الاسرى والصحابي عبدالله بن حذافة السهمي
ثامر سباعنة
سجن مجدو - فلسطين
أعوام تمر ، عام بعد عام ، وإخواننا وشبابنا الذين يقبعون خلف اسوار الظلم والطغيان ، من يسأل عنهم وينقل لنا خبرهم ، أعوام مرت وتمر سراعا – علينا لا عليهم – وهم في طي القيد وفي قبضة الجور ، ونحن في شهواتنا لا نكل ولا نمل ، وربما تقاتلنا على عرض من الدنيا رخيص .
أ أعزي نفسي على طول هجرانهم ! ام اعزي ام الاسير على قلبها الذي صار رمادا ينبض!! أم اعزي زوجته التي ملت الدمع من قبل و ملها !! ام تراني ارسل اثير اعتذار الى والده الذي ابيضت عيناه من الحزن ..فهو كظيم!!
هل اصمت ؟؟
ام اناجي الليل والاسحار !! ام انادي الصبح والأطيار !!
هل اسلي نفسي بذكرى التلاقي .. وخيال اللقاء !!
لحظات من ألم وامل خلف القضبان ونحن لن نفتأ نذكرهم بالدعاء .عسى الله ان يرفع ما حل بهم وبنا .
لقد اهملت قضية الاسرى ونسيناهم ..او تناسيناهم ..
هم يتألمون ...ونحن لا نتألم
يكبلون في القيود والاغلال ...ونحن احرار..
فرق بينهم وبين اهليهم ..ونحن بنعمة الله تعالى في أهلينا فارهين ...
يسامون اشد انواع العذاب .. ونحن نطرب ونغني ونلعب..
اين اخوة الدين ؟؟ اين (..الجسد الواحد الذي اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد ..)(مجموع الفتاوى إبن تيمية 208/28)!!! أين النصر والانتصار للمستضعفين من اسرانا !!
اين ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا )(صحيح البخاري2446)
أين ( ما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وتنتهك فيه حرمته إلا نصره الله في موضع يحب فيه نصرته )(تخريج مشكاة المصابيح 430/4).
هذا هو حالنا فكيف نريد عزا ونصرا وتحريرا للأقصى والأسرى والأسيرات ؟!!
بين الحين والآخر تقف الامه لتستذكر الاسرى بخطب ومقالات ونداءات ومناشدات لتحرير اسرانا من يد ماكر مخادع لايعرف ميثاقا او عهدا ، فهو يطلق اليوم اسيرا انتهت محكوميته ليأتينا ليلا ليكبل العشرات من ابناء شعبنا .
كان صلاح الدين الايوبي يرفض الضحك والابتسام ويقول : ( استحي ان يراني الله مبتسما والمسجد الاقصى في ايدي المحتليين ).
والنفس أعظم عند الله من المسجد الحرام والمسجد الاقصى .
كان قد بلغ قيصر عظيم الروم أخبار جند المسلمين وما يتصفون به من صدق الإيمان ورسوخ العقيدة والتضحية بالنفس في سبيل الله ورسوله.
فأمر رجاله بأن يبقوا على أي أسير من أسرى المسلمين ويأتوه به حياً.. وشاء الله ان يقع عبدالله بن حذافة السهمي أسيراً في أيدي الروم، فحملوه الى ملكهم وقالوا: إن هذا من أصحاب محمد السابقين لدينه ، فقد وقع أسيراً في أيدينا فأتيناك به
نظر ملك الروم الى عبدالله بن حذافة ثم بادره قائلا: إني أعرض عليك أمراً.
قال: وما هو؟
فقال قيصر: أعرض عليك ان تتنصر.. فإن فعلت ، خليت سبيلك ، وأكرمت مثواك.
فقال عبدالله في أنفة وحزم: هيهات.. إن الموت أحب اليّ ألف مرة مما تدعوني إليه.
فقال قيصر: إني لأراك رجلا شهماً.. فإن أجبتني إلى ما أعرضه عليك أشركتك في أمري وقاسمتك سلطاني.
فتبسم عبدالله وهو مكبل بقيوده وقال: والله لو أعطيتني جميع ما تملك وجميع ما ملكته العرب على ان أرجع عن دين محمد طرفة عين ما فعلت
قال قيصر: إذن أقتلك.
قال عبدالله: أنت وما تريد
ثم أمر بصلبه وقال لقناصته: ارموه قريباً من يديه وهو يعرض عليه التنصر فيرفض فقال: ارموه قريباً من رجليه، وهو يعرض عليه مفارقة دينه
فيأبى فأمرهم قيصر ان يكفوا عنه ، وطلب ان ينزلوه، ثم دعا بقدر كبير وصبوا فيه الزيت ووضعوه على النار، ثم دعا بأسيرين من أسرى المسلمين وأمر بأن يلقى احدهما فيها فألقي،
فإذا بلحمه يتفتت، وإذا بعظامه عارية، ثم التفت الى عبدالله بن حذافة ودعاه الى النصرانية، فكان أشد إباء من ذي قبل ، فلما يئس منه ، أمر بأن يلقى في القدر، فلما ذهبوا به دمعت عيناه، فقال رجال قيصر له: إنه بكى
فظن انه جزع وقال لهم: ردوه الي
فلما مثل بين يديه عرض عليه النصرانية فأبى. فقال: ويحك، فما الذي أبكاك اذن؟
قال عبدالله: أبكاني أني قلت في نفسي: تُلقى الآن في هذا القدر، فتذهب نفسك،
وقد كنت أشتهي ان يكون لي بعدد ما في جسدي من شعر أنفس فتلقى كلها في هذا القدر في سبيل الله.
فقال قيصر: هل لك ان تُقبل رأسي وأخلي عنك؟.
قال عبدالله: وعن جميع أسرى المسلمين أيضا؟
قال: وعن جميع أسرى المسلمين أيضا.
قال عبدالله بن حذافة: قلت في نفسي.. عدو من أعداء الله أقبل رأسه فيخلي عني وعن أسرى المسلمين جميعاً ، فلا ضير في ذلك عليّ .
ثم دنا عبدالله بن حذافة وقبّل رأس ملك الروم،
فأمر قيصر ان يجمعوا له أسرى المسلمين، وأن يدفعوهم إليه، فدفعوهم.
قدِم عبدالله بن حذافة على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأخبره بخبره، فسُر الفاروق أعظم السرور به، ولما نظر الى الأسرى، قال:
حق على كل مسلم ان يقبل رأس عبدالله بن حذافة وأنا أبدأ بذلك ،
ثم قام وقبل رأسه.
عن موقع رابطة أدباء الشام
أ أعزي نفسي على طول هجرانهم ! ام اعزي ام الاسير على قلبها الذي صار رمادا ينبض!! أم اعزي زوجته التي ملت الدمع من قبل و ملها !! ام تراني ارسل اثير اعتذار الى والده الذي ابيضت عيناه من الحزن ..فهو كظيم!!
هل اصمت ؟؟
ام اناجي الليل والاسحار !! ام انادي الصبح والأطيار !!
هل اسلي نفسي بذكرى التلاقي .. وخيال اللقاء !!
لحظات من ألم وامل خلف القضبان ونحن لن نفتأ نذكرهم بالدعاء .عسى الله ان يرفع ما حل بهم وبنا .
لقد اهملت قضية الاسرى ونسيناهم ..او تناسيناهم ..
هم يتألمون ...ونحن لا نتألم
يكبلون في القيود والاغلال ...ونحن احرار..
فرق بينهم وبين اهليهم ..ونحن بنعمة الله تعالى في أهلينا فارهين ...
يسامون اشد انواع العذاب .. ونحن نطرب ونغني ونلعب..
اين اخوة الدين ؟؟ اين (..الجسد الواحد الذي اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد ..)(مجموع الفتاوى إبن تيمية 208/28)!!! أين النصر والانتصار للمستضعفين من اسرانا !!
اين ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا )(صحيح البخاري2446)
أين ( ما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وتنتهك فيه حرمته إلا نصره الله في موضع يحب فيه نصرته )(تخريج مشكاة المصابيح 430/4).
هذا هو حالنا فكيف نريد عزا ونصرا وتحريرا للأقصى والأسرى والأسيرات ؟!!
بين الحين والآخر تقف الامه لتستذكر الاسرى بخطب ومقالات ونداءات ومناشدات لتحرير اسرانا من يد ماكر مخادع لايعرف ميثاقا او عهدا ، فهو يطلق اليوم اسيرا انتهت محكوميته ليأتينا ليلا ليكبل العشرات من ابناء شعبنا .
كان صلاح الدين الايوبي يرفض الضحك والابتسام ويقول : ( استحي ان يراني الله مبتسما والمسجد الاقصى في ايدي المحتليين ).
والنفس أعظم عند الله من المسجد الحرام والمسجد الاقصى .
كان قد بلغ قيصر عظيم الروم أخبار جند المسلمين وما يتصفون به من صدق الإيمان ورسوخ العقيدة والتضحية بالنفس في سبيل الله ورسوله.
فأمر رجاله بأن يبقوا على أي أسير من أسرى المسلمين ويأتوه به حياً.. وشاء الله ان يقع عبدالله بن حذافة السهمي أسيراً في أيدي الروم، فحملوه الى ملكهم وقالوا: إن هذا من أصحاب محمد السابقين لدينه ، فقد وقع أسيراً في أيدينا فأتيناك به
نظر ملك الروم الى عبدالله بن حذافة ثم بادره قائلا: إني أعرض عليك أمراً.
قال: وما هو؟
فقال قيصر: أعرض عليك ان تتنصر.. فإن فعلت ، خليت سبيلك ، وأكرمت مثواك.
فقال عبدالله في أنفة وحزم: هيهات.. إن الموت أحب اليّ ألف مرة مما تدعوني إليه.
فقال قيصر: إني لأراك رجلا شهماً.. فإن أجبتني إلى ما أعرضه عليك أشركتك في أمري وقاسمتك سلطاني.
فتبسم عبدالله وهو مكبل بقيوده وقال: والله لو أعطيتني جميع ما تملك وجميع ما ملكته العرب على ان أرجع عن دين محمد طرفة عين ما فعلت
قال قيصر: إذن أقتلك.
قال عبدالله: أنت وما تريد
ثم أمر بصلبه وقال لقناصته: ارموه قريباً من يديه وهو يعرض عليه التنصر فيرفض فقال: ارموه قريباً من رجليه، وهو يعرض عليه مفارقة دينه
فيأبى فأمرهم قيصر ان يكفوا عنه ، وطلب ان ينزلوه، ثم دعا بقدر كبير وصبوا فيه الزيت ووضعوه على النار، ثم دعا بأسيرين من أسرى المسلمين وأمر بأن يلقى احدهما فيها فألقي،
فإذا بلحمه يتفتت، وإذا بعظامه عارية، ثم التفت الى عبدالله بن حذافة ودعاه الى النصرانية، فكان أشد إباء من ذي قبل ، فلما يئس منه ، أمر بأن يلقى في القدر، فلما ذهبوا به دمعت عيناه، فقال رجال قيصر له: إنه بكى
فظن انه جزع وقال لهم: ردوه الي
فلما مثل بين يديه عرض عليه النصرانية فأبى. فقال: ويحك، فما الذي أبكاك اذن؟
قال عبدالله: أبكاني أني قلت في نفسي: تُلقى الآن في هذا القدر، فتذهب نفسك،
وقد كنت أشتهي ان يكون لي بعدد ما في جسدي من شعر أنفس فتلقى كلها في هذا القدر في سبيل الله.
فقال قيصر: هل لك ان تُقبل رأسي وأخلي عنك؟.
قال عبدالله: وعن جميع أسرى المسلمين أيضا؟
قال: وعن جميع أسرى المسلمين أيضا.
قال عبدالله بن حذافة: قلت في نفسي.. عدو من أعداء الله أقبل رأسه فيخلي عني وعن أسرى المسلمين جميعاً ، فلا ضير في ذلك عليّ .
ثم دنا عبدالله بن حذافة وقبّل رأس ملك الروم،
فأمر قيصر ان يجمعوا له أسرى المسلمين، وأن يدفعوهم إليه، فدفعوهم.
قدِم عبدالله بن حذافة على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأخبره بخبره، فسُر الفاروق أعظم السرور به، ولما نظر الى الأسرى، قال:
حق على كل مسلم ان يقبل رأس عبدالله بن حذافة وأنا أبدأ بذلك ،
ثم قام وقبل رأسه.
عن موقع رابطة أدباء الشام
التعديل الأخير: