أعرب الكاتب الإسرائيلى "شاك فريليتش"، فى مقاله الذى نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست"، عن بالغ قلقه من جراء التحول الذى تشهده مصر حاليا، خاصة فى ظل الانتخابات الرئاسية الحالية، والتى قد تأتى بحكومة تنتمى إلى تيار الإسلام السياسى لأول مرة فى تاريخ البلاد، مؤكدا أن المستقبل قد يكون مفزعا من جراء هذه الانتخابات.
وأكد الكاتب – الذى شغل من قبل منصب نائب مستشار الأمن القومى الإسرائيلى – أنه بالرغم من أن الانتخابات الرئاسية التى تشهدها مصر هذه الأيام قد تكون بداية لمرحلة جديدة من التحول نحو مزيد من الديمقراطية فى البلاد، وهو ما يستحق إشادة إسرائيل كسائر الدول الديمقراطية الأخرى، إلا أن الأمر يعد "مفزعا" بالنسبة له.
وتوقع الكاتب أن نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية سوف لا تصب فى خدمة المصالح الإقليمية لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل، ربما لن تخدم كذلك المصلحة المصرية، موضحا أنه فى حالة فوز عمرو موسى – والذى يعد أحد أضلاع فريق المعتدلين بالانتخابات الرئاسية فى مصر – فإنه قد سبق وأن اتخذ موقفا متشددا من إسرائيل إبان توليه منصب وزير الخارجية فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك.
وتطرق الكاتب كذلك إلى معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، مؤكدا أنها قد لا تستمر طويلا خلال المرحلة المقبلة، موضحا أنها سوف تكون مفاجأة سارة إذا ظلت المعاهدة فى حيز التنفيذ لسنوات قليلة قادمة. وأضاف أنه من الصعب للغاية أن تتخيل موقف الدولة العبرية فى حالة فقدانها السلام مع مصر لتصبح الأردن – فى هذه الحالة - هى الدولة العربية الوحيدة التى ترتبط بالسلام مع إسرائيل.
وتوقع فريليتش ما هو أسوأ من ذلك – من وجهة نظره – وهو أن تنضم مصر إلى ما أسماه "معسكر الحرب" ضد إسرائيل، مؤكدا أن مثل هذا القرار لن يقوم على قرار سياسى واعٍ، خاصة فى ظل احتمالات قوية حول تجدد العنف بين إسرائيل من ناحية وحماس أو حزب الله من ناحية أخرى وهو ما قد يؤدى إلى ازدياد الغضب الشعبى فى مصر من جراء السلوك الإسرائيلى، وهو ما قد يدفع الحكومة المصرية إلى اتخاذ قرار لا تريده.
وأوضح المسئول السابق أن الحفاظ على معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية يعد أولوية قصوى ومصلحة وطنية عليا، وعلى أهمية كبيرة لا يمكن المبالغة فيها، موضحا أن مصر هى الدولة العربية الوحيدة التى شاركت فى كافة الحروب على نطاق واسع، وعندما أقدمت الحكومة المصرية لتوقيع معاهدة السلام مع إسرائيل، عجزت كافة الدول العربية الأخرى عن شن أية حروب ضد إسرائيل.
وأضاف أنه ليس من قبيل المصادفة أن الحدود الإسرائيلية السورية صارت مؤمنة تماما منذ حرب 1973، مؤكدا أن ذلك لم يأت لأن سوريا قد غيرت موقفها من صهيون أو تتجه نحو السلام مع إسرائيل، لكن لأن دمشق ببساطة غير قادرة على شن حرب ضد إسرائيل دون مصر، وبالتالى فقد أصبح خيار الحرب للسوريين غير متاحا.
وأضاف أن مصر أصبحت خارج المعركة العربية ضد إسرائيل منذ ثلاثين عاما، وهو ما يعد مكسبا إستراتيجيا كبيرا للدولة العبرية، وهو ما ساعد إسرائيل على شن هجماتها على المفاعلات النووية فى العراق وسوريا، والقيام بعمليات عسكرية فى لبنان، مجابهة مختلف الانتفاضات التى قام بها الفلسطينيون خلال السنوات الماضية دون أى خوف من تدخل مصرى فى هذا الصدد.
وأضاف الكاتب أن إسرائيل تمكنت تماما – من خلال تحييد الجيش العربى الأقوى فى منطقة الشرق الأوسط – من تحقيق مصالحها السياسية والعسكرية بل وكذلك تلبية احتياجاتها المحلية. وأوضح أن السلام المصرى الإسرائيلى أفاد الاقتصاد الإسرائيلى كثيرا، مشيرا إلى أن الميزانية التى كانت تخصصها الحكومة الإسرائيلية لوزارة الدفاع قد أصبحت 6 بالمائة من قيمة الناتج الإجمالى عام 1980 بعد أن كانت 25 بالمائة فى عام 1970.
وأوضح الكاتب أن إسرائيل لن تستطيع أن تفعل الكثير لتغيير الاتجاه الذى قد تسلكه مصر خلال السنوات القادمة، مؤكدا أن الدولة العبرية سوف تلجأ كعادتها إلى الولايات المتحدة، إلا أن المعضلة الحقيقية فى هذا الصدد أن الولايات المتحدة ذاتها لم يعد لها نفوذا كبيرا فى مصر بعد سقوط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك فى فبراير 2011، مؤكدا أن سلاح المعونات صار غير مقبول لدى الرأى العام فى مصر.
ونصح المسئول الإسرائيلى السابق حكومة بلاده بأن تنتهج سياسة مختلفة، خاصة تجاه القضية الفلسطينية، فى سبيل الحفاظ على السلام مع مصر، من خلال إعادة إحياء عملية السلام مع الفلسطينيين، مؤكدا أن التحدى الأكبر لاستمرار معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية يتمثل فى الفشل فى تحقيق تقدم ملحوظ فى عملية السلام.
واختتم الكاتب مقاله، مؤكدا أن إسرائيل سوف تواجه استفزازات عديدة خلال السنوات القادمة من جانب مصر، سواء من خلال خطابات عدائية ستتبناها الحكومة القادمة أو هجمات إرهابية قادمة من سيناء أو غير ذلك، إلا أنه طالب بلاد بضبط النفس فى مواجهة العداء المصرى المتوقع وكذلك الهجمات المتوقعة من جانب حماس أو حزب الله، مؤكدا أن الحفاظ على السلام مع مصر هو الأولوية التى ينبغى الحفاظ عليها.
المصدر : http://www2.youm7.com/News.asp?NewsID=686886&SecID=12
وأكد الكاتب – الذى شغل من قبل منصب نائب مستشار الأمن القومى الإسرائيلى – أنه بالرغم من أن الانتخابات الرئاسية التى تشهدها مصر هذه الأيام قد تكون بداية لمرحلة جديدة من التحول نحو مزيد من الديمقراطية فى البلاد، وهو ما يستحق إشادة إسرائيل كسائر الدول الديمقراطية الأخرى، إلا أن الأمر يعد "مفزعا" بالنسبة له.
وتوقع الكاتب أن نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية سوف لا تصب فى خدمة المصالح الإقليمية لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل، ربما لن تخدم كذلك المصلحة المصرية، موضحا أنه فى حالة فوز عمرو موسى – والذى يعد أحد أضلاع فريق المعتدلين بالانتخابات الرئاسية فى مصر – فإنه قد سبق وأن اتخذ موقفا متشددا من إسرائيل إبان توليه منصب وزير الخارجية فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك.
وتطرق الكاتب كذلك إلى معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، مؤكدا أنها قد لا تستمر طويلا خلال المرحلة المقبلة، موضحا أنها سوف تكون مفاجأة سارة إذا ظلت المعاهدة فى حيز التنفيذ لسنوات قليلة قادمة. وأضاف أنه من الصعب للغاية أن تتخيل موقف الدولة العبرية فى حالة فقدانها السلام مع مصر لتصبح الأردن – فى هذه الحالة - هى الدولة العربية الوحيدة التى ترتبط بالسلام مع إسرائيل.
وتوقع فريليتش ما هو أسوأ من ذلك – من وجهة نظره – وهو أن تنضم مصر إلى ما أسماه "معسكر الحرب" ضد إسرائيل، مؤكدا أن مثل هذا القرار لن يقوم على قرار سياسى واعٍ، خاصة فى ظل احتمالات قوية حول تجدد العنف بين إسرائيل من ناحية وحماس أو حزب الله من ناحية أخرى وهو ما قد يؤدى إلى ازدياد الغضب الشعبى فى مصر من جراء السلوك الإسرائيلى، وهو ما قد يدفع الحكومة المصرية إلى اتخاذ قرار لا تريده.
