فتح أنطاكية.. حاضرة الروم تسلم
المكان: أنطاكية - الشام
الموضوع: جيوش الإسلام بقيادة أبي عبيدة بن الجراح تفتح أنطاكية أفضل مدن الروم في الشام.
الأحداث:
تعتبر موقعة اليرموك الشهيرة نقطة فاصلة في تاريخ الصراع بين المسلمين والروم على أرض الشام؛ لأنه ظهر بالدليل القاطع قوة جند الإسلام وقدرتهم الهائلة على تحطيم أعتى الجيوش على وجه الأرض وقتها, ومثلت هذه الموقعة البوابة التي عبر منها المسلمون للسيطرة على باقي بلاد الشام ولم يجد المسلمون مقاومة عنيفة في معظم بلاد الشام إلا ما كان في مدينة أنطاكية التي كانت تمثل للروم كرسي الملك في الشام بجانب كونها مدينة مقدسة عندهم, لذلك فإن فتح هذه المدينة كان مسألة مصيرية عند كل من المسلمين والروم وجاءت أحداث فتحها عجيبة حقًّا.
تبدأ أحداث هذا الفتح عندما جاء الأمر من الخليفة عمر بن الخطاب لأمير الشام أبي عبيدة بن الجراح بالتوجه لفتح حمص الحصينة لأنها أصبحت مأوى للمنهزمين الرومان وكثرت الأعداد بها فنزل أبو عبيدة والمسلمون على المدينة فحاصروها حصارًا شديدًا, وكان أمير الروم على المدينة رجل يقال له "يوقنا" وكان شديد التجبر والطغيان فرفض الصلح مع المسلمين وأصر على القتال وكان الزمان شتاء والبرد شديد وصبر المسلمون صبرًا بليغًا وتأذى أهل حمص بالبرد إيذاء شديدًا حتى سقطت أقدامهم..
ولكن الصحابة كانوا في سلام لم يصب منهم أحد بأذى واشتد الحصار على أهل حمص حتى كان يوم من الأيام كبر الصحابة تكبيرة عظيمة ارتجت منها المدينة حتى تفطرت منها بعض الجدران فاجتمع كبار أهل حمص وقرروا الصلح مع المسلمين ومخالفة أميرهم "يوقنا" وبالفعل صالحوهم وعندما علم يوقنا بذلك نصب لأهل حمص مذبحة عامة وأمعن فيهم القتل وعندما علم أبو عبيدة, أمر بالهجوم على المدينة من أجل الدفاع عن أهل ذمة المسلمين من شر الأمير يوقنا.
واستطاع المسلمون دخول المدينة وإنقاذ أهل الذمة بعد ما قتل يوقنا منهم ثلاثمائة وتحصن يوقنا في قلعة المدينة وأصر على القتال ولكنه ما لبث أن أدرك أنه لا قبل له بالمسلمين, فخرج من المدينة خائفًا يترقب وتوجه إلى مدينة أنطاكية.
حدث أمر عجيب في هذه الأثناء حيث دخل يوقنا في الإسلام وأشرق قلبه بنور الهداية بعد حادثة جرت له في حمص وأخرى في الطريق لأنطاكية, حيث كان له أخ راهب اسمه "يوحنا" كان عنده علم أهل الكتاب وقد نهاه أخوه عن قتال المسلمين وعن قتل أهل حمص ولكن يوقنا رفض ذلك ورفع السيف لقتل أخيه يوحنا وعندها أعلن يوحنا إسلامه فقتله أخوه يوقنا وتأثر بسبب ذلك جدًّا وعندما فر من حمص لأنطاكية قابل في الطريق أحد الرهبان الذي حدثه بما جرى بينه وبين أخيه وما حدث من المسلمين في الدفاع عن أهل الذمة في حمص, فكلمه هذا الراهب بكلمات جعلت نور الهداية يدخل في قلبه..
وما كان من يوقنا عندما أعلن إسلامه أن عاد للمسلمين في حمص وقابل أبا عبيدة وشهد شهادة الحق بين يديه وانتدب نفسه للدخول إلى أنطاكية ليسهل فتحها على المسلمين فرحب أبو عبيدة بالفكرة وانطلق يوقنا لتنفيذ هدفه.
دخل يوقنا أنطاكية وكان بها هرقل عظيم الروم وكانت الأخبار قد طارت لهرقل أن يوقنا قد أسلم فخدعه يوقنا وأفهمه أنه لم يسلم وإنما تظاهر بالإسلام ليخدع المسلمين فرضي هرقل عن الأمر وخل على يوقنا وعينه قائدًا لحامية أنطاكية, فقام يوقنا بتحصين المدينة وإعداد المؤن اللازمة للشتاء وفي هذه الفترة استولى المسلمون على مدينة قنسرين وقيسارية وغيرها من الحصون..
ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان ذلك أن الرومان كانوا يستعملون جواسيس من العرب المتنصرة ينقلون أخبار تحركات المسلمين وأدى ذلك لعمل كمين لفرقة مسلمة قوامها مائتي مقاتل مسلم بقيادة "ضرار بن الأزور" حيث هجم عليهم عشرة آلاف من العرب المتنصرة بقيادة "جبلة بن الأيهم" فأسر ضرار ومن معه بعد قتال شديد وحمل الأسرى إلى أنطاكية مما أحزن المسلمون ومعهم يوقنا جدًّا..
وعندها قرر أبو عبيدة وخالد بن الوليد التوجه سريعًا لأنطاكية لتشديد الحصار عليها لإنقاذ ضرار ومن معه من الأسرى, وكان هرقل من علماء أهل الكتاب يعلم علم اليقين أن المسلمين سيأخذون سائر البلاد فخرج حاجًّا إلى بيت المقدس ومنه إلى بلاد الروم وقد اصطحب معه أمواله وذخائره وأهل بيته جميعًا, وكان هرقل كلما حج إلى بيت المقدس وخرج منها يقول: "عليك السلام يا سورية تسليم مودع لم يقض منك وطرًا وهو عائد", فلما كانت هذه السنة قال وهو خارج منها: "عليك السلام يا سورية سلامًا لا اجتماع بعده إلى أن أسلم عليك تسليم المفارق ولا يعود إليك رومي أبدًا إلا خائفًا".
اضطرب أمر الرومان جدًّا داخل أنطاكية بعد خروج هرقل الذي وضع رجلاً يشبهه وألبسه تاجه وملابسه ولكن سرعان ما انكشفت حيلة هرقل, في حين أن أبا عبيدة وخالد قد شددوا الحصار على أنطاكية وراسلهم يوقنا بمواضع الضعف واتفق يوقنا مع حراس بعض الأبواب بعد أن دعاهم للإسلام وأرسل لأبي عبيدة يخبره بالأمر ويحدد اليوم الذي يهجم فيه على المدينة وبالفعل استطاع المسلمون دخول المدينة في 5 شعبان سنة 15هـ وفرح المسلمون بهذا الفتح فرحًا شديدًا وأرسل لعمر بن الخطاب بالبشارة فخطب بالناس على منبر رسول الله وبشرهم بالفتح.
والجدير بالذكر أن هذه المدينة ظلت في ذهن الصليبيين بعدها وكانت أولى الحملات الصليبية سنة 491هـ على بلاد المسلمين موجهة إلى هذه البلدة فاستولوا عليها في جمادى الآخرة سنة 491هـ وظلت في قبضة الصليبيين حتى حررها الظاهر بيبرس سنة 666هـ.
المصدر: موقع مفكرة الإسلام.
عن موقع قصة الإسلام
الموضوع: جيوش الإسلام بقيادة أبي عبيدة بن الجراح تفتح أنطاكية أفضل مدن الروم في الشام.
الأحداث:
تعتبر موقعة اليرموك الشهيرة نقطة فاصلة في تاريخ الصراع بين المسلمين والروم على أرض الشام؛ لأنه ظهر بالدليل القاطع قوة جند الإسلام وقدرتهم الهائلة على تحطيم أعتى الجيوش على وجه الأرض وقتها, ومثلت هذه الموقعة البوابة التي عبر منها المسلمون للسيطرة على باقي بلاد الشام ولم يجد المسلمون مقاومة عنيفة في معظم بلاد الشام إلا ما كان في مدينة أنطاكية التي كانت تمثل للروم كرسي الملك في الشام بجانب كونها مدينة مقدسة عندهم, لذلك فإن فتح هذه المدينة كان مسألة مصيرية عند كل من المسلمين والروم وجاءت أحداث فتحها عجيبة حقًّا.
تبدأ أحداث هذا الفتح عندما جاء الأمر من الخليفة عمر بن الخطاب لأمير الشام أبي عبيدة بن الجراح بالتوجه لفتح حمص الحصينة لأنها أصبحت مأوى للمنهزمين الرومان وكثرت الأعداد بها فنزل أبو عبيدة والمسلمون على المدينة فحاصروها حصارًا شديدًا, وكان أمير الروم على المدينة رجل يقال له "يوقنا" وكان شديد التجبر والطغيان فرفض الصلح مع المسلمين وأصر على القتال وكان الزمان شتاء والبرد شديد وصبر المسلمون صبرًا بليغًا وتأذى أهل حمص بالبرد إيذاء شديدًا حتى سقطت أقدامهم..
ولكن الصحابة كانوا في سلام لم يصب منهم أحد بأذى واشتد الحصار على أهل حمص حتى كان يوم من الأيام كبر الصحابة تكبيرة عظيمة ارتجت منها المدينة حتى تفطرت منها بعض الجدران فاجتمع كبار أهل حمص وقرروا الصلح مع المسلمين ومخالفة أميرهم "يوقنا" وبالفعل صالحوهم وعندما علم يوقنا بذلك نصب لأهل حمص مذبحة عامة وأمعن فيهم القتل وعندما علم أبو عبيدة, أمر بالهجوم على المدينة من أجل الدفاع عن أهل ذمة المسلمين من شر الأمير يوقنا.
