النساء في الجيوش: تاريخ خدمات الجسد والبغاء العسكري من العصور القديمة حتى اليوم

إنضم
7 مارس 2022
المشاركات
13,216
التفاعل
19,904 350 12
الدولة
Egypt
بسم الله الرحمن الرحيم

في سطور التاريخ العسكري، كُتبت أسماء القادة، وتوثقت المعارك، وتفاخرت الشعوب بأمجاد الانتصار… لكن ثمة سطور لم تُكتب، وأصوات لم تُسمع، وأجساد بقيت في الظل، خادمة لحروب لم تُخض بالسلاح، بل بالجسد, نساء كثيرات لم يحملن بندقية، لكنهن كنّ على مقربة من ساحات القتال، ليس كمقاتلات، بل كـ"خدمة لوجستية جنسية" للجنود.

فمنذ آلاف السنين، كان للجيوش وجهٌ خفي لا يظهر في السجلات الرسمية: النساء اللواتي خُصّصت أجسادهن لإراحة الجنود، ورفع معنوياتهم، وكسر وحدة الحرب القاتلة.
ففي جيش الإسكندر الأكبر، كان يُسمح للجنود باصطحاب "رفيقات مؤقتات" في الحملات الطويلة، بعضهن سبايا، وبعضهن مأجورات.
أما في الإمبراطورية الرومانية، فكان البغاء يُشرعن أحيانًا حول المعسكرات، ويُنظر إليه كأمر ضروري لـ"ضبط شهوات الجنود ومنع التمرد".


وفي العصور الوسطى، كتب المؤرخ غيوم من نيوبرج عن الحملات الصليبية قائلاً:


"في كل جيش صليبي، كانت هناك نساء كثيرات… لم يحملن السيف، لكنهن كن أكثر حضورًا من بعض الفرسان، يرافقن الجند في المعسكر والخيمة والليل."

أما خلال الحرب العالمية الثانية، فقد أخذت الظاهرة بُعدًا نظاميًا صادمًا، حين أنشأ الجيش الإمبراطوري الياباني ما عُرف بـ"بيوت المتعة العسكرية" (Comfort Stations)، حيث تم استعباد ما يُقدَّر بـ200,000 امرأة، غالبيتهن من كوريا والصين، لتقديم خدمات جنسية للجنود.
وصف أحد الجنود اليابانيين لاحقًا تلك الفترة بقوله:

"كانت النساء هناك مثل الذخيرة... نستهلكهن ثم نطلب المزيد."

حتى في الجيوش الغربية، لم تكن الظاهرة غائبة. ففي فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى، كانت هناك دور مرخّصة تقع قرب خطوط الجبهة، أُطلق عليها اسم “Maisons Tolérées”، وكانت تعمل تحت إشراف عسكري مباشر.
وفي فيتنام، سمحت القيادة الأمريكية بوجود "نساء متعة" لخدمة الجنود، ضمن ما عُرف لاحقًا بـ"سياحة الحرب الجنسية".


لكن هل كانت كل النساء ضحايا؟
في بعض الحالات، وجدت بعضهن في هذا الدور وسيلة للبقاء، أو تحسين الوضع الاقتصادي، أو فرض مكانة معينة في معسكرٍ لا يعترف بالضعفاء. ومع ذلك، يبقى السؤال الأهم:


هل كان البغاء العسكري مجرد امتداد لعلاقات الهيمنة في الحرب؟ أم سياسة دولة؟
وهل تغيّر شيء فعلًا اليوم، أم أن الدور تغيّر شكله فقط؟

هذا الموضوع يفتح الصندوق الأسود لهذا الدور المسكوت عنه: تاريخ خدمات الجسد في الجيوش، من العصور القديمة حتى الواقع المعاصر، حيث لا تزال بعض الأنظمة تستثمر في "اللذة المنظمة"، كجزء من آلة الحرب.

1752417701088.png


جسد في قلب الحرب: مهنة غير معترف بها في الجيوش


لم تكن النساء المرافقات للجيوش يحملن رُتبًا عسكرية، ولم تُسجَّل أسماؤهن في دفاتر القتال، لكن وجودهن كان محوريًا في حياة المعسكر، وضروريًا لآلة الحرب كما يُنظر إليها من منظور الجندي، والقيادة على حد سواء.


كان دورهن مركبًا، يتجاوز العلاقة الجنسية إلى أدوار نفسية واجتماعية ولوجستية:



أولًا: "مُخفِّفات وطأة الحرب"


في المسيرات الطويلة، وفي ليالي الخنادق الباردة، ووسط الرائحة الكريهة للموت، كانت النساء المرافقات يُنظر إليهن على أنهن وسيلة لتخفيف التوتر الجنسي، وتفريغ الغضب، وكسر الشعور بالوحدة.
أحد القادة الرومان كتب ذات مرة:


"الجندي المشحون بالرغبة، لا يُؤتمن على حرب طويلة."


ثانيًا: "مكافأة، لا حاجة"


في بعض العصور، كان يُنظر إلى البغاء داخل الجيش كنوع من المكافأة أو الامتياز للجنود الشجعان، أو كـ"استراحة محارب". بل كان يُستخدم أحيانًا كأداة لتحفيز الجنود على الصمود في المعركة.


ففي حملات نابليون، كانت بعض النساء يتنقلن مع الجيش، ويُمنحن "تصاريح خاصة" للدخول إلى المعسكرات. وكان يُطلق عليهن لقب:
"femmes de joie" – نساء الفرح.



ثالثًا: بين "الحرية" و"التنظيم العسكري"


في فترات مبكرة، كانت المهنة تُمارس بحرية — من قبل نساء يتبعن المعسكرات طمعًا في الرزق أو الحماية — دون تنظيم رسمي.
لكن مع الوقت، بدأ ظهور "نظام البغاء العسكري الرسمي"، حيث تخضع النساء للفحص الطبي، وتُسجَّل أسماؤهن، وتُدار أحيانًا من قِبل الدولة نفسها أو قيادات الجيش، كما حدث في اليابان النازي، وفي الجيوش الأوروبية خلال القرن 19.


رابعًا: أدوار موازية للجنس


ورغم الطابع الجنسي المعلن، فإن كثيرًا من هؤلاء النساء أدّين أدوارًا أخرى:


  • الطهي
  • التمريض البسيط
  • الغسيل
  • الترفيه من خلال الرقص أو الغناء
  • الدعم النفسي والتواصل العاطفي المؤقت

بعض المؤرخين وصفهن بـ"الجيش غير الرسمي الموازي"، خاصة في الحملات الطويلة مثل الحروب الصليبية أو الاستعمار الأوروبي في إفريقيا وآسيا.

النساء اللواتي ارتبطن بالجيوش من خلال "خدمات الجسد"، لم يكنّ مجرد عاهرات يتنقلن مع الجنود. بل كنّ جزءًا — غير مرئي رسميًا — من بنية المعسكر، يلبين حاجة مركبة تجمع بين الجنس، والرعاية، والانتماء المؤقت.

ولأن هذا الدور كان يُخجل القيادات، ويُخالف الصورة البطولية النقية للحرب، فقد جرى تهميشه، أو تغليفه بخطاب أخلاقي مزدوج… حتى صار واحدًا من أكبر أسرار الحرب المسكوت عنها.

1752418283190.png

femmes de joie
 
من المعبد إلى المعسكر: البغاء المقدّس كجذر لخدمة الجسد في الجيوش


قبل أن تُصبح المرأة المرافقة للجندي "عاهرة ميدانية" أو "رفيقة في الخيمة"، كانت في الحضارات القديمة كاهنة تُقدّم جسدها باسم الآلهة، وترتبط شعائريًا بالخصب، والنصر، وقوة الحياة.
هكذا بدأ البغاء المقدّس، لا كدنس، بل كطقس يُضفي البركة على الأرض… والحرب.



في سومر وبابل:


في معابد الإلهة عشتار (إينانا)، إلهة الحب والحرب والخصب، وُجدت أولى صور البغاء المقدس.
كان يُطلق على النساء العاملات في هذه الطقوس اسم "قديشتو"، وهي كلمة تعني "المقدسة".
تُمارَس العلاقة الجنسية في المعابد كنوع من "الاتحاد الرمزي بين الإله والأرض"، وغالبًا ما يُقدَّم المحاربون للنساء كنوع من التطهير أو التفويض السماوي قبل المعارك.


كتب المؤرخ هيرودوت عن بابل:



"كل امرأة بابلية، مرة في حياتها، يجب أن تجلس في معبد عشتار، وتمنح جسدها لغريب كطقس ديني… بعد الطقس، تعود إلى بيتها طاهرة."

العلاقة بين الجنس والحرب:


لم يكن الربط بين الجنس والنصر أمرًا عابرًا.
الحضارات القديمة آمنت أن الخصوبة الحربية لا تنفصل عن الخصوبة الجنسية — ومن هنا، نشأ تقليد استخدام النساء المقدسات لإعداد المحاربين نفسيًا وروحيًا.


بعض النصوص الأوغاريتية تصف طقوسًا تُقام قبل الغزو، حيث "يتّحد المحارب بجسد الكاهنة" في طقس مقدس، ليصبح "مختار الآلهة".


من الطقس إلى التسلية: التحوّل التدريجي


مع سقوط المعابد، ودخول العصور الإمبراطورية (مثل الفارسية والآشورية)، بدأ الدور المقدس يتحوّل إلى وظيفة دنيوية.
أصبحت المرأة التي كانت بالأمس "كاهنة الجسد"، تُختزل اليوم في صورة "المرأة التابعة للجيش"، ليس كوسيلة تطهير، بل كوسيلة إمتاع.


لكن تظل البذرة واحدة:
الجسد الأنثوي كان دائمًا جزءًا من طقس الاستعداد للحرب، سواء ألبسه الدين رداء القداسة، أو خلعه عنه الجنود في خيامهم.



البغاء العسكري، كما عرفته الجيوش لاحقًا، لم يكن انحرافًا عن النظام، بل امتدادًا باهتًا لطقسٍ قديم كان يحمل رمزية روحية وقوة مجتمعية.
وفي حين سقطت القداسة، بقي الجسد.
ومع تحول المعبد إلى معسكر، لم تعد المرأة تُقدَّم للآلهة، بل للجنود.


1752418764005.png


نساء في جيوش الملوك والإمبراطوريات: من الترفيه إلى الإخضاع


الإغريق: من الهيتيرا إلى المرافقة العسكرية​


في عالم الإغريق، لم تكن النساء جزءًا من المنظومة العسكرية بشكل مباشر، لكن حضورهن كان حاضرًا بقوة في خلفية الجندي المحارب، في ولعه، وفي وحدته، وفي لحظاته الهاربة من شبح الموت. المرأة هنا لم تكن محاربة، بل رفيقة مؤقتة، أنيسة روحية وجسدية. في أثينا تحديدًا، وُجدت طبقة نسائية مميزة تُدعى "الهيتيرا"، نساء لا يُعتبرن عاهرات، بل كنّ مثقفات، جميلات، يُجدن الحديث، الشعر، والموسيقى، ويقمن بعلاقات طويلة أو قصيرة مع النخب، بمن فيهم القادة العسكريون.


لكن بعيدًا عن المدينة، كانت الجيوش في حملاتها تتنقل ومعها نساء من طبقات أدنى، لا يقدمن شيئًا سوى الجسد، غالبًا مقابل مال زهيد أو حماية. لا يُعرف عددهن، ولا تُذكر أسماؤهن، لكن المؤرخ ديموستين كان صريحًا حين قال إن للمرأة في المجتمع الإغريقي ثلاث وظائف: واحدة للحفاظ على النسب، وواحدة للمتعة، وثالثة "للحاجات اليومية" — وهي الأجساد التي يستدعيها الجندي حين يشعر أن الحرب التهمت روحه.



الرومان: نساء المخيم والمهنة المعترف بها


لم تكن الجيوش الرومانية لتسمح للعاطفة بالتدخل في سير المعركة، لكنهم كانوا على وعي تام بالحاجة البشرية التي تعتصر الجندي الذي يقضي سنوات طويلة بعيدًا عن وطنه. القانون الروماني منع الجنود من الزواج طوال مدة خدمتهم، والتي قد تمتد إلى 25 عامًا. لم يكن هذا المنع عقبة حقيقية، فقد جاء الحل من الواقع: نساء يتبعن المعسكرات ويقدمن كل ما يحتاجه الجندي… دون أوراق رسمية.


هؤلاء النسوة كنّ يتنقلن بين المخيمات، يعشن بين الجنود، ويؤدين دورًا مركبًا من الجنس، الغسيل، الترفيه، وأحيانًا حتى التمريض. بعضهن كنّ "عشيقات دائمة"، وأخريات مجرد عابرات. ومع الوقت، بدأ الجيش يتعامل مع المسألة كواقع تنظيمي: خصص أماكن للبغاء داخل بعض المعسكرات، وفرض رقابة طبية للوقاية من الأمراض، خاصة الزهري.
وصف الطبيب الروماني الشهير جالينوس هؤلاء النساء بأنهن "أكثر إخلاصًا من بعض الجنود"، واعتبر وجودهن جزءًا من استقرار المعسكر.