وأوضح المسئول السابق أن الحفاظ على معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية يعد أولوية قصوى ومصلحة وطنية عليا، وعلى أهمية كبيرة لا يمكن المبالغة فيها، موضحا أن مصر هى الدولة العربية الوحيدة التى شاركت فى كافة الحروب على نطاق واسع، وعندما أقدمت الحكومة المصرية لتوقيع معاهدة السلام مع إسرائيل، عجزت كافة الدول العربية الأخرى عن شن أية حروب ضد إسرائيل.
وأضاف أنه ليس من قبيل المصادفة أن الحدود الإسرائيلية السورية صارت مؤمنة تماما منذ حرب 1973، مؤكدا أن ذلك لم يأت لأن سوريا قد غيرت موقفها من صهيون أو تتجه نحو السلام مع إسرائيل، لكن لأن دمشق ببساطة غير قادرة على شن حرب ضد إسرائيل دون مصر، وبالتالى فقد أصبح خيار الحرب للسوريين غير متاحا.
وأضاف أن مصر أصبحت خارج المعركة العربية ضد إسرائيل منذ ثلاثين عاما، وهو ما يعد مكسبا إستراتيجيا كبيرا للدولة العبرية، وهو ما ساعد إسرائيل على شن هجماتها على المفاعلات النووية فى العراق وسوريا، والقيام بعمليات عسكرية فى لبنان، مجابهة مختلف الانتفاضات التى قام بها الفلسطينيون خلال السنوات الماضية دون أى خوف من تدخل مصرى فى هذا الصدد.
وأضاف الكاتب أن إسرائيل تمكنت تماما – من خلال تحييد الجيش العربى الأقوى فى منطقة الشرق الأوسط – من تحقيق مصالحها السياسية والعسكرية بل وكذلك تلبية احتياجاتها المحلية. وأوضح أن السلام المصرى الإسرائيلى أفاد الاقتصاد الإسرائيلى كثيرا، مشيرا إلى أن الميزانية التى كانت تخصصها الحكومة الإسرائيلية لوزارة الدفاع قد أصبحت 6 بالمائة من قيمة الناتج الإجمالى عام 1980 بعد أن كانت 25 بالمائة فى عام 1970.
وأوضح الكاتب أن إسرائيل لن تستطيع أن تفعل الكثير لتغيير الاتجاه الذى قد تسلكه مصر خلال السنوات القادمة، مؤكدا أن الدولة العبرية سوف تلجأ كعادتها إلى الولايات المتحدة، إلا أن المعضلة الحقيقية فى هذا الصدد أن الولايات المتحدة ذاتها لم يعد لها نفوذا كبيرا فى مصر بعد سقوط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك فى فبراير 2011، مؤكدا أن سلاح المعونات صار غير مقبول لدى الرأى العام فى مصر.
ونصح المسئول الإسرائيلى السابق حكومة بلاده بأن تنتهج سياسة مختلفة، خاصة تجاه القضية الفلسطينية، فى سبيل الحفاظ على السلام مع مصر، من خلال إعادة إحياء عملية السلام مع الفلسطينيين، مؤكدا أن التحدى الأكبر لاستمرار معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية يتمثل فى الفشل فى تحقيق تقدم ملحوظ فى عملية السلام.
واختتم الكاتب مقاله، مؤكدا أن إسرائيل سوف تواجه استفزازات عديدة خلال السنوات القادمة من جانب مصر، سواء من خلال خطابات عدائية ستتبناها الحكومة القادمة أو هجمات إرهابية قادمة من سيناء أو غير ذلك، إلا أنه طالب بلاد بضبط النفس فى مواجهة العداء المصرى المتوقع وكذلك الهجمات المتوقعة من جانب حماس أو حزب الله، مؤكدا أن الحفاظ على السلام مع مصر هو الأولوية التى ينبغى الحفاظ عليها.
المصدر : http://www2.youm7.com/News.asp?NewsID=686886&SecID=12
التعديل الأخير: