ليبيا للأسف مفتوحة على كل الاحتمالات هذه الأيام في ظل غياب الدولة والفوضى المُمَنهجة. وفي ظل اشغال الرأي العام وتشتيته في كثير من الامور الجانبية. هنالك الكثير من الأيادي الخفية التي تخطط لمشاريع تكسب من ورائها الملايين ولا يهمها ان كان الثمن تدمير ليبيا، فليبيا هذه الأيام مرتع للجميع، وليس هناك من رادع لأصحاب تلك الأجندات المشبوهة.
وأحد أولئك المليونير ذائع الصيت "حسونة الطاطاناكي" صاحب القناة المسماة "ليبيا أولاً" التي تبث من مصر، وصاحب شركة النفط المعروفة "تشالنجر المحدودة" وكذلك صاحب شركة PRللعلاقات العامة الدولية والتي كانت لها الدور الرئيسي في الترويج لنظام القذافي وإعادة علاقات القذافي بالمجتمع الدولي وخصوصاً أمريكا، وهذا بحسب صحيفة Hill الأمريكية التي نشرت تقريراً مفصلاً حول دور
الطاطاناكي رجل النفط في توطيد علاقات القذافي بالمجتمع الدولي. وكذلك ظهر
الطاطاناكي هذه الأيام كرئيس للجمعية الخيرية المسماة "ليبيا الحرة" والتي لازالت تعمل حتى هذه اللحظة في الترويج لمشروع
الطاطاناكي السياسي والإقتصادي، وتعرض قنواته ومن بينها "ليبيا أولاً" تقارير شبه يومية حول حملات
الطاطاناكي الخيرية للترويج لشخصه بإعتباره من ذوي الفضل والإحسان وأحد أكبر داعمي
ثورة 17 فبراير. حتى يمرر مشروعه الخاص على حساب ليبيا وأمنها ووحدة ترابها ووحدتها الدينية.
منذ اعوام ظهر علينا في منطقة الجبل الاخضر، المليونير "حسونة الطاطاناكي" مدعوماً من قبل "سيف الاسلام القذافي" وتحت حمايته. وبدأ بالسيطرة على منطقة الجبل الأخضر سواء عن طريق شراء قطع الاراضي الشاسعة بمبالغ باهضة أغرت سكان المنطقة الفقراء ببيع أراضيهم وكذلك عن طريق تخصيص الأراضي من قبل حكومة المقبور القذافي بما فيها المحميات الأثرية بشحات وقد خصصها
الطاطاناكي لعقود طويلة الأجل تمتد لأربعون عاماً. بحجة اقامة مشاريع السياحة الدينية بعد اكتشاف المواقع الأثرية المتعلقة بالمسيحيين بما يسمى بمرقص احد رسلهم السبعين وكنيسة بنتابولس وادعاء المسيحيين الأقباط بأن
برقة تعود إليهم تاريخياً وحتى التسمية هي تسمية مسيحية قبطية. وقد أحضر حسونة طاطاناكي عدداً من رجال الدين الأقباط لزيارة ما يدعون بأنها اماكن مسيحية مقدسة في منطقة برقة. وكان أحد أولئك الأقباط قد أصدر كتاباً يسعى للتأكيد منخلاله على أحقيتهم في برقة.
وكانت أولى الزيارات التي رتبها
الطاطاناكي كانت بإستضافة رجال الدين المسيحيين الأقباط المصريين، لغرض زيارة ما يسمى مرقص احد الرسل السبعين الذي قيل انه يوما اتخذ رأس الهلال مخبأ له سنة 60 بعد الميلاد مدونا إنجيله في احد الاودية. وبعد رجوع ما يسمى الأنبا باخوميوس إلى بلاده اجتمع المجلس الملي التابع للكنيسة الارثوذوكسية القبطية وصدر مرسوم بابوي من الأنبا شنودة بابا الكنيسة القبطية بالإسكندرية بتكليف الأنبا باخوميوس مطرانا للبحيرة و مطروح وأضافوا لة ابريشيات البنتابولس اى الخمس مدن الليبية القديمة المتاخمة للحدود المصرية (شحات - سوسة - طلميثة - المرج - توكرة - بنغازي) خصوصا أن الكنيسة القبطية قد أوكل له مجلس الكنائس العالمي مهمة التبشير في شمال أفريقيا نظر للقرب في اللغة والعادات وما إلى ذلك. وقد بدأ السيد حسونة ينزل بثقله في مدينة راس الهلال غرب مدينة درنة بكل ما أوتي لغرض الترويج لما يسمى بالسياحة الدينية وشيد لهذا الغرض مصيفا سياحيا لاستقبال الحجيج القبطي وشراء عدة أراضى وقدم أيضا عرض إنشاء محطة تعبأة لمياه الشلال الموجود في وادي مرقس لبيعها كمياه مقدسة
وعندما اعترض الاهالى حينها استعان بحماية "سيف القذافي" الذي وفر له الغطاء الأمني والحكومي واتخذ منتجع ابولو في مدينة شحات مقرا له ويحيط به عدد من المصريين الأقباط، وقد دعمه" سيف القذافي" بقوة وتحول مطار الابرق شرقي مدينة شحات إلى مطار للسيد حسونة ينزل به متى شاء بطائرته الخاصة. وأول المخططات الذي بدأها حسونة
الطاطاناكي في مدينة شحات هي استغلال الجمعيات الخيرية ومنح الهبات والمباغ المالية بسخاء. دخل بأمواله وجمعياته الخيرية تماماً مثلما يفعل اليوم بحجة دعم
ثورة 17 فبراير عن طريق ما يسمى بجمعية ليبيا الحرة.
وقد نشر الشباب بالمنطقة كثيراً من الحقائق عبر الانترنت منذ ذلك الحين للتصدي لهذا المشروع المشبوه لتوطين المسيحيين الأقباط بمنطقة
برقة وقد أرفقت الروبط أدناه. ولكن مايشكل الرعب الحقيقي هذه الأيام بأن حسونة طاطاناكي بدأ يشكل رعباً حقيقياً في ظل الفراغ الأمني والفراغ السياسي والفراغ الاعلامي الذي تعانيه ليبيا وما من حسيب أو رقيب واستمرار حملات المشبوهة وكذلك قنواته الإعلامية والتي من بينها ما يسميها (ليبيا أولاً) والتي يروج من خلالها بقوة لمشروع تقسيم ليبيا وترسيم الحدود الجغرافية لتفتيت ليبيا لتكتمل صفقته الكبرى، ويسعى من خلالها لتمرير مشروعه المشبوه والذي يعرفه وعايشه أهل الجبل الأخضر منذ نهاية التسعينيات. ويسوّق لمشروعه بدعوى انهاء المركزية ويخدع اهالي الشرق بأن مشروعه سينهي حالة الاضطهاد والقهر والتهميش الذي يعانوه عن طريق استقلالهم عن ليبيا وانما هو حق اريد به باطل.
فمتى يستفيق مجلسنا الانتقالي لهذه المؤامرات الدنيئة والخطيرة التي تحاك ضد بلدنا وتهدد أمنه ووحدته وماذا تنتظر الحكومة لفرض سيطرتها الأمنية والعسكرية على البلاد ومراقبة ما تبثه قنوات رجال الاعمال الخاصة الذين يروجون لمشاريعهم الانفصالية. قبل أن يستفحل الأمر ونصبح نعاني كوارث الإستيطان والإحتلال الذي بدأ بملكية شرعية للأراضي عن طريق شرائها من المواطنين الفقراء ولا يعلمون من هو المشتري الحقيقي لأراضيهم وقد قيل لهم زوراً بأنهم رجال اعمال من طرابلس وهو عار عن الصحة تماماً ، ولا ننكر أن بيننا كثير من النفوس الضعيفة والتي تغريها اموال
الطاطاناكي وليس فقط من البسطاء والفقراء بمنطقة الجبل الاخضر بل ايضاً من المحسوبين على النخبة المثقفة، ممن يعملون معه بجمعياته الخيرية المشبوهة وكذلك بقنواته التي يتستر من ورائها و يمرر مشروعه من خلالها من بينها "قناة الأزهرية" والقناة التي يسميها زوراً وبهتاناً "ليبيا أولاً" وربما يقصد أن ليبيا هي الفريسة الأولى الأسهل والأسرع نحو الثراء الفاحش فوطننا للأسف ليس لديه من يحميه من هؤلاء المفترسين من رجال الأعمال المتسترين اليوم بدعم الثورة والإحسان.
................
يرجى نشر الصورة المرفقة لغلاف الكتاب الذي يستند اليه الأقباط المسيحيين بحقهم في "وطنهم المزعوم برقة"
نرجو النشر. وقد ارفقت صورة المدعو الطاطاناكي.
.................