- إنضم
- 5 أكتوبر 2011
- المشاركات
- 4,723
- التفاعل
«رولز رويس»: التطور التكنولوجي عصب الاستمرار وتحقيق النجاح
بريستول (بريطانيا): شريف عبد الحميد
احتفت «رولز رويس» بزيارة خاصة لصحيفة «الشرق الأوسط» لموقع الشركة العريق في بريستول جنوب ويلز، ليرتفع علم المملكة العربية السعودية على المبنى الرئيسي للشركة على شرف تلك الزيارة.
واستطاعت «الشرق الأوسط» التعرف على المنهجية التي تتبعها واحدة من رائدات الهندسة في بريطانيا والعالم في تسخير التطور التكنولوجي الأكثر تعقيدا في عالم الطيران تحت سقف مجمع مصانع وخطوط إنتاج محركات الطائرات الحربية والدفاعية وصيانتها لإرضاء عملائها وتحقيق أرباح عاما بعد عام. وتحدث نك درم رئيس أعمال العملاء بالشركة في المملكة المتحدة والعالم، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن «تطوير التكنولوجيا التي تستخدمها الشركة في المحركات النفاثة هي أعلى ما وصلت إليه الهندسة في العالم، ولكن علينا أن نستمر في العمل الجاد حتى نستمر»، وأضاف «ننظر إلى تكنولوجيا سنستخدمها عام 2030 وليس 2015».وتعد القوات الجوية الملكية السعودية من أهم عملاء الشركة، فلديها طلبية شراء 72 طائرة «يوروفايتر تايفون»، المزودة بمحركات من «رولز رويس». ووقعت شركة «الشرق الأوسط لمحركات الطائرات»، مذكرة تفاهم مع «رولز رويس» لصيانة وفحص وترميم محركات «T-56» المزودة لطائرات النقل والشحن من طراز هرقل « C 130 » العام الماضي في المملكة بأيد سعودية، بينما تشغل السعودية ثاني أكبر أسطول في العالم من ذلك الطراز.
وعلق درم قائلا: «الفرصة آتيه للانتقال إلى محركات (RB 199) للطائرة (تورنادو) و (EJ 200) لطائرات (تايفون)». وأفاد بول روسون، المدير الإقليمي في السعودية: «اتفاقيتنا مع شركة (الشرق الأوسط لمحركات الطائرات)، نراها شراكة على المدى الطويل في المملكة، التي نأمل أن تبني تدريجيا القدرة على تقديم الدعم لمعدات (رولز رويس)».ولدى القوات الجوية السعودية أكثر من 500 محرك في الخدمة من «رولز رويس». واستكمل درم قائلا: «عملنا على الكثير من التطوير والتحديث في برامجنا، ودائما (رولز رويس) كانت رائدة في التطور التكنولوجي؛ (برنامج 3.5%) لإدارة وتوفير الوقود، شهد اهتماما ضخما من العملاء حول العالم بدءا من القوات الجوية الأسترالية التي بدأت تطبيق تلك التكنولوجيا الآن، فالبرنامج يوفر الوقود بنسبة كبيرة، ولذا يزيد من الحمولة على الطائرة ويساعد على تنفيذ المهمات بدقة أعلى من المطلوب». وتحدث عن أهمية البرنامج لسلاح الجو السعودي؛ إذ تم تطبيقه على محركات «C 130»، الأكثر استخداما في المملكة. وأجاب درم على سؤال حول كيفية التعامل مع خفض العديد من الدول ميزانياتها الدفاعية وتتعامل مع «رولز رويس»؛ منها بريطانيا التي خفضت ميزانيتها الدفاعية بشكل كبير، قائلا إن «أسطولي (الهاريير) و(النمرود) خرجا من الخدمة بسنوات قبل الموعد المحدد لهما أو بدء البرنامج. لم يؤثر كثيرا على أداء الشركة. عدد الطائرات لم يكن كبيرا، و(النمرود) لم تدخل الخدمة أساسا». وأضاف أن آمال الشركة المستمرة للنمو ما زالت قائمة بشكل كبير، وقال: «ننظر إلى أين سنكون في 2030 وليس 2015». وذكر أن نحو 50% من عوائد الشركة تأتي من خدمات ما بعد البيع، وفي الماضي، كنا ننتظر أن تعود المحركات للصيانة حتى نعمل، ولكن برامج الصيانة طويلة المدى أثبتت أنها أقل تكلفة للمستخدم وعوائد أكثر للشركة. وعملنا على هذا البرنامج مع وزارة الدفاع البريطانية، وطلب منا توفير 15% من ميزانية الصيانة،واستطعنا توفير إنفاق المستهلك بنحو 50%، واستطعنا مضاعفة دورة المبيعات. وحول صفقة «تايفون» للإمارات، قال درم: «أقل ما يمكنني قوله إن فرصة البيع ما زالت قائمة، ونحن على طاولة النقاش الآن». وتحدث عن دور الشركة في عملية «إيلامي» في ليبيا العام الماضي: «حققنا أرقاما قياسية في تحويل محركات (تايفون) من الصيانة إلى أرض المعركة بخطوات منتظمة.. استطعنا أن ندعم طائرات (تورنادو) بمحركات مصانة لفترة 8 أشهر، توقعت وزارة الدفاع أنها لن تتخطى 30 يوما فقط، ولكننا كنا قادرين على زيادة ساعات الطيران بنحو 50 في المائة.. أما بالنسبة لمحركات (EJ200) لـ(تايفون)، فكنا قادرين على تحقيق 6 آلاف ساعة طيران دون استرجاع أي من المحركات حتى انتهت المهمة في ليبيا». وأشار درم إلى أن «إرضاء عملائنا كان من أولوياتنا الدائمة، فعملاؤنا في كاواساكي للصناعات الثقيلة في اليابان مدحوا عملنا وشكروا الجهود التي بذلت في إمداد المحركات أثناء الكارثة الطبيعية التي ضربت البلاد العام الماضي».
لاري كاوتشي رئيس فريق في غرفة عمليات «رولز رويس» الدفاعية، بلور التكنولوجيا التي تعمل بها الشركة في صيانة المحركات وكيفية خفض الإنفاق في التعامل مع المشكلات التي يواجهها أي من عملاء الشركة على مدار أيام السنة وساعات اليوم. وأشار كاوتشي إلى بعض الأمثلة المثيرة التي تعامل معها وفريقه على مدار العام الماضي من «عملاء عدة من أماكن بعيدة حول العالم، في حين أن اليومين الوحيدين اللذين يغلق فيهما المركز هما رأس السنة الميلادية وعيد الميلاد. وما زال العملاء على اتصال دائم بالخبراء، وبإمكانهم أن عرض مشكلاتهم. واستدرك: «اتصل طاقم عمل على طائرات (هاريير) من أفغانستان قبل أن تنحيها وزارة الدفاع البريطانية عن الخدمة»، مشيرا إلى أن هناك عطلا في محرك «بيغاسوس»، وأن «إزاحة ذلك المحرك للفحص يتطلب عدة أيام». واستطاع فريق خدمة العملاء الرجوع إلى ملفات محرك الطائرة واسترجاع المعلومات اللازمة والعمل على حل المشكلة دون اللجوء إلى تفكيك المحرك وإرساله إلى بريستول في بريطانيا للإصلاح. وأشار كاوتشي من خلال مثال آخر إلى «مشكلة واجهت طيارا في محرك بطائرة (تايفون) كانت متوجهة إلى بريطانيا فوق الأطلنطي اضطرت إلى الهبوط في مطار مدني لمعالجة الأمر. وللإقلاع من ذلك المطار ستحتاج إلى التزود بوقود غير المعترف به على المقاتلات من هذا النوع.. استطعنا معالجة الأمر من مركزنا هنا في بريستول وأفدنا الطيار وطاقمه بالمعلومات اللازمة عن الوقود، واستطاع الطيران مرة أخرى دون التعطل لأيام». وأضاف: «نحن الآن المسؤولون عن صيانة جميع محركات وزارة الدفاع البريطانية بأكملها، ولم نتحمل هذه المسؤولية إلا لأننا أثبتنا أننا قادرون على ذلك». وتحدث نك بريتون رئيس العلاقات الخارجية في قطاع الدفاع عن أن «رولز رويس» حققت إنجازا جديدا في إطلاق محركات «TP 400» للطائرة «إيرباص إيه 400M»، التي انطلقت في معرض فانبره عام 2010، وسجل المحرك نحو 9 آلاف ساعة طيران على خمسة طائرات في مرحلة التجربة في الوقت الحالي. وقال: «20 محركا تجوب العالم الآن لتسجيل الساعات المطلوبة لاجتياز الاختبارات قبل تسليم الطائرة الأولى لفرنسا العام المقبل». وشهد برنامج الطائرة «إيرباص 400M»، الكثير من المشكلات بتأخر إنتاج الطائرة وتخطيها ميزانيتها الأولية بمليارات الدولارات، مما وجه الكثير من النقد لـ«إيرباص»، ولكن كفاءة الطائرة وتغطية الفجوة ما بين طائرتي النقل الأكثر شهرة وهما «سي 130» و«سي 17 غلوب ماستر» ربما سيغفر عن تأخر البرنامج. تعد «رولز رويس» أكبر مصنع لمحركات الطائرات في أوروبا، وثاني أكبر مصنع لمحركات الطائرات الحربية حول العالم بعد «جنرال إلكتريك»، فيما يعتقد كثيرون أن «برات آند ويتني» في المركز الثاني.
بريستول (بريطانيا): شريف عبد الحميد
احتفت «رولز رويس» بزيارة خاصة لصحيفة «الشرق الأوسط» لموقع الشركة العريق في بريستول جنوب ويلز، ليرتفع علم المملكة العربية السعودية على المبنى الرئيسي للشركة على شرف تلك الزيارة.
واستطاعت «الشرق الأوسط» التعرف على المنهجية التي تتبعها واحدة من رائدات الهندسة في بريطانيا والعالم في تسخير التطور التكنولوجي الأكثر تعقيدا في عالم الطيران تحت سقف مجمع مصانع وخطوط إنتاج محركات الطائرات الحربية والدفاعية وصيانتها لإرضاء عملائها وتحقيق أرباح عاما بعد عام. وتحدث نك درم رئيس أعمال العملاء بالشركة في المملكة المتحدة والعالم، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن «تطوير التكنولوجيا التي تستخدمها الشركة في المحركات النفاثة هي أعلى ما وصلت إليه الهندسة في العالم، ولكن علينا أن نستمر في العمل الجاد حتى نستمر»، وأضاف «ننظر إلى تكنولوجيا سنستخدمها عام 2030 وليس 2015».وتعد القوات الجوية الملكية السعودية من أهم عملاء الشركة، فلديها طلبية شراء 72 طائرة «يوروفايتر تايفون»، المزودة بمحركات من «رولز رويس». ووقعت شركة «الشرق الأوسط لمحركات الطائرات»، مذكرة تفاهم مع «رولز رويس» لصيانة وفحص وترميم محركات «T-56» المزودة لطائرات النقل والشحن من طراز هرقل « C 130 » العام الماضي في المملكة بأيد سعودية، بينما تشغل السعودية ثاني أكبر أسطول في العالم من ذلك الطراز.
وعلق درم قائلا: «الفرصة آتيه للانتقال إلى محركات (RB 199) للطائرة (تورنادو) و (EJ 200) لطائرات (تايفون)». وأفاد بول روسون، المدير الإقليمي في السعودية: «اتفاقيتنا مع شركة (الشرق الأوسط لمحركات الطائرات)، نراها شراكة على المدى الطويل في المملكة، التي نأمل أن تبني تدريجيا القدرة على تقديم الدعم لمعدات (رولز رويس)».ولدى القوات الجوية السعودية أكثر من 500 محرك في الخدمة من «رولز رويس». واستكمل درم قائلا: «عملنا على الكثير من التطوير والتحديث في برامجنا، ودائما (رولز رويس) كانت رائدة في التطور التكنولوجي؛ (برنامج 3.5%) لإدارة وتوفير الوقود، شهد اهتماما ضخما من العملاء حول العالم بدءا من القوات الجوية الأسترالية التي بدأت تطبيق تلك التكنولوجيا الآن، فالبرنامج يوفر الوقود بنسبة كبيرة، ولذا يزيد من الحمولة على الطائرة ويساعد على تنفيذ المهمات بدقة أعلى من المطلوب». وتحدث عن أهمية البرنامج لسلاح الجو السعودي؛ إذ تم تطبيقه على محركات «C 130»، الأكثر استخداما في المملكة. وأجاب درم على سؤال حول كيفية التعامل مع خفض العديد من الدول ميزانياتها الدفاعية وتتعامل مع «رولز رويس»؛ منها بريطانيا التي خفضت ميزانيتها الدفاعية بشكل كبير، قائلا إن «أسطولي (الهاريير) و(النمرود) خرجا من الخدمة بسنوات قبل الموعد المحدد لهما أو بدء البرنامج. لم يؤثر كثيرا على أداء الشركة. عدد الطائرات لم يكن كبيرا، و(النمرود) لم تدخل الخدمة أساسا». وأضاف أن آمال الشركة المستمرة للنمو ما زالت قائمة بشكل كبير، وقال: «ننظر إلى أين سنكون في 2030 وليس 2015». وذكر أن نحو 50% من عوائد الشركة تأتي من خدمات ما بعد البيع، وفي الماضي، كنا ننتظر أن تعود المحركات للصيانة حتى نعمل، ولكن برامج الصيانة طويلة المدى أثبتت أنها أقل تكلفة للمستخدم وعوائد أكثر للشركة. وعملنا على هذا البرنامج مع وزارة الدفاع البريطانية، وطلب منا توفير 15% من ميزانية الصيانة،واستطعنا توفير إنفاق المستهلك بنحو 50%، واستطعنا مضاعفة دورة المبيعات. وحول صفقة «تايفون» للإمارات، قال درم: «أقل ما يمكنني قوله إن فرصة البيع ما زالت قائمة، ونحن على طاولة النقاش الآن». وتحدث عن دور الشركة في عملية «إيلامي» في ليبيا العام الماضي: «حققنا أرقاما قياسية في تحويل محركات (تايفون) من الصيانة إلى أرض المعركة بخطوات منتظمة.. استطعنا أن ندعم طائرات (تورنادو) بمحركات مصانة لفترة 8 أشهر، توقعت وزارة الدفاع أنها لن تتخطى 30 يوما فقط، ولكننا كنا قادرين على زيادة ساعات الطيران بنحو 50 في المائة.. أما بالنسبة لمحركات (EJ200) لـ(تايفون)، فكنا قادرين على تحقيق 6 آلاف ساعة طيران دون استرجاع أي من المحركات حتى انتهت المهمة في ليبيا». وأشار درم إلى أن «إرضاء عملائنا كان من أولوياتنا الدائمة، فعملاؤنا في كاواساكي للصناعات الثقيلة في اليابان مدحوا عملنا وشكروا الجهود التي بذلت في إمداد المحركات أثناء الكارثة الطبيعية التي ضربت البلاد العام الماضي».
لاري كاوتشي رئيس فريق في غرفة عمليات «رولز رويس» الدفاعية، بلور التكنولوجيا التي تعمل بها الشركة في صيانة المحركات وكيفية خفض الإنفاق في التعامل مع المشكلات التي يواجهها أي من عملاء الشركة على مدار أيام السنة وساعات اليوم. وأشار كاوتشي إلى بعض الأمثلة المثيرة التي تعامل معها وفريقه على مدار العام الماضي من «عملاء عدة من أماكن بعيدة حول العالم، في حين أن اليومين الوحيدين اللذين يغلق فيهما المركز هما رأس السنة الميلادية وعيد الميلاد. وما زال العملاء على اتصال دائم بالخبراء، وبإمكانهم أن عرض مشكلاتهم. واستدرك: «اتصل طاقم عمل على طائرات (هاريير) من أفغانستان قبل أن تنحيها وزارة الدفاع البريطانية عن الخدمة»، مشيرا إلى أن هناك عطلا في محرك «بيغاسوس»، وأن «إزاحة ذلك المحرك للفحص يتطلب عدة أيام». واستطاع فريق خدمة العملاء الرجوع إلى ملفات محرك الطائرة واسترجاع المعلومات اللازمة والعمل على حل المشكلة دون اللجوء إلى تفكيك المحرك وإرساله إلى بريستول في بريطانيا للإصلاح. وأشار كاوتشي من خلال مثال آخر إلى «مشكلة واجهت طيارا في محرك بطائرة (تايفون) كانت متوجهة إلى بريطانيا فوق الأطلنطي اضطرت إلى الهبوط في مطار مدني لمعالجة الأمر. وللإقلاع من ذلك المطار ستحتاج إلى التزود بوقود غير المعترف به على المقاتلات من هذا النوع.. استطعنا معالجة الأمر من مركزنا هنا في بريستول وأفدنا الطيار وطاقمه بالمعلومات اللازمة عن الوقود، واستطاع الطيران مرة أخرى دون التعطل لأيام». وأضاف: «نحن الآن المسؤولون عن صيانة جميع محركات وزارة الدفاع البريطانية بأكملها، ولم نتحمل هذه المسؤولية إلا لأننا أثبتنا أننا قادرون على ذلك». وتحدث نك بريتون رئيس العلاقات الخارجية في قطاع الدفاع عن أن «رولز رويس» حققت إنجازا جديدا في إطلاق محركات «TP 400» للطائرة «إيرباص إيه 400M»، التي انطلقت في معرض فانبره عام 2010، وسجل المحرك نحو 9 آلاف ساعة طيران على خمسة طائرات في مرحلة التجربة في الوقت الحالي. وقال: «20 محركا تجوب العالم الآن لتسجيل الساعات المطلوبة لاجتياز الاختبارات قبل تسليم الطائرة الأولى لفرنسا العام المقبل». وشهد برنامج الطائرة «إيرباص 400M»، الكثير من المشكلات بتأخر إنتاج الطائرة وتخطيها ميزانيتها الأولية بمليارات الدولارات، مما وجه الكثير من النقد لـ«إيرباص»، ولكن كفاءة الطائرة وتغطية الفجوة ما بين طائرتي النقل الأكثر شهرة وهما «سي 130» و«سي 17 غلوب ماستر» ربما سيغفر عن تأخر البرنامج. تعد «رولز رويس» أكبر مصنع لمحركات الطائرات في أوروبا، وثاني أكبر مصنع لمحركات الطائرات الحربية حول العالم بعد «جنرال إلكتريك»، فيما يعتقد كثيرون أن «برات آند ويتني» في المركز الثاني.
