اعترفت دولة الاحتلال الإسرائيلي الأحد رسميا بامتلاك حزب الله اللبناني صواريخ بعيدة المدي يمكن أن تصل لأي اهداف داخل إسرائيل.
وكشفت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبريّة في عددها الصادر أمس الأحد النقاب عن أنّ الاستخبارات الإسرائيليّة على علم وعلى دراية بأنّ حزب الله اللبنانيّ يمتلك صواريخ بعيدة المدى، ومتطورة ومتقدّمة جدًا، قادرة على إصابة مُجمّع الهيئة العامّة للجيش الإسرائيليّ في مدينة تل أبيب والمسمى إسرائيليًا بالكرياه، كما أنّها تعلم، بحسب المصادر الأمنيّة في تل أبيب، أنّ حزب الله قادر على إحداث أضرار بالغة للمبني، لا بل أكثر من ذلك، فإنّ الصواريخ التي يمتلكها الحزب، بحسب المصادر عينها، قادرة على ضرب المخابئ الموجودة تحت الأرض في المُجمّع الأكثر حساسية في الدولة العبريّة، عن طريق اختراق الجدران المحصنة جدًا.
علاوة على ذلك، قالت المصادر الأمنيّة إنّ المُجمّع يشمل أيضًا المركز الإستراتيجيّ لمراقبة العمليات العسكريّة وجمع المعلومات عن الأعداء، وفي حال إصابته فإنّ ذلك سيُشوش جدًا على قيادة الجيش الإسرائيليّ في قيادة الحرب وإصدار الأوامر للجيش خلال الحرب.
وتحت عنوان" الجيش رمى الملايين في البئر"، كتبت الصحيفة على صدر صفحتها الأولى أنّ القيادة العليا في الجيش الإسرائيليّ قررت مؤخرًا وقف مشروع بناء التحصين الجديد تحت الأرض في مُجمّع الكرياه بمدينة تل أبيب، بسبب الخشية من أنّه إذا تعرض لهجوم صاروخيّ لن يقدر على تحمل الإصابات ومن شأنه أنْ يسقط كليًا، كما أفاد المراسل للشؤون العسكريّة بالصحيفة، يوسي يهوشواع، الذي أضاف قائلاً إنّه قبل عدّة سنوات قرر الجيش الإسرائيليّ تشييد مبنى جديد لتغيير المبنى القديم في ساعات الطوارئ، وتابع أنّ مشروع تشييد المبنى الكبير تقدّم بسرعة وبوتيرة عالية، كما أنّه كان مطورًا ومتقدمًا، مقارنة مع المبنى القديم الذي يعود بناؤه إلى سنوات السبعينيات من القرن الماضي، وجاء أيضًا، أنّ المبنى الجديد كان من المقرر أنْ يضم منظومات التنصت الأكثر تطورًا والتي يملكها الجيش الإسرائيليّ. والآن، أضافت الصحيفة، عُلم من مصادر وصفتها بأنّها رفيعة المستوى، أنّ أعمال البناء في المشروع الجديد توقفت كليًا بعد أنْ حصلت القيادة العامّة لجيش الاحتلال على وثيقة من الشركة المدنيّة التي تعكف على إقامة المبنى الجديد، تؤكد بصورة غير قابلة للتأويل بأنّ المبنى الجديد، وهو تحت الأرض، لن يتمكن من الصمود في حال تعرضه لصواريخ كبيرة وطويلة المدى ومتطورة جدًا، وبالتالي أوصت الشركة ذاتها بوقف العمل في المشروع فورًا وبدون تأجيل.
وذكرت الصحيفة أيضًا أنّ الجيش الإسرائيليّ صرف حتى الآن عشرات ملايين الشواقل الإسرائيليّة (دولار أمريكيّ يُعادل 3.80 شيكل إسرائيليّ) من أجل بناء التحصين الجديد، كما أنّ تمّ رصد مبالغ كيبيرة من المبلغ الذي تمّ صرفه حتى الآن لإكمال المشروع. ولفت المراسل للشؤون العسكريّة إلى أنّ نائب القائد العام لهيئة الأركان الإسرائيليّة، الجنرال يائير نافيه، سيجتمع في الأيام القريبة القادمة إلى المدير العام لوزارة الأمن الإسرائيليّة، أوري شاني، لبحث القضية ومحاولة إيجاد حلّ لها. ونقل المراسل عن مسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الأمن قولهم إنّ الحديث يجري عن قصور كبيرٍ وإغفال أكبر، لافتين إلى أنّه كان يتحتّم على الجيش أنْ يعرف بأنّه سيتلقى وثيقة من هذا القبيل، كما أنّ البديهيّة القائلة إنّ العديد من صواريخ حزب الله اللبناني موجهة إلى المبنى معروفة منذ زمن للاستخبارات الإسرائيليّة، وأنّ الحزب سيقوم بضرب الكرياه والتحصين الموجود تحت الأرض بهدف تشويش العمليات العسكريّة الإسرائيليّة خلال الحرب القادمة، لأنّ المكان يُعتبر مركز الأعصاب للجيش. أمّا الناطق الرسميّ بسان الجيش الإسرائيليّ فقد عقّب على ما ورد في الصحيفة بالقول: لأسباب معروفة، لا يُمكننا أنْ نُعقّب على ما يقوم به الجيش الإسرائيليّ من استعدادات عملياتيّة أو أخرى، على حد قوله.
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله اعلن أن الحزب قادر على ضرب أهداف محددة في تل أبيب في أي حرب مقبلة مع إسرائيل، لافتًا في احتفال في الضاحية الجنوبية لبيروت بمناسبة الانتهاء من إعادة بناء ما دمرته 34 يوما من الحرب بين إسرائيل وحزب الله في تموز (يوليو) عام 2006 اليوم "لسنا فقط قادرون على ضرب تل أبيب كمدينة وإننا إن شاء الله وبحول الله قادرون على ضرب أهداف محددة جدا في تل أبيب بل في أي مكان من فلسطين المحتلة" ، على حد تعبيره.