افضل خطه عسكريه في العالم

شعلة الشهداء

صقور الدفاع
إنضم
15 يونيو 2011
المشاركات
2,710
التفاعل
415 0 0
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قال "نابليون لا شيء يضمن الحرب أكثر من خطة جيدة، ولكن الجيش النمساوي لم يستوعب ذلك جيداً، عندما وضع خطة للقاء الروس في "أوسترلكس" ومواجهة "نابليون".

اتفقوا أن يكون السادس عشر من أكتوبر موعداً لهم.

لم يعلم المخططون النمساويون أن حلفاءهم الروس ما زالوا يستعملون التقويم الجولياني القديم الذي ينقص اثنى عشر يوماً.

وصل الجيش الروسي في الوقت المحدد ليجد أن الجيش النمساوي قد استسلم.

رغم أحلام وتمنيات الجيوش القديمة إلا أن نصف خططها باء بالفشل، لا تسير الحروب وفق الخطط، وإلا انتصر كلا الطرفين.

خبير عسكري :

عندما تضع شبكة "abm" خطة فاشلة كما فعلت عندما أخفقت في معرفة أهمية الحاسوب الشخصي فإنها تخسر ملايين الدولارات، عندما ارتكب الجنرالات الألمان خطأ كلف ذلك ملايين الضحايا، لهذا يجب أن نحرص عند وضع خطة عسكرية خاطئة أكثر مما نحرص عند وضع خطة تجارية فاشلة.

المعلق :

كان القادة في التاريخ يضعون الخطط بأنفسهم، كانت المعارك فجائية وكان الأمر يعود إلى الجنرال، ولكن في القرن التاسع عشر أدخل الألمان الاحتراف في متابعة شئون الحرب، كانت ألمانيا أمة جديدة، تريد الدفاع عن حدودها الجديدة، لاسيما أنها محاطة بأعداء قدامى فتخلصت من رومانسية الحرب، ودخلت في عصر البيروقراطية والتكنولوجيا.

اعتبر الألمان أن السكك الحديدية يمكن أن تأتي بالنصر السريع، لكنها عانت جداول توقيت، وتطلبت الجداول جهود واضعي الخطط، دُعي ستمائة ضابط إلى كلية عسكرية جديدة عرفت باسم كلية الأركان الألمانية العامة.

خبير عسكري :

هناك قصة تقول: إن الأركان الألمانية العامة هي أضخم مؤسسة عرفها التاريخ، لم تكن من أضخم المؤسسات العسكرية بل كانت الأضخم، كان أفرادها يتمتعون بأعلى تقدير على تفوقهم العسكري، فاعتبروا جيوش البلدان الأخرى وخاصة الجيش البريطاني مدعاة للسخرية.

المعلق :

سرعان ما أخضع هذا التفوق للامتحان.

ظهرت ألمانيا كقوة عدوانية كبرى جديدة أثارت التوتر في أوروبا فاستولت على "ألزاسلورين" من فرنسا، وألغت معاهدة السلام المعقودة بينها وبين روسيا، فتكتلت فرنسا وروسيا انتقاماً لتشكيل تحالف عسكري.

إذا وقعت الحرب الآن ستجرب ألمانيا على محاربتهما معاً، قد يشكل إشعال حرب على جبهتين كارثة على ألمانيا، قد يكون لديها أفضل جيش، ولكنه أصغر من جيوش أعدائها.

الرجل الذي تولى هذه المشكلة هو "الكونت ألفريد فون شيلفن" وهو عسكري متمرس ومثابر، عرف بقراءة كتب التاريخ العسكري لابنته ساعة نومها.


خبير عسكري :

يقال إنه كان يوماً يركب الخيل مع اثنين من ضباط أركانه فشاهدوا منظراً طبيعياً فقال أحد الضباط: أليس هذا جميلاً؟ فرد "شيلفن" بالقول: إنه عقبة تكتيكية صغيرة.

ليس لـ"شيلفن" في الشأن الإنساني، والأهم من ذلك صورته العسكرية التي لو لم تكن موجودة لأوجدها ضباط كلية الأركان الألمانية العامة.





المعلق :

كانت روسيا بطيئة الحركة في الحروب، وكانت فرنسا أسرع منها، وهكذا وجدت ألمانيا أن عليها التحرك سريعاً ضد فرنسا للتغلب عليها، ثم ترتد إلى روسيا، ولكن كيف ستفعل ذلك؟

كانت الحدود الفرنسية معززة القوة جداً، إلا أنها عانت مشكلة في دروعها، بقيت بلجيكا على الحياد، لهذا تركت فرنسا الحدود معها غير محصنة.

في عام 1905 وضع "فون شيلفن" خطة لحملته التي تهدف إلى هزيمة فرنسا في ستة أسابيع.

تقوم الخطة على عبور الجيوش أراضي بلجيكا المحايدة، والتوجه نحو الدفاعات الفرنسية الحصينة، ثم تحتل فرنسا وتحاصر باريس، قبل أن يدرك الفرنسيون ما أصابهم، ثم يدفعون بالفرنسيين نحو المدافع الألمانية، عند هزيمة فرنسا ستضطر حليفتها الروسية لقبول شروط السلام الألمانية، كانت خطة خطرة يفترض أن تعمل بدقة عقارب الساعة.

قام واضعو الخطة باحتساب الوقت اللازم لتفريغ أحد عشر ألف قطار ومعدل سير جميع وحدات الجنود.

سادت قناعة بأن التخطيط لجميع التفاصيل يضمن نجاح الخطة.

خبير عسكري :

تكمن مشكلة خطة "شيلفن" في الاحتمالات الممكنة، ولكن أحداً لم يضع في الحسبان مناقشة الخيارات البديلة، لم يعين الضباط الذين يطرحون التساؤلات في المواقع الرئيسة للأركان العامة، وإذا كانوا قد انضموا إلى الأركان فقد تم تهميشهم من قِبَل زملائهم.

المعلق :

أخذ الوقت ينفذ لدى الأركان الألمانية العامة، كانت الجيوش الفرنسية والروسية تزداد قوة.

ومع كل عام من التأجيل أصبحت فرص تحقيق النصر أقل، مما دفع الألمان إلى الحرب خوفاً من هذا الأمر.

خبير عسكري :

بعيداً عن خضوع الألمان لرغبتهم الشديدة في السيطرة على عزيزي الزائر / العضو عليك الرد لتستطيع رؤية الروابط أخذت تسيطر على عقول واضعي الخطط العسكرية الألمانية مشاعر من عدم الثقة والتخلي عن القوة الإستراتيجية.

المعلق :

في عام 1914 لم تحتمل ألمانيا الانتظار.

عند تعرض الأرشادوق النمساوي "فرانس فيردناند" للاغتيال وجدوا في ذلك مبرراً صغيراً ولكنه كان كافياً، وبدأت ألمانيا حربها الكبرى.

في الأول من أغسطس تحرك الجيش الألماني نحو بلجيكا، فبدأ العمل على تنفيذ خطة "فون شيلفن".

رغم استعدادات دامت عشرين عاماً، تحولت هذه الحملة إلى أكبر خطة فاشلة في التاريخ.

خبير عسكري :

كانت خطة "شيلفن" أشبه بالمغامرة، كان على كل شيء فيها أن ينجح، ولكن عند حسم الحرب لم ينجح أي شيء، وحدث ما هو غير متوقع.

المعلق :

فشلت خطة "شيلفن" على كل المستويات على كل المستويات لاعتمادها على السرعة، ووصولها إلى باريس خلال ستة أسابيع فقط.

استغرقوا سنوات في احتساب الوقت اللازم لعبور مليوني شخص لأراضي بلجيكا، لكن واضعي الخطة أخفقوا إذ قامت حساباتهم على جنود محترفين علماً أن أغلبية الجيش الألماني كانت مكونة من أصحاب الدكاكين، وعمال المصانع، ومحاسبي البنوك، وقد طلب منهم فعل المستحيل.





خبير عسكري :

كانوا رجالاً اعتادوا التنزه مسافة قصيرة نحو المتجر المجاور، فصار عليهم الآن عبور خمسة وعشرين ميلاً في اليوم، وهم ينتعلون أحذية جديدة غير صالحة للسير، لم يحسب ضباط الأركان العامة أوقات تورم الأقدام، ولم يحسبوا أيضاً أوقات موت الجياد، وأوقات عدم قدرة الضباط الأوائل عن تقديم الطعام الساخن لرجال اعتادوا أكله، أي إن الخطة لم تأخذ بعين الاعتبار العناصر البشرية بتاتاً.

المعلق :

بسبب هذه العناصر البشرية شهدت بلجيكا أكبر ازدحام سير في تاريخها، احتشدت الطرقات بالرجال المتعبين والسيارات المعطلة والجياد النافقة.

خبير عسكري :
من الصعب أن نتخيل حدثاً جرى في التاريخ العسكري شهد احتكاكاً من النوع الذي عرفته المسيرات الألمانية في بلجيكا، كانت مسيرات لم يسبق لها مثيل، وكان يجدر بها أن تتم بسرعة.

المعلق :

ارتكب المخططون خطأً حسابياً آخر، حين اعتقدوا أن بلجيكا المحايدة لن تدافع عن نفسها، لكن الجنود أخذوا يواجهون، وفي "لييج" صدت بلجيكا الألمان عشرة أيام علماً أن خطة "شيلفن" توقعت عبورها في ثمانٍ وأربعين ساعة.

خبير عسكري :

كان على الضابط الصغير أن يصل إلى النقطة "b" مثلاً في الساعة السادسة مساءً وإلا عرض مصير ألمانيا كله للخطر.

كان يواجه ببعض المقاومة فيتملكه الهلع، إذ عليه الوصول إلى نقطة "b" في تمام السادسة، ولهذا عليه أن يتخلص من أي مقاومة، لإطلاق النار مثلاً على الرجال في الطريق.

المعلق :

الطريقة الوحشية التي قضى فيها الألمان على المقاومة البلجيكية خلفت عواقب غير متوقعة.

في بريطانيا وصفتهم الصحافة بوحوش المغول.

وقد مثل أوائل صانعي السينما سلوكهم الوحشي، وهكذا منحت الخطة عداء ألمانيا هدية إعلامية لم يأخذها "فون شيلفن" بعين الاعتبار.

خبير عسكري :

خلف قتل الآلاف من المدنيين عواقب سياسية واسعة النطاق، وأرخى بذيوله على الحرب كلها.

أثرت أعمال القتل الوحشي كثيراً في قرار الحكومتين البريطانية والأمريكية، ودفعتهما إلى التحرك ضد الألمان.

المعلق :

تجاهل "فون شيلفن" العمل السياسي واجتاح بلجيكا، انتهك الاتفاق الأوروبي باحترام الحياد البلجيكي واعتبره ورقة بسيطة لا أكثر.

خبير عسكري :

إنه سوء تقدير كبير في التاريخ المعاصر؛ لأنه استخف بأهمية منح بريطانيا هذه الحجة الكبيرة للتدخل في الحرب.

كان الألمان ينكرون إمكانية تدخل بريطانيا في الحرب، وهنا يمكن أن نرى تقصيراً في وضع الخطط الألمانية، أو قصر نظر واضعي الخطة كلها.

المعلق :

هكذا أصبح الألمان أمام الفرنسيين والبريطانيين وجهاً لوجه، مما أدى إلى انهيار جميع الخطط الهادفة إلى تحقيق انتصارات سريعة.

تحول الأمر إلى حرب مواقع لا يمكن لألمانيا أن تكسبها، قتل ملايين الأشخاص، بقي أمامها أربع سنوات من الحرب، أي أن الحرب الخاطفة التي نصت عليها الخطة قد فشلت استراتيجيا لتجاهلها ما قد ينجم عن اجتياح بلد محايد، وفشل تكتيكياً؛ لأنها طلبت من جنودها صنع المستحيل.





خبير عسكري :

لقد حاول واضعو الخطة العسكرية التوصل إلى ما من شأنه تقليل الاحتكاك المباشر، وهنا يكمن عدم وضوح الرؤية في الخطة.

لقد وضعوا خططاً أكبر منهم، إذ لم تترك أي هامش لتلك الأخطاء التي حاولوا التملص منها.

المعلق :

شكلت الحرب العالمية الأولى منعطفاً مهماً، أصبحت بالغة التعقيد، لدرجة أن واضعي الخطط كانوا الرءوس المدبرة لجميع الجيوش.

حاولوا ترقب المستقبل وتوقع نيات الأعداء، توهموا أن عمل ألمع الضباط وأفضلهم معاً كفيل بتحقيق النجاح، ولكن تحليل الخطط الفاشلة يؤكد أن هذا ليس قاعدة.

هناك مخاطر تواجه الخطط ضمن ما يسميه علماء النفس التفكير الجماعي.

خبير عسكري :

يكمن الخطر في ميول الأفراد العاملين في مهمة واحدة لرؤية الأشياء بالطريقة نفسها عبر توقع الأشياء وبتوافق مع الآخرين وكأنه فريق واحد، أي أنهم يتوافقون على الأمور جماعياً من دون أن يجرؤ أحد على مراجعتها.

المعلق :

برزت خطورة التفجير الجماعي بعد جيل من ذلك، حين تعرضت بريطانيا إلى أكبر إهانة لها في الحرب العالمية الثانية.

في مارس عام 1941 نشأت ظروف متميزة، شهد طيارو الجو الملكي فرصة رائعة عندما رست سفينان حربيان ألمانيتان يطلق عليهما "شارن هورز" و"قنايزي ناو" في ميناء "بريست" لإصلاحهما، وقد علقتا هناك، لكن القاذفات البريطانية أخذت تخطئ الهدف ليلة بعد أخرى.

أصرت "تشيرشل" على تدمير السفينتين وتعقبهما بأي ثمن، إذا عجز سلاح الجو عن إصابتهما تقوم البحرية بذلك.

أخذت بريطانيا تعد خطة طارئة.

خبير عسكري :

الخطة الطارئة هي خطة مخصصة لتعديل الظروف التي لم تلحظ عند وضع الخطة الأساسية، ويمكن تشبيه الخطة الطارئة بتنفيذ وصفات طعام لا يعرف كيف ستكون، ولا من يأتي لتناولها.

المعلق :

لربما عاد الألمان إلى الوطن، ولكن من أي طريق، هل سلكوا المسار الطويل حول اسكتلندا أم تجرأوا على عبور القناة الإنجليزية؟

توافق مخططو البحرية على مسألة مهمة، وهي أن العدو لن يستهين بقوة البحرية الملكية، ويعبر مضيق دوفر في وضح النهار، لم يناقش أحد هذا التقدير، وهكذا نشرت البحرية تسعة مراكب توربيد من بقايا الحرب العالمية الأولى وست مدمرات قديمة لحماية المضيق.

لا يمكن لهذه الدفاعات البسيطة أن تفلح إلا ليلاً، ولزيادة الأمور سوءاً أمر اللورد البحري الأول "دود ليباوند" ببقاء الأسطول البحري المحلي في قواعده في اسكتلندا تاركاً بذلك القناة بدون دفاعات.

خبير عسكري :

لم يتمتع أشخاص مثل "باوند" بموهبة "نيلسون" لم يكن من الرجال الذين قادوا البحرية في القرن السابق، فلو أراد الألمان عبور القناة لاعتبرت مواجهتها من عمل سلاح الجو الملكي.

المعلق :

أرادت البحرية إلقاء اللوم على الآخرين، كلفت ثلاثمائة قاذفة جوية بحماية القناة حتى حدود "دوفر" رغم قلة فرص النجاح في إصابة سفينة تنطلق بسرعة.

اعتمد سلاح الجو الملكي على ست وثلاثين قاذفة "طوربيد" من الأفضل نوعاً، ولكن واضعي الخطط أرسلوا أغلبيتها لحماية طريق الأطلسي.

استخدمت كلمة "فولير" للإعلان عن البدء بتنفيذ الخطة الدفاعية البريطانية، لم يبلغ بذلك سوى كبار الضباط، وقد أمروا بوضع تفاصيل الخطة في مكان مغلق.

خبير عسكري :

كثيراً ما يميل المرء إلى اعتبار العدو هدفاً سهل المنال، وكأنه لا يملك إلا أن يكون ضحية خطته، من الصعب جداً تقدير العدو بذكاء موازٍ أو أكبر، وبالتالي أن يستطيع وضع خطة أفضل.

المعلق :

لا شك في أن البحرية الألمانية وضعت خطة النجاة، عرفت بعملية "سيري بوس" قررت فيها عبور القناة في وضح النهار.

خبير عسكري :

اعتبر "هتلر" أنه بضربته هذه سيظهر الليث العجوز على حقيقته، وكان يقصد بالليث العجوز حين ذاك بريطانيا، ليثبت بذلك أنه محشو بنشارة الخشب.
منقول
 
عودة
أعلى