إلى أين تمضي القوات الأمريكية بعد العراق ؟

طيار سعودي

عضو مميز
إنضم
27 مارس 2008
المشاركات
881
التفاعل
13 0 0
إلى أين تمضي القوات الأمريكية بعد العراق ؟
هل يحتاج الجيش الأمريكي إلى تغييرات جوهرية في بنيته التسليحية؟

على الرغم من كل ما قيل عن شكل الحرب الجديدة، فإن أهم درس في حرب العراق هو ذلك القدر من الأهمية الجوهرية الذي ما زالت إمكانيات الحرب التقليدية تتسم به، مع العلم أن القوات الخاصة والقوة الجوية الحديثة كانت عناصر مهمة في أية حرب، لكن بقدر ذلك كانت أهمية دبابات ابرامز وشاحنات الإمداد العسكرية والجنود المسلحين ببنادقهم ومهارات قتال المشاة التقليدي هي أدوات رئيسية في حسم المعارك في أية معركة.

في تحليل للباحثين الاميركيين في مركز بروكنغز للدراسات الاستراتيجية، مايكل تيتلبوم وفيليب مارتن ، حاولا الإجابة على السؤال الكبير المطروح: إلى أين تمضي القوات الأمريكية بعد العراق؟ ويعتقد الباحثان أنه عندما اصطدمت القوات الأمريكية بفرقة "المدينة المدرعة" وفرقة "بغداد للمشاة" من الحرس الجمهوري جنوبي العاصمة العراقية بغداد في المعركة الحاسمة عمليا من هذه الحرب، فقد دمرتها، بفضل التفوق العددي في القوات والسيطرة الجوية والقوة النارية الهائلة، مشيرا إلى أن حرب أفغانستان والعراق انتهتا بالنصر بفضل القوات المسلحة التي ورثها جورج بوش الابن عن بيل كلينتون وجورج بوش الأب عن رونالد ريغان وهي القوات التي كانت تخضع لتحديث تدريجي ، لكنه متواصل وليس بقوات مبتكرة حديثا مكونة من عناصر الثورة في الشؤون العسكرية، وبالتالي ، فإن أولئك الذين يريدون التخلص من مبدأ (باول) القائم على استخدام أكبر قدر ممكن من القوة الساحقة، والذين يفضلون مبدأ رامسفيلد، القائل بقوات خفيفة وضربات مفاجئة ودقيقة وتحالفات صغيرة من الراغبين، عليهم أن يعدلوا وجهات نظرهم.
إن أي استراتيجي عسكري يعرف أن عليه عدم افتراض أن الحرب المقبلة ستكون مثل الحرب التي سبقتها، ولكن عليه أيضا ألا يفرط في تقدير حجم الدروس المستفادة من الحرب السابقة في سياق توقعه للحروب المقبلة، لأن الحروب أحداث تفرز قدرا كبيرا من المعلومات للمحللين العسكريين ويجب أن يحكم عليها بإدراك كامل لكل هذه المعلومات.
أضف إلى ذلك أن هذه الحرب قد بدأت عملية تغيير لكل السياق الاستراتيجي لمنطقة الخليج العربي، وبالتحديد فهي تثير تساؤلات حول التخطيط العسكري الأمريكي الذي يتحدث عن ضرورة امتلاك المقدرة على خوض حربين كبيرتين متزامنتين، وهو ما كان يشكل القاعدة لعملية التخطيط طول أكثر من عقد مضى إضافة إلى انتشار القوات الأمريكية في العالم.
ولهذه الأسباب من المهم استذكار الدروس الرئيسية المستقاة من هذه الحرب ومحاولة وضع أفكار مبدئية بخصوص أهميتها لمستقبل التخطيط العسكري الأمريكي. وبشكل عام فإن هذه الدروس تشير الى ضرورة إجراء إعادة ترتيب أضيق نطاقا في القوات المسلحة الأمريكية مما اقترحه المراقبون عقب انتهاء الحرب ، كما أن التغييرات يجب ألاّ تكون بالضرورة واسعة النطاق لكي توصف بأنها مهمة، أو صعبة .
لقد حققت القوات الأمريكية والبريطانية والاسترالية إنجازاً مهماً بين 19 آذار- مارس و 9 نيسان- أبريل، وهي الحدود الزمنية التقريبية للعملية العسكرية في العراق؛ فقد هزمت القوات العراقية وأطاحت بحكومة صدام حسين، ونفذت عملية حربية في المدن من دون أن تخسر سوى أقل من 200 قتيل في صفوفها، أي أقل مما خسره التحالف في عملية "عاصفة الصحراء"، إلا أن الخسائر الكبيرة في صفوف قوات التحالف وصلت حتى الآن أكثر من أربعة آلاف جندي، وأعتقد أن السبب هو ضعف في إدارة الحرب " حرب العصابات" المسلحة الذي كان من الممكن تجاوزه لو أن إدارة بوش العسكرية اعتمدت على المراقبة الجوية وعمليات المساندة للجيش العراقي، بدلا من تسيير دوريات عسكرية محمولة وراجلة وقعت في فخاخ التفجيرات.
وفي هذا المجال وجب على القوات الأمريكية استخدام العربات الصفحة وعربات كشف الألغام عن بعد لتقليل خسائرها الفادحة من جراء تخبطها العشوائي.
ويعتقد الباحثان الاستراتيجيان أن من أبرز عوامل كسب الحرب في ظروف مماثلة لما جرى في العراق هو:
1- الصدمة والرعب: هذه بالطبع كانت عملية وصف اللعبة الافتتاحية في الحرب، وقيل عنها الكثير، قبل أسابيع من الهجوم غير أن الفكرة ليست جديدة فاختيار الأهداف العسكرية لضربها مع محاولة تجنب البنى التحتية المدنية فكرة تطورت من الحروب السابقة في أفغانستان وكوسوفو و" عاصفة الصحراء" وتجنب الضربة المكثفة على وحدات الجيش النظامي العراقي فكرة ذكية، غير أن الأمريكيين كانوا يعرفون مقدما أن هذه القوات اقل ولاء بكثير للقيادة العراقية من الحرس الجمهوري وفدائيي صدام. كما أن الضرب بقوة بالمراحل الأولى من الحرب هو استراتيجية رائجة في أوساط القوات الجوية منذ عقود ، كما أن مبدأ الصدمة والرعب لم يتم اتباعه لاحقاً فعلاً؛ لأن الخطط تغيرت نتيجة محاولة قتل صدام يوم 19 آذار- مارس ، ومع ذلك، بالنظر إلى الحد الذي أصبحت فيه القوات العراقية متكيفة مع القصف الجوي طول عقد سابق ، فلربما ما كان الأمريكيون سيحققون أي صدمة أو رعب بطبيعة الحال .
2- القوات الخاصة: هجمات القوات الخاصة كانت أكثر نجاحا من الغارات الجوية الأولية، حيث قامت عشرات القوات الخاصة الصغيرة بهجمات مباغتة ، كما أنها كانت مدعومة بوحدات من الاستخبارات قطعت خطوط الاتصال العراقية مع بغداد وغيرها، وربما ساهم ذلك في تسريع الانهيار العسكري العراقي ، حالما بدأت حرب المدن. وهذه العمليات كانت فعالة ، ويمكن أن تكون قد ساهمت في منع حدوث سيناريوهات أسوأ بكثير.
3- الالتفاف على المدن العراقية الجنوبية وتجاوزها خلال الاندفاعية السريعة نحو بغداد في الأيام العشرة الأولى من الحرب: لم يكن واضحا إذا كانت القوات البرية الأمريكية قادرة على نحو كاف على حماية أطرافها في المناطق التي تفضل عدم إضاعة الوقت في السيطرة عليها. وفي أسوأ السيناريوهات كان على القوات المهاجمة أن تنتظر أسبوعين حتى تصلها الوحدات الأخرى بدون إحداث خلل في الاستراتيجية العامة. ومع ذلك فإن هذا النهج الذي أعطى الأولوية القصوى للسرعة والتغلغل في العمق بالكاد يكون شيئا جديدا.
4- قصف تمهيدي قوي ضد القوات العراقية: إن القذائف الموجهة بالأقمار الصناعية وأنظمة الاستشعار المتطورة في الطائرات التي كانت تحلق في عمق المجال الجوي العراقي وشبكات الاتصال الآنيّ حرم القوات العراقية من أي ملاذ يحميها من القصف. وحتى لو حاول العراقيون التحرك خلال العواصف الرملية او الليل، فإن القوات المهاجمة كانت تستطيع أن تراهم وتقصفهم. أضف لذلك أنه نتيجة لسرعة حركة القوات الأمريكية على الأرض، فإن أي تحرك عراقي كان يجب أن يحدث بسرعة كبيرة إذا أرادوا دعم خطوطهم الأمامية التي تتعرض للهجوم، وهذا جعل من المحتمل أكثر أن تتحرك القوات العراقية بتشكيلات كبيرة على الطرقات المعبدة مما جعلها تتعرض لإصابات فادحة وهذا بدوره مبدأ جوهري تقليدي يطبق بفاعلية كبيرة وليس فكرة عسكرية ذكية جديدة. كما أن الهجمات الكاسحة ضد الحرس الجمهوري كانت فاعلة جدا حيث كانت هذه القوات تتركز خارج بغداد ، وقد ارتكبت القيادة العراقية خطأ فادحا بإبقاء تلك القوات هناك.
