القيادة الاستراتيجية /محمد الخضيري

إنضم
2 يوليو 2012
المشاركات
46
التفاعل
4 0 0
بحوث العمليات /د.محمد خضيري السناح الجميلي

سلسلة المحاضرات العلمية
محاضرة
بحوث العمليات
محمد الخضيري ال سناح الجميلي


بسم الله الرحمن الرحيم


انه لمن دواعي سروري ان تتاح لي الفرصة لاعداد هذه المحاضرة وتذكيركم باهمية بحوث العمليات لتحقيق التطور النوعي لقواتنا المسلحة الباسلة

1. ان علم بحوث العمليات هو تطبيق عدة طرق علمية ورياضية لتحليل المعلومات مع فحص الخصائص البارزة للمحاور واختيارالمحور الافضل لحل المعضلة من اجل اتخاذ القرار الناجح بصددها وفي كافة المجالات . ويعتبر علم بحوث العمليات من العلوم التطبيقية الحديثة حيث بدا وتطور كنشاط خلال الحرب العالمية الثانية للمساعدة في دراسة المعضلات التي تواجهها القيادات العسكرية في العمليات الحربية .وان المعضلات كانت محددة الانواع مثل القصف الجوي للحصول على نتائج تعبوية افضل وايجاد الطريق الذي تبحر فيه السفن التجارية عبر المحيط الأطلسي وغيرها. وعند ما بدا هذا العلم ليصبح منهجا تدريسيا عرف بانه : طريقة لمساعدة الناس فيما يتعلق بمعضلات النظم التي تتطلب اتخاذ قرار . ان القرار ليس الاختيار فحسب بل هو قرار صائب او خاطئ تشعر به فقط عندما تحصل على النائج . حيث ان القرار قد يكون ان الهدف في أي مستوى كان . لقد كان لظهور علم بحوث العمليات وتطوره السريع اث كبير علىالتقدم العلمي التنقي سواء في الميادين العسكرية او المدنية . واصبحت اساليبه اليوم اداة حديثة لاغنى عنها في الادارة العلمية في الدفاع والخدمات العسكرية الاخرى .ويعتبر العلم منهجا علميا لحل المعضلات على مختلف المستويات ويمكن ان نعتبر ظهور بحوث العمليات قد بدا باستدعاء فريق من الباحثين البريطانيين في عام (1935 ) للعمل كمستشارين في رئاسة الاركان المشتركة للجيش البرطاني ولاجراء سلسلة مستعجلة من التجارب تهدف الى تحديد مواقع الطائرات لمواجهة غارات القوة الجوية الالمانية وذلك بارسال موجات لاسلكية من محطات ارضية وبعد ئذ اكتشاف الانعكاسات من الطائرة ، انه النظام الذي عرف فيما بعد ( بالرادار ) والذي حقق اهدافهم في ايجاد اساليب مناسبة لدرء خطر القوة الجوية الالمانية المتنامي .

2. تم هناك تكوين فريق بحث فيه تصميم ونصب المعدات الجديدة . وفي السنوات الثلاث اللاحقة تم ارساء القابليات التقنية للاكتشاف بواسطة جهاز الرادار وتم وضع بعض الطرائق العلمية لتتبع واعطاء التقارير للطائرة ، ولكن لغرض الوصول الى اعتراض فعال تبين ان الطائرة المقاتلة البرطانية تتطلب السيطرة عليها وتوجيهها نحو المواقع المناسبة . وبشكل مستقل وفي سرية معينة اقيمت تجربة (بكن هل) التي اقترحها (هنري تيرازد ) عام (1936) وبداية (1937) .

3. وفي نهاية الحرب اصبح فريق بحوث العمليات التابع للبحرية الأمريكية يضم اكثر من (70 ) باحثا وان مقاومة الطائرات الأمريكية قد اسست اكثر من (24 ) قسما لتحليل العمليات داخل الولأيات المتحدة وفي قيادات المعارك في خارج .القوة الجوية الكندية فقد تبنت ايضا مفهوم بحوث العمليات في عام (1942) واسست ثلأثة اقسام . وبشكل مستقل تماما تم تطوير مفاهيم مشابهة استخدمت لمشاكل حرب الألغام التي استخدمت بدور متميز في حرب الباسفيك .من الجدير بالذكر ان قوات المحور لم تستخدم بحوث العمليات خلأل الحرب العالمية الثانية كما ان السجلأت التاريخية المتوفرة لأتبين اية معلومات دقيقة تحصي لنا عدد العلماء اوالباحثين الذين عملوا في هذا المجال اثناء الحرب العالمية الثانية ومع ذلك فقد تم تخمين العدد بحوالي ( 700) من البرطانيين والأمريكان والكنديين وكانت فعالياتهم كبيرة وواسعة ومن الصعب تلخيصها فلم تتضمن مبادئ الدعم العلمي وتقييم النتائج والأبداعات التعبوية المذكورة فحسب بل تعدت ذلك الى تطبيق مثل هذه المعلومات للتخطيط التعبوي والاختيارات السوقية ومن خلال الحرب العالمية الثانية عرف الباحثون العديد من المواد المهمة للبحث في مجال العمليات مثلا (نموذج الحرب لانكستر )و(ايرلانك)فمن الظروري ان نعرف ان بداية بحوث العمليات مع بداية الحرب العالمية الثانية .
خصائص بحوث العمليات
4. لبحوث العمليات خصائص متعددة منها ميلي

أ0 المعضلة : وهي محور اهتمام عملية البحث .
ب .الهدف : او عدة اهداف يمكن الوصول اليها في عملية البحث
جـ .المسالك : من الظروري جود عدة بدائل اومسالك يمكن اتباعها
د.المفاضلة:يجب المفاضلة بين المسالك لتحديد الافضل
هـ.اساس التقييم :من اجل اتخاذ القرار او معايير الاهداف
و.تحليل النظام :أي تجزئة المعضلة الى عدة معضلات فرعية يتم حل كل منها بشكل منفصل لتكون مجموعة حلول للمعضلة الاصلية
ز.استخدام الاسلوب العلمي
ح .عمل النماذج :وهو تمثيل مكونات المعضلة والظروف المحيطة بها واسلوب الربط بينها
ط .فريق العمل وهذايتطلب فريق من الختصين في هذا المجال للعمل به .
اساليب بحوث العمليات
5. لبحوث العمليات عدة اساليب نذكر منها مايلي
أ‌. البرمجةالرياضية والخطية والاعداد الصحيحة ومشكلات النقل والتخصيص والتعيين .
ب . نظرية صفوف الانتظار
جـ .المحاكاة
د . المباريات
هـ . السيطرة على الخزين
و. تحليل المخططات
ز. الكشف
ح .نماذج التعاقب والتنافس والمعولية
ط .اتخاذ القرار
اهمية بحوث العمليات في القوات المسلحة
6. يعتبر علم بحوث العمليات من العلوم التطبيقية الحديثة حيث بدا وتطور كنشاط خلال الحرب العالمية الثانية للمساعدة في دراسة المعضلات التي تواجهها القيادات العسكرية في العمليات الحربية .وان المعضلات كانت محددة الانواع مثل القصف الجوي للحصول على نتائج تعبوية افضل وايجاد الطريق الذي تبحر فيه السفن التجارية عبر المحيط الأطلسي وغيرها من المعضلات .وان التقدم الذي احرزه هذا العلم واتساع نطاق استخدامه وتطبيقاته ,مما اعطاه اهمية كبيرة في الوقت الحاضر لتعدد المعضلات وتعقيدها بسبب الترابطات التقنية والاقتصادية والبيئية والتنافسية اضافة الى وجود قيود على توفر الموارد و الامكانات بالاضافة الى ان عامل الزمن اصبح مهما للغاية وان ارتفاع المنافسة في التخطيط والتنفيذ لمحاولة الوصول الى التكامل مما زاد من اهميتها .ففي القوات المسلحة تكون اهمية بحوث العمليات عظيمة جدا وخاصة في رفع مستوى استخدام وكفائة الاسلحة رغم ان لهذه التطبيقات صعوبات في اساليب جمع البيانات لما تتصف به الحرب من الاهتمام بالفعل دون ا حصائه او حصره .ان هذه التطبيقات تجري من قبل كادر مختص في بحوث العمليات وان هذا الكادر لايعمل بشكل مستقل بل ضمن عمل القوات المسلحة ويكون نشاطه جزءا من النشاط الذهني لهذه القوات

الخصائص

7. لفريق مركز بحوث العمليات في القوات المسلحة خصائص عامة نختار منها مايلي :
أ . التعاون مع اصحاب القرار
ب . لهم الحق في الحصول على المعلومات من المستويات المختلة ولكن توصياتهم لاتدخل الا عن طريق القيادة العليا
ج .يتعايش فريق بحوث العمليات مع الرتب الصغرىوضباط الصف والجنود للتوصل الى المعلومات الحقيقية التي تساعد على اتخاذ القرارات السليمة
المهام
8.لفريق بحوث العمليات عدة مهام منها
أ .تحديد الاهداف وفيها اعداد الدراسات للقيادات وتقييم الاساليب
ب .وضع الخطط والتنسيق بين الصنوف ودراسة المعوقات مع وضع الحلول لها
ج .توفير الموارد وكيفية استغلاها والمقارنة بين الاسلحة واختيار الافضل لتحقيق نظام تسليح متكامل وتنظيم القوات

د . اعداد القوات المسلحة والعقيدة العسكرية والعلمية
هـ .العمليات او الحركات والتواجد في ميدان القتال واجراء التجارب التعبوية وجمع البيانات
و. تطوير القوات المسلحة والمساهمة الفاعلة في تقييم نتائج العمليات
ز.دراسة اساليب العدو والعمليات المتوقعة

ح. دراسة مستقبل القوات المسلحة لمواكبة التطور في كافة النواحي .
لذلك ومما تقدم اقترح الاهتمام بمركز بحوث العمليات العراقي وتهيئة الدعم له من كافة الجوانب لغرض النهوض بواقع الجيش العراقي لمواكبة التطور الحاصل في جيوش الدول المتقدمة

محمد الخضيري ال سناح الجميلي
كلية الاركان /دورة الاركان المشتركة (68)
بغداد ـــــ 22 /أيـــلـــــــول /2001
 
بحوث العمليات /د.محمد خضيري الجميلي

سلسلة المحاضرات العلمية
محاضرة
بحوث العمليات
محمد الخضيري ال سناح الجميلي


بسم الله الرحمن الرحيم


انه لمن دواعي سروري ان تتاح لي الفرصة لاعداد هذه المحاضرة وتذكيركم باهمية بحوث العمليات لتحقيق التطور النوعي لقواتنا المسلحة الباسلة

1. ان علم بحوث العمليات هو تطبيق عدة طرق علمية ورياضية لتحليل المعلومات مع فحص الخصائص البارزة للمحاور واختيارالمحور الافضل لحل المعضلة من اجل اتخاذ القرار الناجح بصددها وفي كافة المجالات . ويعتبر علم بحوث العمليات من العلوم التطبيقية الحديثة حيث بدا وتطور كنشاط خلال الحرب العالمية الثانية للمساعدة في دراسة المعضلات التي تواجهها القيادات العسكرية في العمليات الحربية .وان المعضلات كانت محددة الانواع مثل القصف الجوي للحصول على نتائج تعبوية افضل وايجاد الطريق الذي تبحر فيه السفن التجارية عبر المحيط الأطلسي وغيرها. وعند ما بدا هذا العلم ليصبح منهجا تدريسيا عرف بانه : طريقة لمساعدة الناس فيما يتعلق بمعضلات النظم التي تتطلب اتخاذ قرار . ان القرار ليس الاختيار فحسب بل هو قرار صائب او خاطئ تشعر به فقط عندما تحصل على النائج . حيث ان القرار قد يكون ان الهدف في أي مستوى كان . لقد كان لظهور علم بحوث العمليات وتطوره السريع اث كبير علىالتقدم العلمي التنقي سواء في الميادين العسكرية او المدنية . واصبحت اساليبه اليوم اداة حديثة لاغنى عنها في الادارة العلمية في الدفاع والخدمات العسكرية الاخرى .ويعتبر العلم منهجا علميا لحل المعضلات على مختلف المستويات ويمكن ان نعتبر ظهور بحوث العمليات قد بدا باستدعاء فريق من الباحثين البريطانيين في عام (1935 ) للعمل كمستشارين في رئاسة الاركان المشتركة للجيش البرطاني ولاجراء سلسلة مستعجلة من التجارب تهدف الى تحديد مواقع الطائرات لمواجهة غارات القوة الجوية الالمانية وذلك بارسال موجات لاسلكية من محطات ارضية وبعد ئذ اكتشاف الانعكاسات من الطائرة ، انه النظام الذي عرف فيما بعد ( بالرادار ) والذي حقق اهدافهم في ايجاد اساليب مناسبة لدرء خطر القوة الجوية الالمانية المتنامي .

2. تم هناك تكوين فريق بحث فيه تصميم ونصب المعدات الجديدة . وفي السنوات الثلاث اللاحقة تم ارساء القابليات التقنية للاكتشاف بواسطة جهاز الرادار وتم وضع بعض الطرائق العلمية لتتبع واعطاء التقارير للطائرة ، ولكن لغرض الوصول الى اعتراض فعال تبين ان الطائرة المقاتلة البرطانية تتطلب السيطرة عليها وتوجيهها نحو المواقع المناسبة . وبشكل مستقل وفي سرية معينة اقيمت تجربة (بكن هل) التي اقترحها (هنري تيرازد ) عام (1936) وبداية (1937) .

3. وفي نهاية الحرب اصبح فريق بحوث العمليات التابع للبحرية الأمريكية يضم اكثر من (70 ) باحثا وان مقاومة الطائرات الأمريكية قد اسست اكثر من (24 ) قسما لتحليل العمليات داخل الولأيات المتحدة وفي قيادات المعارك في خارج .القوة الجوية الكندية فقد تبنت ايضا مفهوم بحوث العمليات في عام (1942) واسست ثلأثة اقسام . وبشكل مستقل تماما تم تطوير مفاهيم مشابهة استخدمت لمشاكل حرب الألغام التي استخدمت بدور متميز في حرب الباسفيك .من الجدير بالذكر ان قوات المحور لم تستخدم بحوث العمليات خلأل الحرب العالمية الثانية كما ان السجلأت التاريخية المتوفرة لأتبين اية معلومات دقيقة تحصي لنا عدد العلماء اوالباحثين الذين عملوا في هذا المجال اثناء الحرب العالمية الثانية ومع ذلك فقد تم تخمين العدد بحوالي ( 700) من البرطانيين والأمريكان والكنديين وكانت فعالياتهم كبيرة وواسعة ومن الصعب تلخيصها فلم تتضمن مبادئ الدعم العلمي وتقييم النتائج والأبداعات التعبوية المذكورة فحسب بل تعدت ذلك الى تطبيق مثل هذه المعلومات للتخطيط التعبوي والاختيارات السوقية ومن خلال الحرب العالمية الثانية عرف الباحثون العديد من المواد المهمة للبحث في مجال العمليات مثلا (نموذج الحرب لانكستر )و(ايرلانك)فمن الظروري ان نعرف ان بداية بحوث العمليات مع بداية الحرب العالمية الثانية .
خصائص بحوث العمليات
4. لبحوث العمليات خصائص متعددة منها ميلي

أ0 المعضلة : وهي محور اهتمام عملية البحث .
ب .الهدف : او عدة اهداف يمكن الوصول اليها في عملية البحث
جـ .المسالك : من الظروري جود عدة بدائل اومسالك يمكن اتباعها
د.المفاضلة:يجب المفاضلة بين المسالك لتحديد الافضل
هـ.اساس التقييم :من اجل اتخاذ القرار او معايير الاهداف
و.تحليل النظام :أي تجزئة المعضلة الى عدة معضلات فرعية يتم حل كل منها بشكل منفصل لتكون مجموعة حلول للمعضلة الاصلية
ز.استخدام الاسلوب العلمي
ح .عمل النماذج :وهو تمثيل مكونات المعضلة والظروف المحيطة بها واسلوب الربط بينها
ط .فريق العمل وهذايتطلب فريق من الختصين في هذا المجال للعمل به .
اساليب بحوث العمليات
5. لبحوث العمليات عدة اساليب نذكر منها مايلي
أ‌. البرمجةالرياضية والخطية والاعداد الصحيحة ومشكلات النقل والتخصيص والتعيين .
ب . نظرية صفوف الانتظار
جـ .المحاكاة
د . المباريات
هـ . السيطرة على الخزين
و. تحليل المخططات
ز. الكشف
ح .نماذج التعاقب والتنافس والمعولية
ط .اتخاذ القرار
اهمية بحوث العمليات في القوات المسلحة
6. يعتبر علم بحوث العمليات من العلوم التطبيقية الحديثة حيث بدا وتطور كنشاط خلال الحرب العالمية الثانية للمساعدة في دراسة المعضلات التي تواجهها القيادات العسكرية في العمليات الحربية .وان المعضلات كانت محددة الانواع مثل القصف الجوي للحصول على نتائج تعبوية افضل وايجاد الطريق الذي تبحر فيه السفن التجارية عبر المحيط الأطلسي وغيرها من المعضلات .وان التقدم الذي احرزه هذا العلم واتساع نطاق استخدامه وتطبيقاته ,مما اعطاه اهمية كبيرة في الوقت الحاضر لتعدد المعضلات وتعقيدها بسبب الترابطات التقنية والاقتصادية والبيئية والتنافسية اضافة الى وجود قيود على توفر الموارد و الامكانات بالاضافة الى ان عامل الزمن اصبح مهما للغاية وان ارتفاع المنافسة في التخطيط والتنفيذ لمحاولة الوصول الى التكامل مما زاد من اهميتها .ففي القوات المسلحة تكون اهمية بحوث العمليات عظيمة جدا وخاصة في رفع مستوى استخدام وكفائة الاسلحة رغم ان لهذه التطبيقات صعوبات في اساليب جمع البيانات لما تتصف به الحرب من الاهتمام بالفعل دون ا حصائه او حصره .ان هذه التطبيقات تجري من قبل كادر مختص في بحوث العمليات وان هذا الكادر لايعمل بشكل مستقل بل ضمن عمل القوات المسلحة ويكون نشاطه جزءا من النشاط الذهني لهذه القوات

الخصائص

7. لفريق مركز بحوث العمليات في القوات المسلحة خصائص عامة نختار منها مايلي :
أ . التعاون مع اصحاب القرار
ب . لهم الحق في الحصول على المعلومات من المستويات المختلة ولكن توصياتهم لاتدخل الا عن طريق القيادة العليا
ج .يتعايش فريق بحوث العمليات مع الرتب الصغرىوضباط الصف والجنود للتوصل الى المعلومات الحقيقية التي تساعد على اتخاذ القرارات السليمة
المهام
8.لفريق بحوث العمليات عدة مهام منها
أ .تحديد الاهداف وفيها اعداد الدراسات للقيادات وتقييم الاساليب
ب .وضع الخطط والتنسيق بين الصنوف ودراسة المعوقات مع وضع الحلول لها
ج .توفير الموارد وكيفية استغلاها والمقارنة بين الاسلحة واختيار الافضل لتحقيق نظام تسليح متكامل وتنظيم القوات

د . اعداد القوات المسلحة والعقيدة العسكرية والعلمية
هـ .العمليات او الحركات والتواجد في ميدان القتال واجراء التجارب التعبوية وجمع البيانات
و. تطوير القوات المسلحة والمساهمة الفاعلة في تقييم نتائج العمليات
ز.دراسة اساليب العدو والعمليات المتوقعة

ح. دراسة مستقبل القوات المسلحة لمواكبة التطور في كافة النواحي .
لذلك ومما تقدم اقترح الاهتمام بمركز بحوث العمليات العراقي وتهيئة الدعم له من كافة الجوانب لغرض النهوض بواقع الجيش العراقي لمواكبة التطور الحاصل في جيوش الدول المتقدمة

محمد الخضيري ال سناح الجميلي
كلية الاركان /دورة الاركان المشتركة (68)
بغداد ـــــ 22 /أيـــلـــــــول /2001
 
سلسلة المحاضرات العلمية
محاضرة القيادة الاستراتيجية


إن الأساس في المنطق الاستراتيجي يتعلق بكونه مركباً متميزاً وفريداً لا ينتمي إلى قواعد في مجال بعينه في السياسة أو الاقتصاد أو السلوك الاجتماعي” على الرغم من اختلاف الكفاءة والفعالية بين مؤسسات القطاع العام والخاص، حيث تميل الأولى إلى التراخي والترهل وضعف الاستجابة، في حين تنشط الثانية وتستجيب بسرعة للبيئة وللسوق وبالذات لاحتياجات الزبون، إلا أن المنطق الذي يحكمهما والمبادئ التي تجمع الإدارتين هي واحدة، وبالتالي من الممكن بل ومن الضروري توظيف ونقل التطبيقات الناجحة من إحداهما إلى الأخرى. ويمكن تحديد ملامح المنطق الاستراتيجي الذي يحكم إدارة وقيادة المؤسسات في القطاع العام والخاص، في ضوء أسس ومبادئ الإدارة الاستراتيجية والخبرات المتراكمة في المؤسسات الناجحة والتي لعبت فيها القيادة دورا حاسما في تحقيق ذلك النجاح من خلال:

* 1منطق كلي ترتديه الإدارة وتذوب فيه السياسة والاقتصاد والسلوك الاجتماعي. وإن الأساس الجوهري للمنطق الاستراتيجي يتعلق بكونه مركبا متميزا وفريدا لا ينتمي إلى قواعد في مجال بعينه في السياسة أو الاقتصاد أو السلوك الاجتماعي، وهذه القواعد هي عناصره والمركب هو نتاج هجين ومتميز للتفاعل بين العناصر والمكونات. وبذلك فإن المنطق الاستراتيجي يتسم بالكلية وهو يمثل هنا صورة مصغرة عن العلاقة بين الفلسفة والعلوم. أو هو صورة مكبرة عن العلاقة بين النظام والنظم الفرعية “الماء:إزاء الأوكسجين والهيدروجين”.

المنطق الاستراتيجي هو رداء الإدارة ولباسها وهو السر الذي لا تبصره العيون لأنه أمامها في كل حين، لكن العقل يدركه في لحظة غيابه أو اختفائه ومثله مثل صوت عقارب الساعة التي لا نسمعها إلا حين تتوقف، وعلّة ذلك استهلاك طاقة العقل بالتركيز على جانب معين أو زاوية ما وإهمال غيرها، ومن ثم يعني ذلك انتفاء التركيز الكليّ للمعطيات المحيطة، فإذا كانت الإدارة لا تتبنى منطقا كليا فإن منطقها لن يستر عورتها.
*2 منطق يسلّم بأن القواعد تتضمن تناقضات ينبغي التحرك بينها. كما أن المنطق يقوم ويقف على وجود القواعد لتلافي الخطأ في التفكير من خلال إرشاد العقل إلى الاختيار السليم عند إصدار الأحكام في المواقف والمشكلات الاستثنائية الصعبة. فهو يوفر الإرشاد والتوجيه ويختزل الطاقة الذهنية المستهلكة ويحسّن عملية الاختيار. إلا أن الركون إلى القواعد فقط غير ممكن وغير متاح لأسباب كثيرة أولها أن القواعد وضعت على ضوء حالات متكررة سابقة وتجارب ثرية والتغير في التفاصيل يجعل انطباق القواعد أمراً مشكوكاً فيه، فتظهر الحاجة إلى قواعد جديدة تختلف أو تتناقض جزئيا أو كليا مع تلك القديمة.

المنطق الاستراتيجي يؤكد أن لكل مشكلة استراتيجية نسقاً فريداً من المعطيات الأمر الذي يدعو إلى تطوير أو إعادة صياغة قواعد أو حلول جديدة من اجل المشكلة الاستراتيجية. وهنا تنشط آلية الإبداع الاستراتيجي كآلة لتوليد حلول جديدة ومبتكرة خاصة بالمشكلة أو القرار المطلوب. وهنا أيضا يتحرك العقل الاستراتيجي ليحول التهديد الذي يواجه إلى فرصة.

*3 منطق يقبل آثارا جانبية للاختيار الاستراتيجي ويحاول تجنب المفاجآت ومنطق السلوك الاستراتيجي يقوم أساسا على الفلسفة البرجماتية، ومن ثم فهو يعلم يقينا أن اختياره ليس كاملا ولا مثاليا، وان عليه أن يختار أفضل ما يعتقد انه متاح، أو الأقل سوءاً من بين البدائل المتاحة. وهذا المنطق يشبه الطبيب المريض الذي يعلم أن الدواء الذي يأخذه لا يشفي علّته فحسب بل يسبب له مشكلات وآثارا جانبية، إلا أنها عموما اقل وطأة من المرض. أو هو يفاضل بين استعادة قدرته في موقف ما مع قبوله لثمن يقل أو يكبر في وقت لاحق. العلامة الفارقة في هذا المنطق هو انه يتجنب ما استطاع المفاجآت فالطبيب المريض يدرك انه لا يعلم عن الآثار الجانبية إلا تلك التي تم اكتشافها وتم إثباتها وان هناك أخرى غير مكتشفة، وحاله هنا كحال المريض التقليدي.
وربما يحدث الأسوأ إذ قد تخدعه معرفته بالآثار الجانبية إلى الإفراط بالجرأة، وعندها تصح مقولة “ومن العلم ما قتل”.

*4 منطق يسلّم بحتمية وقوع أخطاء تفصيلية ويكون قادرا على استيعابها والمنطق الاستراتيجي يقوم على افتراض أن الاستراتيجية الناجحة قادرة على احتمال واستيعاب الأخطاء التفصيلية أو الثانوية، إلا أن العكس ليس صحيحا، فمهما تعددت الانتصارات أو المكاسب الثانوية فلن تكون قادرة على إنقاذ استراتيجية فاشلة. إن هذه القاعدة تتكامل بعمق مع المنطق الكلي للاستراتيجية، ويلاحظ في هذا الجانب أن كثيراً من الجدل والاختلاف حول تحليل أحداث معينة يعود أساسا إلى مدى فهمهم لهذا المنطق الاستراتيجي، ومثال ذلك عزو البعض سبب الهزيمة إلى خيانة ما أو حدث أو قرار ليس له اثر استراتيجي شامل، وقد فعل ذلك هتلر بالذات حين برر هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى بخيانة اليهود، وكذلك هزيمته في الحرب الثانية بخيانة كبار القادة.
*5 منطق يدرك أن هناك ثمناً ينبغي قبول دفعه للخروج من المأزق فإن إدراك حجم المأزق الاستراتيجي يضع اللبنات الأساسية للتسليم والقبول بالثمن المطلوب. والأمر يتطلب هنا وقفة، ففي الغالب يكون الثمن المطلوب كبيرا ويصعب قبوله، ومن ثم فإن الاختيارات الاستراتيجية المتاحة تكون كالآتي: تفضيل استمرار المأزق الاستراتيجي وتركه معلقا من دون حل، والقبول بالثمن المطلوب والتركيز على العواقب والعقبات المنبثقة عن هذا الاختيار، ومحاولة التوفيق بين المأزق والثمن المطلوب بالحل الوسط.
ويمثل الاختيار الاستراتيجي الأول القادة المأدلجون (المشبّعون بالايديولوجية)، ويتبنى القادة البرجماتيون الاختيار الثاني، في حين يلجأ إلى الاختيار الثالث القادة الذين يتجرعون مرارة التحول إلى البرجماتية بعد طول ممانعة. خلاصة القول إن القائد الاستراتيجي هو القائد الذي يمتلك رؤية واضحة للموقع الذي ينبغي الوصول إليه مع تصور عام للوسائل التي تقود إلى ذلك الموقع.
وهو لا يقف أمام التفاصيل أو الأحداث اليومية أو التفصيلية، فهو يرى الغابة ولا ينظر إلى الأشجار وحسب.

محمد خضيري الجميلي
 
التدريب العسكري /محمد خضيري الجميلي

التدريب العسكري
محمد خضيري الجميلي
ان الغاية الاساسية لكل ضابط وجندي هي كسب المعركة التي يخوضها بأقل مايمكن من الخسائر في الأرواح والمعدات، والهدف الرئيس لمحترف العمل العسكري أن يضمن لاسمه تألقاً بما يحقق لوحدته من انتصارات؛ لذلك يظل التدريب عملية مستمرة كخطوة أساسية النجاح في القتال. وعلى مدى الحروب التي خاضها الإنسان، تتعزّز - بالصدق - مقوله:" إن قطرة عرق أثناء التدريب توفر نهراً من الدم خلال المعركة"، وفي الوقت نفسه تسقط مقولة:" تعلَّم من الميدان إذا كتب لك البقاء"؛ فالتدريب هو العامل الحاسم المقرّر لنتيجة المعركة، وهو العامل المساعد في ترجمة قرارات القادة إلى نتائج مثمرة على طريق التنفيذ السليم.يشمل التدريب العسكري مختلف جوانب النشاط العسكري، وكلما ارتفعت مستويات إتقانه كلما تحسَّن الأداء خلال القتال. وحتى يصل الإتقان إلى أعلى مستوياته يظل التدريب حالة مستمرة لأتعرف التوقف، ويشمل مختلف المستويات بهدف كشف الأخطاء وتصحيحها؛ وإذا كان التعليم العسكري يشكِّل قاعدة البناء العسكري، فإن التدريب هو الذي يعطي هذا البناء مادة العمل من خلال تحويل المعرفة النظرية إلى إتقان عملي.من هذا المنطلق بأهمية التدريب، يقع على عاتق القيادات - على اختلاف مهامها وتعدد مستوياتها - وضع خطط تدريبية ذات أهداف محدده تحقق توجيهات القيادة الأعلى وتراعي المباديء الأساسية التى خلصت إليها الخبرات العسكرية على مر السنين، ومن ثم تضع برنامجها الزمني لإنجاز مهمة التدريب، مع الأخذ في الاعتبار أهمية التنسيق والإشراف في هذا المجال، ونتيجة للتطور العلمي والتكنولوجي الكبير الذي تحقق في تصنيع نظم التسليح المختلفة، أصبح من اللازم تدريب الكوادر القادرة على التعامل مع هذه النظم المعقدة، ولا يتأتى هذا إلا عن طريق التدريب الواقعي والمستمر، والذي بدوره يستلزم نفقات وتكاليف، نتيجة استهلاك الأسلحة الجديدة في أغراض التدريب. ونظراً لهذا التعارض بين ضرورة التدريب الواقعي وارتفاع التكاليف، ظهرت الاتجاهات الحديثة في التدريب العسكري.

كما أن التوسع في تطبيقات نظم القيادة والسيطرة والاتصالات والاستخبارات وسرعة تغير المواقف في المعارك الحقيقية وكثافة النيران، وتزايد قوة تدمير الأسلحة، وتزايد أعمال التحكم الآلي في مختلف نظم التسليح، كل ذلك يستدعى تواجد قيادات وضباط وفنيين ذوي نظرة شاملة، واسعة الأفق، في مجال التدريب.

وكان لتطور وتعقيد نظم التسليح الحديثة أثره الكبير على تطوير أساليب التدريب، فتطورت الوسائل التكنولوجية المستخدمة لتدريب المستويات المختلفة، واتسمت بالواقعية، وتنوعت أساليب التدريب من المشبهات Simulators إلى تمثيل الجو الواقعي بأساليب مختلفة، ثم استخدمت برامج الحاسبات لاختيار وتدريب وتقييم الأفراد والقيادات وأخيراً استخدم أسلوب الدمج في الحاسبات بين المعلومات المتوفرة من مصادر مختلفة، مع تمثيل أسلوب التدريب المتكامل، بما فيه التقييم وتصحيح الأخطاء. ثم يصل التدريب إلى مستويات التدريب على العمليات الشاملة، باستخدام المباريات الحربية War Games.

وتحتاج تكنولوجيا التدريب المتطورة إلى تطبيق العلوم الحديثة في مجالات نظم المعلومات والحاسبات والنظم الخبيرة Expert Systems والذكاء الاصطناعي، وتحليل النظم Analysis System وهندسة الاتصالات، وعلوم الإدارة الحديثة وعلم النفس.

