قال ايغور كوروتشينكو مدير المركز الدولي لتحاليل تجارة الاسلحة، إن توقيع صفقة توريد 84 طائرة من طراز "f -15sa " الى القوة الجوية السعودية بين شركة "بوينغ" الامريكية والمملكة العربية السعودية، يشير الى أن المباحثات بين موسكو والرياض في مجال التعاون العسكري – التقني ربما وصلت الى طريق مسدود.ويذكر إنه حسب معطيات المركز وقعت القوات الجوية الامريكية مع شركة "بوينغ" يوم 8 مارس/آذار على عقد يتم بموجبه ضمن إطار " المبيعات العسكرية الاجنبية" توريد 84 طائرة مقاتلة من طراز "f -15sa "الى القوات الجوية السعودية. كما تتضمن الصفقة المنظومات اللازمة والذخيرة، على أن يكتمل تنفيذ الصفقة في شهر اكتوبر/تشرين الاول عام 2020 .
وقال كورتشينكو "إن الآمال العقودة على اجراء تعاون شامل في المجال العسكري – التقني بين روسيا والمملكة العربية السعودية لم تتحقق، وياللأسف. لقد كنا نعقد على ذلك آمالا كبيرة جدا، ولكن في نهاية الامر نرى إن حصة الاسد اصبحت من نصيب الولايات المتحدة الامريكية".
وحسب قوله لا حاجة لانتظار تطورالتعاون العسكري – التقني في المستقبل بين موسكو والرياض، وذلك لأن "النظام السعودي كان وسيبقى الخصم الجيوسياسي لروسيا في المنطقة، خاصة في ظروف احتدام الاوضاع حول ايران وسورية".
واضاف " علينا أن نصحح سياستنا العسكرية - التقنية والخارجية بالشكل المطلوب انطلاقا من أن العلاقات الروسية – السعودية لن تكون، كما يبدو، وفق ما كنا نصبو اليه، وهذا ليس ذنبنا، بل يقع الذنب بالدرجة الاولى على الرياض".
وحسب رأيه يجب عدم اعتبار هذا التطور في العلاقات بأنه لم يكن منتظرا "إن تجارة السلاح – مسألة جيوسياسية، وطبعا اخذا بنظر الاعتبار ان المملكة العربية السعودية هي الحامي الوفي للمصالح الامريكية في المنطقة، لذلك وقع خيارها على السلاح الامريكي. المهم لروسيا في هذه الحالة، تحليل الامور بصورة هادئة والخروج بالنتائج المطلوبة والبحث عن اسواق جديدة للسلاح ومن بينها اسواق في الشرق الاوسط ".
ويذكر إن فلاديمير بوتين عندما كان رئيسا لروسيا زار المملكة العربية السعودية في شهر فبراير/شباط عام 2007 ، وآنذاك اشار المعلقون السياسيون، الى انه خلال محادثاته مع الملك عبدالله جرى الحديث عن موضوع التعاون العسكري – التقني. وتم في خريف السنة المذكورة التوقيع على مذكرة تفاهم بين المملكة وروسيا بعد الزيارات العديدة التي قامت بها الوفود العسكرية السعودية الى موسكو خلال شهري فبراير/شباط ومارس/آذار عام 2007 . و
ذكرت وسائل الاعلام الفرنسية في شهر اكتوبر/تشرين الاول من السنة نفسها، إن المملكة العربية السعودية قد وقعت على عقد لشراء اكثر من 150 طائرة مروحية روسية من طراز "مي – 35 " و"مي – 17 " تصل قيمته الى ملياري دولار.
ومن جانبها افادت وسائل الاعلام الروسية والاجنبية بعد ذلك بفترة، إن روسيا والمملكة تعدان مجموعة من الاتفاقيات في مجال التعاون العسكري – التقني تتراوح قيمتها بين 4 – 6 مليارات دولار، وفي فبراير/شباط عام 2010 اعلن الكسندر فومين نائب رئيس الهيئة الفيدرالية للتعاون العسكري – التقني إن موسكو والرياض تعدان مجموعة اتفاقيات تورد روسيا بموجبها الى السعودية معدات عسكرية تشمل المروحيات والمضادات الجوية والمصفحات. ولكن لغاية الآن لم ينشر ما يفيد التوصل الى الاتفاق، كما لا يوجد ما يشير الى توقف المباحثات.
http://arabic.rt.com/news_all_news/news/580551/