إعداد: د. عبد الله بن سالم الزهراني الحرب الباردة اصطلاح ساد استعماله على نطاق واسع بعد أن حطت الحرب العالمية الثانية أوزارها بل يمكن القول تحديدا إن ذلك كان مع نهاية الحرب وبعد مؤتمر يالطة.
هناك امثلة كثيرة على اشكال الحروب الباردة في المنطقة العربية تتزايد وتتناقص وتيرتها مع تزايد وتناقص وتيره الساسات الخارجية للدول العربية المعروفة بعدم ثباتها في جميع مراحلها سنتعرض اليوم لبعض هذه الحروب الباردة
بدات هذه الحرب في اواخر عام 1970 وتحديدا بعد حصول الامارات العربية على استقلالها من بريطانيا ودخول سريع لايران واحتلالها للجزر العربية الاماراتية وبعدها بدات فصول هذه الحرب بعدها وافي اواخر عام 1979 ولدت الحركة الخمينية وناصرت هذا الاعتداء والاحتلال لجزر عربية في الخليج العربي مما ساعدها في تهميش وتغيير واحتلال لاراض عربية اخرى وطمعها في تسيد المنطقة بكل قوة عن طريق طوابير من عملائها في الدول العربية ومن خلال تعظيم وتقويه الجيش الايراني حتى يكون المسيطر على كامل الخليج العربي ساعده في ذلك مسلسل تخويف امريكي اوروبلي لدول الخليج حتى نشات حركة تسليحية غير مسبوقة وهذا بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية والتي فشلت ايران في تنحيه العراق عن المسرح العربي وتعطلت كثير من احلامها في السيطرة على الخليج العربي
مبادرات تسليحية كبيرة لدول الخليج ومشاريع تطوير للسلاح الايراني وصفقات بمئات الملايين اضفت على المنطقة المزيد من الرعب والترقب يسمونه الخبراء في العلاقات الدولية مصطلح الحرب الباردة فمع ازياد وتيرة التسلح في دول كالسعودية والامارات يبقي خيارالحرب الباردة اكثر حرارة عن ذي قبل
تظل الصحراء العربية مصدر لكل الزوابع التي تطفو من وقت لاخر على مسرح الاحداث بين الدولتين العربيتين الجزائر والمغرب تساعدها امور كثيره لابقاء هذا النزاع الصامت بين الجارتين منها التدخل الاسباني والفرنسي المتكرر في هذه القضية اضافة لنشوء حركة تحريرية في الصحراء تحاول الحصول على استقلالها وتواجد حركة البلوسيارو يضفي على الحركة الباردة الناحية العسكرية المتقطعة والدائمة في نفس الوقت.اسباب كثيرة ومتعدده وامور جانبية لا اود التطرق اليها حتى لايتشعب الموضوع.
صفقات تسليحية بمليارات الدولارات تعقدها الجزائر بشكل غير مسبوق عن ذي قبل - فطائرات من جميع الانواع وشبكات دفاع جوي - ودبابات للقوات البرية - وسفن وفرقاطات وشبكات متكاملة من الاسلحة تعقدها مع الممول الرئيس للقوات المسلحة الجزائرية روسيا.
على الجهة الا خرى نجد المغرب في نفس السياق تسير بطريق متسارع لتحديث قواتها الجوية بادخال نوعيات مختلفة من الطائرات وتعاقدات تفتقد احيانا للتمويل الكامل بعكس الجزائر التي تعتمد اعتماد كبير على مدخولها النفطي في تمويل صفقاتها العسكرية.
منشأ هذه الحرب هي الاشكاليات الحدودية بين الدولتين الجارتين والعضوين في مجلس التعاون الخليجي - هذه الاشكاليات ادت الى اعتداء قوات قطرية على مركز (( الخفوس))الحدودي سعودي نتج عنه تدخل قوات عسكرية سعودية تدخل انهى المواجهه بين القوتين تظل العلاقات السعودية القطرية في حالة توتر تنتفض من وقت لاخر عن طريق استخدام قطر لوسيلة اعلامية هي قناة الجزيرة التي تستضيف بعض من المعارضيين السعوديين في الخارج ليبدا الحديث عن السعودية مما يتسبب في بعض الاشكالات التي تتعمد هذه القناة اثارتها كما ان الرفض السعودي لانشاء جسر يربط قطر بالامارات يزيد من حده هذا الخلاف القائم بين الدولتين الامر الذي يراه القطريين استبداد سعودي وسيطرة الدولة الكبرى خليجيا على بقيه الدول الخليجية الاخرى .
وبقيت العلاقات القطرية السعودية تعيش حالة من المد والجزر مع استرار التمايز في الماقف بين البلدين وما زاد في تسميم العلاقة المشكلة الحدودية واسقاط قطر جنسية (6) آلاف مواطن من قبيلة بني مُرة كانوا يحملون الجنسيتين (السعودية_ القطرية ) .
امر اخر يزيد من التهاب هذه العلاقات وهو الخروج القطري عن الصف العربي باقامة مكتب للعلاقات التجارية لاسرائيل والتودد الدوبلماسي للدوحة تجاه العدو الصهيوني هناك امر اخر وهو استضافة قطر للقوات الامريكية التي كانت متواجدة في السعودية وقامت السعودية باخراجها فرحبت قطر بهذه القوات واعتربته مصدر امني لقطر تجاه اي تهديد سعودي قادم.
تحاول ايران تمييع هذه الحرب والوصول لمنطقة دافئة في علاقاتها مع دولة عربية كبرى في حجم مصر بعد ان تاثرت كثيرا بعد العمل الاأخلاقي الذي قامت به ايران من تسمية احد شوارع طهران باسم الاسلامبولي الذي اغتال الرئيس السادات الامر الذي اعتبرته مصر اهانه لاتغتفر فقررت قطع العلاقات الايرانية المصرية وبالاحرى تجميدها.
اضافة الى تعمد ايران اشعال المنطقة العربية وخصوصا الساحة اللبنانية بافتعال الازمات بين لبنان واسرائيل وتفعيل ادوار حزبها في لبنان (حزب الله) بالقيام بما تمليه القيادة في طهران اامر الذي تعتبره مصر مساسا بالامن القومي العربي بشكل عام .
الاسلام عليكم
شكرا أخي الاف 15 على الموضوع الشيق
في الحرب الباردة بين و.م.أ و روسيا استفاد الاتنان من التكنلوجيا و تطور كبييييير في صناعة الاسلحة و الصواريخ و الاقمار الاصطناعية...
عكس العرب التي اتكلو على الاستيراد
لاحو ولاقوة إلا بالله من هده الناحية و من الناحية التانية و التي هي عرب ضد العرب
اخي العزيز موضوع متطرق بشكل جيد للما يجري بين الدول العربية ولن ادخل في تفاصيل الموضوع لكن احب اشير انه اعجبتني كلمة الصحراء العربية هي فعلا عربية عربية عربية وعربية تم مغربية:wink:
اخي العزيز موضوع متطرق بشكل جيد للما يجري بين الدول العربية ولن ادخل في تفاصيل الموضوع لكن احب اشير انه اعجبتني كلمة الصحراء العربية هي فعلا عربية عربية عربية وعربية تم مغربية:wink:
نحن لسنا بصدد ان الصحراء مغربية او تنتمي الى اي جهه كانت الموضوع يسلط الضوء على الصراعات والحرب الباردة بين دول العالم العربي وتوضيح مدى الفارق في السياسات العربية العربية والسياسات بين الدول الأوروبية من حيث تقديم مصالح الشعوب فوق السياسات والصراعات وتقليل فرص الأزمات افظل من خلق الأزمات والتعايش بين أمواجها لسنوات عديدة.
عمليا، اشترت الجزائر من روسيا سلاحا متطورا جدا بقيمة سبعة مليارات ونصف مليار دولار أمريكي، تتضمن أربعين مقاتلة من نوع ميغ 29 آخر طراز ومقنبلات سوخوي 30 كتلك التي تملكها الهند، وستة عشر طائرة تدريب من نوع ياك 130 وثمانية أنظمة دفاع جوي آخر طراز من نوع 300 بي إم يو قادرة على إسقاط أي طائرة تابعة لحلف شمال الأطلسي، بالإضافة إلى أربعين دبابة تي 90 وعدد غير معروف من الأجهزة التقنية المتخصصة في القتال البري والبحري.
