سلسلة الأحاديث القدسية/الأحاديث الصحيحة الصريحة/حرف التاء
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة الأحاديث القدسية
38 ـ الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة
حرف التاء
الحديث الأول:
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
« تجتمع ملائكة الليل والنهار في صلاة الفجر وصلاة العصر. قال: فيجتمعون في صلاة الفجر. قال: فتصعد ملائكة الليل وتثبت ملائكة النهار. قال: ويجتمعون في صلاة العصر. قال: فيصعد ملائكة النهار وتثبت ملائكة الليل. قال: فيسألهم ربهم: كيف تركتم عبادي؟ قال: فيقولون أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون ». قال سليمان: ولا أعلمه إلا قد قال فيه: (فاغفر لهم يوم الدين (1)).
الحديث الثاني:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« تفتح أبواب الجنة في كل اثنين وخميس ».
قال معمر وقال غير سهيل: « وتعرض الأعمال في كل اثنين وخميس فيغفر الله عز وجل لكل عبد لا يشرك به شيئا إلا المتشاحنين؛ يقول الله للملائكة: ذروهما حتى يصطلحا »(2).
الحديث الثالث:
عن أبي هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« تحاجت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين، وقالت الجنة: فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسَقَطُهم وغِرَّتهم؟! قال الله للجنة: إنما أنت رحمتي؛ أرحم بك من أشاء من عبادي. وقال للنار: إنما أنت عذابي؛ أعذب بك من أشاء من عبادي. ولكل واحدة منكما ملؤها؛ فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع الله تبارك وتعالى رجله تقول: قط قط قط. فهنالك تمتلئ ويُزوى بعضها إلى بعض، ولا يظلم الله من خلقه أحدا، وأما الجنة فإن الله ينشئ لها خلقا »(3)
قوله: ( وغِرَّتهم ) الغرة هم الغافلون الذين ليس بهم حذق في أمور الدنيا .
الحديث الرابع:
عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم فقالوا: أعملت من الخير شيئا؟ قال: لا. قالوا: تذكر. قال: كنت أداين الناس فآمر فتياني أن يُنظروا المعسر ويَتَجَوَّزُوا عن الموسر. قال: قال الله عز وجل : تجوزوا عنه(4)
يتبع
عن موقع شبكة السنة النبوية وعلومها
الهوامش:
(1) أخرجه أحمد (9151)، وينظر الترغيب والترهيب للألباني (463) .
(2) أخرجه أحمد (7639)، واللفظ له، وهو عند مسلم: كتاب البر والصلة والآداب، باب النهي عن الشحناء والتهاجر (2565) بنحوه.
(3) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب تفسير القرآن، باب قوله: { وتقول هل من مزيد } (4850)، كتاب التوحيد، باب ما جاء في قول الله تعالى: { إن رحمة الله قريب من المحسنين } (7449)، ومسلم: كتاب «الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء (2846، 2847).
(4) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب البيوع، باب من أنظر موسرًا (2077)، كتاب في الاستقراض وأداء الديون والحجر والتفليس، باب حسن التقاضي (2391)، كتاب أحاديث الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل (3452)، مسلم: كتاب المساقاة، باب فضل إنظار المعسر (1560).
(5) (صحيح) أخرجه الحاكم (8701) عن جابر، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
سلسلة الأحاديث القدسية/الأحاديث الصحيحة الصريحة/حرف الثاء
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة الأحاديث القدسية
39 ـ الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة
حرف الثاء
الحديث الأول:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
« ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم: رجل حلف على سلعة لقد أعطى بها أكثر مما أعطى وهو كاذب، ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر؛ ليقتطع بها مال رجل مسلم، ورجل منع فضل ماء، فيقول الله: اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك »(1)
الحديث الثاني:
عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
« ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم: الذي إذا انكشفت فئة قاتل وراءها بنفسه لله -عز وجل-، فإما أن يقتل وإما أن ينصره الله -عز وجل- ويكفيه، فيقول: انظروا إلى عبدي هذا كيف صبر لي بنفسه، والذي له امرأة حسنة وفراش لين حسن، فيقوم من الليل، فيقول: يذر شهوته ويذكرني، ولو شاء؛ رقد، والذي إذا كان في سفر وكان معه ركْب فسهروا ثم هجعوا فقام من السحر في ضراء وسراء »(2)
يتبع
عن موقع شبكة السنة النبوية وعلومها
الهوامش:
(1) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب المساقاة، باب إثم من منع ابن السبيل من الماء (2358)، باب من رأى صاحب الحوض والقربة أحق بمائه (2369)، كتاب الشهادات، باب اليمين بعد العصر (2672)، كتاب الأحكام، باب من بايع رجلا لا يبايعه إلا للدنيا (7212)، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى { وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة }[ (7446) واللفظ له، مسلم: كتاب الإيمان، باب بيان غلظ تحريم إسبال الإزار والمن بالعطية (108).
(2) أخرجه الحاكم (68)، مختصرا، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (629): حسن.
سلسلة الأحاديث القدسية/الأحاديث الصحيحة الصريحة/حرف الجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة الأحاديث القدسية
40 ـ الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة
حرف الجيم
الحديث الأول:
عن ابن عمر قال: كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد منى، فأتاه رجل من الأنصار ورجل من ثقيف فسلما، ثم قالا: يا رسول الله! جئنا نسألك.
فقال: إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه؛ فعلت، وإن شئتما أن أمسك وتسألاني؛ فعلت.
فقالا: أخبرنا يا رسول الله.
فقال الثقفي للأنصاري: سل.
فقال: أخبرني يا رسول الله.
فقال: « جئتني تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام وما لك فيه، وعن ركعتيك بعد الطواف وما لك فيهما، وعن طوافك بين الصفا والمروة وما لك فيه، وعن وقوفك عشية عرفة وما لك فيه، وعن رميك الجمار وما لك فيه، وعن نحرك وما لك فيه، وعن حلقك رأسك وما لك فيه، وعن طوافك بالبيت بعد ذلك وما لك فيه، مع الإفاضة ».
فقال: والذي بعثك بالحق لَعَنْ هذا جئت أسألك.
قال: « فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام لا تضع ناقتك خُفًّا ولا ترفعه؛ إلا كتب الله لك به حسنة ومحا عنك خطيئة. وأما ركعتاك بعد الطواف كعتق رقبة من بني إسماعيل. وأما طوافك بالصفا والمروة بعد ذلك كعتق سبعين رقبة. وأما وقوفك عشية عرفة؛ فإن الله -تبارك وتعالى- يهبط إلى سماء الدنيا فيُباهي بكم الملائكة؛ يقول: عبادي، جاؤوني شعثا من كل فج عميق يرجون جنتي، فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل أو كقطر المطر أو كزبد البحر؛ لَغَفَرَها -أو لغفرتُها-، أفيضوا عبادي مغفورا لكم ولمن شفعتم له. وأما رميك الجمارَ؛ فلك بكل حصاة رميتها كبيرة من الموبقات. وأما نحرك؛ فمذخور لك عند ربك. وأما حلاقك رأسك؛ فلك بكلّ شعرة حلقتها حسنة وتمحى عنك بها خطيئة. وأما طوافك بالبيت بعد ذلك؛ فإنك تطوف ولا ذنب لك، يأتي ملك حتى يضع يديه بين كتفك فيقول: اعمل فيما يستقبل؛ فقد غفر لك ما مضى »(1)
الحديث الثاني:
عن أبي هريرة قال: « جلس جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى السماء فإذا ملك ينزل، فقال جبريل: إن هذا الملك ما نزل منذ يوم خُلق قبل الساعة، فلما نزل قال: يا محمد! أرسلني إليك ربك؛ قال: أَفَمَلِكًا يجعلك أم عبدًا رسولا؟
قال جبريل: تواضع لربك يا محمد. قال: بل عبدا رسولا »(2)
يتبع
عن موقع شبكة السنة النبوية وعلومها
الهوامش:
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/425/13600)، قال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1112): حسن لغيره.
(2) أخرجه أحمد (7160)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1002).
سلسلة الأحاديث القدسية/الأحاديث الصحيحة الصريحة/حرف الحاء/حرف الخاء
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة الأحاديث القدسية
41 ـ الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة
حرف الحاء
الحديث الأول:
عن عبادةَ بن الصامت قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي عن ربه عز وجل يقول:
« حَقَّت محبتي للمتحابين فيَّ، وحقت محبتي للمتباذلين فيَّ، وحقت محبتي للمتزاورين فيَّ، والمتحابون فيَّ الله على منابرَ من نور في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله »(1).
42 ـ الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة
حرف الخاء
الحديث الأول:
عن أبي نضرة قال: مرض رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليه أصحابه يعودونه فبكى، فقيل له: ما يُبكيك يا أبا عبد الله؟ ألم يقل لك رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« خذ من شاربك ثم أقرره حتى تلقاني »؟
قال: بلى، ولكنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
« إن الله -تبارك وتعالى- قبض قبضة بيمينه فقال: هذه لهذه ولا أبالي، وقبض قبضة أخرى -يعني بيده الأخرى- فقال: هذه لهذه ولا أبالي » فلا أدري في أي القبضتين أنا (2) .
والمراد بقوله (لهذه) و(لهذه) أي: الجنة والنار
الحديث الثاني:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا، فلما خلقه؛ قال: اذهبْ فسلم على أولئك النفر - وهم نفر من الملائكة جلوس- فاستمعْ إلى ما يُجيبونك؛ فإنها تحيتك وتحية ذريتك. قال: فذهب فقال: السلام عليكم، فقالوا السلام عليك ورحمة الله، فزادوه ورحمة الله. قال: فكل من يدخل الجنة على صورة آدم طوله ستون ذراعا فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن »(3).
الحديث الثالث:
عن أبي سعيد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
« خلق الله - تبارك وتعالى- الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطها المسك، وقال لها: تكلمي. فقالت: قد أفلح المؤمنون. فقالت الملائكة: طوبى لكِ منزل الملوك »(4)
الحديث الرابع:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
« خلق الله الخلق، فلما فرغ منه قامت الرَّحِمُ فأخذت بحِقْوِ الرحمن. فقال له: مه! قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة. قال: ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب. قال: فذاك ».
قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم : { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ }(5)
يتبع
عن موقع شبكة السنة النبوية وعلومها
الهوامش:
(1) أخرجه أحمد (22002، 22064)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7770).
(2) أخرجه أحمد (17593، 17594، 20668)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (50)..
(3) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب أحاديث الأنبياء، باب خلق آدم صلوات الله عليه وذريته (3326)، كتاب الاستئذان، باب بدء السلام (6227)، مسلم: كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير (2841).
(4) أخرجه الطبراني في الأوسط (3701)، أبو نعيم في حلية الأولياء (6/ 204)، صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2662).
(5) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب تفسير القرآن، باب وتقطعوا أرحامكم (4830)، كتاب الأدب، باب من وصل وصله الله (5987، 5988)، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: (يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ) (7502)، مسلم: كتاب البر والصلة والآداب، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها (2554).
سلسلة الأحاديث القدسية/الأحاديث الصحيحة الصريحة/حرف الراء/حرف السين
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة الأحاديث القدسية
43 ـ الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة
حرف الراء
الحديث الأول:
اجتمع حذيفة وأبو مسعود فقال حذيفة: « رجل لقي ربه فقال: ما عملت؟ قال: ما عملت من الخير إلا أني كنت رجلا ذا مال، فكنت أطالب به الناس، فكنت أقبل الميسور وأتجاوز عن المعسور. فقال: تجاوزوا عن عبدي ».
قال أبو مسعود: هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(1).
الحديث الثاني:
عن ابن مسعود قال: « رجلان يضحك الله إليهما: رجل تحته فرس من أمثل خيل أصحابه، فلقوا العدو فانهزموا وثبت إلى أن قُتل شهيدا. فذلك يضحك الله منه. ورجل قام في جوف الليل لا يعلم به أحد، فتوضأ فأسبغ الوضوء ثم حمد الله ومجده وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم واستفتح القرآن، فذلك الذي يضحك الله إليه؛ يقول: انظروا إلى عبدي قائما لا يراه أحد غيري »([2]).
44 ـ الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة
حرف السين
الحديث الأول:
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
« سألت الله مسألة وددت أني لم أكن سألته؛ ذكرت رسل ربي فقلت: يا رب! سخرت لسليمان الريح، وكلمت موسى.
فقال - تبارك وتعالى-: ألم أجدك يتيما فآويتك، وضالا فهديتك، وعائلا فأغنيتك؟
قال: فقلت: نعم، فوددت أن لم أسأله »(3).
الحديث الثاني:
عن أبي هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال :
« سألت ربي -عز وجل- فوعدني أن يُدخل من أمتي سبعين ألفا على صورة القمر ليلةَ البدر، فاستزدت فزادني مع كل ألف سبعين ألفا، فقلت: أي رب! إن لم يكن هؤلاء مهاجري أمتي؟ قال: إذن أُكْمِلَهم لك من الأعراب »(4).
الحديث الثالث:
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
« سأل موسى ربَّه عن ست خصال كان يظن أنها له خالصة، والسابعة لم يكن موسى يحبها.
قال: يا رب! أي عبادك أتقى؟
قال: الذي يذكر ولا ينسى.
قال: فأي عبادك أهدى؟
قال: الذي يتبع الهدى.
قال: فأي عبادك أحكم؟
قال: الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسه.
قال: فأي عبادك أعلم؟
قال: عالم لا يشبع من العلم؛ يجمع علم الناس إلى علمه.
قال: فأي عبادك أعز؟ قال: الذي إذا قدر غفر.
قال: فأي عبادك أغنى؟ قال: الذي يرضى بما يُؤتى.
قال: فأي عبادك أفقر؟ قال: صاحب منقوص ».
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ليس الغنى عن ظهر؛ إنما الغنى غنى النفس، وإذا أراد الله بعبد خيرا؛ جعل غناه في نفسه، وتقاه في قلبه، وإذا أراد الله بعبد شرا؛ جعل فقره بين عينيه »(5).
قال أبو حاتم: قوله ( صاحب منقوص ) يريد به: منقوص حالته يستقل ما أوتي ويطلب الفضل .
الحديث الرابع:
عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
« سأل موسى ربه ما أدنى أهل الجنة منزلة؟
قال: هو رجل يجيء بعدما أُدخل أهلُ الجنةِ الجنةَ، فيقال له: ادخل الجنة. فيقول: أي رب! كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مِثْلُ مُلْكِ مَلِكٍ من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت رب. فيقول: لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله. فقال في الخامسة: رضيت رب. فيقول: هذا لك وعشرة أمثاله، ولك ما اشتهت نفسك ولَذَّتْ عينك. فيقول: رضيت رب.
قال: رب! فأعلاهم منزلة؟
قال: أولئك الذين أردت؛ غرست كرامتهم بيدي، وختمت عليها فلم تر عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على قلب بشر.
قال: ومصداقه في كتاب الله عز وجل : { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ } »(6).
يتبع
عن موقع شبكة السنة النبوية وعلومها
الهوامش:
(1) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب البيوع، باب من أنظر موسرا (2077)، مسلم: كتاب المساقاة، باب فضل إنظار المعسر (1560)، واللفظ له.
(2) أخرجه عبد الرزاق (20281).
(3) أخرجه الحاكم (3944)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2538).
(4) أخرجه أحمد (8707)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1484)، وله شاهد من حديث حذيفة، وأنس، وثوبان.
(5) أخرجه ابن حبان (6217)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (3350). قال أبو حاتم: قوله ( صاحب منقوص ) يريد به منقوص حالته يستقل ماأوتي ويطلب الفضل .
(6) أخرجه مسلم: كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (189).
سلسلة الأحاديث القدسية/الأحاديث الصحيحة الصريحة/حرف العين/حرف الفاء
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة الأحاديث القدسية
45 ـ الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة
حرف العين
عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
« عجب ربنا -عز وجل- من رجلين: رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين أهله وحَيِّه إلى صلاته. فيقول ربنا: أَيَا ملائكتي! انظروا إلى عبدي، ثار من فراشه ووطائه ومن بين حَيِّه وأهله إلى صلاته؛ رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي. ورجل غزا في سبيل الله -عز وجل- فانهزموا، فعلم ما عليه من الفرار وما له في الرجوع، فرجع حتى أُهْرِيقَ دمه؛ رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي. فيقول الله -عز وجل- لملائكته: انظروا إلى عبدي، رجع رغبة فيما عندي ورهبة مما عندي حتى أهريق دمه »(1).