في لحظات معينة، كما بعد الحملات الطويلة، كان يُنظر إلى ممارسة الجنس كنوع من مكافأة الجندي، والنساء كنّ جزءًا من هذه السياسة غير المعلنة. لم يُصرّح أحد بذلك رسميًا، لكن السجلات توضح أن الجيوش الرومانية — بكل صرامتها — فهمت أن النصر لا يتحقق فقط بالسيف، بل أيضًا بالليالي التي لا تُروى في كتب التاريخ.


1752419744356.png

الفرس: أجساد على مذبح الولاء


في الإمبراطورية الفارسية، كانت المرأة أداة بيد السلطة أكثر من كونها فاعلًا في ذاتها. لم يُعرف عن الجيوش الفارسية أنها خصصت نظامًا للبغاء الميداني، لكن النساء لعبن أدوارًا مهمة ضمن شبكة النفوذ السياسي والعسكري. كثيرًا ما كان الملوك الفرس يرسلون نساء من الحريم الملكي كهدايا رمزية إلى كبار القادة أو الجنرالات، تعبيرًا عن الرضا أو الضمان السياسي.


في الحروب، وخاصة في الحملات الشرقية، كان يتم اصطحاب النساء ضمن ما عُرف بـ"القوافل المدنية"، بعضهن خادمات، وبعضهن سبايا من الشعوب المهزومة. هؤلاء النسوة لم يكنّ متطوعات، ولم يكنّ مكرّمات. بعض الوثائق تشير إلى أن "نساء المتعة" كنّ يُوزعن على وحدات خاصة من الحرس الملكي، لا كمكافأة، بل كضمان للولاء المطلق.


الجسد هنا لم يكن فقط أداة للمتعة، بل سلاحًا سياسيًا بامتياز، يُستخدم لإخضاع القائد، أو كسر إرادة الخصم، أو ترسيخ فكرة التفوق الحضاري والعنصري للإمبراطورية.

الفراعنة: الطقس لا المتعة

في مصر القديمة، كان للجسد الأنثوي رمزية مختلفة. لم يكن مجرد وسيلة للمتعة، بل كان يرتبط بعمق بفكرة الخصوبة والتوازن الكوني. لهذا، لم تظهر ظاهرة البغاء العسكري بالشكل المعروف في حضارات أخرى، بل بقيت محدودة ومغلفة بطابع طقسي أو ديني.


بعض النقوش والبرديات القديمة تشير إلى وجود نساء كنّ يُرافقن بعثات عسكرية بعيدة، خاصة إلى سيناء أو بلاد النوبة، لكن لا دليل واضح على طبيعة علاقتهن بالجنود. كانت بعض الطقوس تُقام قبل الحروب الكبرى، تتضمن طقوسًا جنسية رمزية تُجسّد اتحاد الأرض والسماء، ويُعتقد أنها كانت تتم أحيانًا بين المحارب وكاهنة، ضمن دور ديني، لا ترفيهي.


في مصر، كان الجنس داخل مؤسسة الحرب يُعامل بحذر، وربما بتقديس. ولذلك، لم تعرف المعسكرات المصرية نفس البغاء الميداني الذي شهدته روما أو فارس، لكن من المؤكد أن العلاقة بين الجسد والحرب لم تكن غائبة… بل كانت تُمارس بطريقة أهدأ، وأشد رمزية.




الآشوريون: جسد المرأة كرمز للغنيمة والانتصار​


في الحضارة الآشورية، كانت الحرب هي الدين الحقيقي، وكانت القوة العسكرية هي أداة الحكم والسيطرة. ولم يكن مفاجئًا أن يُستخدم الجسد الأنثوي ضمن هذه المنظومة الوحشية، سواء كأداة انتقام، أو كوسيلة ترفيه للجنود، أو كرمز واضح لانتصار القوة على الضعف.


في النقوش الآشورية، تُصوَّر النساء المهزومات عاريات، مقيدات، يُجرَّن خلف الجنود، وهو تصوير لا يخلو من رسالة جنسية ضمنية: المرأة في الحرب لا تُعامَل كإنسانة، بل كجائزة.
ورغم أن البغاء المنظم في المعسكرات لم يُذكر صراحة، فإن حضور النساء — إما كسبايا أو خادمات — كان شائعًا في الحملات الطويلة.
الملك الآشوري آشور ناصربال وصف في أحد نقوشه كيف "وُزّعت نساء العدو على الجنود كما تُوزع اللحوم في المذابح". الجسد هنا لم يكن للمتعة فقط، بل للتأكيد على الهيمنة المطلقة.


1752420012061.png

الهند القديمة: المعبد، الحرب، والمتعة


في الهند القديمة، كانت العلاقة بين الجنس والقداسة أكثر تعقيدًا، وخصوصًا في الحقبة الفيدية والهندوسية المبكرة. وُجدت ظاهرة "ديفاداسي"، وهي نساء يُقدّمن أجسادهن في خدمة المعبد، باعتبارهن زوجات للآلهة.
لكن في بعض الفترات، تحوّل هذا الدور الطقسي إلى دور وظيفي مرتبط بالعسكر أيضًا، خاصة في المناطق الحدودية.


بعض الممالك الهندوسية كانت تُرسل "راقصات معبد" إلى المعسكرات لإرضاء الجنود، وقد وُثقت حالات استخدامهن بشكل غير رسمي كبغايا مقدسات. هذه النساء لم يُنظر إليهن كعاهرات، بل كجزء من الدورة الاجتماعية والدينية، وإن كان يُساء استخدامهن.


المثير أن البغاء في الهند القديمة لم يكن دائمًا محاطًا بالعار، بل كان يُسمى أحيانًا "فعل الكارما"، أي الدور الاجتماعي الذي تؤديه المرأة لخدمة التوازن الكوني.


1752421099796.png

الصين القديمة: نساء للإمبراطور… وللجيش في الظل


في الصين، خاصة في زمن أسرة هان وما قبلها، كان التركيز على ضبط الأخلاق والهرمية صارمًا. الجنس كان مُسيّجًا بسياج أخلاقي وفلسفي، خاصة في ظل الكونفوشيوسية. لكن خلف هذا الانضباط، وُجدت شبكات كاملة من النساء المرتبطات بالبلاط والجيش.


