بسم الله الرحمن الرحيم
الاستعداد القتالي و و حادثة طائرة الكرملين
قبل بداية الحرب العالمية الثانية، كان هناك اعتقاد راسخ بأن فرنسا أصبحت آمنة تماماً، بعد أن أتمت بناء خط "ماجينو" الحصين. وعندما تحولت دفة الحرب لمصلحة الحلفاء، تصوّر القادة الألمان أن خط "سيجفريد" كفيل بحماية الرايخ الثالث، من أي اختراق معادٍ. ولكن الواقع، أن خط ماجينو لم يمنع ألمانيا من احتلال فرنسا في أسابيع قليلة، كما أن الحلفاء استطاعوا اختراق خط "سيجفريد" واحتلال ألمانيا وهزيمتها. الاستعداد القتالي و و حادثة طائرة الكرملين
وفي أوائل السبعينيات، أنشأت إسرائيل خط بارليف المنيع، على طول الضفة الشرقية لقناة السويس، بعمق امتد إلى عدة كيلومترات، وأنفقت عليه الكثير. أعلن الخبراء أنه يحتاج إلى عدة قنابل ذرية لاقتحامه. ولكن الجنود المصريين استولوا عليه في ست ساعات.
هذا، عن الدفاعات البرية وحصونها، فماذا عن الدفاعات الجويـــــة؟
قبل أن تدق ساعة برج الكرملين السابعة من مساء 29 مايو 1987، فوجئ زوار الميدان الأحمر بطائرة صغيرة، تحوم فوق رؤوسهم مرتين، ثم تهبط في أحد أركان الميدان، ويخرج منها فتى وفتاة، وعلى وجهيهما ابتسامة ظافرة.
وازدادت دهشتهم عندما علمـوا أن هذه الطائرة الصغيرة، أقلعت من فنلندا "Finland"، وطارت ألف كيلومتر، وهبطت بسلام في جوار مقر القيادة السوفيتية.
تساؤلات حول الحدث :
تلقفت وكالات الأنبـاء الخبر، وسرعـان ما انتشـر في العالـم، فأثار زوبعة من الدهشة، أسفرت عن علامة استفهام كبيرة. كيف حدث هذا؟ كيف نجح هذا الشاب الهاوي، بهذه الطائرة الرياضية، في الوصـول إلـى قلب العاصمـة السوفيتيـة، من دون دعـوة؟ أين الدفـاع الجـوي السوفيتي؟
• هل هو نوع جديد من الطائرات التي لا تُكتشف رادارياً "ستيلثStealth"؟
لا. لأن أمريكا، لن تقوم بإهداء باكورة إنتاجها منه إلى الاتحاد السوفيتي.
• هل جُهِّزت الطائرة بوسائل إعاقة إلكترونية فاعلة إلى حدّ إعماء شبكة الإنذار السوفيتية، بمختلـف أجهزتها، إعماءً تاماً، على امتداد ألف كيلومتر؟
مـن البديهي أن الإجابة على هذا السؤال، هي لا أيضاً.
• ألم يتح الوقت اللازم للدفاع الجوي، لاكتشاف الطائرة واعتراضها؟
والإجابة أيضاً بالنفي، لأن الطائرة حلَّقت فوق الأراضي السوفيتية أكثر من أربع ساعات.
• هل حلَّقت الطائرة على ارتفاع منخفض جداً، وتجنبت بذلك الكشف الراداري؟
الإجابة: لا يمكن، لأن ما بها من وقود لا يسمح بذلك، إذ إن معدل استهلاك الوقود على الارتفاعات المنخفضة، يكون كبيراً. وبفرض حدوث هذا، فهل من المعقول أن تعجز كل أجهزة رادار الكشف المنخفض عن التقاط الطائرة؟ وإذا سلًّمنا بذلك، جدلاً، فأين كانت طائرات الإنذار المبكر والقيادة والسيطرة السوفيتية "موسMoss"، بما لها من قدرة على اكتشاف الطائرات، مهْما قلّ الارتفاع، الذي تطير عليه؟
وقد أعاد هذا الحادث إلى الأذهان حادث الفرقاطة الأمريكية، "ستاركStark"، التي قصفتها طائرة عراقية بصاروخي إكسوسيت "Exocet"، بطريق الخطأ، قبل أقـلّ من أسبوعيـن، في مياه الخليـج العربي، في 17 مايو 1987. ونتج من ذلك مقتل 37 بحاراً وإصابة 21 آخرين.
