مذبحة" لجنود مصريين عام 1955.. "إسرائيل" تكشف تفاصيلها " بعد وفاة منفذهاكشفت تل أبيب تفاصيل المذبحة التي نفذتها كتيبة بسلاح المظليين بالجيش الصهيوني بحق عدد من جنود المشاه بالجيش المصرى عام 1955 داخل مخيمهم فى قطاع غزة، على يد السفاح "أهارون ديفيد" الذى توفى الأسبوع الجارى.
ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية خرائط تنفيذ العملية التى لقبت فى حينها باسم "عملية السهم الأسود"، وأعادت نشر مقتطفات من تقريرها الذي كتبته عقب العملية فى يوم 25 مارس 1955، بأن هذه العملية ردا على سلسلة الهجمات من جانب الفدائيين المصريين، وأنها كانت لتوصيل للقيادة المصرية برئاسة جمال عبد الناصر تفيد بأن أي عملية فدائية جديدة ستكون نتيجتها حصيلة دامية عليها.
وأوضحت الصحيفة أن الوحدة 101 تحت قيادة شارون كانت تستعد منذ 1953 للانتقام من المصريين عبر الحدود، وأن كتيبة المظليين التى أجرت العملية تم تأسيسها فى وقت لاحق من الوحدة 101، وكان العديد من الجنود والضباط كان لديهم طموح كبير للانضمام إليها.
وأشارت إلى أن شارون قال "الهدف من هذه العملية هو الدخول معسكر للجيش المصرى فى قطاع غزة وقتل جميع الجنود وتفجير كل الأسلحة والقنابل الموجودة فيه، وتخريب منشآته بالكامل حتى تتم العملية بنجاح".
الصحيفة نقلت عن شارون الذي كان قائدا للكتيبة أن معلومات المخابرات العسكرية الصهيونية كانت تفيد بوجود العديد من القوات المصرية بالقطاع، وكانت لديهم صور جوية، وتم رصد كل المعلومات عن معسكر الجيش المصرى، وقدمت المخابرات لشارون صور الخرائط الجوية لغزة وفك رموزها حتى تبين من خلال الصور الجوية السياج حول المخيم، الذى خطط لاختراقه من الداخل عن طريق قوات المظلات للسماح لدخول القوات الصهيونية الأخرى من الخارج.
وذكرت أن قوة صهيونية توجهت يوم 28 فبراير 1955 الساعة الثانية ظهرا نحو الجنوب لتعطيل أنشطة المخابرات المصرية والحفاظ على السرية المطلقة للعملية، وذلك في خلال خمس عشرة دقيقة لجمع كل المعلومات عن المعسكر.
وقالت الصحيفة في تقريرها "عندما أعطيت الأوامر للخروج بدأت قوة للتحرك غربا وعبرت الحدود، وبعد توقف قصير هناك جاءت المكالمة من قيادة الجيش الإسرائيلي بالتنفيذ، وعلى الفور بعد إطلاق الرصاصة الأولى سرعان ما بدأت المعركة"، وأوضحت أن انعدام التنسيق وعدم وجود وسائل الاتصال لدى المصريين أدى لزيادة سقوط المصريين، ثم تم استدعاء تعزيزات عسكرية مصرية بعد أن تم قتل 23 جنديا مصريا ثم ارتفع العدد فى نهاية العملية باستشهاد 36 جنديا مصريا وإصابة 28 آخرين.
وفى اليوم التالى للعملية قالت صحيفة يديعوت أحرونوت فى مانشيتها الرئيسى على صفحتها الأولى "قتل العديد من الجنود المصريين فى المعارك لا توجد إصابات بين الإسرائيليين"، وأشارت أن الجنود الصهاينة فجروا المعسكر بالكامل، ونجحوا في تفعيل عنصر المفاجأة فى الدقائق القليلة الأولى.
وأكدت أن العملية قام بها خمسة من قادة سلاح المظليين كان على رأسهم السفاح ديفيد، وقوة ثالثة بقيادة مات دانى، بالإضافة لديفيد بن اليعازر الذي شغل منصب رئيس هيئة الأركان بالجيش الإسرائيلى عام 1973 وانضم بعد ذلك لقيادة شارون من قسم التدريب فى هيئة الأركان العامة.
وكشفت الصحيفة أن الكتيبة التي نفذت هذه الجريمة شاركت في منتصف أكتوبر 1973 فى عبور قناة السويس وعمل الثغرة بقيادة آرئيل شارون، وهي الثغرة التي وصفتها الصحيفة بأنها "واحدة من اللحظات الأكثر أهمية التى غيرت من مجرى الحرب".
المصدر: مفكرة الاسلام