واستطاع المسلمون دخول المدينة وإنقاذ أهل الذمة بعد ما قتل يوقنا منهم ثلاثمائة وتحصن يوقنا في قلعة المدينة وأصر على القتال ولكنه ما لبث أن أدرك أنه لا قبل له بالمسلمين, فخرج من المدينة خائفًا يترقب وتوجه إلى مدينة أنطاكية.
حدث أمر عجيب في هذه الأثناء حيث دخل يوقنا في الإسلام وأشرق قلبه بنور الهداية بعد حادثة جرت له في حمص وأخرى في الطريق لأنطاكية, حيث كان له أخ راهب اسمه "يوحنا" كان عنده علم أهل الكتاب وقد نهاه أخوه عن قتال المسلمين وعن قتل أهل حمص ولكن يوقنا رفض ذلك ورفع السيف لقتل أخيه يوحنا وعندها أعلن يوحنا إسلامه فقتله أخوه يوقنا وتأثر بسبب ذلك جدًّا وعندما فر من حمص لأنطاكية قابل في الطريق أحد الرهبان الذي حدثه بما جرى بينه وبين أخيه وما حدث من المسلمين في الدفاع عن أهل الذمة في حمص, فكلمه هذا الراهب بكلمات جعلت نور الهداية يدخل في قلبه..
وما كان من يوقنا عندما أعلن إسلامه أن عاد للمسلمين في حمص وقابل أبا عبيدة وشهد شهادة الحق بين يديه وانتدب نفسه للدخول إلى أنطاكية ليسهل فتحها على المسلمين فرحب أبو عبيدة بالفكرة وانطلق يوقنا لتنفيذ هدفه.
دخل يوقنا أنطاكية وكان بها هرقل عظيم الروم وكانت الأخبار قد طارت لهرقل أن يوقنا قد أسلم فخدعه يوقنا وأفهمه أنه لم يسلم وإنما تظاهر بالإسلام ليخدع المسلمين فرضي هرقل عن الأمر وخل على يوقنا وعينه قائدًا لحامية أنطاكية, فقام يوقنا بتحصين المدينة وإعداد المؤن اللازمة للشتاء وفي هذه الفترة استولى المسلمون على مدينة قنسرين وقيسارية وغيرها من الحصون..
ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان ذلك أن الرومان كانوا يستعملون جواسيس من العرب المتنصرة ينقلون أخبار تحركات المسلمين وأدى ذلك لعمل كمين لفرقة مسلمة قوامها مائتي مقاتل مسلم بقيادة "ضرار بن الأزور" حيث هجم عليهم عشرة آلاف من العرب المتنصرة بقيادة "جبلة بن الأيهم" فأسر ضرار ومن معه بعد قتال شديد وحمل الأسرى إلى أنطاكية مما أحزن المسلمون ومعهم يوقنا جدًّا..
وعندها قرر أبو عبيدة وخالد بن الوليد التوجه سريعًا لأنطاكية لتشديد الحصار عليها لإنقاذ ضرار ومن معه من الأسرى, وكان هرقل من علماء أهل الكتاب يعلم علم اليقين أن المسلمين سيأخذون سائر البلاد فخرج حاجًّا إلى بيت المقدس ومنه إلى بلاد الروم وقد اصطحب معه أمواله وذخائره وأهل بيته جميعًا, وكان هرقل كلما حج إلى بيت المقدس وخرج منها يقول: "عليك السلام يا سورية تسليم مودع لم يقض منك وطرًا وهو عائد", فلما كانت هذه السنة قال وهو خارج منها: "عليك السلام يا سورية سلامًا لا اجتماع بعده إلى أن أسلم عليك تسليم المفارق ولا يعود إليك رومي أبدًا إلا خائفًا".
اضطرب أمر الرومان جدًّا داخل أنطاكية بعد خروج هرقل الذي وضع رجلاً يشبهه وألبسه تاجه وملابسه ولكن سرعان ما انكشفت حيلة هرقل, في حين أن أبا عبيدة وخالد قد شددوا الحصار على أنطاكية وراسلهم يوقنا بمواضع الضعف واتفق يوقنا مع حراس بعض الأبواب بعد أن دعاهم للإسلام وأرسل لأبي عبيدة يخبره بالأمر ويحدد اليوم الذي يهجم فيه على المدينة وبالفعل استطاع المسلمون دخول المدينة في 5 شعبان سنة 15هـ وفرح المسلمون بهذا الفتح فرحًا شديدًا وأرسل لعمر بن الخطاب بالبشارة فخطب بالناس على منبر رسول الله وبشرهم بالفتح.
والجدير بالذكر أن هذه المدينة ظلت في ذهن الصليبيين بعدها وكانت أولى الحملات الصليبية سنة 491هـ على بلاد المسلمين موجهة إلى هذه البلدة فاستولوا عليها في جمادى الآخرة سنة 491هـ وظلت في قبضة الصليبيين حتى حررها الظاهر بيبرس سنة 666هـ.
المصدر: موقع مفكرة الإسلام.
عن موقع قصة الإسلام