ولد هارون الرشيد عام 148هـ وقيل 149هـ وقيل 150 هـ وقد رجح جماعة من المؤرخين ميلاده عام 148هـ لذا بدانا به . أبوه محمد المهدى بن أبى جعفر المنصور ، وأمه الخيزران أم ولد .
* فى عام 163هـ سار الرشيد مع أبيه لغزو أراضى الدولة البيزنطية ، وقاد الرشيد الجيش بنفسه إلى هضاب الأناضول واستولى على عدة حصون ، ولم يكن وقتها قد جاوز الخامسة عشر من عمره .
* تولى الرشيد الخلافة عام 170هـ بعد وفاة أخيه موسى الهادى الذى لم يحكم سوى عام وبضعة اشهر - إذ كان قد تولى الخلافة بعد ابيه المهدى عام 169هـ-
وفى الليلة التى تولى فيها الرشيد -وهى ليلة السبت فى شهر ربيع الأول 170هـ- كان قد مات أخوه الهادى ، وولد للرشيد ابنه عبدالله المأمون .
فهذه ليلة ولد فيها خليفة ومات خليفة وتولى خليفة .
* وفى سنة 181هـ فتح الرشيد حصن الصفصاف بالأناضول عنوة .
* وفى سنة 183هـ خرج الخزر على ارمينية فاوقعوا بأهل الغسلام وسبوا أزيد من مائة ألف نسمة .
* وفى سنة 187هـ أتى الرشيد كتاب من ملك الروم نقفور بنقض الهدنة التى كانت بين المسلمين وملكة الروم إرينى التى كانت قبل نقفور .
ونص الكتاب " من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب ، أما بعد فإن الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرخ وأقامت نفسها مقام البيدق ، فحملت إليك من أموالها ما كنت حقيقا بحمل أمثاله إليها ، وذلك من ضعف النساء وحمقهن ، فإذا قرأت كتابي هذا فأردد إلي ما حملته إليك من الأموال وأفتد نفسك به ، وإلا فالسيف بينا وبينك " .
فلما قرأ هارون الرشيد كتابه أخذه الغضب الشديد حتى لم يتمكن أحد أن ينظر إليه ، ولا يستطيع مخاطبته ، وأشفق عليه جلساؤه خوفا منه ، ثم أستدعى بدواة وكتب على ظهر الكتاب :
" بسم الله الرحمن الرحيم ، من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم ، قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة ، والجواب ما تراه دون ما تسمعه والسلام" (1)
سار الرشيد ليومه إلى بلاد الروم ونازل مدينة هرقل فقتل وسبى وفتح الله عليه الفتح المبين حتى طلب الصلح نقفور اللعين والتزم بخراج يحمله غلى الرشيد كل سنة وكان أضعاف ما كانت تدفعه إيرينى .
* وفى سنة 192هـ توجه الرشيد نحو خراسان للقضاء على نحلة الخرمية أتباع بابك الخرمى ، وكانت هذه النحلة نحلة إباحية فوضوية .
* وفى عام 193هـ مات الرشيد فى الغزو بطوس من خراسان ودفن رضى الله عنها بها وكان قد صلى عليه ابنه صالح .
عن نص الكتابين أنظر : السيوطى ، تاريخ الخلفاء ، ص268