رد: الحرب في مالي
طلب مجلس الأمن الدولي فجر اليوم نشر قوة أفريقية في مالي على وجه السرعة لصد تقدم المجموعات المسلحة التي استولت أمس على مدينة أخرى وسط البلاد وأعلنت أنها ستزحف جنوبا, وهو ما دفع العاصمة المالية باماكو إلى طلب مساعدة عسكرية من فرنسا، وفقا لدبلوماسيين.
وطلبت الدول الخمس عشرة الأعضاء في مجلس الأمن، في بيان مشترك صدر في ختام اجتماع طارئ بنيويورك، النشر السريع للقوة لمواجهة التدهور الخطير للوضع على الأرض، في إشارة إلى تقدم حركتي التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا المرتبطة بتنظيم القاعدة, وأنصار الدين.
وكان مجلس الأمن وافق الشهر الماضي على نشر هذه القوة التي شكلتها دول غرب أفريقيا وتضم بضعة آلاف والتي يتطلب نشرها الفعلي بضعة أسابيع وربما شهورا وفقا لمراقبين. وطلب البيان من الدول الأعضاء "مساعدة القوى الأمنية المالية للحد من التهديد الذي تمثله المجموعات الإرهابية" في شمال مالي.
وصدر البيان بعد ساعات من استيلاء مقاتلي حركتي التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا وأنصار الدين على بلدة كونا (600 كيلومتر شمالي شرقي باماكو) عقب مواجهات مع القوات الحكومية المالية.
وبسبب التطورات على الميدان, طلبت الحكومة المالية الدعم من الأمم المتحدة وفرنسا. وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس ودبلوماسيون آخرون إن مالي طلبت دعما عسكريا من فرنسا. وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة جيرار آرو إن بلاده ستعلن اليوم الجمعة قرارها فيما يتعلق بالدعم الذي طلبته مالي.
ومن المقرر أن يصل رئيس الوزراء المالي ديانغو سيسيكو بعد غد الأحد إلى الجزائر لبحث الأزمة، وفق ما قال مصدر رسمي جزائري. وأُعلن في باماكو أن الرئيس المالي ديونكوندا تراوري سيلقي خطابا للشعب اليوم حول الأزمة.
الزحف جنوبا
ميدانيا، أعلن مقاتلو حركتي التوحيد والجهاد وأنصار الدين سيطرتهما الكاملة على بلدة كونا وسط البلاد بعد معارك مع القوات المالية استُخدمت فيها الأسلحة الثقيلة.
وكانت كونا آخر منطقة عازلة بين المسلحين وبلدة موبتي التي تبعد نحو خمسين كيلومترا جنوبا, وهي البلدة الرئيسية في المنطقة, وتعتبر المدخل إلى شمال البلاد.
وقال سكان إن القتال استمر ساعات, وإنهم شاهدوا جثث جنود حكوميين ملقاة في شوارع البلدة. وبعد انسحاب القوات الحكومية, استعرض مقاتلو الحركتين عناصرهم وآلياتهم في البلدة وفقا لشهود.
وقال المتحدث باسم حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا عمر ولد حماها إن الجنود الحكوميين فروا وتركوا آلياتهم الثقيلة.
من جهته, أعلن مسؤول في جماعة أنصار الدين أنهم سيواصلون التقدم جنوبا حيث توجد بلدتا موبتي وسيفيري اللتين سرت فيهما حالة من الذعر خوفا من استيلاء المسلحين عليهما.
وعلى مسافة 120 كيلومتر من كونا, احتفظت المجموعات المسلحة بمواقعها في بلدة دوينتزا بعد محاولة من القوات المالية لاستعادتها حسب سكان محليين.
يشار إلى أن جماعات مسلحة متعددة تسيطر على ثلثي مالي منذ بداية العام الماضي، مستغلة فراغا في السلطة نتج عن انقلاب عسكري في مارس/آذار الماضي.
http://www.aljazeera.net/news/pages/2dd85977-760a-473d-b52f-22793bdd618b?GoogleStatID=20