2011.12.22
خبراء فلسطينيون لـ “الفجر”: إسرائيل تراهن على يهودية الدولة والربيع العربي سلاح ذو حدين
تتطور الأوضاع في العالم العربي سيما في الدول المحورية من مصر وسوريا وحتى دول الخليج التي أعلنت أمس من العاصمة السعودية قرارها ترقية مجلس التعاون إلى اتحاد خليجي، بشكل يرى فيه الكثير من المراقبين ملامح “نحر” مشروع إسرائيل الوجودي وتضييق الخناق على فرصتها في حشد الدعم الدولي، بينما يعتقد آخرون أن “الربيع العربي” و ما سبقه من تقسيم للسودان، التي تحول جنوبها إلى “فضاء جيو-استراتيجي” لإسرائيل ، يحمل ملامح تفاصيل تصب في مصلحة إسرائيل وضد الوحدة العربية التي باتت تعاني مما يمكن أن نطلق عليه “تشتتا” مع انشغال كل دولة بقضاياها الداخلية وتهميش القضية الفلسطينية.
أكدت تقارير إعلامية عبرية صدرت أمس أن قادة إسرائيل أقاموا حفلات لزيارة رئيس جنوب السودان لتل أبيب لدعم التحالف الأمني والعسكري الاسرائيلي الجنوب سوداني. ونشرت وسائل الإعلام العبرية صورة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز وهو يرفع كأس خمر “الحب الجديد” والذي يرمز إلى مشروع الشرق الأوسط الجديد، كما أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن الرئيس الجنوب سوداني الجديد حظي باستقبال متميز من طرف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو واتفقا في ختام الاجتماع على قيام إسرائيل بإرسال بعثة إلى جنوب السودان، كما التقى رئيس جنوب السودان كير وزير خارجية الاحتلال افيغدور ليبرلمان ووزير الدفاع ايهود باراك وزار النصب التذكاري لضحايا المحرقة النازية في مدينة القدس .
أما بيرس فقد وصف هذا اللقاء بـ”اللحظة تاريخية” مشيرا إلى أن دولة إسرائيل دعمت وسوف تدعم دولة جنوب السودان في جميع المجالات لتطويرها وتقويتها. معتبرا أن ولادة هذه الدولة تشكل انطلاقة في تاريخ الشرق الأوسط الجديد كما تحدث شيمون بيرس.
وتراقب إسرائيل وبعناية شديدة تطورات الأوضاع في الدول العربية لتمرير أجندتها خصوصا بعد إعلان زعماء دول الخليج العربية ترحيبهم بدعوة العاهل السعودي الملك عبد الله إلى ضم الصفوف في “كيان واحد”، بعد تلميح إلى تهديدات إيرانية، امتنعت السلطات الأردنية أمس عن إصدار أي تعليق عن تجاهل قمة مجلس التعاون الخليجي الأخيرة لمسألة انضمام الأردن والمغرب للنادي الخليجي، بعد صدور بيان ختامي عن القمة يعكس رسالة واضحة سياسيا تفيد بأن النادي الخليجي مغلق على الأعضاء فقط، وهو ما أثار استياء وسخط النخب السياسية والرأي العام عموما في الأردن، فيما امتنعت الحكومة عن التعليق رسميا على المجريات بعدما وصلت في وقت مبكر وقبل اجتماع القمة الخليجية الرسالة التي تقول بطي الصفحة، عبر تجنب دعوة الأردن والمغرب لحضور حتى اجتماع القمة بصفة ضيوف أو مراقبين، وهي خطوات تعكس حجم الصراع العربي الذي بات يهدد جامعة الدول العربية المتهمة بإعطاء الضوء الأخضر للتدخل الأجنبي في ليبيا ولاتزال العديد من الدول العربية ترى نفسها خارج اللعبة.
وأجمع خبراء فلسطينيون على حساسية تطور الأوضاع في العالم العربي وانعكاساته على القضية الفلسطينية التي لم تقدم خدمة، فحتى مجلس الأمن رفض تبني قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية بسبب الموقف الأمريكي، وذلك على الرغم من تأييد العديد من أعضاء المجلس للقرار، بينما لاتزال تربط السلطات الإسرائيلية الحوار بضرورة الاعتراف العربي المكتوب بيهودية الدولة الإسرائيلية هكذا من دون شروط، ومن دون الاتفاق على المعنى القانوني والسياسي لهذه الهوية، كما يقول الدكتور وليد العوض، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني في تصريحات لـ “الفجر” بهذا الشأن “إسرائيل لاتزال تراهن على تمرير أجندتها وهي عازمة كما يبدو ولا تعبأ بالمواقف الفلسطينية” وأضاف “على العرب أن يفوتوا على إسرائيل هذه الفرصة، نحن نطالب الدول العربية بمواصلة دعم القضية الفلسطينية التي تعتبر القضية الأهم عربيا“ وقال “إسرائيل اعتادت على استغلال الحجج الوهمية من أجل تحقيق أهدافها، لكننا نثق في أن الربيع العربي سوف يخيب لها آمالها هذه المرة”.
ويوضح الدكتور الفلسطيني أن صعود المد الإسلامي في الدول العربية سلاح ذو حدين في هذا الصدد لكنه أعرب عن تفاؤله بأن يكون جدار صد أمام المشاريع الإسرائيلية في المنطقة.
http://www.al-fadjr.com/ar/alhadath/200635.html
خبراء فلسطينيون لـ “الفجر”: إسرائيل تراهن على يهودية الدولة والربيع العربي سلاح ذو حدين
تتطور الأوضاع في العالم العربي سيما في الدول المحورية من مصر وسوريا وحتى دول الخليج التي أعلنت أمس من العاصمة السعودية قرارها ترقية مجلس التعاون إلى اتحاد خليجي، بشكل يرى فيه الكثير من المراقبين ملامح “نحر” مشروع إسرائيل الوجودي وتضييق الخناق على فرصتها في حشد الدعم الدولي، بينما يعتقد آخرون أن “الربيع العربي” و ما سبقه من تقسيم للسودان، التي تحول جنوبها إلى “فضاء جيو-استراتيجي” لإسرائيل ، يحمل ملامح تفاصيل تصب في مصلحة إسرائيل وضد الوحدة العربية التي باتت تعاني مما يمكن أن نطلق عليه “تشتتا” مع انشغال كل دولة بقضاياها الداخلية وتهميش القضية الفلسطينية.
أكدت تقارير إعلامية عبرية صدرت أمس أن قادة إسرائيل أقاموا حفلات لزيارة رئيس جنوب السودان لتل أبيب لدعم التحالف الأمني والعسكري الاسرائيلي الجنوب سوداني. ونشرت وسائل الإعلام العبرية صورة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز وهو يرفع كأس خمر “الحب الجديد” والذي يرمز إلى مشروع الشرق الأوسط الجديد، كما أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن الرئيس الجنوب سوداني الجديد حظي باستقبال متميز من طرف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو واتفقا في ختام الاجتماع على قيام إسرائيل بإرسال بعثة إلى جنوب السودان، كما التقى رئيس جنوب السودان كير وزير خارجية الاحتلال افيغدور ليبرلمان ووزير الدفاع ايهود باراك وزار النصب التذكاري لضحايا المحرقة النازية في مدينة القدس .
أما بيرس فقد وصف هذا اللقاء بـ”اللحظة تاريخية” مشيرا إلى أن دولة إسرائيل دعمت وسوف تدعم دولة جنوب السودان في جميع المجالات لتطويرها وتقويتها. معتبرا أن ولادة هذه الدولة تشكل انطلاقة في تاريخ الشرق الأوسط الجديد كما تحدث شيمون بيرس.
وتراقب إسرائيل وبعناية شديدة تطورات الأوضاع في الدول العربية لتمرير أجندتها خصوصا بعد إعلان زعماء دول الخليج العربية ترحيبهم بدعوة العاهل السعودي الملك عبد الله إلى ضم الصفوف في “كيان واحد”، بعد تلميح إلى تهديدات إيرانية، امتنعت السلطات الأردنية أمس عن إصدار أي تعليق عن تجاهل قمة مجلس التعاون الخليجي الأخيرة لمسألة انضمام الأردن والمغرب للنادي الخليجي، بعد صدور بيان ختامي عن القمة يعكس رسالة واضحة سياسيا تفيد بأن النادي الخليجي مغلق على الأعضاء فقط، وهو ما أثار استياء وسخط النخب السياسية والرأي العام عموما في الأردن، فيما امتنعت الحكومة عن التعليق رسميا على المجريات بعدما وصلت في وقت مبكر وقبل اجتماع القمة الخليجية الرسالة التي تقول بطي الصفحة، عبر تجنب دعوة الأردن والمغرب لحضور حتى اجتماع القمة بصفة ضيوف أو مراقبين، وهي خطوات تعكس حجم الصراع العربي الذي بات يهدد جامعة الدول العربية المتهمة بإعطاء الضوء الأخضر للتدخل الأجنبي في ليبيا ولاتزال العديد من الدول العربية ترى نفسها خارج اللعبة.
وأجمع خبراء فلسطينيون على حساسية تطور الأوضاع في العالم العربي وانعكاساته على القضية الفلسطينية التي لم تقدم خدمة، فحتى مجلس الأمن رفض تبني قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية بسبب الموقف الأمريكي، وذلك على الرغم من تأييد العديد من أعضاء المجلس للقرار، بينما لاتزال تربط السلطات الإسرائيلية الحوار بضرورة الاعتراف العربي المكتوب بيهودية الدولة الإسرائيلية هكذا من دون شروط، ومن دون الاتفاق على المعنى القانوني والسياسي لهذه الهوية، كما يقول الدكتور وليد العوض، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني في تصريحات لـ “الفجر” بهذا الشأن “إسرائيل لاتزال تراهن على تمرير أجندتها وهي عازمة كما يبدو ولا تعبأ بالمواقف الفلسطينية” وأضاف “على العرب أن يفوتوا على إسرائيل هذه الفرصة، نحن نطالب الدول العربية بمواصلة دعم القضية الفلسطينية التي تعتبر القضية الأهم عربيا“ وقال “إسرائيل اعتادت على استغلال الحجج الوهمية من أجل تحقيق أهدافها، لكننا نثق في أن الربيع العربي سوف يخيب لها آمالها هذه المرة”.
ويوضح الدكتور الفلسطيني أن صعود المد الإسلامي في الدول العربية سلاح ذو حدين في هذا الصدد لكنه أعرب عن تفاؤله بأن يكون جدار صد أمام المشاريع الإسرائيلية في المنطقة.
http://www.al-fadjr.com/ar/alhadath/200635.html