في المحصلة ، نجد أن الدعامتين الأساسيتين لنجاح الأمريكيين في العراق هما: التقنية الحديثة والخبرات التقليدية حيث وفر ذلك ثنائية ناجحة من الإمكانيات، كما أنه من الناحية التسليحية نجد أن الأكثر بروزا كان: أنظمة الاستطلاع التي تعمل في كل الظروف الجوية، والقذائف الموجهة بالأقمار الصناعية، وشبكات الاتصالات الحديثة التي تم تطويرها في العقد الماضي، كما أن الدبابات قامت بأداء متميز، وعمليات حرب المدن نفذت ببراعة.
وبالنظر إلى المستقبل ، فإن الالتزام الأمريكي في العراق وحده يمكن أن يشغّل على الأقل فرقتين أمريكيتين على مدى سنة إلى خمس سنوات، ما لم يوفر حلفاء أمريكا مزيدا من العون أكثر مما هم مستعدون لفعله الآن .
كما أن أفغانستان لا تزال حتى الآن تشغّل ما يزيد بكثير على لواء من القوات الأمريكية، والحرب في إيران وسوريا وكوريا الشمالية غير مستبعدة، كما أن المنافسة الكبرى طويلة الأمد مع الصين في المستقبل محتملة؛ فحروب المستقبل ستتميز أكثر بالعمليات الفضائية والصاروخية والبحرية والجوية من العمليات بالقوات البحرية القديمة. وبالتالي فان الولايات المتحدة ستحتاج ما بين ست إلى ثمانين فرق أمريكية مقاتلة. هذه الأوضاع تتطلب على الأقل وجود 10 فرق جاهزة (هناك الآن 13 فرقة: 10 في الجيش، وثلاثة في مشاة البحرية) بل إن الاحتفاظ بفرقتين في العراق على مدى عدة سنوات يكاد يتطلب كل القوات البرية الموجودة لدى أمريكا الآن؛ بسبب الحاجة لتبديل القوات.
غير أن هناك عدداً من القيود العملية حول المدى الذي يمكن ان يمضي إليه هذا التفكير. ووزير الدفاع الأمريكي، باعتباره الرجل المسئول فعليا عن إدارة القوة الأمريكية، يُفترض أنه الأقدر على إدراك هذه القيود من كثير من المنظرين العسكريين:
بداية، إن حرب العراق لم تثبت فقط ميزة القوة الجوية والقوات الصغيرة، بل أعادت أيضا تأكيد أهمية الحاجة لجيش غزو كبير نوعا ما، فالقوة الأمريكية، التي بلغ تعدادها ربع مليون جندي، كانت كبيرة بالمقارنة مع القوات العراقية عام 2003 بالقدر الذي كانت عليه عاصفة الصحراء كبيرة بالمقارنة مع القوات العراقية عام 1991 ، ربما كان يجب تعديل مبدأ (باول) من قبل فريق رامسفيلد، لكنه لم يصبح مبدأ ميتا.
وبشكل عام فإن بمقدور وزارة الدفاع أن تحدث تغييرات متوسطة المدى في القوات المسلحة الأمريكية، غير أن ثورة عسكرية فعلية لا تبدو ممكنة، وبالتحديد يستطيع أن يقلص بشكل محدود حجم وميزانية الجيش ويستخدم الأموال التي يوفرها لتطوير التسلح الفضائي والصاروخي والقوة الجوية والقوات الخاصة، غير أن الجدل حول مقدرته على التصرف بأكثر من 5% في مخصصات الميزانية الرئيسية ليس بالجدل القوي. النتيجة نفسها تنطبق على الأنظمة التسليحية الجديدة المحددة التي يريدها وزير الدفاع الأمريكي ، وربما الإدارة الأمريكية الجديدة ستجد نفسها أمام عدة معضلات في هذا الشأن ، لأن الولايات المتحدة تحتاج إلى جيل جديد من الأسلحة من أجل تسريع الوصول لعصر جديد من الإمكانيات القتالية مثل الطائرات والغواصات غير المأهولة والقاذفات والسفن الشبح وأسلحة الفضاء، حيث كان يعتقد أن الخاسرين الرئيسيين في هذا التصور هي المقاتلات ذات المدى القصير والكثير من أسلحة الجيش والسفن الضخمة والأسلحة "الموروثة" الأخرى التي تمثل انعكاسا للتطور التدريجي للإمكانيات التقليدية أكثر من كونها تقنيات جديدة حديثة.
