رد: القائد السابق للحرس الثوري الإيراني يهدد بـ"تدمير" الإمارات
الى الشيوخ العرب من حكام جنوب الخليج الفارسي: اطالة اللسان هذا يكمن في وجود "الاب المستأجر"
لتعلموا بان قوتكم ، هي قوة عرضية وتابع لوجود كبيركم اميركا ولا تملكون انتم شيئا من انفسكم، لكن قوة ايران كانت على امتداد التاريخ قوة قائمة بذاتها وستبقى كذلك.
عصر ايران – لقد توصل امراء الامارات العربية المتحدة على الارجح الى هذا الاستنتاج بان "الماء اصبح عكرا وهو جاهز للصيد فيه!" ولهذا السبب فان وزارة خارجية هذه الدولة الواقعة في جنوب الخليج الفارسي وكذلك حلفاءها العرب، اتخذوا موقفا من زيارة الرئيس الايراني الى جزء من التراب الايراني واعتبروا زيارة الرئيس احمدي نجاد الى جزيرة ابوموسى بانها "انتهاك للحقوق السيادية للامارات"!
ولا شك بان جزر ابوموسى وتنب الصغرى وتنب الكبرى هي جزء لا يتجزأ من التراب الايراني الكبير ولا يمكن فصلها عن الوطن. وهذا يعرفه الاماراتيون حق المعرفة لان الوثائق والمستندات التاريخية الدامغة في هذا الخصوص تؤكد ان مزاعم العرب حول هذه الجزر، لا اساس لها. ومع ذلك، فانهم يتظاهرون بالجهل التاريخي انطلاقا من المثل القائل "بان الذي يتظاهر بالنوم لا يمكن ايقاظه" فضلا عن انهم يواصلون عنادهم وعدم فهمهم فيما يخص الاسم التاريخي للخليج الفارسي رغم وجود الخرائط التي تعود احيانا الى مئات او الوف السنين بهذا الشان.
لذلك فان التحدث تاسيسا على الادلة التاريخية والحقوقية الى اولئك الذين يعرفون هم احقية ايران في هذا المجال، ما هو الا حرث في البحر.
فقد اعتبر وزير خارجية الامارات الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان ، زيارة الرئيس الايراني الى ابوموسى بانها تشكل "انتهاكا واسعا للسيادة الاماراتية"!
وبناء على ذلك لا باس من تذكير "الاخوة (!) العرب من حكام جنوب الخليج الفارسي" ببعض الحقائق لكي يعرفوا على الاقل حجمهم والا يلقلقوا اللسان وان يكتفوا بتلك الارض التي تصدقت بها بريطانيا عليهم بشكل رئيسي.
وخلاصة القضية ان الحكام العرب في جنوب الخليج الفارسي ظنوا بان "الاوضاع في ايران غير ملائمة ، والعقوبات تشتد عليها يوما بعد يوم ويفقد النفط الايراني مشتريه ، وتتواصل الضغوط على ايران بسبب الملف النووي ، وان الخلافات بين الحكومة والبرلمان، قد ارهقت البلاد و... وكل هذا تسبب باستياء الناس وزيادة التذمر الداخلي. لذلك فان الفرصة سانحة للاستغلال واقتطاع جزء من ارض ايران"!
لكن ومن اجل ان يتحرر الجيران من هذا الوهم ، عليهم ان يعلموا بان اي مشكلة وخلاف يحدثان في الداخل، هما شان داخلي بحت يتعلق بالشعب الايراني فحسب وان الشعب الايراني قد بلغ تلك المرحلة من النضح التاريخ والسياسي والاجتماعي بالا يسمح بان تبرز اطماع خارجية في ظل مثل هذه المشاكل الداخلية.
وليعلم شيوخ جنوب الخليج الفارسي وليكونوا على ثقة بانه ان تعلق الامر بوحدة التراب والاراضي الايرانية – لاسيما وان كان الطرف الاخر انتم الذين رسبتم وسقطتم في امتحان الشعب الايراني – فان اي خلاف في التوجه واي مشكلة داخلية سيصبحان على الهامش ان تعلق الامر بمبدأ "الذود عن وحدة الاراضي وسلامة التراب".
ان الشعب الايراني ليس طالب حرب، لاسيما وان الجيل الحالي للشعب قد مر بتجربة حرب الثماني سنوات ولا يريد ابدا ان يتضرر البناء الذي تحصل في فترة البناء ما بعد الحرب ، لكن هذا لا يعني انه ان جاء عدد "من الشيوخ العرب من محدثي النعمة" ويقولون بان هذه الجرز هي لنا، ان نقول لهم: تفضلوا خذوها!
وليعلم شيوخ جنوب الخليج الفارسي بانهم ان بلغوا اليوم مرحلة من الصلافة بحيث يطرحون مزاعم على جارتهم الشمالية الكبرى بشان الاراضي فان ذلك لا ينبع من كونهم اصبحوا كبارا ونالوا قوة واصبحوا ذا شأن! كلا ايها الشيوخ! انتم لستم شيئا! ولا تعتبروا هذه اهانة لكم بل هو الواقع بعينه. ولاثبات هذا الادعاء يكفي فقط ان يرحل "ابوكم المستاجر” امريكا من المنطقة ويسحب البساط من تحت اقدامكم، وعندها سيرتفع صراخكم وترتعد اوصالكم وتنتبهون ثانية الى حجمكم ومن انتم.
لتعلموا بان قوتكم ، هي قوة عرضية وتابع لوجود كبيركم اميركا ولا تملكون انتم شيئا من انفسكم، لكن قوة ايران كانت على امتداد التاريخ قوة قائمة بذاتها وستبقى كذلك.
لتعلموا بان علاقات ايران مع حماتكم الغربيين لن تكون بهذه الوتيرة الى الابد لكي تتمكنوا من استغلال الهوة في العلاقات بين ايران والغرب وتظنوا بان هذا الشئ سيدوم الى ما لا نهاية.
فالعلاقات الدولية هي مثل النهر الذي يتغير ويتبدل دائما لكن يبدو انكم تظنونه بانه مستنقع سيبقى راكدا على الدوام لمصلحتكم!
وطبعا اننا ناخذ على مسؤولي سياستنا الخارجية بانهم لم يتصرفوا معكم بقدر حجكم بل تعاملوا معكم باخوة ولم يعرفوا "بان الطيبة ان تجاوزت الحد، فان الجاهل ستنتابه تصورات واهية" لدرجة تعترضون على زيارة رسمية لرئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية الى جزء من الاراضي الايرانية.
ايها السادة الشيوخ! اذا ما اعترضت ايران على زيارة ال نهيان الى دبي واذا ما وجهت ايران انتقادا لزيارة الى سعود الى جدة واذا ما اخذت طهران على فلان مسؤول من ال خليفة انه لماذا ذهب الى شاطئ قطري و... وعندها احتجوا على ايران انه لماذا يسافر مسؤولوها الى ابوموسى الايرانية.
اخيرا وليس اخرا ليعلم الشيوخ العرب من حكام جنوب الخليج الفارسي! "بان الاسد الجالس ارفع واقوى من الضبع الواقف"، فلتعرفوا حجكم ولتفهموا هذه المسالة البسيطة بان غدا سياتي بعد هذا اليوم، لا تخربوا جميع الجسور التي خلفكم.
http://www.asriran.com/ar/news/31440/%d8%a7%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d9%88%d8%ae-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8-%d9%85%d9%86-%d8%ad%d9%83%d8%a7%d9%85-%d8%ac%d9%86%d9%88%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%84%d9%8a%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3%d9%8a-%d8%a7%d8%b7%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d9%87%d8%b0%d8%a7-%d9%8a%d9%83%d9%85%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d9%88%d8%ac%d9%88%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%aa%d8%a3%d8%ac%d8%b1
ايرررررررررررررررررررران:57_khlodi-com[1]:
اسمع هذه القصة يا شطور انت يا بابا و تعلم من التاريخ .. طول بالك و اقرا القصة كاملة ردا على كلامك ان الفرس يستطيعون غلبة العرب :
الهزيمة رقم 3
كانت الدولة الصفوية المجوسية الإيرانية تبحث عن حلفاء يساعدونها على دحر البرتغاليين منذ العام 1600 ودخلوا في معاهدات مع الدولة القاسمية، وكان حاكم المجوس يُدعى عباس شاه إسماعيل الصفوي الذي اعترف بملكية الشيخ كايد بن عدوان القاسمي لمساحات شاسعة من الأراضي الواقعة جنوب شرق إيران حالياً، هذا بالإضافة إلى الجزر الجنوبية والتي تتضمن جزيرة طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى، ولكن الدولة الصفوية المجوسية خانت العهد وحاولت احتلال العاصمة التاريخية لدولة الإمارات رأس الخيمة، فقامت القوات القاسمية بالتعاون مع القوات اليعربية في العام 1631 بسحق المجوس ودحرهم خائبين، وعلى اثر تلك الهزيمة المجوسية شدد الشيخ كايد بن عدوان على ضرورة إلحاق عدد كبير من أهالي بلاده للهجرة إلى الضفة الأخرى من الخليج كي يحافظ على ممتلكاته ويثبت تبعياته لتلك الأراضي الشاسعة العائدة له.
على الرغم من العلقة الساخنة التي تلقاها حاكم المجوس البنجرجي شاه عباس الصفوي إلا أن الأخير استمر في القيام بأعمال صبيانية ومذايقة الإماراتيين في ميناء بندر عباس الحالي، والذي كان تحت حكم قبيلة الزعاب الإماراتية، بسبب انتعاش الحركة التجارية في الميناء ودخول أطراف أجنبية جديدة في المنطقة كالإنجليز والهولنديين، وذلك ابتداءً من العام 1647، وكانت فرصة بالنسبة للمجوس لطلب المساعدة العسكرية من إنجلترا وهولندا ضد الأجداد الأبطال في إمارات الساحل، وكذلك شكلّت الوفاة المفاجئة لحاكم الدولة اليعربية ناصر بن مرشد آل عرب (أو اليعربي) في العام 1649 عن سن يناهز 46 عاماً فرصة أخرى للمجوس للدخول في حروب جديدة مع إمارات الساحل، ولكن المجوس لم يضعوا في حسبانهم أن سكان إمارات الساحل وكذلك الدولة اليعربية في سلطنة عُمان قد تمكنوا من طرد الصليبيين بصورة نهائية من البلاد ما بين العامين 1649 و1650، وأنهم الآن على استعداد للدخول في حروب جديدة مع المجوس الإيرانيين من جهة، ومن جهة أخرى مع بقية القواعد البرتغالية في الهند والساحل الشرقي للقارة الأفريقية، وكانوا اليعاربة يحققون الانتصارات المتتالية ويجزون أعناق الصليبيين البرتغاليين كل ما ظفروا بهم في مختلف بلدان الرياح الموسمية، وكانت القوات البرتغالية تتساقط وقواعدهم تتحطم وتنهار بفعل القوات العمانية، والتي كانت فيما بعد تحتل تلك البلدان وتضمها إلى الدولة العمانية، بينما المجوس وأمام القوة العسكرية وخاصة البحرية الهائلة للقوات القاسمية في إمارات الساحل والعمانية لم يتجرأوا أو حتى بالتفكير في استفزاز الأجداد لأن المجوس كانوا على علم أن لا طاقة لهم في مواجهة الأجداد، حيث كانت السفن العسكرية للأجداد من مختلف الأحجام والأوزان القادرة على حمل ما بين 50 إلى 80 مدفعاً جباراً يدك مدن وحصون الأعداء دكاً.
(2)
بسبب خيانة الحاكم الخائن المخلوع سيف بن سلطان آل عرب، مكّن الأخير القوات المجوسية الإيرانية من دخول بعض مناطق إمارات الساحل، وتم تشكيل جيشين فارسين مجوسين، أحدهما في منطقة خورفكان والأخرى في صحراء الظاهرة الواقعة بين حدود الإمارات وعُمان، وذلك في فصل الصيف وتحديداً شهر يونيو من العام 1736، وحاول أمير القواسم الشيخ ارحمة بن مطر القاسمي في رأس الخيمة مواجهة تلك الألوف المؤلفة من القوات المجوسية والتي بلغت أكثر من 4000 جندي مجوسي، لكنه خسر المعركة في العام 1737، كما تمكنت القوات المجوسية من هزيمة القوات القاسمية في بندر عباس بسبب الدعم اللا محدود من القوات الهولندية والبريطانية للقوات المجوسية، أما في بادية الظاهرة فقد خرجت القبائل البدوية لمحاربة المجوس ومن معها من الخونة من أسرة آل عرب العمانية، لكن المجوس تمكنوا أيضاً من تحقيق الانتصار على تلك العشائر البدوية الموالية لإمام عُمان، وقام المجوس بالتنكيل وتمزيق من بقي على قيد الحياة من بدو الظاهرة، وأعدموا من استسلم، ومن نجح في الهروب من أرض المعركة هلك من العطش في صحراء الظاهرة، وتباعاً لتلك الهزيمة استمرت القوات المجوسية في التقدم نحو بقية المدن العمانية التي بدأت في التساقط، ومنها البريمي وضنك وعبري ثم عادت مرة أخرى إلى رأس الخيمة، وكان القائد المجوسي البنجرجي لطيف خان في غاية السعادة من ذلك الانتصار معتقداً أن المعركة قد انتهت بالفعل، وأعلن نفسه حاكماً فارسياً مجوسياً على إمارات الساحل (إمارة القواسم فقط) وإمامة عُمان.
ساد الهرج والمرج في إمارات الساحل وعُمان بسبب هذا الانتصار الغير متوقع من حثالة البنجرجية المجوس، فلولا الدعم والسلاح البريطاني الهولندي لما تمكن هؤلاء المجوس من تحقيق أي انتصار، ثم قام الحُكام والمشايخ في إمارات الساحل وإمامة عُمان في العام 1738 بإرسال الرسائل والخطابات المنددة والمستنكرة إلى الحاكم الخائن المخلوع سيف بن سلطان اليعربي بسبب اعتماده على المرتزقه المجوس من أجل تحقيق الانتصارات على اشقائه، ولم يضع في حسبانه أن حثالة المجوس هؤلاء كانوا يستمتعون بجز أعناق الأبرياء في كلتا البلدين إمارات الساحل وإمامة عُمان، لكن الغريب في أمر الخائن سيف بن سلطان أنه بدلاً أن يندم على ما فعل قام بمخاطبة حاكم الدولة الإيرانية البنجرجي نادر شاه يطلب منه إرسال المزيد من القوات المجوسية لتدمير المزيد من المدن في إمامة عُمان!
البنجرجي المسكين نادر شاه كان في غاية السعادة من خطاب الخائن سيف بن سلطان اليعربي، وفكرّ البنجرجي جدياً في ضم إمارات الساحل وعُمان على أنهما محميات فارسية! وأصدر البنجرجي أوامره لإرسال حملة عسكرية ثانية بقيادة القائد العسكري تقي خان – لا أعرف لماذا جميع القادة المجوس من قوم خان – ووصلت الحملة إلى رأس الخيمة المنهارة من الضربات المجوسية المتتالية لها، وحاول القواسم من جديد مقاومة الحملة العسكرية المجوسية الثانية لكنهم فشلوا، ونجح المجوس في إنزال المزيد من آلاف الجنود في رأس الخيمة ومن هناك توجهوا نحو بقية المدن العمانية، ومنها مدينة بهلا ثم نزوى، وكانت الحصون العمانية تتساقط من قوة المدافع المجوسية، وبعد كل هزيمة عمانية كان المجوس لا يبقون أحداً على قيد الحياة، وبلغ عدد القتلى العمانيين في بهلا ونزوى أكثر من 10 آلاف قتيل، ولم يرحم المجوس لا طفل ولا امرأة ولا شيخ ضعيف لا حول لهم ولا قوة في ظل مباركة ذلك الخائن سيف بن سلطان الذي مكّن المجوس من أهله وناسه وهو يشاهدهم يُقتلون على يد المجوس الأنجاس! ثم واصل الأنجاس تقدمهم وسقطت مدينة أزكى العمانية.
شعر الخائن سيف بن سلطان بعدم الأمان مع المجوس وخاصة مع قائدهم البنجرجي لطيف خان، بعد أن قرر الأخير بالتقدم نحو مدينة مسقط، مع العلم أن مسقط لا تزال موالية للخائن سيف بن سلطان فلماذا يقرر المجوس مهاجمتها؟! حينها، أدرك الخائن فداحة الخطأ الذي ارتكبه في الدخول مع المجوس كحليف، فالمجوس قوم لا عهد لهم ولا أمان!
عندما خشي الخائن سيف بن سلطان على نفسه من البنجرجي لطيف خان، هرب الخائن نحو مدينة بركا العمانية الموالية له أيضاً، فيما كانت القوات المجوسية تتقدم نحو مسقط، وبمجرد وصولها إلى أسوار المدينة لم يتوقع أهالي مسقط الخيانة الفارسية المجوسية، لأنهم كانوا يعتقدون أن المجوس موالين لحاكمهم الخائن سيف بن سلطان، وعلى حين غفله فوجئت مسقط بقذائف المجوس البريطانية والهولندية الصنع وهي تدرك حصون المدينة والقتلى يتساقطون والمدينة تحترق حتى تمكنوا من دخولها وإشاعة الفوضى والدمار فيها، وجز أعناق الأبرياء دون أدنى رحمة، وعلى اثر هذا الانتصار انطلق الأسطول الفارسي بقيادة البنجرجي الآخر تقي خان نحو مسقط لتثبيت الانتصار المجوسي على مسقط، ولكن سرعان ما دب الخلاف ما بين قوم خان (لطيف خان وتقي خان)، وقام تقي خان باغتيال القائد المجوسي البنجرجي لطيف خان، وقيل أن تقي دس السم في طعام لطيف.
عندما وصل الخائن سيف بن سلطان إلى مدينة بركا التقى هناك بإمام عُمان بلعرب بن حمير آل عرب (اليعربي) وأبدى أسفه على خيانته وعلى ما جلبه لشعبه من خراب وقتل وتدمير، وحينها أدرك فقط أن المجوس من أدنى وأحقر مخلوقات الله على وجه الأرض، ثم طلب من قبائل بني غافر الدعم العسكري لمحاربة الأنجاس المجوس، كما تنازل الإمام بلعرب بن حمير عن الإمامة ليصبح الخائن سيف بن سلطان إمام عُمان من جديد.
(3)
سبق لنا أن ذكرنا في الحلقة السابقة عن حيادية إمارة بني ياس النهيانية الإماراتية عن الحرب الدائرة بين إمامة عُمان والدولة الفارسية المجوسية، وآثروا عدم الدخول في صراع خارج حدودهم، ولكن عندما علموا أن المجوس قاموا بتلطيخ أيديهم بدماء الأبرياء من المستضعفين قرروا تقديم المساعدة للأشقاء، واستطاع سيف بن سلطان من توحيد جيوشه من جديد، وتشكيل عدداً كبيراً من الكتائب العسكرية بقيادة خيرة فرسان بني غافر، فيما كانت الحاميات العسكرية الإيرانية تتساقط في مختلف المدن العمانية التي سقطت سابقاً بيد المجوس، وتم قتل آلاف المجوس الأنجاس، ولكن الأجداد لم يفعلوا ما كان يفعله الأنجاس في الأسرى، فالأسير المجوسي تم معاملته على أنه أسير حرب ولكن المجوس كانوا يقتلون الأسرى، وتم تحرير كامل الأراضي العمانية من دنس المجوس في العام 1739، ومن تم اسره تم بيعه في سوق العبيد.
في العام التالي 1740 كانت إمارات الساحل، وتحديداً إمارة القواسم، تعد العدة للانتقام من الدولة المجوسية الإيرانية على ما ارتكبوه في السنوات السابقة من جرائم في حق الإنسانية، وكان حاكم بلاد المجوس البنجرجي نادر شاه على علم أنه هالك لا محالة أمام انتقام إمارات الساحل، فطلب من جديد النجدة من بريطانيا وهولندا، فقامت الأخيرة بتزويد الأسطول الفارسي بالمزيد من السفن الأوروبية العسكرية المقاتلة والمتطورة، وكذلك شحنة مدافع بحرية حديثة، وكانت ألمانيا تعتبر من أفضل الدول في العالم القادرة على تصنيع أقوى المدافع في القرن الثامن عشر، ونظراً لحاجة الدولة المجوسية للسلاح الحديث لمواجهة إمارات الساحل، سهلّت بريطانيا وهولندا عملية توريد المدافع الألمانية إلى المجوس الأنجاس.
على الرغم من كافة الاستعدادات المجوسية والأوروبية لمواجهة أجدادنا الأبطال، لم يكن الحلف المجوسي البريطاني الهولندي بذلك الند العسكري الذي يستطيع مواجهة أسطول إمارات الساحل العظيم، وكان المجوس المساكين يعتقدون أنهم سينتصرون، ولكن عندما التقى الأسطول الإماراتي مع المجوسي يوم 12 من شهر نوفمبر عام 1740، كانت المدافع الأوروبية الحديثة عاجزة عن صد مدافع الأجداد العتيقة، وأطلق الأسطول الإماراتي سيلاً جارفاً من النيران وكانت السفن المجوسية والهولندية تغرق في مياه الخليج العربي، وغرقت نحو 22 سفينة مجوسية وهولندية، وشعر قائد الأسطول المجوسي تقي خان أن لا طاقة له في اكمال المعركة، فأصدر أوامره لبقية السفن بالانسحاب نحو جزيرة "القسم" (أو الجسم حسب التسمية الفارسية)، لكن قائد الأسطول الإماراتي مطر بن ارحمه بن مطر أصدر هو الآخر أوامره بملاحقة الأسطول المجوسي والهولندي إلى جزيرة القسم لإغراق المزيد من سفن الأنجاس، فانسحب الأسطول المجوسي مجدداً من جزيرة القسم نحو بلادهم النجسة، فيما عاد الأسطول الإماراتي بعد هذا الانتصار إلى رأس الخيمة ليستقبله الأهالي بأجمل الأهازيج والأفراح.
على اثر تلك الهزيمة المجوسية، كاد أمير المجوس النجس البنجرجي نادر شاه أن يموت من القهر، خاصة بعد أن تمكن الأسطول الإماراتي من الاستيلاء على عدد لا بأس به من السفن الحربية المجوسية ومنها هولنديات متطورة، وأول ردة فعل من قبل أمير المجوس الأنجاس البنجرجي نادر شاه قيامه بعزل قائد القوات البحرية المجوسية وتعيين قائد جديد اسمه سردار فردي خان – مجدداً، لا اعلم لماذا جميع قادة أساطيل المجوس من قوم خان – واستمر حاكم المجوس البنجرجي نادر شاه في إرسال الخطابات إلى الدولة البريطانية والهولندية يسترجيهم إسترجاءً ذليلاً دعمهم العسكري من خطر إمارات الساحل (دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم) الذي تشكله على الدولة المجوسية.
الإيرانيون قوم لا يحسنون القيام بأية مهمات أو أعمال سوى تصليح إطارات السيارات – يعني بنجرجية – ومن الأحسن ألا يخرجوا عن هذا النطاق، فالحروب بحاجة إلى رجال أشداء بمعنى الكلمة وليس مجرد بنجرجية وجبناء.
قامت القوات المجوسية الإيرانية بإعادة ترتيب أسطولها الذي إنهار أمام أسطول القواسم، وتم اتخاذ ميناء بندر عباس مركزاً رئيساً لإدارة عمليات الأسطول المجوسي في العام 1741، ثم قاد المجوس حملة بحرية أخرى لمهاجمة جزيرة "قيس" الظبيانية، مع العلم أن جزيرة قيس كانت إحدى ملحقات إمارة بني ياس، ولكن الأسطول الفارسي مُني بخسارة أخرى وانسحب من الجزيرة. من جهة أخرى، كان أمير عُمان سيف بن سلطان اليعربي، والذي خان بلاده مسبقاً بالتعاون مع المجوس ضد بلاده، غارقاً في شرب الخمر والفسق والفجور، خاصة بعد أن تحررت بلاده من دنس المجوس، وعندما لاحظ العمانيين مدى دناءة هذا الشخص قرروا الانقلاب عليه، ومن جديد اندلعت الحرب الأهلية العمانية عام 1741، وتم اختيار الأمير سلطان بن مرشد اليعربي إماماً جديداً على إمامة العمانية، ولكن سيف بن سلطان استمر في مقاومة حركة الانقلاب، واندلعت حرب أهلية مميتة في الدولة العمانية ذهب ضحيتها آلاف الناس من الجند والأبرياء في مدن عمانية عدة، بينما العدو المجوسي يراقب بكل سعادة الوضع المتدهور الجديد في الدولة العمانية، وتعرضت قوات الأمير الخائن سيف بن سلطان للهزائم المتتالية ثم فرّ إلى مدينة خورفكان ومنها إلى مدينة رأس الخيمة.
لم يتعلم سيف بن سلطان الدرس السابق من خيانة المجوس له، وبدلاً من أن يتعض من ذلك الدرس، قام بإرسال وفد عُماني إلى حاكم المجوس نادر شاه مرة أخرى يطلب منه العون العسكري لمحاربة الدولة العمانية، مع تعهد سيف بن سلطان بأن تكون كامل أراضي إمارات الساحل وإمامة عُمان تحت الحماية المجوسية الإيرانية!
لم يصدق البنجرجي نادر شاه نفسه مرة أخرى وهو يتلقى هذه الكعكة الدسمة من الخائن سيف بن سلطان، وكان في غاية السعادة من عرض الخائن سيف بن سلطان، ووافق على الفور بالعرض متعهداً نجدة سيف بن سلطان، ثم أمر قادة أساطيل البحرية المجوسية بسرعة التحضير لحرب جديدة، وتم إعداد جيش ضخم بلغ تعداد جنده 6000 جندي إيراني مجوسي، وانطلقت الحملة العسكرية الثانية من ميناء بوشهر الإيراني وتحديداً في شهر أكتوبر من العام 1742، وسقطت مدينة رأس الخيمة من جديد بينما كان الخائن سيف بن سلطان سعيداً للغاية بهذا السقوط، ونزل البنجرجي القائد البحري الإيراني من سفينة ليدنس أراضي رأس الخيمة من جديد ويستقبله الخائن سيف بن سلطان استقبال الأبطال!
بمجرد سقوط رأس الخيمة، بدأ المجوس ومعهم الخائن سيف بن سلطان في إعداد العدة وترتيب جيوشهم، خاصة بعد تلقي الدولة المجوسية المزيد من الدعم الأوروبي وتزويدهم بأحدث السفن الحربية الأوروبية، هذا بخلاف المدافع الأوروبية الثقيلة ذات القدرة التدميرية القوية التي تستطيع دكّ حصون الخصوم، وبعد أن تم تشكيل الفيالق العسكرية انطلق بعضها من رأس الخيمة نحو مدينة صحار، وفيالق أخرى انطلقت نحو مسقط ومطرح، وتعرضت مدينة صحار للخراب على أيدي المجوس وكذلك قرية قريات وتم استباحة أهلها من دون أدنى رحمة، فيما صمدت مدينة مسقط أمام العدوان المجوسي، وأشتبك الجيش العماني مع الإيراني في معركة مميتة وحامية الوطيس، وكان كلا الجيشين يتبادلان قذائف المدفعية، وعندما أدرك الجيش المجوسي أنه على وشك الانهزام انسحب نحو مدينة روي واستباحها، ثم انطلق نحو مدينة بركا واستباحها هي الأخرى.
كان قائد الجيش العماني اسمه سيف بن حمير اليعربي وأثناء المعركة تعرض لطلقات نارية عدة، توفي على اثرها ما سبب نوع من الخلل لدى الجيش العماني، فقام المجوس بمهاجمة مسقط من جديد بقيادة قائد مجوسي نجس اسمه "كلب علي"! – هل انتهت الأسماء كي يتسمى باسم كلب ام أن المجوس لهم وضع آخر؟! – لكن الدفاعات المسقطية حالت دون تمكن المجوس من احتلالها، فتم حصار المدينة بأوامر من قائد أساطيل المجوس تقي خان، الذي تم إعادة المنصب إليه من جديد، بينما كان أمير عُمان سلطان بن مرشد في حالة من الارتباك بعد مقتل قائد جيشه سيف بن حمير اليعربي، فقام بقيادة الجيش العماني بنفسه، واستطاعت مدينة مطرح من صد الهجوم المجوسي، فقام المجوس بترك مطرح وتركيز كافة طاقاتهم بكل عزم وقوة على تدمير العاصمة العمانية مسقط، فكان الهجوم المجوسي كاسحاً بالفعل، وتمكن المجوس من صعود أسوار مسقط، وذلك عبر استخدام السلالم الكبيرة، فكانت مذبحة لا مثيل لها في تاريخ مدينة مسقط، حيث كانت المدينة غارقة في أنهار من الدماء والمجوس لا يكفون عن هدر دم أي كائن حي يصادفونه، واستمرت المعارك في الشوارع وفي الأزقة بين العمانيين والمجوس، وهرب إمام عُمان سلطان بن مرشد إلى مدينة الخابورة لإعادة تنظيم صفوف جيوشه من جديد وتطهير بلاده من دنس المجوس الأنجاس.
وقف الخائن سيف بن سلطان مذهولاً أمام وحشية المجوس وهم يجزون أعناق أهله وناسه، ولم يكتفي المجوس بذلك، بل كانوا يتلذذون في التمثيل بالجثث وقطع الرؤوس ووضعها على الرماح، بينما النساء تنتحب والأطفال يهرولون عبثاً خوفاً من نجاسة المجوس الذين لم يرحموا براءة الأطفال، وأطلقوا النيران عليهم أمام أمهاتهم اللواتي تعرضن للاغتصاب.. وقف الخائن سيف بن سلطان أمام هول المنظر من جديد.. ينظر بأعين دامعة إلى بلاده التي خربها بنفسه وجلب العار على نفسه، بينما قائد المجوس النجس تقي خان يضحك فرحاً بما لطخته يداه من دماء الأبرياء! حينها فقط أدرك ذلك الخائن كم هو شخص رخيص دنيء بغيض أمام أعين الجميع، فقرر ترك الحياة السياسية والانسحاب، وهرب من المجوس وتوجه نحو مدينة الحزم، ودخل إحدى قلاعها وبقي فيها إلى أن مات مقهوراً غير مأسوف عليه.
في العام 1744، استمر المجوس الأنجاس في حملتهم العسكرية ضد عُمان بقيادة المجوسي كلب علي وإشراف تقي خان، وتوجه الجيش المجوسي نحو مدينة صحار، واستمرت المعارك التي بلغت من شدتها أن تناثرت الجثث من كلا الجيشين أثناء إطلاق قذائف المدفعية من كلا الجانبين، وكان الجيش العماني قد أُنهك كثيراً، خاصة أن المجوس كانوا يمتلكون أحدث الأسلحة الأوروبية، بينما الجيش العماني لا يزال يحارب بأسلحة عتيقة. حينها، أدرك إمام عُمان سلطان بن مرشد اليعربي أن حرب القذائف المدفعية غير متكافئة نظراً لتقدم وتطور المدفعية المجوسية، وقرر الاستعانة بفرسان بادية الظاهرة من البدو الأشداء، ولبى البدو النداء العماني، واندفعوا نحو كتائب الجيوش الفارسية ليباغتوهم على حين غفلة، ويجزون بكل بساطة أعناق المجوس، بينما الأنجاس عاجزين عن محاربة البدو الذين كانوا يتحركون بكل خفة ومهارة على ظهور الجياد العربية الأصيلة، وأجبروا المجوس على التقهقر، ولكن كان عدد فرسان البادية قليل بالمقارنة مع آلاف الجنود المجوس الأنجاس، هذا بالإضافة ضخامة الأسطول المجوسي الذي كان يدك مدينة صحار من البحر، بينما القذائف البرية تدك هي الأخرى المدينة من جهة البر، ولم يجد إمام عُمان حلاً سوى جر الجيش المجوسي ناحية الصحراء، لكسب أكبر قدر من مساعدة البدو، ولم تهدأ أصوات النيران إطلاقاً لا في النهار أو الليل، والغريب أن المجوس مصممين على تكملة الحرب مهما بلغت الخسائر من كلا الجانبين، ومع إزدياد قدوم فرسان بادية الظاهرة زادة حدة المعارك وقُتل قائد الجيش المجوسي كلب علي، الأمر الذي زاد من معنوية الجيش العماني وأمتطى إمام عُمان سلطان بن مرشد جواده ورفع سيفه ليرفع من معنويات جنوده من ورائه.
دخل سلطان بن مرشد أرض المعركة وهو يهلل من على حصانه "الله أكبر"، يضرب الجنود المجوس بسيفه حتى تكاثر عليه المجوس مشكلين حلقة دائرية لعزله عن بقية جنده وأطلقوا عليه النيران فسقط عن جواده ثم تكاثرت عليه سيوف المجوس، لكنه وقف وقاتلهم، واندفع بقية العمانيين لنجدة مولاهم، وكان سلطان بن مرشد بالكاد قادراً على حمل نفسه، وأمتطى جواده من جديد ودخل حصنه وهو مثقل بجراحه ولفظ أنفاسه الأخيرة أمام أهله وذلك يوم 20 يونيو من العام 1744، وكان سلطان بن مرشد اليعربي يعتبر آخر أمراء الدولة العمانية من اليعاربة، وبذلك خسر المجوس قائدهم كلب علي وخسر العمانيين مولاهم سلطان بن مرشد اليعربي، وعلى الرغم من مقتل إمام عُمان بقي المجوس غير قادرين على اقتحام مدينة صحار التي بلغ عدد القتلى العمانيين فيها نحو 3000 قتيل.
كان أحد قادة الجيوش العمانية اسمه أحمد بن سعيد البوسعيدي الذي على يديه تأسست الدولة البوسعيدية عام 1744، والتي لا تزال تحكم الدولة العمانية حتى اليوم، حيث بمقتل سلطان بن مرشد اليعربي ووفاة الخائن سيف بن سلطان اليعربي في حصنه، وكذلك مقتل مجمل أفراد الأسرة اليعربية، لم يبقى أحد من الاسرة اليعربية يحكم عُمان، فقام قائد الجيش العماني أحمد بن سعيد البوسعيدي بتولي الحكم بصورة مؤقته، وشعر المجوس بخيبة أمل بعد وفاة الخائن سيف بن سلطان وقرروا التفاوض مع أحمد بن سعيد على الانسحاب. وبعد هذا العام انقسمت الدولة العمانية إلى دولتين إحداهما تحت حكم أحمد بن سعيد البوسعيدي وعاصمته صحار، والأخرى تحت حكم بلعرب بن حمير اليعربي وعاصمته الرستاق.
اتفق أحمد بن سعيد مع المجوسي تقي خان على انسحاب القوات المجوسية من صحار، شريطة بقاء حامية عسكرية مجوسية في مدينة مسقط وأن يدفع أحمد بن سعيد جزية سنوية إلى المجوس. وعلى اثر هذا الاتفاق غادر المجوس الأراضي العمانية في العام 1745، مع بقاء حاميتهم المجوسية العسكرية في مسقط، وبعد مرور أشهر عدة لاحظت الدولة المجوسية عدم جدوى بقاء حاميتهم في مسقط، خاصة مع دخول الدولة المجوسية في حرب أخرى مع الدولة التركية، ووجدت أنه من الأفضل استعادة قواتهم من عُمان واستغلالها في حربهم ضد الأتراك. حينها، فكر أحمد بن سعيد البوسعيدي في قتل جميع أفراد الحامية المجوسية، واعلمهم أنه يود اكرامهم وإقامة مائدة طعام على شرفهم في قلعة بركا قبل مغادرتهم إلى بلادهم عبر ميناء مدينة بركا العمانية. وبمجرد دخول جميع أفراد الحامية المجوسية قلعة بركان انهالت النيران والسيوف على رؤوس المجوس، وبقي من المجوس نحو 200 فرد، بكوا أمام أحمد بن سعيد أن يرحمهم من القتل، فأعفى عنهم أحمد بن سعيد وأمر بطردهم إلى بلادهم النجسة، وأثناء ركوب المجوس البحر أراد بعض أفراد الشعب العماني الانتقام من الانجاس فقاموا بحرق سفينة المجوس فمات أغلبهم ومن بقي على قيد الحياة مات لاحقاً غرقاً.