تناول المحلل للشؤون العسكريّة في صحيفة 'هآرتس' العبرية، عاموس هارئيل، الجمعة، قضية تأثير ما يُطلق عليه الربيع العربيّ على رؤية نظرة الأجهزة الأمنيّة في الدولة العبرية إلى ما يجري بسرعة وبوتيرة عالية في الدول العربيّة المجاورة لإسرائيل، لافتًا إلى أن حملة الاحتجاجات التي عمّت العالم العربي توقفت في سوريّة، بسبب عدم تمكن المحتجين من إسقاط النظام الحاكم، ولكن بموازاة ذلك، كشف النقاب عن أن الاستخبارات الإسرائيليّة اضطرت إلى تغيير استعداداتها وطرق عملها للتكيّف مع الوضع الجديد الذي نشأ، والذي لم تكن تتوقعه، خصوصا وأنّ الأحداث جرت بسرعة فاقت كلّ التوقعات للخبراء والأجهزة الأمنية في إسرائيل، على حد تعبيره.
ونقل المحلل هارئيل، عن ضباط وحدة البحث في شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) قولهم إنّه في الماضي غير البعيد، عندما كان جميع الحكّام العرب من الديكتاتوريين، فإنّ أمان وجهاز الموساد سلّطا الأضواء في مواكبة الأحداث على رأس الهرم، أي الرئيس، ومجموعة صغير من الجنرالات الذين يحيطون به، إضافة إلى عدد من المستشارين وأقارب العائلة، ولكن ميدان التحرير في القاهرة قلب الأمور رأسًا على عقب، على حد قول المصادر، الأمر الذي دفع الاستخبارات العسكريّة والأخرى في إسرائيل إلى تغيير رؤيتها، حيث باتت تتعامل فجأة مع الشعوب ومع الرأي العام ومع مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، أو كما قال أحد الضباط الانتقال إلى حقبة فيسبوك، وهذا التحدّي الجديد وصل إلى شعبة الأبحاث في الاستخبارات العسكريّة، وتحديدًا أمام مجموعة قليلة العدد من الباحثين اليافعين، الذي يتمتعون بقدرة خارقة من الذكاء، على حد قوله، ولكنّه استدرك قائلاً إنّه في السنوات الأخيرة فقدت هذه المجموعة من الباحثين في قيادة الأركان العامة بجيش الاحتلال من أهميتها، إذ تبين فجأة للقيادة العسكريّة أنّ هذه الوظائف باتت غير جذّابة من قبل الشباب الإسرائيليين، الذين ينخرطون في جيش الاحتلال، كما شدد أنّه لا يُمكن الحديث عن أزمة في شعبة الأبحاث العسكريّة، ولكن المسؤولين أضاف، أصبحوا يضجون من قلّة عدد الباحثين والجنود الذي يعملون في وحدات الأبحاث المختلفة، فمن ناحية تسارعت وتيرة الأحداث في الشرق الأوسط، ومن الناحية الأخرى، لم يزد عدد الباحثين، الأمر الذي أوجد فجوة في الحصول على معلومات سرية عن الدول العربية، على حد قوله.
وكشف النقاب عن أن التنافس بين وحدة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية ووحدة 8200، المسماة بالوحدة المركزيّة لجمع المعلومات بات شديدًا للغاية، ذلك أن الكثيرين من الباحثين والجنود والضباط لا يعلمون ماذا تفعل الوحدة المذكورة وما هي مجالات تخصصها، لأنها محاطة بالسريّة التامّة، نظرا لحساسية الأمور التي تعالجها، على حد قوله، ولكنّه قال نقلاً عن مصادر عسكريّة رفيعة في جيش الاحتلال، إن نجاح الوحدة 8200 في مهامها نابعٌ في ما هو نابع من الربط بين عباقرة في مجال التكنولوجيا الحديثة وبين قائمة طويلة من خريجي الوحدة، الذي قاموا بعد إنهاء خدمتهم في الوحدة بتأسيس شركات التكنولوجيا المتقدّمة والناجحة في إسرائيل، وهذا الأمر هو بحد ذاته يُعتبر سببًا كافيا وشافيا لجذب الباحثين للانخراط في الوحدة 8200، كما أن وحدة الأبحاث في أمان تعاني من نقص حاد في الضباط من درجات مختلفة بسبب عدم قدرة القادة على إغراء الباحثين بمواصلة خدمتهم في الوحدة، مقابل الإغراءات الأخرى المعروضة عليهم في الوحدة السريّة 8200.
