الاستعدادات الأميركية في مواجهة الهجمات

sword1988

عضو
إنضم
4 سبتمبر 2010
المشاركات
821
التفاعل
729 0 0
تقييم مدى جهوزية تدريبات وزارة الدفاع الأميركية

في هذه المرحلة التي تسود فيها الشكوك حول انخفاض الميزانية الحكومة الأميركية، قام القادة الكبار في وزارة الدفاع الأميركية بالتعبير عن التزاماتهم خلال مؤتمر القوات المشتركة والصناعة للتدريب والتشبيه والتعليم أي/أي تي أس إي سي للعام 2011 الذي أقيم في مدينة أورلاندو/ فلوريدا بغية تحقيق فوائد أفضل ضمن ميزانيات برامج تدريب منخفضة.

وقد وفرت الكلمة الرئيسية، وحلقة النقاش على مستوى فريق أول وقائد أسطول تقييماً صريحاً لوضع جاهزية التدريب لدى القوات العسكرية الأميركية، واقترحت كون التدريب يوفر الحلول للتحديات العملياتية والمتعلقة بالتدريب.

وفي كلمته الرئيسية في المؤتمر، عبر الفريق كايث والكر من الجيش الأميركي ، نائب القائد العام لمركز المستقبل Futures ومدير مركز دمج القدرات الخاصة بالجيش الأميركي، عن الأصداء التي تتردد حول موضوع أصبح مألوفاً بين كبار القادة من المدنيين والعسكريين داخل وخارج البنتاغون – وهو أنه بينما كانت القوات العسكرية الأميركية تركز على الأعمال القتالية في حرب العراق وأفغانستان، كانت تدريباتهم تركز على تلك المهمة أيضاً. وأنه وبخلاف الحقبة التي أنشأت هذه الصراعات، فقد عجزت هذه القوات عن القيام بمنظومة من السيناريوهات للتدريب على مهام أخرى أكثر توسعاً.

وقد اقترح والكر وأعضاء اللجنة المتواجدين في ذلك المؤتمر بالإجماع على وجوب قيام قواتهم وقادتهم بتوسيع تدريب وحداتهم وأركانهم– بحيث يتم التركيز على ما وراء الضرورات العملياتية الحادثة في السنوات العشر الأخيرة.

وبينما تكهن والكر بإمكانية خفض محتمل للتمويل الدفاعي، فقد المح إلى أن "المنطقة التي تكتسب المزيد من الأهمية في الديناميكية العالمية هي منطقة المحيط الهادئ." ومن ناحية أخرى أجمع هذا الضابط الكبير في الجيش على غرار اللواء بريت وليامز من سلاح الجو الأميركي، ومدير العمليات في مكتب نائب رئيس الأركان لشؤون العمليات والتخطيط والمتطلبات في قيادة أركان سلاح الجو وأحد أعضاء لجنة الحواء على الأهمية المتزايدة في مجال الإنترنت والكمبيوتر.

وقد تولى والكر وأعضاء اللجنة المجتمعة شرح فوائد الاستثمار في مجال المحاكاة وأجهزتها وتكنولوجيات التعليم الأخرى.على سبيل المثال إنه يمكن للطيارين أن يتعلموا ويقوموا بالتدرب على الكثير من المهارات بواسطة مشبّه طيران بطريقة أقل كلفة بكثير مقارنة مع استعمال طائرة فعلية لمهام التدريب. من جهة ثانية تولى العميد البحري راندولف ماهْر، قائد مركز سلاح البحرية للحروب الجوية قسم الطائرات، وهو عضو في لجنة أخرى وضع دراسة كمّية للتوفير الممكن تحقيقه من وجهة نظر سلاح البحرية الأميركي. فقال أن الطلعة الواحدة للتدريب على مقاتلة F/A-18 تكلف 30 ألف دولار، بينما تكلف الطلعة نفسها على جهاز محاكاة الطيران أقل من 100 دولار.

وقد تكون إمكانيات التوفير في الكلفة والكفاءات الأخرى التي من الممكن إحرازها من التكنولوجيا المتقدمة للتدريب، من الأسباب التي شجعت والكر على التعليق بالقول:" نحتاج إلى إعادة تنشيط طرق التدريب لدينا. ورسالتي إلى كافة الحضور هي أن عمليات التدريب بالمحاكاة والتدريب الافتراضي سوف تكون هائلة الأهمية."

من ناحيته صرح وليامز من سلاح الجو الأميركي أيضاً للتجمّع الصناعي عن ثلاثة برامج تدريب رئيسية تحاول قواته إضفاء تحسينات عليها وهي : تمرين رد فلاغ (Red Flag) وتمرين سايبر فلاغ (Cyber Flag) وتمرين Cyber Flag الخاص بقيادة الشبكة الكمبيوترية العسكرية الأميركية.

ويمثل تمرين رد فلاغ تمريناً خاصاً بالقوات الأميركية المشتركة/أو مع الحلفاء، في مجال القتال الجوي التكتيكي الذي يتطابق مع القدرات العملانية للوحدات المشاركة.

أما تمارين سايبر فلاغ العائدة لسلاح الجو الأميركي ولقيادة الشبكة الكمبيوترية فتقوم بتدريب ودمج القوات المدنية والعسكرية للحماية والدفاع عن القوات العسكرية الأميركية والبنية التحتية للأمة ضد التهديدات المتفشية عبر الإنترنت.

ويضيف وليامز :" وفي كل من هذه المجالات يجب على سلاح الجو الأميركي أن يركز بدقة على تلك الأمور التي من شأنها أن توفر أكثر ما يمكن من الإمكانات والقدرات من جراء استثمارها."

أما الدكتورة لورا جونور، نائبة وزير الدفاع الأميركي لشؤون الجهوزية، وهي العضو الأعلى في اللجنة ، فقد قامت بعرض العديد من التحديات في السياسة التي سيتم اعتمادها مستقبلاً. ويتمثل أحدها بالحاجة للقيام بعملية استيعاب وأرشفة الخبرات العملانية المأخوذة من المهام التي تم تنفيذها خلال السنوات العشر الأخيرة في العراق وأفغانستان. وثمة تحدٍّ آخر يتمثل بحاجة وزارة الدفاع والقوات الأميركية أن تصبح أفضل في التعامل مع شركائها الأجانب والمحليين.



تعمل وزارة الدفاع الأميركية على وضع العقيدة والسياسة والشراكات (العقود) الجديدة بسرعة لدعم كافة أنواع العمليات في نطاق الشبكة الكمبيوترية. ولن يكون من شأن هذه الجهود سوى تحويل الطريقة التي تخطط فيها الوزارة المهام وتنفذها مع الوكالات الحكومية الأخرى، والحلفاء والأصدقاء، وتتمم العمليات الشبكية ضد المعادين أكانوا دولاً أو منظمات مختلفة.

تستخدم وزارة الدفاع الأميركية أكثر من 15000 شبكة كمبيوترية مختلفة عبر 4000 منشأة عسكرية حول العالم. وفي أي يوم عادي، هناك ما يصل إلى سبعة ملايين جهاز كمبيوتر واتصالات تابع للوزارة قيد الاستخدام في 88 بلدا|ً، تستعمل فيها ألوف التطبيقات العملياتية الداعمة.

وتعتبر نسبة تعرّض شبكات البنتاغون للاختراقات أمراً مذهلاُ. كما أن سرعة تنفيذ الهجمات عبر الشبكات، وضبابية حيز عملانية الشبكات الكمبيوترية يؤدي إلى احتمالات كبيرة لوقوع الهجمات. مع العلم أن الأفضلية التي يحققها القراصنة تتعاضم في الوقت الذي تغدو أدواتهم أقل كلفة وسهولة للاستخدام، كما أن مهاراتهم تتنامى باستمرار.

وتتفاعل وزارة الدفاع الأميركية مع هذه التهديدات، نوعاً ما، بوضع عقائد وسياسات جديدة لمواجهتها.

وقد أفاد الفريق أول في الجيش الأميركي كيث بي ألكسندر، قائد قيادة الشبكات الكمبيوترية الأميركية، في مؤتمر صحافي في تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، في إطار مؤتمر اتحاد أمن النظم الدولي، أن العقيدة الجديدة التي يتم دراستها من قبل مكتب رئاسة الأركان المشتركة الأميركية ستتولى وضع قوانين الاشتباك ضد أي هجوم على الشبكة الكمبيوترية.

توفر قوانين الاشتباك للقادة وقواتهم في بيئة الشبكات الكمبيوترية، توجيهاً محدداً متوفراً حالياً لزملائهم في البيئة الجوية والبحرية وتحت سطح البحر، والأرض والفضاء، ويتعلق بمسائل اتخاذ القرارات المهمة في هذا المجال. وفيما يختص بالقوات السيبيرية (المتخصصة بالشبكات الكمبيوترية)، فستحصل على توجيهات بخصوص ما هو الذي يعتبر حرباً في البيئة السيبيرية، وما الذي يمثل رداً معقولاً ونسبياً على هجوم على شبكات الكمبيوتر، وغيرها من الأوضاع المماثلة في الظروف الحربية والأدنى من الظروف الحربية.

من شأن العقيدة الجديدة أن تدعم استراتيجية وزارة الدفاع البريطانية التي وضعت في تموز/ يوليو 2011 المتعلقة بالعمليات في بيئة الشبكات الكمبيوترية، واستراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما المتعلقة بفضاء الشبكات الكمبيوترية. أما بالنسبة لوزارة الدفاع الأميركية، فإن هذه الاستراتيجية الدولية تمثل الإطار مساهمتها في مجهود حرية العمل على شبكة الإنترنت والتجارة عبر الإنترنت، وصولاً إلى فرض القانون المتعلق بالجرائم السيبيرية والأعراف والسلوك الدولي في هذا الخصوص.
الشراكات
تدخل وزارة الدفاع الأميركية أيضاً ضمن شراكات خاصة بالشبكات الكمبيوترية ضمن سياق حكومي شامل، من خلال إقامة تحالفات وعلاقات ثنائية مع الأصدقاء والحلفاء.

في الداخل، تولى البنتاغون ووزارة الأمن الوطني تعزيز تعاونهما في العام 2010، عبر توقيع اتفاق فيما بينهما لتوفير القوى البشرية والعتاد والوسائل الكفيلة بالدعم المتبادل للتخطيط الاستراتيجي في مجال الأمن السيبيري، والقيام بتطوير مشترك للقدرات وتنسيق النشاطات المتعلقة بالمهام في مجال الشبكات الكمبيوترية.

مع الإشارة أن وزارة الأمن الوطني تشرف على حماية قطاع البنى التحتية الأميركية، مثل شبكة الكهرباء أو نظام النقل الوطني مثلاً.

على الصعيد الدولي، عملت وزارة الدفاع الأميركية في السنة الماضية، مع دول حلف الناتو وشركائها الآخرين على تقوية تعاونهم في مجال الشبكات الكمبيوترية.

وقد أدركت دول حلف ناتو مجتمعة الحاجة لرفع مستوى التعامل مع امن الشبكات الكمبيوترية. فإن المفهوم الاستراتيجي الجديد للحلف يعتبر أمن الشبكات الكمبيوترية أولوية في القرن الحادي والعشرين. وقد التزم الحلف التزاماً عالي المستوى بأمن الشبكات الكمبيوترية في قمة لشبونة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2010. ونتيجة لذلك، تجرى عمليات التحديث التي من شأنها ان تمكن حلف ناتو من الدفاع بشكل أفضل عن شبكاته. ويعتبر الالتزام بنقل مركز الرد على الحوادث السيبيرية الخاص بحلف ناتو بحلول العام 2012 خطوة كبيرة في هذا الاتجاه. وهكذا، وافق وزراء حلف ناتو، في اجتماع وزاري على التوجّه النهائي الخاص بسياسة العمل في الشبكات الكمبيوترية.

وفي إطار العلاقات الثنائية مع الدول، فإن مؤتمر التشاور الوزاري الأسترالي - الأميركي السنوي الذي أقيم في أيلول/ سبتمبر، بمشاركة مسؤولين كبار من البلدين، أدى إلى إصدار بيان مشترك متعلق ببيئة الشبكات الكمبيوترية.

ويمثل البيان المشترك مجال ارتباط جديد بالغ الأهمية بين أستراليا والولايات المتحدة، "من شأنه أن يؤثر على الحكومات وسير الأعمال والمواطنين حول العالم، وعلى المنطقة ككل ودولتينا،" حسب قول وزير الخارجية الأسترالي كيفين رود، في مؤتمر صحافي لاحق.

وعلى غرار مواجهة الإرهاب، فإن قطاع أمن الشبكات الكمبيوترية، بحسب رأي رود "يمثل ساحة معركة يتم خوضها بطريقة غير تقليدية، وغالباً دون معرفة من هو العدو. لذلك من الضروري أن يكون ذلك جزءاً رسمياً من مشاورات تحالفنا والالتزام بالتعاون فيما بيننا لدى حدوث هجومات مماثلة في المستقبل."

على صعيد آخر، امتنعت وزارتا الدفاع والخارجية الأميركيتان عن الرد على موقع الأمن والدفاع العربي SDA للحصول على معلومات عن وجود أي جهود للتعاون بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، والشرق الأدنى في مجال أمن الشبكات الكمبيوترية.
 
عودة
أعلى