خط ماجينو....البداية والنهاية!!

إنضم
26 سبتمبر 2007
المشاركات
2,743
التفاعل
3,152 13 8
الدولة
Egypt
بسم الله الرحمن الرحيم
...............................
مقدمة
.............

[FONT=&quot]يعد سور الصين العظيم من أشهر التحصينات في التاريخ القديم وعلى الرغم من ضخامته لم يمنع غزو الصين من أن تغزوها جيوشاً كبيرةً وفقدت الحصون قدرتها الدفاعية في القرن السادس عشر وأصبح للقلاع أهمية خاصة في الدفاع عن المدن. [/FONT]

[FONT=&quot]وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى اعتمدت فرنسا استراتيجية دفاعية سلبية بإنشاءخط ماجينو [/FONT]Ligne Maginot[FONT=&quot] الذي يُعد نموذجاً للتحصينات الدفاعية الثابتة واتبع القادة العسكريون هذه النظرية إيماناً منهم بمقدرة الخط على وقف تقدم القوات الألمانية وإنهاكها ما يسهل توجيه ضربات مضادة إليها وسحقها. [/FONT]

[FONT=&quot]وقد أثر هذا الفكر الإستراتيجي على كفاءة القوات المدافعة عن خط ماجينو وتنظيمها والتي سُميت بقوات الحصون دون اهتمام بتطوير قوات الضربة المتمثلة في القوات المدرعة والميكانيكية وقوات الردع المتمثلة في القوات الجوية إلى جانب ذلك فقد طور المهندسون العسكريون أنماطاً أوجدوها لزيادة قدرة الدفاع الدائري وتغطية بعض الحصون بعضاً بالنيران والقوات. [/FONT]

[FONT=&quot]وفي الحرب العالمية الثانية اختلفت عقائد للدول الكبرى فترى العقيدة الروسية أن الهدف من إقامة التحصينات هو إجبار القوات المهاجمة على الدخول في اتجاهات معينة ومختارة حتى يمكن تدميرها بينما اعتمدت ألمانيا نظرية الحرب الخاطفة في إطار إستراتيجية هجومية تعتمد على ثنائي الدبابة والطائرة في تعاون وثيق. [/FONT]

[FONT=&quot]أما فرنسا فقد اعتمدت نظرية دفاعية اعتمدت على التحصينات الثابتة لكن القوات الألمانية تفادت خط ماجينو المحصن وألتفت حوله مهاجمته من الغرب فانهارت فرنسا وسقط خط ماجينو، وأثبتت القوات المصرية في العصر الحديث باقتحامها خط بارليف المنيعأن أقوى الحصون يمكن التغلب عليها مهما كانت درجة كفاءتها وقوتها بإعداد خطة محكمة.[/FONT]


[FONT=&quot]فكرة بناء خط ماجينو[/FONT] [FONT=&quot]بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى[/FONT]

[FONT=&quot]بدأت الدراسات بعد انتصارها عام 1918حول ما يجنب فرنسا أي عدوان مرتقب خاصة على الحدود الشمالية الشرقية مع ألمانيا، في منطقتي الألزاس[/FONT][FONT=&quot] واللورين[/FONT][FONT=&quot]وبعد دراسة الإستراتيجية الألمانية التي تبنت نظرية الحرب الخاطفة اتخذت فرنسا إستراتيجية دفاعية اعتمدت على بناء خط من التحصينات القوية المستديمة خط ماجينو هذا الخط يكون قادراً على وقف تقدم القوات الألمانية المهاجمة ما يسهل قيام القوات الفرنسية المدافعة بتوجيه ضربات مضادة إليها وسحقها. [/FONT]

[FONT=&quot]وقد أثر هذا الفكر الإستراتيجي الخاطئ على تنظيم القوات الفرنسية المدافعة عن خط ماجينو وتكوينها وأدى إلى إهمال التشكيلات المدرعة والميكانيكية وإهمال تطوير القوات الجوية وقوات الإبرار الجوي. [/FONT]

[FONT=&quot]دار نقاش طويل بين مؤيدي خط التحصينات المنيع وبين معارضيه من المدرسة الفرنسية وعلى رأسهم بول رينو [/FONT]Renault[FONT=&quot] وشارل ديجول [/FONT]Degaulle[FONT=&quot] حيث عارضا فكرة بناء الدفاعات المحصنة الثابتة وآمناً بضرورة صناعة الدبابات والطائرات والأخذ بعقيدة الحرب الميكانيكية. [/FONT]

[FONT=&quot]استند الفريق الأول الذي يؤيد حرب الدفاعات الثابتة إلى نجاح فرنسا في التمسك بخط من الأسلاك والخنادق المانعة ممتد إلى مسافة 400 ميل أوقف تقدم الجيش الألماني لمدة أربعة أيام [/FONT][FONT=&quot]وقد ترتب على صمود هذا الخط فشل عقيدة الألمان الهجومية ومن المؤكد أن إنشاء خط حصين على طول الحدود الفرنسية سيكون أفضل دفاعياً. [/FONT]

[FONT=&quot]وقد ساعد على الاقتناع بهذه النظرية الدفاعية الفرنسية أن القيادة العليا الفرنسية قد تأثرت لحمامات الدم التي شهدتها البلاد خلال الحرب العالمية الأولى من عام 1914 إلى 1918 وكان من نتائجها أن صار الرأي العام الفرنسي على درجة عالية من الحساسية لفقد الأرواح موقنة إنها إن تكررت فستكون النتيجة مأساة هي نهاية فرنسا وأصبح البرلمان الفرنسي أكثر ميلاً وقناعة للأخذ بالدفاعات المحصنة. التي توفر للجنود الفرنسيين الصمود والثبات. وازدادت هذه القناعة بعد الكلمة التي ألقاها وزير الحربية الفرنسي أندريه ماجينو [/FONT]Andre Maginot[FONT=&quot] أمام البرلمان الفرنسي والتي كان نصها
مهما تصورنا أن المرء يستطيع تجهيز نفسه لمعركة مستقبلية إلا هناك ضرورة ملحة تبقى وهي حماية أرض الوطن من الاحتلال ونحن نعلم أن المصائب يمكن أن تأتي مجتمعة لذا لا يستطيع النصر أن يُعوض آثارها المدمرة [FONT=&quot]والتحصينات الدفاعية التي نريد إنشاءها لتأمين الحدود هدفها الرئيسي سد الطريق أمام الاحتلال المحتمل [/FONT]
"[/FONT]


[FONT=&quot]وعندما عرض ماجينو فكرته العبقرية عن بناء خط ماجينو الحصين الذي لا يخترق كان الانطباع القوي أنه لا مناص من تعويض النقص البشري إلا بالدفاعات المحصنة التي توفر الحماية لأرواح آلاف الجنود الفرنسيي كما توفر الوقت اللازم للقوات الفرنسية لاستكمال إجراءات الفتح واتخاذ الأوضاع المناسبة أمام جحافل التشكيلات الألمانية المهاجمة. [/FONT]

[FONT=&quot]تقرر البدء في بناء خط ماجينو خلال خمس مراحل رئيسية كما صوت مجلس الشيوخ الفرنسي على ما سُمي بـقانون ماجينو [/FONT]Maginat Law[FONT=&quot]، الذي يسمح بتخصيص 2.9 بليون فرنك فرنسي لتشييد الحصون التي تم بناؤها على طول الحدود الألمانية والإيطالية. [/FONT]

[FONT=&quot]المراحل الرئيسية لتشييد خط ماجينو[/FONT]

[FONT=&quot]اتُخذ القرار الوطني ببناء خط ماجينو وتحول الحلم إلى حقيقة وتم هذا البناء الفريد خلال خمس مراحل رئيسية كالتالي: [/FONT]

[FONT=&quot]المرحلة الأولى/ 1919- يوليه 1922[/FONT]

[FONT=&quot]كانت نقطة البداية هي وضع الدراسات العسكرية والفنية اللازمة للتأكد من سلامة الفكر والتحقق من الاختيار المناسب لأنواع التحصينات الدفاعية ومدى تناسبها مع الدراسة التكتيكية والطبوغرافية للأرض وسيقام عليها البناء ووضعها في الخط الدفاعي الحصين أو ما أُطلق عليه بعد ذلك خط ماجينو.[/FONT]

[FONT=&quot]بناءً على ذلك تشكلت لجنتان على النحو التالي: [/FONT]

[FONT=&quot]اللجنة الأولى/"لجنة الخليج" عام 1920[/FONT]

[FONT=&quot]قامت هذه اللجنة بالدراسة الطبوغرافية والتكتيكية للأرض على امتداد حدود فرنسا الشرقية وحددت أهم الهيئات والطرق والاتجاهات المحتملة لتقدم العدو وأعماله المنتظرة. [/FONT]

[FONT=&quot]اللجنة الثانية/ "لجنة دي جينيه" عام 1922[/FONT]

[FONT=&quot]وهي لجنة فنية هندسية لدراسة كافة التحصينات السابقة وتطويرها بما يتناسب مع المطالب التي حددتها اللجنة الأولى وبما يحقق الهدف من إنشاء هذه التحصينات. [/FONT]
.....

[FONT=&quot]المرحلة الثانية/ أغسطس 1922-1925[/FONT]

[FONT=&quot]نظراً لضخامة الاعتمادات المالية المخصصة للمشروع شُكلت اللجنة الإقليمية وأعقبتها لجنة جديدة سُميت "لجنة الدفاع عن الحدود" برئاسة الجنرال جيليومات [/FONT][FONT=&quot]وكان الهدف من هذه اللجان هو دراسة تقارير اللجان السابقة في المرحلة الأولى ووضع التصور النهائي لما سيكون عليه خط ماجينو.[/FONT]

[FONT=&quot]وقد قررت هذه اللجان إنشاء ثلاث مناطق هي ميتز [/FONT]Metz[FONT=&quot]، لوتير [/FONT]Lauter[FONT=&quot]، بلفور [/FONT]Belfort[FONT=&quot]، وأوصت اللجان بأن تكون التحصينات والمنشآت ذات تقنية عالية. [/FONT]

[FONT=&quot]المرحلة الثالثة/ عام 1925-1936 [/FONT]
map01.jpg

[FONT=&quot]مرحلة البناء والتشييد للتحصينات الدفاعية الثابتة وتشكلت لهذه المهمة اللجنة التنظيمية الإقليمية للتحصينات وكانت مهمتها الاختيار الدقيق لأماكن التحصينات واختيار النموذج المناسب مما أعد في المرحلة السابقة بعد تطويره بواسطة لجنة الدفاع عن الحدود. [/FONT]

[FONT=&quot]أما تصميم الأسلحة والمعدات وتصنيعها بما يتناسب مع الهدف الرئيسي من هذه التحصينات فقد أُسندت المسؤولية المباشرة لمدير المدفعية الفرنسي [/FONT][FONT=&quot]وقد واكب بدء التشييد الفعلي فترة رواج اقتصادي عظيم لفرنسا وكان ذلك عام 1929 ما ساعد على تنفيذ هذه المرحلة على النحو التالي:[/FONT]

[FONT=&quot]الانتهاء من التشييد وبناء التحصينات الدفاعية المستديمة على طول خط ماجينو كالآتي: [/FONT]

[FONT=&quot]عام 1930: إنشاء الدشم والملاجئ الحصينة. [/FONT]

[FONT=&quot]عام 1931: أعمال الحفر وإقامة البنية التحتية. [/FONT]

[FONT=&quot]عام 1932: أعمال الحفر في دشم الأسلحة وإنشاء القواعد الخرسانية للأسلحة. [/FONT]

[FONT=&quot]عام 1933: إنشاء الجزء الأكبر من مرابض نيران المدفعية وخليج النيران لأسلحة المشاة في النطاق الخارجي الدفاعي. [/FONT]

[FONT=&quot]عام 1934: إنشاء المعسكرات وأماكن مبيت الأفراد قوات الحصون وإقامة محطات توليد الكهرباء وتركيب المصاعد الكهربائية ونظام التهوية. [/FONT]

[FONT=&quot]عام 1935: استكمال المنشآت الداخلية والتجهيزات الخاصة بالإنذار والحريق والاتصالات والإضاءة، وإقامة الموانع المضادة للدبابات، على امتداد الخط، والبدء في بناء التحصينات على الاتجاه الشمالي على الحدود البلجيكية. [/FONT]

[FONT=&quot]عام 1936: تكثيف الدفاعات بوضع المزيد من الموانع والدفاعات المضادة للدبابات، واستكمال شبكة الصرف الصحي وتطويرها، وتخفيف عوامل الرطوبة. [/FONT]

[FONT=&quot]إجمالي الإنشاءات والأعمال الهندسية[/FONT]

[FONT=&quot]22 دشمة خرسانية كبيرة. [/FONT]

[FONT=&quot]108 دشمة خرسانية. [/FONT]

[FONT=&quot]410 دشمة للمشاة، ملاجئ للاحتياط، نقطة ملاحظة. [/FONT]

[FONT=&quot](2) موقع حصين للدبابات[/FONT]

[FONT=&quot]23 موقعاً. [/FONT]

[FONT=&quot](3) تركيبات أسلحة[/FONT]

[FONT=&quot]تركيب 339 قطعة مدفعية مختلفة الأعيرة. [/FONT]

[FONT=&quot]أبنية وحوائط مختلفة الأعيرة[/FONT]

[FONT=&quot]صب 1.5 مليون متر مكعب من الحوائط الخرسانية المسلحة[/FONT]

[FONT=&quot]100 كم من الدهاليز والأروقة والأنفاق تحت الأرض[/FONT]

[FONT=&quot]وضع 152 برج متحرك وتركيبها. [/FONT]

[FONT=&quot]بناء 1536 فرن لصهر المعادن.[/FONT]
............
[FONT=&quot]المرحلة الرابعة/ عام 1936-1939[/FONT]

[FONT=&quot]أول ما قدم في هذه المرحلة اختيار الأفراد وتنظيم قوات الدفاع عن خط ماجينو وتدريبها وقد أُطلق عليها حامية الحصون وهي تتألف من وحدات من المشاة والمدفعية والمهندسين والفنيين المنوط بهم تشغيل الماكينات وأجهزة نقل الحركة في المركبات والعناية بالطاقة الكهربائية. [/FONT]

[FONT=&quot]ولكن حدث ما هو أهم من ذلك ففي عام 1935 خرقت ألمانيا بنود اتفاقية فرساي وأعادت نظام الخدمة العسكرية وأعاد هتلر الانتشار العسكري في أرض الراين المنزوع سلاحها منذ نهاية الحرب العالمية الأولى [/FONT][FONT=&quot]لم يكن لمعسكر الحلفاء رد فعل مناسب لما فعل هتلر وأعلنت بلجيكا الحياد ما أثار خوف القيادة الفرنسية من هجوم ألماني عن طريق الأراضي البلجيكية. [/FONT]

[FONT=&quot]كان من نتائج ذلك القرار الفرنسي بأن يدخل بناء الدشم على الاتجاه الشمالي الغربي تحت مسمى جبهات جديدة ضمن المرحلة الرابعة في مواقع أُطلق عليها "ثغرة الثار ومنطقة أخرى أُطلق عليها هاي فوسجاس [/FONT][FONT=&quot]كما شملت كذلك محاور التقدم باتجاه الحدود البلجيكية. [/FONT]

[FONT=&quot]المرحلة الخامسة والأخيرة/ عام 1939-1940[/FONT]

[FONT=&quot]كانت المهمة الرئيسية في هذه المرحلة هي تقوية الدفاعات والتحصينات بما يحقق تنفيذ مبادئ الدفاع الثابت وهي ثبات الدفاع/ الدفاع ضد هجمات المشاة والدبابات/ الدفاع ضد الضربات الجوية /استخدام الموانع والتحصينات الدفاعية لصد الهجوم الألماني/[/FONT][FONT=&quot] وإمكانية القيام بالضربات المضادة.[/FONT]
[FONT=&quot]
pic01.jpg
[/FONT]


[FONT=&quot]وقد حققت هذه المرحلة استكمال بناء خط ماجينو وزيادة كثافة الموانع المضادة للدبابات على المواقع الأمامية في مواجهة خط سيجفريد [/FONT][FONT=&quot]كما أُنشئ موقع ثانٍ على مسافة 25 كم من الموقع الأول لم يكن في كفاءة الموقع الأول نظراً للظروف الاقتصادية المتردية التي تمر بها فرنسا مع استكمال الدفاعات الدائرية عن مدينة باريس [/FONT]Paris[FONT=&quot]. [/FONT]
..................
[FONT=&quot]المكونات التفصيلية لخط ماجينو[/FONT]
...............
[FONT=&quot]الوصف العام للخط [/FONT]

[FONT=&quot]عند تنفيذ عملية "الخطة البيضاء في أول سبتمبر 1939 كان خط ماجينو حقيقة ماثلة بطول 100كم وبعمق 15 كم يتكون من نطاقين دفاعيين تتيح سلسلة من النيران المستمرة على محاور التقدم المحتملة. [/FONT]

[FONT=&quot]النطاق الأول هو نطاق لوتير [/FONT]Lauter[FONT=&quot] يبدأ هذا النطاق من شرق نهر الراين [/FONT]Rhin[FONT=&quot] مخترقاً سهل الألزاس ومرتفعات فوسمياس مروراً بحامية الجيش إلى أن يتجه إلى الأرض المفتوحة في لوران وقد روعي أن يرتكز هذا الخط على نهر سار [/FONT]Sare[FONT=&quot]. [/FONT]

[FONT=&quot]يلي هذا النطاق الحصين في منطقة ميتز الحائطية ويعد أقوى منطقة حيث تشكل الدفاعات الرئيسية عن المنطقة الصناعية الشمالية الشرقية وكذا لحماية خط السكة الحديدي المتجه إلى لوران الذي هو الوسيلة الرئيسية لنقل القوات والوصول إلى المستودعات في منطقة ميتز وإلى مصانع الصلب في "يرس ـ ثيونفيل" وإلى مناجم الفحم في "فوكيمونت" ويصل طول النطاق الدفاعي الحصين في ميتز إلى 27 ميلاً. [/FONT]

[FONT=&quot]ويتجه الخط بعد ذلك إلى قمة المرتفعات، التي تسيطر على منطقة ساند أفولد متصلة بمرتفعات منطقة تييد مارة بكوبري "هاكينبرج" [/FONT]Hackenberg[FONT=&quot] عبر وادي موسيل شمال منطقة تيوفيل مروراً بغابة كاتينوم إلى أن يصل إلى الأرض المنبسطة في "روشيفيلرز" و"أوميتر" حتى ينتهي عند مصانع "لونجون فيرمونت". [/FONT]

[FONT=&quot]أما التحصينات على طول الحدود البلجيكية والتي تعد امتداداً لخط ماجينو فهي ضعيفة ولذلك سببان:[/FONT]

[FONT=&quot]أن الإستراتيجية الدفاعية الفرنسية تعد بلجيكا دولة حليفة لديها تحصيناتها الخاصة على طول قناة ألبرت [/FONT]Albert Canal[FONT=&quot] كحصن إبين ـ إيميل [/FONT]Eben- Emael[FONT=&quot]،[/FONT]

[FONT=&quot]أن أفضل القوات الميكانيكية الفرنسية "الجناح المتحرك" ستنتشر على الحدود البلجيكية كإجراء وقائي في حال حدوث صراع مع ألمانيا إجراءً وقائياً. [/FONT]
.........
[FONT=&quot]المواصفات العامة لتحصينات خط ماجينو[/FONT]
pic02.jpg

[FONT=&quot]رُوعي عند تصميم الدشم أن تستطيع تحمل إصابات مباشرة من الدشم المجاورة دون أن تدمر، مع إمكانية أن توجه نيرانها في اتجاه الدشم المجاورة لها، وذلك لنجدتها عند تعرضها لهجمات معادية بما يُحقق تبادل المعاونة النيرانية بين الدشم ويصل سمك الحوائط الخرسانية المسلحة للدشم إلى 3.5 م وذلك يمكنها من تلقي ثلاث قذائف في وقت واحد دون تدمير يمنعها من تأدية وظيفتها [/FONT][FONT=&quot]واختيرت الخرسانات من أنواع قادرة على تحمل الضربات النيرانية الموجهة إليها. [/FONT]

[FONT=&quot]روعي الاستفادة من ناتج الحفر بحيث لا يقل سمكه فوق التحصينات والملاجئ عن 20 م وأن يراوح سمك الخرسانة المسلحة للتحصينات والملاجئ من الأمام 1.5-3.5 م طبقاً لدرجة التعرض واتجاه الهجوم، ومن الخلف لا يزيد سمكها عن متر واحد كما غطيت التحصينات بألواح من الصلب يصل سمكها من 30-35 سم وصُممت الأبراج المسلحة ليصل سمكها إلى 75 ملليمتر.[/FONT]
pic04.jpg


[FONT=&quot]روعي عند اختيار أماكن الدشم والتحصينات الاستفادة الكاملة من طبيعة الأرض بما يحقق توافر ميادين رؤيا جيدة للمراقبة وتوجيه النيران مع الاستفادة من السواتر الطبيعية التي تحقق أقل مساحة من الأرض الميتة كما روعي أن تكون الموانع المضادة للدبابات مؤمنة بالنيران وتشرف على مناطق قتل جيدة للدبابات المعادية كما خُططت نيران كثيفة للسيطرة على تقاطعات الطرق وعلى المناطق الصالحة لعبور نهر السار في منطقة لوتير وميتز ولحماية الموانع وحقول الألغام [/FONT][FONT=&quot]وحصنت منازل القرى الأمامية وقُوِّيت لتكون مواقع أمامية للمخافر والأحراس وقوات نطاق الإنذار والتغطية مع تجهيزها بوسائل الإنذار المبكر عن الهجوم المعادي.[/FONT]

[FONT=&quot]وقد رُوعي تصميم النطاق الخارجي الأمامي من خطين يُحتلهما عناصر من المشاة المقاتلة يعاونها قوات خفيفة من الحرس الشعبي وهذه مهمتها تعطيل القوات المهاجمة لحصون الخط الأول وتأخير تقدمها لمدة ساعة وتعطيل تقدم القوات المهاجمة لحصون الخط الثاني وتأخيرها لمدة أربع ساعات بحيث يمكن لهذا النطاق تعطيل العدو لمدة خمس ساعات يلي هذا الخط بفاصل 1200 م دشم الأسلحة في الفواصل بين النقاط الحصينة وهذه الدشم تتكون من طابقين الدور السفلي لتخزين الأسلحة والذخائر والمعدات والدور العلوي يسع من 20-30 جندياً من الأسلحة طبقاً للمهمة التي تؤديها الدشمة. [/FONT]
pic07.jpg

[FONT=&quot]روعي أن تكون الدشم مشرفة على ميدان يُحقق تنفيذ خطة نيران بجميع أنواع الأسلحة وأعلى الدشمة أبراج مدرعة للمدافع الرشاشةكما جُهزت كل دشمة بمولد كهربائي وخنادق تحت الأرض [/FONT][FONT=&quot]وُضعت أمام الدشم وعلى النطاق الخارجي موانع مضادة للدبابات مصنوعة من قضبان السكك الحديدية وخلفها نطاق آخر من الأسلاك الشائكة ممتد بمواجهة من 5-10كم [/FONT]

[FONT=&quot]وُضعت الدشم الرئيسية بفواصل من 5-8 كم، واشتملت التحصينات على دشم مختلفة الأحجام:[/FONT]

[FONT=&quot]الدشمة الكبيرة/ يعمل بداخلها من ألف إلى ألفي رجل مسلح. [/FONT]

[FONT=&quot]الدشمة المتوسطة/ يعمل بداخلها 500 رجل مسلح. [/FONT]

[FONT=&quot]الدشمة الصغيرة/ يعمل بداخلها 200 رجل مسلح. [/FONT]

ووُضعت هذه الدشم في أماكن مناسبة طبقاً لطبيعة الأرض وحجم العدو المتوقع مهاجمته ويصل ميدان الرؤيا والرماية أمام دشم المدفعية إلى حوالي 12 ميلاً وهو أقصى مدى للمدفعية المتيسرة وتوضع دشم المدفعية على الهيئات الحاكمة.
pic09.jpg

[FONT=&quot]أنشئت بجانب هذه الدشم والتحصينات، المستودعات والمخازن، وأماكن إيواء قوات الخدمة العاملة والاحتياط وميادين الرماية والورش وشبكة مواصلات وسكك حديدية داخل أنفاق لربط النقط الحصينة ببعضها ويُعد حصن سيمسيروف نموذجاً مثالياً لهذه الحصون. [/FONT]
................

[FONT=&quot]تصميم حصن "سيمسيروف[/FONT]

[FONT=&quot]يقع هذا الموقع الحصين في منطقة بيتس [/FONT]Bitche Area[FONT=&quot] ويعد نموذجاً لشكل الحصون التي أُقيمت على خط ماجينو ويشمل عدة حصون منها الحصن الكبير جروس ويتكون من دشمة كبيرة محصنة ذات مزاغل لإطلاق نيران المدافع عيار 135مم والهاونات81مم والأسلحة الأخرى له أبراج على شكل قباب وممرات تحت الأرض ودهاليز ومولدات للقوى الكهربائية ومستودعات ذخائر.[/FONT]

[FONT=&quot]صُممت الدشم ليكون بها مزاغل لإطلاق نيران في قوس نيران 45 درجة ولكل مزغل مظلة واقية مدرعة صُممت بحيث تمنع وصول الطلقات المصوبة في اتجاه المزاغل من الدخول داخل الدشمة وسقوط هذه الطلقات داخل خندق أمام المزغل كما تمنع انتشار شظايا قذائف المدفعية المعادية وتطايرها كما يشمل ثماني دشم بسمك 75 ملليمتر بكل دشمة من 2-3 مدافع رشاشة كما يمكن استخدام قاذف القنابل 135مم. [/FONT]

[FONT=&quot]روعي عند تصميم الأبراج المثبتة أعلى الدشم على شكل قباب من الحديد الصلب أن تُستخدم في أعمال الملاحظة والمراقبة الجوية فضلاً عن إطلاق النيران مع وجود فتحات صغيرة للتهوية سُميت عش الغراب.[/FONT]

[FONT=&quot]صُممت هذه الأبراج التي تشبه أبراج الدبابة لكي تعمل في حركة دائرية 360 درجة ويمكن أن ترتفع وتنخفض مسافة قدم واحد كما اُحيط كل برج بطوق حديدي لتوفير الحماية أما أبراج المدافع فقد صُممت من قطعة واحدة ثابتة بحيث تكون الفتحات والمزاغل في اتجاهات وزوايا تخدم خطة النيران [/FONT][FONT=&quot]يمكن للجندي ضارب الرشاش أن يقف منتصباً خلف سلاحه مع وجود مسافة كافية تسمح بحركة باقي أفراد الطاقم وعند إطلاق القذيفة يسقط الظرف الفارغ في صندوق ذي أنبوب يوصل إلى مكان خاص في قاع الحصن. ويمكن تحريك البرج يدوياً أو آلياً حيث يوجد مولد كهربائي لتشغيل البرج أسفل غرفة القتال وفي أرضية غرفة القتال صينية مدرجة إلى 360 درجة لها مؤشر ملتصق بالبرج يتحرك من داخل الصينية لتوضيح الاتجاه المصوب عليه المدفع أو الرشاش. [/FONT]

[FONT=&quot]صُمم حصن سيمسيروف لكي يكون له مدخلان يقعان خلف الحصن تحيط بهما الأشجار ومؤمنان بالأسلحة المضادة للدبابات، والمدخلان أحدهما للأفراد والثاني للإمداد بالذخائر يؤدي إلى نفق طويل يتسع لعربة مجنزرة عمقه 12 قدماً [/FONT][FONT=&quot]لا بد لدخول الحصن من عبور خندق من فوق جسر متحرك يمكن رفعه لمنع العبور حيث يتحرك إلى غرفة داخلية بالحصن حتى لا يكون من السهل الاستيلاء عليه ولا يمكن دخول الحصن والجسر مرفوع لوجود هذا الخندق الذي يصد من يحاول الدخول.[/FONT]

[FONT=&quot]والحصن مجهز بأنفاق وممرات يتحرك داخلها قطار كهربائي على قضبان عرضها 60 سم وعلى جانبي الأنفاق غُرف مجهزة بمعدات تطهير تُعرف باسم "الثكنة" ويمكن استخدام هذه المعدات لمعالجة الأفراد وتطهير الأسلحة الصغيرة من التلوث بالغازات السامة وملحق بهذه الثكنات كذلك غرف نوم ومصاعد ومطابخ ومخازن وتقع هذه الثكنات على عمق 35 م وهي مكيفة الهواء [FONT=&quot]والحصن مجهز بمولدات تيار كهربائي قوتها 290 حصان "250 كيلووات" تُستخدم في حالة [/FONT][/FONT][FONT=&quot]انقطاع التيار الدائم، وتعمل بوقود الديزل المُخَزّن في ستة خزانات مؤمنة تكفي لتشغيل الحصن من 2-3 أشهر كما توجد ثماني خزانات للمياه الصالحة للشرب سعة الخزان الواحد 50 متر مكعب [/FONT][FONT=&quot]صُممت الحصون وجُهزت بمعدات تنقية الهواء من التلوث الكيماوي وتهوية الحصون من نواتج إطلاق المدافع. [/FONT]

[FONT=&quot]جُهزت الأنفاق الموصلة بين الثكنات وغرف القتال وغرف القيادة بألغام يمكن التحكم في نسفها لغلق المداخل وعزل المواقع داخل الحصن طبقاً لاتجاه هجوم العدوالذي قد ينجح في الوصول إلى داخل الحصن هذا بخلاف وجود أبواب مدرعة لغلق الممرات من المدخل الرئيسي والغرف [/FONT][FONT=&quot]صُممت الأنفاق في بعض أجزاء رئيسية من الحصن بحيث تسع قطارين كهربائيين يتحركان على اتجاهين متضادين. [/FONT]
[FONT=&quot]نظام تداول الذخائر ونقلها[/FONT]

[FONT=&quot]هناك نظام لضمان نقل الذخائر عبر ثلاثة مخازن ذخيرةإم1، إم2، إم3 والمخزن يسع تشوين ذخائر تكفي يومي قتال 3000 طلقة يمكن نقلها بواسطة القطار الكهربي ويطلق عليه اسم المترو والذي يتكون من 57 عربة نقل ذخائركل عربة تحمل حاوية تسع 100 طلقة عيار 75 ملليمتر مصفوفة على حوامل ويتحرك القطار داخل الحصن ليصل إلى المحطة المعروفة باسم جار [/FONT]Gar[FONT=&quot] ثم تُرفع الحاوية المحملة بالذخيرة بواسطة سلاسل متدلية على بكرات وتدفع باليد داخل مصعد لتُرفع إلى غرفة القتال بحيث يكون المصعد على مستوى المدفع. [/FONT]

[FONT=&quot]نظام إدارة النيران من داخل الحصون[/FONT]

[FONT=&quot]هناك ثلاثة أنواع من نقاط الملاحظة في كل دشمة تتعاون مع بعضها لرصد الهدف المعادي[/FONT]

[FONT=&quot]النقطة الأولى بها ضابط يراقب قطاع الأرض مستخدماً نظارة ميدان ليبلغ عن أي هدف معادي.[/FONT]

[FONT=&quot]النقطة الثانية بها ضابط صف يعمل على بيروسكوب لتأكيد الأهداف التي رُصدت من النقطة الأولى[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]

[FONT=&quot]النقطة الثالثة تلتقط صورة ضوئية بآلة تصوير للهدف فور اكتشافه وتأكيده.[/FONT]

[FONT=&quot]وتنقل جميع المعلومات إلى غرفة القيادة عن طريق شبكة المواصلات الخطية وينقلها ضابط صف باستخدام أنبوبة سمعية يتلقى المعلومات ليدونها على سبورة وينقل طاقم مركز القيادة معلومات الهدف إلى مواقع المدافع داخل الحصن وإعطاء الأوامر بالاشتباك لقائد القسم المطلوب منه أن يشتبك مع الهدف [/FONT][FONT=&quot]جميع هذه الإجراءات لا تتجاوز ثلاث دقائق من لحظة اكتشاف الهدف حتى فتح نيران المدفعية عليه.[/FONT]

[FONT=&quot]المواصفات العامة للأسلحة المستخدمة في خط ماجينو[/FONT]

[FONT=&quot]روعي عند تصميم الأسلحة من المدفعية والرشاشات أن تتوافق مع الهدف الذي صُنعت من أجله ومع أماكنها في التحصينات والدشم وقد اختيرت الأسلحة الآتية: [/FONT]

[FONT=&quot]مدفع ماكينة خفيف عيار 7.5 ملليمتر يعُرف بالرشاش "رايبل وهو يطلق 500 طلقة/ دقيقة لمسافة 2400 م. [/FONT]

[FONT=&quot]المدافع المضادة للدبابات عيار 37 ملليمتر 47 ملليمتر ويصل مداها إلى 800 م ويمكن تركيبها بالدشم في الحوامل نفسها التي تركب عليها المدافع الرشاشة. [/FONT]

[FONT=&quot]مدفع عيار 25 ملليمتر وهو مدفع مضاد للدبابات يصل مداه إلى 400 م. [/FONT]

[FONT=&quot]البندقية الآلية 7.5 مم موديل 24/29 ويمكن تركيبها على برج متحرك يتيح لها الاشتباك على مسافة 600 م في جميع الاتجاهات. [/FONT]

[FONT=&quot]الهاون 50 مم ويستخدم لقذف القنابل اليدوية لمسافة من 50-75 م. [/FONT]

[FONT=&quot]قاذفات قنابل عيار 135مم ويطلق عليها اسم "مايف ويرفز تستطيع أن تُطلق قذيفة زنة 40 رطلاً لمسافة حتى 800 م. [/FONT]

[FONT=&quot]هاوتزر عيار 75مم ويمكن أن يطلق أربعة أنواع من الذخيرة. [/FONT]

[FONT=&quot]المدفع عيار 135 مم. [/FONT]

[FONT=&quot]أجريت دراسات على المدفع عيار 145 مم بمدى يصل إلى 29 كم وكذلك دراسات لاستخدام برج مدفع بحري عيار 340 مم ولم يُستخدم هذان النموذجان.[/FONT]
.........................................
يتبع ان شاء الله

 
أسباب إنشاء خط " ماجينو "


بعد عام 1918م وانتصار فرنسا، بدأت الدراسات حول ما يجنب فرنسا أي عدوان مرتقب، خصوصًا على الحدود الشمالية الشرقية مع ألمانيا، وتحديدًا في منطقتي الألزاس واللورين، وبعد دراسة للاستراتيجية الألمانية التي تبنّت نظرية الحرب الخاطفة، ونتيجة للتأثر بحمامات الدم التي شهدتها فرنسا بين عامي 1914م ، 1918م والتي أصابت الرأي العام الفرنسي بالحساسية لفقد ملايين الأرواح، وبعد أن امتلأ ذهن القادة الفرنسيين بأفكار سقيمة عن قلة المواليد في فرنسا وعدم التناسب بين عدد الفرنسيين وعدد الألمان، قام وزير الحربية الفرنسي "أندريه ماجينو" ( 1877م - 1932م ) بإقناع البرلمان الفرنسي بفكرته التي تقضي بناء خط حصين لا يمكن اختراقه لتعويض النقص البشري وحماية الآلاف من أرواح الجنود الفرنسيين، وعلاوة على إتاحة الفرصة أمام القوات الفرنسية - في حالة وقوع هجمات - لاتخاذ الأوضاع المناسبة أمام جحافل التشكيلات الألمانية المهاجمة، وقد صوّت مجلس الشيوخ الفرنسي على ما يسمى ب "قانون ماجينو"، وتم تخصيص مبلغ 2.9 مليار فرنك فرنسي لتشييد الحصون التي تم بناؤها على طول الحدود الألمانية والإيطالية في الفترة بين عامي 1929م و1940م، وبذلك تم تخصيص الجزء الأكبر من ميزانية الدفاع الفرنسية لإنشاء الدفاعات الحصينة على طول الحدود، وبخاصة المواجهة لألمانيا، والتي امتدت من سويسرا إلى الأردن شمالاً، ومن الألب إلى البحر المتوسط جنوباً، ووضعت فرنسا آمالها في هذا الخط الذي سيحصد أكبر عدد من الألمان، معتقدةً أن الأمر سيقف عند حد التحام فرق المشاة الألمانية بفرق المشاة الفرنسية المتفوقة عددياً. أما الدبابات والطائرات فكانت القيادة الفرنسية ترى أنها ثانوية، ومن هنا لم يتدبروا فيما يجب عليهم أن يفعلوه إذا ما تم اختراق هذا الخط. ومن الأهداف الرئيسة لإنشاء هذا الخط تحقيق الدفاع عن الحدود الفرنسية بأقل حجم من القوات بالتعاون بين المشاة ومدفعية الحصون وعناصر الاستطلاع .


تحصينات الخط


1- روعي عند تصميم الدشم إمكانية تحملها للإصابات المباشرة دون أن تدمر، حتى وصل سمك الحوائط الخرسانية المسلحة للدشمة ثلاثة أمتار ونصف المتر، وبهذا تستطيع تلقي ثلاث قذائف في وقت واحد ، مع الاستفادة من ناتج الحفر، بحيث لا يقل سمكه فوق التحصينات والملاجئ عن (20) متراً، كما روعي عند اختيار مواقع الدشم والتحصينات الاستفادة الكاملة من طبيعة الأرض بما يحقق توافر مجالات جيدة للمراقبة وتوجيه النيران، مع الاستفادة من السواتر الطبيعية حتى تكون المدافع المضادة للدبابات محمية بالنيران، وتشرف على مناطق قتل جيدة للدبابات المعادية.
2- أنشئت أعلى الدشم أبراج مدرعة للمدافع الرشاشة، كما زُوِّدت كل دشمة بمولِّد كهربائي وخنادق تحت الأرض، وأحيطت بنطاقات من قضبان السكك الحديدية والأسلاك الشائكة.
3- أنشئت بجانب الدشم والتحصينات مستودعات ومخازن وأماكن لإيواء قوات الخدمة العاملة والاحتياط، وميادين للرماية، وورش، وشبكة مواصلات داخل الأنفاق لربط النقاط الحصنية ببعضها، وتم تخزين كميات من الوقود والمياه والذخائر والأطعمة تكفي لثلاثة أشهر من القتال.


تسليح الخط


روعي عند تسليح نقاط الخط أن تتوافق الأسلحة مع الهدف الذي صنعت من أجله ومع أماكنها المختارة في التحصينات، وكان أهم الأسلحة المدفع الرشاش " رابيل " الذي يطلق (500 ) طلقة في الدقيقة، ويبلغ مداه (2400) مترٍ، ومدافع مضادة للدبابات من عيار (37، 47) ملليمتر ، ويصل مداها إلى (800) مترٍ، علاوة على مدافع الهاون والهاوتزر من الأعيرة المختلفة.


السقوط الدرامي


عند اندلاع الحرب العالمية الثانية كانت فرنسا مستعدة إلى درجة كبيرة لملاقاة ألمانيا، فهي تملك القوات والعتاد وخط (ماجينو) الحصين على طول حدودها مع ألمانيا، لكنها تفتقد الروح القتالية التي ملأت جوانبها عام 1914م، واكتفت بأن تتوارى وراء خطها المنيع الذي وثقت فيه ثقة تصل إلى حد العقيدة الدينية ووفرت له أكفأ قوادها وضباطها .
وما أن حل السابع عشر من يونيو 1940م حتى تمكنت القوات الألمانية من التوغل داخل الأراضي الفرنسية، بعد أن قامت فرق البانزر الألمانية بتجنب دفاعات خط "ماجينو" والتفت حوله وحولت الهجوم من اتجاه الشمال الغربي، حيث كانت القوات الألمانية على علم بأن امتداد هذا الخط على الحدود البلجيكية وحتى بحر الشمال لا يتمتع بالكفاءة نفسها لبقية الخط، وتم تدمير الجيش الفرنسي تدميراً كاملاًًًًًًًً، واستسلمت القوات الفرنسية أمام الألمان في منتصف ليل 25 يونيو 1940م باستثناء قوات خط "ماجينو" التي رفضت الاستسلام حتى بداية شهر يوليو، ولكنها استسلمت في النهاية وإن تعللت بأن استسلامها ليس بسبب الاكتساح الألماني، وإنما بسبب الإنذار الذي وجهته لهم الحكومه الفرنسية.


دور الخط في هزيمة فرنسا


جاءت هزيمة فرنسا نتيجة حتمية لجيش يتبع استراتيجية بالية تعتمد على القتال في ميدان ثابت أمام جيش يتبع أساليب ميكانيكية حديثة تعتمد على التعاون الوثيق بين الطائرة والدبابة، إضافة إلى أن خط "ماجينو" لم يكن يمتد بطول الحدود الفرنسية، بل كان يتوقف عن الحدود البلجيكية التي رفضت حكومتها امتداد الخط شمالاً لاتجاه أراضيها، مما جعل (هتلر) يوجه ضربته في هذا الاتجاه.
لم ُتمكّن حصون الخط القوات الفرنسية من تطبيق مبدأ خفة الحركة والقدرة على المناورة ، كما أنها لم تصمد تماماً أمام ضربات الألمان الجوية.
لقد تفوق الألمان في السرعة وقوة النيران حيث كان لها جيشان، جيش قوامه المشاة والمدفعية، والآخر قوامه الدبابات والطيران، وكلاهما يعمل في إطار خطة موحدة تتسم بالمرونة وسرعة التوسع في القيام بحركات الالتفاف والتطويق ، وبذلك تمكنوا من تفادي حصون خط "ماجينو" وتحركوا في الأراضي المفتوحة التي تمنح القوات المدرعة والمشاة سرعة الحركة بالتعاون مع سلاح الجو الألماني المتفوق، ودخلت القوات الألمانية فرنسا من الباب الشمالي الشرقي دون أن يؤدي خط "ماجينو" مهمة قتالية تذكر رغم تحصيناته الدفاعية الهائلة.

شكرا للاخ ابوالبراء على الموضوع الرائع
 
موضوع مميز شكرا لك ابوالبراء
هذا الخط كان القشة التي قصمت ظهر فرنسا
وخسرت بسببه الحرب
 
شكرا اخي ابو البراء
اود ان اضيف ان خبراء الحرب اعتبروا الخط عبارة عن تطوير لحرب الخناد ق فقط اي انها حرب خنادق باسلوب متحضر عكس ما حصل في الحرب العالمية الاولى ولكن بعد الالتفاف الالماني اعتبروا عهد الخطوط الدفاعية والخناد قد ولى ولكن عودة الخطوط الدفاعية اظهر انه مازال صالحا اذا توفرت شروط وعوامل معينة حيث اعتمدت عليه اسرائيل وحاليا المغرب الشقيق لكن ابرز ما يؤخذ على هذه الخطوط الدفاعية هي ان انهيارها يعني الانهيار التام للقوات لذا فهي تعتبر مغامرة وفاشلة في عصرنا الحالي مع وسائل التشويش والتدمير عن بعد والاسلحة الجو المتطورة والصواريخ الجوالة
 
شكرا للاخوة الاعزاء (باتريوت/ الفيصل/ الزعيم) على مرورهم والاضافة ....ونستكمل باقى الموضوع
...........................
اوضاع القوات المتصارعة
map02.jpg

.......
احتشدت آلاف الدبابات والمدافع وانتشر ملايين الجنود وجهاً لوجه على جانبي الحدود المشتركة بين ألمانيا من جهة وفرنسا ولكسمبورج وبلجيكا وهولندا من جهة أخرى.

وكانت أوضاع قوات الطرفين المتقابلين كالآتي:
.........
قوات المحور "ألمانيا"

تشكل سلاح البر الألماني بقيادة الفيلد مارشال ولتر فون بروشتس في ثلاث مجموعات جيوش ميدانية مجموعة الجيوش أ بقيادة الجنرال فون روندشتاد ومجموعة الجيوش ب بقيادة الجنرال فون بوك ومجموعة الجيوش ج بقيادة الجنرال فون ليب.

وكانت أوضاع مجموعات الجيوش الميدانية كالتالي:
........
مجموعة الجيوش ب

بإجمالي 34 فرقة منتشرة من جنوب الحدود الهولندية على بحر الشمال حتى مدينة اكس لاشابيل Aix- La Chapelle وتتكون من:

(أ) الجيش الثامن عشربقيادة الجنرال فون كوخلر مؤلف من 12 فرقة /فرقة مصفحة وفرقة خيالة وعشر فرق مشاة
.

(ب) الجيش السادس بقيادة الجنرال فون رايخناو مؤلف من 22 فرقة /فرقتان مصفحتان و20 فرقة مشاة.


(ج) وتعمل في نطاقه الفرقة السابعة مظليين مشاة الجو.
........
مجموعة الجيوش أ
بإجمالي 47 فرقة منتشرة من إكس لاشابيل حتى مدينة تريف وتتكون من:

(أ) الجيش الرابع بقيادة الجنرال فون كلوغي والمؤلف من 14 فرقة /11 فرقة مشاة وفرقتان مصفحتان وفرقة من مشاة الصاعقة.

(ب) الجيش الثاني عشر بقيادة الجنرال ليست والمؤلف من 15 فرقة/ 5 فرق مصفحة و10 فرق مشاة".

(ج) الجيش السادس عشر بقيادة الجنرال بوش والمؤلف من 18 فرقة.
.............
مجموعة الجيوش ج

وتتكون من الجيش الأول بقيادة الجنرال فون فيتزليبن والمؤلف من 20 فرقة مشاة خلف خط سيجفريد Siegfried مواجهاً خط ماجينو حيث يصعب القتال بالقوات المدرعة.

(4) في الاحتياط

يصل عدد الفرق الاحتياط الألماني إلى 42 فرقة تقريباً.
...................
قوات الحلفاء

اتخذت ثلاثة جيوش حليفة مختلفة على الجانب الآخر من الحدود الألمانية بقيادة الجنرال موريس غاملان أوضاعها كالآتي:

(1) الجيش الهولندي

يتكون من ثماني فرق ويحتل من أقصى الشمال بطول الحدود الألمانية الهولندية مواجهاً مجموعة الجيوش الألمانية ب.

(2) الجيش البلجيكي

يتكون من 18 فرقة ويتخذ أوضاعه بطول الحدود الألمانية الهولندية وجهاً لوجه قبالة مجموعة الجيوش الألمانية أ.

(3) القوات الفرنسية ـ البريطانية

احتشدت في المناطق الواقعة وراء الحدود الفرنسية وتوزعت على النحو الآتي:

الجيش الفرنسي السابع بقيادة الجنرال جيرو بإجمالي سبع فرق فرقة آلية خفيفة وفرقتان مشاة ميكانيكية واربع فرق مشاة منتشرة من بحر الشمال حتى مدينة بايول Bai Ueul.


الحملة البريطانية بقيادة الجنرال غورت بإجمالي تسع فرق مشاة ولواء مصفح منتشرة من بايول حتى مولد Maulde.

الجيش الأول بقيادة الجنرال "بلانشار"بإجمالي 12 فرقة /فرقتان أليتان خفيفتان وثلاث فرق مشاة ميكانيكي وسبع فرق مشاة منتشرة من مولد حتى نهر الواز.


الجيش التاسع بقيادة الجنرال كوراببإجمالي تسع فرق /فرقة مشاة ميكانيكي وفرقتين خيالة وست فرق مشاة منتشرة من نهر الواز حتى مدينة ميزيير Mezér.


الجيش الثاني بقيادة الجنرال هونتزيغر بإجمالي ثماني فرق / فرقتين خيالة وست فرق مشاة منتشرة من مدينة ميزيير حتى مدينة لونغيون Longuyon.


الجيش الثالث بقيادة الجنرال كوندي بإجمالي 13 فرقة /فرقة خيالة خفيفة و11 فرقة مشاة وفرقة مشاة بريطانية منتشرة من مدينة لونغيون حتى جنوب مدينة مس Metz.


الجيش الرابع بقيادة الجنرال روكان بإجمالي ثماني فرق مشاة منها فرقة بولندية منتشرة من مدينة "مس حتى جنوب نهر الموزيل Mouzel.


الجيش الخامس بقيادة الجنرال بوري بإجمالي تسع فرق مشاة منتشرة من جنوب نهر الموزيل حتى مدينة بال Bale على الحدود السويسرية.

الاحتياطي العام

خمس فرق "فرقة مشاة ميكانيكي وفرقة مشاة وثلاث فرق مدرعة".
......................
المقارنة العددية للقوات
....
الحلفاء
.....
قُدر عدد جنود الحلفاء بمليونين و900 ألف رجل و2574 دبابة حديثة و2128 طائرة منها 1648 طائرة فرنسية و480 طائرة بريطانية وبقيت 800 طائرة أخرى في بريطانيا.
.......
المحور


قُدر عدد جنود المحور بمليونين و750 ألف رجل و2600 دبابة بتدريع أقل من تدريع دبابات الحلفاء لكنها تتمتع بخفة حركة أكبر وبلغ عدد الطائرات الألمانية 3227 طائرة.
................

خطط أعمال الجانبين

لعب خط ماجينو الفرنسي وخط سيجفريد الألماني دوراً مهماً في أسلوب إعداد خطط العمليات لكلا الجانبين فقد حال هذا الخطان الدفاعيان المنيعان بين الجيوش المتحاربة والقيام بعمليات عسكرية خاطفة على طول الجبهة الألمانية الفرنسية.
pic12.jpg


والواقع أن خط ماجينو يُعد ذروة في التطور العلمي الفرنسي والأوروبي إلا أن نقطة الضعف فيه أنه لم يمتد على الحدود البلجيكية/ الفرنسية واكتفى رجال الهندسة العسكرية الفرنسية بتحصين تلك الحدود بوضع حزام من الأسلاك الشائكة والأعمدة وحفر الخنادق لإعاقة تقدم الجيش الألماني وآلياته ومن ثم وضعت خطط أعمال الجانبين كالآتي:
........
خطة المحور

كان قرار الهجوم على فرنسا قد اتخذ منذ سبتمبر 1939 عندما صرح هتلر بذلك أمام كبار القادة الألمان وبعد جلسات عديدة عُقدت في دار المستشارية الألمانية اجتمعت الآراء على أن الهجوم الذي يصر عليه هتلر يُعد أمراً في غاية الصعوبة.

وجد الجنرال بروخيتش أن واجبه قائداً أعلى يُحتم عليه توضيح الموقف وطلب أن يجتمع بهتلر في مقابلة مهمة فاستجاب هتلر لطلبه مكرهاً وبدأ بروخيتش تلاوة المذكرة التي جمع فيها الاعتبارات العسكرية التي تدعو إلى عدم الهجوم على فرنسا أو تأجيله حتى تكون الظروف مناسبة وتتلخص في الآتي:


الجيش الفرنسي قوي جداً/ خط ماجينو الحصين يُشكل صعوبة بالغة/ الجيش الألماني تنقصه المدفعية الثقيلة والذخائر اللازمة لمهاجمة التحصينات الفرنسية / الجيش الألماني خاصة المشاة تنقصه الروح الهجومية ناهيك عن أعمال العصيان في بعض الفرق المقاتلة.


لذلك يُنصح باستغلال التفوق السياسي والعسكري الذي أحرزته ألمانيا خاصة بعد اجتياح بولندا وذلك للتفاوض من أجل السلام العام بشروط مواتية لألمانيا أو الاكتفاء بأعمال القصف الجوي لإرهاق العدو واستنزافه وإجباره على الخروج من تحصيناته هاجماً فيسحق.

كان هتلر يصغى واجماً وفجأة انفجر غاضباً وانتزع المذكرة ومزقها وأمر بتجهيز خطة الهجوم وإصدار الأمر الرقم (6) والذي كان على الجيش الألماني بموجبه أن يدخل البلدان الثلاثة "هولندا وبلجيكا ولوكسمبورج" حتى يتحاشى خط ماجينو الحصين.
pic13.jpg


وتحقيق المفاجأة التكتيكية بأن يكون اتجاه المجهود الرئيسي في غابات الأردين التي عدت خطأ غير صالحة لقتال الدبابات وبالدراسة المتأنية للأرض اتضح أن منفرجات أرلون وتينتيني وفلورانفيل تسمح بالوصول إلى نهر الموز فلا تعترض الغابات سبيل الزحف والوصول إلى منطقة سيدان/ ديفان بغية خلق ظروف مواتية لمتابعة الزحف نحو الغرب.

وتم تعديل أوضاع القوات وذلك بتركيز الفرق المدرعة في مجموعة الجيوش أ لتناسب تنفيذ هذا المخطط وحدث توحيد في الفكر بين القيادة الحربية والقيادة العليا لجيش البر للخروج بالشكل النهائي لخطة الهجوم.


وتوزعت الأدوار على مجموعات الجيوش الثلاثة أ/ ب/ ج كالآتي:

مجموعة الجيوش ب /السندان

تتكون من جيشين ميدانيين وهما الجيش الثامن عشر بقيادة فون كوخلر والجيش السادس بقيادة فون رايخناو وتفتقر المجموعة ب نسبياً إلى الوحدات المدرعة الكبيرة ولكنها تملك أكبر ابتكار عسكري في ذلك الوقت ألا وهو فرقة مشاة الجو التي تهاجم الأهداف الهامة والتحصينات بطرق مبتكرة طبقاً لطبيعة الهدف.


كُلفت مجموعة الجيوش ب بما أسمته القيادة الألمانية هجوم التمركز وقد حُدد بما يلي بقيام الجيش الثامن بمهاجمة الدفاعات الهولندية واحتلال هولندا بأقصى سرعة وأن يحول دون اتصال القوات الهولندية بالقوات البلجيكية وفي التوقيت نفسه يقوم الجيش السادس بعملية سريعة صاعقة لتحطيم خطوط الدفاع البلجيكية والاستيلاء على النقط الحصينة خاصة قلعة إيبن إيمايل وعزل القوات البلجيكية وكان الهدف من ذلك هو خداع قيادة قوات الحلفاء بإقناعهم أن المعركة الرئيسية في هذا الاتجاه فتحول معظم قواتها إلى شمالي المعركة وبذلك تُهيأ أفضل الظروف للوصول إلى منطقة سيدان الإستراتيجية وبهذا تكون مجموعة الجيوش ب قد قامت بدور السندان تمهيداً للهجوم الرئيسي.

مجموعة الجيوش أ /المطرقة
map03.jpg

أوكلت القيادة العليا إلى مجموعة الجيوش أ القيام بدور المطرقة وزودتها بما تقتضيه خطورة المهمة الأساسية بقائد متميز و46 فرقة منها سبع فرق مدرعة ورُسمت خطوط العملية باقتحام نهر الموز بين دينان وسيدان بأسرع وقت ممكن ثم التوغل في اتجاه مصب السوم بكل ما يتيسر من إمكانات وبأقصى سرعة بهدف تطويق المنطقة المحصنة في شمال فرنسا والاستيلاء عليها وقد تقاسمت هذه المهمة ثلاثة جيوش ميدانية:

يشن الجيش الرابع بقيادة فون كلوغي الهجوم على جبهة واسعة بين حصن أبين ـ إيمايل وشمال لوكسمبورج Luxembourg.


يُهاجم الجيش الثاني عشر بقيادة ليست على جبهة ضيقة في اتجاه سيدان وقد فرض عليه أن يتوغل في ثلاثة أنساق بسبب الطرق.

الجيش السادس عشر بقيادة بوش:eek:" الذي يؤمن الجانب الأيسر للجيش الثاني عشر ضد أي ضربات مضادة فرنسية قد تأتي من الجنوب ثم متابعة الزحف نحو الغرب لاستكمال محاصرة قوات خط ماجينو.
.......
مجموعة الجيوش ج /الهجوم التثبيتي

تتخذ أوضاعها في مواجهة خط ماجينو الحصين من سويسرا حتى لكسمبورج بهدف إحباط أي هجوم مضاد من هذا الاتجاه ومنع تطويق القوات الألمانية وكذلك جذب انتباه قيادة قوات الحلفاء إلى هذا الاتجاه للاحتفاظ بقوات الحصون التي تتخذ أوضاعها في خط ماجينو وخلفه في أماكنها وعدم إشراكها في المعركة الرئيسية.


بعد نجاح مجموعة الجيوش أ في تحقيق مهمتها تخترق مجموعة الجيوش ج خط ماجينو في جنوب ساربورج وتتجه ناحية الجنوب الغربي لقطع الطريق على الفرق الفرنسية المنسحبة.
................
العمليات الخاصة

لم تغفل الخطة الألمانية الرئيسية أعمال الخداع الإستراتيجي والأعمال الخاصة ولكنها تركت الخداع التكتيكي للخطط الفرعية على المستويات المختلفة في مجموعات الجيوش وكانت أهم هذه الأعمال التي أشرف عليها هتلر بنفسه ما يلي:

توجيه ضربات صاعقة شمال الميدان يلفت بها اهتمام قيادة العدو إلى تلك الجهة.


قيام الفرقة السابعة مظليين بالانقضاض على ترعة ألبير وعلى تحصينات لياج وعلى جسر فرونهوفن.


الإنزال على مرتفعات قلعة أبين ـ إمايل والاستيلاء عليها لتأمين تسلل الدبابات نحو سيدان عبر غابة الأردين.

استمرار أعمال القصف المدفعي على خط ماجينو مع بداية المعركة.


وبنجاح مجموعة الجيوش أ في الوصول للأرض المفتوحة خلف الدفاعات توجه ضربة قوية لدفاعات خط ماجينو في جنوب ساربورج وخُططت جميع هذه الأعمال في أوقات تخدم أعمال قتال القوات الرئيسية لتضليل العدو أو لإرباك قياداته.
............
خطة الحلفاء

كان منطقياً أن تكون خطة مجابهة القوات الألمانية والذود عن فرنسا خطة دفاعية فقد كان راسخاً في الأذهان أن خطي ماجينو وسيجفريد هما من المناعة بحيث إن أي جيش يغامر بشن هجوم سيكون مصيره كارثة وهكذا اعتمدت القيادة على حماية خط ماجينو وجعلته مركز المقاومة الأساسي الذي سيتم به النصر بعد صد هجوم الأعداء.


اقتحمت الجيوش الألمانية بولندا في أول سبتمبر 1939 فأهدت فرنسا درساً ثميناً كان عليها أن تفيد منه حين قدم لها الجيش الألماني عرضاً لأساليب القتال والتي وردت في تقارير الاستخبارات الفرنسية وهي:

(1) إفلاس نظرية الدفاع المعتمد على الخطوط.

(2) تفوق السرعة على قوة النيران.


(3) الجيش الألماني مقسم إلى جيشين أحدهما قوامه المشاة والمدفعية والآخر قوامه الدبابات والطيران وكل منهما يعمل بسرعته الخاصة طبقاً لطبيعة الأرض ونوع المهمة.

رفضت القيادة الفرنسية أن تعير هذه التعاليم المستخلصة من حملة بولندا أي اهتمام مدعية أن الظروف تختلف تمام الاختلاف ففي بولندا صادفت ألمانيا جيشاً بدائياً ضعيف القيادة ضعيف العتاد مرغماً على تأمين جبهات تفوق طاقته في أرض تفتقر إلى التنظيم الدفاعي.


أما فرنسا فتملك جيشاً حديثاً كامل العُدة مؤمناً بجهاز دفاعي حصين لم يشهد التاريخ له نظيراً ألا وهو خط ماجينو وأفضل دليل على اختلاف الوضعين أن هتلر انقض على بولندا انقضاضاً بيد أنه يتريث في مهاجمة فرنسا.


كان يوم 10 يناير 1940 يوماً حاسماً لجميع الأطراف المتنازعة فقد هبطت اضطراراً إحدى طائرات الاتصال الألمانية بعد نفاذ وقودها على ضفاف نهر الموز في الأراضي البلجيكية وكان على متنها الميجور راينبرجر المنتمي إلى الفرقة السابعة المنقولة جواً وكان في حوزته وثائق سرية للغاية تتضمن خطة الهجوم الألماني على هولندا وعلى الأردين البلجيكية ورُسمت على خريطة مرفقة تحدد خطوط مسيرة الجيوش على معابر نهري الموز والسامبر وقد أوكل أمر احتلالها إلى الفرقة السابعة المنقولة جواً ولكن لم تكن هناك إشارة إلى توقيت تنفيذ الهجوم الألماني المرتقب.

كان لهذه الحادثة رد فعل على جميع الأطراف المتحاربة يختلف باختلاف إستراتيجية الدولة في مجابهة هذا الهجوم كالآتي:
........
بلجيكا

قبلت بلجيكا دخول قوات فرنسية ـ بريطانية في أراضيها بعد أن كان البلجيكيون هذا المبدأ يرفضون رفضاً تاماً من قبل بل إنهم طلبوا من باريس ولندن ضمان الحفاظ على كيان بلجيكا ومستعمراتها.

فرنسا ـ بريطانيا

قبلت القيادة مبدأ التدخل وكان التخطيط إذ ذاك يقضي بالتقدم حتى نهر إيسكو البلجيكي وإدارة أعمال دفاع تعطيلي بغية تأخير الجحافل الألمانية الزاحفة على الحدود الفرنسية ولكن الظروف اختلفت فضلاً عن أن التدخل له مميزات كثيرة فمن الناحية الأدبية يضع حداً لإهمال الدول الصغيرة التقليدي الذي بدأ بإهمال تشيكوسلوفاكيا وثم بولندا.


ومن الناحية الاقتصادية ينقذ أقاليم صناعية في بلجيكا ويحرم العدو من الاستفادة منها ومن الناحية الإستراتيجية يبعد التهديد الجوي والبحري عن إنجلترا ومن الناحية العسكرية ينقل المعركة خارج الحدود الفرنسية وتنضم عشرون فرقة بلجيكية إلى جيوش الحلفاء من شأنها أن تعدل ميزان القوى.

ألمانيا

كانت القيادة الألمانية تعتقد أن الوثائق السرية قد حُرقت مع الطائرة ولكن الاستخبارات أفادت أنَّ الفرقتين الفرنسيتين الآليتين 29 و25 قد احتشدتا على الحدود البلجيكية وأن الحدود بين البلدين قد فُتحت إذاً فقد كُشف السر فأرجئ الهجوم إلى أجل غير مسمى بعد أن كان قد تحدد له 17 يناير 1940 للاستفادة من البرد وتجمد مياه الأنهار.

هذا التأجيل أتاح للحلفاء تجهيز مسرح العمليات الجديد وإعداد خطط العمليات المستقبلية على النحو التالي:

الخطة الهولندية

جرت عدة محاولات لتنظيم دفاع مشترك بين بلجيكا وهولندا لم يكتب لها النجاح لاختلاف هدف كل دولة وإيثارها مصلحتها الإقليمية فالهولنديون أقلعوا عن فكرة الدفاع عن حدود الدولة نظراً لاتساعها في مقابل قوتهم العسكرية التي لا تتعدى عشر فرق واكتفوا بتركيز اهتمامهم على المثلث "أمستردام ـ لاهاي ـ روتردام" وإنشاء جزيرة صناعية وذلك بمد الفيضان في وجه القوات المعادية وكانت الأوضاع الدفاعية كالآتي:

(أ) الفيلقان الثاني والرابع في الشمال وحول مدينة "أرنهيم".

(ب) الفيلق الثالث ومعه فرقة مشاة متخصصة يدافع عن الموقع الممتد على طول مستنقع بيل.

(ج) الفيلق الأول يدافع على الخط العام "الراين" إلى الزيدرزي وعليه أن يضمن حرمة المعقل الوطني.
.....
الخطة البلجيكية

كان الجيش البلجيكي يتشكل من 23 فرقة ويخوض معركة الدفاع على خط الدفاع الرئيسي على نهر الموز من مدينة "جيفي" إلى مدينة "لياج" ممتداً على ترعة "ألبير" من مدينة "لياج" إلى مدينة "أنفير" تتخلل هذا الخط ثلاثة مواقع حصينة وهى "موقع نامور وموقع لياج وموقع أنفير يبعد هذا الخط عن الحدود مسافة حوالي 40كم واتخذت عشر فرق أوضاعها الدفاعية على هذا الخط.

يبعد عن هذا الخط الدفاعي بمسافة 10 كم خط الدفاع الثاني، والذي تحتله الفرقة السابعة وتنتشر على مواجهة واسعة حيث إنها محمية بموقع لياج الحصين وبحصن "إيبن ـ إيمايل" المنيع وكذلك بنهر الموز يعززها خندق الترعة بوعورته الشديدة.
...................

الخطة الفرنسية ـ البريطانية

تتخذ الجيوش الميدانية الفرنسية ـ البريطانية خلف الجيش الهولندي بفرقه العشر والجيش البلجيكي بفرقه الـ 23 تتخذ أوضاعها في المناطق الواقعة وراء الحدود الفرنسية كالتالي:

الجيش الفرنسي السابع من الشمال وحتى مدينة "بايول".

قوة التدخل البريطانية بقوة تسع فرق تدافع عن الخط من "بايول" حتى مدينة "مولد".

المجموعة العسكرية الفرنسية الأولى تتخذ مواقعها الدفاعية في المنطقة الواقعة شمال خط ماجينو من مولد" حتى "لونغوين" بقوة 20 فرقة مشاة وفرقتين مشاة ميكانيكي.

المجموعة العسكرية الفرنسية الثانية بقوة 35 فرقة والمجموعة العسكرية الفرنسية الثالثة بقوة 14 فرقة على طول خط ماجينو من لونغوين حتى مدينة بال السويسرية.

مع ظهور نوايا العدو للهجوم تُدفع القوات المتحركة الآتية دفعة واحدة إلى هولندا: الجيش السابع الميداني وفرقة آلية خفيفة من فيلق الخيالة الآلي بهدف المساندة في تأخير الهجوم لأطول فترة ممكنة.

يدفع فوج الخيالة الآلي عدا فرقة آلية خفيفة لاتخاذ الأوضاع على خط "تونجر ـ هانوت" لتخفيف العبء على خط "أنفير ـ نامور".

ومنذ اليوم الأول قتال تدفع ست فرق مشاة آلية للقيام بالهجوم المضاد في اتجاه سيدان ونامور وأنفير وبفضل هذا التخطيط، كان الحلفاء يتبعون خطة المقاومة والرد تاركين أمر المبادرة للعدو أما أساليب الرد فقد قررتها القيادة منذ اليوم الأول مع احتفاظ قوات المحور بـ22 فرقة احتياط منها ثلاث فرق مدرعة.
.......................
يتبع ان شاء الله
 
هزيمة فرنسا وسقوط خط ماجينو


كانت فرنسا مستعدة إلى درجة كبيرة لملاقاة ألمانيا عند اندلاع الحرب العالمية الثانية فهي تملك القوات والعتاد ويمتد على طول حدودها مع ألمانيا خط ماجينو الحصين ولكن تنقصها الروح القتالية التي ملأت جوانبها عام 1914 واكتفت بأن تتوارى خلف خط ماجينو ولم تمد لحليفتها بولندا يد المعونة بالضغط على العدو المشترك وساد الجبهة الشرقيةهدوء شامل إلا من بعض النشاطات المحدودة على طول خط ماجينو كان من نتيجتها إكراه الألمان على الجلاء عن إقليم ساربريكين Sarbricken ولكن الفرنسيين أُكرهوا كذلك على الارتداد من غابة فارندت Varndt.

لم يستمر الهدوء على الجبهة الشرقية طويلاً حتى ضرب الألمان ضربتهم الكبرى في الغرب فقد بدأوا هجوماً هائلاً قبيل فجر 10 مايو 1940 على هولندا وبلجيكا ولوكسمبورج في آن واحد ولم تمض عدة ساعات حتى اكتسحوا لوكسمبورج.

وفي 12 مايو اخترقوا خط الدفاع الرئيسي للجيش الهولندي وسقطت روتردام في 14 مايو.

وفي الوقت ذاته كان الألمان يوجهون ضرباتهم لجيش بلجيكا فاستنجدت ببريطانيا وفرنسا فدخل جيشاهما طبقاً لخطة موضوعة من قبل لنجدتها لكن القوات الألمانية الزاحفة حطمت خط الدفاع الرئيسي واخترقته بين نامور وسيدان في 14 مايو وعبرت نهر الميز شاقة طريقها خلال غابات الآردين واتجه جزء من القوات غرباً نحو مدينة أمبان وجنوباً نحو مدينة ريمس.

وبدا كأن كل شئ ينذر الحلفاء بوقوع كارثة مروعة وهزيمة ساحقة وأخذت القوات الفرنسية ترتد أمام القوات المصفحة الألمانية التي حولت وجهها صوب الجنوب وتمكنت من اختراق خطوط الدفاع الفرنسية في كل مكان إلى أن احتلوا نصف أراضي فرنسا فطلبت حكومتها الهدنة رسمياً وفي 22 يونيه 1940 وقع المبعوثون الفرنسيون الهدنة طبقاً للشروط التي فرضتها ألمانيا.
...................
سير العمليات
map04.jpg

بدء الهجوم الألماني على قوات الحلفاءالساعة الخامسة و35 دقيقة صباحاً ساعة الصفر وبدأت العملية بقصف جوي ألماني على القوات المدافعة على طول خط المواجهة وفي توقيت القصف نفسه أُنزلت فرق مظلية ألمانية في هولندا للسيطرة على جسور روتردام ودوردرشت وموردجيك كما أُنزلت فرق مظلية أخرى في بلجيكا للسيطرة على حصن إبين ـ إيمايل.

هبطت الفصائل المنقولة جواً خلف الترع ومنعت القوات المكلفة بتفجير الجسور من استعمال أجهزة التفجير وصمدوا في انتظار رؤوس الأرتال القادمة من ماستريخت.

تقدمت مجموعة الجيوش ب في اتجاه هولندا ومجموعة الجيوش أ باتجاه بلجيكا ولوكسمبورج ومجموعة الجيوش ج اتخذت أوضاعها قبالة خط ماجينو.

طلائع الجيش الفرنسي السابع والحملة البريطانية تدخل بلجيكا طبقاً للخطة دايل التي تقضي باحتواء الهجوم الألماني بتجميع جزء كبير من القوات المدافعة والتوغل في بلجيكا لكن هذا التوغل سهل على مجموعة الجيوش أ القيام بالهجوم على هولندا من خلال غابات الأردين التي كانت تعد خطأ غير قابلة للاختراق.
..................
10 مايو 1940

تنجح القوات المظلية الألمانية المكلفة بالاستيلاء على حصن إبين ـ إيمايل من نسف مدافعه العشرة ومراكز المراقبة والرماية بالمواد المتفجرة وأحكمت السيطرة عليه في 17 دقيقة وسمح تشرشل لقوات الجو البريطانية بقصف أهداف داخل الأراضي الألمانية.

يتخذ الملك ليوبولد الثالث بصفته القائد الأعلى للقوات البلجيكية قراراً بانسحاب قواته من خط ترعة ألبير إلى خط الدفاع الرئيسي أمام العاصمة بروكسل.

11 مايو 1940

يتلقى الجيش الفرنسي السابع الذي كان قد دخل هولندا أمراً بالانسحاب إلى منطقة بريدا وينسحب الجيشان الأول والتاسع الفرنسي من شرق نهر الموز إلى غربه ويتخليان عن موقع سيدان الإستراتيجي الذي تستولي عليه الفرقتان المدرعتان الألمانيتان الأولى والعاشرة وتنظم الجيوش الحليفة دفاعاتها على الخط العام سيدان ـ جمبلو ـ أنفير

12 مايو 1940
map05.jpg

تخترق القوات الألمانية ممرات نهر الموز وتحتل مدينة لياج ويصيب الجيش الهولندي التشتت وينسحب إلى خط دفاعي عُرف باسم "القلعة الهولندية" وتلجأ ملكة هولندا إلى لندن على رأس أعضاء حكومتها.

يصدر بيان عن القيادة العامة الفرنسية يُعبر عن حقيقة الوضع "من نامور إلى مزيار نجح العدو في إقامة رأسي جسر الأول في شمالي مدينة دينان والثاني في مدينة مونتير وهناك اختراق ثالث أكثر خطورة تحقق في غابة مارفي بالقرب من سيدان.

13 مايو 1940

يوقع القائد الأعلى للقوات المسلحة الهولندية هنري وينكلمان على استلام هولندا إثر قصف جوي عنيف لمدينة روتردام الهولندية وتنجح القوات الألمانية في فتح ثغرة بين مدينة دينان ومدينة سيدان بعرض 80 كم والقوات الفرنسية تتراجع.

14 مايو 1940

يهاجم الجيش الألماني السادس بشدة خطوط الحلفاء بين مدينة لوفان ونامور وتقطع الفرقة الألمانية المدرعة السادسة الطريق أمام الجيش الفرنسي التاسع مما أدى إلى تشتيته وطلبت الحكومة الفرنسية من تشرشل تكثيف الدعم الجوي البريطاني للقوات الفرنسية التي بات انهيارها وشيكاً.

15 مايو 1940

يصدر قائد القوات البرية الفرنسية أوامره بسحب جميع القوات الفرنسية الموجود في الأراضي البلجيكية لتكثيف الدفاع عن باريس.

يُبلغ رئيس الوزراء الفرنسي بول رينو /تشرشل عبر الإذاعة بأن المعركة قد انتهت وأن طريق باريس بات مفتوحاً أمام العدو ما دعى تشرشل للتوجه جواً إلى باريس في اليوم نفسه للاجتماع برينو، وتدارس الموقف الخطير.

يتوغل فيلق الدبابات الألماني السابع بقيادة رومل حوالي 80 كم باتجاه مدينة كامبري داخل الأراضي الفرنسية ويأسر نحو 10 آلاف جندي ويغنم 100 دبابة من قوات الجيش الفرنسي.

16 مايو 1940

يدخل الجيش السادس الألماني بقيادة الجنرال فون ريشنو بروكسل ويعلن العاصمة البلجيكية مدينة مفتوحة وتغير القوات الألمانية اتجاه تقدمها شطر المناطق الشمالية الغربية بدلاً من التوجه نحو باريس التي تتنفس الصعداء.

17 مايو 1940

يصل رومل إلى مدينة كامبري ويأسر ما تبقى من الجيش الفرنسي التاسع.

18 مايو 1940

الفرق المدرعة الألمانية التسع التي اجتاحت الجبهة الفرنسية يعاد تنظيمها ورفع كفائتها في مناطق كابري وبيرون.

19 مايو 1940

رومل يحتل المرتفعات الإستراتيجية الهامة التي تشرف على أراس.

الدبابات الألمانية تتجه نحو بحر الشمال بعد أن فتحت داخل خطوط الحلفاء ممراً بعرض 30 كم بحيث صار شمال هذا الممر الجيش الأول ومعه تسع فرق من قوة الحملة البريطانية والجيش البلجيكي وصار جنوبه أربعة جيوش فرنسية الجيش العاشر، والرابع والسادس والثاني.

20 مايو 1940
map07.jpg

تحاول القوات المدرعة البريطانية وفرقتان من الجيش الفرنسي الأول قطع الممر الألماني لكنها أُجبرت على التوقف بعد انطلاقة ناجحة.

21 مايو 1940

عرض الجنرال ويغان القائد الأعلى الجديد للقوات الفرنسية على رئيسي الوزراء (الفرنسي رينو والبريطاني تشرشل) في قصر فنشان خطة تهدف إلى تفادي الهزيمة بالقيام بهجوم مضاد باتجاه الجبهة الجنوبية الغربية ولم ينجح الهجوم لسوء التنسيق بين البريطانيين والفرنسيين.

22 مايو 1940

يصدر الجنرال فون روندشتاد قائد مجموعة الجيوش أ أوامره للوحدات المدرعة بالتوقف.

