الامريكية مسيسة ولا تخدم سوى المصالح الامريكية

والا هل يوجد دولة اقبح واسوء من الكيان الصهيوني

اسرائيل في نظرهم هي الضحية والفلسطينيون هم الجلادون
 
عودة
أعلى