وعلى الرغم من اختلاف سيناريو الأحداث في الحالتين، فإن هناك تشابهاً بينهما في جزئية مهمة، وهي أن الدفاع الجوي السوفيتي، والفرقاطة الأمريكية، توافرت لهما الإمكانات الكافية للتعامل مع الموقف بنجاح. ومع ذلك، كان تصرفهما مثالاً واضحاً للسلبية. فما السبب؟
الواقع أن الإجابة على كل هذه التساؤلات، تحتاج إلى إلقاء نظرة سريعة على موضوع الاستعداد القتالي (الجاهزية القتالية لوحدات الدفاع الجوي وتشكيلاته).
عناصر الجاهزية القتالية
يمكن القول ـ باختصار شديد ـ أن الاستعداد القتالي لقوات الدفاع الجوي، يعتمد على ثلاثة عوامل رئيسية، هي:
العامل الأول: هو توافر أسلحة ومعدات قادرة على اكتشاف الطائرات مبكراً، والتعامل معها في أقل وقت ممكن. وهو جانب لا ينقص الولايات المتحدة الأمريكية أو الاتحاد السوفيتي (سابقاً).
العامل الثاني: هو تنظيم مناوبة وحدات الإنذار، والطائرات المقاتلة الاعتراضية والصواريخ أرض ـ جو والمدفعية المضادة للطائرات، ومراكز العمليات، ووسائل الاتصال، بما يضمن الاكتشاف الفوري لأي طائرة، وهي لا تزال على مسافات بعيدة، خارج الحدود، والاستمرار في تتبعها، والتعامل معها فورياً، طبقاً للموقف، إمّا باعتراضها بالوسيلة المناسبة، أو بتوجيهها إلى الاتجاه الصحيح، إذا كانت قد ضلَّت طريقها. وباختصـار، يجب أن تضمن الوحدات المناوبة عدم حدوث أي اختراق، من أي نوع، للمجال الجوي للدولة.
العامل الثالث: هو التنفيذ الجيد لخطة المناوبة. وهذا هو بيت القصيد. إذ إن هذه الخطة تستند إلى دعائم ثلاث: التنظيم الجيد للوحدات والتشكيلات التي تُكلف بالمناوبة، عدداً وعدة وتمركزاً، والصلاحية الكاملة للأسلحة والمعدات، وكفاءة القادة والضباط والأفراد، ووعيهم مهامَّ المناوبة. ومما لاشك فيه، أنه من دون وجود المقاتل القادر على التنفيذ بكفاءة، يتحوَّل السلاح ـ مهما كانت قدراته ـ إلى كُتل من الحديد البارد، لا تصلح إلاّ لإغراء العدو بقصفها.
وهـذا يعني وجـود قصـور واضـح في كفاءة العنصر البشري، في كلا الحادثَيْن. وهو ما يتفق مع تقدير المكتب السياسي السوفيتـي، ومـع الأصوات التي طالبت، في واشنطن، آنذاك، بمحاسبـة المسؤولين عـن السلبية في حادث الفرقاطة ستارك. ومنها صـوت بريزينسكي Zbigniew Kazimierz Brzezinski ، مستشار الأمن القومي الأسبق في إدارة الرئيس كارتر.
سيناريو الأحداث
أقلع الطيار الألماني الهاوي، ماثيوس رست (Mathius Rust)، وعمره عشرون عاماً، من مطار هلسنكي (Helsinki)، بطائرة سسنا ـ 172 (CESSNA-172)، تابعـة لنادي هامبورج (Hamburg)للطيران، قاصداً ستوكهولم (Stockholm)، في الجنوب الغربي. إلاّ أنه ما لبث أن غير اتجاهه نحو الجنوب الشرقي، فقدّرت مراقبة الطيران المدني الفنلندي أنه ضل طريقه، وحاولت أن تصحح له خط سيره. غير أنه لم يردّ على النداءات، التي وُجِّهت إليه، وطار قريباً من سطح الماء، فاختفى بذلك من شاشات رادار الطيران المدني. واعتقد المسؤول، هناك، أن الطـائرة قد سقطت في مياه خليج فنلندا. ومن الفور، اتصل بالقوات البحرية الفنلندية، التي أرسلت ثلاث طائرات عمودية وأربع سفن، للبحث عن الطائرة، في الموقع المحتمل لسقوطها. كما أبلغ مراقبة الطيران المدني السوفيتية فقْد الطائرة. ولكن المسؤول، في مراقبة الطيران، لم يُعر الموضوع اهتماماً، فالأمر لا يعدو أن يكون طائرة هواة، سقطت في مياه خليج فنلندا، خارج نطاق اختصاصه. وقد تولَّت السلطات الفنلندية مسؤولية البحث عنها. ولمَّا لم تجد دورياتها شيئاً، ساد الاعتقاد أن الطائرة ابتلعتها مياه خليج فنلندا، وأُبلغت سلطات الطيران المدني السوفيتية ذلك، فطرح المسؤول السوفيتي، هناك، الموضوع من ذهنه كُليَّة.
وعندما اقتربت الطائرة من المياه الإقليمية السوفيتية، اُكتشفت بوسيلة ما. وأقلعت المقاتلات لاعتراضها.
وجاء في تقرير المكتب السياسي السوفيتي ما يلي: "إن شاشات رادار الدفاع الجوي، رصدت الطائرة، أثناء اقترابها من الحدود، وإن المقاتلات السوفيتية حلَّقت، مرتين، حول الطائرة".
ولكن ماذا كانت النتيجة؟
تبين لطياري المقاتلات أنها طائرة رياضية، تحمل فتىً وصديقته، في نزهة بحرية. ولم يدُر بخلدهم، للحظة واحدة، أن هذا الفتى يقوم بمغامرة، سوف تؤدي، بعد ساعات قليلة إلى خلع أكبر القادة السوفيت، وهو المارشال سيرجي سوكولوف، وزير الدفاع، والمارشال ألكسندر كولدونوف، قائد قوات الدفاع الجوي، وبعض قادة المناطق العسكرية. وسوف تُحدث أصداءً مدوية، في العالم أجمع، وتؤثّر، بعمق، في تنظيم قوات الدفاع الجوي السوفيتي. وقد تدفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى اختبار جاهزية دفاعها الجوي.
ومن المحتمل أن طياري المقاتلات، قاموا بإرشاد الطيار الشاب إلى الاتجاه الصحيح، أو أن يكون الطيار قد غيّر اتجاهه عندما شعر بالمقاتلات تتعقبه، إلى أن ابتعدت عائدة إلى قاعدتها، لتشارك في الاحتفال بعيد قوات الحدود، الذي صادف أنه في اليوم نفسه، 29 مايو 1987.
وانتهى الأمر، بذلك، بالنسبـة إلى أنساق الدفاع الجـوي الحدودية، كما انتهى، من قبل، بالنسبة إلى الطيران المدني.
واخترق ماثيوس رست، بطائرته، الحدود، عند قرية "كوكاتلايارف". واستمر يُحلِّق فوق الأراضي السوفيتية أكثر من أربع ساعات؛ إلى أن وصل إلى موسكو
وهنا يبرز السؤال التالي: ألم يكتشفها أي جهاز رادار طوال خط سيرها؟
تراكم الأخطاء
من المؤكد أن هناك أكثر من جهاز رادار، اكتشف هذه الطائرة. ولكن القرار المناسب، لم يُتّخذ في التوقيت الصحيح، للأسباب الآتية، كلها أو بعضها:
1. تمييز خاطئ لإشارة الطائرة، على أنها إحدى الظواهر الطبيعية، التي تظهر أحياناً على شاشات الرادار، نتيجة لشحنات كهرومغناطيسية طبيعية.
2. اعتقاد عامل الرادار أنها إحدى الطائرات الزراعية، التي تقوم برش المحاصيل، والشائع استخدامها في الاتحاد السوفيتي.
3. إهمال في المطابقة بين إحداثيات الطائرة وبيانات التحركات الجوية، المدنية والعسكرية، المصرح لها بالطيران (التوقيت، وخط السير، والارتفاع، والسرعة ... إلخ).
4. تقصير في اكتشاف وتتبع الطائرة بواسطة أجهزة الرادار المناوبة، يُضاف إلى ذلك احتمال عدم صلاحية بعضها.
5. نقص واضح في تدريب الأطقم، وعدم التزامها بجدول المناوبة.
6. قصور في منظومة الاتصالات.
الاطمئنان الزائف والتواكل القاتل
وساعد على تضاعف هذه الأخطاء، عدة عوامل أخرى، أهمها:
• شعـور بالاطمئنان لدى رجال قوات الدفاع الجوي؛ إذ لا يتوقع أحد أي عمل عدائي، من جانب فنلندا. ومن ثمّ، فلا داعي لتركيز الدفاعات الجوية، كمّاً ونوعاً، في هذا الاتجاه. ومن الطبيعي، أن يكون هذا الشعور موجوداً لدى الأطقم المناوبة. كما أن أحداً لم يتوقع، أن يقوم مغامر باختراق نطاقات الدفاع الجوي السوفيتية المنيعة، بطائرة محدودة الإمكانات، لا تتجاوز سرعتها 250 كم/ ساعة، بهدف الوصول من فنلندا إلى موسكو.
• انشغال القيـادات والوحدات بعيد قوات الحدود، خاصة في الفترة من الساعة الثالثة إلى السابعة مساءً.
• اعتماد أنساق الدفاع الجوي في العمق على الأنساق القريبة من الحدود. ولا شك، أن القائد المناوب في مركز عمليات الدفـاع الجوي عن موسكو، لم يتخيل أن ما يراه على الشاشات هو طائـرة حقيقية أجنبية، استطاعت اختراق النطاقات الدفاعية السابقة كلها، من دون أن يعترضها أحد، ومن دون أن يصل إليه أي إنذار بها. ورجّح القائد المناوب احتمال أنها ظاهرة طبيعية، أو طائرة مصرح لها بالطيران، خاصة بعد أن تبين له، أن سرعتها البطيئة وارتفاعها، يختلفان كلية عن سرعة الأهداف المعادية وارتفاعها.
وهكذا، تراكمت الأخطاء، إلى أن هبط الفتى رست، بسلام، في الميدان الأحمر.
ويتفق هذا التحليل مع تقرير المكتب السياسي السوفيتي، الذي ورد فيه: "إن هذا الحادث يدل على وجود نقص كبير، في تنظيم المهام العسكرية، لحماية المجال الجوي. كما يدل على انعدام اليقظة والانضباط اللازمَيْن، وتقصير كبير من وزارة الدفاع وقيادات قوات الدفاع الجوي، التي لم تُظهر الاهتمام الكافي بهذا الحدث، كما ترددت في اتخاذ القرار المناسب، باعتراض الطائرة المتسللة".
الدروس المستفادة
ومما سبق، يمكن استنتاج الدروس المستفادة الآتية:
1. هنـاك خطأ شائع، ولكنه خطير للغاية. وهو الظن أن بعض الاتجاهات لا خطر منها، ومن ثمّ، لا تأخذ اهتماماً كافياً، سواء بنوعية التسليح أو بكفاءة القوات. ومن الخطأ، أن يقال إن هناك اتجاهات محتملة لاقتراب العدو الجوي، وأخرى مستبعدة، فجميع الاتجاهات محتملة، ما دامت السماء مفتوحة أمام من يرتادها. بل إن العدو الذكي، سوف يختار الاتجاه، الذي لا يتوقع الدفاع الجوي المضاد، أنه طريق اقتراب محتمل.
2. كثيراً ما تتوقع وحدات الدفاع الجوي، المتمركزة في اتجاهات غير مهددة، أو بعيداً عن جبهة القتال، أو في عمق الدولة، أنها بعيدة عن احتمالات التهديد بالحرب، ومن ثم، تمنح نفسها حق الاسترخاء. وهو أمـر خطير، لأن مسرح عمليات الدفاع الجوي، هو المجال الجوي للدولة، ويمتد أفقياً إلى خـارج الحدود، إلى أقصى مدى يمكن أن يصل إليه شعاع الرادار. أمّا رأسياً، فيبدأ من قمم الأشجار، ويعلو إلى أقصى ارتفاع، يمكن أن تُحلِّق عليه الطائرة المعادية. كما أن هناك مناطق في العمق، قد تكون أكثر أهمية من جبهة القتال نفسها، مثل العاصمة السياسية، والمراكز الصناعية والإدارية، والسدود، والأهداف ذات الأهمية الإستراتيجية، بصفة عامة.
3. إن مهمة الدفاع الجوي، لا تنحصر في القتال فحسب، وإنما تمتد لتشمل منع اختراق المجال الجوي للدولة، سواء عن قصد لأغراض الاستطلاع، أو من طريق الخطأ، أو حتى بهدف المغامرة. لذا، فإن وحدات الدفاع الجوي، يجب أن تكون في أوضاع استعداد قتالي جاهزة لمواجهة الاحتمالات كلها.
