الجزائر قديما (مملكة نوميديا)

إنضم
14 يناير 2008
المشاركات
1,144
التفاعل
367 0 0
تعريف:
نوميديا هي مملكةامازيغية قديمة قامت في غربشمال افريقيا ممتدة من غرب تونس الحلية لتشمل الجزائر الحالية وجزء من المغرب الحالي, وكانت تسكنها مجموعتين كبيرتين, احداهما تسمى: المازيليون, في الجهة الغربية من مملكة نوميديا, وهم قبيلة تميزت بمحالفة الرومان والتعاون في ما بينهم ضد قرطاج, اما القبيلة الأخرى فكانت تسمى بالمسايسوليون وهم على عكس المازيليين كانوا معادين لروما متحالفين مع قرطاج وكان موطنهم يمتد في المناطق الممتدة بين سطيفوالجزائر العاصمةووهران الحالية. وكان لكل قبيلة منهما ملك يحكمها اذ حكم ماسينيسا/ماسينيزا على القبيلة المزيلية في حين حكم سيفاكس على المسايسوليين.
تاريخ تأسيس نوميديا:
لا يعرف تاريخ تأسيس مملكة نوميديا على وجه التحديد, فبعض المصادر القديمة سواء
المصرية الفرعونية او اللاتينية اشارت الى وجود ملوك امازيغ في شمال افريقيا, بحيث تروي بعض الروايات الأسطورية او التأريخية ان الأميرة الفنيقية أليسا المعروفة بديدو ابتسمت باغراء لأرضاء الملك الأمازيغي النوميدي يارباس ليسمح لها بالأقامة في مملكته, وهو ما رواه المؤرخ اللاتيني يوستينيوس نقلا عن غيره. كما اشارت بعض المصادر اللاتينية ان كلا من الملكين الأمازيغيين: يارباس ويوفاس رغبا في التزوج بالأميرة الفينيقية أليسا, كما اشار الشاعرفيرخيليوس الى ان يارباس كان يفرض زواجه على أليسا كما كان يقدم القرابين لأبيه جوبيتر-آمون في معابده الباهرة ليحقق له امنيته. غير ان هذه الأساطير ليست دقيقة فالأستاذ محمد شفيق يتساءل عما اذا كان المقصودون هنا هم زعماء القبائل. وحسب الأستاذ نفسه فأنه من المحقق انه كان هناك ملوك للأراضي النوميدية, وان جل المؤرخين يعتقدون ان أيلماس هو المؤسس لمملكة نوميديا, وللأشارة فان الملك ماسينيسا الذي ينتمي الى اسرة أيلماس كان يطالب باسترداد اراضي اجداده في حربه ضد قرطاج ومملكة موريطانيا الطنجية (شمال المغرب) مدعوما بروما.
نوميديا في عهد ماسينيسا:
يعتبر ماسينيسا اشهر الملوك النوميديين, اذ تميز بقدراته العسكرية بحيث تمكن من هزم خصمه الأمازيغي سيفاكس, كما تمكن من هزم
حنبعل القرطاجي اعظم الجنيرالات التاريخيين, في معركة زاما بتونس الحالية سنة 202 قبل الميلاد. ولربما لأسباب عاطفية تكمن في تزوييج القرطاجيين خطيبته : صوفونيسا لخصمه المسايسولي سيفاكس, رافعا شعاره الشهير: افريقيا للأفارقة, متحالفا مع روما, عاملا على تأسيس دولة امازيغية قادرة على مواجهة التحديات الخارجية. وفي عهده برزت نوميديا في ميادين عسكرية وثقافية متبعا التقاليد الأغريقية في ما يتعلق بالطقوس الملكية, ومتبنيا الثقافة البونيقية في الميادين الثقافية. كما جهز الأساطيل ونظم الجيش وشجع على الأستقرار وتعاطي الزراعة وشجع التجارة الشيء الذي جعله يعتبر ابرز الملوك الأمازيغ القدماء.
نوميديا بعد ماسينيسا:
ماسينيسا الذي بلغ من الكبر عتيا لم يأخذ بالحسبان المطلوب القوة الرومانية ، كما انه لم ينظم امور الملك, فبعد وفاته قامت صراعات بين ابنائه لحيازة العرش, فتدخل الرومان ووزعوا حكم نوميديا التي اصبحت الخطر القادم بعد انهيار قرطاج, على ثلاثة من ابائه, ونصبوا
مسيبسا حاكما لنوميديا وعمل على مد جسور العلاقات الودية مع روما, في حين جعل اخوه غيلاسا قائدا للجيش, بينما جعل الأخ الثالث: ماستانابال القائد الأعلى في مملكة نوميديا, غير ان ميسيسا سينفرد بالملك بعد وفاة اخوته في وقت مبكر.
نوميديا بعد ميسيبسا:
بعد وفاة ميسيبسا سيندلع ايضا صراع بين ابناء ميسيبسا وهم:
هيمبسلوأدهربل واحد ابنائه الذي هو حفيد لماسينيزا, وعلى غرار التجربة الأولى عملت روما على التدخل لتوزيع مملكة نوميديا قصد اضعفها غير ان يوغرطا تميز بقوميته على غرار جده ماسينيسا حالما بأنشاء مملكة نوميدية امازيغية قوية, بعيدة عن تأثير القوة الرومانية.
نوميديا في عهد يوغرطا:
بعد الصراع بين ابناء ميسيبسا تمكن يوغرطا من القضاء عليهم, ومن مدينته
سيرطا التي اختارها كمنطلق لحروبه ضد الرومان كبد روما خسائر كبيرة في جنودها حتى بدا وكأن الفوز سيكون لا محال من نصيب يوغرطا, غير انه وحسب الروايات المتداولة قام احد ملوك موريطانيا الأمازيغ التي وجدت في منطقة المغرب الحالي وهو بوشوس غدر به في فخ روماني, وبذلك تم القبض عليه وسجن الى تمكن منه الموت.
نوميديا بعد هزيمة يوغرطا:
بعد هذه الهزيمة اصبحت شمال افريقيا غنيمة في يد الرومان, وبدل جعلها عمالة تابعة لروما, نصبوا ملوكا امازيغا على شرط قيامهم بمد روما بالثروات الأفريقية, وبذلك تم تقسيم مملكة نوميديا الى ثلاثة مماليك, استأثر فيها بوشوس بالجزء الغربي جزاء عمالته, في حين حصل
غودا على الجزء الشرقي, اما ماستانونزوس فقد حصل على الجزء الأوسط من مملكة نوميديا الموزعة.
نوميديا في عهد يوبا الأول:
بعد خلفاء بوشوس الذين تميزوا باقامات علاقات ودية مع روما, ظهر ملك امازيغي نوميدي آخر, وهو حفيد
ليوغرطا وكان اسمه يوبا الأول. هذا الآخير حلم على نهج اجداده يوغرطا وماسينيزا لبناء دولة امازيغية نوميدية مستقلة تكفيهم التدخلات الأجنبية. وفي سنة 48 قبل الميلاد بدت الفرصة سانحة لتحقيق هذا المأرب, ذلك ان صراعا قام بين بومبيوسوسيزر حول حكم روما. واعتقد يوبا الأول ان النصر سيكون حليفا لبوميوس وراهن على حلف بينهما غير ان النصر كان مخالفا لتوقعات يوبا الأول وتمكن سيزر من هزم خصمه بومبيوس. ففي سنة 48 قبل الميلاد تمكن الجنود الرومان وجنود كل من بوشوس الثانيوبوغود الثاني من تحقيق نصر مدمر ضد جيوش يوبا الأول وبومبيوس. وعلى الرغم من تمكن يوبا الأول من الفرار الى انه انتحر بطريقية فريدة دعا فيها احد مرافقيه من القادة الرومان الى مبارزة كان الوت فيها حليفا لكل منهما.
نوميديا كمقاطعة رومانية:
بعد هزيمة يوبا الأول فقدت نوميديا استقلالها السياسي, وكانت نهايتهاعام 46 ق.م بعد مرور مائة سنة على ذكرى قرطاجةسنة 146 ق.م وبهذا دخلت نوميديا فترة جديدة وهي فترة الحكم الروماني


 
ماسينيسا

(202 ق.م - 184 ق.م ) يعتبر واحدا من أشهر ملوك الأمازيغ القدماء. كان ملكا على مملكة نوميديا الأمازيغية من غرب ليبيا شمال وشرق المغرب الأقصى حالي عاصمتها سيرتا وتعرف اليوم بقسنطينا). تميز عهده بالإزدهار والقوة وتحالف مع الإمبراطورية الرومانية القوية ضد الفنيقيين . كما تميز بطول فترة حكمه وتعدد انتصاراته وانجازاته.
تمّ العثور على نصّ منقوش على الحجارة باللّغتين الأمازيغية -البونية - القرطاجية بالموقع الأثري و التّاريخي بدقة و احتفظ بها في متحف باردوو يذكر هذا النص نسب ماسينيسان: الملك ماسينيسان (202 ق.م. - 148 ق.م.) ابن الملك غيان المتوفّي سنة 206 ق.م. ابن زكلسان اشّفط - صاحب السلطة التنفيذية - في دقة و هو "ماسينيسان" والد الملكين:غولوسا ومكيبسا و من أشهر أحفاده يوغرطة.

يذكر الجغرافي الإغريقي سترابون أنّ الرومان يكنّون تقديرا خاصاً لماسينيسا، بسبب خصاله و يستطرد مؤكّدا أنه أول من أدخل النوميديين للحضارة و بعث النّشاط الفلاحي و علّمهم مهنة القتال المنظم و قضى على عادات قطّاع الطّرق.
و يحتفظ الموقع الأثري و التّاريخي بدقّة بضريح مرمّم لأمير من النّوميديين : الضّريح اللوبي - البوني.
و تؤكّد القرائن المقنعة : الكتابات النصية الأساسية اللوبية أنّ دقّة القريبة من تبرسق الحالية كانت مقرّا لإقامة الأمراء النوميديين و منهم "ماسينيسا
Tomb_of_Massinissa_01.jpg

ضريح ماسينيسا بالخروب بولاية قسنطينة

GM_Massinissa.png
 
التعديل الأخير:
ممتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاز
 
صيفاقس
من هو صيفاقــــس؟
يعد الملك صيفاقس Syphax أو سيفاقس أو سيفاغس أو سفك عند ابن خلدون من الملوك الأمازيغيين الأوائل الذين عملوا على توحيد ساكنة تامازغا إلى جانب الملك ماسينيسا و الملك باگاBaga والملك فيرمينا . وقد عاش الملك صيفاقس في القرن الثالث قبل الميلاد. وينتمي إلى الأسرة المازيسولية التي كان موطنها نوميديا الغربية. وقد صار ملكا لها، واتخذ سيگا عاصمة له أو ما يسمى الآن في الجزائر بعين تيموشونت. وهناك مملكة أخرى تقابلها في الشرق تسمى ماسولة التي ينتمي إليها ماسينيسا ويفصلها عن الأولى نهر شليف الحالي، وتمتد في حدودها الترابية حتى قرطاجنة بتونس. وبتعبير آخر، هناك نوميديا الشرقية أو ماسولة، ونوميديا الغربية أو مازيسولة. وسيدخل صيفاقس في حروب طاحنة مع ملك ماسينيسا الموالي للروم ستنتهي بانتصار ماسينيسا وحلفائه الروم الذين قتلوه سنة 203 قبل الميلاد.
تــطور مقاومة صيفاقس:
اشتدت الحرب البونيقية الثانية ( Les guerres puniques) بين الرومان والقرطاجنيين، فحاولت كل من روما وقرطاجنة أن تجذب صيفاقس لصالحها كي يساعدها في حروبها الطويلة الأمد ضد منافستها اللدودة. وتدخل صيفاقس في البداية للصلح بين الطرفين، ولكن الحكومة الرومانية كانت متعنتة في مواقفها المعادية للقرطاجنيين. فمال صيفاقس إلى قرطاجنة وتزوج بالجميلة الفينيقية الحسناء “صوفونيسبا” . وأصبح صيفاقس مواليا للقوات القرطاجنية بعد أن علم بنوايا روما الاستعمارية وأطماعها في شمال أفريقيا. في حين، التجأت الحكومة الرومانية إلى شاب أمازيغي طموح ألا وهو ماسينيسا فأغرته بامتيازات عدة تتمثل في غرامات مالية والسماح له بالتوسع في أراضي القرطاجنيين التي سيحصل عليها بمجرد القضاء على منافسه صيفاقس والتحالف مع الرومان للقضاء على القوات القرطاجنية. وهكذا استطاع ماسينيسا” أن يهزم صيفاقس الماسايسولي؛ ثم مكّن الرومان من الانتصار على أمهر جنرال عرفه التاريخ القديم، ألا وهو حنبعل القرطاجي؛ وذلك في معركة ” زامّا” الشهيرة، سنة202 ق.م. لقد كان سبب بغضه لقرطاجة هو تمسكه بمدإ”أفريقية للأفارقة!” ومما أثار حفيظته ضدها بشكل خاص، حسب ما روي، هو تزويج القرطاجيين صيفاقس مخطوبته”صوفونيسبا”.
والواقع أن جيرانه القرطاجنيين كانوا متواطئين مع خصمه الماسولوسي قصد القضاء على ملكه. فلم يجد بدا من محالفة الرومان، مع إضمار غايته القصوى في نفسه، وهي إنشاء مملكة أمازيغية موحدة مستقلة عن كل نفوذ أجنبي، ولاسيما أن اتفاقية الصلح بين روما وقرطاجة (201 ق.م) كانت تنص على أن من حقه أن يعمل من أجل استرجاع جميع الأراضي التي كانت بقبضة أجداده، في غير تحديد لتلك الأراضي.”
ومن المعلوم أيضا، أن صيفاقس قد تحالف في البداية مع الرومان إبان الحرب البونيقية الثانية، وكان في نفس الوقت معارضا لگايا ملك نوميديا الشرقية وابنه ماسينيسا المتحالفين مع القرطاجنيين.
لكن صيفاقس سيتوسع في مملكة نوميديا الشرقية بعد وفاة ملكها گايا ، وسيتحالف مع القرطاجنيين الذين قدّموا إليه يد العون في توسعه الترابي، وزوجوه حسناء قرطاجنة ، وهي من أعلى طبقة اجتماعية وهي الفتاة “صوفونيسبا” بنت أزدربال جيسكو قائد قوات قرطاجنة. وهكذا، نجد صيفاقس يدخل في تحالف عسكري مع القرطاجنيين ضد الرومان من أجل أن يحظى برضى عشيقته. وبالتالي، سيخوض صراعا مريرا ضد أخيه الأمازيغي ملك ماسينيسا الذي كان في بداية الأمر مواليا للفينيقيين، ولما رأى تهاون قرطاجنة وعدم مبالاتها تجاه حقه في الولاية على عرش أبيه، خرج عن طاعة قرطاجنة عام158 قبل الميلاد وتحالف مع الحكومة الرومانية وخاصة مع القائد الروماني الأكبر سيپيون الأفريقي لمحاصرة قرطاجنة وتطويق ملك صيفاقس في مملكته مازولة.
ولقد استطاع القائد الروماني گايوس لايليوس أن ينتصر على صيفاقس وأن يوقعه أسيرا سنة 203 قبل الميلاد بفضل مساعدة ماسينيسا قرب سيرتا أو ما يسمى حاليا قسنطينة بالجزائر. وۥأرسل صيفاقس بعد ذلك أسيرا إلى عاصمة إيطاليا من قبل الجنرال الروماني كورنيليوس سيپيون الأفريقي حيث مات فيها سنة 202 أو203 قبل الميلاد. وقد تولى الحكم بعد صيفاقس ابنه فيرمينا الذي يعد آخر ملك مازوليسي قبل أن توحد مملكة نوميديا من قبل ماسينيسا.
إنجازات صيفاقس:
من أهم إنجازات الملك الأمازيغي صيفاقس أنه أول من أسس مملكة أمازيغية واسعة وهي مملكة مازيسولة التي كانت توجد في غرب الجزائر وتمتد إلى نهر ملوية غربا وعاصمتها الكبرى هي سيگا، وانتقل صيفاقس من زعيم قبلي إلى ملك يحكم سلطنة أمازيغية شاسعة الأطراف، ثم حمل التاج والصولجان، وضرب العملة باسمه، ونظم الجيش الأمازيغي تنظيما محكما متأثرا في ذلك بالتنظيمين: القرطاجني والروماني. واستعان كذلك بابنه فيرمينا في تسيير الشؤون الحربية والعسكرية. ” ومع أنه تأثر إلى حد بتقاليد اليونان السياسية، كان يعتمد في ممارسة سلطته على مساعدة زعماء القبائل. كانت له علاقات دبلوماسية مع كل من قرطاجة وروما. كانت لغة الحياة اليومية والتخاطب في مملكته هي الأمازيغية، وكانت لغة اسمه هو المقصود فيما كتبه ابن خلدون عن أصل البربر إذ قال إن جدهم هو “سفك”؛ يعزز هذا الفرض أن بلوتارخوس Plutarkhos زعم شيئا من هذا القبيل.”
ويعد صيفاقس أيضا من الملوك الأمازيغيين الأوائل الذين سعوا إلى توحيد البربر وجمع شملهم تحت دولة واحدة وهي دولة تامازغا (دولة الأمازيغيين). ويتضح هذا عندما أراد أن يوحد مملكة نوميديا الشرقية مازيلة ( مسيلة) ومملكة نوميديا الغربية ألا وهي مازيسولة في إطار دولة أمازيغية كبرى في شمال أفريقيا تمتد من قرطاجنة التونسية شرقا إلى نهر ملوية غربا.
هذا، ولم يتحالف صيفاقس مع القرطاجنيين عسكريا ونسبا إلا من أجل محاربة الرومان والوقوف في وجه قواتهم الغازية التي كانت تستهدف إذلال الأمازيغيين وتركيعهم خسفا وهوانا، وهذا ما لم يقبله الأمازيغيون الأحرار الأشاوس الذين تربوا عبر تاريخهم الطويل على الحرية والكرامة والأنفة. وكان صيفاقس يرى أن توحيد تامازغا لن يكون إلا على يديه؛ بيد أن سلطانه السياسي سينهار غدرا سنة 203 قبل الميلاد على يد منافسه الأمازيغي ماسينيسا.
ويكشف لنا هذا المآل التاريخي التراجيدي صراع الأمازيغيين مع بعضهم البعض، وتطاحنهم حول السلطة وتنافسهم حول الامتيازات والمصالح الشخصية عن طريق التقرب من الرومان من أجل الحصول على الجوائز والهبات والغنائم على حساب التنكيل بقرطاجنة وضرب حضارة الفينيقيين التي أسدت الكثير إلى الحضارة الأمازيغية. وفي هذا الصدد يقول الأستاذ العربي أكنينح:” يتضح من تاريخ الممالك الأمازيغية، أن علاقة البربر بفينيقيي قرطاجة، لم تكن تتسم بالتصادم والجفاء، كما سيكون عليه الحال في عهد الرومان والوندال والبيزنطيين، فيما بعد. فقد تفاعل سكان شمال إفريقيا مع الفينيقيين، واندمجوا معهم لأنهم كانوا يشعرون أنهم من أصل واحد وتربطهم أكثر من رابطة، لذا تحالفوا معهم ضد روما. وكان صيفاقس رئيس مملكة مازيسولة وزوج صفان بعل ابنة هزدروبال،حليف قرطاجة …هو الوطني الذي ناضل وحارب دفاعا عن إمبراطورية شمال إفريقيا( قرطاجة ) ضد الإمبراطورية الغربية عن المنطقة والمتمثلة في روما.”
وهكذا نجد القائد الروماني سيپيون يستغل النواميد للقضاء على قرطاجة أولا واحتلال نوميديا ثانيا عن طريق ضرب ملكين ببعضهما البعض ملك صيفاقس وملك ماسينيسا وجرهما إلى الصراع البونيقي والصراع المحتدم بين الرومان والقرطاجنيين. لذلك كان مسينيسا شخصية مفضلة بلا ريب في كتابات المؤرخين الرومان؛ لكونه ساعد كثيرا القوات الرومانية على دك كل معاقل القوات القرطاجنية. بيد أن الرومان سينقلبون ضده ويوزعون تركته بين أولاده الثلاث. وفي هذا الصدد يقول عبد الله العروي:” ثم يحتد الصراع بين روما وقرطاج أثناء الحربين البونيقيتين الأولى والثانية ويجتاز شيبو(سيپيون) إلى أفريقيا مبحرا من الجزيرة الأيبيرية قصد إيجاد حلفاء بربر ضد أعدائه. فينتهزها المؤرخون فرصة ثالثة ويقدمون لنا الجماعات المقيمة غرب التراب القرطاجي والتي كانت تسمى كلها آنذاك بالنواميد وتنقسم إلى قسمين: المسيلة شرقا والمزسيلة غربا. تتلخص أخبار تلك الحقبة في سيرتي رجلين، يمثل كل واحد منهما أحدى الجماعتين البربريتين: ماسينيسا الزعيم المسيلي وصيفاقس الزعيم المزسيلي. يسوق المؤرخون القدامى أخبارا طويلة حول ماسينيسا، جاعلين منه بطل مغامرات شيقة، ليست في الواقع سوى انعكاسات لسياسة روما في المغرب، بل يرويها پوليپ، المؤرخ اليوناني، ضمن تاريخ عائلة شيبو( سيپيون) التي يعترف بالولاء لها الزعيم الناميدي والمؤرخ اليوناني معا. قد يتنازع المؤرخون إلى ما لانهاية حول السؤال التالي: هل استغلت روما ماسينيسا للقضاء على قرطاج أم بالعكس استخدم ماسينيسا روما لبناء دولة ناميدية قوية بقصد توحيد شمال أفريقيا بعد استيعاب الحضارة البونيقية؟ لكن الأمر المحقق هو أن كل المبادرات كانت بيد مشيخة روما، بعد انتهاء الحرب البونيقية الثالثة سنة 202 قبل الميلاد. كان الرومان يستطيعون في أي وقت توقيف أي حركة يشمون فيها خطرا على مصلحتهم.”
وعليه، فقد أوشك صيفاقس أن يؤسس دولة أمازيغية كبرى تمتد شرقا وغربا، وتستطيع أن تقف في وجه القوات الرومانية المتوحشة لولا ماسينيسا الذي خيب طموحات صيفاقس السياسية والعسكرية حيث أدخله في حروب استنزافية أدت بصيفاقس إلى مقتله في العاصمة الرومانية غدرا وخيانة.
نتائج ثورة صيفاقس:
من أهم النتائج التي ترتبت عن مقاومة صيفاقس الرغبة الأكيدة والطموحة في توحيد الأمازيغيين وتنظيم مملكة مازيسولة وتوسيع نوميديا ، ولكن هذا الطموح لم يتحقق ميدانيا بسبب تحالف ماسينيسا ملك ماسولة مع قائد القوات الرومانية سيپيون للتنكيل بالقرطاجنيين والقضاء نهائيا على أحفاد الفينيقيين في قرطاجنة. ولكن الرومان تعاملوا مع قضية شمال أفريقيا بكل ذكاء واستطاعت أن ۥتدخل الإخوة الأمازيغيين في حرب قرطاجنة الضروس، لاناقة لهم فيها ولاجمل. وتمكن الرومان بعد ذلك من التخلص من صيفاقس أولا، والملك ماسينيسا ثانيا عندما أحسوا بنواياه التوسعية على حساب أراضي القرطاجنيين الذين كانوا حسب ما يقوله ماسينيسا:” أجانب في بلادنا، فقد استولوا غصبا على أملاك أجدادنا، ولذلك يجب أن نسترد منهم بجميع الوسائل ما انتزعوه منا بالقوة”.
وإذا كان ماسينيسا قد استنزف قوة صيفاقس وأضعفها ميدانيا وعسكريا وتوسع في مملكته وعاصمته لحساب الروم، فإن الرومان استطاعوا أن يحتالوا عليه وأن يوقفوا توسعه أيضا في شمال إفريقيا، لذا لم يكن تدخل القوات الرومانية في قرطاجنة مابين 149ق.م و146ق.م إلا لضرب مملكة ماسينيسا ومنع هذا المقاوم من” السيطرة على المدينة ( قرطاجنة)، ومن ثم إجهاض تطور كان يتجه نحو بروز دولة أمازيغية نوميدية لها وزنها في غرب المتوسط.
يؤكد ذلك أن روما أدركت خطورة نمو هذه الدولة، فأصبح التدخل في شؤونها ومراقبتها أحد مشاغل الساسة الرومان. ففي سنة 148ق.م توفي ماسينيسا تاركا مملكة شاسعة الأطراف ومنظمة لأبنائه الثلاثة، فتقاسموا السلط فيما بينهم، إذ تولى أكبرهم مسيبسا السلطة الإدارية، وتكلف مستنبعل بالشؤون القضائية، بينما اهتم غولوسن بالشؤون العسكرية. والجدير بالملاحظة أن عملية توزيع السلط تمت بحضور سيپيون الإيميلي، قائد الجيوش الرومانية لمحاصرة قرطاج، مما يدل على إرادة روما في فرض وصايتها على الأمراء، ويظهر ذلك بجلاء في استعانتها بإمكانيات الدولة النوميدية العسكرية، بإسهام جيشها بقيادة الأمير غولوسن في تحطيم قرطاج”.
ويتبين لنا من كل هذا أن الحكومة الرومانية لم تقض على القوات الفينيقية والقرطاجنية في شمال أفريقيا إلا بالقوات الأمازيغية القوية الشرسة، إذ كانت تضعها في مقدمة المواجهة وفي الصفوف الأولى من الفيالق العسكرية لكي يصفو الجو للقوات الرومانية لتتدخل في الوقت المناسب وخاصة حينما يضعف الفريقان المتناحران في ساحة المعركة. وهذه السياسة البشعة الرومانية ماتزال تطبق من قبل ساسة الغرب إلى يومنا هذا في العالم العربي والإسلامي بكل دهاء وذكاء . وهذا ما وقع بالفعل عسكريا، فحينما أحست القيادة الرومانية بضعف القوتين القرطاجنية والأمازيغية ، تدخلت في الوقت الملائم للقضاء على مملكة قرطاجنة والقضاء على كل الممالك الأمازيغية المناهضة للحكم الروماني.
ومن هنا، نسجل بكل صراحة وموضوعية تاريخية أن الحسد والصراع حول السلطة والتناحر حول الامتيازات المادية والمعنوية والتهافت وراء بريق ولمعان المصالح الشخصية من الأسباب التي أودت بمملكة تامازغا، وجعلتها طوال تاريخها فريسة سهلة للتكالب الأجنبي: القرطاجني والروماني والوندالي والبيزنطي، وأرضا قابلة للنهب والاغتصاب من قبل الدول الإمبريالية الحديثة: الإيطالية والفرنسية والإسبانية.
وفي الأخير، يمكن أن ۥنحمل الملك الأمازيغي ماسينيسا المسؤولية الأولى في إدخال القوات الأجنبية الرومانية إلى شمال أفريقيا بعد أن مهد لها الطريق وعبد لها السبل للقضاء على أكبر قوة منافسة للرومان ألا وهي دولة قرطاجنة، والدليل على ذلك ما أظهره الجنرال القرطاجني المناضل الوطني حنبعل من شجاعة وقوة في محاصرة الرومان في عقر دارهم. ولكن ماسينيسا الذي كان يبحث عن مصالحه الشخصية لم يفهم سياسة الرومان أو يقدرها جيدا، ولم يكن ذكيا فعلا كما كنا نعتقد ذلك في بعض حلقاتنا التي خصصناها للملك ماسينيسا؛ لأنه كان السبب المباشر لتعجيل تدخل القوات الرومانية في تونس القرطاجنية لتخريبها وبناء قاعدة عسكرية فيها، وتقسيم مملكة ماسينيسا الموحدة بين الأولاد الثلاثة.
ومن هنا، فصيفاقس مات شهيدا وفيا للمقاومة الأمازيغية وحارب مع القرطاجنيين ضد الشرف الأفريقي، على عكس ماسينيسا الذي ضحى بالقوة الأمازيغية من أجل إرضاء حلفائه الرومان الذين خدعوه سياسيا وعسكريا ووضعوا حدا لمقاومته الصاعدة على حساب جيرانه القرطاجنيين الذين لم يكونوا أعداء بالدرجة التي كان عليها الرومان المتوحشون.
ومن هنا، فتاريخ الأمازيغيين كان في الحقيقة تاريخ الخيانات والتحالفات البراگماتية الواهمة والواهية، والتي كانت كلها لصالح الحكومة الرومانية. ولم يستفد الأمازيغيون من تاريخهم إلى يومنا هذا، فالتاريخ دائما يعيد نفسه ويكرر أحداثه في صور مختلفة، ولكن ليس هناك من يستفيد أو يعتبر أو يتعظ. ومازال الغرب يتعامل مع الدول العربية الإسلامية بنفس الطريقة التي كانت تتعامل بها الحكومة الرومانية مع الممالك الأمازيغية في القرون الميلادية الأولى.
ونستحضر في هذا المجال قولة دالة وصائبة وموحية للأستاذ محمد شفيق:” فبينما كانت كل مملكة من هذه الممالك الثلاث( مملكة ماسينيسا ومملكة صيفاقس ومملكة باگا) تحاول جمع الشمل في المنطقة الخاضعة لنفوذها، كانت الحروب تتوالى بين روما وقرطاجة، فنتج من ذلك أن كلا الطرفين المتحاربين صار يغري الأمازيغيين بالتحالف معه، ويستغل التنافس الذي يطبع علاقات الملوك بعضهم ببعض. وفي أثناء الحرب البونية الثانية استطاعت روما، بفضل معرفتها لمعطيات المجال السياسي الأفريقي، أن تكسب صداقة أشد الملوك حنقا على قرطاجة، وهو ماسينيسا، وأن تتحالف معه. فكانت تلك المحالفة هي الثلمة الأولى التي تسربت منها الهيمنة السياسية الرومانية، شيئا فشيئا إلى مراكز الحكم في أقطار المغرب كلها؛ ذلك أن روما اتخذت جميع أساليب الترغيب والترهيب منهجية لها لإغراء الملوك الأمازيغيين بعضهم ببعض، في مرحلة أولى، ثم أزالت القناع عن وجهها في مرحلة ثانية وحاربت كل من امتنع أن يكون عميلا لها، واستمرت على تلك الخطة ما يقرب من قرنين، موسعة نطاق سيطرتها في اتجاه الغرب إلى أن قضت على الممالك كلها؛ ولم تبق بصورة شكلية، إلا على عرش موريتانيا. فأجلست عليه الأمير الأمازيغي الشاب يوبا بن يوبا الذي كانت قد أسرته، وهو صبي، بعد التخلص من أبيه. فظل يوبا لها عميلا إلى أن توفي. فسار ابنه بطليموس على نهجه، إلى أن استدرجه ابن خالته، الإمبراطور الروماني كاليگولا إلى حضور احتفالات رسمية بمدينة ليون الغالية، حيث أمر باغتياله سنة 40م. وبموته انقرضت الممالك الأمازيغية القديمة.”
وعلى أي، فبعد وفاة الملك المناضل صيفاقس، تولى ابنه فيرمينا وراثة الحكم وتابع مسيرة أبيه السياسية والعسكرية والإدارية والاقتصادية في تسيير مملكة أبيه وإدارتها،وعاش بعد أبيه بضع سنوات، والدليل على حكم فيرمينا بعد أبيه هو عثور علماء الحفريات والمؤرخين على عملة فضية تحمل اسمه.
ومن أهم نتائج ثورة صيفاقس اندلاع ثورات أمازيغية مضادة للرومان اتخذت صبغة عسكرية كمقاومة يوغرطة ومقاومة تاكفاريناس ومقاومة أيديمون، وصبغة دينية كمقاومة دوناتوس، وصبغة اجتماعية كمقاومة الدوارين الفقراء.
خاتمة:
ونستشف - مما سبق ذكره - أن صيفاقس كان ملكا أمازيغيا وفيا ومناضلا مات شهيد القضية الأمازيغية؛ لأنه دافع عن مملكة تامازغا ، وساعد جيرانه القرطاجنيين على المواجهة والتحدي والصمود في وجه القوات الرومانية الغازية التي كانت لا تستهدف إخضاع قرطاجنة فحسب ، بل كانت ترمي إلى السيطرة الكلية على أفريقيا الشمالية لتحقيق مصالحها التوسعية واسترقاق الأمازيغيين ونهب ممتلكاتهم وخيراتهم واغتصاب أراضيهم، وتجويع ساكنة تامازغا وطردها إلى الصحراء نحو الفيافي والمفاوز والكهوف الجبلية خارج خط الليمس الأخضر أو السد الأمني. ويعني هذا أن صيفاقس لم يمت خائنا مغفلا كما كان شأن ماسينيسا، بل مات موتة النبلاء الشرفاء الذين دافعوا عن الهوية الأمازيغية.
وقد رفض صيفاقس كل أنواع المساومة مع الرومان التي تكون على حساب وحدة تامازغا،كما رفض بشكل قاطع سياسة الرومنة والاستيطان الروماني والتمدين اللاتيني في كل شبر من أشبار نوميديا. وكان أيضا من الوطنيين الغيورين على وطنهم الذين ضحوا من أجل الأرض وتوحيد نوميديا وجمع شمل الأمازيغيين في مملكة أمازيغية موحدة. ولكن الاحتيال الروماني وتعدد أقنعة حكومة روما هي التي أسقطت مملكة صيفاقس وأمجادها الطموحة في التوسع والوحدة الأمازيغية الشاملة.
 
يوغرطة
يعد يوغرطة من أهم أبطال المقاومة الأمازيغية الذين وقفوا في وجه الحكومة الرومانية الجشعة التي أرادت إذلال نوميديا وتقسيمها، بعد أن وحدها الملك ماسينيسا ووسع نفوذها شرقا وغربا وجنوبا. وقد استطاع الملك يوغرطة بحنكته العسكرية أن ينظم جيشا أمازيغيا مدربا، وأن يقوم بإصلاحات اقتصادية واجتماعية قصد التصدي للمحتل الروماني الذي أعد سدا أمنيا عتيدا لحماية المركزية الرومانية في إفريقيا الشمالية ضد الثورات التحررية الأمازيغية المقاتلة. ولكن مقاومة يوغرطة ستؤثر بشكل سلبي على سياسة روما بعد أن ذاقت القوات الرومانية الغازية مرارة الهزائم المتكررة على أبواب نوميديا ، لكن مقاومة يوغرطة لن تدوم طويلا لكي يقتل هذا الملك الأمازيغي الشهم خيانة وغدرا على يد الرومان سنة 106 قبل الميلاد.
وسنحاول في هذه الدراسة التعريف بيوغرطة وبأهم منجزاته الإصلاحية داخل مملكته مع ذكر أهم المراحل التي عرفتها مقاومته ونتائجها المباشرة وغير المباشرة.
من هو يوغرطــــة أو يوغرثن ؟
تعني كلمة يوغرطة أو يوگرتن أو يوجيرتن Jugurtha في المعجم الأمازيغي أكبر القوم سنا، وقد تعني أيضا الملك أو كبير الأسرة أو القوم أو العشيرة أو القبيلة أو الجد الأكبر أو الرجل الكبير المحترم.
هذا، وقد ولد يوغرطة المازيلي بنوميديا سنة 118 قبل الميلاد ، وهو سليل أسرة ماسينيسا الحاكمة، ومن ملوك قبائل نوميديا، تولى الحكم بعد وفاة ميسبسا(148-118قبل الميلاد) الذي وسّع التجارة الداخلية والخارجية بين مملكة نوميديا ودول حوض البحر الأبيض المتوسط.
وهناك من يذهب إلى أن يوغرطة ” ابن غير شرعي لماستانابعل بن ماسينيسا، ألحقه عمه الملك” ميكيوسا” بابنيه” أذربعل” و”هيمسعال ” وجعله شريكا لهما في عرشه. وبعد وفاة” ميكيوسا” حارب يوغرطة ابني عمه وتخلص منهما بالقتل على التوالي، وانفرد بالملك”.
وقد اشتهر يوغرطة بين أقرانه بالشجاعة والهيبة والوقار والذكاء وحب العمل وممارسة الصيد والفروسية حتى امتلك موهبة في مجال الحرب والتنظيم العسكري. وكان معروفا بتفوقه في مجال السباق داخل حلبات الفروسية والمبارزة العسكرية، وأصبح بعد ذلك قائدا عسكريا محنكا وكون جيشا أمازيغيا ليدافع عن سيادة نوميديا مذكرا جيشه دائما بالهوية الأمازيغية وبضرورة الدفاع عن راية الوطن والوقوف بكل شراسة في وجه الرومان المتوحشين الذين لايريدون من الأمازيغيين سوى استغلالهم واستلابهم ونهب ثرواتهم وممتلكاتهم وإخضاعهم رقا وذلا.
ويعترف المؤرخ الروماني سالوست Salluste في كتابه” حرب يوغرطة” بعظمة هذا الملك الشاب الذي أظهر مقاومة بطولية في مقاتلة الرومان. يقول سالوست:” أثار يوغرطة انتباه الناس منذ أول شبابه، بفعل نشاطه وهيبته ووقاره وذكائه. ولم يكن من الذين ينخدعون بمظهر التبرج ويستلمون للراحة، ولكنه كان (…) يمارس الفروسية ويتدرب على الرمي بالرمح وينافس أقرانه للإحراز على جائزة أسرع سباق…وكان يصرف جزءا كبيرا من وقته في الصيد…ولم يكن أحد يشتغل، أكثر منه، ولم يكن أحد يتحدث عن أعماله أقل منه.
… وأمر بأن تستعرض أمامه الكوكبات والرايات ( الأمازيغية) واحدة بعد واحدة. فصار يرغبها في تذكير ماضيها المجيد وفي انتصارها….على الأعداء، وفي الدفاع عن حوزة الوطن والملك، ويحذرها من شر الرومان وجشعهم… لقد عمل كل ما يمكن أن يعمله قائد جيش ليهيئ لنفسه أحسن الظروف في ميدان القتال….وعندما يعرف جنديا سبق له أن جازاه على إقدامه وشجاعته، فإنه يقدمه كمثال للآخرين. وكان يعد ويوعد ويرغب ويرهب، ويستعمل كل الوسائل لحث جيوشه على الإقدام….”
ومن جهة أخرى، قام يوغرطة بإصلاحات اقتصادية واجتماعية وإدارية وعسكرية من أجل بناء مملكة أمازيغية قوية على غرار السياسة الإصلاحية التي قام بها عمه ماسينيسا. وفعلا، استطاعت قوات يوغرطة أن تقف في وجه ثلاثة قواد رومانيين كبار أرسلتهم المشيخة الرومانية للقضاء على ثورة يوغرطة النوميدية، وهم: ميتيلوس وماريوس وسيلاّ.
وخير من تحدث ومازال يتحدث عن تاريخ يوغرطة وحروبه القاسية ضد الرومان المؤرخ الروماني سالوست في كتابه” حروب يوغرطة”، إلا أن مدونات سالوست التاريخية كانت تعبر” عن تناقضات الجمهورية الرومانية بقدر ماتروي قصة ثورة يوغرطة. فقد يكون هذا الأخير قد خطط فعلا لتوحيد البربر وطرد الرومان، لكن يستحيل أن نجد لهذا الهدف صدى عند المؤرخ الروماني الذي يذكر أعمال يوغرطة لغرض واحد هو إصدار أحكام قاسية على زعماء روما وهي في دور الانحطاط.
لا نقول: إن سكوت سالوست- يقول عبد الله العروي- يدل على عدم وجود أي مشروع توحيدي وتحريري في ذهن يوغرطة، بل نقول إن الوثيقة المكتوبة، هي وثيقة رومانية، لا يمكن أن تسوق الأخبار من وجهة نظر مغربية. وهذا أمر بديهي”. ”
ويبين لنا هذا التوجه النقدي للوثيقة التاريخية للمؤرخ سالوست أن المؤرخين الرومان كانوا غير موضوعيين في أحكامهم القاسية التي يصدرونها في حق أبناء تامازغا، وكانوا يعتبرون الأبطال الأمازيغيين إرهابيين ومنشقين عن الحكم الروماني، وبمثابة زعماء العصابات ورؤساء جماعات اللصوص الذين يثيرون الهلع والذعر والخوف والفزع في نفوس المواطنين الذين يسكنون في القرى والمدن النوميدية وخاصة الجالية الرومانية التي كانت تسيطر على مراكز القرار ودواليب الاقتصاد و التجارة والخدمات.
تطور المقاومة الأمازيغية بقيادة يوغرطة:
بادرت الحكومة الرومانية منذ نزول قواتها على أراضي تمازغا وبعد وفاة الملك ماسينيسا إلى تقسيم شمال إفريقية إداريا إلى ثلاث مناطق رئيسية، وهي: أفريكا اللاتينية ويقصد بها تونس وكانت خاضعة كليا لقبضة الرومان، ونوميديا وتمتد من التراب التونسي إلى العاصمة الأمازيغية سيرتا ( قسنطينة)، وتنقسم هذه المملكة الجزائرية إلى قسمين: القسم الأول كان تحت نفوذ مسبسا ابن ماسينيسا(146-118 ق.م)، والقسم الآخر كان تحت تصرف يوغرطة. أما موريطانيا Maurétanie فقد وضعوها تحت تصرف القائد البربري بوكوس Boccus. ولقد اختار الرومان لمراقبة هذه الممالك الأمازيغية عاصمة في تونس تكون بديلا لقرطاجنة سموها بـــ “جنونيا”.
ومن جهة أخرى، شرع الرومان في بناء سد أمني يسمى خط الليمس Limes وهو عبارة عن حصون وقلاع وخنادق ومراكز المراقبة للسيطرة على إفريقيا الشمالية والتحكم في مواردها الاقتصادية، وهذا الخط يمتد طولا بين الساحل المتوسطي وحدود التراب الصحراوي جنوبا. أما عرضا فيمتد الخط من طرابلس مرورا بالبحيرات التونسية وجبال الأوراس، فيمر ببسكرة جنوبا ، ثم يجتاز قرية بوسعادة حتى نهر وادي شلف. وبعد ذلك يقطع تاخمارت والزفيزف وتلمسان ومغنية. ويعبر هذا الخط الفاصل الحدودي المغرب مرورا بتازة ومنعرجا بمدينتي وليلي وطنجة حتى يصل إلى جنوب الرباط.
بيد أن الأمازيغ لم يرضوا بالحكم الروماني في إفريقيا الشمالية ولم يقبلوا بتدخلاته في نوميديا وموريطانيا، ولم يرضوا كذلك بخط الليمس الذي اعتبروه خطا استعماريا عنصريا يراد منه طرد الأمازيغيين من أراضيهم الخصبة وتحويلهم إلى شعب ذليل وفقير من الدرجة الدنيا. هذا ما دفع يوغرطة ليجمع الأمازيغ ويوحدهم في مملكة واحدة بعد أن اغتال أبناء عمه ماسينيسا “أذربعل” و”هيمسعال” ليسيطر على حكمهما، وۥيخضع مملكة نوميديا ليسيرها بنفسه. وبالتالي، اتخذ يوغرطة سيرتا ( قسنطينة) المدينة الجبلية الواقعة في جبال الأوراس عاصمته منذ سنة 104 ق.م، واستطاع أن ينظم الجيش ويقسمه إلى مشاة وفرسان ، وأن يدربه على أحدث الطرق العسكرية لمجابهة الاحتلال الروماني. وقد كان الجيش الأمازيغي كله تحت تصرف القائد يوغرطة الذي ضرب به الجيش الروماني مرات عدية، فانتصر عليه في عدة معارك وخاصة معركة سوتول قرب گالمة بالجزائر. وكانت الحروب التي خاضها يوغرطة ضد الرومان تسمى عند المؤرخ اللاتيني سالوست بـــ”حروب يوغرطة” التي وقعت بين 111 و105 ق.م.
هذا، وقد حقق يوغرطة انتصارا حاسما على ألبيونس سنة 110ق، وكان لهذه الهزيمة ” وقع شديد في روما حيث ساد السخط والتذمر أوساط الشعب بقيادة زعمائه وخطبائه الشعبيين، الذين طالبوا بخوض حرب لاهوادة فيها ضد الملك النوميدي لرد الاعتبار والثأر للكرامة الرومانية. مما يبدو معه مدى انعكاس تناقضات المجتمع الروماني على سير الأحداث في شمال إفريقيا، فحرب نوميديا كانت ميدانا للحسم في الصراعات الاجتماعية السياسية بين الطبقات الرومانية.
في خضم ذلك الوضع المشحون صعد ميتيلوس إلى مركز الزعامة الرومانية فقاد حملته على نوميديا سنة 109 ق.م. وألحق الهزيمة بيوغرطة، ثم سيطر على عاصمته سيرتا ليزحف على شرق ووسط نوميديا. فاضطر يوغرطة إلى بذل جهود لإيجاد دعم لمواجهة الموقف، فاستطاع تجنيد قبائل جدالة القاطنة في الهوامش الصحراوية، كما أقنع بوكوس الأول ملك موريطانيا بضرورة التصدي المشترك للزحف الروماني”.
وهكذا بدأت القوات الأمازيغية تتحرك بقيادة يوغرطة نحو سيرتا لمواجهة ميتيلوس الذي اتخذها قاعدة عسكرية، لكن الحكومة الرومانية ستعين قائدا عسكريا شعبيا محترفا في مجال التكتيك الحربي يسمى ماريوس الذي” ضم جموعا هائلة من الفقراء والرعاع إلى القوات المحاربة في نوميديا، وبدأ بنشر الذعر بين سكان القرى والمدن النوميدية لرفع معنويات جنوده. علاوة على ذلك نجح الرومان في جر الملك الموريطاني بوكوس الأول إلى التآمر على حليفه يوغرطة، إذ غدر به وألقي عليه القبض سنة 104 ق.م وسلمه لأعدائه الرومان ليعدم سنة 106 ق.م، وبذلك انتهت حرب نوميديا التحررية ضد روما.”.
بيد أن مقاومة يوغرطة لم تدم كثيرا في مقاتلة الرومان بالمقارنة مع مقاومة تاكفاريناس ، إذ سرعان ما قضى الرومان على حكومته وجيشه بسبب الغدر والمكيدة ، وذلك عندما فر إلى صهره بوكوس ملك موريطانيا طلبا لمناصرته وإيوائه ، ” ولكن الخائن بوكوس يخاف على عرشه، ويتسرب الجشع إلى نفسه الدنيئة، فيسلمه لسيلا (Sylla ) خليفة ماريوس القائد الروماني المشهور. ولايلبث الرومانيون أن يقدموا للملك بوكوس جائزة ذات قيمة واعتبار على خيانته، وذلك بضم الجهة الغربية من منطقة نوميديا( الجزائر الحالية) إلى موريطانيا الطنجية جزاء له على خيانته! ولما توفي بوكوس الذي سعى في توسيع مملكته بالصورة التي رأيت، حاول الإمبراطور الروماني أوگست (Auguste) أن يجعل من موريطانيا الغربية بلادا مستقلة، وأجلس على عرشها ملكا من أشهر ملوك البربر، نظرا لما أنجزه من إصلاحات وما قام به من أعمال جليلة في سبيل مصلحة بلاده، وهو يوبا الثانيJuba 2 ” .
وهكذا، نجد بوكوس الأول ملك موريطانيا ويوبا الثاني ملك موريطانيا الطنجية يتحالفان ضد يوغرطة ويسلمانه أسيرا للروم سنة104 ق.م في طبق من ذهب ليموت يوغرطة في سجنه سنة 106 ق.م.
نتائج ثورة يوغرطة:
بعد وفاة يوغرطة تقسم مملكة نوميديا إلى قسمين: القسم الغربي من نصيب بوكوس الأول ملك موريطانيا وحليف روما، بينما القسم الشرقي يتولاه الملك گودا. وعند وفاة بوكوس ملك موريطانيا ستنقسم مملكته بدورها إلى قسمين: مملكة غربية يملكها بوگود، ومملكة شرقية يملكها بوكوس الثاني أو بوكوس الشاب.
” وفي عهد الإمبراطور الروماني أوكتافيوس (Octavianus ) (63ق.م-14 ق.م) تمكن بوكوس من الاستيلاء على ممتلكات بوگود، وامتدت موريطانيا- في ذلك التاريخ- من المحيط الأطلسي حتى نهر المساقة”.
ومما يؤسف له حقا أن الرومان والبيزنطيين والوندال كانوا دائما يضربون الأمازيغيين بإخوانهم الأمازيغيين، ويشعلون نار الفتنة بينهم، ويستعملون كل وسائل الغواية والإغراء لكسب تحالفهم ؛ وقد شجع هذا الأمر الفظيع على انتشار الحسد والحقد والخيانة بين صفوف الأمازيغيين للتحايل على إخوانهم غدرا ومكرا؛ وهذا كان ييسر بطبيعة الحال المهمات و السبل أمام الأعداء الألدة للانقضاض عليهم بكل سهولة وسرعة.
وعلى الرغم من القضاء على ثورة يوغرطة من قبل الرومان وحلفائهم الخونة، إلا أن هذه الثورة ستبقى مشعلا للمقاومة الأمازيغية ودربا للكفاح والنضال من أجل نيل الحرية والاستقلال والتخلص من المستعمر الروماني . وستشعل ثورة يوغرطة الباسلة فعلا ثورات عسكرية أخرى كثورة تاكفاريناس، وثورات اجتماعية ذات طابع اقتصادي كثورة “الدوارين”، وثورات دينية كثورة “إدمون” التي كانت تطالب بطرد الرومان ورجال الدين الكاثوليك والنبلاء الأجانب المستغلين من أرض نوميديا ومن كل أراضي تامازغا.
خاتمـــــة:
وعليه، فبعد تصفية يوغرطة حساباته السياسية مع أبناء عمه ماسينيسا، وحّد القبائل الأمازيغية، ونظم جيشا عتيدا، وقام بإصلاحات اقتصادية واجتماعية وعسكرية. وكل هذا من أجل توسيع نفوذ مملكته قصد الاستعداد لمجابهة القوات الرومانية وأسوار خط الليمس المنيعة. ولكنه في الأخير سيقع أسيرا في أيدي الرومان بسبب خيانة بوكوس الأول ويوبا الثاني .
وبعد مقتل يوغرطة خيانة وغدرا ستضع الحكومة الرومانية نهاية لكل التطلعات الأمازيغية في تأسيس دولة تامازغا.
ويلاحظ المتتبعون للمقاومة الأمازيغية أن حركات القرن الأول التحررية ابتداء من ماسينيسا ويوغرطة وتاكفاريناس كانت مقاومة ضد الغزو الروماني واغتصاب الأرض، ولكن مع بداية القرن الثاني الميلادي ستتخذ الثورات الأمازيغية طابعا اجتماعيا بعد تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في الوسط الأمازيغي بسبب بطش الحكم الروماني واستيلائه المطلق على كل ثروات الأمازيغيين وطردهم خارج خط الليمس أو ما يسمى بالسد الأمني.
ونختم مقالنا المتواضع بقولة ليوغرطة يندد فيها بالإمبراطورية الرومانية ويشنع بسياستها التوسعية وبأطماعها الجشعة مستشرفا نهايتها الأكيدة:”روما، أيتها المدينة المعروضة للبيع! أنت هالكة لو تجدين مشتريا!”
 
بارك الله فيك أخي العزيز موضوع ممتاز
 
موضوع في غاية الروعة
الف شكر لك اخي قناص الجزائر
 
كما أكد علماء الاثار الايطاليين و الدين عملوا على ترميم الضريح المعروف باسم إيمدغاسن و الدي يقع الى الشمال من باتنة عاصمة الأوراس أكدوا أن الضريح هو مدفن عائلي لسلالة نوميدية هي سلالة ماسينيسا.
 
رد: الجزائر قديما (مملكة نوميديا)

موضوع رائع جدا
بس لى استفسار
هم ماسينيسا و صيفاقس و يوغرطة
ملوك ولا مدن
ارجو الرد وشكرا
 
رد: الجزائر قديما (مملكة نوميديا)

نقاط للتاريخ

لقد هزم حنيبعل من طرف الامبراطورية النوميدية لا لشيئ الا لان جيشه الذي دك به روما في عقر دارها كان من النوميديين انفسهم

تسمية نوميديين هي التسمية القديمة للجزائريين و هي المكافئ للليبيين الدين احتفضو بتسميتهم القديمة بينما تغيرت تسمية النوميديين الى جزائريين عبر العصور

موريطانيا الطنجية المغرب حاليا ما هي الا جزئ من الامبراطورية النوميدية الجزائرية التي اقتطعها الرومان و اصطنعها كدولة منفصلة و هنا نجد ان دولة المغرب ليس لها اي تاريخ في شمال افريقيا بل صنعتها روما و لم تكن موجودة قبل الاحتلال الروماني للمنطقة و لقد حاولت الدولة النوميدية استرجاعها و للاسف لم تنجح و لو نجحت لما كان هناك دولة اسمها المغرب اليوم

يقال بان ملكا نوميديا سافر الى الامبراطورية الفرعونية و تزوج ملكة فرعونية و اصبح ملكا فرعونيا

لقد و قفت الدولة النوميدية في وجه التوسع الروماني جنوبا و هزمت روما في عقر دارها على يد حنيبعل
 
رد: الجزائر قديما (مملكة نوميديا)

نقاط للتاريخ

لقد هزم حنيبعل من طرف الامبراطورية النوميدية لا لشيئ الا لان جيشه الذي دك به روما في عقر دارها كان من النوميديين انفسهم

تسمية نوميديين هي التسمية القديمة للجزائريين و هي المكافئ للليبيين الدين احتفضو بتسميتهم القديمة بينما تغيرت تسمية النوميديين الى جزائريين عبر العصور

موريطانيا الطنجية المغرب حاليا ما هي الا جزئ من الامبراطورية النوميدية الجزائرية التي اقتطعها الرومان و اصطنعها كدولة منفصلة و هنا نجد ان دولة المغرب ليس لها اي تاريخ في شمال افريقيا بل صنعتها روما و لم تكن موجودة قبل الاحتلال الروماني للمنطقة و لقد حاولت الدولة النوميدية استرجاعها و للاسف لم تنجح و لو نجحت لما كان هناك دولة اسمها المغرب اليوم

يقال بان ملكا نوميديا سافر الى الامبراطورية الفرعونية و تزوج ملكة فرعونية و اصبح ملكا فرعونيا

لقد و قفت الدولة النوميدية في وجه التوسع الروماني جنوبا و هزمت روما في عقر دارها على يد حنيبعل
يبدو ان لديك مرض اسمه المغرب لدى لن ارد عليك والتاريخ مدون يا عزيزي وان كنت تحاول تدوين تاريخ جديد فحاول مرة اخرى ربما تجده فرصة في مكان اخر اقله اترك الموضوع فهو موضوع جميل ولا داعي لتنغيصه بمتل هاته المشاركات التافهة
 
رد: الجزائر قديما (مملكة نوميديا)

شكرا للاخوة الكرام علي المعلومات القيمة لانني اول مرة اعرف ان اجزاء من ليبيا و المغرب كانت تابعة للجزائر
 
رد: الجزائر قديما (مملكة نوميديا)

يبدو ان لديك مرض اسمه المغرب لدى لن ارد عليك والتاريخ مدون يا عزيزي وان كنت تحاول تدوين تاريخ جديد فحاول مرة اخرى ربما تجده فرصة في مكان اخر اقله اترك الموضوع فهو موضوع جميل ولا داعي لتنغيصه بمتل هاته المشاركات التافهة

دعه أخي الحمد الله نحن نعرف تاريخ بلادنا جيدا ولانحتاج أحد لكي يوضحه لنا + هناك كتب التاريخ القديم توضح كل شيئ
 
رد: الجزائر قديما (مملكة نوميديا)

شكرا للاخوة الكرام علي المعلومات القيمة لانني اول مرة اعرف ان اجزاء من ليبيا و المغرب كانت تابعة للجزائر

المغرب لم يكن بيوم ما تابعا للجزائر يا ابني يا ليت تقرا التاريخ ويتستفيد بدل عبارة التعجب

الله يهديك
 
رد: الجزائر قديما (مملكة نوميديا)

