الطائرات غير المأهولة نشأتها وتطورها

uae-star

عضو
إنضم
3 ديسمبر 2008
المشاركات
1,545
التفاعل
228 0 0
الطائرات غير المأهولة نشأتها وتطورها

drone-to-be-produced-in-turkey.jpg


بدأت محاولات تصميم وانتاج طائرات غير مأهولة ابان الحرب العالمية الاولى ١٩١٦ حين ظهرت في الاجواء طائرة Hewitt-Sperry. وإبان الحرب العالمية الثانية، صُنِعَ العديد من هذه الطائرات واستخدمت لتدريب اطقم المدفعية المضادة للطائرات، كما استخدم البعض منها لتنفيذ عمليات هجومية.
يذكر انه كان لالمانيا النازية آنذاك اليد الطولى في انتاج واستخدام العديد من طائرات UAVs إبان فترة الحرب العالمية الثانية.

دخلت أميركا الى حلبة التطوير والانتاج، فظهر النموذج ١٠٠١ من شركة Beechcraft لحساب البحرية الاميركية في العام ١٩٥٥. انما الطفرة الفعلية في تطوير ال "UAVs" كانت في الولايات المتحدة الاميركية إبان حرب فيتنام، وعرفت آنذاك ب "RPVs" او المركبات المسيَّرة من بعيد، وكانت آنذاك الحاجة ماسة اليها حين خسر سلاح الجو الاميركي عددا كبيرا من طياريه فوق فيتنام كما كشفت طائرة "U-2" السرية التي اسقطها الاتحاد السوفياتي في العام ١٩٦٠ عن استخدام الولايات المتحدة لهذا النوع من الطائرات وفي العام ١٩٧٣ اكدت رسميا الولايات المتحدة استخدامها طائرات "UAVs" في فيتنام حيث خسرت اكثر من ٥٠٠٠ طيار أسر أو فُقد ١٠٠٠ منهم.

إبان الحرب العربية الاسرائيلية عام ١٩٧٣ تكبد سلاح الجو الاسرائيلي خسائر جسيمة في طائراته، فبادرت اسرائيل الى تصميم وانتاج طائرات RPVs واستخدمتها في مهام المراقبة والحرب الالكترونية، كأهداف لتدريب الطيارين، ورجال المدفعية. وبالدخول في مرحلة نضوج التكنولوجيات المستخدمة في نظم "RPVs" في الثمانينات والتسعينات، وتصغير النظم الالكترونية وتخفيض وزنها، زاد اهتمام وزارة الدفاع الاميركية بتلك النظم، واشترت البحرية الاميركية مجموعة من تلك المركبات عرفت آنذاك ب "UAVs" وما زالت تستخدمها حتى الآن، كما استخدم الجيش الاميركي العديد من هذه الطائرات غير المأهولة إبان حرب الخليج ١٩٩١. ولعل اهم هذه النظم هي مركبة "MQ-1 Predator" من "General Atomics" المسلحة بصواريخ "AGM-114 Hellfire" جو-ارض عرفت آنذاك بالمركبة المسلحة المقاتلة غير المقودة "UCAV" والتي استخدمت ايضا في ادوار البحث والانقاذ برا وبحرا بجدارة كبيرة.

كون الطائرة دون طيار، يوضح ذلك اهمية المكونات الاخرى في الطائرة ذاتها. يتألف هذا النظام عادة من نظام تحكم من مركز ارضي، ووصلة اتصالات للتحكم، ووصلة اتصالات متخصصة بالمعطيات.

يذكر ان تسمية نظام جوي غير مأهول "UAS" استخدمت منذ البداية من قبل وزارة الدفاع الاميركية وسلطات الطيران المدني البريطانية. تقسم هذه الطائرات الى طائرات ثابتة الجناح وطوافات، وتشكل هذه الاخيرة العدد الاقل من هذه النظم ومن الطوافات دون طيار نذكر MQ-8B Fire Scout. تقع مهام هذا النوع من الطائرات في ستة نشاطات رئيسية هي:

- تستخدم كأهداف ونظم خادعة لتدريب رجال المدفعية على الارض والطائرات باعتبارها طائرات محلقة او صواريخ.
- تقوم بالاستكشاف وتوفير معطيات استخبارية عن ساحة القتال.
- القتالي منها يوفر قدرات هجومية خصوصا عند آداء المهام الخطرة على العنصر البشري.
- تقدم خدمات لوجستية ونقل المؤن في ساحات القتال.

تهتم الدول حاليا باعمال الابحاث والتطوير العائدة لهذه النظم بغية تعزيز قدراتها. هناك قدرات مدنية وتجارية لمثل هذا النوع من الطائرات شرط ان تصمم خصيصا للتطبيقات المدنية والتجارية.

تصنف بعض المصادر هذه النظم طبقا للمدى والارتفاع. النظم التي تحمل وتطلق باليد ترتفع الى حوالي ٦٠٠ متر ولا يتعدى مداها ال ٢ كلم. ترتفع النظم القريبة الى ٥٠٠٠ قدم ١٥٠٠ متر ويبلغ مداها ١٠ كلم.
النظم المستخدمة ضمن حلف ناتو ترتفع الى ١٠٠٠٠ قدم ٣٠٠٠ متر ويبلغ مداها ٥٠ كلم. اما النظم التكتية فترتفع الى ٥٥٠٠ متر ويبلغ مداها حوالي ١٦٠ كلم. اما النظم المسماة حاليا ب MALE فهي ترتفع الى ٣٠ الف قدم ٩٠٠٠ متر ويزيد مداها على ٢٠٠ كلم، بينما نظم HALE ترتفع الى ٣٠٠٠٠ قدم ٩١٠٠ متر ومداها غير محدد.

النظم التي تتعدى سرعتها سرعة الصوت (Mach1-5) او اكثر من ٥ ماخ ترتفع الى ١٥٢٠٠ متر وتطير قريبا من حافة الغلاف الجوي.

يتعزز الدور العسكري للطائرات دون طيار بسرعة غير مسبوقة. ففي العام ٢٠٠٥، انطلقت هذه الطائرات في مهام على مسافات بلغت ١٠٠ الف ساعة طيران وذلك إبان دعم عملية حرية العراق. وفي افغانستان، تقوم بمهامها تحت اسم قوة المهام "ODIN".

بلغ التقدم اوجهو في تقنيات تصميم وصنع هذه الطائرات، مما اتاح قدرات اكبر للطائرات الصغيرة التي يتوسع استخدامها بسرعة لدى مختلف جيوش العالم. وهي تعرف بنظم الطائرات دون طيار الصغيرة حيث تنشر على ساحات القتال. ويذكر ان استخدام الطائرات الصغيرة للقتال هو جديد لدرجة لم يتسنَ بعد لوزارة الدفاع الاميركية وضع تقارير مفصلة عن عدد ساعات طيران هذه النظم ومستوى آدائها.
ومع ازدياد قدرات الطائرات دون طيار، عمدت الدول وخصوصاً الكبيرة منها الى السخاء في تمويل الابحاث والتطوير العائد لها، مما ادّى الى زيادة التقدم في آداء هذه الطائرات، وباتت تتولى العديد من المهام. وهي حاليا لا تؤدي مهام الاستعلام والمراقبة والاستكشاف فقط لكنها باتت تقوم ايضا بمهام الهجمات الالكترونية والتشويش والهجمات بالاسلحة. وتتولى مهام إلغاء او تدمير الدفاعات الجوية للخصم وتأمين الاتصالات بواسطة الوصلات والعقد المتخصصة، هذا الى جانب اهتمامها بالبحث والانقاذ ومهام قتالية اخرى. ويذكر ان سعر هذه النظم يتراوح بين الاف قليلة من الدولارات الى عشرات الملايين منها طبقا لوزن الطائرة الذي قد يتراوح بين الرطل الواحد الى اكثر من ٤٠ الف رطل. تجدر الاشارة انه في اطار المهام العسكرية، ادى الهجوم بهذه الطائرات الى قتل زعيم تنظيم القاعدة الذائع الصيت أسامة بن لادن.

هذا، وتؤدي المركبات دون طيار "UAVs" مجموعة واسعة من المهام اكثرها يصبّ في خانة الاستشعار من بعيد "Remote Sensing"، وهي ميزة محورية لدور الاستكشاف الذي تتولاه بالدرجة الاولى الطائرات دون طيار، كما قد يقوم بعض منها من الفئة الكبيرة بمهام النقل اللوجستي والدعم الارضي والاغتيالات. وفي حالة النقل اللوجستي يشحن الحمل النافع داخل الطائرة ذات الجناح الثابت. اما في حال كانت الطائرة دون طيار من فئة الطوافات فيمكن نقل الحمل النافع متدليا في اسفلها. وعموما ما تنقل الاحمال النافعة في هذه الحالة داخل حاويات ملائمة للأبعاد الايروديناميكية للطائرة او الطوافة.
تبرز اهمية الطائرات دون طيار في كونها النظام الجوي الوحيد القادر على اختراق الاجواء المعادية الخطرة جدا بالنسبة للطائرات المقودة. كما بدأت وكالة المحيطات والاحوال الجوية الوطنية "NOAA" في الولايات المتحدة باستخدام طائرة "Aerosonde" دون طيار المجهّزة خصيصا لاستشعار قدوم الزوابع والاعاصير والزلازل في محاولة جديّة لاستباق الكوارث الطبيعية والاستعداد لها.

وفي مجال الهجوم جو - ارض يتسع استعمال طائرات MQ-1 Predator من قبل جيش الولايات المتحدة للهجوم على الاهداف الارضية. استخدمت هذه الطائرات بنهاية العام ٢٠٠١ من قواعدها في باكستان واوزبكستان لاغتيال قادة تنظيم القاعدة الرئيسيين داخل باكستان وأتسعت هذه الهجمات لتشمل مسارح العمليات في اليمن والصومال وافغانستان والميزة من استخدام طائرات دون طيار بدلا من الطائرات المقودة في مثل هذه الحالات هي في تجنب ازمات دبلوماسية في حال اسقطت الطائرة المغيرة المقودة او أُسِرَ طياروها. او اذا كان الهجوم في اجواء بلدان غير صديقة او مناوئة دون إعلامهم بالبلد المستهدف.

من جهة اخرى، هناك لغط في استخدام هذه الطائرات دون طيار في الهجمات على اهداف ارضية يتعلق بالاضرار الجانبية وخصوصا موت أُناس ابرياء يتواجدون في الموقع المستهدف. ويفكر القيّمون على هذه الهجمات في استبدال صاروخ "Hellfire" الذي يسلح عادة طائرات Predator بصواريخ اصغر واقل تأثيرات جانبية مثل صاروخ "Griffin" من Raytheon والذخائر التكتيكية الصغيرة الاخرى. وابرز هذه الاسلحة الصغيرة صاروخ "Spike" ذو الاضرار الجانبية المحدودة للغاية، وفي هذه الحالة تسلح Predator بستة صواريخ Griffin صغيرة بدلا من صاروخي Hellfire الضخمة.

وفي مجال البحث والانقاذ، يتوقع ان تلعب الطائرات دون طيار دوراً متزايداً خصوصاً في الولايات المتحدة، وقد تأكد ذلك عند استخدام هذه الطائرات ابان الزوابع التي ضربت ولايتي لوزيانا وتكساس، كما استخدمت طائرات صغيرة دون طيار مثل Aeryon Scout للقيام بعمليات البحث والانقاذ على نطاق صغير كالبحث عن الاشخاص المفقودين. وعلى سبيل المثال، نذكر ان طائرة Predator تعمل على مستوى يتراوح بين ١٨٠٠٠ و٢٩٠٠٠ قدماً فوق سطح البحر للقيام بالبحث والانقاذ وكذلك تقييم اضرار الكوارث الطبيعية. اما الحمولات النافعة الرئيسية في الطائرة فهي: مستشعر بصري عامل بالاشعة تحت الحمراء للمراقبة ليلاً ونهاراً الى جانب رادار متغير الفتحات. يتعاطى العديد من الشركات حول العالم في امور تصميم وانتاج الطائرات دون طيار، وتعتبر الولايات المتحدة واسرائيل رائدتين في هذا الاطار.
وفي العام ٢٠٠٦، غطت الولايات المتحدة منفردة معظم حاجات السوق الدولية لهذه النظم بنسبة ٦٠% ويتوقع ان يزداد انتاج الولايات المتحدة ما بين ٥ الى ١٠% من هذه النظم بنهاية العام ٢٠١٦. مع العلم ان شركة Northrop Grumman وGeneral Atomics هما الشركتان المهيمنتان على تصنيع هذه الطائرات خصوصاً بالنسبة لطائرات Global Hawk وPredator/Mariner. اما المصنع الاوروبيون وغيرهم فهم ساهموا في تلبية احتياجات السوق الدولية باكثر من ٤% منذ العام ٢٠٠٦.

استقلالية الطائرات دون طيار

كانت هذه الطائرات ابان الحرب الفيتنامية تطلق لالتقاط صور الفيديو او تصوير المواقع والاهداف. وكان مسارها يحدد مسبقاً اما بخط مستقيم أو الطيران دائرياً في مسارات محددة، وبعد الهبوط كانت تؤخذ الأفلام للتحليل. اطلق عليها في البداية اسم Drones لبساطتها انما لاحقاً بعد أن زودت بنظم راديوية للتحكم في مسارها صارت تعرف بالمركبات الموجهة من بعيد.

تكنولوجيا استقلالية طائرات UAVs

في الواقع، تكنولوجيا استقلالية هذه الطائرات تعتبر مجالاً جديداً يستمد أموال تطويره من المؤسسات العسكرية حول العالم. تعتبر تكنولوجيا الطائرة "UAV" المستقلة الجاهزة للقتال غير ناضجة حتى الآن، ينقصها التطوير المكثف. ولطالما شكلت مسألة استقلالية الطائرات دون طيار عنق الزجاجة التي ينبغي تخطيه للتطوير المستقبلي لهذا النوع من الطائرات الذكية. تعرف الاستقلالية عادة بأنها القدرة على اتخاذ القرارات بعيداً عن التدخل البشري. ولهذه الغاية، تهدف الاستقلالية الى تعليم الآلات أن تكون ذكية وتتصرف بشكل أقرب الى التصرف البشري في المواضيع الحساسة.

التشغيل المتبادل وامكانية الدمج

بات التشغيل المتبادل والدمج ضمن مجموعة من الطائرات دون طيار العاملة على ساحة القتال، بات من الأمور الضرورية خصوصاً حين أثبتت تلك النظم قدرتها على التحمل ومواجهة الصعوبات والعمليات المضادة حين قيامها بالعمليات الخطرة على ارواح الطيارين، وحدد المسؤولون دورها الرئيسي في تزويد جيوش الدول الحليفة بالمعلومات القتالية ومشاركتها بالمعطيات التي يتم الحصول عليها من خلال مراكز ارضية مشتركة لجمع هذه المعطيات وتحليلها ومن ثم نشرها.

القدرة على الاستمرار في التحليق

تبذل الجهود وتُجرى الأبحاث لتعزيز قدرة هذه الطائرات على التحليق لفترات أطول فوق ساحات القتال لجمع المعلومات والتقييم، كما اكدت الأبحاث ونتائج التطوير على امكانية صنع طائرات "UAVs" تحلق نظرياً في الأجواء لفترات طويلة جداً معتمدة على الطاقة الكهر- حرارية المستمدة من الطاقة الشمسية. اما الطاقة الكهربائية المعززة بالأشعة الليزرية فتخوّل هذه الطائرات بالاستمرار في تحليقها في الأجواء لفترات طويلة للغاية.

ويمول سلاح الجو الأميركي حالياً أبحاثا للتمكن من تزويد الطائرات دون طيار بالوقود جواً من طائرة صهريج دون طيار أخرى، ويتوقع ان يكون قد تم ذلك بنهاية العام ٢٠١٢ المنصرم.
وفي العام ٢٠٠٧ اعلنت وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة "DARPA" عن برنامج أبحاث لتطوير وتصميم طائرة دون طيار لها قدرة على البقاء محلقة لأكثر من خمس سنوات.

نظم UAV الحالية

طوّر العديد من البلدان نظم الطائرات دون طيار حول العالم. ويذكر ان استعمال هذا النوع من الطائرات لا يقتصر على الحكومات انما تستخدمها أيضاً المؤسسات الخاصة. ويذكر ان الصين عرضت في بعض المعارض نماذج طائرات دون طيار من تصميمها ولكن قدرتها على التطوير محدودة نظراً لغياب المحركات القادرة على الاستمرار فترات طويلة في العمل دون توقف بالاضافة الى البنى التحتية للأقمار الاصطناعية غير الكافية ونقص الخبرة التشغيلية.

وإبان حرب الخليج، سلم العديد من الجيش العراقي أنفسهم الى طائرات غير مقودة كانت تهددهم من الجو. ومن جهة أخرى، نشرت الولايات المتحدة عدداً من الطائرات غير المقودة للبحث عن احد كبار قادة القاعدة دون ان تستطيع النيل منه ولكنه أخيراً قتل ابان هجمات هذه الطائرات بنهاية العام ٢٠١١.
وبنهاية العام ٢٠١١ ايضاً، استولت ايران على احدى الطائرات دون طيار RQ-170 التي كانت تحلق في اجوائها ورفضت اعادتها الى الولايات المتحدة رغم طلب الرئيس باراك أوباما نفسه.
مع ان الطائرات دون طيار تستخدم بشكل عام في العمليات العسكرية، الا انه يتزايد استخدامها من قبل المدنيين والوكالات الحكومية المدنية الى جانب الاستخدام من خلال الأفراد المدنيين. وفي الولايات المتحدة على سبيل المثال، تستخدم للدوريات فوق الحدود واستكشاف المباني المشبوهة ومطاردة النازحين غير الشرعيين.

وفي كندا، يفكر المسؤولون باقتناء طائرات دون طيار لمراقبة المنطقة الجليدية الشمالية. تعتبر الطائرات دون طيار ادوات مراقبة فعّالة للغاية تحمل عدة نظم للاستكشاف والتأكد من لوحات السيارات وكاميرات التصوير الحرارية وأجهزة كشف دقيقة للغاية.
 
عودة
أعلى