ومع أن الحاجة إلى أنواع من التدريب المتخصص تتطلب إنفاق المزيد من الأموال، فإن الإنجازات في تكنولوجيا التدريب تدل على أن كلفة التدريب آخذة في التراجع، ذلك لأن استخدام وسائل تدريب مبرمجة على الحاسب، ومعدات رقمية بدلاً من المعدات التقليدية، وأنظمة رؤية منخفضة التكاليف، كلها عوامل تساعد على تحقيق مستوى تدريب فعال وأن يكون التدريب
شاملاً لمختلف الموضوعات التي تثري الثقافة العسكرية وتعلي من تخصص الفرد وتزيد من درجة إنجازاته، إضافة إلى الموضوعات التي تعلِّم وتدرِّب فنون التكتيك وعلومه، ومن ثم تخضع الخطة التدريبية في نهاية المطاف إلى عملية تقويم لزيادة مستوى ما أظهره من إيجابيات والعمل على تلافي ما بدا فيه من سلبيات. وهذه المقالة محاولة فى مجال الكشف عن الجوانب المختلفة للتدريب العسكري.مبادئ التدريبتعدُّ مباديء التدريب وسيلة رئيسة لتوحيد مفهوم التدريب، باعتبارها دليلاً للقادة والمدربين، وأسلوباً يوحّد الجهود ويحث على التدريب الموجَّه، وهذه المباديء تعكس أكثر أساليب التدريب الفعالة والمعروفة، وهي خلاصة سنين من خبرة التدريب العسكري الناجح. ويجب على القادة معرفة مباديء التدريب واعتمادها لكي يدربوا وحداتهم طبقاً للمستويات المقررة واستناداً للمباديء التالية:-
1.درِّب كأنك تقاتل.
2- استخدام المذهب العسكري الملائم.درِّب للقتال والإسناد لفريق أسلحة مشتركة-
3.استخدم تدريب الأداء الموجّه.
-4 درِّب لتحدي (القوة - الواقعية - التميز)
-5.درِّب على إدامة المهارات الاحترافية-
6درِّب لعدة مستويات في آن واحد.
-7- درِّب لإدامة الصيانة.
-8اجعل القادة في مختلف مستوياتهم –المدربين الأساسيين.
-9التدريب ألتعزيزي
-10.توجيه التدريب حسب توجيهات التدريب الصادرة من القيادة الأعلى ومتطلبات القيادة، الأسس التي توضح السياسة العامة والخطوط العريضة التي ينبغي على القادة اتباعها، وطريقة إدارة التدريب المتضمن برنامج التدريب والمراحل الأربع (التخطيط، والتحضر، والتنفيذ، والتقويم) من أجل تدريب الوحدات ورفع كفاءتها القتالية، وتطوير أدائها العملياتي من كافة النواحي لتنفيذ المهام المناطة بها بكل كفاءة واقتدار. وعادة ما توضع هذه التوجيهات بشكل يعكس وضع التدريب، وتفي بمتطلبات الوحدة المرؤوسة؛ كما أن هذه التوجيهات مرنة وموضوعة بشكل يجعلها قادرة على تحقيق الكفاءة القتالية اللازمة. ويتم تحقيق الهدف من التدريب من خلال سلسلة من البرامج المتواصلة المبنية على متطلبات الوحدة المتعلقة بالتدريب. كما يتم تنسيق برامج التدريب تنسيقاً كاملاً للتأكُّد من استجابتها لجميع التغيرات الطارئة على وضع التدريب أو لإدخال المعدات الجديدة أو استعمال تكتيك أو فنون جديدة في إدارة العمليات . لتنسيق والإشراف على التدريبيعدُّ تنسيق الأركان لإعداد جداول تدريب معينة من الأسس التي تسهم في نجاح خطط التدريب، بحيث لايتم التعارض في المحتوى والوقت وموقع التدريب. ويعدُّ الإشراف على التدريب - بصفة مستمرة ورئيسة - أداة للتأكُّد من أن طبيعة التدريب ملائمة للحاجة، وأن تقديم المواضيع يتم بطريقة صحيحة، حيث إن ذلك من الأمور ذات الأهمية القصوى فى مجال التدريب. كما لا يقلُّ مجال الإشراف عن سابقه باعتباره وظيفة من وظائف الأركان المشتركة، فضباط أركان التنسيق يشرفون على ميادين واسعة، مثل: تدريب
الاستخبارات، وتدريب الصيانة، والتدريب للعمليات، بينما يشرف ضابط الأركان الخاصة على ميدان أقل اتساعاً، مثل: شؤون الاتصالات، والنواحي الكيميائية والهندسية ... وغيرها، وبذلك يتم تحقيق الهدف المنشود.الاعتبارات الأساسية فى إعداد البرنامج الزمني للتدريبحتى يعطي التدريب ثمارة المرجوه وفق الخطة الموضوعة له، فإنه يخضع لبرنامج زمني يجب أن يراعي عديد من الاعتبارات، من أهمها: الملاك الحالي للوحده، والوضع الحالي لها من حيث نقاط القوة ونقاط الضعف، والتوجيهات القيادية وسياسات التدريب المتخذه من القيادات العليا، وتعليمات قائد التشكيل، والوقت المخصص للتدريب، ومواعيد إجراءاته، وما يتوفر له من مرافق، ومساعدات ومتطلبات مادية وبشرية، على أن يتوفر الوقت اللازم للوحدات لإنجاز خطة التدريب الموضوعة.وبناءً على الاعتبارات المذكورة آنفا، فإن ركن العمليات يقدّر الموقف التدريبي ثم يقدم التوصية للقيادة بأفضل طريقة لإنجاز المهمة الشاملة، ومن ثم يصبح قرار القائد المبني على توصية ركن العمليات هو الأساس الذى يعتمد عليه برنامج التدريب المقترح. وفي حالة موافقة القائد على برنامج تقويم التدريب، يقوم ركن العمليات بإعداد التوجيهات والأوامر الضرورية بعد التنسيق مع الأركان الآخرين، ومن ثم يقوم بإصدارها وعمل الترتيبات والإجراءات للحصول على متطلبات التدريب من المعدات والذخيرة وميادين الرماية وتخصيصها للوحدات بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.موضوعات التدريب العسكرىيشتمل التدريب العسكري على عدد من الموضوعات تتضافر جميعاً لتحقيق الأهداف المتوخاة من التدريب، والتي تصب في أن تمتلك القوات الجاهزة والفعالية لتأدية المهام التي توكل إليها بحسب تخصصها العسكري، وتتوزع هذه الموضوعات على الموضوعات الأساسية، والموضوعات الفنية، وموضوعات التدريب التكتيكي.- الموضوعات الأساسية: وهي توفّر للمتدرب القاعدة الأساسية من العلوم والمعارف ذات الصلة الوثيقة بالتعليم والتدريب العسكريين، حيث موضوعات الثقافة الإسلامية، وتدريب المشاة، واللياقة البدنية، والأسلحة الشخصية، والتربية العسكرية، والتوجيه الأمني، والإسعافات الأولية، ومهارات الميدان، والوقاية من أسلحة التدمير الشامل.- موضوعات التدريب الفني: وهي تلك التي تركز على تدريب الفرد أو الوحدة على التخصصات والأعمال التي يكلفون بها، ومن بينها الموضوعات الخاصة بتدريب رماة الصواريخ وأطقم المدرعات والمدفعية، والتدريب على أجهزة الاتصالات وأعمال الصيانة، وقيادة العربات، والتدريب على تقديم الخدمات الطبية.- موضوعات التدريب التكتيكي: وهي تلك التي تعلّم وتدرّب الفرد والوحدة على فنون التكتيك وعلومه، وتركز على التعليم والتدريب الجماعي.مرحلة التقويمإن زيارات القادة والأركان للتفتيش على التدريب ومتابعة مجريات الأحداث، تعطي فعالية لبرنامج التدريب، والوقوف على نقاط القوة ونقاط الضعف، وإعادة النظر في برامج التدريب المقبلة في القيادة. ويجب أن يشمل التقويم الدروس المستفادة التي يتم استخلاصها أثناء زيارة القادة وضباط هيئة الأركان.وخلاصة القول: إن الأسس والقواعد - التي يُبنى عليها التدريب - تظل ثابتة وفي متناول الجميع، ومن ثم يجب التركيز عليها والتذكير بها أثناء إعداد الخطط والأوامر المتعلقة بمسيرة التدريب .


محمد الخضيري الجميلي
 
تهيئة القوات للحرب /محمد خضيري الجميلي

سلسلة محاضرات التدريب العسكري
محاضرة
تهيئة القوات المسلحة للحرب
د. محمد خضيري الجميلي
المقدمة
من المعلوم ومن المتفق عليه من قبل جميع الخبراء الاستراتيجيون المعاصرون على أن إعداد القوات المسلحة للحرب ما هو إلا جانب واحد من عمل ضخم يحتوي بالإضافة إليه على جوانب أخرى وهي كما يلي
1.إعداد اقتصاد الدولة للحرب،
2.عداد الشعب معنوياً ومادياً للحرب،
3.اعداد أراضي الدولة للحرب،
إعداد أجهزة الدولة للحرب أيضاً.
لذلك فان هذا العمل الضخم الذي يشمل هذه الجوانب يطلق عليه اصطلاح (تهيئة الدولة للحرب) وهو عمل من أعمال الاستراتيجيات العليا أو الشاملة، واسع المدى بحيث يشمل كل ما يمنح الدولة القدرة على ردع العدوان في أية لحظة وتحقيق النصر في أقل وقت ممكن، والصمود للحرب طويلة الأمد، والتقليل من الخسائر التي تسببها ضربات العدو، والمحافظة على مستوى عال من الحالة المعنوية، وعلى إرادة القتال والصمود لدى الشعب أي أنه عمل يتطلب حشد كل القوى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعنوية والعسكرية، في تخطيط منسق لتحقيق غاية قومية أو هدف استراتيجي واحد.

ومن المعروف أن القوات المسلحة هي الدرع الواقي للدولة ضد العدوان، وهي التي تحافظ على سلامة ترابطها الوطني وتدافع عن مكتسباتها، كما أنها أداتها في ردع المعتدي وتدميره. إذا ما فكر في العدوان. ولا يمكن أن تكون القوات المسلحة قادرة على تحقيق هذه المهام في الحرب إلا إذا تم إعدادها، وبناؤها منذ أيام السلم. ويعتبر إعداد القوات المسلحة من أولى واجبات الدولة. حيث يجب أن ينال هذا الواجب القسط الأكبر من اهتمام قيادتها السياسية. وهو يعتبر أهم قطاع في عملية إعداد الدولة للحرب. كما أن بناء القوات المسلحة يعتبر المجال الحيوي للاستراتيجية العسكرية سواء من الناحية النظرية أو التطبيقية.

ويؤثر على إعداد القوات المسلحة وبنائها عدة عوامل مؤثرة هي: الهدف الأساسي الاستراتيجي للدولة، والوضع الاقتصادي للدولة وحجم مواردها البشرية والمادية. طبيعة العدو المحتمل، وقدراته وأطماعه وأسلوبه في الصراع، وطبيعة الصراع المنتظر وأنواع الأسلحة المستخدمة فيه، وطبيعة مسرح العمليات، والمنهج العسكري للدولة وأسلوب القيادة والسيطرة. ويشتمل إعداد القوات المسلحة بصورة عامة على التدابير التالية:
1 التخطيط الاستراتيجي لاستخدام القوات المسلحة.
2 تقدير حجم القوات المسلحة في زمن السلم والحرب. وبناء هذه القوات وإعداد (نظام التعبئة) عند توقع الحرب.
3 وضع أسلوب (الانتشار الاستراتيجي للقوات المسلحة) وبناء التجميعات الاستراتيجية والعملياتية في مسرح العمليات، وعلى الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة.
4 وضع خطط (التدريب القتالي) وتنفيذها.
5 وضع (التأمين الشامل) للقوات وتنفيذه.
6 إعداد مسرح العمليات وتجهيزه.
7 تنظيم الاستطلاع الاستراتيجي.

تلك هي سبعة تدابير أساسية يضمها ويحتويها إعداد القوات المسلحة من أجل خوض الحرب. وسندرس كل تدبير على حدة:-

1 التخطيط الاستراتيجي لاستخدام القوات المسلحة:
يعتبر التخطيط الاستراتيجي العمود الفقري لإعداد القوات المسلحة، وهو يعني أساساً استخدام القوات المسلحة في الحرب وتأمينها بكل ما تحتاجه مادياً وفنياً وبشرياً. ويتم التخطيط الاستراتيجي لاستخدام القوات المسلحة من قبل أجهزة القيادة العامة للقوات المسلحة (وزارة الدفاع) ويصادق على التخطيط من قبل القيادة السياسية للدولة.

ويشمل التخطيط الاستراتيجي لاستخدام القوات المسلحة العديد من الخطط العامة والخاصة، من أهمها: الفكرة والقرار الاستراتيجي لاستخدام القوات المسلحة في الحرب، الخطط الاستراتيجية لاستخدام أنواع القوات المسلحة (برية، جوية، بحرية، دفاع جوي، صاروخية) خطة تعبئة القوات المسلحة، وخطة الانتشار الاستراتيجي، وبناء التجمعات الاستراتيجية والعملياتية في مسارح العمليات، أو على الاتجاهات العملياتية، خطة الاستطلاع الاستراتيجي قبل بدء العمليات وبعدها، خطة التأمين الشامل للقوات المسلحة، خطة السيطرة، خطة الخداع والتمويه الاستراتيجيتين.

يجب أن يراعي دائماً عند التخطيط المذكور الهدف الاستراتيجي الواجب بلوغه بالكفاءة والقدرة اللازمة، كما يجب مراعاة الواقعية والإمكانات والقدرات الفعلية للقوات حاضراً ومستقبلاً. وكذلك إمكانات الدولة وقدراتها لخدمة القوات المسلحة وتوفير مطالبها. ويجب مراجعة هذه الخطط الموضوعية دورياً، أو كلما طرأت تطورات جذرية على الأحداث المحيطة بالدولة، أو التي قد تؤثر فيها. وذلك حتى تتجاوب الخطط مع هذه التطورات، وتؤمن مواجهتها بكفاءة وفعالية.

2 تحديد حجم القوات المسلحة في السلم والحرب، وبناء هذه القوات:
لا تستطيع أية دولة مهما كانت قدراتها الاقتصادية مرتفعة أن تحتفظ بقواتها المسلحة كاملة الحجم طوال الوقت، إذ أن في ذلك عبئاً ضخماً على اقتصاد الدولة، وبالتالي له تأثير كبير على سير الحياة فيها. لذلك تعمد أغلب الدول إلى الاحتفاظ زمن السلم بحجم من القوات قادرة على مواجهة الأحداث المفاجئة، مع وضع نظام دقيق وسليم لتعبئة (الحجم اللازم لاستكمال القوات المسلحة في زمن الحرب. ولا شك في أن لكل دولة ظروفها الخاصة التي تحدد حجم هذا الجزء أو ذاك. ذلك أن الأمر يحتاج إلى موازنة عدة أمور قبل إقرار حجم القوات المسلحة في السلم وحجمها أثناء الحرب.

يجب أن يراعى عند تقرير حجم القوات المسلحة وأسلوب بنائها أن يلبي هذا الحجم مطالب الحرب الحديثة وأن يساير اتجاهات التطوير سواء في المعدات أو في أسلوب القتال، كما يجب أن يراعى ما تحدثه الحرب الحديثة من خسائر كبيرة في القوى البشرية والمعدات، بحيث يؤمن الحجم المطلوب وإمكانية الاستمرار في القتال. في كل ذلك فإن حجم القوات المسلحة للدولة ينقسم عادة إلى نوعين هما:
أ في زمن السلم: يكون حجمها في المستوى الذي يمكنها من صد أي هجمات معادية مفاجئة، والبدء في أعمال نشطة حاسمة، مع إمكانية دعم قوة الصدمة الأولى بقوات جديدة معبأة. إن حجم القوات المسلحة زمن السلم يجب أن يتضمن القوى القادرة على بدء العمليات الحربية مباشرة. دون الحاجة إلى وقت طويل للانتشار ورفع الجاهزية وخاصة في القوى الجوية والدفاع الجوي، وتشكيلات القوات البرية الموجودة قرب حدود الدولة، وفي مسرح العمليات الرئيس، والقادرة على بدء العمل مباشرة، وصد العدوان، وإتاحة الفرصة أو الوقت اللازم للتعبئة. وانتشار باقي تشكيلات القوات المسلحة، ودفعها إلى مسرح العمليات.
ب في زمن الحرب: يحدد حجم القوات المسلحة زمن الحرب، في ضوء الأهداف السياسية والعسكرية للدولة، والمهام الاستراتيجية المطلوب تحقيقها بالحرب وكذلك في ضوء حجم العدو المنتظر وقدراته ونسبة التفوق عليه والمطلوبة لمواجهته، ومدة استمرار العمليات الحربية وحجم الخسائر المتوقعة. وتتفاوت نسبة حجم القوات المسلحة زمن الحرب بالنسبة لحجمها زمن السلم بحسب الموقف السياسي والعسكري والجغرافي للدولة. وقد تتفاوت هذه النسبة بين دولة وأخرى وقد تراوحت زمن الحرب العالمية الثانية من 1-5 كفرنسا مثلاً، و 1-29 في الولايات المتحدة الأمريكية. إن الحاجة إلى زيادة حجم القوات المسلحة زمن السلم موجودة دائماً. وكثير من الدول (ومنها الدول العربية) تحتفظ بحجم كبير من قواتها المسلحة بصفة دائمة. وخاصة الدول التي تنهج أسلوب التطوع في التجنيد.

ولما كانت القوات المسلحة هي أكبر مستنزف للموارد الاقتصادية والبشرية لأية دولة، فإنه يجب عدم الاندفاع وراء الاحتفاظ بحجم كبير وضخم. بل يجب أن يعوض ذلك بوضع نظام دقيق للتعبئة قادر على الانتقال بالقوات من وضع السلم إلى وضع الحرب في أقل وقت. وبأحسن أسلوب، مع المحافظة على السرية قدر الإمكان.

3 الانتشار الاستراتيجي للقوات المسلحة:
عند بلوغ القوات المسلحة نتيجة التعبئة العامة أو الجزئية الحجم اللازم لها من أجل خوض الحرب. تبدأ مرحلة هامة من مراحل إعداد القوات المسلحة للحرب، وهي مرحلة (الانتشارالاستراتيجي للقوات ، وبناء التجميعات الاستراتيجية والعملياتية على مسارح أو اتجاهات العمليات المنتظرة. وتتم عملية الانتشار على ثلاث مراحل، تبدأ بمرحلة الحشد الاستراتيجية، حيث يتم نقل القوات المسلحة وإعادة توزيعها على مسارح العمليات، ثم مرحلة التجميع لتشكيل القوات في تجميعات مشتركة من أنواع القوات المسلحة، طبقاً لأساليب ومطالب العمليات على الاتجاهات المختلفة، ثم مرحلة توزيع هذه التجميعات المشتركة على الاتجاهات المحددة سلفاً.

تتم المراحل السالفة الذكر هذه في أوقات محددة، وبأسلوب إتمام الانتشار الاستراتيجي للقوات في الوقت المناسب وعلى الاتجاه المناسب. مع العلم بأن عملية الانتشار الاستراتيجي لا تتم عادة بعد إنهاء عملية تعبئة القوات المسلحة وحسب، بل تتم أيضاً خلالها، حيث يتم دفع التشكيلات بمجرد الانتهاء من تعبئتها حسب الأسبقيات المحددة للعمليات، وتوزيعها لاحتلال أوضاعها على الاتجاهات المحددة لها. ولا تعتبر عملية الانتشار الاستراتيجية كاملة إلا بتنفيذ الإجراءات التالية:
<= وصول التشكيلات المشتركة (من مختلف القوى) إلى مواقعها في مسرح العمليات. ودخولها تحت قيادة التجميعات العملياتية المخصصة للاتجاهات المختلفة.
<= تمركز القطعات الجوية في المطارات الأمامية.
<= تمركز القوات البحرية في قواعدها أو مناطق عملها في أعالي البحار.
<= احتلال قوات الدفاع الجوي لمواقعها (مرابضها) المحددة في الخطة.
<= تمركز الوحدات الإدارية في مواضعها وممارستها لنشاطها ومهامها اللوجستية.
<= فتح مقرات القيادة والسيطرة وجاهزيتها لإدارة (وقيادة) العمليات.
<= تلقي التشكيلات والقطعات والوحدات مهامها القتالية وتنفيذها إجراءات المعركة والإبلاغ عن جاهزيتها لبدء القتال.
نظراً لأهمية هذه المرحلة في إعداد القوات المسلحة مرحلة الانتشار الاستراتيجي ولطبيعتها المتميزة بالتحركات الضخمة والحشد الكبير، فإنه يجب التخطيط الجيد لها، حتى يتم تنفيذها بشكل جيد وفي التوقيت المحدد، كما يجب أن تتوفر لها تدابير الوقاية من العدو الذي سيحاول إحباط عملية الانتشار، وبالتالي منع استعداد القوات في مواقعها في الوقت المناسب. ويجب التركيز على الوقاية ضد طيران العدو وضد تدخله الالكتروني على شبكات السيطرة للقوات القائمة بالحركة. وكذلك ضد الصواريخ الباليستية (أرض أرض) وصواريخ (بحر بحر) أيضاً.

4 التدريب والإعداد القتالي للقوات المسلحة:
يعتبر التدريب القتالي للقوات من أهم واجباتها في أثناء السلم. وهو الأساس لإعدادها من أجل خوض الحرب. فالتدريب الشاق والجيد المبني على أسس سليمة هو حجر الزاوية في خلق (إيجاد) قوات كفؤة وقادرة على الدخول في القتال. ومواجهة أي مواقف قتالية، وبالتالي تحقيق حماية الدولة ضد أي عدوان، لذلك فإن من أهم الخطط السنوية للقوات المسلحة هي خطة التدريب القتالي التي تهدف إلى تطوير الكفاءة القتالية، والاستعداد القتالي لمختلف وحدات الفروع الرئيسة في القوات المسلحة وتشكيلاتها. وكذا أجهزة القيادة العامة.

تبنى خطة (التدريب القتالي) على أساس مهام العمليات المنتظرة وطبيعة الصراع المنتظر أيضاً، وكذلك مواجهة أساليب قتال العدو المحتمل وتكتيكاته. وذلك في أرض مشابهة لطبيعة مسرح العمليات المنتظر، كما يجب أن يوجه التدريب القتالي إلى نواحي الواقعية، وغرس حب المبادرة لدى القادة وعلى مختلف المستويات، بالإضافة إلى تدريبهم على الأسلوب الصحيح لقيادة قواتهم، والسيطرة عليها في أقسى الظروف، وفي أشد المواقف حرجاً.

وللتدريب القتالي كما هو معروف أشكال مختلفة لا مجال لذكرها في هذا الموضع. لكن المهم هو التركيز على الفرد المقاتل، لرفع كفاءته في القتال، وعلى استخدام سلاحه ومعداته، وعلى لياقته البدنية. وكذلك على رفع مستواه الثقافي وغرس روح المبادرة والتصرف. وكذلك التركيز على التدريب المشترك للوحدات. حتى تصل إلى مستوى التدريب العملياتي الذي تشترك فيه التشكيلات الكبرى في القوات المسلحة بمشاركة جميع أنواع القوات المسلحة البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوي..إلخ. والذي يتم التدريب فيه على مهام العمليات الحربية. وذلك لحل جميع المشاكل التي قد تواجه القوات المسلحة في الحرب. وذلك بأن يأخذ التدريب صورة الحرب الحقيقية الحديثة. كذلك يجب التركيز في الظروف الراهنة على تدريب القوات على العمل في أي ظروف استخدام العدو لأسلحة التدمير الشامل.

5 التأمين الشامل للقوات المسلحة:
يعتبر التأمين الشامل للقوات المسلحة من المهام الرئيسية للاستراتيجية العسكرية، ويقع أساساً على عاتق القيادة العامة للقوات المسلحة (وزارة الدفاع)، لكن بعض العبء يقع على بعض أجهزة الدولة ومؤسساتها التي تتعاون مع وزارة الدفاع في سبيل تلبية المطالب الإدارية والفنية (اللوجستية) للقوات المسلحة، حتى يكتمل إعدادها من أجل خوض عملية الصراع المسلح. وإن العامل الرئيسي في تأمين مطالب القوات المسلحة من الاحتياجات هو تحديد مطالبها بدقة. ويؤثر على هذه المطالب بعض العوامل مثل: حجم التجميعات الاستراتيجية والعملياتية المخصصة للصراع، وطبيعة المهام المسندة إليها، وطبيعة الصراع المنتظر وشدته والمدة المتوقعة لاستمراره وقوة العدو وطبيعة مسرح العمليات.

كما يجب في كل الأحوال، التقدير الواعي والعميق لتطورات الموقف العسكري المتوقع، حتى يأتي تقدير مطالب القوات المسلحة سليماً. ويعتبر الاحتفاظ باحتياطي استراتيجي مناسب من الاحتياطيات المختلفة من الأسس الهامة عند التخطيط لتأمين القوات. ونظراً لأهمية هذا الاحتياط الذي يؤثر بشدة على مدى قدرة الدولة والقوات على الاستمرار في الصراع، فإنه من المهم تقسيمه إلى مستويات متدرجة، وهي كالتالي:
<= احتياط الطوارئ ويحتفظ على مستوى التشكيلات والقيادة العامة لمواجهة الاستهلاك خلال العمليات الحربية.
<= الاحتياط الاستراتيجي ويعتبر جزءاً من مخزونات الدولة، ويوضع تحت تصرف القيادة العامة لمواجهة أي زيادة في الاستهلاك أو أية ظروف غير متوقعة.
<= احتياطي الدولة ويخصص لمواجهة مطالب الشعب والقوات المسلحة في حالة الاستهلاك الكبير غير المنتظر للمواد نتيجة للتدمير الشديد لبعض مصادر الإنتاج أو حدوث توقف فيها. ويتم الاستهلاك حتى تتم عملية إعادة البناء والتشغيل.