ويُنتظر ضمن نفس الصفقة أن تزود روسيا سلاح الجو الجزائري، بأربعين طائرة أخرى من نوع ميغ 29، تُضاف إلى الأربعين سابقة الذكر بهدف تجديد كامل العتاد الجوي الجزائري الذي أكل عليه الدهر وشرب.
لاشك أن الإعلان عن صفقة تشمل هذا الكم من الأسلحة قد أعاد منطقة المغرب العربي إلى جو سباق التسلح الذي ساد فيها منذ الستينات إلى غاية الثمانينات من القرن الماضي، غير أن السبق الجزائري لا يعدو أن يكون شيئا جاءت به الظروف الحالية داخل الجزائر، وفي المغرب العربي عموما.
أول هذه المتغيرات، الارتفاع الكبير لأسعار النفط الذي أدى إلى ارتفاع آخر في احتياطات البلاد من العملة الصعبة، جاوزت الستين مليار دولار لا تتوفر عليها لا المغرب ولا تونس المجاورتين، بالرغم من الأوضاع السياسية والأمنية المستقرة فيهما.
أما ثاني المتغيرات، فهو عدم قدرة بلدان كالمغرب وتونس أو ليبيا على عقد صفقة كهذه، بسبب الأوضاع الداخلية والمالية لهذه الدول، وضمن هذا السياق، علمت سويس إنفو أن العلاقات الجزائرية السعودية قد عرفت في الأشهر الأخيرة بعض التوتر بسبب حصول الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على معلومات مفادها أن السعودية بصدد تمويل صفقة سلاح مغربية، من ضمنها مقاتلات فرنسية، لمواجهة ما أسماه العاهل المغربي الملك محمد السادس، بـ "تسلح جزائري يهدد المغرب بشكل مباشر".
ثالث المتغيرات، هو الاستقرار الدبلوماسي الجزائري الذي مكّـن بوتفليقة من شراء رادارات أمريكية من نوع نورثورب غرومان والمشاركة في المناورات مع حلف شمال الأطلسي بعتاد سوفياتي، وفي المستقبل القريب بعتاد روسي، لم تستطع معه فرنسا فعل شيء، رغم وجود لوبي مؤيد لها داخل الإدارة الجزائرية.
تشكل مشتريات الأسلحة بين الجزائر والمغرب "معضلة كبيرة" للأقلام الصحافية والمثقفين في كلا البلدين.
فكل شيء يمكن الحديث عنه إلا هذا. فهو أكثر شيء غامض وأكثر شيء تحيطه السلطات بالسرية التامة..
كل شيء يمكن الحديث عنه إلا مشتريات الأسلحة لجيشي الجزائر والمغرب. فهو أكثر شيء غامض وأكثر شيء تحيطه السلطات بالسرية التامة. كما أن التعرض له قد يؤدي إلى حفرة طولها متران وعرضها خمسون سنتيمترا تكفي للاستلقاء على جنب واحد "لمدة غير معلومة".
صرح وزير سابق في الحكومة الجزائرية لسويس إنفو رفض الكشف عن هويته بأن "أزمة الصحراء الغربية لم تعد هدفا في حد ذاتها من حيث رغبة الجزائر في الدفاع عن الشعب الصحراوي الذي يسعى لاسترجاع استقلاله، أو رغبة المغرب في استرجاع أرضه التاريخية التي احتلها الأسبان".
ويضيف الوزير السابق "لقد أصبحت أزمة الصحراء مطية لتسلح محموم يُقدر بمليارات الدولارات تُصرف لجلب أسلحة لن تُستعمل في الغالب، وهي إن استُـعملت، لن تعدو صراعا بين سيف ودرع لأن ما يملكه طرف يعادله طرف آخر في امتلاك سلاح يُفقد مفعوله".
من المستفيد من صفقة "لطائرات خردة"
لكن كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد؟ الجواب عنه مجهول كجهل الجميع كيفية دخول شيطان العدو الاستراتيجي في عقل صناع القرار العسكري في كلا البلدين، لأن عدو الجزائر يأتي من الغرب وعدو المغرب يأتي من الشرق.
في هذا الإطار، أشارت مصادر عسكرية جزائرية "متقاعدة" إلى خطة الدفاع الحدودي التي وافق عليها الرئيس السابق الشاذلي بن جديد، وهي في مجملها تتعلق بصد هجوم مغربي أو بهجوم افتراضي على المغرب يأخذ في عين الاعتبار طبيعة الحدود بين البلدين وطريق تحرك الجيش المغربي.
جاء في الخطة التي وُضعت عام 1987 أن الجزائر ستواجه المغرب بأكثر من 150 طائرة ميغ 17 تطير على ارتفاع منخفض، بحيث ترافق دبابات "تي 60" السوفيتية الصنع، وعددها يتعدى الثلاث مائة مدعمة بعشرات من وحدات المدفعية، وبطبيعة الحال سيشارك في العملية أكثر من خمسة عشر ألف جندي.
الشاهد في هذه العملية ليس خطة الهجوم لأن الجيش الذي ليس له خطط هجوم ودفاع لا وجود له في أرض الواقع، إنما هو العدد الهائل من طائرات الميغ 17 التي كان من المفروض أنها في عام 87 قد سُحبت من الخدمة في كل جيوش العالم، وأبقي على بعضها لأغراض التدريب، ليأتي السؤال المحيّـر: لفائدة من كانت ستعقد صفقة "لطائرات الخردة"؟
في نفس الفترة، كانت القوات البرية المغربية أحسن تدريبا وأفضل تجهيزا من نظيرتها الجزائرية، لأن الجزائر ركزت على تحسين أداء القوات الجوية. غير أن حبرا كثيرا كُتبت به مقالات عن تضخم ميزانية القوات البرية المغربية، وصرفها لأموال تضاهي مصاريف سلاح الجو الجزائري. فهل هذا معقول؟
تموين منطقة الصراع الثنائي
وبسبب حساسية الموضوع، اكتفت المصادر العسكرية والسياسية في المغرب والجزائر بذكر التفاصيل مع الامتناع عن ذكر الهوية، من ذلك مسألة تموين منطقة الصراع الثنائي - ويُقصد بها منطقة الصحراء التي تسيطر عليها المغرب وإقليم تندوف الجزائري، الذي تتمركز فيه جبهة البوليزاريو الصحراوية.
فمن الناحية العملية، لا سيطرة لبرلماني البلدين على مصاريف الجيش في المنطقتين. كما أن صفقات التموين المقدرة بمليارات الدينارات الجزائرية والدراهم المغربية لا أحد يملك تفاصيلها إلا القليل النادر.
في سياق آخر، وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي وانهيار جدار برلين، لم تعد صفقات السلاح تعتمد على توازن القوى العالمية الكبرى، بل على مستوى المعلومات الاستخبارية لدى شركات صنع السلاح العالمية التي تستشير حكوماتها قبل بيع ما تحتاج إليه الجزائر والمغرب.
والمدهش أن اقتناء سلاح بعينه بطرق ملتوية يُقصد منها التهرب من التوازن المفروض، تؤول كلها للفشل. وخير دليل على ذلك، سياسة شركة نورثورب غرومان الأمريكية التي زودت الجزائروالمغرب برادارات متشابهة صُففت أو يُنوى تصفيفها على طول الحدود الشمالية للبلدين قبالة بعضها البعض.
وحكى طلبة ضباط تخرجوا من صفوف المؤسسة الأمريكية في مدينة بالتيمور عن قصص اجتماع المغاربة بالجزائريين، وكيف أنهم لعبوا وضحكوا معا وربطوا صداقات سرعان ما تختفي عندما يتقابلون على طرفي الحدود لتشغيل نفس الرادارات قبالة بعضهم البعض.
صورة كاريكاتورية
صورة كاريكاتورية تزداد غرابة عندما نكتشف أن التعادل هو سيد الموقف. فعندما تمتلك الجزائر طائرات استطلاع قوية وأخرى تهاجم من على بعد مائة وخمسين كيلومترا، تمتلك المغرب في الوقت نفسه أفضل الدفاعات الجوية في المغرب العربي، اشتريت بنصيحة من نصح الجزائريين باقتناء طائرات بعينها.
نظريا، تكون نتيجة فترة الحرب الباردة أفضل على استقلال البلدين. فمن حيث الرادارات على الأقل، استعملت الجزائر رادارات سوفييتية في حين استعملت المغرب رادارات بريطانية. غير أن الوضع مختلف اليوم.
وحصلت سويس إنفو على تصور وزارتي الدفاع في البلدين في حالة حدوث أزمة، حيث يعتقد الخبراء العسكريون أن الهجوم المفاجئ قد يأتي من المغرب بنسبة تفوق 75%، يتمكن فيه الجيش المغربي من الاستيلاء على أجزاء واسعة من المناطق الحدودية. غير أن الجيش الجزائري بإمكانه استرداد ما ضاع منه خلال ثلاثة أشهر بسبب ضعف المغرب في ضمان المحافظة على ما حصل عليه.
هذا هو السيناريو المُـرعب الذي تتحرك به ألسن جنرالات الجيشين. كما أن قيادات الجيشين علىعلم تام بمخاطر هذه الأفكار. غير أنواقع أزمة الصحراء يمنع الجميع من التفكير.
الرشوة التي تنحر عظام البلدين
لقائل أن يقول: "هناك أيضا مشاركات جزائرية ومغربية في نشاطات مجموعة خمسة + خمسة، بالإضافة إلى التعاون مع حلف شمال الأطلسي، ومشتريات سلاح متفرقة من أسبانيا وجنوب إفريقيا وأوكرانيا"، وهذا أمر صحيح. غير أن شروط البيع المجحفة تجعل من الصعب القول بأن الاستقلال الوطني محفوظ. فهناك طائرات استطلاع تنوي الجزائر شراءها من الولايات المتحدة لا يمكنها التحليق حسب مسودة العقد قرب الحدود مع المغرب. كما حصلت المغرب على دبابات أسبانية منعت مدريد تواجدها قرب مستعمرتي سبته ومليلية.
هل سيستمر هذا الوضع طويلا ؟ هذا أمر مجهول لأن اقتناء الأسلحة لا يمكن إخفاء تفاصيله على عامة الشعب لأنه حق عام وعلى الجميع ان يكونوا متيقنين ان الدول الكبرى التي لها مصالح استراتيجية في المنطقة لن تسمح باختلال التوازن العسكري بين البلدين لانه يعني انتحار جماعي لبنية المنطقة وحرب1963 خير دليل فعندما سيطر المغرب على اجزاء واسعة من الاراضي الجزائرية تم فرض حصار عسكري عليه حتى من اقرب حلفائه فرنسا ومقاطعته عربيا فتم ارغامه الى العودة الى الحدود السابقة فلايغر بعض السدج ببعض الصفقات التي تبرمها دولة اواخرى فيتم دراستها سريعا من الجانب الاخر لتبرم صفقة مضادة لها ليستمر سباق التسلح الى ما لانهاية
يشهد منطقتنا سباق تسلح رهيب جدا !
كل فترة نسمع عن صفقة جديدة بمبالغ مهولة !!
الله يعين الجميع.
نقول ان شاء الله ما يستعمل احد اسلحته ضد اخوه !
بل نستعملها ضد اعداء الامة
والله حرام نشتري اسلحه ونأخذ اموالها من قطاعات اولى فيها ونحارب فيها بعضنا
والله حرام يصبحوا هؤلاء قاده مسلمين يا خي حدود الجزائر عاصمه المغرب وحدود المغرب عاصمه الجزائر كلنا عرب وكلنا مسلمين ولا فرق فينا المفروض هذا الاسلحه تذهب للذين يحتلون ارضنا ونتحد ونحرر ارضنا بدل محنا كل واحد منتظر غلطه على الثاني
الله المستعان
معاهدات الدفاع المشترك ومعاهدات عدم الاعتداء والتنسيق العربي العربي
بدون اطماع اقليمية لابد ان يكون على ارض الواقع
التسلح الجزائري المغربي في سباق مخيف جدا
والتسلح الخليجي الايراني كمان مقصود والمستفيد الاوحد
مصانع السلاح الغربية والامريكية
أعرف مسبقاً حساسية هذا الموضوع الذي أحاول مناقشته في هذه الدراسة، وسبب هذه الحساسية عائد في الأساس إلى ضيق حرية الرأي والتفكير في الشرق الأوسط بشكل عام، مع نسب مختلفة من قطر إلى آخر، و إلا فقياسا على تجربة الشعوب الأوروبية لا توجد مسلّمات ولا (تابوات) غير قابلة للنقاش، مهما بالغ البعض في نقاشهم وخالفوا الإجماع حول قضية محددة، فهم يجدون من يناقشهم ويفند آراءهم بطريقة علمية موضوعية خالية من الشتم والتجريح وزجّ التهم كما تعودنا في الشرق الأوسط،، وأعتقد أنّ اتساع هامش حرية التفكير والرأي هي التي أتاحت للفكر الغربي أن ينطلق نحو آفاق واسعة في مختلف العلوم والفنون، حيث ما زلنا نعيش في الشرق على إبداعاته في مجالات حياتنا المختلفة النظرية والتطبيقية.إن الخروج من (تابو) المحرمات والممنوعات لا بد منه خطوة أولى نحو تحرير الإنسان وفكره في بلادنا،وانطلاقاً من ذلك وعودة إلى الموضوع الحساس الذي أشرت إليه أقول: هل يسمح التفكير النمطي السائد في الشرق الأوسط، طرح موضوع (الأمة العربية الواحدة) و(قضية القومية العربية) بشكل مختلف دون اتهام من يشكك في صحة ذلك بأنه جاسوس وعميل للقوى الإمبريالية والحركة الصهيونية وغيرها؟. رغم كل هذه المحاذير التي يعيها الكاتب إلا أنه يرى أن ستين عاماً تكفي للركض وراء سراب ووهم، لم يتقدم معتنقوه نحو الهدف متراً واحداً، وبالتالي لماذا لا نواجه الواقع وتشخيصه على حقيقته وصولاً إلى احتمالات واقعية من الممكن تطبيقها وتطويرها، بدلا من استمرار وهم(الوحدة العربية) وما يسميه البعض(الأمة العربية الواحدة) التي تزداد شرذمة وعداوة وتناقضاً. إن دراسة الواقع العربي السائد طوال ستين عاما مضت هو ما تحاول هذه الدراسة رصده وصولاً لإجابة واقعية على التساؤل الرئيسي وهو: أمّة عربية واحدة أم شعوب عربية مختلفة؟. إن تجربة الستين عاما الماضية التي هي عمر ما يسمى زمن الاستقلال لمعظم الدول العربية وفي الوقت ذاته عمر الجامعة العربية، قد شهد تجربة عربية ذات وجهين مختلفين إلى حد النقيض:
الوجه الأول:
أ- ظهور الأحزاب القومية التي جعلت أهم أهدافها تحقيق الوحدة العربية عبر مفاهيم الأمة الواحدة ذات القومية واللغة الواحدة، ومن أهم هذه الاحزاب حركة القوميين العرب وحزب البعث العربي الاشتراكي والحزب القومي السوري الاجتماعي الذي كانت له أطروحاته الخاصة في هذا الميدان.
ب- ظهور قيادة جمال عبد الناصر في مصر عقب انقلاب يوليو1952 الذي أطاح بحكم الملك فاروق، واضعاً السلطة في يد مجموعة الضباط الذين أطلقوا على أنفسهم تسمية (الضباط الأحرار).