23 مايو 1940

نجحت الفرقة الثانية المدرعة الألمانية في حصار مدينة بولونيا الفرنسية.

24 مايو 1940

انهيار الجبهة البلجيكية بين مدينة غيلوي ومدينة ليس.

25 مايو 1940

تطلب القيادة البلجيكية من الملك ليوبولد مغادرة البلاد لكن الملك البلجيكي يرفض الطلب.

26 مايو 1940

تستولي الفرقة العاشرة المدرعة الألمانية على مدينة كالييه الفرنسية.

سحب الجيش البريطاني إلى ميناء دنكرك تحت غطاء جوي كثيف للطيران الملكي على أن يبقى الجيش الفرنسي بمفرده يواجه مصيره.

27 مايو 1940

تتراجع الجيوش الفرنسية على كل الجبهات وتوقع بلجيكا وثيقة استسلامها دون التشاور مع الحلفاء وتسحب ما تبقى من جيشها ما يشجع إيطاليا لدخول الحرب بجانب ألمانيا.

28 مايو 1940

تبدأ عملية إجلاء 350 ألف جندي من قوات الحلفاء من ميناء دنكرك إلى إنجلترا نجح 47310 منهم في عبور المانش.

بدأت عملية إعادة تجميع للفرق المدرعة الألمانية ومجموعات الجيوش أ / ب للتقدم في اتجاه الجنوب لاستكمال تدمير الجيش الفرنسي.

يستعد الجيش الفرنسي للقيام بهجوم مضاد على جنوب الممر.

29 مايو 1940

تشرشل يصل إلى باريس ويتدخل الرئيس الأمريكي روزفلت مجدداً طالباً من الحكومة الإيطالية عدم دخول الحرب ضد بريطانيا وفرنسا.

30 مايو 1940

يستمر القصف الألماني العنيف على ساحل ميناء دنكرك براً وبحراً وجواً وفي المقابل عمليات الإجلاء لجيوش الحلفاء مستمرة ونجح 64229 رجلاً في مغادرة دنكرك.

1 يونيه 1940

انتهاء عملية دينامو بمغادرة أربعة آلاف جندي بريطاني ليلاً ويحدد موسوليني موعد دخول إيطاليا الحرب ضد الحلفاء في منتصف ليل العاشر من يونيه!!!!.

2 يونيه 1940

هجوم ألماني ضاغط على التحصينات الدفاعية الفرنسية حول ميناء دنكرك.

3 يونيه 1940
map08.jpg

نجحت القوات الألمانية في احتلال مدينة دنكرك وميناءها بعد أن أمنت القوات الحليفة إخراج 338226 جندي من الأراضي البلجيكية بينهم 120 ألف جندي فرنسي وفقد الحلفاء خلال هذه العملية 200 قطعة بحرية 177 طائرة ألفي مدفع 60 ألف آلية و76الف طن من الذخائر 600 ألف طن وقود.

4 يونيه 1940

بدأت القوات الألمانية معركة تدمير ما تبقى من القوات الفرنسية.

قصف جوي ومدفعي عنيف شمل مناطق السوم وأسن والخطوط الخلفية للجيوش الفرنسية المنتشرة بين إبيفيل وخط ماجينو

5 يونيه 1940

يخترق الفيلق الخامس عشر المدرع الألماني صفوف الجيش العاشر الفرنسي في النقطة الواقعة بين شاطئ بحر الشمال ومدينة أمبان.

يُبدي الجيش السابع الفرنسي مقاومة شديدة في وجه هجمات الفيلقين الألمانيين المدرعين الرابع عشر والسادس عشر في المنطقة بين مدينة أمبان ومدينة بيرون.

يتمكن جيش المشاة الألماني التاسع في الشرق من فتح ثغرة داخل دفاعات خط ماجينو ولكنه يُرد على أعقابه في منطقة شيمان دي دام يتقدم الفيلق 39 والفيلق 41 الألمانيان نحو الجبهة الجنوبية / الشرقية خلف خط ماجينو.

6 يونيه 1940

تنجح القوات الألمانية في احتلال مدينة مون ديدييه ومدينة نوايون ومدينة فورج كي زو وتتجه صوب نهر السين دون مقاومة تُذكر.

7 يونيه 1940

يغرق طرادان ألمانيان حاملة الطائرات جلوريس.

8 يونيه 1940

تحتل القوات الألمانية مُدن ديب ولاروان وكومبيان وتصل إلى نهر السين.

يُعلم قائد القوات الفرنسية رئيس الحكومة بول رينو بأن الخطوط الدفاعية الفرنسية لن تستطيع الصمود.

9 يونيه 1940

يعترف قائد القوات الفرنسية رسمياً بانهيار الجبهة بعد أن تقهقر باتجاه اللوار.

10 يونيه 1940

يُعلن حاكم باريس العسكري العاصمة الفرنسية مدينة مفتوحة وذلك بعد محاصرتها من الشرق والغرب.

يلح الفرنسيون على مشاركة الطيران البريطاني إلى جانبهم ولكن تشرشل يرفض الطلب خوفاً من الغارات الألمانية على بلاده.

11 يونيه 1940

يقترح القائد الأعلى للقوات الفرنسية الجنرال ويغان الانسحاب الشامل لكن رئيس الحكومة بول رينو يعارض بشدة.

12 يونيه 1940

يلتقي رئيس الوزراء الفرنسي بول رينو بنظيره ونستون تشرشل ويطلب رينو من الولايات المتحدة الأمريكية وضع ثقلها في المعركة لإنقاذ فرنسا.

13 يونيه 1940

تغادر الحكومة الفرنسية مدينة تور إلى مدينة بوردو.

تخترق مجموعة الجيوش ج خط ماجينو بعد قتال مرير مع قوات الحصون.

يتوجه الفيلقان الألمانيان 39، 41 شرقاً باتجاه هضبة لانغر لقطع الطريق على القوات المنسحبة من خط ماجينو.

14 يونيه 1940

يقتنع رئيس الحكومة الفرنسية بضرورة عقد سلام مع الألمان ويعد روزفلت بإرسال كمية أكبر من السلاح إلى فرنسا وبريطانيا دون التورط في الحرب.

15 يونيه 1940

يتصل الجنرال شارل ديجول الموجود في لندن برئيس الوزراء الفرنسي بول رينو ويعلنه نص إعلان الوحدة الفرنسية البريطانية أبدى رينو موافقته على الاقتراح بينما لم يوافق مجلس الوزراء فيُشكل المرشال بيتان الحكومة الجديدة.

تقدم الحكومة الفرنسية في منتصف الليل رسمياً طلب الهدنة بواسطة السفارة الأسبانية.

16 يونيه 1940

تتوغل القوات الألمانية داخل الأراضي الفرنسية وتصل إلى الخط العام بونتارلييه ـ ديجون ـ كان.

يُعلن تشرشل بأن معركة بريطانيا قادمة لا محالة بعد انتهاء معركة فرنسا.

17 يونيه 1940

يحكم الألمان السيطرة على مدن كاين/ شيريورغ، رين، بربار، مان، نيفير، وكولمار.

يوجه الجنرال ديجول ندائه الشهير نداء 18 يونيه عبر الإذاعة البريطانية والموجه إلى الأمة الفرنسية حيث قال
بقناعة تامة إن الحرب لم تنته مطلقاً فهي حرب عالمية ومعركة فرنسا لم تكن سوى فصل صغير فيها وإنني أدعو الفرنسيين الموجودين في بريطانيا للاتصال بي والعمل على متابعة المعركة

18 يونيه 1940

يدافع ضباط مدرسة الفروسية في سومور ببسالة عن مدينتهم قبل أن تسقط في قبضة الألمان ومعها مدينتا بريست ونانت ويعلمُ الألمان الحكومة الفرنسية باستعدادهم لاستقبال مندوبين مطلقي الصلاحية للتفاوض.

19 يونيه 1940

بدء الهجوم الإيطالي على الحدود الفرنسية وترسل ألمانيا بعض الوحدات المدرعة باتجاه سلسلة جبال الألب الغربية لمساندة هذا الهجوم.

يطلب الفرنسيون توقيع الهدنة مع إيطاليا.

20 يونيه 1940

يستقبل هتلر الوفد الفرنسي المفوض بالتفاوض لتوقيع الهدنة ثم يقوم رئيس الأركان العامة بتسليم الشروط الألمانية لرئيس الوفد الذي سُمِح له بإجراء مكالمة هاتفية مع القائد الأعلى للقوات المسلحة الفرنسية لإطلاعه على الشروط المجحفة للهدنة.

تدخل عناصر من الجيش الإيطالي الأول مدينة مونتون الفرنسية وتحتلها.

21 يونيه 1940

يوقع الطرفان اتفاقية الهدنة عن الجانب الفرنسي رئيس وفدها الجنرال هونتزيجر وعن الجانب الألماني رئيس أركانها الجنرال كيتل.

22 يونيه 1940

يغادر الوفد الفرنسي المُكلف بتوقيع الهدنة مع إيطاليا فرنسا متوجهاً إلى روما.

23 يونيه 1940

توقيع الهدنة الإيطالية ـ الفرنسية في فيلا أولغياتا بالقرب من روما.

24 يونيه 1940

توقفت العمليات العسكرية الرئيسية في منتصف ليل 25 يونيه.

رفضت قوات خط ماجينو الاستسلام والخضوع للإنذارات الألمانية إلا في بداية يوليه وبحثوا مذكرات اعتراض يذكرون فيها أن دفاعاتهم متماسكة وأنهم يستسلموا انكساراً أمام تفوق العدو بل لإنذار وجهته الحكومة الفرنسي
...................................

يتبع ان شاء الله
 
التعديل الأخير:
رائـــــــــــــــع ابوالبراء تسلسل بديع لتاريخ خط مهم في التاريخ العسكري ...
واصل ابداعك



 
يا ريت اخى ان نتحدث بعد الانتهاء من هذا الموضوع (الشامل) عن (دنكرك) .. فما رأيك .؟​
 
رائـــــــــــــــع ابوالبراء تسلسل بديع لتاريخ خط مهم في التاريخ العسكري ...
واصل ابداعك

شكرا اخى خالد على مرورك وكلماتك الجميلة
يا ريت اخى ان نتحدث بعد الانتهاء من هذا الموضوع (الشامل) عن (دنكرك) .. فما رأيك .؟
ان شاء الله اخى شريف ...
..........................
تقييم خط ماجينو
...........................
مزايا خط ماجينو
..............

المحافظة على الغرض

حافظت القيادة العسكرية الفرنسية على الهدف من إقامة خط ماجينو لتأمين حدودها الشرقية عندما تبنت إستراتيجية دفاعية سلبية تعتمد على أن هذا الخط الحصين سوف ينهك القوات الألمانية المهاجمة مما يسهل توجيه ضربات مضادة إليها وتدميرها.

المبادأة

تَبنى القادة العسكريون الفرنسيون نظرية دفاعية خاطئة تعتمد على حرب الخنادق وقد انعكس هذا الفكر على تنظيم القوات وكفاءتها حيث وجه الاهتمام إلى القوات الفرنسية المدافعة عن خط ماجينو دون اهتمام بتطوير القوات والتشكيلات المدرعة الميكانيكية التي لا تتحقق المبادأة بدونها في الوقت الذي طبقت فيه القوات الألمانية عقيدة الحرب الخاطفة باستخدام الطائرة والدبابة.

المفاجأة

تحولت المفاجأة إلى جانب القوات الألمانية حينما قامت فرق البانزر الألمانية بتجنب دفاعات خط ماجينو وإجراء التفاف بعيد لتستولي على فرنسا بعد اختيار منطقة الأردين وعبور نهر الموز وإحداث ثغرة عميقة في سيدان.

كان من الممكن للقوات الفرنسية تحقيق عنصر المفاجأة فيما لو قامت القوات الألمانية بالاشتباك مع دفاعات خط ماجينو، حيث ستكون المفاجأة بمدى التحصينات القوية والمستوى العالي لقوات الحصون.

الحشد

كان خط ماجينو قد خلب ألباب الفرنسيين وكانوا على يقين ثابت من أنه لن يُقتحم ورأوا أن قوات الحصون التي تدافع عنه كافية تماماً وحتى لا يرهق الشعب الفرنسي في إعداد قوات تحقق مبدأ الحشد اكتفت فرنسا بحشد القوات على الحدود البلجيكية من لونجوي ومونميدي إلى بحر الشمال ونجحت في حدود إمكانياتها البشرية من تحقيق ذلك خاصة أنها كانت تعتمد على جيوش ثلاث دول أخرى في هذا الاتجاه وهي لوكسمبورج وهولندا وبلجيكا.