نقاط للتاريخ

لقد هزم حنيبعل من طرف الامبراطورية النوميدية لا لشيئ الا لان جيشه الذي دك به روما في عقر دارها كان من النوميديين انفسهم

تسمية نوميديين هي التسمية القديمة للجزائريين و هي المكافئ للليبيين الدين احتفضو بتسميتهم القديمة بينما تغيرت تسمية النوميديين الى جزائريين عبر العصور

موريطانيا الطنجية المغرب حاليا ما هي الا جزئ من الامبراطورية النوميدية الجزائرية التي اقتطعها الرومان و اصطنعها كدولة منفصلة و هنا نجد ان دولة المغرب ليس لها اي تاريخ في شمال افريقيا بل صنعتها روما و لم تكن موجودة قبل الاحتلال الروماني للمنطقة و لقد حاولت الدولة النوميدية استرجاعها و للاسف لم تنجح و لو نجحت لما كان هناك دولة اسمها المغرب اليوم

يقال بان ملكا نوميديا سافر الى الامبراطورية الفرعونية و تزوج ملكة فرعونية و اصبح ملكا فرعونيا

لقد و قفت الدولة النوميدية في وجه التوسع الروماني جنوبا و هزمت روما في عقر دارها على يد حنيبعل


ليس يقال بل مؤكد ايضا ان المغرب الاقصى هو اولة دولة استاقلت عن الخلافة العباسية
 
رد: الجزائر قديما (مملكة نوميديا)

شكرا لصاحب الموضوع
 
رد: الجزائر قديما (مملكة نوميديا)

موضوع تاريخي جيد يشرح تفاصيل فترة من تاريخ شمال افريقيا

لاحظوا معي إخواني الكرام أن الأطماع في المنطقة ثابتة منذ القديم و طريق الغزاة دائما يأتي عبر البحر المتوسط و هو ما يؤكد أن الأمن القومي الإستراتيجي لجميع دول شمال افريقيا حاليا هو نفسه: البحر الأبيض المتوسط

و دعونا من تفسير تلك المرحلة بمفاهيم الوقت الحاضر ، و كأنه زمن النوميديين كانوا يعلمون أنه بعد أكثر من 2500 سنة ستقام دول المغرب العربي حاليا .....؟

التاريخ واضح وضوح الشمس ، و لا داعي لأي تفسيرات طفولية ساذجة في الوقت الذي يعتمد على تاريخنا بدرجة كبيرة في صنع المؤامرات و إفتعال المشاكل من طرف مراكز بحوث غربية و صهيونية
 
رد: الجزائر قديما (مملكة نوميديا)

موضوع تاريخي جيد يشرح تفاصيل فترة من تاريخ شمال افريقيا

لاحظوا معي إخواني الكرام أن الأطماع في المنطقة ثابتة منذ القديم و طريق الغزاة دائما يأتي عبر البحر المتوسط و هو ما يؤكد أن الأمن القومي الإستراتيجي لجميع دول شمال افريقيا حاليا هو نفسه: البحر الأبيض المتوسط

و دعونا من تفسير تلك المرحلة بمفاهيم الوقت الحاضر ، و كأنه زمن النوميديين كانوا يعلمون أنه بعد أكثر من 2500 سنة ستقام دول المغرب العربي حاليا .....؟

التاريخ واضح وضوح الشمس ، و لا داعي لأي تفسيرات طفولية ساذجة في الوقت الذي يعتمد على تاريخنا بدرجة كبيرة في صنع المؤامرات و إفتعال المشاكل من طرف مراكز بحوث غربية و صهيونية


الشمال الافريقي هو بوابة افريقيا والشرق الاوسط ايضا و توسع نفوذ الدول الغربية طبعا كان سيبدا باقرب منطقة اليه ثم التوغل لابعدها يعني يا اخي اجد ملاحظتك عادية وبرايي المصادر الجزائرية يؤولون التاريخ على هواهم ناهيك عن الاراء الغبية لبعض اعضاء هذا المنتدى دوما يحاولون تقزيم المغرب وتاريخه الله يهديهم

اوكي شكرا لك
 
رد: الجزائر قديما (مملكة نوميديا)

الشمال الافريقي هو بوابة افريقيا والشرق الاوسط ايضا و توسع نفوذ الدول الغربية طبعا كان سيبدا باقرب منطقة اليه ثم التوغل لابعدها يعني يا اخي اجد ملاحظتك عادية وبرايي المصادر الجزائرية يؤولون التاريخ على هواهم ناهيك عن الاراء الغبية لبعض اعضاء هذا المنتدى دوما يحاولون تقزيم المغرب وتاريخه الله يهديهم

اوكي شكرا لك

1- المصيبة هي أن قراءة التاريخ نفسه و ليس تأويله فقط ، هي الخاضعة للهوى و المصلحة و لو باللجوء للأوهام ... لدرجة أن أكاديميا فرنسيا يصف الفتح الإسلامي للمنطقة بالغزو ، بينما يسمي الغزو الروماني بالفتح ؟ ....بدون تعليق ...
2- الآراء التي توصف بالغبية ... نضعها جانبا ، ثم كيف نصف عندكم الذين يستغلون لفظ "المغرب" الإسم الذي أطلقه العرب المسلمين على كل المنطقة من غرب مصر إلى المحيط الأطلسي ، و يربطونه بالإسم الحالى للمملكة العلوية ، ثم يبنى على أساسه "وهم" امبراطورية كبيرة ؟؟؟ لدرجة أن "غبي" هنا في المنتدى ، إدعى مرة أن قبيلة "كتامة" الأمازيغية تقع مواطنها شمال المغرب الأقصى حاليا ... (؟؟؟) ثم تمادى في كذبته كثيرا بإدعاء أشياء غير موجودة حتى في الأحلام ، و كان كلامه موجها للإخوان في بلدان المشرق الذين يجهلون حقائق المنطقة إلا القليل جدا .... قبيلة كتامة موطنها التاريخي و الحالي هو شرق الجزائر (ولايات جيجل-سطيف-بجاية) علما أن كتامة القبيلة التي استغل "سذاجتها" الدعاة الإسماعيليين الملاحدة و شيدوا بالإعتماد عليها دولة العبيديين (الدولة الفاطمية) و هم الذين أسسوا مدينة "القاهرة" و كان لهم بها حي خاص ، ثم رجعوا و لله الحمد إلى مذهب أهل السنة و نبذوا التشيع الإسماعيلي الباطني.
3- للإنصاف : المغرب الأقصى -و هو الإسم الصحيح و الدقيق للمملكة العلوية حاليا- دولة موجودة و لها تاريخ و لا يستطيع أحد تقزيمه .... بدأ كيانها السياسي يتشكل تدريجيا -رفقة الجزائر و تونس- بعد إنهيار دولة الموحدين التي كانت تبسط سيطرتها على كل المغرب العربي (المغرب بالمعنى الشامل من حدود مصر حتى الأطلسي) بالإضافة إلى الجزء الجنوبي من الأندلس، حيث استقل بالأمر بني حفص (تونس) و بني زيان (الجزائر) و بني مرين ثم بني وطاس (المغرب الأقصى) ثم تطور الأمر بعد مجيئ العثمانيين الذين ذخلت في دولتهم الجزائر و تونس ، بينما تأسست دولة الأشراف السعديين على أنقاض دولة بني وطاس و كان الجميع في هم صد الحملات الصليبية الإسبانية و البرتغالية بعد سقوط الأندلس ....
4- و حتى لا نخرج عن موضوع التاريخ القديم ، أقول: تاريخ المنطقة واضح و لا يحتاج إلى إعادة إكتشاف من "فاهم" خدمة لما يراه الآن حتى يرضي "أسياده" ... و تاريخنا مستغل و يتعرض للتشويه في مراكز أبحاث مشبوهة ( مثل قضية يهودية الأمازيغ و محاولة إختراع أصل تاريخي لليهود في المنطقة أو إدعاء أصل أوروبي للأمازيغ) ..... و أنا متأكد أن الأجيال القادمة لو يبرز منهم واحد "دارقاز" يعيد مجد "عبد المؤمن بن علي الكومي الندرومي" سيتندرون و سيضحكون كثيرا على حالة المغرب العربي في وقتنا الحالي.
 
عودة
أعلى