4. يجب تأكيد حتمية رد الفعل السريع لأطقم الدفاع الجوي، فالطائرة تختلف كُلِّيةً عن جندي المشاة، الراجل أو الراكب، وعن أي مركبة برية، مهْما بلغت سرعتها. فالطائرة تستطيع أن تكون فوق هدفها، في زمن قصير جداً، ومعركة الدفاع الجوي لا تستغرق إلا دقائق معدودة. وهذا يحتاج من مقاتلي الدفاع الجوي، أن يكونوا دائماً في حالة توقع، لأن التوقع يمنع المفاجأة، وفي حالة تحفز مستمر، لأن ذلك يؤدي إلى سرعة رد الفعل. وهي مطالب في غاية المشقة، وتتنافى مع الطبيعة البشرية. ولكنها مع ذلك أمور لا بد منها.
5. إذا كانت الأعياد تُعَدّ مناسبة سعيدة، يفرح فيها الإنسان العادي، ويمرح ويسترخي، فإنها على العكس، بالنسبة إلى قوات الدفاع الجوي، إذ تدعو إلى زيادة اليقظة والتأهب، لأنها فرصة جيدة للعدو، لتحقيق مفاجأته.
6. يجب الاهتمام بالعنصر البشري، فهو الذي يخطط وينظم ويقود، ثم ينفذ. وتعتمد الإمكانات القتالية للسلاح، في المقام الأول، على الإنسان، الذي يستخدمه.
7. وأخيراً، يجب وضع خطة جيدة، لتنظيم أوضاع استعداد الوحدات. وتحتاج هذه الخطة إلى خبرة ودراسة، لأنها تهدف إلى التوفيق بين هدفين متعارضين، هما الاستعداد الفوري الدائم، وفي الوقت نفسه، عدم استنزاف الموارد البشرية، أو استهلاك الأسلحة والمعدات.
وجدير بالذكر، أن وجود الوحدة في وضع استعداد فوري، لا يتحقق بوجود الأطقم أمام معدات تعمل، فالواقع أن الاستعداد الفوري، هو نتيجة مجموعة متكاملة من الإجراءات، تشمل الآتي:
• مستوى كفاءة فنية وتكتيكية عالية، للقادة والضباط والأفراد.
• أسلحة ومعدات على درجة عالية من الصلاحية، ومضبوطة ومُولَّفة، ومستعدة للاشتباك، لفترة طويلة، من دون أعطال طارئة.
• أطقم قيادة واعية، ومتفهمة للموقف، وقادرة على اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب.
• مواقع وحدات الدفاع الجوي وتشكيلاته، منتخبة، ومجهزة جيداً.
• خطة متابعة، واختبارات مفاجئة، للاستعداد القتالي للقوات، تُنفذ بصورة جادة ومستمرة.
ولكن، حتى مع تنفيذ التوصيات السابقة كلها، فمن الممكن اختراق أي شبكة دفاع جوي. وكثيراً ما كانت القوات الجوية، المصرية والإسرائيلية، تتبادلان اختراق المجال الجوي، أثناء حرب الاستنزاف، على جبهة قناة السويس، على الرغم من حالة التأهب القصوى للدفاع الجوي، المصري والإسرائيلي.
المراجع المأخوذة و المستخدمة :
1. جريدة "الأهرام" القاهرية، الصادرة أيام: 30، 31 مايو، والأول والثاني من يونيه 1987.
2. جريدة "النجم الأحمر" السوفيتية، الصادرة في 31 مايو 1987.
3. "صنداي تايمز" البريطانية، الصادرة في 31 مايو 1987.
4. جريدة "بيلد" الألمانية، الصادرة في 31 مايو 1987.
5. جريدة "ترود" السوفيتية، الصادرة في 30 مايو 1987.
6. جريدة "برافدا" السوفيتية، الصادرة في 30 مايو 1987.
7. نقلاً عن وكالة أنباء يونيتد برس، في 30مايو 1987.
8. نقلاً عن وكالة رويتر، في 30 مايو 1987.
9. نقلاً عن وكالتي الأنباء، تاس، ونوفوستي، السوفيتيتين، يومي 30 و 31 مايو 1987.
10. Aviation Week & Space Technology, May 25. 1987. pp 23 - 25....