الاقتصاد في القوى

كان من الأهداف الرئيسية لإنشاء خط ماجينو تحقيق الدفاع عن الحدود الفرنسية بأقل حجم من القوات وتوفير الوقت اللازم لتعبئة قوات كبيرة في مواجهة الغزو الألماني المرتقب وتكلفت فرنسا أعباء مالية كبيرة في سبيل إنشائه لكن الجيش الألماني حول هجومه في اتجاه الشمال الغربيحتى يتفادى خط ماجينو.

خفة الحركة والمناورة

لم تُطبق دفاعات حصون خط ماجينو مبدأ خفة الحركة والقدرة على المناورة فقد كان هذا الخط يفتقر إلى العمق الذي يحوي احتياطيات خفيفة الحركة هذه الاحتياطات من شأنها أن توجه ضربات مضادة في الاتجاهات التي نجحت الحصون في صد العدو المتجه إليها.

التعاون

صُمم خط ماجينو بحيث يوفر جميع متطلبات التعاون بين الأسلحة المختلفة خاصة المشاة ومدفعية الحصون وعناصر الاستطلاع بما يوفر فتح النيران خلال ثلاثة دقائق من اكتشاف الهدف كما كان التعاون واضحاً بين عناصر الشؤون الإدارية والإمداد بالذخائر ولكن فيما عدا خط ماجينو فلم يكن التعاون المطلوب قائماً لاسيما بين سلاح الجو والقوات البرية أما التعاون على مستوى الجيوش المتحالفة فقد كان غير كافٍ.

الوقاية

لقد حقق خط ماجينو أعلى درجات التحصين ووقاية القوات فكان صُنع الدشم بحيث تستطيع أن تحمل ضربات مباشرة من الدشم المجاورة دون أن تصاب بأذى وكان سمك الحوائط الخرسانية للدشم يصل إلى 3.5 م واختيرت أنواع الخرسانات المسلحة بعد تجارب عديدة على مدى تحملها للضربات النيرانية الجوية والأرضية كما رُوعي ألا يقل سمك ناتج الردم عن 20% فوق الدشم والذي يدل على مدى تحقيق مبدأ الوقاية أن قوات الحصون التي كانت تعمل على خط ماجينو استسلمت بعد توقيع الهدنة في 22 يونيه بِعدّة أيام بعد تلقيها أوامر من القيادة العليا ولم تستسلم تحت ضغط العدو.

كفاءة القادة والقيادات

قامت القيادة الفرنسية بمسؤوليتها الكاملة فيما يختص بخط ماجينو من حيث اختيار أكفأ الضباط لتولي قيادات الحصن وإجراء التدريبات والاختبارات اللازمة للتأكد من كفاءة التحصينات لكن قيادة قوات الحلفاء لم تكن على مستوى قيادة المحور التي يقودها هتلر بكفاءة عالية.

الأمن والسرية

كان لوجود خط ماجينو أكبر الأثر في تحقيق هذا المبدأ فالقوات الفرنسية كانت محاطة بالسرية الكاملة بدءاً من التعبئة في بداية المعركة وحتى الإدارة الفعلية لها للدرجة التي جعلت القوات المعادية تتجنب مهاجمة خط ماجينو حتى محاصرته ودراسة نقاط الضعف فيه وكان ذلك في 14 يونيه بعد عشرة أيام من بدء معركة فرنسا.

الخداع

نجحت القوات الفرنسية في تحقيق مبدأ الخداع فيما يخص خط ماجينو ولكنها لم تستطع ذلك عندما حاولت أن تخدع قوات المحور بإدعاء أن امتداد خط ماجينو على الحدود البلجيكية بنفس كفاءة خط ماجينو فكانت القوات الألمانية على علم تام بأن امتداد هذا الخط من مدينة موتميدي على الحدود البلجيكية وحتى بحر الشمال لم يكن بنفس درجة الكفاءة والتحصينات لباقي خط ماجينو ولذلك حولت هجومها صوب هذا الاتجاه رغم طبيعة الأرض الصعبة في منطقة الأردين.

القيادة والسيطرة

حققت القيادة الفرنسية مبدأ القيادة والسيطرة وخاصة في خط ماجينو الذي تتوفر به غرف القيادة المجهزة مع توفر الاتصالات الخطية واللاسلكية.

الشؤون الإدارية

قامت القيادة الفرنسية بتجهيز خط ماجينو بجميع الوسائل التي تؤمن وجود تشوينات موزعة على مخازن ومستودعات للوقود والمياه والذخائر والأطعمة تكفي لمدة ثلاثة أشهر من القتال كما قدمت أماكن لمبيت الجنود وراحتهم وفوق ذلك زُود خط ماجينو بوسائل متعددة ومتنوعة لنقل المواد داخل أنفاق باستخدام القاطرات والعربات والمصاعد الكهربائية.

أما القوات خارج الحصون فلم تكن تعاني من مشكلات إدارية نظراً لأن غالبية أعمال القتال وقعت في أراضٍ فرنسية بها طرق الإمداد الجيدة ووسائل إعاشتها للجنود ميسرة.
...............
سلبيات خط ماجينو
.............
سلبيات سياسية

لم تعد القيادة الفرنسية العليا تؤمن بالمبدأ الذي قال به فوش في الحرب العظمى وهو أن الهجوم خير وسيلة للدفاع فقد كان ذهن القيادة مملوءاً بأفكار سقيمة عن قلة المواليد في فرنسا وعدم التناسب بين عدد الفرنسيين وعدد الألمان وكانت خطة القيادة السياسية ترمي إلى حقن الدماء والمحافظة على أرواح الفرنسيين وقد شجع فرنسا على أن تتبع هذه السياسة السلبية وجود خط ماجينو المنيع وقد قدرت أن سوف يحطم أطماع هتلر عندما يفكر في مناطحتها.

لم تتحرك فرنسا في مارس 1936 عندما دخل الألمان إلى أرض الراين المنزوعة السلاح طبقاً لمعاهدة فرساي واتبعت سياسة سلبية "سياسة انتظر حتى نرى" الأمر الذي شجع هتلر على التمادي في خرق بنود المعاهدة.

منذ ذلك التاريخ اتضح لحلفاء فرنسا وهم تشيكوسلوفاكيا وبولندا ويوغسلافيا أنه لم يعد لهم أمل كبير في الحصول على معونة فرنسا إذا انقض عليهم هتلر فأصبحت فرنسا منعزلة عن حلفائها عاجزة عن إرسال الإمدادات إليهم من داخل أوروبا وبذلك فقدت مكانتها كدولة عظمى الدول العظمى.

وقد كانت وزارة الخارجية الفرنسية بل والحكومة بأسرها تفهم ما يعنيه هتلر وما يرمي إليه باحتلال المناطق المنصوص على تجريدها من السلاح في معاهدة فرساي ولكنها لم تتخذ موقفاً إيجابياً ذلك أن هتلر اختار الوقت المناسب لضربته قبل شهرين من الموعد المضروب للانتخابات العامة في فرنسا ولم تكن الظروف السياسية مواتية لإثارة مشكلاتٍ مع ألمانيا خاصة وأن الحكومة البريطانية لم تعدهم بالمساعدة في حال نشوب الصراع.

ولو أن الحكومة الفرنسية في ذلك الحين تذرعت بالشجاعة والجرأة أن تعمل وحدها وكان لديها روح الاستقلال في العمل لاستطاعت أن تصد القوات الألمانية وتُوقف سياسة التوسع الهتلرية ولكن فرنسا لم تكن مستعدة للمغامرة التي كانت تملأ جوانبها في الحرب العظمى الأولى وانسحبت وتوارت خلف خط ماجينو.

وعلى الصعيد الداخلي لم تكن القيادة السياسية العليا تثق تمام الثقة في قوات خط ماجينو وذلك لأنه يضم عدداً كبيراً من الوحدات يصل إلى ثلاثة جيوش يمكنهم فرض إرادتهم إن أرادوا.

سلبيات اقتصادية

صدرت تعليمات البدء في المشروع عام 1929 وواكب ذلك فترة رواج اقتصادي عظيم لفرنسا لذلك صوّت مجلس الشيوع على ما اصطلح تسميته "قانون ماجينو" الذي يسمح بتخصيص 2.9 بليون فرنك فرنسي لتشييد الحصون على طول الحدود الألمانية والإيطالية يُخصص نصف الاعتمادات للدفاع عن منطقة لورين مفتاح الدخول للأنظمة الدفاعية بينما يُخصص 50 مليون فرنك فرنسي فقط للدفاع عن شمال فرنسا.

بدأت أعمال التجهيز طبقاً للمراحل المحددة، بما فيها تصنيع الأسلحة طبقاً لمتطلبات الموقع ما زاد من الإنفاق بدرجة كبيرة فلم يكف المبلغ المخصص لمرحلتين من التجهيز لمرحلة واحدة، فقرر المارشال بيتان Petan وزير الحربية آنذاك تخصيص مبلغ 1.2 بليون فرنك فرنسي لإنهاء أعمال المرحلة الأولى غير المكتملة على أن يُخصص منها 800 مليون فرنك لدفع ديون التجاوزات التي كانت في تمويل المرحلة الأولى.

هذا التخصيص الإضافي أدى إلى الاتجاه نحو الكارثة الاقتصادية التي ألمت بفرنسا منذ عام 1932 واستمرت حتى بدء الحرب عام 1940 كانت لهذه الكارثة آثاراً سلبية على خطط التنمية للدولة وخطط ميكنة الجيش التي انعكست آثارها على نتيجة الحرب.

سلبيات عسكرية

وثق الفرنسيون في خط ماجينو ثقة تصل إلى حد العقيدة الدينية ولكن مساوئ هذا الخط كان يعلمها الضباط المتمتعون بقدر قليل من استقلال الرأي وحسن البصيرة فهو بالفعل "خط" بمعنى أنه موقع دون أساس عميق لا يمكن للقائد من خلاله إدارة معركة ناجحة من خلال أنساق ثانية واحتياطيات موجودة في العمق.

فالحصون قوية ومنيعة ولكنها سيئة الالتصاق وقد أهمل الذين بنوها إمكان تحملها لضربات جوية ولم يحتسبوا للقصف الانقضاضي الذي بوسعه أن يدمر الحصون والدشم.

وكانت موانع الدبابات ضعيفة وبينها ثغرات كبيرة وعديدة وحجم النيران الذي يمكن أن ينتجه الخط قليل مقارنة بضخامته وتكلفته العالية وحجم القوات التي تشغله.

فلذلك يمكن القول إن خط ماجينو يعد ملجأ ممتازاً ولكنه دون المستوى أداةً للحرب ولا يمكن أن يقال إنه منيع والدليل على ذلك الغارة الألمانية في 10 مايو 1940 التي أظهرت الكثير من عيوبه ومن هنا ظهرت المشروعات المطالبة بامتداده إلى بحر الشمال وموازاته بخط آخر لتقويته وزيادة عمقه ولكن هذا المشروع رُفض لكلفته العالية ولأنه ضد الغرض الأساسي من بناء الحصون وهو الاقتصاد في الرجال إذ من الممكن أن يشغل ثلثي الجيش الفرنسي.

ومن سلبياته أن كل فرقة مدافعة كانت ترسل إلى المقدمة مجموعة استطلاع ترافقها كتيبة أو كتيبتين مشاة يُطلق عليها فرق الفواصل وكان الألمان يهاجمون هذه الكتائب بغرض الاستطلاع ويستولون على بعض الأسلحة والأسرى.

وكانت القيادة الفرنسية تردد أنها لا تريد أن تنزلق إلى اشتباكات محدودة حول المواقع الدفاعية وتفضل أن يكون التركيز على معارك رئيسية ولكن نتائج الحرب أثبتت إفلاس نظرية الدفاع المعتمدة على الخطوط.

وتفوق الألمان في السرعة وقوة النيران حيث كان لهما جيشان: جيش قوامه المشاة والمدفعية والآخر قوامه الدبابات والطيران وكلاهما يعمل في إطار خطة هجومية تتسم بالمرونة والسرعة والتوسع في القيام بحركات الالتفاف والتطويق وبذلك تفادوا خط ماجينو وتحركوا في الأراضي المفتوحة التي تساعد القوات المدرعة والمشاة الميكانيكية على سرعة الحركة بمساندة المدفعية وسلاح الجو الألماني المتفوق وهكذا سقطت أسطورة خط ماجينو الحصين
.....................
تم بحمد الله
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
جزاك الله خيرا اخي العزيز علي هذا الموضوع الرائع
بالتوفيق ديما ان شاء الله
 
والله الموضوع ده جـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــامد
 
اعتقد ان دة ثانى اعظم مانع عسكرى فى التاريخ بعد قناة السويس وخط بارليف واللى لية الفضل فى ازالتة هو الفيلد مارشالر اوفين هاجنس روميل ( ثعلب الصحراء فيما بعد ) وكا قائد الفرقة الثامنة المدرعة البانزر ( النمر باللغة العربية ) التابعة للرايخ
 
عودة
أعلى