وبالإضافة إلى (احتياطي الدولة) في المواد الرئيسية، فإن على كل مؤسسة أو مصنع أن يحتفظ بجزء من المواد الخام والمنتجات الجاهزة أو نصف المصنعة كاحتياطي خاص بها لمواجهة المواقف الطارئة، كما يجب الاحتفاظ باحتياطي من الطاقة اللازمة لتشغيل مصادر الانتاج بمختلف أنواعها. ولا شك أن الدول غير المنتجة لمتطلبات القوات المسلحة وشعبها والتي تعتمد إلى حد كبير على استيراد هذه المتطلبات من الخارج سوف تواجه أقسى المواقف وأصعبها في حالة تحكم هذه المصادر الخارجية فيها، وامتناعها أو حبس بعض متطلباتها عنها.

مما يدعو بإلحاح إلى أن تعمل الدولة على إقامة المصانع المختلفة، وتأمين مصادر الانتاج لتحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل والجزئي، وخاصة بالنسبة للمواد الاستراتيجية، كما عليها أن تتعاون مع مثيلات من الدول لتتكامل في إنتاج متطلبات الصراع. ونوصي بهذه الناحية الدول العربية وخاصة الدول الخليجية الشقيقة والمبادرة إلى إقامة (صناعة عسكرية) متطورة. وإذا لم تصل الدولة إلى تحقيق ذلك فليس أمامها إلا تخزين الاحتياطيات المطلوبة من الاحتياجات المختلفة. مع ما يشكل ذلك من عبء على الاقتصاد الوطني.

6 إعداد مسرح العمليات وتجهيزه:
يعتبر مسرح العمليات من أكثر العوامل تأثيراً على إعداد القوات المسلحة وأسلوب تنفيذها لمهامها القتالية. والهدف من تجهيز مسرح العمليات هو إتاحة الظروف المناسبة لسرعة انتشار القوات وسريتها على الاتجاهات المختلفة، مع توفير أكبر قدر من الوقاية لها، وخاصة ضد تأثير أسلحة التدمير الشامل، كما يهدف إلى إتاحة أنسب الظروف للاستخدام المؤثر لجميع أسلحة القتال ومعداته، مع تحقيق إخفاء القوات وتمويهها، وإعاقة أعمال العدو.
ونظراً إلى التطور الكبير في وسائط الصراع المسلحة وبعد مداها فقد أصبحت الحاجة إلى اعتبار كل أراضي الدولة مسرحاً للعمليات. يجب تجهيزه وإعداده بما يخدم بصورة مباشرة أو غير مباشرة عمليات القوات المسلحة. خلال القتال، في أية بقعة من أراضي الدولة، وبما يوفر الوقاية والأمن للشعب وللموارد الاقتصادية وغيرها. ويتضمن إعداد أراضي الدولة كمسرح للعمليات كل الأعمال التي تؤمن حشد القوات المسلحة وتحركها وانتشارها، وتعزيز صمودها وتقليل آثار الضربات المعادية ضدها، والمساعدة على خدمة المجهود الحربي وتأمين مطالب الشعب في أثناء الصراع المسلح. ومن أبرز النواحي التي يجب إعدادها في هذا المجال: إعداد شبكات المطارات، إعداد القواعد البحرية والموانئ، إعداد شبكات طرق النقل المختلفة، إقامة الجسور والأنفاق بما يخدم المجهود الحربي، إقامة شبكات أنابيب المياه والوقود، إعداد المستودعات والمخازن الرئيسية، إعداد نظام السيطرة ومقراته.

7 تنظيم الاستطلاع الاستراتيجي وإدارته:
من دراسة التدابير الرئيسية السالفة الذكر والمتعلقة في عملية بناء القوات المسلحة وإعدادها للحرب. نجد أن العامل المشترك الدائم في الإعداد السليم هو وجود المعلومات الصحيحة وتوفرها عن العدو، والتي لا يمكن توفرها إلا بوجود نظام متين وكفء للاستطلاع.

إن المهمة الأولى للاستطلاع هي الحصول على المعلومات باستمرار عن العدو ومتابعة نشاطاته المختلفة زمن السلم، بما يضمن عدم مفاجأته لنا وإتاحة الفرصة لقواتنا للاستعداد، واتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لصد العدوان قبل بدايته (وهو في مهده) ولا تقتصر مهمة الاستطلاع الاستراتيجي على النواحي العسكرية. بل تشمل أيضاً كل النواحي المتعلقة بالمجهود الحربي لدى العدو.

كذلك يهدف الاستطلاع الاستراتيجي إلى معرفة نوايا العدو، والحصول على المعلومات الخاصة بخطط السياسة والعسكرية وإجراءات التعبئة، ومعرفة قدراته العسكرية والاقتصادية والعلمية والفنية (التكنولوجية)، ومعدات القتال لديه، ومدى تطورها، والحالة المعنوية لمواطني العدو، سواء في القوات المسلحة المعادية أو خارجها. ومدى تجهيز مسرح العمليات المنتظر، أي كل ما يتعلق بالعدو، وكل ما يؤثر على الصراع المحتمل.

والحصول على كل هذه المعلومات الاستراتيجية لا يقع على عاتق أجهزة الاستطلاع العسكري الاستراتيجي (الاستخبارات العسكرية) فحسب، بل على عاتق أجهزة الدولة الأخرى التي تقوم بدور كبير في الحصول على المعلومات. فالدبلوماسيون في الخارج والمستشارون الاقتصاديون والملحقون الإعلاميون والثقافيون في السفارات لهم دور كبير في هذا المضمار، مما يوجب تأهيلهم تأهيلاً عالياً على هذه الأعمال. وذلك بإلحاقهم في الكليات العسكرية العليا مثل (كلية الدفاع الوطني). بحيث يستطيعون متابعة النشاطات المختلفة التي يقوم بها أعداء الدولة، والخروج باستنتاجات سليمة عن هذه النشاطات وإبلاغها عن طريق الأجهزة المختصة في الوقت المناسب.

أما الأجهزة العسكرية المسؤولة عن الاستطلاع الاستراتيجي العسكري فيجب أن لا يقتصر عملها على النواحي العسكرية البحتة. بل يجب أيضاً أن تتابع النواحي السياسية والاقتصادية والحربية للدولة أو الدول المعادية. وهي تعتمد لتحقيق مهمتها على الملحقين العسكريين في الخارج، كما تعتمد أيضاً، وعلى نطاق واسع، على وسائل الاستطلاع الالكتروني والجوي والبحري والفضائي. كما أصبحت تعتمد على المعلومات المتلقاة من الأقمار الصناعية المخصصة للاستطلاع.

إن الاستطلاع الاستراتيجي عمل كبير متشعب ومتداخل، لكنه لا يمكن أن يحقق النتائج المرجوة منه إلا إذا كان هناك تنظيم وتنسيق بين وسائله المختلفة حتى لا تتعارض الجهود أو تتكرر. ومن هنا تظهر أهمية وجود جهاز واحد على مستوى الدولة يكون مسؤولاً عن هذه المهمة الخطيرة =>

خاتمة:
يتبين مما تقدم أن إعداد القوات المسلحة للدولة ليس بالأمر الهين واليسير. بل هو موضوع متشعب وضخم كما رأينا يحتاج إلى جهد كبير وتخطيط سليم، حتى يأتي بالإعداد سليماً يؤدي الغرض منه، ويحقق أهدافه. وهنا لا بد من القول أن إصطلاح (إعداد الدولة للحرب) دخل في مجال المذهب العسكري والاستراتيجية العسكرية للدول المعاصرة حديثاً. خاصة في القرن العشرين لكنه عرف من قبل العرب والمسلمين منذ نيف وأربعة عشر قرناً. حين خاطبهم المولى عز وجل بقوله: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل، ترهبون به عدو الله وعدوكم) (الأنفال 60). فإن نظرية (إعداد الدولة للحرب) لذلك يعتمد تهيئة القوات للحرب بشكل رئيس على عوامل تهيئة الدولة للحرب والتي تشمل تهيئة الشعب فكريا ونفسيا للحرب

محمد الخضيري الجميلي
 
رد: القيادة الاستراتيجية /محمد الخضيري

يعطيك العآفيه أخوي محمد الجميلي

قريت الموضوع وأستفدت وسأقرأ باقي المواضيع

تقبل مروري + تقييمي لك

نمتنىى المزييييييييد شكرررررررررآ
 
عودة
أعلى