رد: مسلمو بورما .. يواجهون حرب إبادة !!
ينتفضون للأضرحة ولا يبالون بدماء مسلمي بورما
ينتفضون للأضرحة ولا يبالون بدماء مسلمي بورما
إيمان الشرقاوي
15/07/2012 - 1:25pm
211
انتفض العالم لإدانة هدم الأضرحة في مالي، إلى حد وصفت بـ"جريمة حرب"! وأدان واستنكر وشنّ الهجوم على منفذي هجمات الكنائس والمسيحيين في نيجيريا.. وفي المقابل لم يحرك ساكنًا أمام المذابح البشعة للمسلمين في
بورما حتى الإدانة لم يسمع لها صوت، ويبدو أن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة ستصل إلى هناك بعد أن يموت المسلمين جميعًا!!
ويتعرض سكان إقليم "
أراكان" من المسلمين في دولة بورما إلى أكبر عملية إبادة جماعية على يد جماعة "الماغ" البوذية المتطرفة، ولا يمكن إحصاء عدد القتلى في الهجمات التي تعتبر الأشدّ في تاريخ استهداف المسلمين في بورما التي يسكنها 50 مليون نسمة، منهم 15% من المسلمين، يتركز نصفهم في إقليم أراكان ذي الأغلبية المسلمة.
المسلمون في بورما يواجهون الحرق في قراهم بشكل جماعي -حيث يقوم النظام العسكري ببناء مستوطنات جديدة مكانها للبوذيين- ويذبحون كالخراف وتُغتصب النساء ويلاحق الشباب والأطفال داخل الغابات الاستوائية المليئة بالحيوانات المفترسة، وقد لجأ عشرات الآلاف من السكان المسلمين إلى الشواطئ لينجوا بأنفسهم مبحرين إلى بنجلادش.
ولا تعد مذبحة بورما الحالية الأولى ولن تكون الأخيرة، فدائمًا ما يتعرض المسلمون فيها لأبشع أنواع الظلم والتنكيل، ففي عام 1938م قام البوذيون بارتكاب مجزرة قتل فيها ما يقرب من ثلاثين ألفًا من المسلمين تحت أنظار المستعمرين الإنجليز الذين كانوا يحكمون تلك البلاد في ذلك الزمان، كما حرقوا مائة وثلاثة عشر مسجدًا. وفي عام 1942م ارتكب البوذيون مذبحة أخرى في "أراكان" التي كانت يومًا ما دولة إسلامية، ذهب ضحيتها حوالي مائة ألف مسلم، وشُرِّد مئات الآلاف.
كما طرد الجيش البورمي في عام 1978م أكثر من نصف مليون مسلم في ظروف سيئة جدًّا، حيث توفي خلال التهجير أكثر من أربعين ألفًا من النساء والأطفال والشيوخ. كما تعرض مسلمو بورما للطرد الجماعي المتكرر خارج الوطن خلال أعوام 1962 و1991م، حيث طُرد قرابة المليون ونصف المليون مسلم إلى بنجلادش.
والغريب أن هذه المجازر الوحشية المستمرة والتي تجددت مؤخرًا ضد المسلمين لم تلق صدًى عند الغرب وحتى الدول العربية والإسلامية، التي انشغلت على ما يبدو بقضية أخرى قد تكون أكثر أهمية من دماء المسلمين الذي يسيل أنهارًا في بورما، وهو هدم الأضرحة في مالي!!
هذا الاهتمام وصل لدرجة أن رئيسة الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية، فاتو بينسودا، وصفت تدمير الأضرحة على يد من تصفهم بالإسلاميين من حركة "أنصار الدين" في مدينة تمبكتو الأثرية في مالي بأنها "جريمة حرب"!
ووصفت حكومة مالي الأمر بأنه "عنف مدمر يرقى إلى جرائم الحرب"، ودعت الحكومة الأمم المتحدة إلى التحرك لحماية تمبكتو وتراثها.
كما صدرت الإدانات من دول مثل المغرب والجزائر اللتين عبّرا عن قلقهما الشديد مما يحدث في تمبكتو، ودعوا الدول الإسلامية ودول العالم إلى "تدخُّل عاجل"؛ لحماية المواقع الأثرية الغنية في مالي.
ولقي هذا الاهتمام بهدم الأضرحة انتقاد الكثير من شيوخ وعلماء المسلمين، فها هو فضيلة الشيخ الدكتور ناصر العمر يعلق بقوله: "أي محكمة هذه التي تصف هدم الأضرحة بجريمة حرب؟ أين هي من المجازر البشرية وإهلاك الحرث والنسل على يد قرامطة العصر؟!"، في إشارة إلى نظام بشار الأسد العلوي في سوريا.
وإزاء مجازر بورما لم نسمع من وسائل الإعلام العربية والإسلامية أيّ استنكارات أو شجب من قبل الجهات الرسمية والحكومات الإسلامية والعربية، ولم تقم منظمات الإغاثة العالمية بأي عمل من شأنه التخفيف من معاناة هؤلاء المعذبين أو مدّ يد العون لهم، كما لم نر أي دعوات غربية لفرض حظر أو عقوبات اقتصادية ضد النظام العسكري في بورما! ثم ماذا عن الدول الإسلامية المجاورة لبورما مثل إندونيسيا وماليزيا، هل لم يحن الوقت بعد لإنقاذ إخوانهم وجيرانهم؟
فمن الواضح أن قضية هدم الأضرحة تشغلهم وتشغل باقي العالم عن مأساة المسلمين في بورما، ومأساة المسلمين في
سوريا، ومآسي المسلمين في جميع أنحاء العالم.
المصدر: موقع
المسلم.