ج- الإعلان عن العديد من مشروعات وتجارب الوحدة بين أقطار عربية لكنها جميعها وبدون استثناء كانت مشاريع فاشلة، أدت إلى الفرقة أكثر منها إلى الوحدة، وكان أهمها الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958 التي عرفت باسم الجمهورية العربية المتحدة، وانتهت بانفصال سورية عام1961، ومشروع الوحدة بين مصروالعراق وسورية عام1963 ولم ير النور، وانتهى بحملات إعلامية متبادلة سممت الأجواء العربية، ومشروع الإتحاد الهاشمي بين الأردن والعراق الملكيين عام1958، وكان ردا على الوحدة بين مصر وسوريا، ومشروعات العقيد القذافي الوحدوية التي تكاد لا تحصى، فهي مرة للوحدة بين ليبيا ومصر،وثانية للوحدة بين مصر وليبيا والسودان، وثالثة للوحدة بين ليبيا والسودان، ورابعة للوحدة المغربية وخامسة للوحدة مع(تشاد)- دولة افريقية لا علاقة لها بالعروبة- وفي نهاية عام1998 أعلن العقيد القذافي يأسه من أمكانية تحقيق الوحدة العربية و توجه نحو أفريقيا.
المشروع الوحيد من مشروعات التنسيق والتكامل العربيين، الذي كتب له النجاح وما زال مستمراً منذ عام 1974، هو مشروع"مجلس التعاون الخليجي"، وقد شهد سلسلة من أمور التكامل بين دوله الأعضاء شكلت شذوذا واضحاً على المشاريع العربية المماثلة، وسر نجاحه أنه بني منذ البداية على أسس واقعية وهي (التعاون والتكامل) وليس (الوحدة والتوحيد)، وهذا ما يعزز النتيجة الأخيرة التي تهدف هذه الدراسة الوصول إليها.
الوجه الثاني:
شهدت التجربة السياسية العربية في نفس فترة الستين عاما الماضية، نقيض ما شهدته في الوجه الأول أي أن نفس الفترة عرفت وعاشت الشيء ونقيضه، وهذا من النادر وجوده في التجربة الأوروبية التي تسعى للهدف نفسه في الوحدة والتكامل، وهذا يدل على التخبط العربي في مجال التفكير السياسي وبعده عن الواقع المطبق ميدانيا، ومن ملامح هذا التناقض الصارخ:
أ- انهيار حركة القوميين العرب عام1968 على يد بعض مؤسسيها مثل الدكتور جورج حبش وأبو ماهر اليماني ووديع حداد،عقب الإعلان عن تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والتخلي نهائيا عن فكر ومنهج الحركة، وتحديداً بعد انشقاق نايف حواتمة الشهير عام1969 وتشكيله الجبهة الديمقراطية وبيانه المثير (حركة القوميين العرب..لماذا)،وانسلاخه نهائياً عن كل تراثها وتبنيه الفكر والمنهج الماركسيين، ونتج عن ذلك تحول بقايا الحركة إلى أحزاب قطرية في بعض الأقطار العربية، ورث كل منها تراث الحركة وموجوداتها في كل قطر، مع الإشارة إلى التجربة المحدودة والقاصرة التي مثلها(حزب العمل العربي الأشتراكي) التي حاول من خلالها علي هاشم محسن وبعض أنصاره اعتبار هذا الحزب الوريث العربي لحركة القوميين العرب، لكنها كانت تجربة محدودة وسط ضجيج إعلامي فقط، انتهت حتى إعلاميا ًبعد شهور من إعلانها.
ب- التناقض حتى الصراع بالرصاص بين أجنحة الحزب الوحدوي الواحد كما شهد وعاش العالم العربي تجربة حزب البعث العربي الاشتراكي بجناحيه السوري والعراقي، فهذا الحزب الذي رفع شعار(أمة عربية واحدة،ذات رسالة خالدة) لم يستطع خلال ما يزيد عن أربعين عاماً أن يقيم أي شكل من أشكال التنسيق والتكامل بين القطرين اللذين يحكمهما وهما سورية والعراق، والمصيبة الكبرى ليست في عدم قدرة هذا الحزب ورجاله الحاكمين في أن يقيموا الوحدة، ولكن في عدم قدرتهم على إمكانية التعايش السلمي بين قطريهما، فقد كانت العلاقة دوما محكومة بالتوتر والصراع والمؤامرات والسيارات المفخخة والاغتيالات، وصلت ذروتها في التصفيات الدموية التي قام بها صدام حسين عام1979 ضد رفاقه الذين أتهمهم بالعمالة والتخابر لصالح سورية بعد أن فشل مشروع الوحدة بين القطرين الذي عرف آنذاك بميثاق العمل القومي، وانتهي الأمر إلى قطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق الحدود بين القطرين منذ عام 1979 وحتى انهيار نظام صدام عام 2003 ، وفي عام 1991 شارك جيش حافظ الأسد البعثي مع قوات التحالف الدولي التي طردت جيش صدام حسين البعثي من دولة الكويت . من يصدق هول وبشاعة هذه التجربة؟ علاقات دبلوماسية واقتصادية مقطوعة وحدود مغلقة طوال خمسة وثلاثين عاماً بين قطرين عربيين يحكمهما حزب واحد بمبادئ واحدة ، تنص حسب ادعائه على وحدة الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة!!!.
المثالان السابقان هما أخطر ما شهده الوجه الثاني من التجربة السياسية العربية، في مجال الفكر والمشروعات الوحدوية..إلا أن انعكاس ذلك على الحياة اليومية العربية طوال الخمسين عاماً الماضية، هو أمر لا يصدقه عقل، وما زال بعضه مستمرا حتى اليوم بصورة من الصور ، وتكفي الأمثلة التالية:
أ- الحملات الإعلامية البشعة التي أدارها إعلام نظام جمال عبد الناصر، ضد كل معارضيه من الحكام العرب مستعملاً فيها كل وسائل وفنون الردح اللا أخلاقي، التي شملت كثيرين منهم الملك حسين والملك فيصل وحكام سورية وحكام المغرب، وقد بادله البعض نفس الشتائم والحملات فإذا بالحياة العربية ذات رائحة كريهة تزكم الأنوف ، ولم تتوقف تلك الحملات إلا بعد هزيمة عام1967..وفي فترات أخرى عاد صدام حسين لنفس الأسلوب بهجومه على كل الحكام العرب تقريبا،مطالبا شعوبهم بالثورة عليهم وإطاحتهم لأنهم لم يوافقوا على مخططاته وتوجهاته، وكأن عشرين قطراً عربيا وعشرين حاكماً عربياً على خطأ،وهو ونظامه فقط على صواب، وشهدت بعض القمم العربية التي سبقت سقوط نظامه شتائم من أعضاء الوفد العراقي بحق غالبية أعضاء المؤتمر.
ب-الحرب بين الجزائر والمغرب عام 1963 بسبب ترسيم الحدود ، التي استعملت فيها كل أنواع الأسلحة واستمرت قرابة شهرين، و راح ضحيتها الآلاف وما زالت العلاقات الجزائرية المغربية متوترة وشبه مقطوعة وطالما شهدت اشتباكات عسكرية واسعة، والحدود مقفلة من حين إلى آخر ،بسبب قضية الصحراء الغربية التي هي أساساً لولا الدعم الجزائري- لعمل انفصالي عن المغرب- لما عرفت هذه القضية التي لا تزال تشغل الشعب المغربي حتى الآن، ومنذ سنوات تتعثر مسألة الاستفتاء في الصحراء بإشراف الأمم المتحدة . ورغم فقر الدولتين فما تنفقانه على التسلح لمواجهة بعض يعد بالمليارات، التي لو خصصت للتنمية البشرية لتغير مستوى المواطن ومعيشته.
ج- الحرب المصرية- السعودية في اليمن الشمالي(آنذاك)عام1964،التي تدخل فيها نظام عبد الناصر لدعم انقلاب عبد الله السلال، وتدخلت السعودية لدعم نظام الإمام، واستمرت حرباً ضارية لم تتوقف إلا بعد هزيمة نظام عبد الناصر عام1967 حيث تم سحب الجيش المصري من اليمن، بعد أن قتل ألاف من الطرفين.
