تصور افتراضي حول إدارة ناجحة لحرب 67 ... جزء -5 - بقلم د. كمال خلف الطويل

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
تصور افتراضي حول إدارة ناجحة لحرب 67


الجزء الثالث
ينطلق هذا التصور من التعامل مع تطورات أزمة 67 كما وقعت,
مع استدخال وقائع افتراضية على سلم هذه المجريات في محاولة لاستبيان هل كان ممكنا إدارتها بنجاح – كما كان يأمل صناع القرار حينها – فيما لو حدثت هذه الوقائع.


... جزء -5 -
بقلم د. كمال خلف الطويل




تكملة ، لما قام الصديق العزيز ، الدكتور كمال خلف الطويل ، ووضعه تحت تصرفنا ... للنشر ،

فيما يلي الجزي الخــامــس من التحليل "تصور إفتراضي حول إدارة ناجحة لحرب 1967

ورغم ، أنه تصور إفتراضي ، إلا أنه يتميز بقيمة تحليلية ... تستدعي التمعن .... عن أسباب عدم ... إتباع الأفكار الأخري .. المشابهة في قيادة حرب 1967

ولقد نشرنا هذه الدراسة ، في الموقع المخصص التالي

"سـنوات وأيام مع جمال عبدالناصر ... الحــروب 1956 و 1967 وحـــرب الأسـتـنـزاف ، من أجل مصر ... وليس عبدالناصر"


وسوف أنشر بقية المواضيع التي تستكمل هذه الدراسة التي ننشرها حسب الفهرست التالي
  • 1 مقدمات 67
    • 1.1 كيف كان تصور عبد الناصر لشكل المعركة التي ارتفعت احتمالاتها ل 80% ؟
    • 1.2 الخلاصة
    2 ملابسات 67
  • 3 الجزء الثاني
  • 4 الجزء الثالث 24 مايو 2007
د. يحي الشاعر


تصور افتراضي حول إدارة ناجحة لحرب 67

بقلم

دكتور كمال خلف الطويـل

فــــهــرســــــت

  • 1 مقدمات 67
    • 1.1 كيف كان تصور عبد الناصر لشكل المعركة التي ارتفعت احتمالاتها ل 80% ؟
    • 1.2 الخلاصة
    2 ملابسات 67
  • 3 الجزء الثاني
  • 4 الجزء الثالث 24 مايو 2007

الجزء الثالث

ينطلق هذا التصور من التعامل مع وقائع حرب 67 كما جرت, مع استدخال وقائع افتراضية على سلم هذه المجريات في محاولة لاستبيان هل كان ممكنا إدارتها بنجاح – كما كان يأمل صناع القرار حينها – فيما لو حدثت هذه الوقائع.
نقطة البداية هي إطاعة تحذير عبد الناصر مساء الجمعة 2 حزيران/يونيو بأن ضربة جوية إسرائيلية شاملة على الأبواب, ولن تتأخر عن الاثنين 5 حزيران/يونيو.
تنفيذ التحذير عملياتيا يعني نقل القاذفات الثقيلة توبوليف-16 والقاذفات الخفيفة اليوشن-28 لمطارات السودان لإبعادها عن مدى الطيران الإسرائيلي, مع سحب كل المقاتلات والقاذفات من مطارات سيناء الأربعة وتوزيعها على مطارات الصعيد, مع إطلاق مظلة جوية فوق الداخل تتوزع على اتجاهات ثلاث (الشرق والشمال والشمال الغربي) وتتركز حول فترتي الفجر/الصباح والغروب/المساء.
لو تم ذلك لحدث واحد من أمرين: إما أن تصرف إسرائيل النظر عن ضربتها الجوية وتفكر ببدائل تستجلب الطيران المصري إلى معركة جوية طاحنة تسفر عن هزيمته (مثل شن هجوم جوي شامل على الأردن و/أو سوريا أو بدء العمليات البرية في سيناء أولا), أو تشن الضربة, على أية حال, مع استهداف الطيران المصري في الجو وليس على الأرض.
في كلا الحالتين فإن الهزيمة الجوية المصرية واقعة, وبخسائر كبيرة في الطيارين, لكن خسائر الطيران الإسرائيلي ستكون ملحوظة أيضا, ولن تتمكن حينها من السيادة الجوية, بل في أقصى الأحوال من التفوق الجوي (درجة أقل من السيطرة).
الآن: الإفتراض التالي هو بعد التسليم بنجاح الضربة الجوية الإسرائيلية على الطيران المصري وأيضا على الأرض كما حدث فعلا.
يمكن القول إن ذلك متغير هام ولكنه بكل المقاييس غير حاسم.
كانت إدارة رصينة للمعارك كفيلة بامتصاص مفعول السيادة الجوية والاشتباك مع المهاجم في معركة تعرضية تجمع ما بين الصمود على خط الدفاع الأول – المحصن هندسيا – والمناورة بالقوات على مراحل, وفق تصور أن خط المضائق هو خط الدفاع الأخير.
بداية فإن توزع قوات سيناء عشية الحرب كان شديد السوء.
الفرقة السابعة مشاة المسؤولة عن المحور الشمالي خرجت شمالا عن نطاقها المحصن في الشيخ زويد (شمال العريش) لترابط ما بينه وبين رفح في سعي لتأمين دفاع عن جنوب القطاع يمنع عزله عن سيناء.
والثابت أن الهدف السياسي من وراء هذه الرغبة معقول بل وواجب, لكن تكليفات القوات المناط بها هذا الواجب جاوزت قدرتها على الأداء مما انتهى بالفرقة السابعة إلى أن تصبح سهلة الإختراق من القلب ومن الأجناب معا وهي نتيجة أودت بالفرقة إلى أن تصبح يسيرة المنال رغم قتالها الدفاعي المشهود طيلة اليوم الأول من الحرب وقبل أن يستشهد قائدها اللواء عبد العزيز سليمان وينفتح الباب على مصراعيه إلى العريش كبرى حواضر سيناء.
أما الفرقة الثانية مشاة والمسؤولة عن المحور الأوسط, فكانت قد خرجت أيضا عن نطاق خطها المحصن هندسيا في أبو عجيلة إلى القسيمة تحت تأثير المراد من خطوات الحشد الأولي في الاقتراب من خط الحدود لجذب الجهد الإسرائيلي من الشمال السوري إلى الجنوب المصري. كان قائد الفرقة هو اللواء محمد كامل, والذي لم يكن على مستوى هذه القيادة.
أما الفرقة السادسة الآلية والمسؤولة عن المحور الجنوبي, فهي لم تتمدد فقط من خطها المحصن هندسيا في نخل بل جاوزت تمد شمالا إلى الكونتيلا (القريبة من الحدود) وتحت نفس تأثير التوزع القديم.
وليكتمل المشهد الأليم فلقد أضاف المشير عامر أواخر أيار/مايو قوة خاصة مؤلفة من لواء مجحفل (لواء مظلات ناقص مع كتائب مدرعة ومدفعية وملحقات) إلى المحور الجنوبي قادها اللواء المظلي سعد الشاذلي ورابطت على بعد 20 كم غرب الكونتيلا.
ذهب ذهن المشير تلك الأيام بعيدا نحو اليقين بأن محور الهجوم الرئيسي سيكون من الجنوب مما يمكن القوات الإسرائيلية من تطويق المحورين الأوسط والشمالي من ذلك الاتجاه.
خط الدفاع الثاني (غير المجهز هندسيا) والممتد من بير حسنة جنوبا إلى بير لحفن شمالا كانت ترابط عليه الفرقة الثالثة الآلية معززة على جانبها الأيسر بلواء مدرع مستقل.
تولى قيادة الفرقة ضابط سياسي من أنصار المشير هو اللواء عثمان نصار والذي لم يكن مشهودا له بالكفاءة.
أما خط الدفاع الثالث فكان السفح الشرقي لمضائق سيناء الثلاث (متلا جنوبا وجفجافة في الوسط ورمانة في الشمال) ورابطت عليه الفرقة الرابعة المدرعة, وهي جوهرة العسكرية المصرية تاريخيا. أما قائدها فكان اللواء صدقي الغول وهو أيضا ممن لم يكونوا الأكثر كفاءة.
والمعلوم أن خط المضائق محصن بشكل طبيعي ويمكن الثبات عنده, إن توفرت القوات وتوفرت لها قيادة حسنة.
تبقى شرم الشيخ, وهي لم تكن في الأساس ضمن حسابات خطة قاهر الدفاعية (التي أقرت في كانون الأول/ديسمبر 66), لكن تطورات أزمة 67 أملت إرسال العديد من الكتائب (مظلات ومشاة ومدفعية) إليها إضافة للواء مشاة في الطور
أما قطاع غزة فكان مكان مرابطة لواء عين جالوت الفلسطيني معززا ببعض الوحدات المصرية والعراقية الصغيرة.

ما الذي كان ممكنا فعله يوم 5 حزيران/يونيو لما يكفل تلافي هزيمة مذلة بل والثبات في معركة دفاعية معقولة النجاح؟
1 -1- أن يتولى جمال عبد الناصر بنفسه مقاليد القيادة العسكرية العليا, بما يشمله ذلك من الانتقال شبه الدائم والإقامة في مركز العمليات.
المعلوم أن عبد الناصر ذهب للمركز في الصباح بعد سماعه لأصوات الغارات الجوية على مطارات القاهرة والتقى فيه بعبد الحكيم عامر بعد عودته الكسيرة من رحلة الرعب في السماء قاصدا سيناء وعائدا من سماء القنال إلى مطار القاهرة المدني ليستقل تاكسي أجرة إلى المركز.
(بالم{بالمناسبة فالراجح عندي أن إسرائيل تعمدت عدم قتل المشير بإسقاط طائرته ذلك الصباح لأنها أرادته أن يعود, لمعرفتها بقلة درايته وكفاءته, عكسما كان الحال يوم 28 تشرين الأول/أكتوبر 56 عندما أرادت اصطياده في السماء وهو عائد من دمشق عشية العدوان الثلاثي لكنها فشلت ونجحت في اصطياد طائرة مرافقيه عوضا عنه).
يمكن هنا تفهم أن يعطي عبد الناصر فرصة لعامر ليقود خصوصا وأن أخبار إسقاط الطائرات الإسرائيلية الغزير كانت تتلاحق قبل أن يتبين كذب معظمها.
لكن الأكيد أن هذه الفرصة ما كان ينبغي لها أن تزيد عن ساعات قلائل لا تتعدى عصر ذلك اليوم, وحتى يتم تجميع بيانات الخسائر الحقيقية للطرفين.
وقد يقول قائل إن عبد الناصر كان ضعيف التأثير في القوات المسلحة, لكن موقف الحرب هو بحد ذاته عامل كاف لبسط التأثير بالزخم كله, فالمنطقة كلها ومصيرها في الميزان, وليست مبررة بحال من الأحوال حالة الاعتصام في مكتب المنزل التي مارسها عبد الناصر طيلة ما تبقى من يوم 5 ويومي 6 و 7 حزيران/يونيو وحتى مساء الخميس 8 حزيران/يونيو, والاكتفاء بوجود ضابط اتصال بين مكتبه والقيادة العسكرية.
كان الواجب والحيوي والمطلوب أن يعود عبد الناصر إلى مركز العمليات عصر الإثنين 5 حزيران/يونيو ليطلب كشف حساب عن خسائر مصر في الطيران وعن حقيقة خسائر إسرائيل فيه, وعن تطور المعارك على الأرض واتجاه الهجوم البري الرئيسي.
أضحى واضحا مع ذلك الوقت أن الفرقة السابعة مشاة- وهي التي تلقت جهد الهجوم الإسرائيلي الرئيسي- أصبحت في حالة حرجة تهدد بالانهيار, وأن 80 بالمائة من الطائرات المصرية قد حطمت على الأرض.
بداية إذن كان على عبد الناصر أن يدخل مركز العمليات ليبقى فيه مزاولا صلاحياته كقائد أعلى للقوات المسلحة, ولا ضير في بقاء المشير إلى جانبه, لكن القرار هو حصرا في يد الرئيس.
2 - كان في وسع عبد الناصر وضمن حدود المتاح أن يأمر بالخطوات التالية, على أن يتم تنفيذها منذ الغروب وحتى فجر 6 حزيران/يونيو, أي طيلة ساعات الليل ولتلافي تأثير الطيران الإسرائيلي صاحب السيادة الجوية:
1 – 1- إعادة الفرقة السادسة الآلية من الكونتيلا جنوبا/غربا للاحتشاد في خطها المحصن في نخل.
2 - إعادة الفرقة الثانية مشاة من القسيمة جنوبا/غربا للاحتشاد في خطها المحصن في أبو عجيلة.
3 - 2- نقل اللواء المجحفل/الشاذلي من غرب الكونتيلا إلى بير حسنة ضمن نطاق الفرقة الثالثة الآلية على خط الدفاع الثاني.
4 - 3- تكليف اللواء المدرع المستقل غرب بير لحفن لشن هجوم مضاد على قوات المحور الشمالي الإسرائيلية بهدف تخفيف الضغط عن الفرقة السابعة مشاة والدفاع عن العريش لمنع احتلالها.
5 - عزل اللوائين محمد كامل وعثمان نصار وتعيين اللواء سعد الشاذلي قائدا للفرقة الثالثة الآلية واللواء سعدي نجيب قائدا للفرقة الثانية مشاة، أضف إلى عزل اللواء صدقي الغول واستبداله باللواء عبد الغني الجمسي قائدا للفرقة المدرعة الرابعة.
6 - دمج قيادة الجهة وقيادة الجيش الميداني في قيادة ميدانية واحدة يقودها الفريق أول عبد المحسن مرتجى, ورئيس أركانه الفريق صلاح محسن, ومدير عملياته اللواء أحمد إسماعيل.
7- بافتراض فشل الهجوم المضاد باتجاه العريش فجر 6 حزيران/يونيو, تتمسك الفرق الثانية والثالثة والسادسة على المحورين الأوسط والجنوبي لخط الدفاع الأول وفي قاطع خط الدفاع الثاني بمواقعها لأيام عدة, مع المناورة بها حسب الحاجة العملياتية لتنكفئ الثالثة إلى خط الدفاع الثالث وتتبعها الثانية والسادسة عند الحاجة, ويتم التمسك بخط المضائق بقوة 4 فرق وألوية داعم لآخر طلقة وآخر رجل.
3 -
3- 3-إرسال علي صبري برا إلى بنغازي ليطير منها إلى موسكو ليلة 5/6 حزيران/يونيو بطلب إرسال جسر جوي سوفياتي إلى مطار الماطة لنقل مقاتلات قاذفة (ميج وسوخوي) تعيض خسائر الصباح, وبطلب الإصرار على قرار سريع من مجلس الأمن لوقف إطلاق النار والعودة إلى خطوط 4 حزيران/يونيو.
يتر يترافق ذلك مع دعوة مصر- بالتشارك مع كتلة عدم الانحياز- الجمعية العامة للأمم المتحدة لدورة استثنائية عاجلة تبحث الموقف الراهن وتوفر ضغطا على واشنطن للجم إسرائيل عند ذلك الحد.
هل كان السوفيات تحت زعامة الثلاثي الحذر (بريجنيف وكوسين وبودغورني) ليستجيبوا لطلب عبد الناصر بالجسر الجوي؟
الإجابة تعتمد على إحساسهم بأن مصر قادرة على إدارة دفاع معقول في سيناء, وعلى تخويفهم – بإسناد عراقي وجزائري – من مخاطر تركها في العراء أمام الهجمة الإسرائيلية المسنودة إسرائيليا بما تشمله من تحطيم سمعة السوفيت وسمعة سلاحهم ومعه نفوذهم.
يترافق ذلك مع الدعوة لمؤتمر قمة عربي فوري واستثنائي في القاهرة, ومع إرسال زكريا محي الدين إلى يوغوسلافيا وفرنسا والهند لجذبهم إلى دائرة الضغط.
إذن فإن صمود قوات خط الدفاع الأول على المحورين الأوسط والجنوبي لعديد من الأيام كانت كفيلة بعزل الاندفاع الهجومي الإسرائيلي في المحور الشمالي وحده مع تعريض أجنابه في اتجاه خط الدفاع الثاني للانكشاف والتعرض.
بعد ذلك تنسحب قوات الخطين الأول والثاني تدريجيا إلى المضائق في وقفة أخيرة وناجحة.
إذا تساوى ذلك مع استعادة الطيران المصري سلاحه وصعوده إلى السماء في إسناد للقوات البرية المدافعة ومعيقا للسيطرة الجوية الإسرائيلية ففي هذا المزيد من النجاح في إطالة الصمود على الخط الأول وفي إنجاح الخط الثاني في عمله التعرضي.
إذا ترافق ذلك مع حملة عربية وعالمية للضغط, فهذا ما يؤمن إخراجا جيدا لنتائج الحرب تجعل حصاد إسرائيل شبه هشيم رغم احتلالها لقطاع غزة وربما لصحن سيناء... ففي الحروب ما يحسم النتائج هو خسائر المقاتلين والمعدات ومعها انكسار الإرادة السياسية وليس احتلال الأرض بحد ذاته.
النقطة الواجب لحظها هنا هي أن عملية إعادة التنظيم كانت يجب أن تشمل انسحاب قوات شرم الشيخ ليلة 5/6 حزيران/يونيو وتجمعها في الطور لاحتمال الانتفاع بها في تعزيز مضيق متلا الجنوبي لاحقا.
لعل طلبا من عبد الناصر لقمة القاهرة الطارئة بوقف تصدير البترول والغاز فورا إلى أمريكا وبريطانيا مع تخفيض إنتاجه بنسبة 50% ولمدة شهر كان كفيلا بإثناء واشنطن عن السماح لإسرائيل بالاستمرار في الحرب.
هل كان يجرؤ فيصل السعودية- وحمى الحرب مستعرة- على رفض طلب عبد الناصر؟
أشك .. رغم العلم بدوره الموثق في تحريض واشنطن على أمر إسرائيل بشن الحرب آملا في الخلاص من خصمه اللدود عبد الناصر.
نقطة أخيرة, وهي أن عملية إعادة التنظيم- كما شملت في سيناء توحيد قيادة القوات الميدانية بتشكيل جديد- كان يجب أن تشمل نقل هيئة أركان الحرب إلى مركزها التبادلي في الإسماعيلية, على أن يبقى القائد الأعلى – ونائبه – في القاهرة مع ضباط اتصال ومع المستشار الفريق أول علي عامر (قائد القيادة العربية الموحدة المشلولة), وأيضا عزل المسؤولين عن تدمير الطيران وهم بالتحديد قائده الفريق أول صدقي محمود ورئيس أركانه الفريق أول جمال عفيفي وقائد الطيران في سيناء اللواء عبد الحميد الدغيدي وقائد الدفاع الجوي اللواء إسماعيل لبيب, وتعيين الفريق مدكور أبو العز قائدا للقوات الجوية والفريق عبد المجيد الرافعي رئيسا لأركانها واللواء حسن كامل قائدا للدفاع الجوي, واغتنام الفرصة لعزل الفريق أول سليمان عزت قائد القوات البحرية ورئيس أركانه الفريق محمود ناشد وتعيين اللواء فؤاد ذكرى قائدا لها واللواء عبد المعطي العربي رئيسا لأركانه.

لعل قصة حزيران/يونيو 67 وعدم استثمارها لتقليل الخسائر وكبح الفوز الإسرائيلي بل وجعله مهزوزا غير ذي قيمة, أكثر مأساوية من نجاح إسرائيل الأولي لأنه باختصار كان يمكن تحويل الهزيمة الكاسحة إلى نصف هزيمة/ نصف نصر, لو تعامل عبد الناصر مع حوادث اليوم الأول بالحزم والحسم الذي بدا عليه بعد 10 حزيران/يونيو.
 
عودة
أعلى