في الحملات البعيدة، وخاصة تلك التي امتدت إلى آسيا الوسطى، كان يُسمح أحيانًا للجنود باصطحاب نساء — إما من محيطهم أو من الشعوب المغلوبة.
ورغم قلة النصوص، إلا أن بعض السجلات الإمبراطورية تحدثت عن "خادمات الراحة" اللواتي كنّ يُرسلن لوحدات بعينها. كان يتم فحصهن طبيًا، وتسجيل أسمائهن أحيانًا، في ممارسات لا تختلف كثيرًا عما حدث لاحقًا في القرن العشرين مع "نساء المتعة" في الجيش الياباني.



الكنعانيون والفينيقيون: المرافقة البحرية والتجارة الجنسية


في المدن الكنعانية والساحل الفينيقي، حيث التجارة البحرية والاغتراب كانا جزءًا من الحياة، لعبت النساء دورًا خاصًا في معسكرات التجار والجنود البحريين.
في مرافئ مثل صور وصيدا، وُجدت "معابد المتعة"، حيث كانت النساء يُقدمن الجنس كجزء من طقوس دينية أو خدمات مدفوعة، وغالبًا ما كنّ يتعاملن مع الجنود المرتزقة أو البحارة.


هنا، يلتقي الجندي بالعاهرة ضمن سياق مزدوج: طقس مقدس وسوق مفتوحة. الفينيقيون لم يُميزوا كثيرًا بين التجارة والمتعة، وكانت النساء في بعض المدن يُدرَّبن خصيصًا لتقديم خدمات متعددة تشمل الجنس، الرقص، والرفقة الطويلة.



المايا والأزتيك: العذرية للمعبد، والجسد للمنتصر


في حضارات أمريكا الوسطى، مثل المايا والأزتيك، كانت الحروب طقسية بقدر ما هي عسكرية. وكان من الشائع أسر النساء من القرى المغلوبة وتقديمهن كجواري أو زوجات مؤقتات للمحاربين.
بعض المصادر الإسبانية القديمة تشير إلى أن قادة الجيوش كانوا يُكافَؤون بنساء من الشعوب المغلوبة، ويُنظر إلى ذلك على أنه تأكيد على "تفوق الدم".


في معابد الأزتيك، كانت بعض الفتيات يُفقدن عذريتهن ضمن طقوس تُقرَّب فيها الضحية للإله، وغالبًا ما كان يتم هذا الطقس ضمن احتفال دموي يشمل الجنود، وكأن الجسد الأنثوي يُقدَّم أولًا للإله، ثم يُسلَّم للعسكر.


1752420342113.png


في كل حضارة قديمة تقريبًا، وُجدت المرأة قرب السلاح، وإن اختلفت تسميتها: كاهنة، جارية، زوجة موقّتة، غنيمة، هبة، أو مرافقة.
لكن في النهاية، الجسد الأنثوي كان دائمًا موجودًا في المعسكر…
أحيانًا في صمت… وأحيانًا في صراخ لا يسجله المؤرخون.




العالم الإسلامي: الجسد بين الحلال والواقع​


مع ظهور الإسلام، تغيرت النظرة للجسد والمرأة في المعسكرات، من الناحيتين الدينية والعملية. الإسلام كديانة لم يُشرعن البغاء، بل حرّمه صراحة، لكنه في ذات الوقت أقرّ وجود الإماء وملك اليمين في إطار الحرب والفتح. النساء في الجيوش الإسلامية لم يكنّ "عاهرات"، بل كنّ سبايا حرب، يُوزَّعن على القادة والجنود كنوع من الغنيمة، ويتم معاملتهن وفق ما أقرّته الشريعة، سواء بالإمساك أو العتق أو الزواج أو المعاشرة ضمن حدود "ملك اليمين".


في الفتوحات الكبرى، كفتح الشام وفارس، كانت الجواري جزءًا من حياة المحارب المسلم. لم يكن الأمر سريًا، بل نظاميًا في بعض الأحيان، خاصة مع الخلفاء الأمويين والعباسيين الذين كانوا يرسلون النساء لمرافقة قادة الجيوش الكبرى.
المرأة هنا لم تكن دائمًا ضحية، ففي بلاط الخلفاء، برزت بعض الجواري ككاتبات وشاعرات ومؤثرات. لكن في المعسكر، بقي الجسد وسيلة للراحة، والتقرب من القادة، والتثبيت الاجتماعي. ومع توسع الإمبراطوريات، كانت الجواري يتم توزيعهن في الأسواق بعد المعارك، ويشتريهن الضباط كما يشترون الخيل والسلاح.




1752421236985.png

الحروب الصليبية: العاهرات مع الصليب


في الجيوش الصليبية، لم يكن الدين حاجزًا حقيقيًا أمام تنظيم الجنس في المعسكر. الكنيسة نظريًا كانت تحرّم الزنا، لكنها كانت تغضّ الطرف — بل وتبارك أحيانًا — وجود "نساء الخدمة" ضمن الحملات.
الحملات الصليبية الكبرى لم تكن فقط حربًا دينية، بل مشروعًا اقتصاديًا ضخمًا تحرّكه دوافع متعددة، منها الجنس. كثير من الفرسان كانوا يصطحبون معهم "نساء رفقة"، سواء من أوروبا أو من المناطق المحتلة. وفي بعض الحملات، تم تنظيم "معسكرات خلفية" مخصصة للنساء، سواء للغسل، الطهي، أو الجنس.


أحد الرهبان كتب ساخرًا من جيش بلده قائلاً: "جلبوا معهم مائة صليب… وألف امرأة بلا اسم."
في القدس بعد اقتحامها، ارتكب الصليبيون مذابح، لكن في الظلال، اختُطفت نساء، واحتُجزن لأيام في خيام الجنود. لم يُعتبر ذلك انحرافًا، بل جزءًا من أجر المعركة.


والأخطر أن بعض الكنائس المحلية في بلاد الشام المحتلة بدأت تدير شبكات بغاء مؤقتة "لخدمة الجيوش المسيحية"، خاصة في أنطاكية وصيدا. وهكذا، كان الدين يستخدم لتبرير الحرب، بينما يُترك الجسد للغريزة.



المغول: الغزو كإبادة جسدية


مع المغول، بلغ استخدام الجسد الأنثوي في الحرب أحد أكثر أشكاله وحشية. فالمغول لم يكن لديهم تقنين أو شرع يحدّ من التعامل مع النساء، بل كانوا يتعاملون مع المرأة المهزومة كما يتعاملون مع الأرض المحروقة.
كانت المدن تُغتصب جماعيًا، والنساء يُوزعن على القبائل كما تُوزع الغنائم، دون حسيب أو رقيب.
لم يكن هناك نظام بغاء عسكري، لأن الغزو عندهم لا يعترف بالنظام، بل بالقوة المطلقة. النساء اللواتي كنّ يُؤخذن من المدن المفتوحة، يُقتلن أو يُغتصبن أو يُستعبدن.
بعض الرحالة الذين زاروا مناطق المغول تحدثوا عن أسواق نساء كانت تُنصب بعد المعارك الكبرى، حيث تُعرَض السبايا للبيع فورًا بجوار الخيول والسيوف.


رغم هذا العنف، لم تكن النساء غائبات عن المعسكرات، بل كنّ يُستخدمن كخادمات جنسيات للجنود، يُعاملن كأشياء لا ككائنات. وحتى أولئك اللواتي وُضعن في خدمة القادة الكبار، لم يكنّ أفضل حالًا، بل كنّ جزءًا من آلة الانتصار الوحشي التي أرادت إذلال العدو بجسده، قبل سيفه.


1752420801833.png

أوروبا المسيحية: البغاء المرخّص برعاية الدولة والكنيسة


في أوروبا خلال العصور الوسطى، لم يكن من الممكن الحديث عن جيش دون الحديث عن "نساء الجيش". في فرنسا، إنجلترا، والإمبراطورية الرومانية المقدسة، كانت هناك منظومة كاملة موازية للجيش، يُطلق عليها أحيانًا "الذيل الأنثوي للمعسكر".


في الحملات العسكرية، خاصة أثناء حرب المئة عام، كان الجنود يصطحبون معهم نساءً يُعرفن بـ"camp followers" — نساء يعشن مع الجيش ويقدمن خدمات جنسية، طهي، غسيل، وحتى تمريض.
كانت بعضهن زوجات الجنود، لكن كثيرات كنّ عاهرات يعملن مقابل المال أو الحماية، وغالبًا بعلم القادة.
في مدن مثل باريس، أُنشئت أحياء مخصصة للبغاء المرخّص بالقرب من الثكنات، وكانت الكنيسة تُشرف أحيانًا على تنظيمها لضمان "عدم تفشي الفوضى الجنسية خارج النظام".


وكان يُفرض على هؤلاء النسوة ارتداء ملابس معينة، ودفع ضرائب، والخضوع للفحص الطبي الدوري. الجسد هنا لم يكن خارج القانون، بل تحوّل إلى مؤسسة شبه رسمية تعمل جنبًا إلى جنب مع الجيش… دون أن يُعترف بها في صفحات المجد العسكري.


1752421385072.png



رغم أن العصور الوسطى كانت تُقدّم نفسها بوصفها عصور الإيمان والطهر، إلا أن ساحة الحرب فيها كانت تعجّ بالأجساد المنسية: نساء خُدمن الجنود في الخفاء، في ظل الدين، بالسيف، أو بالتغاضي الأخلاقي.
ومع أن كل حضارة بررت فعلها بطريقتها، فإن النتيجة كانت واحدة: المرأة لم تغب عن الحرب… لكنها غابت عن كتب التاريخ.
 
التعديل الأخير:
عصر الاستكشافات: جسد المرأة بين المدفع والسفينة والمستعمرة


بدأت هذه المرحلة مع رحلات البحّارة الأوروبيين إلى سواحل إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، فرافقت الجيوش الاستعمارية شركات كبرى مثل "الهند الشرقية الهولندية" و"البريطانية"، التي لم تحمل فقط البنادق والخرائط، بل جلبت معها "نساء خدمة" وفتحت أبوابًا لظهور أشكال جديدة من البغاء العسكري.


لم تكن الحملات العسكرية مجرد غزو عسكري، بل رحلة استيطان طويلة الأمد. ومع طول الإقامة، أصبحت الحاجة إلى النساء حاجة ملحّة، لا لأيام، بل لشهور وسنوات.
أصبحت الموانئ التي ترسو فيها السفن الاستعمارية نقاطًا حيوية للدعارة المنظمة، فظهرت في كل من لشبونة، إشبيلية، كيب تاون، سورابايا، كلكتا، وأخيرًا في جزر الكاريبي "بيوت متعة" مرخّصة أو شبه رسمية تخدم الجنود والمستكشفين والضباط.


في مستعمرات إفريقيا الغربية، كانت نساء السكان الأصليين يُجبرن على معاشرة الجنود الأوروبيين. لم يكن ذلك دائمًا باغتصاب مباشر، بل من خلال منظومة "الزواج المؤقت" الذي يُفرض على النساء مقابل الحماية أو الطعام أو الإعفاء من الضرائب.
هذه العلاقة، التي بدت للبعض مثل "تحالف ناعم"، كانت في حقيقتها إخضاعًا اقتصاديًا وجنسيًا مقننًا، حيث تحوّلت المرأة الإفريقية أو الآسيوية إلى رمز للغنيمة الاستعمارية، تمامًا كما كانت الذهب والعبيد والتوابل.

1752422516303.png


ولم تكن العلاقات دائمًا قسرية، إذ ظهرت نساء أوروبيات مرافقات للضباط كـ"زوجات غير رسميّات"، وبعضهن انخرطن في العمل ضمن السفن والمعسكرات بوصفهن "نساء شركة"، يخدمن في الطبخ، الغسيل، وفي أحيان كثيرة… الجنس.


في الأمريكتين، خاصة البرازيل وكوبا، ظهرت فئة من النساء المولّدات المختلطات العرق، اللواتي كُنّ يُستخدمْن بشكل واسع في الترفيه الجنسي للجنود الأوروبيين، وكنّ غالبًا من نسل علاقات قديمة بين الغزاة الإسبان ونساء السكان الأصليين.
الجنس هنا لم يكن فقط ترفيهًا، بل وسيلة لخلق سلالة هجينة تخدم مشروع الاستيطان.
بل إن بعض القساوسة الكاثوليك في أمريكا الجنوبية تغاضوا عن هذه الممارسات، بحجة أن "ترويض أجساد النساء الوثنيات أفضل من قطع رؤوسهن".


في آسيا، خصوصًا الهند والفلبين، بدأت تظهر أولى صور "السياحة العسكرية الجنسية"، حيث تم تسجيل وحدات كاملة من النساء المحليات يعملن تحت سلطة الجيوش الأوروبية، فيما يشبه "بيوت المتعة الثابتة" الملاصقة للثكنات، وكانت بعض الإدارات الاستعمارية — خاصة الفرنسية والهولندية — تُنظم هذا النشاط قانونيًا لضبط الأمراض وفرض الضرائب.