د- الحرب المصرية- الليبية الخاطفة عام1979، عقب زيارة أنور السادات إلى إسرائيل، تلك الحرب التي استمرت ساعات قليلة استعمل فيها الطيران المصري لتدمير قواعد ومعسكرات ليبية، ادّعى السادات إنها تستعمل للتآمر ضد مصر.
هـ- الحشود العسكرية بين الاردن وسورية عام1981 التي استمرت عدة أسابيع، وكادت تندلع حرب طاحنة لولا تحكيم العقل في اللحظات الأخيرة وتحديدا من جانب الاردن والملك حسين شخصياً.
و- حرب الزوارق البحرية بين قطر والبحرين عام1989 بسبب الخلاف على جزيرتين صغيرتين في مياه الخليج، تدعى كلاهما ملكيتها و مازالت هذه القضية مصدر توتر رغم قرارات محكمة العدل الدولية بخصوصها.
ز- وأخيراً- ونأمل أن يكون آخرا- حرب(أم الكوارث) في آب1990 التي احتل فيها صدام حسين دولة عربية مستقلة، عضوا في جامعة الدول العربية و هيئة الأمم المتحدة هي دولة الكويت..إن هذا العمل اللا أخلاقي بكافة المقاييس العربية والدولية لا يمكن قبوله أو تبريره رغم محاولة صدام حسين تبرير ذلك باسم الوحدة العربية، عندما ادّعى أن دولة الكويت هي أحدى محافظات العراق، ونحن لسنا ضد الوحدة الطوعية بين أي قطرين عربيين، لكن الإسلوب الذي استعمله صدام - رغم أن مؤامرة احتلال الكويت أساساً لم تكن مشروعاً وحدويا يهدف إلى إعادة الفرع إلى الأصل - إن وافقنا عليه سنجد أنفسنا أمام عدة حروب أهلية، لأن التقسيمات الحدودية القائمة حاليا بين الأقطار العربية هي وليدة انهيار الخلافة العثمانية، وما ارتضته الدول المستعمرة خاصة بريطانيا وفرنسا من تقسيمات عقب الحرب العالمية الأولى . وقد ارتضت كافة الدول العربية هذه التقسيمات الحدودية، سواء كانت مجحفة أم لا، وعلى أساسها قامت جامعة الدول العربية عام1945، فإذا أخذنا بمنطق صدام حسين قلّما نجد دولة عربية لا ترى أن بعض مناطق الدول المجاورة جزءاً منها وتابعة لها، وهذا يعني فعلا عدة حروب عربية - عربية، كادت إحداها أن تندلع قبل سنوات قليلة بين مصر والسودان بسبب الخلافات على منطقة (حلايب) . وعندما انسحب جيش صدام من الكويت بعد حرب تحرير الكويت التي خاضتها قوات التحالف الدولي بمشاركة جيوش عربية وإسلامية، أحرق جيشه المهزوم آبار النفط الكويتية، فلو كان فعلا شنّ حرب احتلاله لضم الفرع إلى الأصل كما ادعى، فكيف يحرق آبار نفط الفرع؟ فهل هناك من يحرق جزءا من وطنه حتى لو كان خارج سيطرته؟.
بعد كل هذا السرد الموثق لأوجه العلاقات بين الدول العربية طوال الخمسين عاماً الماضية ، ماذا يبقى من قواسم مشتركة لإقامة الوحدة العربية ؟.وهذا ما حدا بالمؤرخ البريطاني(برنارد لويس)أن يرى قبل عدة سنوات- تحديداً بعد احتلال صدام حسين للكويت "أن فكرة القومية العربية قد انتهت وتلاشت، وأن العالم العربي يتفكك كهوية سياسية، بمعنى إنه لا توجد هوية سياسية واحدة موحدة اسمها (العالم العربي)، فلكل قطر من أقطار هذا الوطن هويته السياسية ونظامه الاجتماعي والاقتصادي وأهدافه الحاضرة والمستقبلية، بعيداً عما يجري في أي قطر آخر، وأصبحت العلاقة بين أي قطرين مجرد علاقات دبلوماسية واقتصادية وتجارية مثل العلاقات بين أي قطر ودولة أوروبية أو أسيوية أو أمريكية، والدليل القاطع على ذلك هو قرار مؤتمر القمة العربي في الرباط عام1974، الذي أعلن فيه بالإجماع أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وكان التطبيق الميداني في أغلب الأقطار العربية هو الموقف من القضية الفلسطينية والتفاوض مع إسرائيل، عندما عُبّر عن ذلك بالقول "القضية قضية الشعب الفلسطيني ونحن نقبل بما يقبل به الفلسطينيون"، لذلك لم تعترض أية دولة عربية على اتفاقية أوسلو بين الفلسطينيين ودولة اسرائيل عام1993 سوى سورية، وليس لأسباب وطنية جذرية ولكن لانفراد الفلسطينيين بالتوقيع على اتفاقية سلام- أيا كانت - مع إسرائيل، وقد أعقب ذلك الاتفاقية الأردنية – الإسرائيلية عام1994، وكان قد سبق ذلك بعشرين عاماً الاتفاقية المصرية- الإسرائيلية.
من حق أحد دُعاة (القومية العربية) أو المؤمنين بها نظريا ولا يعتبرها مثلنا مجرد وهم وسراب، أن يرد على دعوانا هذه، باعتباره أن الواقع السائد الذي سردنا بعض مظاهره الحاصلة فعلا وحقيقة، هو من فعل الأنظمة الحاكمة التي مصلحتها في التشرذم، لكن الشعوب العربية وحدوية و تريد الوحدة وتسعى إليها...
وأرى أن رصد الواقع السائد بين هذه الشعوب فعلا، وبعيدا عن الأماني وأوهام الرغبات الذاتية، يجعلني أجزم أن الشعوب العربية أيضاً، ليست مع الوحدة العربية ولا تسعى إليها ولا ترغبها ولا تعمل من أجلها، وليست في برامج أية أحزاب شعبية عربية سوى كلمات نظرية أو مجرد ظاهرة صوتية كما هو واقع الشعوب وأنظمتها. الواقع السائد والممارس يقول ويعلن صراحة لا مواربة فيها: لا يوجد تكتل بشري واحد اسمه(الشعب العربي)رغم عامل اللغة والدين المشترك ، الموجود فعلا مجموعة(شعوب عربية) تنطق بلسان واحد، ويدين أغلبها بدين واحد هو الإسلام، رغم تعدد مذاهبه تماماً على غرار تلك الشعوب التي تقطن القارة الأوربية ، التي تسمى ( الشعوب الأوربية ) و يدين أغلبها بالديانة المسيحية، ولا يوجد بينها عامل اللغة المشتركة، كما هو حال الشعوب العربية، ورغم ذلك فإن الشعوب الأوربية تسير بخطى حثيثية نحو الوحدة والتكامل، كانت آخرها طرح (اليورو) كعملة أوربية موحدة للتداول في نهاية عام 2000، وفتح الحدود نهائيا بين خمسة وعشرين دولة للتنقل بدون جواز سفر، فلماذا تسير الشعوب الأوربية بدون لغة مشتركة نحو التفاهم والتكامل وفتح الحدود نهائيا أمام مواطنيها، والشعوب العربية رغم اللغة المشتركة تسير نحو عدم التفاهم والقطيعة، وتزداد الحدود بينها صلابة ورسوخاً، ويندر أن تجد دولة عربية لا تطلب تأشيرة دخول مسبقة من أغلب الشعوب العربية لدخول أرضيها، غير ناسين أن المواطن الفلسطيني ممنوع من دخول أية دولة عربية دون تأشيرة دخول مسبقة، بما فيها الأقطار التي يحمل وثائق سفرها مثل لبنان ومصر.
