الكلـفـويــة.........
بسم الله الرحمن الرحيم
..............................
يعد سلاح الهندسة من أعمدة الجيوش الحديثة ومن اكثرها تاثيراً في حسم المعارك والبرية منها على وجه الخصوص.
وقد كان قادة الجيوش الاسلامية الاولى يدركون الدورالفاعل لهذا السلاح في ساحات القتال ويحرصون على تحديث المعدات الحربية التي تعين أفراده على أداء مهامهم بشكل أفضل مع اجراء التدريبات الميدانية بصورة منتظمة .
فماذا عن سلاح المهندسين في الجيوش الاسلامية الاولى؟ وماهو الدور الفاعل له في ساحات القتال؟
.........................................
الكلفويــــــــــــــــــــــة
اطلقت عليهم بعض المصادر التاريخية أسم فرق عمال الجيش بينما اطلقت عليهم مصادر اخرى اسم الفعلة وفي كتابه الموسوم تاريخ الامم والملوك اشار اليهم ابن جرير الطبري باسم الكلفوية .
انهم أفراد سلاح المهندسين في الجيوش الاسلامية الاولى الذين كانواً يتمتعون بقوة جسمانية كبيرة تعينهم على تحمل المشاق في ساحات المعارك.
ولم يكن لهم لباس خاص ولا شارة تميزهم في بداية عهدهم في الاسلام وظلوا على هذه الحال خلال الغزوات والفتوحات الاولى يلبسون زيهم العادي الفضفاض الذي يتميز بانه لا يعوق الحركة ولايحول دون العمل بسرعة ولكن في المراحل التاريخية التالية أصبح لهم زيهم الخاص وشاراتهم الخاصة الا ان هذه الشارة كانت تتغير من عهد الى أخر خاصة في عهود الخلافة العباسية بمرحلتيها الاولى والثانية .
والكلفوية ينصاعون الى اوامر رئيسهم الذي كان يسمى صاحب الكلفوية ووظيفته من المناصب المهمة في الحرب وهو يعمل بالتنسيق مع الافرع الاخرى للقوات المسلحة الاسلامية .
................................
مهامهـــــــــــــــــــــــــــــم
.................................
1/ حفر الخنادق
كانت من المهام الاساسية للكلفوية حفر الخنادق لاعاقة تقدم العدو وتحقيق هدف استراتيجي وتكتيكي وظهر الاثر الكبير لعملياتهم هذه في غزوة الخندق حيث قاموا في وقت يعد قياسياً بحفر خندق في الطرف الشمالي من المدينة بين جبل سلع ومنطقة الصخور البركانية ليكون بمثابة مانع هندسي.
أما حيث الاعداء فحفروا خندق بطول 8 كيلومترات وبعرض 6أمتار وبعمق حوالي 5 متر وقد وصف المشير محمد عبد الحليم ابوغزالة وزير دفاع مصر الاسبق هذا الخندق بقوله انه أول تجهيز هندسي لمواقع عسكرية في التاريخ .
.................
2/ تمهيد الطرق امام الالات الثقيلة
وقد اشار المبرد في الكامل بأن فرقة منهم كانت تتقدم بين يدي الجيش يطلق على أفرادها لقب النفضة ومهمتهم تمهيد الطريق أمام الالات الثقيلة وردم الابار التي يحفرها العدو.
وقد برز دور هؤلاء النفضة في غير معركة من المعارك الحاسمة في التاريخ الاسلامي نذكر منها معركة عمورية التي وقعت سنة 837 هــ في عهد الخليفة المعتصم بالله .
و استخدم الجيش الاسلامي في هذه المعركة عدداً كبيراً من الدبابات التي كانت الواحدة منها تسع لما يزيد عن العشرة من الرجال مدججين بالسلاح وفي مقدمتها افراد فرقة النفضة الذين نجحوا في طم الخندق المحيط بسور عمورية باستخدام جلود الحيوانات المحشوة بالتراب التي كانت بمثابة وسائد تدفع عليها الدبابات فتنزلقفوقها بسهولة لتدك السور .
وكذلك في معركة الكيرج بقيادة المجاهد الجنيد بن عبد الرحمن حيث قامت فرقة من الكلفوية بتمهيد الطريق أمام الكباش وهي ألات ضخمة تستعمل لتدمير الاسوار .
............................................
3/ اعاقة تقدم الاعداء
كما كان للكلفوية دور بارز في اعاقة تقدم الاعداء ومشاته وفرسانه وذلك عن طريق زرع ما سموه الحسك على الخطوط الساخنة للمواجهة وما الحسك الا اسلاك شائكة كانت تصنع من الحديد المدبب على صور متعددة منها المسدس الذي تبرز منه ثلاثة شوكات وتنغرس منه ثلاث .
وقد ذكره صاحب الاحكام المملوكية وصاحب الاثار الاول وقد كان في الغالب ينثر حول الخنادق لزيادة تحصيناتها وقد اسماه المغاربة بمص الامير .
ولم يقتصر دور الكلفوية على تمهيد تقدم القوات فقط بل تعدى دورهم الى اعداد السلالم لتسلق الحصون ورفعها وقد برع المسلمون فيها بشكل جيد حيث استعملها خالد بن الوليد في فتح دمشق والصحابي الجليل الزبير بن العوام ابان فتحه لحصن بابليون في مصر كما كان على عاتقهم بناء الجسور والمعسكرات فوق الجبال .
.........................
تم بحمد الله
..........................
للامانة الموضوع حصري على الانترنت ومنقول عن مجلة الجندي المسلم العدد 106/ ذي الحجة 1422
..............................
