Mirage 2000
تاريخها ، تسليحها ، تطورها
تاريخها ، تسليحها ، تطورها
طائرة "ميراج 2000" واحدة من أقدر المقاتلات في العالم ، إنها تخدم في سلاح الجو الفرنسي بأربعة طرازات كطائرة القتال الأولى . واحدى طائرات الخط الأمامي في ستة جيوش أخرى ، مع أنها تحمل تشابها كبيرا مع مقاتلات الميراج من الطرازات الأولى التي صنعها مصنع داسوا الفرنسي، إلا أنها تحت جلدها مقاتلة حديثة جدا .
صممت "ميراج 2000" لتقاتل بنفس مستوى أفضل المقاتلات الحديثة ، وتطورت من كونها طائرة اعتراضية مهمة إلى طائرة متعددة المهمات. لقد أثبتت طائرة "ميراج 2000" لسلاح الجو الفرنسي إمكانيتها على تنفيذ أكثر المهمات القتالية تعقيدا من الدفاع الجوي إلى الدعم والبحث إلى الهجوم التقليدي والغارات الذرية الطويلة المدى.
كان "داسو" من أول مستخدمي تصميم دلتا للطائرات ، طارت طائرة ميراج 3 النموذج في نوفمبر في عام 1956 ، وكان ربانها "روليف لوفاني" . لقد كانت إحدى أولى الطائرات الأوروبية القادرة على الطيران بسرعة تبلغ ضعفين سرعة الصوت . دخلت هذه الطائرات الخدمة في عام 1964 ، واستعمل سلاح الجو الفرنسي اعداد كبيره منها .أكثرها قوة كانت "ميراج 3E" المعدلة للغارات الأرضية المزودة برادار سيرانوا 2 ( Serrano II )المحمول بجهاز ملاحة دوكلار . هذه الأجهزة الالكترونية تسمح لسلاح الجو باستعمال أول طائرة قتال حقيقية متعددة المهمات.
هذا النموذج الفعال ميراج 3 ، انتج بأعداد كبيرة . وقد استعمل بشكل واسع في القتال في بلدان متعددة وأحرز نجاحات لسلاح الجو الإسرائيلي في الستينيات والسبعينيات . تم تصدير أكثر من 1422 طائره لتخدم في أكثر من سلاح جو عشرين بلدًا . بما فيها سويسرا التي تحتفظ بالميراج في مخابئ جبلية ، كثيرًا من مستعملي الميراج 3 تابعوا تحديثها للخدمة في التسعينيات .فمثلا ميراج دولة التشيلي هي نماذج الخمسينات المتطورة بالرادار الإسرائيلي ومضللات صغيرة تسهل تحركها.
إن صنف الميراج الأكثر أناقة هو "ميراج 4" إنها طائرة بمقعدين ، مدمرة أسرع من الصوت ومزودة بأجنحة "ميراج 3" البسيطة . خلال ثلاثين سنة بقيت "ميراج 4" أول مدمرة ذرية وأول طائرة استطلاع في سلاح الجو الفرنسي.
عاد "داسو" إلى التصميم التقليدي الكلاسيكي في طائرات الميراج 1 F ، لكن حين جاء وقت استبدال 1 F في السبعينيات عاد "داسو" إلى تصميم دلتا الذي اصبح "ميراج 2000".
إن مميزات "ميراج 2000" موجودة في مقاتلات المستقبل . إنها طائرة كبيرة ذات محرك متعدد المهمات وطائرة قتال رائعة . وعندما ألغي مشروع بنائها بسبب الكلفة الباهظة عرض "داسو" نموذجًا مماثلاً لمحرك واحد والذي اصبح بالفعل "ميراج 2000" . صححت في "ميراج 2000" مشاكل عديدة واجه تصميم الدلتا . ولكن وباستعمال جهاز تحكم متطور ومضللات راداريه صغيرة وشرائح موجهة تنفتح آليا خلال العمليات القتالية ، بني النموذج الأول يدويا في سانت كلود ووضعت اللمسات الأخيرة في يونيو عام 1977 انتظارا لزيارة "مارسيل داسو".
نقل النموذج إلى إيسريفي أكتوبر تمهيدًا لتجربته ، كان من المقرر أن تطير "ميراج 2000" في سماء الريف بعد أقل من سنتين من إعطاء الضوء الأخضر للمشروع . بعد تفحص دقيق كان النموذج جاهز لرحلته الأولى ، في الساعة الثالثة وثماني وأربعين دقيقة في العاشر من مارس عام 78 ، طار الطيار جان كرو بال "ميراج 2000"، لأول مرة . خلال الرحلة ووصل إلى سرعة 1.3 ماغ .
أول "ميراج 2000"، تم استخدامها كانت 2000C المعترضة ، ودخلت في "دوزيام إسكادر دوشاس" في أوائل عام 1985 وهي تخدم الآن في ثلاثة أسراب في ديجون وكامبري وأورانج وقد استعملت في القتال في التشاد وحرب الخليج .
إن سرعة "ميراج 2000" وأرتفاعها السريعة ، يجعلانها معترضة رائعة على العلو المرتفع . إنها فعالة ايضا ضد الأهداف المنخفضة بسبب رادارها الذي يستطيع التقاط الأهداف المنخفضه ، وجهاز الرؤية والتصويب نحو الأسفل ، وإمكانيات صواريخها . كمقاتلة تركز ال "ميراج 2000" على أسلحة جو جو ، كما إنها مزودة بمدفعان "ديفا" عيار 30 ملم . مرتكزان تحت مداخل الهواء . ولكل منهما يحمل 125 طلقه .
خلال مهمات الدفاع الجوية تحمل ميراج صاروخين قصيري المدى واثنين متوسطي المدى بالإضافة إلى المدفعين للقتال الجوي القريب المدى . تحمل "ميراج 2000 C" صاروخ البحث عن الحرارة ماجيك 2 ( Matra Magic 2 ) الذي يتميز بالرشاقه ومناسب للمعارك الجوية وللمدى الذي يتجاوز 5000 متر ، إن صواريخ ماترا سوبر 530 (Matra-530) المصنوعة في الخمسينيات وما يزال صاروخًا متوسط مدى فعالا جدا بعد تطويره . هذا الصاروخ الموجه بالرادار يمكن استعماله إلى ابعد من المنظور . واحدث صنف منه هو "سوبر 530E" الذي يمكنه إصابة أهداف على بعد من 40 كم .
"ميراج 2000" مناسبه للقتال الجو جو ، رغم أنها منذ البداية صممت لتحمل أكثر من ستة أطنان من قنابل جو أرض، لتدمير مطار العدو ، هي المهمة الرئيسية لأي سلاح طيران حديث . يمكن "للميراج 2000" أن تحمل من تسع إلى ثماني عشر قذيفه من القنابل الخارقة .
قذيفة ماترا (Matra ) الموجهة بالليزر تضاهي فذائف "بيفوي" الأمريكيه . التي استعملت بفاعليته في حرب الخليج ، وترسل هذه القذائف شعاع الليزر إلى نقطة محددة في الهدف ويكون دقيقًا بفارق لا يتعدى سنتمترات ، إن انعكاس شعاع الليزر من نقطة الهدف هو ما تلتقطه القذيفة وتنطلق لتستقر فيها .
الصاروخ الجوي "AS30L" يستعمل جهاز توجيه مماثلاً بمساعدة شعاع الليزر وسرعته ( الأسرع من الصوت) تجعله يستطيع اختراق مترين من الأسمنت.
إن صاروخ ماترا أرمات (ARMAT ) المضاد للرادار يمكنه أن يدمر أجهزة الإرسال المعادية من بعد 120 كم .
في المهمات المضادة للسفن تحمل "الميراج" صاروخ AN39 اكسوسيت (EXOCET ) وقد أثبت فعاليته حين استعمل في الفوكلاند وحرب الخليج على مدى 50 كم . إن صاروخ الجو بحر يستعمل راداره الخاص ليصيب الهدف وينزل في المكان المحدد مسببا أضرارا مدمرة.
ميراج 2000B هي النموذج ذو المقعدين المخصصه للتدريب والعمليات التقليدية ،رغم نزع المدفعين إلا أنه يظل بإمكانها القتال، وهي سهلة التحرك والمناوره كتلك ذات المقعد الواحد.
"ميراج 2000M" تحوي العنصر الفرنسي المانعة للنوويات المحمول جوًّا ، رغم انها تمتلك نفس تصميم "ميراج 2000B" ذات المقعدين ، إلا أنها تتميز بإطار أقوى للعمليات على علو منخفض . وهي مجهزة برادار مراقبة أرضية من طراز توم سون CSF أنتي لوب 5 (Thomson-CSF Antilope 5 ) والسلاح الرئيسي هو "ASNB" الجو أرض المتوسط المدى .
لهذا السلاح مدى منخفض هو 80 كم ، ويحمل عادة رأسًا حربي متفجر يزن 150 - 300 كغم .
إن "ميراج 2000D " هي مهاجمة شبيهة ب"ميراج 2000M" . وقد طلب سلاح الجو الفرنسي تسعين طائره منها دخلت اولى هذه الفئه الخدمة في عام 1993 .
كل أنواع "ميراج 2000" تستعمل محركات "سنيكما N35" وهي محركات خفيفة الوزن وسهلة الصيانة وبقوة "تربو" تستطيع دفع الطائرة إلى سرعة قصوى تتجاوز 2.2 سرعة الصوت في العلو الشاهق.
"ميراج 2000-9" هي أحدث الأصناف رغم أن شكلها شبيه بـ "ميراج 2000" ،إلا أن ردارها وقياساتها وأسلحتها وقمره الطيار كلها حديثة . طارت لأول مرة في هستري في عام 1990 وأثبتت وجودها وكانت نجمة في معرض ليبرجي في عام 1991.
إن "ميراج 2000-9" تحمل مزايا "ميراج 2000" الأساسية الممتازة ، وتتميز بالتحسينات التي شملت الرادار لجعله قادر على تتبع أكثر من هدف . وهناك لوحات قياسات جديدة ، وركن طيار زجاجي، وفيها جهاز التحكم "هاتس" الذي يسمح للطيار أن يحرك كل الأجهزة من خلال خمسة عشر زرًّا على المقبض وعامود التحكم ، ركن الطيار المصمم حديثًا يحتوي على خمسة أجهزة عرض إلكترونية جديده لم تكن في نسخها السابقه .
جهاز عرض فانسون (fans on)الجديد يعرض صورًا تحت الحمراء للأرض على لوحة التحكم ،والتي تقع في حقل نظر الطيار ، نفس الصورة يمكن نقلها على لوحة وسطية التي تظهر أيضًا كل المعلومات التي تجمعها أجهزة السبر في الطائرة .
لوحة الفضاء تظهر عادة حركة التحكم بالطيران، واللوحة الأخيرة توضح صورة الملاحة وإدارة الأسلحة.
إن قلب التطوير الجديد هو رادار فونسون (SFRDY) ، هذا الرادار المتعددة الوظائف ، يمكن الطائره أن تكشف وتتبع أهداف متحركة على علو منخفض ومرتفع ، ويمكنها أيضا عن الكشف عن اماكن الهجوم الارضي وعن أهداف بحرية.
لقد نجحت طائرات "ميراج 2000" في سوق التصدير . رغم المنافسة الشديدة بين العديد من الطائرات المنافسه واهمها طائرات "أناديا تورنيدو" ، و "فلايتنج فالكون F16" ، والطائرة الروسية "ميج 29" ، و" F15EE-GEL" و "FA18 هورنيد" . رغم هذه المنافسة الواسعة بيعت "ميراج 2000" لستة جيوش في العالم.
تملك اليونان أربعين طائرة "ميراج 2000EJ" و "2000BJ" في سلاحها الجوي . بالإضافة إلى طائرات F16 الأمريكية تعتبر الميراج أكثر الطائرة المتطورة في سلاح الجو اليوناني.
اشترت أبو ظبي 63 طائرة لتخدم كجزء من دفاعات الإمارات العربية المتحدة ،وهي مقسمة بين سلاح الدفاع الجوي و بين سرب للمهاجمة الأرضية وهناك ثماني طائرات من نوع طائرة 2000RAB مخصصة للمهمات الاستطلاعية ولقد حلق سرب طائرات الدفاع الجوي في مهمات دفاعية في أواخر عاصفة الصحراء.
أول طائرات "ميراج 2000" التي امتلكتها الهند في الثاني من يونيو عام 1985 في الهند كانت طائرات "ميراج 2000H" "2000TH" البالغ عددها 49 طائرة تسمى "فادرا" أي باللغة الهندية الصاعقة .
البيرو تستعين بالميراج منذ أمد طويل ، وهي حتى الآن البلد الأمريكي الجنوبي الوحيد الذي استعمل "ميراج 2000" ولأسباب اقتصادية استلمت البيرو 12 طائره ميراج 2000B ، من أصل24 طلبها عام 1985 . والبلدان الباقيان هما مصر وتايوان . حيث امتلكت مصر 18 طائره ميراج 2000 منذ عام 1986 . اما تايون فقد طلبت عددا من ميراج 2000-9 .
خلال حرب الخليج كانت "ميراج 2000" مكلفة بدوريات جوية لدعم طائرات الجاجوار (Jaguars ) الفرنسية في مهماتها في الكويت والعراق في مناخ قاس جدًّا وصحراوي مرتفع الحرارة . طارت طائرات "ميراج 2000" ال14 التابعة لسرب "سانكين إسكادر دو شاس" ونفذت 508 طلعه جويه ، وأكثر في 1400 ساعة قتال لكنها لم تلتق بطائرات عراقية.
هناك جهاز يمكن فصله مركب عند ركن الطيار يسمح "للميراج 2000" بالتزود بالوقود لايطالة مسافة طيرانها . هذا الجهاز يسمح للميراج أن تتزود بالوقود من الكثير من طائرات الحلفاء كما في طائراتي "بوينج C135 FR" و "C160" . هذه الخاصيه استعملت عند إرسال سرب المقاتلات إلى الشرق الأوسط بعد اجتياح صدام حسين للكويت.
وفي النهايه ، الـ"ميراج 2000" سلاح جوي تكتيكي كامل في طائرة واحدة ، يمكنها أن تقوم بكل المهمات التي يطلبها منها سلاح الجو ، وقد أثبتت أنها متعددة المهارات ورشيقة جدًّا وتستطيع الإغارة بدقة متناهية . لقد أثبتت أنها مهمة في مملكة داسوا دلتا التقليدية......