إن رصد ما تقوم به الشعوب العربية - رغم وجود عاملي اللغة والدين- يؤكد ما نراه من أنها شعوب لا تسعى نحو الوحدة، ويكفي التذكير ببعض المآسي التي شهدتها بعض تلك الشعوب على يد أبناء شعوب أخرى، خلال الثلاثين عاماً الماضية، لندرك أن كافة الحروب العربية- العربية التي أشرنا لبعضها سابقاً، كان مادتها الفاعلة ووقودها المشتعل، أبناء الشعوب العربية ذاتها ولم نسمع أن عددا من هذه الشعوب تمرد على أوامر الأنظمة التي أشعلت تلك الحروب وخططت لها، وبعكس ذلك كانت أفعال أبناء الشعوب العربية ضد أشقائهم تحمل من الأهوال ما لا يمكن تصوره..وهل يحتاج من يؤمن بالقومية والوحدة العربية إلى أمثلة؟
1- أن الطريقة التي عامل فيها أبناء الشعب العربي الليبي أشقاءهم وجيرانهم أبناء الشعب العربي المصري ، عقب زيارة أنور السادات لإسرائيل عام 1979 ، لا يمكن وجود مثيل لها في كتب حروب ومغامرات وقراصنة القرون الوسطى. تم آنذاك طرد ألاف من العمال والموظفين المصريين، ونهبت بيوتهم وصودرت ممتلكاتهم، وكانوا يحشرون في مطار طرابلس القديم في العراء عدة ليال في انتظار الطائرات التي تعيدهم إلى مصر، ويتذكر الجميع أن موضوع ممتلكاتهم ومستحقاتهم المالية،ما زال معلقاً حتى الآن وقد وصلت دعاوي التحكيم فيه إلى منظمات عالمية منها منظمة العمل الدولية..وكل ذلك تحت قيادة العقيد القذافي الذي يحلو له أن يسمي نفسه رائد القومية العربية. وقد عاد أبناء الشعب العربي الليبي أنفسهم وتحت نفس القيادة بتكرار نفس الأهوال ضد أشقائهم من أبناء الشعب الفلسطيني في نهاية عام1997، عندما جمعوا غالبية العائلات الفلسطينية المقيمة والعاملة في ليبيا، وتم طردهم عبر الصحراء نحو مصر حيث رفضت مصر دخولهم أراضيها، فأقاموا على الحدود في خيام بالية عدة شهور، تحت رحمة وكالات الغوث الدولية، وقد مات منهم ومرض عشرات في العراء، وفي بداية عام1998 وبعد ضغوط دولية،اقتحمت قوات الأمن الليبي خيامهم، وأعادتهم إلى ليبيا بشكل خال من الإنسانية وروح الأخوة العربية التي يرى أنصار ودعاة الوحدة والقومية العربية أنها سمة الشعوب العربية.
2-الطريقة التي تعاملت بها القوات السورية عند دخولها لبنان عام 1976 مع أفراد المنظمات الفلسطينية وعموم أبناء الشعب الفلسطيني في لبنان، وجرائم الجيش السوري وتعدياته في لبنان لا يمكن تخيلها، وقد نتج عن ذلك قتل عدة مواطنيين سوريين، بعد انسحاب الجيش السوري الأخير بشكل فرار مذل بعد الضغوط الدولية والمظاهرات اللبنانية.
3-المجازر التي ارتكبها مئات من أبناء الشعب اللبناني ضد أشقائهم من الشعب الفلسطيني، أثناء ما سمي (مجازر صبراوشاتيلا) عام1982 وقبلها مذابح حصار وتدمير مخيم تل الزعترعام1976.
4-التدمير والتخريب الذي قام به أبناء الشعب العراقي من جيش صدام، في دولة الكويت العربية أثناء احتلالها في أب1990 وعند طردهم منها بعد شهور قليلة. لقد نهبوا الجامعات والمستشفيات والبنوك والمتاحف والأسواق والمخازن ونقلوا محتوياتها إلى بغداد ، كما حرقوا أبار النفط، وكانت خسائر الكويت من جراء ذلك عشرات المليارات من الدولارات ومئات من القتلى والأسرى والمفقودين.
5. ألاف مؤلفة من عدة شعوب عربية ، رقصت مبتهجة في الشوارع لاحتلال صدام لدولة الكويت، متناسية أنه احتلال لأرض شعب عربي ، وما زالت ألاف مؤلفة من هذه الشعوب ومن ضمنها كتاب وصحفيون وسياسيون يمجدون صدام حسين الذي ارتكب بحق الشعب العراقي من الجرائم التي لا يمكن وصفها أو تبريرها بأي منطق.
6. سقوط صدام ونظامه الذي كان فرحة عارمة لدى الغالبية العظمى من العراقيين، هو نكبة لبعض الشعوب العربية، بدليل أن غالبية الانتحاريين الإرهابيين في العراق هم من خارج الحدود ومن عدة شعوب عربية بعضها لا حدود مشتركة له مع العراق.
7. ماذا تفعل الشعوب العربية كافة غير الفرجة على الجرائم البشعة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني خاصة في الأسابيع الماضية؟. وبالإضافة لذلك فهناك شامتون من العرب وفرحون لهذه الجرائم بحجة أن هناك فلسطينيون أيدوا احتلال صدام للكويت وبعضهم ما يزال يمجد الرئيس المؤمن صدام.
إن ما يجب تقريره بخصوص حالات العداوة بين الشعوب العربية - التي أشرنا لبعضها فقط - هي حالات اعتداء على شعب شقيق لا دخل له بسياسة الأنظمة التي كانت سببا لحالات العداء والاعتداء..فلا دخل للشعب المصري الذي طرده الليبيون وصادروا ممتلكاته عام1979 بزيارة أنور السادات إلى إسرائيل، فالسادات كرئيس دولة لم يستشر شعبه ولم يجرّ استفتاءاً على تلك الزيارة وكذلك القيادة الفلسطينية لم تأخذ رأي الشعب الفلسطيني في اتفاقية أوسلو التي وقعتها مع إسرائيل عام 1993 ..فلماذا يتحمل مئات الآلاف من العمال والموظفين المصريين والفلسطينيين في ليبيا،هذه المعاملة السيئة بسبب سياسات لا علاقة لهم بها....هل هناك تفسير لهذه العداوات المريرة بين شعوب يقال إنهم ينتمون إلى أمة عربية واحدة؟. و بعد كل هذه الأعمال والممارسات من أبناء الشعوب العربية ضد بعضهم البعض،هل يصمد القول بأن الأحقاد والمؤامرات والفرقة هي من أعمال الأنظمة العربية الحاكمة فقط؟..أم أن أداتها المنفذة ووقودها المشتعل هم نفس أبناء الشعوب العربية!!. ولنقلها صريحة: إذا أجرينا استفتاءا نزيها محايدا في كل قطر عربي على حدة، للإجابة على سؤال: هل أنت مع الوحدة العربية الشاملة، بمعنى فتح الحدود نهائيا بين كل الأقطار العربية، واعتبار كافة الأقطار العربية بلدا واحدا بجواز سفر واحد وثروة واحدة للجميع بالتساوي؟ كم قطر عربي سيصوت شعبه ب نعم ؟. أكاد أجزم أن غالبية الدول الغنية ذات التعداد السكاني المحدود، ستكون إجابة شعبها : لا. ولن يصوت ب نعم إلا بعض الشعوب الفقيرة ليست حبا في الوحدة العربية، ولكن أملا في نسبة من الثروة لتحسين حياتهم المعيشية، في حين أن دول الوحدة الأوربية الغنية ، دفعت عشرات المليارات للدول الفقيرة لتحسين وضع مواطنها قبل دخول معاهدات الوحدة الأوربية.
إزاء هذا الواقع هل من المفيد استمرار العيش على وهم ( أمة عربية واحدة )، أم الأجدى أن نعترف بأننا شعوب عربية متنوعة على غرار الشعوب الأوربية ، التي لم يمنعها هذا التنوع من الوصول إلى تنسيق مشترك في كافة المجالات هو أقرب إلى الوحدة الحقيقية، بينما نحن قادنا ذلك الوهم إلى مزيد من الفرقة والتشتت والعداوة،. إذن ما البديل ؟ . هذا ما سندرسه في الحلقة الثانية
"الحرب العربية الباردة" مصطلح صكه الباحث الأمريكي مالكوم كير (أستاذ العلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا) ليصف حالة العلاقات العربية العربية خلال ستينات القرن الماضي، ورغم أن ما يبقى من الخلافات العربية العربية خلال العقد المشار حملات إعلامية قاسية دون مظاهر صراعية محددة – ربما باستثناء حرب اليمن – فإن هذه الأجواء تظل مؤشرا قويا لحالة من الإحساس بالاختلاف لها جذورها ويخشى أن تكون لها امتداداتها في الحاضر والمستقبل وما أحاط بالقمة العربية المزمع عقدها يشير إلى أن أجواء الحرب الباردة لم تتبدد تماما وإن كان منطق الحملات الإعلامية قد تجاوزه الزمن.
عرب المشرق والمغرب
ورغم أن الخلافات العربية تبدو سياسية آنية عارضة فإنها في الحقيقة مرآة لمشكلات بنيوية وشروخ عميقة في الخارطة العربية، فمن الناحية التاريخية وفي مرحلة مبكرة من تاريخ الحركة القومية العربية أصدر أحد روادها الكبار نجيب عازوري عام 1905 كتابه "صحوة الأمة العربية في آسيا التركية" داعيا لإنشاء دولة الوحدة العربية "من الفرات حتى برزخ السويس"، معتبرا الناطقين بالعربية في شمال أفريقيا من مصر إلى موريتانيا ليسوا عربا، ومن الناحية المعرفية كانت قضية عروبة المنطقة الممتد من المحيط الأطلنطي للخليج العربي موضوع مراجعات سياسية وعلمية معا، وثمة سيل من الدراسات تشكك في عروبة الكثير من الشعوب العربية كما تم تضخيم قضايا الأقليات وهو ما انتقل بعد سنوات من الأوساط الأكاديمية إلى دوائر صنع القرار.
وقصر العروبة على قسم من العالم العربي قضية تتجاوز الأبعاد التاريخية والمعرفية لتلقي بظلال كثيفة على مشاريع إعادة صياغة المنطقة التي بدأت تتحول إلى واقع بالفعل، ومن المؤشرات الملفتة في هذا السياق ما حدث في يونيو 2003 إذ شهد "مؤتمر العمل الدولي" الذي انعقد بجنيف ضجة تسبب فيها تقرير رسمي للمنظمة لتقسيمه العالم العربي إلى قسمين: "الشرق الأوسط" و"شمال أفريقيا" دون ذكر العروبة كهوية جامعة وصفة رسمية جعلتها كل الدول العربية ضمن اسمها الرسمي.
أشباح تعود للحياة
وقبل أن نعتب على هذه المنظمة الدولية – وموقفها مجرد مثال – نستعيد بعض المشاهد الحديثة نسبيا لـ "الحرب العربية الباردة"، ففي عام 2002 حظيت المبادرة السعودية لتسوية الصراع العربي الصهيوني سلميا بإجماع عربي علني إلا أن الكثيرين رأوا فيها تنافسا مصريا سعوديا نفاه الطرفان فازدادت المقولة انتشارا، وبخاصة أن المبادرة حرمت مصر إلى حد بعيد من دور الوساطة الذي منحها أهمية خاصة في نظر الولايات المتحدة لسنوات طويلة. وبحضور الأمير الحسن بن طلال ولي عهد الأردن السابق مؤتمرا للمعارضة العراقية في العام نفسه وقبل الغزو الأمريكي للعراق بدأ "تلاسن" دشنه السياسي اللبناني وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني عندما استدعى صفحات من التاريخ العربي مستهدفا ربط الماضي بالحاضر حسب تصوره الخاص.
وفي تصريحه الذي أثار الجدل قال إن الثورة العربية الكبرى التي قادها الهاشميون بالتحالف مع بريطانيا ضد الحكم العثماني "كان هدفها المعلن وحدة البلاد العربية" إلا أنها "أنتجت تقسيما وأنتجت اتفاق سايكس بيكو وفيه كان المضمون الأول، ولا يزال، وعد بلفور". ولم يكتف جنبلاط بذلك، بل أضاف: "بعد تسعين عاما تقريبا تجتمع المعارضة العراقية في بريطانيا ويزورها الأمير الحسن الهاشمي، وقيل إنها زيارة عفوية"، ثم تساءل "هل هناك ثورة عربية جديدة تنتج تقسيما جديدا يتناسب وإسرائيل الكبرى؟".
وردت الأردن قائلة إن جنبلاط "لم يتجن على التاريخ فحسب بل حمل الأردن وقيادته حصرا مسئولية التصدي للمخططات الاستعمارية التي نفذتها وتنفذها الدول العظمى, من دون تحميل أي من الدول والأطراف العربية الأخرى في المنطقة أي مسئولية عن تقاعسها تجاه التصدي لتلك المخططات وكأن لا علاقة لها بالموضوع"، وتحول الرد الأردني على جنبلاط إلى تساؤل حافل بالغمز واللمز: "هل يعقل أن يتهم الأردن بالمسئولية التاريخية عن صوغ مستقبل المنطقة في الماضي والحاضر دون أن يكون لأي من دول الصمود والتصدي والشقيقات الكبريات أي دور في ذلك؟".
واشتبك الدكتور محمد الرميحي هو الآخر مع طرفي الحوار (جريدة الحياة 24/7/2002) فقسم الأمة العربية إلى جمهوريات وأنظمة وراثية وانبرى يدافع عن الأنظمة غير الجمهورية، فمعظم الأنظمة الجمهورية العربية جاء إلى الحكم بانقلاب عسكري وأورثت الأمة فشلا في ثلاثة مهام: في التحرير بمعناه الواسع، "فمساحة الأراضي التي فقدها العرب في فلسطين في عهد الأنظمة الثورية فاقت تلك التي فقدت حين كانت الملكيات تتربع على سدة السلطة"، وفشلت في التنمية الاقتصادية، وفشلت ثالثا في التنمية السياسية، وهو ما قد يعني أن المسألة تتجاوز انفلات تصريحات حادة هنا أو هناك.
ومع المطالبة الأمريكية المتكررة بإقصاء عرفات بدأ غمز يشير إلى تنافس عربي عربي لفرض بديل لعرفات حسب رغبة هذه العاصمة أو تلك ، وكلها ترفض علنا إقصاء عرفات !!. لكن هذا التلاسن يخفي الكثير مما يجب التوقف عنده، ويكفي أن نختار عينة واحدة (جريدة الهلال الأسبوعية الأردنية 23/7/2002). فالمقال الوحيد في العدد خصص لهذه القصة بلغة ملؤها السخرية كما نشرت الجريدة نفسها خبرا مفاده أن زوجة عومير شارون (ابن رئيس وزراء الكيان الصهيوني) نصحت زوجة الدكتور نبيل شعث بضرورة أن يتحدث اللهجة المصرية كأول التأهيل للخلافة القادمة، للزعيم الفلسطيني المتمصر في لهجته أبو عمار!
وحرب اللهجات التي تتحدث عنها الجريدة مجرد واجهة لانقسام أعمق ، يعبر عنها الكاتب بقوله "فلسطين وزعامتها.. قصة ساحرة فتحت لهجة شعث المصرية المفاجئة الشهية للحديث عنها. فلسطين قضية تاريخية" و"فلسطين تاريخياً تتنازعها رغبتان، رغبة موغلة في الجنوب حتى جبل المقطم في القاهرة، وتلك تبعية تختزنها صدور أبناء الساحل الفلسطيني منذ تجربة القاضي الفاضل مع صلاح الدين.. ودائماً كانت هذه الرغبة جريئة في التعبير عن ذاتها.. ورغبة ثانية خجلى صوب الشرق والشمال، لدمشق وعمان أي البعد الشامي في فلسطين".
"والتمصّر والمصرية في فلسطين هوى وثقافة" و"هذا شيء له صلة قربى في الثقافة، لكن لا علاقة له في السياسة، إذ أن التاريخ علّمنا.. أن فلسطين حين يأتيها الزحف .. لا تستطيع أن تفطر بالتحرر أو بالنصر إن لاذت بمصر وحدها وأدارت ظهرها لحاضنتها الأولى الشام كلها"، ثم تأتي أكثر العبارات أهمية: "ولا أريد أن اتهم بأنني أروّج لدعوة خفية تؤدي إلى استعذاب أو تفضيل الانقطاع عن مصر، حاشا فمصر أم العرب..فمهما كانت الأم قاسية أو هرمة أو متجبرة" !!! "لكني ضد تبعية فلسطين في السياسة لمصر مثلما هي تبعيتها في الثقافة وفي الأدب والفن".
وحتى لا يظن بعض القراء حسني النية أن الأمر عارض نسترجع "خلفياته التاريخية"، فيقول كاتب المقال: "وبهذا المعنى، فان كل قادة فلسطين لمائة سنة خلت، حين كانوا يخلطون بين وجدانهم المصري المملوء بالثقافة المصرية وبين برامجهم السياسية، فان فلسطين كانت دوماً قضيتها خاسرة"!
"ولقد وصلت المجاملة والتعلق باللهجة المصرية في إحدى لقاءات الجزائر عام 1988 نطق حروف القرآن الكريم، في قراءة جديدة لأبي عمار حين أورد الآية الكريمة.أُذن للنين يقاتلون بأنهم ظلموا". استبدل الذال في كل حروف الآية بـ (الزاي) حتى اضطر المرحوم الشيخ عبد الحميد السائح رحمه الله أن يخرج عن طوره ويصحح عمار علناً (أُذن يا أ با عمار) وكان ذلك على مرأى ومسمع من الجميع"!
ما وراء القمم
ومع كل منعطف كبير تمر به المنطقة العربية تطرح للنقاش بقوة قضية العلاقات العربية ـ العربية بوصفها الأرضية الصحيحة لأي عمل عربي مشترك. وعلى إيقاع المخاطر، وبعد مرور أكثر من نصف قرن على إنشاء جامعة الدول العربية، تقرر عقد القمة العربية دوريا وهو ما وصف آنذاك بأنه "تحول تاريخي"، رغم أن هذا التحول المشكوك في استحقاقه وصف "التاريخي" لم نستطع أن نهنأ به طويلا، إذ جاءت الخلافات حول القمة العربية لتضع العديد من علامات الاستفهام على مدى دقة الوصف الكبير الذي أسبغه المتفائلون على دورية الانعقاد. ولم تكن دورية القمة وحدها التحول العربي الذي يوصف بأنه تاريخي، فعندما زار الرئيس المصري بيروت بعد قصف إسرائيلي استهدف محطات كهرباء كانت الزيارة الأولى لرئيس مصري لبيروت منذ واحد وأربعين عاما. وقبل ذلك بقليل عندما قام الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية بزيارة لليبيا للمساهمة في حل مشكلة لوكيربي كانت سابقة في العلاقات بين البلدين. وبحضور الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد جنازة ملك الأردن الراحل الملك حسين كانت تحولا نوعيا في علاقة دولتين قربت بينهما الجغرافيا وفرقت بينهما التوجهات السياسية لسنوات طويلة.
ومن المؤكد أن من يتتبع مؤشر الزيارات الرسمية التي يتم تبادلها بين مختلف الأقطار العربية يخرج بنتائج مثيرة، فبينما يحرص حكام عرب كثيرون على زيارة العاصمة الأمريكية واشنطن مرة كل عام، ويترسخ الإحساس بأهمية الزيارة في دبلوماسية هذه الدولة أو تلك من التمهيد الذي يسبق الزيارة، ودرجة الاهتمام بها في الإعلام الرسمي، تكاد الزيارات الرسمية التي يتم تبادلها تقتصر على عدد محدود من الدول تتسم دبلوماسيتها بالنشاط. ويشكل المعدل مؤشرا واحدا، فإذا أخذنا مستوى التمثيل في هذه الزيارات، ومدى ما يعكسه البيان الختامي الرسمي الصادر عن كل منها من جدية المباحثات، وأهمية الموضوعات التي تتناولها، والنتائج العملية المترتبة عليها فسنخرج حتما بنتائج، قد يكون بعضها صادما، لكن من المؤكد أنها لن تخلو من فائدة.
عالم عربي أم عوالم؟
ولم تؤد كثرة الأزمات أو انتشارها في شرق الخريطة العربية وغربها إلى بلورة قاعدة ثابتة تكون أساسا للعلاقات العربية ـ العربية على المستويات كافة، وما زال ما أطلقت عليه في مقال سابق في "البيان": "دبلوماسية التحولات التاريخية" يحكم هذه العلاقات، رغم أن بناء نظام عربي قوي قادر على التفاعل مع الواقع يفيده العمل الهادئ الذي يتسم بالاستمرارية أكثر مما تفيده التحولات التاريخية التي تعزز الإحساس بأننا إزاء ظرف استثنائي، أو بالتعبير العربي الرائج "في لحظة فارقة من تاريخ الأمة"، وما زال الاستثنائي يمتد حتى صرنا نعيش "لحظة استثنائية ممتدة".
وعندما جاءت اللحظة التي تستحق أن توصف بالفعل بأنها "لحظة فارقة من تاريخ الأمة" وجدنا ما يمكن أن يطلق عليه "عوالم عربية" ما يكاد يجعل العلاقات العربية العربية لغزا محيرا. والانقسام الذي تبدو شواهده الآن هو في تقديري الأخطر في تاريخ العمل العربي المشترك إذ تبدو الخارطة العربية كما لو كانت قد انقسمت بالفعل إلى شطرين فكل ما يقع غرب مصر (المغرب العربي بمعناه الواسع) يبدو أكثر اقترابا من الرؤية الأمريكية للتغيير وهو ما يؤكده - إلى جانب الموقف الرسمي التونسي - تعاطف جزائري مغربي وتحولات جذرية في ليبيا في اتجاه الغرب. بينما مشرق العالم العربي يتبنى مواقف متفاوتة بدءا من القبول كموقف قطر مرورا بالتحفظ كالموقف السعودي وصولا للرفض الشديد لأي دور غربي في عملية التغيير أو في تحديد معاييرها وأولوياتها كموقف مصر وسوريا.
وبغض النظر عن تقييم موقف كل طرف أو اتخاذ موقف منه فإن العبرة الأخطر هو في درجة حدة الخلاف حول قضية من قضايا المستقبل شديدة الأهمية، فبينما تبدأ وثيقة "العهد والإصلاح" بتأكيد ثوابت الموقف من القضية الفلسطينية وتكتفي بالإشارة إلى وجود "نية" للإصلاح دون أي تحديد لأطره مقابل تأكيد على تعاون وتنسيق رسمي في قضايا الأمن والدفاع، وما زال الأمن قبل الدفاع! ! نجد الوثيقة التونسية تبدأ مباشرة بالحديث عن الإصلاح وتحدد "الديموقراطية" إطارا، أما الموقف من القضية الفلسطينية فيأتي في البند السادس.
وقبل التفكير في الانحياز إلى أي من الوثيقتين أو أي من المعسكرين ينبغي التفكير طويلا وطويلا جدا في التداعيات المحتملة لعودة أشباح "الحرب العربية الباردة".
مايجري اليوم بل ومنذ زمن ليس بالقصير لهو دليل على صحة قولة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه إذ قال (نحن قوم اعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله)صدقت والله يافاروق الإسلام......... والله لو رأيت مايحدث في بلاد المسلمين لأصابك العجب!!
ولاغرو إذ لاتجد في جميع الدول العربيه والإسلاميه دوله تطبق شرع الله وسنة رسوله الكريم عليه افضل الصلاة واتم التسليم....
ومضه(عشية يدخلون بغير إذن ***على متوكل اوفى وطابا)
(رفيق محمد ووزير صدق***ورابع خير من وطئ الترابا)