يعد سلاح الهندسة من أعمدة الجيوش الحديثة ومن اكثرها تاثيراً في حسم المعارك والبرية منها على وجه الخصوص.
وقد كان قادة الجيوش الاسلامية الاولى يدركون الدورالفاعل لهذا السلاح في ساحات القتال ويحرصون على تحديث المعدات الحربية التي تعين أفراده على أداء مهامهم بشكل أفضل مع اجراء التدريبات الميدانية بصورة منتظمة .
فماذا عن سلاح المهندسين في الجيوش الاسلامية الاولى؟ وماهو الدور الفاعل له في ساحات القتال؟
.........................................
الكلفويــــــــــــــــــــــة
اطلقت عليهم بعض المصادر التاريخية أسم فرق عمال الجيش بينما اطلقت عليهم مصادر اخرى اسم الفعلة وفي كتابه الموسوم تاريخ الامم والملوك اشار اليهم ابن جرير الطبري باسم الكلفوية .
انهم أفراد سلاح المهندسين في الجيوش الاسلامية الاولى الذين كانواً يتمتعون بقوة جسمانية كبيرة تعينهم على تحمل المشاق في ساحات المعارك.
ولم يكن لهم لباس خاص ولا شارة تميزهم في بداية عهدهم في الاسلام وظلوا على هذه الحال خلال الغزوات والفتوحات الاولى يلبسون زيهم العادي الفضفاض الذي يتميز بانه لا يعوق الحركة ولايحول دون العمل بسرعة ولكن في المراحل التاريخية التالية أصبح لهم زيهم الخاص وشاراتهم الخاصة الا ان هذه الشارة كانت تتغير من عهد الى أخر خاصة في عهود الخلافة العباسية بمرحلتيها الاولى والثانية .
والكلفوية ينصاعون الى اوامر رئيسهم الذي كان يسمى صاحب الكلفوية ووظيفته من المناصب المهمة في الحرب وهو يعمل بالتنسيق مع الافرع الاخرى للقوات المسلحة الاسلامية .
................................
مهامهـــــــــــــــــــــــــــــم
.................................
1/ حفر الخنادق
كانت من المهام الاساسية للكلفوية حفر الخنادق لاعاقة تقدم العدو وتحقيق هدف استراتيجي وتكتيكي وظهر الاثر الكبير لعملياتهم هذه في غزوة الخندق حيث قاموا في وقت يعد قياسياً بحفر خندق في الطرف الشمالي من المدينة بين جبل سلع ومنطقة الصخور البركانية ليكون بمثابة مانع هندسي.
أما حيث الاعداء فحفروا خندق بطول 8 كيلومترات وبعرض 6أمتار وبعمق حوالي 5 متر وقد وصف المشير محمد عبد الحليم ابوغزالة وزير دفاع مصر الاسبق هذا الخندق بقوله انه أول تجهيز هندسي لمواقع عسكرية في التاريخ .
.................
2/ تمهيد الطرق امام الالات الثقيلة
وقد اشار المبرد في الكامل بأن فرقة منهم كانت تتقدم بين يدي الجيش يطلق على أفرادها لقب النفضة ومهمتهم تمهيد الطريق أمام الالات الثقيلة وردم الابار التي يحفرها العدو.
وقد برز دور هؤلاء النفضة في غير معركة من المعارك الحاسمة في التاريخ الاسلامي نذكر منها معركة عمورية التي وقعت سنة 837 هــ في عهد الخليفة المعتصم بالله .
و استخدم الجيش الاسلامي في هذه المعركة عدداً كبيراً من الدبابات التي كانت الواحدة منها تسع لما يزيد عن العشرة من الرجال مدججين بالسلاح وفي مقدمتها افراد فرقة النفضة الذين نجحوا في طم الخندق المحيط بسور عمورية باستخدام جلود الحيوانات المحشوة بالتراب التي كانت بمثابة وسائد تدفع عليها الدبابات فتنزلقفوقها بسهولة لتدك السور .
وكذلك في معركة الكيرج بقيادة المجاهد الجنيد بن عبد الرحمن حيث قامت فرقة من الكلفوية بتمهيد الطريق أمام الكباش وهي ألات ضخمة تستعمل لتدمير الاسوار .
............................................
3/ اعاقة تقدم الاعداء
كما كان للكلفوية دور بارز في اعاقة تقدم الاعداء ومشاته وفرسانه وذلك عن طريق زرع ما سموه الحسك على الخطوط الساخنة للمواجهة وما الحسك الا اسلاك شائكة كانت تصنع من الحديد المدبب على صور متعددة منها المسدس الذي تبرز منه ثلاثة شوكات وتنغرس منه ثلاث .
وقد ذكره صاحب الاحكام المملوكية وصاحب الاثار الاول وقد كان في الغالب ينثر حول الخنادق لزيادة تحصيناتها وقد اسماه المغاربة بمص الامير .
ولم يقتصر دور الكلفوية على تمهيد تقدم القوات فقط بل تعدى دورهم الى اعداد السلالم لتسلق الحصون ورفعها وقد برع المسلمون فيها بشكل جيد حيث استعملها خالد بن الوليد في فتح دمشق والصحابي الجليل الزبير بن العوام ابان فتحه لحصن بابليون في مصر كما كان على عاتقهم بناء الجسور والمعسكرات فوق الجبال .
.........................
تم بحمد الله
..........................
للامانة الموضوع حصري على الانترنت ومنقول عن مجلة الجندي المسلم العدد 106/ ذي الحجة 1422
التعديل الأخير بواسطة المشرف: