{ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ }

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,784
التفاعل
17,903 114 0
{ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ }

قال تعالى: { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا }..
لما كان النبي صلى الله عليه وسلم رؤوفا رحيما بأمته، فقد جعله الله تعالى أوْلى بهم من أنفسهم، وجعل حكمه فيهم مقدماً على اختيارهم لأنفسهم.. { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ } أي أن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم أحقّ بالمؤمنين من أنفسهم، وله أن يحكم فيهم بما يشاء من حكم، في كل أمورهم الدينية والدنيوية، فهو صلى الله عليه وسلم أرأفُ بالمؤمنين وأعطف وأحن عليهم من أنفسهم.

رُوي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد غزوة تبوك، أمر الناس بالتجهز والخروج لها، فقال أناس: نستأذن آباءنا وأمهاتنا، فأنزل الله: { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم..} الآية..
وفي الصحيح: ( والذي نفسي بيده، لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده والناس أجمعين ).
وفي الصحيح أيضاً أن عمر رضي الله عنه قال: يا رسول الله، واللهِ لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي،
فقال صلى الله عليه وسلم : ( لا يا عمر، حتى أكون أحب إليك من نفسك
فقال: يا رسول الله، واللهِ لأنت أحب إلي من كل شيء حتى من نفسي،
فقال صلى الله عليه وسلم : ( الآن يا عمر ).

وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( ما من مؤمن إلا وأنا أوْلى الناس به في الدنيا والآخرة، اقرءوا إن شئتم: { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهمفأيما مؤمن ترك مالاً فليرثه عصبته من كانوا، وإن ترك ديْناً أو ضَياعاً فليأتني، فأنا مولاه )..

وروى الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:
( أنا أوْلى بكل مؤمن من نفسه، فأيما رجل مات وترك ديْناً فإليّ، ومن ترك مالاً فهو لورثته ) .

قال القرطبي: "هذه الآية أزال الله تعالى بها أحكاما كانت في صدر الإسلام، منها: أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي على ميت عليه ديْن، فلما فتح الله عليه الفتوح قال: ( أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن توفي وعليه دين فعلّي قضاؤه، ومن ترك مالا فلورثته )"..
وقال بعض العلماء: النبي أولى بهم من أنفسهم؛ لأن أنفسهم تدعوهم إلى الهلاك، وهو يدعوهم إلى النجاة.. ويؤيد هذا ما أخرجه مسلم في صحيحه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إنما مثلي ومثل أمتي، كمثل رجل استوقد نارا، فجعلت الدواب والفراش يقعن فيه، وأنا آخذ بحجزكم وأنتم تقحمون فيه ).

وقيل: أولى بهم، أي أنه إذا أمر بشيء ودعت النفس إلى غيره، كان أمر النبي صلى الله عليه وسلم أولى.. وقيل: أولى بهم، أي هو أولى بأن يحكم على المؤمنين فينفذ حكمه في أنفسهم، أي فيما يحكمون به لأنفسهم مما يخالف حكمه.

قال الشوكاني: "فيجب عليهم أن يؤثروه بما أراده من أموالهم، وإن كانوا محتاجين إليها، ويجب عليهم أن يحبوه زيادة على حبهم أنفسهم، ويجب عليهم أن يقدموا حكمه عليهم على حكمهم لأنفسهم. وبالجملة فإذا دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم لشيء ودعتهم أنفسهم إلى غيره، وجب عليهم أن يقدموا ما دعاهم إليه ويؤخروا ما دعتهم أنفسهم إليه، ويجب عليهم أن يطيعوه فوق طاعتهم لأنفسهم، ويقدموا طاعته على ما تميل إليه أنفسهم وتطلبه خواطرهم".

عن صحيفة العرب القطرية
 
التعديل الأخير:
رد: { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ }

بارك الله فيك يا أخى والله استفدت كثيرا
تقييم
 
عودة
أعلى