الصلاة في مسجد يؤذن فيه للجمعة ثلاث مرات
الأحد 30 رجب 1426 - 4-9-2005
رقم الفتوى: 66585
التصنيف: أحكام المساجد ومواضع الصلاة
[ قراءة: 1116 | طباعة: 32 | إرسال لصديق: 0 ]
السؤال
ما حكم صلاة الجمعة في المسجد حيث يقوم فيه ثلاثة مؤذنين ويؤذنون واحدا تلو الآخر بمكبر الصوت؟ هل ذلك له أصل أم لا؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فتكرار الأذان يوم الجمعة ثلاث مرات من البدع المحدثة، قال ابن عاشور في التحرير والتنوير: فتوهم كثير من أهل الأمصار أن الأذان لصلاة الجمعة ثلاث مرات... وهو بدعة، قال ابن العربي في العارضة: وأما المغرب أي بلاد المغرب فيؤذن ثلاثة من المؤذنين لجهل المفتين في الرسالة.
فللجمعة أذانان أحدهما كان على عهده صلى الله عليه وسلم والثاني زاده عثمان، وأما الثالث فلا أصل له، وانظر الفتوى رقم: 15296.
فلا ينبغي الزيادة فيها على أذانين، وأما ما عداها من الصلوات فقد استحب بعض أهل العلم تعدد الأذان له، وانظر الفتوى رقم: 63074.
وأما حكم الصلاة في ذلك المسجد الذي تقام فيه تلك البدعة، فالأولى لمن وجد غيره، ولم يمكنه تغيير تلك البدعة أن يذهب إليه هجرا لأصحاب البدعة، وإن لم يجد غيره صلى فيه ولا إثم عليه في ذلك، وينبغي أن يبين لهم الصواب ويدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة، والصلاة من أحسن ما يفعل الناس، فإن أحسنوا فأحسن معهم، وإن أساؤوا فلا تسئ معهم، كما قال عثمان رضي الله عنه.
والله أعلم.
المصدر
المصدر
المصدر
الحكم في الأذان ثلاثا لصلاة الجمعة
السؤال
هل الأَذان
لصلاة الجمعة ثلاث مرات -كما هو سائد في كثير من المساجد- له أصل في الدين؟ وإن كان لا يجوز فماذا نفعل بشأن الترديد والدعاء عند كل أذان؟ وجزاكم الله كل خير.
الجواب
أما الذي صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصديق وعمر فما هو إلا أذان واحد عند صعود الإمام على المنبر، وزاد عثمان رضي الله عنه أذانا لتنبيه الناس للذهاب للاغتسال، وكان على مكان بالمدينة يسمى بالزوراء، وأنكر عليه الصحابة هذا
الأذان مع أنه غير مقرون بأذان الجمعة، فهو رضي الله عنه كان يراه تنبيها لأهل السوق الذين يستغرقون أوقاتهم في التجارة، فينبههم للاستعداد
لصلاة الجمعة، ومع ذلك فالصحابة أنكروا عليه. أما ما هو جار في بلاد المغرب من تتابع ثلاثة مؤذنين فلا أعلم له أصلا، وإنما هو أمر جاء به المهدي بن تومرت، وهو من بدعه المنكرة التي تركها في بلاد المغرب. والواجب على المسلمين الوقوف عند سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتجنب الابتداع فيها. فإذا حَضَرْتَ هذه البدعة فَأَلْغِ
الأذان الأول والثاني، وأجب الأخير الذي عليه يقوم الإمام، فهو
الأذان الشرعي، وأما ما سوى ذلك فهو مبتدع لا يجوز أن تجيبه، هذا والله أعلم.
المصدر
يجيبك الشيخ الفقيه المالكي الحبيب بن طاهر من موسوعته " الفقه المالكي و أدلّته " في المجلّد الأوّل ص 272 ـ 273 " طبعة دار المعارف " ، و قد تذكرت الإجابة عن استشكالك لأنيّ بحمد الله حضرت هذا الدرس على يد الشيخ حفظه الله ، و قد أشبع المسألة بيانا في أثناء الدرس ، و إليك كلامه من الكتاب :
الأذان يوم الجمعة للصلاة :
السنّة في الآذان لصلاة الجمعة أنه كان في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم كما في سائر الصلوات يؤذّن واحدا إذا جلس النبي صلى الله عليه و سلم على المنبر و كذلك كان يفعل أبو بكر و عمر و عليّ بالكوفة ، و الدليل :
عن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال : " لم يكن للنبي صلى الله عليه و سلم مؤذن غير واحد و كان التأذين يوم الجمعة حين يجلس الإمام على المنبر " رواه البخاري .
ثمّ زاد عثمان رضي الله عنه لما كثر الناس بالمدينة أذانا على الزوراء ( و هو موضع بالسوق ) ليشعر الناس بالوقت فيأخذوا في الإقبال إلى الجمعة ثم يخرج عثمان رضي الله عنه فإذا جلس على المنبر أذّن الثاني الذي كان أوّلا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم ثمّ يخطب فيؤذن الثالث لإقامة الصلاة .
عن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال : " كان النداء يوم الجمعة أوّله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم و أبي بكر و عمر رضي الله عنهما ، فلما كان عثمان رضي الله تعالى عنه و كثر الناس زاد النداء الثالث على الزوراء " ( رواه البخاري و الترمذي ) .
قال ابن العربي : " و سماه في الحديث ثالثا لأنّه أضافه إلى الإقامة فجعله ثالث الإقامة كما قال النبي صلى الله عليه و سلم " بين كلّ أذانين صلاة لمن شاء " يعني الأذان و الإقامة ، فتوهم الناس أنّه أذان أصليّ فجعلوا المؤذنين ثلاثة فكان وهما ثم جمعوهم في وقت واحد فكان وهما على وهم " اهـ
قال الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور : " فتوهم كثير من أهل الأمصار أنّ الأذان لصلاة الجمعة ثلاث مرات لهذا تراهم يؤذنون في جوامع تونس ثلاثة أذانات و هو بدعة " اهـ
قال ابن العربي : " و أما بالمغرب ــ أي بلاد المغرب ــ فيؤذن ثلاثة من المؤذنين لجهل المفتين فإنهم لما سمعوا أنّها ثلاثة لم يفهموا أنّ الإقامة هي النداء الثالث فجمعوها و جعلوها ثلاثة غفلة و جهلا بالسنّة " اهـ
و ينسب الأذان الثاني لبني أميّة " و السبب في نسبته إليهم أنّ علي بن أبي طالب لما كان بالكوفة لم يؤذن للجمعة إلا أذانا واحدا كما كان زمن رسول الله صلى الله عليه و سلم و ألغى الأذان الذي جعله عثمان بالمدينة ، فلعلّ الذي أرجع الأذان الثاني بعض خلفاء بني أميّة ، قال مالك في المجموعة إن هشام بن عبد الملك أحدث أذانا ثانيا بين يديه في المسجد " اهـ