وساق هارئيل قائلاً، إنّه على ما يبدو هذا هو السبب الذي دفع قائد شعبة الاستخبارات العسكريّة، الجنرال أفيف كوخافي، إلى ترتيب أول لقاء بين أفراد وحدة الأبحاث في أمان وبين ممثلي وسائل الإعلام المختصين بالشؤون العسكريّة، حيث تم في الكرياه بتل أبيب، وهو مقر القيادة العامّة للجيش الإسرائيلي، وكان أفراد المجموعة الذين التقوا مع الصحافيين جميعهم من الذين نشئوا في أمان على مختلف وحداتها، لافتًا إلى أنّ قسمًا منهم قام بالخدمة في الميدان، بعيدا عن أجهزة الحاسوب، وجميعهم أكملوا دراستهم الأكاديميّة، وبحسبه فإنّه خلال اللقاء تبين أن أفراد الوحدة على إلمام كبير للغاية في جميع المواضيع، بدءا من المسألة الإيرانيّة، مرورا بالأوضاع الاقتصاديّة في المنطقة وحتى في مجال تطوير القذائف والصواريخ من قبل التنظيمات الفلسطينية بقطاع غزة.
وقال الضابط، الذي سمته الصحيفة بالضابط (د)، وهو مساعد قائد وحدة التقدير إن الوحدة تستوعب خيرة الجنود الإسرائيليين، ولكننّا ما زلنا بحاجة ماسة إلى تجنيد آخرين لتحسين أداء الوحدة، ولفت المحلل أيضًا إلى أنّه في الماضي غير البعيد كانت الأغلبية الساحقة من ضباط الوحدة هم من خريجي كليّات دراسة الشرق الأوسط في الجامعات الإسرائيليّة (الذين يُسمون بالمستعربين الأكاديميين)، أمّا اليوم فإنّ الوضع تغيّر، حيث تمّ استيعاب العديد من خريجي كليات الفيزياء والرياضيّات، لأنّ البحث الذي تجريه الوحدة بحاجة إلى أناس يلمون بالرياضيات وبباقي العلوم، على تعبير الضابط عينه.
وأشار أيضًا إلى أنّ موجة الاحتجاجات التي عمّت وتعم الوطن العربي ألزمت الوحدة المذكورة بتبني طرق عمل جديدة، وحسب أقوال أحد الضباط فإن الأضواء في المنطقة تتغيّر بسرعة كبيرة، وبالتالي فإن المخابرات الإسرائيليّة بحاجة إلى تغيير طرق الترقب والتعقب، في محاولة لجمع المعلومات الهامة والحساسية في الوقت الصحيح وقبل فوات الأوان.
وزعمت الضابطة المسؤولة عن مراقبة شخصية الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أن خطابات الأخير هي اندفاعية، ولكن عندما نقوم بتحليل الصورة بشكل علمي ودقيق نحصل على الصورة الكاملة، كما زعمت أنه في الخطاب الأخير الذي ألقاه تم إلقاء القبض على أحد عناصر حزب الله في تايلاند، بشبهة التخطيط لعملية فدائية، لافتةً إلى أن القصة لم تُنشر حتى الآن، وعندما ستُنشر فإنّها ستؤدي لإرباك نصر الله بشكل كبير، على حد قولها.
وكشفت ضابطة أخرى في الوحدة النقاب عن أنّ أفراد الوحدة ساهموا جدًا في اعتراض السفينة (فيكتوريا) العام الماضي، والتي كانت محملة بأسلحة إيرانيّة لإيصالها للحركات الفلسطينيّة في قطاع غزة.
أما الضابط يوناتان فقد عبر عن استغرابه الشديد من القفزة النوعية الهائلة في قدرة الفلسطينيين على تطوير صواريخ وقاذفات في قطاع غزة، لافتًا إلى أن الفلسطينيين يقومون بتصنيع الصواريخ في البيوت، وأن ذلك يشكل خطرا على أبناء العائلة، ومن الجهة الثانية، يمنع الإسرائيليين، على حد زعمه، من تصفية المصنعين.[/COLOR
نبذة عن الوحدة 8200
الوحدة ( 8200 )
أهم وأكبر قاعدة تجسس إلكترونية صهيونية بالنقب
للتنصت على البث الإذاعي والمكالمات الهاتفية والفاكس والبريد الإلكتروني
في قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا
كشف الصحفي النيوزلندي " نيك هاغر " المتخصص في مجال العلوم والتنكنولوجيا
والتنصت الالكتروني في تحقيق نشره يوم الاحد 5 أيلول 2010 في صحيفة "
ليموند دبلوماتيكا " النقاب عن اهم واكبر قاعدة تجسس صهيونية ( إسرائيلية )
مقامة في منطقة غرب النقب جنوب الكيان الصهيوني بفلسطين المحتلة .
ووصف الصحفي في تحقيقه الموسع عن موقع القاعدة التي وصفها باحدى اكبر قواعد
التنصت الالكتروني في العالم مؤكدا وجودها بالقرب من كيبوتس " ارويم "
وتعتبر جزءا مهما من تجهيزات وحدات التنصت المركزية التابعه للاستخبارات
الاسرائيلية والمعروفة باسم الوحدة" 8200" والمرتبطة مباشرة بقسم
الاستخبارات التابع لجيش الاحتلال الصهيوني .
وجاء في التحقيق بان القاعدة تضم 30 برجا هوائيا وصحونا لاقطة من انواع
واحجام مختلفه مهمتها التنصت على المكالمات الهاتفية واختراق العناوين
الالكترونية التابعه لحكومات اجنبية ومنظمات دولية وشركات اجنبية ومنظمات
سياسية اضافة الى الاشخاص والافراد .
واهم اهداف القاعدة التجسسية وفقا للتحقيق التنصت على الاتصالات اللاسلكية
ومراقبة حركة السفن في البحر المتوسط اضافة الى اعتبارها مركزا هاما لشبكات
التجسس عبر الكوابل البحرية التي تربط الكيان الصهيوني ( إسرائيل ) بدول
اوروبا عبر مياه المتوسط اضافة لامتلاك القاعدة محطات تنصت سرية تزيد من
فاعليتها .
ويتم نقل المعلومات التي تحصل عليها القاعدة المذكورة الى قيادة خاصة تابعه
للوحدة 8200 توجد في مستوطنة هرتسيليا على البحر الأبيض المتوسط ،
لاستكمال العمل عليها وتمييزها وبعد ذلك يجري تمرير المعلومات الى قيادة
الموساد الصهيوني ووحدات الجيش المعنية بذلك .
ونقل الصحفي عن مجندة سابقة كانت تعمل في صفوف الوحدة 8200 ضمن طاقم تحليل
المعلومات قولها بان مهمتها كانت تتمثل باعتراض الاتصالات الهاتفية
والرسائل الالكترونية " الايميل" وترجمتها من الانجليزية والفرنسية للغة
العبرية مضيفه " لقد كانت عاملا مهما تركز على التعقب والرصد والتشخيص وفرز
المفيد من بين الاتصالات العادية والاعتيادية مؤكدة بان دخولا لبعض
المواقع الالكترونية ستمكن المعني من رصد ومشاهدة الهوائيات التابعه
للقاعدة والمنصوبة على شكل صفوف طويله .
وتمتلك الوحدة 8200 العديد من القواعد المنتشرة في البلاد والمصنفه كوحدات
مركزية لجمع المعلومات تحمل اسم " سيغينت" وتعمل الوحدة المذكورة في محالات
التنصت ، الاعتراض، التحليل ، الترجمة ، ونشر المعلومات المتوفرة لديها من
خلال التنصت على البث الاذاعي والاتصالات الهاتفيه واعتراض الفاكسات
والبريد الالكتروني لكن وحدة 8200 لا تعمل في مجال جمع المعلومات من مصادر
بشرية التي تعتبر من اختصاص وحدات تشغيل العملاء في الموساد المعروفة باسم "
تسومت" ووحدة 504 التابعه للاستخبارات العسكرية " امان ".
وفي اطار اهم انجازات الوحدة 8200 التي نالت تغطية اعلامية كبيرة اعتراض
مكالمة هاتفية جرت بين الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والملك الاردني
الراحل الحسين بن طلال وذلك اول ايام حرب 1967 وكذلك اعتراض مكالمة هاتفية
جرت بين ياسر عرفات ومسلحيين تابعيين لمنظمة جبهة التحرير الفلسطينية " ابو
العباس" الذين اختطفوا عام 1985 سفينة الركاب الايطالية اكيلو لاورو اثناء
ابحارها في مياه المتوسط .
واكد كاتب التحقيق بان قاعدة التجسس في النقب تغطي مناطق جغرافية واسعه جدا
في الشرق الاوسط وقارة اسيا وافريقيا ما جعلها من حيث الاهمية موازية
لقواعد ممثاله في العالم مثل القواعد التابعه لوكالة الامن القومي الامريكي
" NSA" التي تمتلك قاعدة ضخمة على الاراضي البريطانية وقاعدة مماثلة في
فرنسا باسم " GCHQ" مع فارق وحيد بينهم هو مدى سرية القاعدة الاسرائيلية
التي بقيت سرا غير معروف حتى نشر هذا التحقيق فيما تعتبر القواعد الغربية
المذكورة واقعا معروفا منذ فترة طويله ؟ اختتم الصحفي تحقيقه الامني .[/COL
OR]ونقل المحلل هارئيل، عن ضباط وحدة البحث في شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) قولهم إنّه في الماضي غير البعيد، عندما كان جميع الحكّام العرب من الديكتاتوريين، فإنّ أمان وجهاز الموساد سلّطا الأضواء في مواكبة الأحداث على رأس الهرم، أي الرئيس، ومجموعة صغير من الجنرالات الذين يحيطون به، إضافة إلى عدد من المستشارين وأقارب العائلة، ولكن ميدان التحرير في القاهرة قلب الأمور رأسًا على عقب، على حد قول المصادر، الأمر الذي دفع الاستخبارات العسكريّة والأخرى في إسرائيل إلى تغيير رؤيتها، حيث باتت تتعامل فجأة مع الشعوب ومع الرأي العام ومع مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، أو كما قال أحد الضباط الانتقال إلى حقبة فيسبوك، وهذا التحدّي الجديد وصل إلى شعبة الأبحاث في الاستخبارات العسكريّة، وتحديدًا أمام مجموعة قليلة العدد من الباحثين اليافعين، الذي يتمتعون بقدرة خارقة من الذكاء، على حد قوله، ولكنّه استدرك قائلاً إنّه في السنوات الأخيرة فقدت هذه المجموعة من الباحثين في قيادة الأركان العامة بجيش الاحتلال من أهميتها، إذ تبين فجأة للقيادة العسكريّة أنّ هذه الوظائف باتت غير جذّابة من قبل الشباب الإسرائيليين، الذين ينخرطون في جيش الاحتلال، كما شدد أنّه لا يُمكن الحديث عن أزمة في شعبة الأبحاث العسكريّة، ولكن المسؤولين أضاف، أصبحوا يضجون من قلّة عدد الباحثين والجنود الذي يعملون في وحدات الأبحاث المختلفة، فمن ناحية تسارعت وتيرة الأحداث في الشرق الأوسط، ومن الناحية الأخرى، لم يزد عدد الباحثين، الأمر الذي أوجد فجوة في الحصول على معلومات سرية عن الدول العربية، على حد قوله.
وكشف النقاب عن أن التنافس بين وحدة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية ووحدة 8200، المسماة بالوحدة المركزيّة لجمع المعلومات بات شديدًا للغاية، ذلك أن الكثيرين من الباحثين والجنود والضباط لا يعلمون ماذا تفعل الوحدة المذكورة وما هي مجالات تخصصها، لأنها محاطة بالسريّة التامّة، نظرا لحساسية الأمور التي تعالجها، على حد قوله، ولكنّه قال نقلاً عن مصادر عسكريّة رفيعة في جيش الاحتلال، إن نجاح الوحدة 8200 في مهامها نابعٌ في ما هو نابع من الربط بين عباقرة في مجال التكنولوجيا الحديثة وبين قائمة طويلة من خريجي الوحدة، الذي قاموا بعد إنهاء خدمتهم في الوحدة بتأسيس شركات التكنولوجيا المتقدّمة والناجحة في إسرائيل، وهذا الأمر هو بحد ذاته يُعتبر سببًا كافيا وشافيا لجذب الباحثين للانخراط في الوحدة 8200، كما أن وحدة الأبحاث في أمان تعاني من نقص حاد في الضباط من درجات مختلفة بسبب عدم قدرة القادة على إغراء الباحثين بمواصلة خدمتهم في الوحدة، مقابل الإغراءات الأخرى المعروضة عليهم في الوحدة السريّة 8200.
وساق هارئيل قائلاً، إنّه على ما يبدو هذا هو السبب الذي دفع قائد شعبة الاستخبارات العسكريّة، الجنرال أفيف كوخافي، إلى ترتيب أول لقاء بين أفراد وحدة الأبحاث في أمان وبين ممثلي وسائل الإعلام المختصين بالشؤون العسكريّة، حيث تم في الكرياه بتل أبيب، وهو مقر القيادة العامّة للجيش الإسرائيلي، وكان أفراد المجموعة الذين التقوا مع الصحافيين جميعهم من الذين نشئوا في أمان على مختلف وحداتها، لافتًا إلى أنّ قسمًا منهم قام بالخدمة في الميدان، بعيدا عن أجهزة الحاسوب، وجميعهم أكملوا دراستهم الأكاديميّة، وبحسبه فإنّه خلال اللقاء تبين أن أفراد الوحدة على إلمام كبير للغاية في جميع المواضيع، بدءا من المسألة الإيرانيّة، مرورا بالأوضاع الاقتصاديّة في المنطقة وحتى في مجال تطوير القذائف والصواريخ من قبل التنظيمات الفلسطينية بقطاع غزة.
وقال الضابط، الذي سمته الصحيفة بالضابط (د)، وهو مساعد قائد وحدة التقدير إن الوحدة تستوعب خيرة الجنود الإسرائيليين، ولكننّا ما زلنا بحاجة ماسة إلى تجنيد آخرين لتحسين أداء الوحدة، ولفت المحلل أيضًا إلى أنّه في الماضي غير البعيد كانت الأغلبية الساحقة من ضباط الوحدة هم من خريجي كليّات دراسة الشرق الأوسط في الجامعات الإسرائيليّة (الذين يُسمون بالمستعربين الأكاديميين)، أمّا اليوم فإنّ الوضع تغيّر، حيث تمّ استيعاب العديد من خريجي كليات الفيزياء والرياضيّات، لأنّ البحث الذي تجريه الوحدة بحاجة إلى أناس يلمون بالرياضيات وبباقي العلوم، على تعبير الضابط عينه.
وأشار أيضًا إلى أنّ موجة الاحتجاجات التي عمّت وتعم الوطن العربي ألزمت الوحدة المذكورة بتبني طرق عمل جديدة، وحسب أقوال أحد الضباط فإن الأضواء في المنطقة تتغيّر بسرعة كبيرة، وبالتالي فإن المخابرات الإسرائيليّة بحاجة إلى تغيير طرق الترقب والتعقب، في محاولة لجمع المعلومات الهامة والحساسية في الوقت الصحيح وقبل فوات الأوان.
وزعمت الضابطة المسؤولة عن مراقبة شخصية الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أن خطابات الأخير هي اندفاعية، ولكن عندما نقوم بتحليل الصورة بشكل علمي ودقيق نحصل على الصورة الكاملة، كما زعمت أنه في الخطاب الأخير الذي ألقاه تم إلقاء القبض على أحد عناصر حزب الله في تايلاند، بشبهة التخطيط لعملية فدائية، لافتةً إلى أن القصة لم تُنشر حتى الآن، وعندما ستُنشر فإنّها ستؤدي لإرباك نصر الله بشكل كبير، على حد قولها.
وكشفت ضابطة أخرى في الوحدة النقاب عن أنّ أفراد الوحدة ساهموا جدًا في اعتراض السفينة (فيكتوريا) العام الماضي، والتي كانت محملة بأسلحة إيرانيّة لإيصالها للحركات الفلسطينيّة في قطاع غزة.
أما الضابط يوناتان فقد عبر عن استغرابه الشديد من القفزة النوعية الهائلة في قدرة الفلسطينيين على تطوير صواريخ وقاذفات في قطاع غزة، لافتًا إلى أن الفلسطينيين يقومون بتصنيع الصواريخ في البيوت، وأن ذلك يشكل خطرا على أبناء العائلة، ومن الجهة الثانية، يمنع الإسرائيليين، على حد زعمه، من تصفية المصنعين.[/COLOR
نبذة عن الوحدة 8200
الوحدة ( 8200 )
أهم وأكبر قاعدة تجسس إلكترونية صهيونية بالنقب
للتنصت على البث الإذاعي والمكالمات الهاتفية والفاكس والبريد الإلكتروني
في قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا
كشف الصحفي النيوزلندي " نيك هاغر " المتخصص في مجال العلوم والتنكنولوجيا
والتنصت الالكتروني في تحقيق نشره يوم الاحد 5 أيلول 2010 في صحيفة "
ليموند دبلوماتيكا " النقاب عن اهم واكبر قاعدة تجسس صهيونية ( إسرائيلية )
مقامة في منطقة غرب النقب جنوب الكيان الصهيوني بفلسطين المحتلة .
ووصف الصحفي في تحقيقه الموسع عن موقع القاعدة التي وصفها باحدى اكبر قواعد
التنصت الالكتروني في العالم مؤكدا وجودها بالقرب من كيبوتس " ارويم "
وتعتبر جزءا مهما من تجهيزات وحدات التنصت المركزية التابعه للاستخبارات
الاسرائيلية والمعروفة باسم الوحدة" 8200" والمرتبطة مباشرة بقسم
الاستخبارات التابع لجيش الاحتلال الصهيوني .
وجاء في التحقيق بان القاعدة تضم 30 برجا هوائيا وصحونا لاقطة من انواع
واحجام مختلفه مهمتها التنصت على المكالمات الهاتفية واختراق العناوين
الالكترونية التابعه لحكومات اجنبية ومنظمات دولية وشركات اجنبية ومنظمات
سياسية اضافة الى الاشخاص والافراد .
واهم اهداف القاعدة التجسسية وفقا للتحقيق التنصت على الاتصالات اللاسلكية
ومراقبة حركة السفن في البحر المتوسط اضافة الى اعتبارها مركزا هاما لشبكات
التجسس عبر الكوابل البحرية التي تربط الكيان الصهيوني ( إسرائيل ) بدول
اوروبا عبر مياه المتوسط اضافة لامتلاك القاعدة محطات تنصت سرية تزيد من
فاعليتها .
ويتم نقل المعلومات التي تحصل عليها القاعدة المذكورة الى قيادة خاصة تابعه
للوحدة 8200 توجد في مستوطنة هرتسيليا على البحر الأبيض المتوسط ،
لاستكمال العمل عليها وتمييزها وبعد ذلك يجري تمرير المعلومات الى قيادة
الموساد الصهيوني ووحدات الجيش المعنية بذلك .
ونقل الصحفي عن مجندة سابقة كانت تعمل في صفوف الوحدة 8200 ضمن طاقم تحليل
المعلومات قولها بان مهمتها كانت تتمثل باعتراض الاتصالات الهاتفية
والرسائل الالكترونية " الايميل" وترجمتها من الانجليزية والفرنسية للغة
العبرية مضيفه " لقد كانت عاملا مهما تركز على التعقب والرصد والتشخيص وفرز
المفيد من بين الاتصالات العادية والاعتيادية مؤكدة بان دخولا لبعض
المواقع الالكترونية ستمكن المعني من رصد ومشاهدة الهوائيات التابعه
للقاعدة والمنصوبة على شكل صفوف طويله .
وتمتلك الوحدة 8200 العديد من القواعد المنتشرة في البلاد والمصنفه كوحدات
مركزية لجمع المعلومات تحمل اسم " سيغينت" وتعمل الوحدة المذكورة في محالات
التنصت ، الاعتراض، التحليل ، الترجمة ، ونشر المعلومات المتوفرة لديها من
خلال التنصت على البث الاذاعي والاتصالات الهاتفيه واعتراض الفاكسات
والبريد الالكتروني لكن وحدة 8200 لا تعمل في مجال جمع المعلومات من مصادر
بشرية التي تعتبر من اختصاص وحدات تشغيل العملاء في الموساد المعروفة باسم "
تسومت" ووحدة 504 التابعه للاستخبارات العسكرية " امان ".
وفي اطار اهم انجازات الوحدة 8200 التي نالت تغطية اعلامية كبيرة اعتراض
مكالمة هاتفية جرت بين الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والملك الاردني
الراحل الحسين بن طلال وذلك اول ايام حرب 1967 وكذلك اعتراض مكالمة هاتفية
جرت بين ياسر عرفات ومسلحيين تابعيين لمنظمة جبهة التحرير الفلسطينية " ابو
العباس" الذين اختطفوا عام 1985 سفينة الركاب الايطالية اكيلو لاورو اثناء
ابحارها في مياه المتوسط .
واكد كاتب التحقيق بان قاعدة التجسس في النقب تغطي مناطق جغرافية واسعه جدا
في الشرق الاوسط وقارة اسيا وافريقيا ما جعلها من حيث الاهمية موازية
لقواعد ممثاله في العالم مثل القواعد التابعه لوكالة الامن القومي الامريكي
" NSA" التي تمتلك قاعدة ضخمة على الاراضي البريطانية وقاعدة مماثلة في
فرنسا باسم " GCHQ" مع فارق وحيد بينهم هو مدى سرية القاعدة الاسرائيلية
التي بقيت سرا غير معروف حتى نشر هذا التحقيق فيما تعتبر القواعد الغربية
المذكورة واقعا معروفا منذ فترة طويله ؟ اختتم الصحفي تحقيقه الامني .[/COL