46 ـ الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة
حرف الفاء
الحديث الأول:
عن أنس بن مالك قال: كان أبو ذر يُحَدِّثُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر قصة الإسراء وفيها:
« ففرض الله على أمتي خمسين صلاة. قال: فرجعت بذلك حتى أَمُرَّ بموسى. فقال موسى -عليه السلام-: ماذا فرض ربك على أمتك؟ قال: قلت: فرض عليهم خمسين صلاة.
قال لي موسى -عليه السلام-: فراجع ربك؛ فإن أمتك لا تطيق ذلك. قال: فراجعت ربي فوضع شطرها. قال: فرجعت إلى موسى -عليه السلام- فأخبرته. قال: راجع ربك؛ فإن أمتك لا تُطيق ذلك. قال: فراجعت ربي فقال: هي خمس وهي خمسون، لا يُبدَّل القول لدي. قال: فرجعت إلى موسى، فقال: راجع ربك. فقلت: قد استحييت من ربي. قال: ثم انطلق بي جبريل حتى نأتي سِدرة المنتهى، فغشيها ألوان لا أدري ما هي. قال: ثم أُدخلت الجنة، فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك »(2).
الحديث الثاني:
عن صهيب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى همس شيئا لا نفهمه ولا يحدثنا به، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« فطنتم لي ».
قال قائل: نعم.
قال: « فإني قد ذكرت نبيا من الأنبياء أُعطي جنودا من قومه، فقال: من يكافئ هؤلاء - أو من يقوم لهؤلاء، أو كلمة شبيهة بهذه؛ شك سليمان-
قال: « فأوحى الله إليه اختر لقومك بين إحدى ثلاث: إما أن أسلط عليهم عدوا من غيرهم، أو الجوع، أو الموت.
قال: فاستشار قومه في ذلك، فقالوا: أنت نبي الله، نَكِلُ ذلك إليك؛ فَخِرْ لنا.
قال: فقام إلى صلاته.
قال: وكانوا يفزعون-إذا فزعوا- إلى الصلاة.
قال: فصلى.
قال: أما عدو من غيرهم؛ فلا، أو الجوع؛ فلا، ولكن الموت.
قال: فسلط عليهم الموت ثلاثة أيام، فمات منهم سبعون ألفا، فهمسي الذي ترون أني أقول: اللهم يا رب! بك أقاتل، وبك أصاول، ولا حول ولا قوة إلا بالله »(3).
الحديث الثالث:
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن هذه الآية التي في القرآن { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا }. قال: « في التوراة: يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب بالأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه الله حتى يُقيم به الملة العوجاء؛ بأن يقولوا: لا إله إلا الله، فيفتح بها أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا »(4).
يتبع
عن موقع شبكة السنة النبوية وعلومها
الهوامش:
(1) أخرجه أحمد (3949)، واللفظ له، أبو داود: كتاب الجهاد، باب في الرجل يشري نفسه (2536) مختصراً على قصة الغازي، وهو الحديث التالي .
(2) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب الصلاة، باب كيف فرضت الصلاة في الإسراء (349)، كتاب أحاديث الأنبياء، باب ذكر إدريس عليه السلام، وهو جد أبي نوح (3342)، مسلم كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله -صلى الله عليه وسلم- (163).
(3) أخرجه أحمد (18937، 18938، 18940)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1061).
(4) أخرجه البخاري: كتاب البيوع، باب كراهية السخب في الأسواق (2125)، كتاب تفسير القرآن، باب { إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا } (4838).
سلسلة الأحاديث القدسية/الأحاديث الصحيحة الصريحة/حرف القاف(1 ـ 4)
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة الأحاديث القدسية
47 ـ الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة
حرف القاف (1-4)
الحديث الأول:
عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال:
« قال الله -عز وجل-: إن أمتك لا يزالون يقولون: ما كذا؟ ما كذا؟ حتى يقولوا: هذا الله، خلق الخلق؛ فمن خلق الله؟ »(1).
الحديث الثاني:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« قال الله: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك. أما تكذيبه إياي؛ أن يقول: إني لن أُعيده كما بدأته، وأما شتمه إياي؛ أن يقول: اتخذ الله ولدا، وأنا الصمد الذي لم ألد، ولم أولد، ولم يكن لي كفؤا أحد »(2).
الحديث الثالث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« قال الله -عز وجل-: استقرضت من عبدي فأبى أن يقرضني، وسبَّني عبدي ولا يدري؛ يقول: وادهراه! وأنا الدهر »(3).
الحديث الرابع:
عن أبي قتادة بن ربعي، أخبره قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« قال الله -تعالى-: إني فرضت على أمتك خمس صلوات، وعهدت عندي عهدا؛ أنه من جاء يحافظ عليهن لوقتهن أدخلته الجنة، ومن لم يحافظ عليهن؛ فلا عهد له عندي »(4).
الحديث الخامس:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
« قال الله -عز وجل-: أَنْفِقْ؛ أُنْفِقْ عليك. وقال: يد الله ملأى لا تَغيضُها نفقة، سَحَّاءُ الليل والنهار.
وقال: أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماء والأرض؛ فإنه لم يَغِضْ ما في يده، وكان عرشه على الماء، وبيده الميزان يَخْفِضُ ويَرفَع »(5).
الحديث السادس:
عن بسر بن جحاش القرشي أن النبي صلى الله عليه وسلم بزق يوما في كفه، فوضع عليها إصبعه، ثم قال:
« قال الله: ابنَ آدم! أَنَّى تُعجزني وقد خلقتك من مثل هذه، حتى إذا سويتك وعدلتك؛ مشيت بين بُردين وللأرض منك وئيد، فجمعت ومنعت، حتى إذا بلغت التراقي؛ قلتَ: أتصدق، وأنى أوان الصدقة »؟(6).
يتبع
عن موقع شبكة السنة النبوية وعلومها
الهوامش:
(1) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب ما يكره من كثرة السؤال وتكلف ما لا يعنيه (7296)، مسلم: كتاب الإيمان، باب بيان الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها (136) واللفظ له، وله شاهد من حديث أبي هريرة.
(2) أخرجه البخاري: كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في قول الله تعالى: { وهو الذي يبدأ الخلق } (3193)، تفسير القرآن، باب يقال لا ينون أحد أي واحد (4974)، باب قوله: { الله الصمد } (4975).
(3) أخرجه الحاكم (3691)، قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه بهذه السياقة، وسكت عنه الذهبي.
(4) أخرجه أبو داود: كتاب الصلاة، باب في المحافظة على وقت الصلوات (430)، ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في فرض الصلوات الخمس (1403)، قال الألباني في صحيح أبي داود: حسن.
(5) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب تفسير القرآن، باب قوله { وكان عرشه على الماء } (4684)، كتاب النفقات، باب فضل النفقة على الأهل (5352)، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى { لما خلقت بيدي } (7411)، باب { وكان عرشه على الماء وهو رب العرش العظيم }(7419)، باب قول الله تعالى { يريدون أن يبدلوا كلام الله } (7496)، مسلم: كتاب الزكاة، باب الحث على النفقة وتبشير المنفق بالخلف (993).
(6) أخرجه أحمد (17842) واللفظ له ،و ابن ماجه: كتاب الوصايا، باب النهي عن الإمساك في الحياة والتبذير عند الموت (2707)، قال الألباني في صحيح ابن ماجه: حسن.
سلسلة الأحاديث القدسية/الأحاديث الصحيحة الصريحة/حرف القاف(2 ـ 4)
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة الأحاديث القدسية
48 ـ الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة
حرف القاف (2-4)
الحديث السابع: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« قال الله: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي، وأنا أجزي به، والصيام جُنَّةٌ، وإذا كان يوم صوم أحدكم؛ فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سَابَّه أحد أو قاتله؛ فليقل: إني امرؤ صائم. والذي نفس محمد بيده، لَخَلُوفُ فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه؛ فرح بصومه »(1).
الحديث الثامن:
عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« قال رجل: الحمد لله كثيرًا. فأعظمها الملك أن يكتبها، فراجع فيها ربه -عز وجل-، فقال: اكتبها كما قالها عبدي كثيرًا » (2).
الحديث التاسع :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
« قرصت نملة نبيا من الأنبياء، فأمر بقرية النمل فأُحرقت. فأوحى الله إليه أنْ قرصتك نملة أَحرقت أُمَّةً من الأُمم تُسَبِّحُ »؟(3).
الحديث العاشر :
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
« قال الله عز وجل : لا يأتي النذر على ابن آدم بشيء لم أُقَدِّرْه عليه، ولكنه شيء أَستخرج به من البخيل، يؤتيني عليه ما لا يُؤتيني على البخل »(4).
الحديث الحادي عشر :
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
« قال الله –تعالى-: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يُعطه أجره »(5).
الحديث الثاني عشر:
عن شريح قال: سمعت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
« قال الله –تعالى-: يا ابن آدم! قم إليَّ؛ أمش إليك، وامش إليَّ؛ أهرول إليك »(6).
يتبع
عن موقع شبكة السنة النبوية وعلومها
الهوامش:
(1) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب الصوم، باب فضل الصوم (1894)، كتاب الصوم، باب هل يقول إني صائم إذا شتم (1904)، كتاب اللباس، باب ما يذكر في المسك (5927)، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ )(7492)، كتاب التوحيد، باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وروايته (7538)، مسلم: كتاب الصيام، باب حفظ اللسان للصائم (1151)، من حديث أبي هريرة وأبي سعيد، وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وجابر بن عبد الله، وأبي أمامة، وغيرهم.
(2) (حسن لغيره) أخرجه الطبراني في الأوسط (2061)، وذكره الهيثمي في المجمع (10/44/117): «فيه يوسف بن عبد الملك الواسطي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات»، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1577): «حسن لغيره».
(3) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب الجهاد والسير، باب إذا حرق المشرك المسلم هل يحرق (3019)، كتاب بدء الخلق، باب خمس من الدواب فواسق يقتلن في الحرم (3319)، مسلم: كتاب السلام، باب النهي عن قتل النمل (2241).
(4) أخرجه أحمد (7297، 8152)، وهو في الصحيحين ولفظه غير قدسي.
(5) أخرجه البخاري: كتاب البيوع، باب إثم من باع حرا (2227)، كتاب الإجارة، باب إثم من منع أجر الأجير (2270).
(6) أخرجه أحمد (15925).
سلسلة الأحاديث القدسية/الأحاديث الصحيحة الصريحة/حرف القاف(3 ـ 4)
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة الأحاديث القدسية
49 ـ الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة
حرف القاف (3-4)
الحديث الثالث عشر:
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
« قال إبليس: أي رب! لا أزال أغوي بني آدم ما دامت أرواحهم في أجسادهم. قال: فقال الرب -عز وجل-: لا أزال أغفر لهم ما استغفروني »(1).
الحديث الرابع عشر:
عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
« قال الله -تبارك وتعالى-: يا ابن آدم! إنك ما دعوتني ورجوتني؛ غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي. يا ابن آدم! لو بلغت ذنوبك عَنَانَ السماء ثم استغفرتني؛ غفرت لك ولا أبالي. يا ابن آدم! إنك لو أتيتني بقُرَابِ الأرض خطايا ثم لقيتني لا تُشرك بي شيئا؛ لأتيتك بقُرابها مغفرة »(2).
الحديث الخامس عشر:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« قال الله -عز وجل-: عبدي! أنا عند ظنّك بي، وأنا معك إذا ذكرتني »(3).
الحديث السادس عشر:
عن واثلة بن الأسقع قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
« قال الله -عز وجل-: أنا عند ظن عبدي بي؛ فليظن بي ما شاء »(4).
الحديث السابع عشر:
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
« قال الله تبارك وتعالى للنفس: اخرجي. قالت: لا أخرج إلا كارهة. قال: اخرجي وإن كرهتِ »(5).
يتبع
عن موقع شبكة السنة النبوية وعلومها
الهوامش:
(1) أخرجه أحمد (11237، 11244)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (104).
(2) أخرجه الترمذي: كتاب الدعوات، باب في فضل التوبة والاستغفار وما ذكر من رحمة الله (3540)، قال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، قال الألباني في صحيح الترمذي: صحيح، وله شاهد من حديث أبي ذر، وابن عباس، وأبي الدرداء وغيرهم.
(3) أخرجه الحاكم (1828)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2012).
(4) أخرجه أحمد (16016، 16979)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1663).
(5) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (219)، والبزار (9590)، قال الألباني في صحيح الأدب المفرد: صحيح.
سلسلة الأحاديث القدسية/الأحاديث الصحيحة الصريحة/حرف القاف(4 ـ 4)
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة الأحاديث القدسية
50 ـ الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة
حرف القاف (4-4)
الحديث الثامن عشر:
عن ابن عباس قال: حدثنا أُبَيُّ بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم:
« قام موسى النبي خطيبا في بني إسرائيل، فسئل: أيُّ الناس أعلم؟
فقال: أنا أعلم.
فعتب الله عليه إذ لم يَرُدَّ العلم إليه، فأوحى الله إليه أنَّ عبدا من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك.
قال: يا رب! وكيف به؟
فقيل له: احمل حوتا في مِكْتَلٍ، فإذا فقدته؛ فهو ثَمَّ.
فانطلق وانطلق بفتاه يوشع بن نون وحملا حوتا في مكتل، حتى كانا عند الصخرة وضعا رؤوسهما وناما، فانسل الحوت من المكتل { فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا } ، وكان لموسى وفتاه عجبا، فانطلقا بقية ليلتهما ويومهما،
فلما أصبح قال موسى لفتاه: { آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا } ، ولم يجد موسى مسًّا من النصب حتى جاوز المكان الذي أُمِرَ به فقال له فتاه: { أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَينَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ }، قال موسى: {ذلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا }، فلما انتهيا إلى الصخرة؛ إذا رجل مُسَجًّى بثوب -أو قال: تَسَجَّى بثوبه- فسَلَّمَ موسى،
فقال الخضر: وأنَّى بأرضك السلام؟
فقال: أنا موسى،
فقال: موسى بني إسرائيل؟
قال: نعم،
قال: { هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا }؟
{ قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا }، يا موسى! إني على عِلْمٍ من عِلْمِ الله عَلَّمَنِيه لا تَعْلَمُه أنت، وأنت على عِلْمٍ عَلَّمَكَه لا أعلمه.
قال: { سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا ولَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا }. فانطلقا يمشيان على ساحل البحر ليس لهما سفينة، فمرّت بهما سفينة، فكلموهم أن يحملوهما، فعرفوا الخضر فحملوهما بغير نَوْلٍ، فجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر نقرة أو نقرتين في البحر،
فقال الخضر: يا موسى! ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كنقرة هذا العصفور في البحر فعمد الخضر إلى لوحٍ من ألواح السفينة فنزعه،
فقال موسى: قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها ؟!
قال: { أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ ولَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا }، فكانت الأولى من موسى نسيانا.
فانطلقا فإذا غلام يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضر برأسه من أعلاه فاقتلع رأسه بيده،
فقال موسى: { أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ } ؟ قال: { أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا } - قال ابن عيينة: وهذا أوكد -.
{ فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ }، قال الخضر بيده فأقامه،
فقال له موسى: { قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا * قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ }.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
« يرحم الله موسى! لَوَدِدْنا لو صبر حتى يَقُصَّ علينا من أمرهما » (1)
الحديث التاسع عشر :
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
« قال الله -تبارك وتعالى-: إذا أحب عبدي لقائي؛ أحببت لقاءه، وإذا كره لقائي؛ كرهت لقاءه » (2)
الحديث العشرون:
عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم يعني :
« قال الله -عز وجل-: ابن آدم! تفرغ لعبادتي؛ أملأ صدرك غنى وأسد فقرك، وإلا تفعل؛ ملأت صدرك شغلا ولم أسد فقرك »(3)
الحديث الواحد والعشرون:
عن ابن عباس: « { فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا }، قال للسماء: أَخرجي شمسك وقمرك ونجومك، وقال للأرض: شَقِّقِي أنهارك وأخرجي ثمارك، فقالتا: { أَتَيْنَا طَائِعِينَ } » (4)
الحديث الثاني والعشرون:
عن ابن عباس رضي الله عنهما: { فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ }.
قال: أي رب! ألم تخلقني بيدك؟
قال: بلى.
قال: أي رب! ألم تنفخ فيَّ من روحك؟
قال: بلى.
قال: أي رب! ألم تُسكنِّي جنتك؟
قال: بلى.
قال: أي رب! ألم تسبق رحمتُك غضبَك؟
قال: بلى.
قال: أرأيت إن تُبْتُ وأصلحت أراجعي أنت إلى الجنة؟
قال: بلى.
قال: فهو قوله: { فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ..} » (5)
يتبع
عن موقع شبكة السنة النبوية وعلومها
الهوامش:
(1) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب العلم، باب ما يستحب للعالم إذا سئل: أي الناس أعلم؟ فيكل العلم إلى الله (122)، باب ما ذكر في ذهاب موسى صلى الله عليه وسلم في البحر إلى الخضر (74)، باب الخروج في طلب العلم (78)، كتاب أحاديث الأنبياء، باب حديث الخضر مع موسى عليهما السلام (3400، 3401)، كتاب تفسير القرآن، باب { وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا } (4725)، باب قوله: { فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما } (4726)، باب { فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا } (4727)، كتاب التوحيد، باب في المشيئة والإرادة (7478)، مسلم: كتاب الفضائل، باب من فضائل الخضر عليه السلام (2380).
(2) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: { يريدون أن يبدلوا كلام الله } (7504)، واللفظ له، ومسلم: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه (2685).
(3) أخرجه أحمد (8696)، و الترمذي كتاب صفة القيامة والرقائق والورع، باب منه (2466)، قال الترمذي: حسن غريب، قال الألباني في صحيح الترمذي: صحيح.
(4) أخرجه الحاكم (73)، وقال: «صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» وسكت عنه الذهبي.
(5) أخرجه الحاكم (4002)، قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وسكت عنه الذهبي.
سلسلة الأحاديث القدسية/الأحاديث الصحيحة الصريحة/حرف الكاف
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة الأحاديث القدسية
51 ـ الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة
حرف الكاف
الحديث الأول:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
« كان رجل يسرف على نفسه، فلما حضره الموتُ قال لبنيه: إذا أنا مت فأحرقوني، ثم اطحنوني، ثم ذروني في الريح؛ فوالله لئن قدر عليَّ ربي؛ ليعذبني عذابا لا يُعَذَّبُه أحدٌ، فلما مات؛ فُعل به ذلك، فأمر الله الأرض فقال: اجمعي ما فيك منه. ففعلت، فإذا هو قائم، فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: يا رب! خشيتك. فغفر له » (1)
الحديث الثاني:
عن ضمضم بن جوس اليمامي قال:
قال لي أبو هريرة: يا يمامي! لا تقولن لرجل: والله لا يغفر الله لك، أو لا يدخلك الله الجنة أبدا.
قلت: يا أبا هريرة! إن هذه لكلمة يقولها أحدنا لأخيه وصاحبه إذا غضب.
قال: فلا تقلها؛ فإني سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول:
« كان في بني إسرائيل رجلان، كان أحدهما مجتهدا في العبادة، وكان الآخر مسرفا على نفسه، فكانا متآخيين، فكان المجتهد لا يزال يرى الآخر على ذنب، فيقول: يا هذا! أقصر. فيقول: خَلِّنِي وربي. أَبُعِثْتَ عليَّ رقيبا؟! قال: إلى أن رآه يوما على ذنب استعظمه فقال له: ويحك! أقصر. قال: خلني وربى. أُبُعِثْتَ عليَّ رقيبا؟!
قال: فقال: والله لا يغفر الله لك، أو لا يدخلك الله الجنة أبدا.
قال: فبعث الله إليهما ملكا فقبض أرواحهما واجتمعا، فقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر: أكنت بي عالما؟ أكنت على ما في يدي خازنا؟ اذهبوا به إلى النار.
قال: فوالذي نفس أبي القاسم بيده لَتَكَلَّمَ بكلمة أَوْبَقَتْ دنياه وآخرته » (2)
الحديث الثالث:
عن جندبٍ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
« كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح، فجزع فأخذ سكينا فحز بها يده، فما رقأ الدم حتى مات. قال الله –تعالى-: بادرني عبدي بنفسه؛ حرمت عليه الجنة » (3)
الحديث الرابع:
عن جابر الخيواني قال: كنت عند عبد الله بن عمرو فقدم عليه قهرمان من الشام وقد بقيت ليلتان من رمضان، فقال له عبد الله: هل تركت عند أهلي ما يكفيهم؟ قال: قد تركت عندهم نفقة. فقال عبد الله: عزمت عليك لما رجعت فتركت لهم ما يكفيهم؛ فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:
« كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول ».
قال: ثم أنشأ يحدثنا فقال: « إن الشمس إذا غربت سلمت وسجدت واستأذنت. قال: فيؤذن لها إذا كان يوما غربت فسلمت وسجدت واستأذنت فلا يؤذن لها، فتقول: يا رب! إن المشرق بعيد، وإني إن لا يؤذن لي؛ لا أبلغ.
قال: فتحبس ما شاء الله، ثم يقال لها: اطلعي من حيث غربت،
قال: فمن يومئذ إلى يوم القيامة لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل».
قال: وذكر يأجوج ومأجوج
قال: « وما يموت الرجل منهم حتى يولد له من صلبه ألف، وإن من ورائهم لثلاث أمم ما يعلم عدتهم إلا الله -عز وجل-: منسك، وتاويل، وتاريس » (4)
يتبع
عن موقع شبكة السنة النبوية وعلومها
الهوامش:
(1) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب أحاديث الأنبياء، باب حديث الغار (3481)، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: ﴿يريدون أن يبدلوا كلام الله﴾ (7506)، مسلم: كتاب التوبة، باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه (2756).
(2) أخرجه أبو داود: كتاب الأدب، باب في النهي عن البغي (4901)، قال الألباني في صحيح أبي داود: صحيح.
(3) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب أحاديث الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل (3463)، واللفظ له، مسلم: كتاب الإيمان، باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه (113).
(4) أخرجه الحاكم (8526)، قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وسكت عنه الذهبي، والمرفوع منه عند مسلم بنحوه: كتاب الزكاة ، باب فضل النفقة على المملوك والعيال (996).
سلسلة الأحاديث القدسية/الأحاديث الصحيحة الصريحة/حرف اللام(1 ـ 3)
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة الأحاديث القدسية
52 ـ الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة
حرف اللام (1-3)
الحديث الأول:
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« لما أُصيب إخوانكم بأحد؛ جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر، تَرِدُ أنهار الجنة، تأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم؛ قالوا: من يُبَلِّغُ إخواننا عنّا أنّا أحياء في الجنة نُرزق؛ لئلا يزهدوا في الجهاد، ولا ينكلوا عند الحرب؟ فقال الله –سبحانه-: أنا أبلغهم عنكم.
قال: فأنزل الله { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ } إلى آخر الآية(1) .
الحديث الثاني:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
« لما أكل آدم من الشجرة التي نُهي عنها؛ قال الله -عز وجل-: ما حملك على أن عصيتني؟
قال: رب! زَيَّنَتْ لي حواء.
قال: فإني عاقبتها أن لا تحمل إلا كُرْهًا ولا تضع إلا كُرْهًا، ودَمَيْتُها في الشهر مرتين،
فلما سمعت حواء ذلك؛ رنت، فقال لها: عليك الرنة وعلى بناتك »(2) .
الحديث الثالث:
عن علي رضي الله عنه قال:
« لما تعجل موسى إلى ربه؛ عمد السامري فجمع ما قدر عليه من الحلي -حلي بني إسرائيل- فضربه عجلا، ثم ألقى القبضة في جوفه، فإذا هو عجل له خوار، فقال لهم السامري: { هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى }. فقال لهم هارون: { ياقَوْم أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا }. فلما أن رجع موسى إلى بني إسرائيل -وقد أضلهم السامري- أخذ برأس أخيه، فقال له هارون ما قال،
فقال موسى للسامري: ما خطبك؟
قال السامري: قبضت { قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي }.
قال: فعمد موسى إلى العجل فوضع عليه المبارد فبرده بها، وهو على شط نهر، فما شرب أحد من ذلك الماء ممن كان يعبد ذلك العجل إلا اصفر وجهه مثل الذهب، فقالوا لموسى: ما توبتنا؟
قال: يقتل بعضكم بعضا فأخذوا السكاكين،
فجعل الرجل يقتل أباه وأخاه ولا يبالي من قتل، حتى قُتل منهم سبعون ألفا، فأوحى الله إلى موسى: مرهم فليرفعوا أيديهم فقد غفرت لمن قُتل وتبت على من بقي »(3) .
يتبع
عن موقع شبكة السنة النبوية وعلومها
الهوامش:
(1) أخرجه أبو داود: كتاب الجهاد، باب في فضل الشهادة (2520)، وقال الألباني في صحيح أبي داود: صحيح.
(2) أخرجه الحاكم (3437)، قال ابن حجر في المطالب العالية (215): موقوف صحيح الإسناد.
(3) أخرجه الحاكم (3434)، قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وسكت عنه الذهبي.
سلسلة الأحاديث القدسية/الأحاديث الصحيحة الصريحة/حرف اللام(2 ـ 3)
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة الأحاديث القدسية
53 ـ الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة
حرف اللام (2-3)
الحديث الرابع:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« لما خلق الله الجنة والنار؛ أرسل جبريل؛ قال: انظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها. فجاء فنظر إليها وإلى ما أعد الله لأهلها فيها، فرجع إليه
قال: وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها، فأمر بها فحجبت بالمكاره.
قال: ارجع إليها فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها.
قال: فرجع إليها وإذا هي قد حُجبت بالمكاره، فرجع إليه وقال: وعزتك قد خشيت أن لا يدخلها أحد.
قال: اذهب إلى النار فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها؛ فإذا هي يركب بعضها بعضا، فرجع قال: وعزتك لقد خشيت أن لا يسمع بها أحد فيدخلها، فأمر بها فحُفت بالشهوات.
فقال: وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلا دخلها »(1) .
الحديث الخامس:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
« لما فرغ الله من خلق آدم وأجرى فيه الروح؛ عطس فقال: الحمد لله. فقال له ربه: يرحمك ربك! »(2) .
الحديث السادس:
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
« لما نفخ الله في آدم الروح، فبلغ الروح رأسه؛ عطس فقال: الحمد لله رب العالمين، فقال له -تبارك وتعالى-: يرحمك الله! »(3) .
الحديث السابع:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح؛ عطس، فقال: الحمد لله، فحمد الله بإذنه.
فقال له ربه: يرحمك الله يا آدم! اذهب إلى أولئك الملائكة إلى ملأ منهم جلوس، فقل: السلام عليكم.
قالوا: وعليك السلام ورحمة الله، ثم رجع إلى ربه
فقال: إن هذه تحيتك وتحية بنيك بينهم.
فقال الله له -ويداه مقبوضتان-: اختر أيهما شئت.
قال: اخترت يمين ربي -وكلتا يدي ربي يمين مباركة-، ثم بسطها فإذا فيها آدم وذريته.
فقال: أي رب! ما هؤلاء؟!
فقال: هؤلاء ذريتك فإذا كل إنسان مكتوب عمره بين عينيه، فإذا فيهم رجل أضوؤهم -أو من أضوئهم-.
قال: يا رب! من هذا؟ قال: هذا ابنك داود قد كتبت له عمر أربعين سنة.
قال: يا رب! زده في عمره. قال: ذاك الذي كتبت له.
قال: أي رب! فإني قد جعلت له من عمري ستين سنة.
قال: أنت وذاك.
قال: ثم أسكن الجنة ما شاء الله، ثم أهبط منها. فكان آدم يعد لنفسه،
قال: فأتاه ملك الموت فقال له آدم: قد عجلت، قد كتب لي ألف سنة.
قال: بلى، ولكنك جعلت لابنك داود ستين سنة، فجحد فجحدت ذريته، ونسي فنسيت ذريته.
قال: فمن يومئذ أمر بالكتاب والشهود »(4) .
الحديث الثامن:
عن أبي هريرة قال: مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على رهط من أصحابه يضحكون، فقال:
« لو تعلمون ما أعلم؛ لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ». فأتاه جبريل فقال: إن الله قال لك: لم تقنط عبادي؟ قال: فرجع إليهم وقال : « سددوا وأبشروا »(5) .
يتبع
عن موقع شبكة السنة النبوية وعلومها
الهوامش:
(1) أخرجه أبو داود: كتاب السنة، باب في خلق الجنة والنار (4744)، الترمذي: كتاب صفة الجنة، باب ما جاء حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات (2560)، قال الترمذي: حسن صحيح، النسائي كتاب الأيمان والنذور، باب الحلف بعزة الله تعالى (3763)، قال الألباني في صحيح أبي داود: حسن صحيح.
(2) أخرجه الحاكم (3036)، قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وسكت عنه الذهبي.
(3) أخرجه ابن حبان (6165)، والحاكم (7682)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2159).
(4) أخرجه الترمذي كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة المعوذتين (3368)، قال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة، وقال الألباني في صحيح الترمذي: حسن صحيح.
(5) أخرجه ابن حبان (113، 358)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (3194) وله شاهد من حديث أنس.
سلسلة الأحاديث القدسية/الأحاديث الصحيحة الصريحة/حرف اللام(3 ـ 3)
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة الأحاديث القدسية
54 ـ الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة
حرف اللام (3-3)
الحديث التاسع:
عن ابن عباس: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
« ليس الخبر كالمعاينة. قال الله لموسى: إن قومك صنعوا كذا وكذا، فلما يبال، فلما عاين؛ ألقى الألواح »(1) .
الحديث العاشر:
عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
« لَيَرِدَنَّ عليَّ ناس من أصحابي الحوضَ حتى إذا عرفتهم؛ اختلجوا دوني فأقول: أصيحابي! فيقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك »(2) .
الحديث الحادي عشر:
عن محمد بن جبير بن مُطْعِم عن أبيه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أي البلدان شر؟
قال: فقال: « لا أدري ».
فلما أتاه جبريل عليه السلام قال: « يا جبريل! أي البلدان شر؟
قال: لا أدري حتى أسأل ربي-عز وجل-».
فانطلق جبريل –عليه السلام-، ثم مكث ما شاء الله أن يمكث، ثم جاء فقال:
« يا محمد! إنك سألتني أي البلدان شر، فقلت: لا أدري، وإني سألت ربي -عز وجل- أي البلدان شر، فقال: أسواقها »(3) .
الحديث الثاني عشر:
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
« لا يقل أحدكم: يا خيبة الدهر! قال الله -عز وجل-: يؤذيني ابن آدم؛ يقول: يا خيبة الدهر! فلا يقولن أحدكم يا خيبة الدهر؛ فإني أنا الدهر؛ أقلب ليله ونهاره، فإذا شئت؛ قبضتهما »(4)
يتبع
عن موقع شبكة السنة النبوية وعلومها
الهوامش:
(1) أخرجه أحمد (2447)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5374).
(2) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب الرقاق، باب في الحوض (6582)، ومسلم: كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم (2304).
(3) أخرجه أحمد (16744)، وله شاهد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(4) أخرجه مسلم: كتاب الألفاظ من الأدب وغيرها، باب النهي عن سب الدهر (2246).
سلسلة الأحاديث القدسية/الأحاديث الصحيحة الصريحة/حرف الميم(1 ـ 4)
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة الأحاديث القدسية
55 ـ الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة
حرف الميم (1-4)
الحديث الأول:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« ما زلت أشفع إلى ربي فيشفعني، حتى أقول: شفعني فيمن قال: لا إله إلا الله. فيقول: ليست هذه لك يا محمد، إنما هي لي أنا، وعزتي وحلمي ورحمتي، لا أدع في النار أحدا قال: لا إله إلا الله »(1) .
الحديث الثاني:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
« ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله –تعالى-؛ إلا ناداهم مناد من السماء: قوموا مغفورًا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات »(2) .
الحديث الثالث:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
« ما من قومٍ يذكرون الله -عز وجل- لا يُريدون بذلك إلا وجه الله؛ إلا ناداهم مناد من السماء: قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات »(3) .
الحديث الرابع:
عن كعب بن عجرة قال: بينما أنا جالس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم مسندي ظهورنا إلى قبلة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة رهط؛ أربعة موالينا وثلاثة من عربنا؛ إذ خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر حتى انتهى إلينا،
فقال: « ما يجلسكم ها هنا؟
قلنا: يا رسول الله! ننتظر الصلاة.
قال: فأَرَمَّ قليلا، ثم رفع رأسه فقال: أتدرون ما يقول ربكم -عز و جل-؟ »
قال: قلنا: الله ورسوله أعلم.
قال: « فإن ربكم -عز وجل- يقول: من صلى الصلاة لوقتها وحافظ عليها ولم يضيعها استخفافا بحقها؛ فله عليَّ عهد أن أُدخله الجنة، ومن لم يصل لوقتها ولم يحافظ عليها وضيعها استخفافا بحقها؛ فلا عهد له، إن شئت؛ عذبته، وإن شئت؛ غفرت له »(4) .
الحديث الخامس:
عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« مَرَّ رجل ممن كان قبلكم بجمجمة، فنظر إليها فحدث نفسه بشيء، فقال: اللهم أنت أنت، وأنا أنا، أنت العَوَّادُ بالمغفرة، وأنا العَوَّادُ بالذنوب؛ فاغفر لي، وخَرَّ على جبهته ساجدا، فنُودِيَ: ارفع رأسك؛ فإنك أنت العَوَّاد بالذنوب، وأنا العواد بالمغفرة، قد غفرت لك فرفع رأسه، وغفر الله له (5) » .
يتبع
عن موقع شبكة السنة النبوية وعلومها
الهوامش:
(1) (صحيح) أخرجه أبو يعلى (2786) عن أنس. وصححه الألباني في ظلال الجنة (828).
(2) (صحيح) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (534)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2210).
(3) (صحيح) أخرجه أحمد (12453)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2210).
(4) أخرجه أحمد (18132)، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (401): حسن لغيره.
(5) أخرجه الديلمي (6535)، ابن عدى (2/147، ترجمة343)، الخطيب تاريخ بغداد (9/92/ترجمة 4672)، ابن عساكر تاريخ دمشق (5/149)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (3231).
سلسلة الأحاديث القدسية/الأحاديث الصحيحة الصريحة/حرف الميم(2 ـ 4)
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة الأحاديث القدسية
56 ـ الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة
حرف الميم (2-4)
الحديث السادس:
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
« من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خِدَاجٌ – ثلاثا- غيرُ تمام ».
فقيل لأبي هريرة: إنا نكون وراء الإمام.
فقال: اقرأ بها في نفسك؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
« قال الله – تعالى-: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، ولعبدي ما سأل،
فإذا قال العبد: { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } ؛ قال الله – تعالى-: حمدني عبدي،
وإذا قال: { الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } ؛ قال الله – تعالى-: أثنى عليَّ عبدي،
وإذا قال: { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }؛ قال: مَجَّدَنِي عبدي - وقال مرة: فَوَّضَ إليَّ عبدي-،
فإذا قال: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } ؛ قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل،
فإذا قال: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ } ؛ قال: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل »(1)
الحديث السابع:
قالت عائشة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
« ما من يوم أكثرَ من أن يُعْتِقَ الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء ؟ »(2) .
الحديث الثامن:
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني يقول الله - عز وجل-:
« المجاهد في سبيل الله هو عليَّ ضامن، إن قبضته؛ أورثته الجنة، وإن رجعته؛ بأجر أو غنيمة »(3) .
الحديث التاسع:
عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
« من قال: اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا أنِّي أشهد أنْ لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدًا عبدك ورسولك، فإنك إن تكلني إلى نفسي؛ تُقَرِّبْنِي من الشر، وتباعدْني من الخير، وإني لا أثق إلا برحمتك، فاجعل لي عندك عهدًا تُوَفِّينِيه يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد؛ إلا قال الله -عز وجل- يوم القيامة لملائكته: إن عبدي عهد عندي عهدًا؛ فأوفوه إيّاه، فيدخله الله -عز وجل- الجنة »(4) .
الحديث العاشر:
عن عقبة بن عامر قال: لا أقول اليومَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:
« من كذب عليَّ ما لم أقل؛ فليتبوأ بيتا من جهنم » ،
وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
« رجلان من أمتي يقوم أحدهما الليل يعالج نفسه إلى الطَّهور وعليه عُقَدٌ فيتوضأ، فإذا وَضَّأَ يديه؛ انحلت عُقْدَةٌ، وإذا وَضَّأَ وجهه؛ انحلت عقدة، وإذا مسح برأسِه؛ انحلت عقدة، وإذا وضأ رجليه؛ انحلت عقدة، فيقول الله - عز وجل- للذين وراء الحجاب: انظروا إلى عبدي هذا، يعالج نفسه يسألني، ما سألني عبدي؛ فهو له »(5) .
يتبع
عن موقع شبكة السنة النبوية وعلومها
الهوامش:
(1) أخرجه مسلم: كتاب الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة وإنه إذا لم يحسن الفاتحة ولا أمكنه تعلمها قرأ ما تيسر له من غيرها (395).
(2) أخرجه مسلم: كتاب الحج، باب في فضل الحج والعمرة ويوم عرفة (1348).
(3) أخرجه الترمذي: كتاب فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الجهاد (1620)، وقال الترمذي: صحيح غريب من هذا الوجه، وقال الألباني في صحيح الترمذي: صحيح.
(4) (صحيح) أخرجه أحمد (3916) من حديث عون بن عبد الله عن ابن مسعود. وذكره الهيثمي في المجمع (10/274) وقال عقبه: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، إلا أن عون بن عبد الله لم يسمع من ابن مسعود. وأخرجه الحاكم (3426) من حديث عون عن الأسود بن يزيد عن ابن مسعود، وقال عقبه: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وسكت عنه الذهبي.
(5) أخرجه أحمد (17458، 17791)، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (631): حسن لغيره.
سلسلة الأحاديث القدسية/الأحاديث الصحيحة الصريحة/حرف الميم(3 ـ 4)
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة الأحاديث القدسية
57 ـ الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة
حرف الميم (3-4)
الحديث الحادي عشر:
عن معاذ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي عن ربه؛ يقول:
« المتحابون في الله على منابرَ من نور في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله »(1) .
الحديث الثاني عشر:
عن عبد الله بن عمرو قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
« ما من أحد من المسلمين يُصاب ببلاء في جسده؛ إلا أمر الله –تعالى- الحفظة الذين يحفظونه قال: اكتبوا لعبدي في كل يوم وليلة مثل ما كان يعمل من الخير ما دام محبوسا في وثاقي » (2) .
الحديث الثالث عشر:
عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
« ما من عبد مسلم أتى أخاه يزوره في الله؛ إلا ناداه منادٍ من السماء: أَنْ طبت وطابت لك الجنة، وإلا قال الله في ملكوت عرشه: عبدي زار فيَّ وعليَّ قراه؛ فلم يرض الله له بثوابٍ دون الجنة »(3) .
الحديث الرابع عشر:
عن عبد الرحمن بن عوف قال:
« خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعته حتى دخل نخلا فسجد فأطال السجود، حتى خفت أو خشيت أن يكون الله قد توفاه أو قبضه. قال: فجئت أنظر، فرفع رأسه
فقال: « ما لك يا عبد الرحمن »؟
قال: فذكرت ذلك له.
فقال: « إن جبريل -عليه السلام- قال لي: ألا أبشرك؟ إن الله -عز وجل- يقول لك: من صلى عليك؛ صليت عليه، ومن سلم عليك؛ سلمت عليه »(4) .
الحديث الخامس عشر:
عن فضالة بن عبيد وتميم الداري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
« من قرأ عشر آيات في ليلة؛ كتب له قنطار، والقنطار خير من الدنيا وما فيها، فإذا كان يوم القيامة يقول ربك -عز وجل-: اقرأ وارق لكل آية درجة، حتى ينتهي إلى آخر آية معه؛ يقول ربك -عز وجل- للعبد: اقبض. فيقول العبد بيده: يا رب! أنت أعلم. فيقول: بهذه الخلد وبهذه النعيم »(5) .
يتبع
عن موقع شبكة السنة النبوية وعلومها
الهوامش:
(1) أخرجه أحمد (22064)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7770).
(2) أخرجه أحمد (6825، 6870)، وحسنه الألباني في الصحيحة؛ انظر رقم (1232)، وله شاهد من حديث عقبة بن عامر، وابن مسعود، وشداد بن أوس، وأبي أمامة، وغيرهم.
(3) أخرجه أبو يعلى (4140)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (3/ 107)، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2579): حسن صحيح.
(4) أخرجه أحمد (1662-1664)، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1658): حسن لغيره.
(5) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 50/ 1253)، والأوسط (8451)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 547): «فيه إسماعيل بن عياش ولكنه من روايته عن الشاميين وهي مقبولة»، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (638): حسن.
سلسلة الأحاديث القدسية/الأحاديث الصحيحة الصريحة/حرف الميم(4 ـ 4)
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة الأحاديث القدسية
58 ـ الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة
حرف الميم (4-4)
الحديث السادس عشر:
عن النوَّاس بن سمعان قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجَّال ذات غَدَاةٍ فخفض فيه ورفع، حتى ظنناه في طائفة النخل، فلما رُحنا إليه؛ عرف ذلك فينا ،
فقال: « ما شأنكم »؟
قلنا: يا رسول الله! ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت، حتى ظنناه في طائفة النخل.
فقال: « غير الدجال أخوفني عليكم، إن يخرج وأنا فيكم؛ فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم؛ فامرؤ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم. إنه شاب قَطَطٌ، عينه طافئة كأني أُشَبِّهُه بعبدِ العُزَّى بن قَطَنٍ، فمن أدركه منكم؛ فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف. إنه خَارِجٌ خَلَّةً بين الشَّأْمِ والعراق، فعاث يمينا وعاث شمالا. يا عباد الله! فاثبتوا ».
قلنا: يا رسول الله! وما لبثه في الأرض؟
قال: « أربعون يوما، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم ».
قلنا: يا رسول الله! فذلك اليوم الذي كسنة؛ أتكفينا فيه صلاة يوم؟
قال: « لا، اقدروا له قدره ».
قلنا: يا رسول الله! وما إسراعه في الأرض ؟
قال:« كالغيث استدبرته الريح، فيأتي على القوم فيَدْعُوهم فيُؤْمِنُون به ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت، فتروح عليهم سَارِحَتُهم أطول ما كانت ذُرًا وأسبغه ضروعا وأمده خواصر، ثم يأتي القوم فيَدْعُوهم فيَرُدُّون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون مُمْحِلِين ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويمر بالخربة فيقول لها: أَخْرِجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيَعَاسِيبِ النَّحْلِ، ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جَزْلَتَيْنِ رَمْيَةَ الغرض، ثم يدعوه فيُقبل ويتهلل وجهه يضحك، فبينما هو كذلك؛ إذ بعث الله المسيح ابن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مَهْرُودَتَيْنِ واضعا كفيه على أجنحة مَلَكَيْنِ، إذا طأطأ رأسه؛ قَطَرَ، وإذا رفعه؛ تَحَدَّرَ منه جُمَانٌ كاللؤلؤ، فلا يَحِلُّ لكافر يجد ريح نفسه؛ إلا مات، ونَفَسُه ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلبه حتى يدركه بباب لُدٍّ فيقتله، ثم يأتي عيسى ابن مريم قومٌ قد عَصَمَهم الله منه، فيمسح عن وجوههم ويُحَدِّثُهم بدرجاتِهم في الجنة، فبينما هو كذلك؛ إذ أوحى الله إلى عيسى إني قد أخرجت عبادا لي لا يَدَانِ لأحدٍ بقتالهم، فحَرِّزْ عبادي إلى الطور. ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حَدَبٍ ينسلون، فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء. ويُحصر نبيُّ الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه فيرسل الله عليهم النَّغَفَ في رقابهم، فيصبحون فَرْسَى كموت نفس واحدة، ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض، فلا يجدون في الأرض موضع شبر؛ إلا ملأه زَهَمُهم ونَتَنُهم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله، فيرسل الله طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله، ثم يرسل الله مطرا لا يَكُنُّ منه بيتُ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ فيغسل الأرض حتى يتركها كالزَّلَفَة، ثم يقال للأرض: أنبتي ثمرتك وردي بركتك، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقِحْفِها، ويبارك في الرسل حتى أن اللِّقْحَةَ من الإبل لتكفي الفِئَامَ من الناس، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس، فبينما هم كذلك؛ إذ بعث الله ريحا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم، فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم، ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة »(1)
يتبع
عن موقع شبكة السنة النبوية وعلومها
الهامش:
(1) أخرجه مسلم: كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه (2937).
سلسلة الأحاديث القدسية/الأحاديث الصحيحة الصريحة/حرف النون
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة الأحاديث القدسية
59 ـ الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة
حرف النون
الحديث الأول: عن جابر بن عبد الله قال:
« نجيء نحن يوم القيامة عن كذا وكذا، انظر أي ذلك فوق الناس. قال: فتُدعى الأمم بأوثانها وما كانت تعبد، الأول فالأول، ثم يأتينا ربنا بعد ذلك فيقول: من تنظرون؟ فيقولون: ننظر ربنا، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: حتى ننظر إليك، فيتجلى لهم يضحك. قال: فينطلق بهم ويَتَّبِعُونه، ويُعْطَى كل إنسان منهم -منافق أو مؤمن- نورا ثم يتبعونه، وعلى جسر جهنم كلاليب وحَسَكٌ تأخذ من شاء الله، ثم يَطْفَأُ نور المنافقين، ثم ينجو المؤمنون، فتنجو أول زمرة وجوهم كالقمر ليلة البدر سبعون ألفا لا يُحاسبون، ثم الذين يلونهم كأضوإ نجم في السماء، ثم كذلك ثم تَحِلُّ الشفاعة ويشفعون، حتى يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، فيُجْعَلُون بفناء الجنة، ويَجْعَلُ أهل الجنة يَرُشُّون عليهم الماء حتى ينبتوا نبات الشيء في السيل، ويذهب حُرَاقُه، ثم يسأل حتى تُجْعَلَ له الدنيا وعشرة أمثالها معها »(1) .
قال النووي: قوله: (عن كذا وكذا انظر أي ذلك فوق الناس) هكذا وقع هذا اللفظ في جميع الأصول من صحيح مسلم ، واتفق المتقدمون والمتأخرون على أنه تصحيف وتغيير واختلاط في اللفظ ...
وقال القاضي عياض : هذه صورة الحديث في جميع النسخ ، وفيه تغيير كثير وتصحيف قال : وصوابه : ( نجيء يوم القيامة على كوم ) هكذا رواه بعض أهل الحديث ،
وذكر الطبري في التفسير من حديث ابن عمر فيرقى هو يعني محمدا صلى الله عليه وسلم وأمته على كوم فوق الناس ، وذكر من حديث كعب بن مالك ( يحشر الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمتي على تل ) قال القاضي : فهذا كله يبين ما تغير من الحديث وأنه كان أظلم هذا الحرف على الراوي أو أمحى فعبر عنه بكذا وكذا وفسره بقوله : أي : فوق الناس ، وكتب عليه انظر تنبيها فجمع النقلة الكل ونسقوه على أنه من متن الحديث كما تراه ، هذا كلام القاضي وقد تابعه عليه جماعة من المتأخرين والله أعلم .
عن موقع شبكة السنة النبوية وعلومها
الهامش:
(1) أخرجه مسلم: كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (191).