بعد الهزيمة الساحقة التي تكبدها جيش الأكاسرة في نهاواند ومقتل قائدهم الفيرزان .. فر ما تبقى من فلولهم إلى هامذان .. فطاردهم المسلمون وحاصروهم فيها .. وأقسموا ألا يبرحوها حتى تفتح أبوابها ... وعلم أميرها ما حل بالفيرزان وجيشه فآثر الصلح وأرسل للمسلمين يستأمنهم ... فصالحه القعقاع وعاد إلى نهاواند .. كما عاد أبو موسى الأشعري مع جند البصرة من نهاواند فمر بالدانوري فحاصرها وطلب أهلها الصلح وأقروا بالجزيه .. واستسلمت جميع القرى المحيطة بها وكتب لهم أبو موسى عهد أمان بذالك ... لم تكن معركة نهاواند وفتح المدينه معركة عابرة .. وإنما هي فتح الفتوح كالقادسية .. وسقوط نهاوند في أيدي المسلمين ... هز عرش الأكاسرة لأنها تقع في آواسط بلاد العجم وتشكل مع همذان والري واصفهان .. عواصم إمبراطورية فارس .. حينما ترامت الأخبار إلى كسرى يردجرد بسقوط ناهواند وهمذان .. فر من الري إلى أصفهان ..وأخذ يحرض أهلها على المقاومة .. وبلغ ذالك الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. فسير إليه عبد الله ابن عتبان .. من الكوفه وتبعه جند النعمان من نهاواند .. ويروى أن أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. إستشار الهرمزان في أي البلاد يبدأ .. بفارس أم بأذربيجان أم بأصفهان فأجابه الهرمزان .. إن فارس واذربيجان الجناحان وأصفهان الرأس .. فإن قطعت أحد الجناحين .. قام الجناح الآخر .. وإن قطعت الرأس وقع الجناحان فبدأ بالرأس .. تعتبر مدينة أصفهان من أعظم مدن بلاد العجم .. وتضم مدينتين متصلتين ببعضهما .. هما جي و اليهوديه .. وكانت الآخيرة مستعمرة يهوديه أنشأها يزدجرد الأول .. إكراما لزوجته اليهوديه شوشن دخت .. وتقع المدينه في نهاية المنطقه الجنوبيه من أرض العجم .. وهي ذات تربه خصبه وهواء عليل وميه عذبة وبساتين غناء .. ولذالك .. إختارها الآكاسره موطنا لهم .. وأما طرقها والتي تصل بها فهي معبدة واسعه .. كما أن الطريق منها إلى الري يمر بقاشان وقم .. ما إن وصل ابن عتبان إلى مشارف مدينة أصفهان .. حتى فوجئ بجيش فارس كبير .. يقوده شفرهباز جويه .. فاشتبك معه في معرة ضاريه .. ما لبث أن تساقط الفرس فييها قتلا وجرحا .. وخرج شفرهباز .. يطلب المبارزه فخرج له عبد الله ابن ورقاء الرياحي فبارزه وصاوله فقتله .. وبمقتله إضطرب جيش الفرس .. فقد فقدوا قائدهم .. وتراجعوا وتقدم المسلمون .. ففر الفري فاحتمو وراء سورالمدينه .. وفي الحصون وأغلقوا الأبواب .. .
غدا الجزء الثاني
غدا الجزء الثاني