1752422791965.png


وللمفارقة، لم يكن يتم الاعتراف بهؤلاء النساء كجزء من التاريخ العسكري أو حتى الاجتماعي، رغم أنهن كنّ حاضرات في كل معسكر، وكل مرفأ، وكل خيمة.

الحروب النابليونية: جسد مقابل ولاء​


في جيوش نابليون، وُجدت ظاهرة "نساء الجيش" بشكل معلن ومنظّم، وأُطلق عليهن لقب vivandières، وكنّ نساء يتبعن الجيوش الفرنسية، يبعن الطعام والخمر، ويقدمن أحيانًا أجسادهن لمن يقدر على الدفع أو القيادة. لم تكن هؤلاء النسوة خادمات فحسب، بل جزء من الصورة اليومية للجندي الفرنسي في الميدان.


بعض المؤرخين وصف هذه الظاهرة بأنها "مهنة على أطراف الجيش"، حيث كانت تُمنح للنساء تصاريح موقعة من القادة، تسمح لهن بالتجول في صفوف المعسكر. كانت هناك رقابة طبية متقطعة، لكن الحقيقية أن الدولة الفرنسية تغاضت عن الأمر، بل واعتبرته ضرورة نفسية ومعنوية للجنود، خاصة في الحملات الطويلة داخل أوروبا.

1752422950281.png


الاستعمار الأوروبي الحديث: البغاء كأداة سيطرة​


مع اشتداد السيطرة البريطانية والفرنسية على آسيا وإفريقيا في القرن 19، تحول الجسد الأنثوي في المستعمرات إلى أداة استعمارية صامتة.
في الهند، أنشأت بريطانيا "بيوت راحة" مخصصة للجنود، وكانت النساء العاملات فيها محليات يُجبرن على العمل، وتُفحص أجسادهن دوريًا بأوامر رسمية.
وقد حدثت احتجاجات شهيرة ضد هذا النظام، أبرزها حملة الناشطة البريطانية جوزفين باتلر، التي فضحت كيف كان يُعامل جسد المرأة الهندية كوسيلة لتصريف الضغط الجنسي للجيش البريطاني.

الحرب العالمية الأولى: النساء كـ"علاج للجنود"


خلال الحرب العالمية الأولى، تكرّست الفكرة تمامًا: الجنود يحتاجون الجنس ليواصلوا القتال.
في الجبهة الغربية، خاصة في فرنسا وبلجيكا، انتشرت "بيوت راحة عسكرية" بإشراف مباشر من الجيش الفرنسي والبريطاني. كانت تُدار بشكل بيروقراطي دقيق، مع نظام تسجيل يومي، وفحوصات طبية، وتوزيع قسائم دخول.


الجديد في هذه المرحلة هو أن الدولة بدأت تعتبر هذه البيوت جزءًا من البنية التحتية العسكرية، إلى جانب المخابز والمستشفيات.


لكن النساء العاملات في هذه الأماكن كنّ يعشن في ظروف مهينة: لا حماية، لا اعتراف، وغالبًا ما يُعاملن كسلعة يمكن الاستغناء عنها متى شاء القائد.


1752423146189.png

اليابان: نساء المتعة – أفظع نموذج للبغاء العسكري الحديث


أثناء الحرب العالمية الثانية، ابتكر الجيش الإمبراطوري الياباني نموذجًا بشريًا مرعبًا يُعرف بـ**"نساء المتعة" (Comfort Women)**، وهو نظام شامل جرى فيه خطف أكثر من 200,000 امرأة من كوريا، الصين، الفلبين، تايلاند، وغيرها، لإجبارهن على تقديم خدمات جنسية للجنود اليابانيين في كل من قواعدهم المنتشرة في آسيا.


كان يتم احتجاز النساء في منشآت تُدار بالكامل من قبل الجيش، يُفحصن دوريًا، ويُجبرن على ممارسة الجنس مع عشرات الجنود يوميًا.
هذا النظام لم يكن سرًا، بل سياسة عسكرية مبرمجة، واعتُبر وسيلة "للحفاظ على انضباط الجنود، ومنعهم من اغتصاب نساء السكان المحليين" — كما زعم بعض القادة اليابانيين.


ورغم محاولات الإنكار بعد الحرب، إلا أن شهادات الضحايا والوثائق أثبتت تورّط الدولة اليابانية بالكامل.
وكانت تلك واحدة من أشنع صور عسكرة الجسد الأنثوي في التاريخ الحديث.

1752423285046.png


الولايات المتحدة: الجنس تحت رقابة المخابرات


في معسكرات الجيش الأمريكي، خاصة خلال الحرب العالمية الثانية، والحرب الكورية والفيتنامية، تم التعامل مع الجنس كخطر أمني أكثر من كونه ترفيهًا.
كانت المخابرات العسكرية تُراقب "النساء المحليات" في المناطق التي ينتشر فيها الجنود (ألمانيا، اليابان، كوريا، فيتنام) خوفًا من التجسس أو الأمراض، ومع ذلك كانت هناك منظومة كاملة من الدعارة "شبه الرسمية" تدور حول القواعد العسكرية.


وفي الفلبين وكوريا الجنوبية تحديدًا، نشأت "مدن كاملة حول القواعد الأمريكية"، تعتمد اقتصاديًا على تجارة الجنس مع الجنود.
وحتى اليوم، هناك آلاف من النساء الكوريات والفلبينيات يطالبن بتعويضات عن الاستغلال الجنسي الذي تعرضن له تحت حماية الجيش الأمريكي.

1752423211131.png
 
التعديل الأخير:

حرب فيتنام: المتعة مقابل الدولار​


في حرب فيتنام (1955–1975)، كانت العلاقة بين الجنود الأمريكيين والنساء المحليات أكثر من مجرد استغلال جنسي: كانت تجارة مزدهرة مدفوعة بالدولار الأمريكي.
المدن القريبة من القواعد العسكرية، مثل سايغون ودا نانغ، امتلأت بما يُعرف بـ"بارات الجيش"، حيث تعمل فتيات في البارات، يقدمْن الغناء أولًا، ثم الجسد لاحقًا.
كان الجندي الأمريكي يُمنح "راحة ميدانية" تتضمن زيارة البار، ممارسة الجنس، ثم العودة إلى القتال.
وُجدت آلاف النساء الفيتناميات في هذه الشبكة، كثيرات منهنّ قُصّر، أو فتيات لاجئات بلا مأوى، وكانت هذه الممارسات تُغض الطرف عنها من قِبل القيادة الأمريكية باسم "الحفاظ على الروح المعنوية".


1752424010336.png

بعثات حفظ السلام: الأمم المتحدة تغض الطرف


في تسعينيات القرن العشرين، مع تزايد بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام في إفريقيا والبلقان، ظهر وجه صادم وغير متوقع لما يسمى "الوجود الإنساني المسلح":
قوات حفظ السلام، التي كان يُفترض بها حماية المدنيين، تورّطت في فضائح جنسية جماعية في عدة دول، من بينها الكونغو، هايتي، والبوسنة.
وثّقت تقارير رسمية حالات قام فيها جنود من جنسيات مختلفة بإجبار فتيات قاصرات على ممارسة الجنس مقابل الطعام، الصابون، أو الحماية.
الأدهى أن الكثير من هذه الانتهاكات لم يُعاقَب عليها أحد، لأن الجنود يتمتعون بحصانة دولية.


كان الجسد الأنثوي في هذه الحالة يُستغل تحت راية زرقاء تحمل السلام، بينما تتكرر ممارسات الحروب الاستعمارية القديمة.

العراق وأفغانستان: شركات المرتزقة والدعارة الخاصة


في حربي العراق وأفغانستان، ظهر لاعب جديد: الشركات الأمنية الخاصة، مثل "بلاك ووتر" وغيرها، التي تعمل بعقود مع الجيش الأمريكي أو الناتو، لكنها لا تخضع للقوانين العسكرية التقليدية.
ومع هذه الشركات، ظهرت موجة جديدة من "خدمات المتعة" غير الرسمية، تقوم بها شبكات دعارة أو استعباد نساء من دول فقيرة (أوكرانيا، الفلبين، نيبال...)، وتُدار غالبًا داخل القواعد أو في ضواحيها.


في بغداد وكابول، وُثقت بيوت دعارة يُشرف عليها عملاء محليون، لكنها تخدم الأجانب فقط، وغالبًا ما تُجلب النساء فيها تحت وعود عمل كاذبة، ليجدن أنفسهن في جحيم جنسي بلا حماية قانونية.


المرتزقة والميليشيات: لا رقابة… لا قانون


في صراعات مثل ليبيا، سوريا، السودان، واليمن، حيث لا توجد جيوش نظامية واضحة، باتت الميليشيات المسلحة تستعبد النساء تحت مسميات مختلفة: "السبايا"، "العقود"، "الزواج المؤقت"، وغالبًا ما تكون النتيجة واحدة: استغلال جنسي مغلف بخطاب ديني أو عقائدي.


في سوريا مثلًا، نشأت شبكات "زواج متعة جهادي" في بعض المناطق، حيث تُجبر الفتيات على الزواج ليوم أو يومين من مقاتلين أجانب.
وفي مناطق النزاع بإفريقيا، تقوم بعض الجماعات المسلحة بتجنيد النساء بالقوة، لتصبح إحداهن "زوجة المقاتلين" بالتناوب.


حروب الإنترنت والذكاء الاصطناعي… لكن الجسد ما زال حاضرًا


ورغم أن الحروب المعاصرة أصبحت تعتمد على الطائرات المسيّرة، والاستخبارات الرقمية، والسيبرانية، فإن وجود الجسد لم يتلاشَ…
في قواعد عسكرية كبرى مثل "رامشتاين" في ألمانيا، أو "القرميد الأخضر" في كوريا، لا تزال توجد دوائر مغلقة من البغاء المرتبط مباشرة بالجيوش الغربية.
وحتى في العمليات السرية، تقوم أجهزة مخابرات بتجنيد نساء كـ"عناصر إغواء" لاستدراج خصوم أو ابتزازهم جنسيًا.
الجنس لم يغادر الحرب… بل فقط غيّر شكله.


من المحاربة إلى الغنيمة: الجندي والمرأة في مرايا الحرب


لم تكن المرأة يومًا غريبة عن ميدان الحرب. لكنها لم تدخل إليه بالطريقة نفسها التي يدخل بها الرجال.
لم تحمل السيف في الصفوف الأولى كثيرًا، لكنها حملت في جسدها كل آثار المعركة: الشهوة، القهر، اللذة، الإذلال، العزاء، وأحيانًا الانتقام.


كان الجندي يرى المرأة – دائمًا – عبر عينين لا تريانها كما هي، بل كما يحتاجها هو أن تكون.
في لحظة النصر، يراها غنيمة، تؤكّد تفوقه.
في لحظة الخوف، يراها أنيسة مؤقتة، تجعله يتذكر أنه لا يزال إنسانًا.
وفي لحظة الفوضى، يراها جسدًا متاحًا، لا اسم له ولا وجه… فقط وسيلة لتفريغ ما لم تستطع البنادق أن تفرّغه.


في العصور القديمة، كان الجندي لا يشعر بأي حرج في اصطحاب النساء كجزء من أدوات الحرب. كنّ مثل السيوف والخيام والطعام… ضروريات لا يُعلن عنها، لكنها موجودة.
وفي الإمبراطوريات الكلاسيكية، مثل روما وفارس، تم تقنين وجود المرأة في المعسكر، لا باسم الحب، بل باسم الاستقرار النفسي للجندي.
حتى الجسد نفسه لم يُنظر إليه كجسد شخصي، بل كجسد وظيفي… يُؤدي دورًا ما، ثم يُنسى.


ثم جاءت العصور الدينية، فاختبأ الجسد خلف ستار من المواعظ، لكنه لم يغب.
في الإسلام، ارتدى الجسد اسم "ملك اليمين".
في المسيحية، سمّوه "الخطيئة التي يجب تنظيمها".
وفي آسيا، أُدخل الجسد في معابد وأديرة ومخيمات، لكنه ظل يُستخدم… بهدوء.


في عصر الاستكشافات، تحوّلت المرأة إلى مكون من مكونات الاحتلال، وصارت تُستخدم لإخضاع المستعمرات بصمت.
كانت الجيوش تدخل المدينة من الباب، وتدخل النساء من النوافذ الخلفية: زواج مؤقت، خدمة، أو خضوع قسري باسم "التحضّر".


لكن اللحظة الأكثر عريًا وقسوة جاءت مع الحربين العالميتين.
في تلك اللحظة، توقفت الدولة عن الادعاء، وأصبحت تشرف بنفسها على توزيع الجسد الأنثوي على الجنود.
المرأة لم تعد ظلًّا في الحرب، بل أصبحت قسمًا إداريًا: يُنظم، يُفحص، يُسجل، ويُهمل بعد انتهاء المهمة.