ويعتقد الخبراء الاستراتيجيون أن الاعتماد على القوات الخاصة في حروب مقبلة قد يكون صعبا؛ فالطائرات الأمريكية كانت على مدى سنوات قد وضعت قواعد بيانات بأدق التفاصيل عن العراق مما جعل ممكنا الاستخدام الجراحي من قوات خاصة صغيرة ووضعها بحيث تستطيع إحداث أفضل النتائج بأقل المخاطر، كما أن الغاء أنظمة تسليحية وإخراجها من الخدمة هو أمر أكثر صعوبة مما يبدو عن بعد، فبعد سنوات قضاها وزير الدفاع ومن بين عشرات من الأسلحة الثقيلة، لم يتمكن من أن يلغي من الجيش سوى نظام واحد هو مدفع كروسيدار، من بين عشرات الأسلحة الثقيلة. وقد جاء ذلك على الأغلب -كما تقول بعض المصادر -من أجل خاطر الرئيس جورج بوش الذي أراد أن يحقق شيئا مما وعد به في حملته الانتخابية.
والأمر ليس مسألة سياسية فحسب، فمعظم هذه الأسلحة تتمتع بمنطق عسكري قوي يدعمها. وبعض هذه الأسلحة غير ضروري لكن أيا منها ليس سطحيا لمعرفة ما الذي سيتم إلغاؤه منها. وعلى سبيل المثال فإن المقاتلة إف 22 قد لا تكون ضرورية بأعداد كبيرة في القوات الجوية، لكن بالنظر إلى انتشار صواريخ أرض - جو المتطورة، وبالنظر إلى احتمال ظهور تهديدات أكثر تطورا من دول مثل الصين، على مدى العقد او العقدين المقبلين من الزمن، فإن مثل هذه المقاتلات قد تكون استثمارا حكيما في هذه المرحلة.
وعلى النحو نفسه فإن المقاتلة الهجومية "جي إس إف" قد لا تكون ضرورية أيضاً بأعداد كبيرة كما هو مخطط لها الآن (حوالي 3 آلاف مقاتلة تتوزع على القوات الجوية والبحرية ومشاة البحرية)، غير أن عدة مئات من هذه الطائرات الهجومية المتطورة هي استثمار مهم وسيتعين على الولايات المتحدة أن تشتري أو تحدّث الطائرات الأخرى؛ للتعويض عن أي مقاتلة " جي إس إف" لا تشتريها نتيجة لمقاومة مقاتلات مثل إف 16 وإف 18 وهارير.
أخيرا فإن ميزانيات تجديد الأسلحة الحالية تتضمن مسبقا تمويلات مهمة للأفكار والمفاهيم الجديدة، والدفاعات ضد الصواريخ، والطائرات بدون طيار، وأنظمة الاتصالات الفضائية، والغواصات المعدلة لتصبح حاملات لصواريخ كروز، والغواصات غير المأهولة، وميزانيات البحوث والتجارب... هذه كلها تستفيد من زيادة التمويل، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر، حيث زادت الموازنة العسكرية السنوية بشكل كبير ، فبعد أن كانت 300 مليار دولار في بداية عهد بوش أصبحت الآن حوالي 400 مليار دولار (بدون احتساب تكلفة حرب العراق)، ويتوقع أن تبلغ 500 مليار دولار نهاية العقد الحالي.

 
فعلا الفكر الأمريكي يعتمد على قوات تدخل سريع من كل التشكيلات عددها صغير و تمتلك من التكنولوجيا الكثير

نجحت في أفغانستان 2001

لكنها في العراق اصطدمت بالواقع
 
اظن ان المقاومة العراقية الآن تفتك بالجيش الامريكي وحسب تقدير الجيش الاسلامي في العراق فإن عدد قتلى الجيش الامريكي و المتعاقدين معه اكثر من 40000
 
عودة
أعلى