كذب رسميا الزعيم حسين ايت أحمد أحد قادة الثورة الجزائرية تصريحات هيكل الذي اتهم فيها المغفور له الملك الحسن الثاني بالمشاركة في عملية اختطاف القادة الخمسة عند عودتهم من مؤتمر تونس.
تصريحات حسين آيت أحمد، التي أدلى بها في مقابلة تلفزيونية على القناة الفرنكومغربية ''ميدسات''، والتي بثت صبيحة أمس، قال من خلالها ''إنه لم يكن من الوارد نهائيا أن يكون هناك تواطؤ من السلطة المغربية مادام أن ولي العهد آنذاك، الحسن الثاني، أبلغ والده الملك محمد الخامس بتحذيري ومخاوفي بخصوص المخاطر التي قد يتعرّض لها الملك، الذي كان يرغب في أن يستقل نفس الطائرة التي تقل القادة الجزائريين و''اقترحت بنفسي استخدام طائرة ثانية''·
ووصف آيت احمد، الذي حل ضيفا على برنامج ''اليوم لقاء مع''، الادعاءات الأخيرة للصحافي المصري، حسين هيكل، على قناة ''الجزيرة'' القطرية حول ملابسات تحويل اتجاه الطائرة المغربية التي وضعت رهن إشارة قادة جبهة التحرير الوطني بـ ''افتراءات سخيفة وغريبة''، مضيفا أن أمصالح الاستخبارات الفرنسية، هي التي تقف وراء تحويل اتجاه الطائرة التي كانت تقل خمسة من قادة جبهة التحرير الوطني الجزائرية المتجهة إلى تونس، نحو الجزائر العاصمة في22 أكتوبر .1956 وقال الدا الحسين: ''تعلمون، فإنني كجزائري، تعودت على أن لا أندهش عندما يتم ترويج أكاذيب سخيفة وغريبة هدفها الوحيد هو تزييف الحقائق بشكل تام''، مضيفا أن الأمر الأساسي اليوم هو ''تمكين الرأي العام المغاربي من معرفة الحقيقة''·
وشدد آيت أحمد على أن القرصنة الجوية التي استهدفت قادة الثورة الجزائرية الذي كان قد حصل لتوه بعد حصول المملكة المغربية على استقلالها، لقيت إدانة قوية من المملكة المغربية والمجتمع الدولي، مؤكدا رد الفعل الحازم والصارم للملك محمد الخامس آنذاك، والذي ذهب -حسب تصريحات آيت أحمد- إلى حد اقتراح ''مبادلة نجله بتحرير ضيوفه''·
وأضاف آيت أحمد خلال البرنامج الذي تم تسجيله بمعهد العالم العربي بباريس، ''في المغرب، كان الأمر الأساسي من وجهة نظر ديبلوماسية وسياسية هو رد فعل حازم للملك وولي عهده اللذان أدانا هذا العمل''، موضحا أن مصالح الاستخبارات الفرنسية ''لم تكن في حاجة إلى تواطؤ، مادام أنها كانت آنذاك متواجدة في كل مكان، في المغرب، في تونس وحتى في القاهرة''· المقابلة التلفزيونية لحسين آيت أحمد استرجع خلالها التصريحات التي أدلى بها قبل سنوات، ماكس لوجون، كاتب الدولة الفرنسي في القوات المسلحة إبان تلك الواقعة، أي سنة ,1956 والتي توقف فيها عند الأحداث التي عرفها يوم 22 أكتوبر ,1956 وذلك في برنامج ''ملفات الشاشة''، الذي بثته القناة الفرنسية الثانية سنة 1982 وشارك فيه حسين آيت أحمد·
وقال حينها: ''كان الأمر يتعلق باعتراض سبيل طائرة، بطلب من الجنرال، القائد العام بالجزائر والجنرال، قائد المنطقة الجوية بشمال إفريقيا''·
وكان ماكس لوجون قد أوضح في هذه الشهادة بأنه لم يكن بإمكانه أن ''يترك الطائرة تمر، بينما كان العسكريون يطالبون باعتراضها''· وأضاف في هذا الصدد ''إني أقول بأنه لم يكن بوسع أي وزير أن يعطي أمرا غير ذاك الذي أصدرته''، مبررا ذلك بأن ''الأمر كان يتعلق بحرب في الجزائر وليس بعملية لحفظ النظام''·
وبالنسبة لآيت أحمد، فإن هذه الشهادات ''تفند بشكل قطعي اتهام حسنين هيكل، لأن العسكريين الفرنسيين كانوا يعتبرون أنفسهم منخرطين في حرب شاملة، وأنه في ظل هذه الديناميكية، فإنه ليس أمامهم سوى اعتقال القادة الجزائريين وحرمان الثورة الجزائرية منهم·
ووصف آيت احمد، الذي حل ضيفا على برنامج ''اليوم لقاء مع''، الادعاءات الأخيرة للصحافي المصري، حسين هيكل، على قناة ''الجزيرة'' القطرية حول ملابسات تحويل اتجاه الطائرة المغربية التي وضعت رهن إشارة قادة جبهة التحرير الوطني بـ ''افتراءات سخيفة وغريبة''، مضيفا أن أمصالح الاستخبارات الفرنسية، هي التي تقف وراء تحويل اتجاه الطائرة التي كانت تقل خمسة من قادة جبهة التحرير الوطني الجزائرية المتجهة إلى تونس، نحو الجزائر العاصمة في22 أكتوبر .1956 وقال الدا الحسين: ''تعلمون، فإنني كجزائري، تعودت على أن لا أندهش عندما يتم ترويج أكاذيب سخيفة وغريبة هدفها الوحيد هو تزييف الحقائق بشكل تام''، مضيفا أن الأمر الأساسي اليوم هو ''تمكين الرأي العام المغاربي من معرفة الحقيقة''·
وشدد آيت أحمد على أن القرصنة الجوية التي استهدفت قادة الثورة الجزائرية الذي كان قد حصل لتوه بعد حصول المملكة المغربية على استقلالها، لقيت إدانة قوية من المملكة المغربية والمجتمع الدولي، مؤكدا رد الفعل الحازم والصارم للملك محمد الخامس آنذاك، والذي ذهب -حسب تصريحات آيت أحمد- إلى حد اقتراح ''مبادلة نجله بتحرير ضيوفه''·
وأضاف آيت أحمد خلال البرنامج الذي تم تسجيله بمعهد العالم العربي بباريس، ''في المغرب، كان الأمر الأساسي من وجهة نظر ديبلوماسية وسياسية هو رد فعل حازم للملك وولي عهده اللذان أدانا هذا العمل''، موضحا أن مصالح الاستخبارات الفرنسية ''لم تكن في حاجة إلى تواطؤ، مادام أنها كانت آنذاك متواجدة في كل مكان، في المغرب، في تونس وحتى في القاهرة''· المقابلة التلفزيونية لحسين آيت أحمد استرجع خلالها التصريحات التي أدلى بها قبل سنوات، ماكس لوجون، كاتب الدولة الفرنسي في القوات المسلحة إبان تلك الواقعة، أي سنة ,1956 والتي توقف فيها عند الأحداث التي عرفها يوم 22 أكتوبر ,1956 وذلك في برنامج ''ملفات الشاشة''، الذي بثته القناة الفرنسية الثانية سنة 1982 وشارك فيه حسين آيت أحمد·
وقال حينها: ''كان الأمر يتعلق باعتراض سبيل طائرة، بطلب من الجنرال، القائد العام بالجزائر والجنرال، قائد المنطقة الجوية بشمال إفريقيا''·
وكان ماكس لوجون قد أوضح في هذه الشهادة بأنه لم يكن بإمكانه أن ''يترك الطائرة تمر، بينما كان العسكريون يطالبون باعتراضها''· وأضاف في هذا الصدد ''إني أقول بأنه لم يكن بوسع أي وزير أن يعطي أمرا غير ذاك الذي أصدرته''، مبررا ذلك بأن ''الأمر كان يتعلق بحرب في الجزائر وليس بعملية لحفظ النظام''·
وبالنسبة لآيت أحمد، فإن هذه الشهادات ''تفند بشكل قطعي اتهام حسنين هيكل، لأن العسكريين الفرنسيين كانوا يعتبرون أنفسهم منخرطين في حرب شاملة، وأنه في ظل هذه الديناميكية، فإنه ليس أمامهم سوى اعتقال القادة الجزائريين وحرمان الثورة الجزائرية منهم·
المؤرخ الدكتور محمد لحسن زغيدي لـ''الجزائر نيوز'':
أؤكد ما قاله أيت أحمد·· والحسن الثاني كان صديقا للثورة الجزائرية
يرجح المؤرخ الدكتور محمد لحسن زغيدي لـ''الجزائر نيوز''، بخصوص الجدل المثار حول ما قاله الكاتب محمد حسنين هيكل، بأن للملك المغربي الراحل الحسن الثاني عندما كان وليا للعهد دورا في اختطاف زعماء الثورة الخمسة بطائرتهم، صحة شهادة التاريخي حسين أيت أحمد لأسباب موضوعية تتعلق بالمنهج التاريخي···الزعيم التاريخي حسين أيت أحمد، فنّد ما قاله الصحفي محمد حسين هيكل فيما يخص دور الأمير الحسن (الملك الحسن الثاني بعدها)، بخصوص خطف طائرة قياديي الثورة···
حاوره: الخير شوار
أؤكد ما قاله أيت أحمد·· والحسن الثاني كان صديقا للثورة الجزائرية
يرجح المؤرخ الدكتور محمد لحسن زغيدي لـ''الجزائر نيوز''، بخصوص الجدل المثار حول ما قاله الكاتب محمد حسنين هيكل، بأن للملك المغربي الراحل الحسن الثاني عندما كان وليا للعهد دورا في اختطاف زعماء الثورة الخمسة بطائرتهم، صحة شهادة التاريخي حسين أيت أحمد لأسباب موضوعية تتعلق بالمنهج التاريخي···الزعيم التاريخي حسين أيت أحمد، فنّد ما قاله الصحفي محمد حسين هيكل فيما يخص دور الأمير الحسن (الملك الحسن الثاني بعدها)، بخصوص خطف طائرة قياديي الثورة···
حاوره: الخير شوار
كيف ترى المسألة من موقعك كمؤرخ؟
القضية الآن بين حسين أيت أحمد أحد الزعماء الخمسة الذين اختطفوا ساعتها، وبين محمد حسنين هيكل، وهو صحفي متابع للأحداث من بعيد وليكن محللا سياسيا، ومنهج البحث التاريخي يقتضي أن نصدّق حسين آيت أحمد، المعني المباشر بالقضية، فقد قدّم شهادة حية خضعت لمعايير محددة، ولئن كان لكل طرف رأي، فمن المحتمل أن يكون أيت أحمد غير دار ما يجري في الكواليس، لكني أستبعد هذا الاحتمال بحكم أنه كان عضو الوفد الخارجي مكلف بالقضايا الدبلوماسية، وممثل الجزائر في مؤتمر باندونغ وكان في الأمم المتحدة، فمن غير المعقول أن تخفى عليه مثل هذه الأمور·
وهل تكفي شهادة واحدة في الحكم على قضية تاريخية معقدة؟
هناك ما يؤكد شهادة حسين أيت أحمد، فمن بين الزعماء الخمسة الذين اختطفوا بطائرتهم، بقي الآن على قيد الحياة اثنان منهم، وهما حسين آيت أحمد وأحمد بن بلة، ولئن كانت شهادة حسين آيت أحمد قد أدلى بها مؤخرا، فإن أحمد بن بلة في برنامج ''شاهد على العصر'' لم يتطرق إطلاقا إلى الموضوع، أما الراحل محمد بوضياف الذي كان أحد الخمسة فعندما كتب شهادته في مجلة ''الجريدة''، لم يذكر ما ذكره هيكل، فيمكن أن نقول مثلا أن بوضياف كان يقيم في القنيطرة المغربية، وقد تجنب الدخول في الموضوع لدوافع موضوعية شخصية، فإن أيت أحمد لا يربطه إطلاقا أي التزام شخصي مع الطرف المغربي، وهو الأمر الذي ينطبق على بن بلة، ومن هنا تكمن قيمة شهادة أيت أحمد، وهناك معطى آخر، هو أن الأمير الحسن في عهد أبيه محمد الخامس، ثم الملك الحسن الثاني، بعدها كانت تربطه صداقة قوية مع الثورة الجزائرية·
هل يمكن معرفة الأدلة على تلك الصداقة؟
في المغرب كانت توجد قيادة المنطقة الخامسة للثورة الجزائرية، وكانت بها مصانع تسليح الثورة، وكان المغرب كذلك قاعدة لتدريب جيش التحرير وبها مديرية التسليح والتمويل التي كان يديرها منصور بوداود، كل ذلك كان في المغرب، مما يؤكد صداقة الأمير الحسن ثم الملك الحسن الثاني للثورة الجزائرية·
في رأيك، لماذا قال هيكل ما قاله في قناة الجزيرة، باتهامه الحسن الثاني؟
بخصوص تصريحات هيكل، أقول أن المخابرات المصرية كان لها دور في تتبع الوفد الجزائري، وفتحي الذيب كان مكلفا بتتبع قضايا الثورة الجزائرية، وعلى علاقة جيدة بأفرادها، نتمنى إن كانت في هذا الخصوص وثائق بحوزة هيكل تفيد الموضوع، أن يكشفها للرأي العام، ولو أني لا أرجح وجودها، أتمنى أن يتم كشف ذلك للتاريخ فقط·
http://www.djazairnews.info/akhbar.htmالقضية الآن بين حسين أيت أحمد أحد الزعماء الخمسة الذين اختطفوا ساعتها، وبين محمد حسنين هيكل، وهو صحفي متابع للأحداث من بعيد وليكن محللا سياسيا، ومنهج البحث التاريخي يقتضي أن نصدّق حسين آيت أحمد، المعني المباشر بالقضية، فقد قدّم شهادة حية خضعت لمعايير محددة، ولئن كان لكل طرف رأي، فمن المحتمل أن يكون أيت أحمد غير دار ما يجري في الكواليس، لكني أستبعد هذا الاحتمال بحكم أنه كان عضو الوفد الخارجي مكلف بالقضايا الدبلوماسية، وممثل الجزائر في مؤتمر باندونغ وكان في الأمم المتحدة، فمن غير المعقول أن تخفى عليه مثل هذه الأمور·
وهل تكفي شهادة واحدة في الحكم على قضية تاريخية معقدة؟
هناك ما يؤكد شهادة حسين أيت أحمد، فمن بين الزعماء الخمسة الذين اختطفوا بطائرتهم، بقي الآن على قيد الحياة اثنان منهم، وهما حسين آيت أحمد وأحمد بن بلة، ولئن كانت شهادة حسين آيت أحمد قد أدلى بها مؤخرا، فإن أحمد بن بلة في برنامج ''شاهد على العصر'' لم يتطرق إطلاقا إلى الموضوع، أما الراحل محمد بوضياف الذي كان أحد الخمسة فعندما كتب شهادته في مجلة ''الجريدة''، لم يذكر ما ذكره هيكل، فيمكن أن نقول مثلا أن بوضياف كان يقيم في القنيطرة المغربية، وقد تجنب الدخول في الموضوع لدوافع موضوعية شخصية، فإن أيت أحمد لا يربطه إطلاقا أي التزام شخصي مع الطرف المغربي، وهو الأمر الذي ينطبق على بن بلة، ومن هنا تكمن قيمة شهادة أيت أحمد، وهناك معطى آخر، هو أن الأمير الحسن في عهد أبيه محمد الخامس، ثم الملك الحسن الثاني، بعدها كانت تربطه صداقة قوية مع الثورة الجزائرية·
هل يمكن معرفة الأدلة على تلك الصداقة؟
في المغرب كانت توجد قيادة المنطقة الخامسة للثورة الجزائرية، وكانت بها مصانع تسليح الثورة، وكان المغرب كذلك قاعدة لتدريب جيش التحرير وبها مديرية التسليح والتمويل التي كان يديرها منصور بوداود، كل ذلك كان في المغرب، مما يؤكد صداقة الأمير الحسن ثم الملك الحسن الثاني للثورة الجزائرية·
في رأيك، لماذا قال هيكل ما قاله في قناة الجزيرة، باتهامه الحسن الثاني؟
بخصوص تصريحات هيكل، أقول أن المخابرات المصرية كان لها دور في تتبع الوفد الجزائري، وفتحي الذيب كان مكلفا بتتبع قضايا الثورة الجزائرية، وعلى علاقة جيدة بأفرادها، نتمنى إن كانت في هذا الخصوص وثائق بحوزة هيكل تفيد الموضوع، أن يكشفها للرأي العام، ولو أني لا أرجح وجودها، أتمنى أن يتم كشف ذلك للتاريخ فقط·