أما في الحروب المعاصرة، فقد أصبح الجندي لا يراها بالعين فقط… بل من خلال العقود، القوانين، الشركات، الكاميرات، وحتى الأقمار الصناعية.
لكن رغم كل هذا التقدّم، بقيت صورة الجندي أمام المرأة كما هي:
يريد منها أن تُداوي ما كسرته الحرب فيه، دون أن تسأله عن الكلفة.
يريد منها أن تُشبع النقص، وأن تُخفي الفوضى، وأن تكون موجودة فقط حين يحتاجها.


وفي النهاية، حين يعود الجندي من الحرب، لا يروي لأحد عن "النساء اللواتي خَدمنه"، لا يكتب أسماءهن، ولا يضع أوسمة على صدورهن.
لأن التاريخ، كما الحرب، لا يحتفظ إلا بالأبطال الذين يحملون البنادق، لا الأجساد التي تحمل صمت الهزيمة أو الشهوة أو العار.
 
حين يكون الصمت هو التاريخ الحقيقي


منذ أول سهمٍ طار في سماء معركة، كانت هناك امرأة في الظل.ربما لم تُمسك السيف، ولم تصدر الأوامر، ولم تُدوَّن في السجلات العسكرية… لكنها كانت دومًا هناك.في الخيام، في الزوايا، في المرافئ، في عربات القوافل، وفي عيون الجنود المتعبة التي تبحث عن شيءٍ يُنسيها الوحش الذي يسكنها بعد كل مذبحة.


تبدّلت أسماء الحضارات، وتغيّرت أعلام الجيوش، واختلفت الرايات بين صليبٍ وهلالٍ وشعارٍ إمبراطوري…لكن ظلٌّ واحدًا لم يتبدّل: جسد امرأة، يُطلب منه أن يُقدّم، ويُمنع من أن يَسأل، ويُنسى بمجرد أن ينتهي دوره.


خلال آلاف السنين، ظلّ الجندي يرى في المرأة مرآة مكسورة:يريد منها الحب، ثم لا يطيق ضعفها.يطلب منها النسيان، ثم لا يغفر لها الوجود.وفي لحظة اللا يقين، يريد منها أن تَفعل كل شيء… ثم لا يَذكر اسمها أبدًا.


لم يكن البغاء العسكري ظاهرة هامشية كما أراد التاريخ أن يصوّره، بل كان ركنًا مظلمًا ثابتًا من أركان كل حملة، وكل مستوطنة، وكل قاعدة.من السبايا في معابد بابل، إلى نساء المتعة في معسكرات اليابان، إلى الفلبينيات قرب قواعد الناتو، كانت المرأة تُستدعى باسم الوطن، وتُستهلك باسم النظام، وتُلقى في الظل باسم النسيان.


والمفارقة أن التاريخ، الذي كتب كل تفاصيل الأسلحة والمعارك والمعاهدات، لم يُكتب فيه إلا القليل عن تلك النساء اللواتي خُضن الحرب بطريقتهن، بصمت، من خلال أجسادهن… وأحيانًا، من خلال تمزيق أرواحهن.


هذه ليست قصة عن الجنس.ولا عن الجيوش.ولا عن الأخلاق.


بل عن التاريخ حين يُكتب من وجهة نظر القوي فقط…وحين يصبح الجسد الأنثوي هو "الوثيقة غير الرسمية" لأي نصر، أو لأي انهيار.


ربما آن الأوان، في زمن ما بعد الحقيقة، أن نعيد قراءة التاريخ من مكان آخر…من الخيمة، لا من القصر.من مَن كُسِرت، لا مَن انتصر.من الجسد، لا من البندقية.
 
في الفتوحات الكبرى، كفتح الشام وفارس، كانت الجواري جزءًا من حياة المحارب المسلم. لم يكن الأمر سريًا، بل نظاميًا في بعض الأحيان، خاصة مع الخلفاء الأمويين والعباسيين الذين كانوا يرسلون النساء لمرافقة قادة الجيوش الكبرى.


اتق الله يامسلم ، من قال لك أن :"لخلفاء الأمويين والعباسيين الذين كانوا يرسلون النساء لمرافقة قادة الجيوش الكبرى."؟!.
لا يوجد شيء في الدين والتاريخ الإسلامي العربي يشير إلى هذه الأمر ، فمن يقدر أن يرسل النساء لمرافقة قادة الجيوش الكبرى بهذه الصورة ، فإن قبلها الخليفة ، لم يقبلها القائد ، وأن قبلها القائد ، استنكرها الجند ، يارجل ، انت تتحدث عن القرون الأولى !!، ثم أنه لا يوجد بيع للجواري بمثل هذه الصورة أبداً ، فلا أحد يقبل أن تستعرض النساء عرايا بهذا الشكل ، ليس كل ما يكتب يسلم به ، وليس كل يرسمه الفكر الغربي البويهي حقيقي ، انتبهوا ، وتحققوا قبل النقل الأعمى.​
 
اتق الله يامسلم ، من قال لك أن :"لخلفاء الأمويين والعباسيين الذين كانوا يرسلون النساء لمرافقة قادة الجيوش الكبرى."؟!.
لا يوجد شيء في الدين والتاريخ الإسلامي العربي يشير إلى هذه الأمر ، فمن يقدر أن يرسل النساء لمرافقة قادة الجيوش الكبرى بهذه الصورة ، فإن قبلها الخليفة ، لم يقبلها القائد ، وأن قبلها القائد ، استنكرها الجند ، يارجل ، انت تتحدث عن القرون الأولى !!، ثم أنه لا يوجد بيع للجواري بمثل هذه الصورة أبداً ، فلا أحد يقبل أن تستعرض النساء عرايا بهذا الشكل ، ليس كل ما يكتب يسلم به ، وليس كل يرسمه الفكر الغربي البويهي حقيقي ، انتبهوا ، وتحققوا قبل النقل الأعمى.​
المقصد انه مش لازم يكوني جنسي بحت كثير من القاده و الخلفاء كانت ترافقهم زواجتهم أثناء حروبهم و تنقلاتهم عادي و الجواري كانت موجوده بشكل منظم مش عشوائي و مقرف بشكل غبي زي ما في الحضارات الاخرى
 
المقصد انه مش لازم يكوني جنسي بحت كثير من القاده و الخلفاء كانت ترافقهم زواجتهم أثناء حروبهم و تنقلاتهم عادي و الجواري كانت موجوده بشكل منظم مش عشوائي و مقرف بشكل غبي زي ما في الحضارات الاخرى

كان من الأفضل أن تبين المقصد ، لا أن يكون بهذا الشكل ، وكأن الخلفاء يرسلون "النساء" ، والقادة يقبلون ، والجنود راضون.
 
عودة
أعلى